عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (25) إلى الآية (29) ]

{ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) }


قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "دبر" الثلاث و"قبل" بسكون الباء، وهي لغة الحجاز وأسد وعنه "را قميصه" بألف من غير همز في هذه الكلمة للاتباع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
{قَدَّتْ}
قراءة الجماعة {قدت} بالدال، والقد: مطلق الشق.
قال أبو حيان:
«والقد القطع، والشق، وأكثر استعماله فيما كان طولًا...».
وقرئ (قطت) بالطاء.
قال أبو حيان: «والقط يستعمل فيما كان عرضًا».
{مِنْ دُبُرٍ}
قراءة الجماعة {من دبر}بضم الدال والباء، وتنوين الراء تنوين كسر لأنه بمعنى خلف يوسف عليه السلام.
وقرأ الحسن و محبوب عن أبي عمرو (من دبر) بضم الدال وسكون الباء والتنوين، وتسكين العين للتخفيف، وهي لغة الحجاز وأسد.
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والعطاردي وأبو الزناد ونوح القارئ، والجارود بن أبي سبرة بخلاف وأبو رجاء في رواية (من دبر) بثلاث ضمات من غير تنوين، وهو مبني على الضم؛ لأنه قطع عن الإضافة، والأصل من دبره، وهو ضعيف؛ لأن الإضافة
[معجم القراءات: 4/229]
لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الإضافة.
قال أبو حيان: «جعلوهما غاية...، ومعنى الغاية أن يصير المضاف غاية نفسه بعدما كان المضاف إليه غايته، والأصل إعرابهما لأنهما اسمان متمكنان وليسا بظرفين» اهـ.
الحديث هنا عن قبل ودبر.
وقال أبو حاتم: «وهذا رديء في العربية وإنما يقع هذا البناء في الظروف».
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والجارود أيضًا في رواية عنهم، وكذا نوح القارئ في رواية (من دبر) بإسكان الباء مع البناء على الضم، وتخريج هذه القراءة كالذي تقدم في القراءة السابقة، والإسكان لتخفيف تتابع الحركات.
وعن ابن أبي إسحاق أنه قرأ (من دبر) بضم الباء وفتح الراء من غير تنوين، فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، كأنه علم للجهة، أو كأنه علم للجنس، قال الشهاب: «وفيه نظر».
قال الزجاج: «أما الفتح فبعيد في قوله:..... ومن دبر كذا ضبط بسكون الباء، لأن الذي يفتح يجعله مبنيًا على الفتح، فيشبهه بما لا ينصرف، فيجعله ممتنعًا من الصرف لأنه معرفة ومزال عن بابه، وهذا الوجه يجيزه البصريون».
وقال: «وقد روي عن ابن أبي إسحاق الفتح والضم جميعًا، والفتح أكثر في الرواية عنه، ولا أعلم أحدًا من البصريين ذكر الفتح غيره.
{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا}
قراءة الجماعة {وألفيا...}.
[معجم القراءات: 4/230]
وقرأ عبد الله بن مسعود (ووجدا..) وهي في معنى قراءة الجماعة، وتحمل قراءته على التفسير، وهذا شأن أغلب ما روي عنه.
{بِأَهْلِكَ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
قراءة الجماعة {أو عذاب أليم} بالرفع عطفًا على المصدر المؤول من {أن يسجن}،
والتقدير: ما جزاء... إلا السجن أو عذابٌ، والمصدر المؤول خير المبتدأ: جزاء، وما نافيه، أو استفهامية، على تقدير: أي شيء جزاؤه إلا السجن؟
وقرأ زيد بن علي (أو عذابًا أليمًا) بالنصب، وقدره الكسائي:أو يعذب عذابًا أليمًا، أي بالنصب على المصدر). [معجم القراءات: 4/231]

قوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قُبُلٍ)، و(دُبُرٍ) بإسكان الباء فيهما أبو حيوة، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بضمهما، وهو الاختيار، لأنه أشبع). [الكامل في القراءات العشر: 576] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الدال في الشين وبالإظهار.
{مِنْ قُبُلٍ}
قراءة الجمهور: (من قبل)بضم الباء فيه والتنوين.
[معجم القراءات: 4/231]
وقرأ الحسن و محبوب عن أبي عمرو (من قبل) بضم الدال وسكون الباء والتنوين، وهي لغة الحجاز وأسد.
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والعطاردي وأبو الزناد ونوح القارئ والجارود بن أبي سبرة بخلاف وأبو رجاء في رواية (من قبل) بثلاث ضمات من غير تنوين وهو مبني على الضم؛ لأنه قطع عن الإضافة، والأصل: من قبله، وهو ضعيف؛ لأن الإضافة لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الإضافة، وهو عند أبي حاتم رديء، وتقدم مثل هذا البيان في «دبره» قبل قليل.
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والجارود أيضًا في رواية (من قبل) بإسكان الباء مع البناء على الضم، والإسكان للتخفيف، وتخريج البناء على الضم حاله كالذي تقدم في القراءة السابقة.
وقرأ ابن أبي إسحاق (من قبل) بضم الباء وفتح الراء من غير تنوين، فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، كأنه علم للجهة. وذكر الزجاج أن الرواية بالفتح عنه أكثر من الرواية بالضم، وتقدم بيان أوفى من هذا في (دبر) في الآية السابقة، وحسبي وحسبك ما تقدم.
{وَهُوَ}
قرأ أبو عمرو والكسائي وقالون وأبو جعفر والحسن واليزيدي
[معجم القراءات: 4/232]
(وهو) بسكون الياء، وهي لغة نجد.
وقراءة الباقين {وهو} بضمها، وهي لغة الحجاز.
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (وهوه) ). [معجم القراءات: 4/233]

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قُبُلٍ)، و(دُبُرٍ) بإسكان الباء فيهما أبو حيوة، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بضمهما، وهو الاختيار، لأنه أشبع). [الكامل في القراءات العشر: 576] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}
قراءة الجماعة {قد} بالدال.
وذكر أبو حيان أنه قرئ (قط) بالطاء، وذكر قبل هذا أن القد القطع والشق، وأكثر استعماله فيما كان طولًا، وأن القط يستعمل فيما كان عرضًا.
{وَهُوَ}
تقدمت القراءتان بسكون الهاء وضمها، ثم الوقف في الآية السابقة). [معجم القراءات: 4/233]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "دبر" الثلاث و"قبل" بسكون الباء، وهي لغة الحجاز وأسد وعنه "را قميصه" بألف من غير همز في هذه الكلمة للاتباع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رءا} [24 28] معًا، ما فيه لورش من المد والتوسط والقصر لا يخفى، وحكم إمالته سيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 739] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
{رَأَى}
قراءة الجماعة {رأى}.
وتقدمت الإمالة فيه في الآية / 42 من هذه السورة.
وإذا وقف عليه حمزة سهل الهمزة.
وقرأ الحسن (رى) بألف من غير همز.
{قُدَّ مِنْ دُبُرٍ}
ذكر أبو حيان أنه قرئ (قط) بالطاء، ولم يعين موضعه، ولذلك ذكرت القراءة في الآيتين، ونقله عن ابن عطية.
[معجم القراءات: 4/233]
وقال المفضل بن حرب: رأيت في مصحف (عط من دبره) أي شق.
قال الزبيدي: «ونقله الليث، قال الصاغاني: ولم أعلم أحدًا من أهل الشواذ قرأ بها».
وجاء النص في البحر عن المفضل (قط من دبره).
ويغلب على ظني أن فيه تحريفًا، وأن صواب الرواية (عط) وكذلك جاءت عند القرطبي والزبيدي في التاج.
ومما يؤيد هذا أنه جاء في المطبوع من المحرر (قط)، وفي الحاشية (۳): جاء في بعض النسخ عط بالعين المهملة، وآثرنا التي نقلها أبو حيان في البحر». كذا ولا وجه لهذا الإيثار عندي.
{كَيْدِكُنَّ... كَيْدَكُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (كيدكنه... كيدكنه).
وخص جماعة هذا الوقف بما كان بعد الهاء مثل فيهن وعليهن.
قال في النشر: «وقد أطلقه - يعني الجمع المؤنث - بعضهم، وأحسب أن الصواب تقييده بما كان بعد هاء كما مثلوا به...» ). [معجم القراءات: 4/234]

قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخَاطِئِينَ، وَمُتَّكَأً لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الخاطئين} [29]، و{متكئًا} [31] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مثواي [يوسف: 23] في الإمالة، ولأبي جعفر خاطين [97]، ومتّكا [31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الخاطئين} ما لورش فيه لا يخفى، وتقدم، وفيه لحمزة إن وقف وجهان، تسهيل الهمزة بين بين، والثاني حذفها، وما ذكر فيه غير هذا ضعيف). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
{يُوسُفُ}
قراءة الجماعة {يوسف} بضم الفاء على تقدير: يا يوسف.
وقرأ الأعمش {یوسف} بفتح الفاء، أخرج على أصل باب النداء وهو النصب.
[معجم القراءات: 4/234]
قال العكبري:
«والأشبه أن يكون أخرجه على أصل المنادي...، وقيل: لم تضبط هذه القراءة عن الأعمش.
والأشبه أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل، وأجرى الوصل مجرى الوقف، فألقى حركة الهمزة على الفاء، وحذفها، فصار اللفظ بها (يوسف اعرض).
وهذا كما حكي: الله اكبر، أشهد أن لا، بالوصل والفتح».
وقال الشهاب:
«وقرئ بفتح الفاء من غير تنوين، فقيل إنها غير ثابتة، وقيل إنها حركة إعراب فهو منصوب، وقيل أجرى الوقف مجرى الوصل، ونقل له حركة الهمزة».
{أَعْرِضْ}
قراءة الجماعة «أعرض» على الأمر ليوسف.
وروى الحلبي عن عبد (الوارث) على لفظ الماضي. أي: يوسف أعرض.
ويوسف على هذه القراءة مبتدأ، وما بعده خبر عنه.
قال العكبري: «وفيه ضعف؛ لقوله: {واستغفري}، وكان الأشبه أن يكون أي على القراءة بالماضي بالفاء: فاستغفري».
{إِنَّكِ كُنْتِ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الكاف في الكاف، وعنهما الإظهار.
{مِنَ الْخَاطِئِينَ}
قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وقفًا ووصلًا (من الخاطين).
[معجم القراءات: 4/235]
وعن حمزة في الوقف وجهان:
أ- الأول كقراءة أبي جعفر (من الخاطين) بحذف الهمزة.
ب. الثاني: تسهيل الهمزة بين بين.
وتقدم مثل هذا في الصابئين في الآية/62 من سورة البقرة، وكذا في الآية/95 (خاسئين) ). [معجم القراءات: 4/236]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس