عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة هود

[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) }

قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن كثير، وقالون، وحفص: {الر} (1): بالفتح.
وورش: بين اللفظين.
والباقون: بالإمالة). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قد ذكرت ألر في أول يونس و(إلّا ساحر) في المائدة). [تحبير التيسير: 404] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذَكَرْتُ سَكْتَ أَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الرَّاءِ فِي الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (السكت والإمالة في الفواتح ذكر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
سكت على كل حرف من "الر" أبو جعفر وأمال راءها أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/122]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الر} [1] قرأ البصري وشامي وشعبة والأخوان بإمالة الراء إضجاعًا، وورش بين بين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)}
{الر}
قرأ أبو جعفر بتقطيع الحروف بعضها من بعض بسكتة يسيرة بدون تنفس، بمقدار حركتين، «ألف، لام، را».
وهذا مذهبه في قراءة هذه الحروف في سائر القرآن الكريم.
- وأمال الراء أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف ويحيى وهشام وقالون وهبيرة عن حفص، وابن نافع {الر}.
- وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر وقالون ويعقوب ونافع في رواية المسيبي بالفتح {الر}.
- وقرأ ورش والأزرق وابن عامر وعاصم في رواية حماد بين الفتح والإمالة.
{أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ}
- قراءة الجماعة {أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} على البناء للمفعول في الفعلين.
- وقرئ {أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} على البناء على الفاعل فيهما.
أي: أحكمت الآيات أنا ثم فصلتها.
[معجم القراءات: 4/3]
- وقرأ عكرمة والضحاك والجحدري وزيد بن علي وابن كثير في رواية: {ثُمَّ فُصِّلَتْ}، بفتحتين، خفيفة على لزوم الفعل للآيات، ومعناه: انفصلت وصدرت.
قال الزمخشري: «ثم فصل، أي: فرقت بين الحق والباطل».
وقال الطوسي: «وهي شاذة لم يقرأ بها أحد».
{مِنْ لَدُنْ}
- وروى الكسائي ويحيى عن أبي بكر عن عاصم {مِنْ لَدُنْ} بسكون الدال وإشمامها الضم، وكسر النون.
قال ابن عقيل في شرح التسهيل: «بجر النون وإسكان الدال مشمةً الضم، لغة قيسية».
- وقرأ اللؤلؤي عن أبي عمرو {مِنْ لَدُنْ} بتشديد الدال وسكون النون.
- وقراءة الجماعة {مِنْ لَدُنْ} بضم الدال وإسكان النون.
- وقرئ {مِنْ لَدُنْ} بضم اللام وسكون الدال وكسر النون.
وانظر الآية 40 من سورة النساء في الحديث عن {مِنْ لَدُنْ}.
{حَكِيمٍ خَبِيرٍ}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الخاء مع الغنة.
- والباقون على إظهار التنوين). [معجم القراءات: 4/4]

قوله تعالى: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)}
[معجم القراءات: 4/4]
{نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 4/5]

قوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُمَتِّعْكُمْ) بإسكان الميم الحسن، وَحُمَيْد، وابن مُحَيْصِن طريق الزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بفتح الميم، وهو الاختيار على التكثير). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (وَإِنْ تَوَلَّوْا) لِلْبَزِّيِّ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وإن تولوا} [3]، {فإن تولوا} [57] ذكرا للبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر، وإن تولو [3] للبزي، وسحر مبين [7] في المائدة [110]، ويضعف [20]، في البقرة [الآية: 261] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/377] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "يمتعكم" بسكون الميم وتخفيف التاء من أمتع كقراءة ابن عامر فأمتعه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/122]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وشدد" البزي بخلفه "وإن تولوا"). [إتحاف فضلاء البشر: 2/122]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن تولوا بضم التاء والواو واللام مبنيا للمفعول على
[إتحاف فضلاء البشر: 2/122]
أنه فعل ماض وضم ثانية كأوله، لكونه مفتتحا بتاء المطاوعة، وضمت اللام أيضا، وإن كان أصلها الكسر لأجل الواو بعدها، والأصل توليوا كتدحرجوا حذفت ضمة الياء ثم الياء فبقي ما قبل واو الضمير مكسورا، فضم لأجل الواو فوزنه تفعوا بحذف لامه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإن تولوا} [3] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء، والباقون بغير تشديد). [غيث النفع: 709]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإني أخاف} قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)}
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والباقون على التفخيم.
{إِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل «إليهي» بوصل الهاء بياء.
- والباقون بهاء مكسورة من غير وصل.
{يُمَتِّعْكُمْ}
- قراءة الجماعة {يُمَتِّعْكُمْ} بتشديد العين من «متع» المضعف.
- وقرأ الحسن وابن هرمز وزيد بن علي ومجاهد وابن محيصن {يُمَتِّعْكُمْ} بالتخفيف من «أمتع».
{مُسَمًّى}
- الإمالة فيه وقفًا عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
وتقدم هذا في الآية /282 من سورة البقرة.
{وَيُؤْتِ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني {وَيُؤْتِ} بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على تحقيق الهمز.
[معجم القراءات: 4/5]
{وَإِنْ تَوَلَّوْا}
- قراءة الجماعة {وَإِنْ تَوَلَّوْا} بفتح التاء واللام، فهو «تولى» أسند إلى واو الجماعة، أو هو مضارع حذفت منه التاء، أي: وإن تتولوا، على الخلاف المعروف في المحذوف: تاء المضارعة أو تاء الفعل.
- وقرأ ابن كثير في رواية البزي وبان فليح، وابن محيصن (وإن تولوا) بتشديد التاء.
- وقرأ اليماني وعيسى بن عمر وابن محيصن (وإن تولوا) بثلاث ضمات، مبنيًا للمفعول، وهو ماضٍ ضم ثانية كأوله؛ لأنه مفتتح بتاء المطاوعة، وضمت اللام أيضًا وإن كان أصلها الكسر لأجل الواو بعدها، والأصل: توليوا، ثم حذفت ضمة الياء، والياء، فبقي ما قبل واو الضمير مكسورًا، فضم لأجل الواو، ووزنه تفعوا، بحذف لامه.
- وقرأ اليماني وعيسى بن عمر والأعرج وأبو رجاء وأبو مجلز (وإن تولوا) بضم التاء، وفتح الواو «ولى».
- وقرأ الأعرج (وإن تولوا) بضم التاء وسكون الواو، مضارع (أولى).
{فَإِنِّي أَخَافُ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (فإني أخاف) بفتح ياء الإضافة.
- وقرأ الباقين بسكونها (فإني أخاف) ). [معجم القراءات: 4/6]

قوله تعالى: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [4] ظاهر {شيء} كذلك). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)}
{وَهُوَ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وقالون (وهو) بإسكان الهاء.
- وقراءة الباقين بضمها (وهو).
وتقدم هذا في الآيتين 29 و 85 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز في الوقف في الآيتين 20 و 106 من سورة البقرة.
{قَدِيرٌ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 4/7]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) بالياء اختيار بْن مِقْسَمٍ، وروى ابن أبي يزيد عن ابن مُحَيْصِن كذلك إلا أنه لم يثبت الياء واجتزئ بالكسرة كقراءة مجاهد، الباقون بفتح النون، وهو الاختيار؛ لأن اسم الفاعل المشهور منه " فرح "). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)}
{مِنْهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (منهو) بوصل الهاء بواو.
- وقراءة غيره بهاء مضمومة (منه).
{يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}
- قراءة الجمهور (يثنون) مضارع (ثنى) الثلاثي، أي يطوونها على عداوة المسلمين، ويخفون ما فيها من الشحناء والعداوة.
- وقرأ سعيد بن جبير (يثنون) بضم الياء مضارع (أثنى) الرباعي.
قال أبو البقاء:
«ولا يعرف في اللغة إلا أن يقال: معناه عرضوها للإثناء، كما تقول: أبعت الفرس: إذا عرضته للبيع».
وقال ابن جني:
[معجم القراءات: 4/7]
«وروي عن سعيد بن جبير- وأحسبها وهمًا (يثنون) بضم الياء والنون..؛ لأنه لا يعرف في اللغة أثنيت كذا، بمعنى ثنيته، إلا أن يكون معناه يجدونها مشية كقولهم: أحمدته: وجدته محمودًا، وأذممته: وجدته مذمومًا».
ونقل هذا الشهاب في حاشيته عن ابن جني، كما ذكر أبو حيان عن الرازي كالذي ذهب إليه ابن جني.
- وقرأ ابن عباس بخلاف عنه وعلي بن الحسين وزيد بن علي ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد بن علي ومجاهد وابن يعمر ونصر بن عاصم وعبد الرحمن بن أبزى والجحدري والضحاك وابن أبي إسحاق وأبو الأسود الدؤلي وأبو رزين والأعمش وابن محيصن من طريق المعدل (تثنوني) بالتاء، مضارع (اثنوني) على وزن افعوعل، على نسق: اعشوشب المكان.
وصدورهم: بالرفع: على معنى: تنطوي صدورهم، وتأنيث الفعل التأنيث الجمع.
قال ابن جني: «.. وهذا من أبنية المبالغة لتكرير العين، كقولك: أعشب البلد، فإذا كثر فيه ذلك قيل: اعشوشب.
وقال الفراء: وهو في العربية بمنزلة تنثني..، وهو من الفعل افعوعلت».
وقال الشهاب: «.. وهو من أبنية المزيد الموضوعة للمبالغة؛ لأنه يقال: لا، فإذا أريد المبالغة قيل: إحلولى، وهو لازم، فصدورهم
[معجم القراءات: 4/8]
فاعله، ومعناه: ينطوي أو ينحرف انطواءً وانحرافًا بليغًا، وهو على المعاني السالفة في قراءة الجمهور».
وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن يعمر وابن أبي إسحاق وعلي بن الحسين وأبو جعفر محمد بن علي وزيد بن علي وجعفر بن محمد عليه السلام (يثنوني) بالياء، على وزن الكلمة السابقة: يفعوعل، وهو للمبالغة، وصدورهم: فاعل.
وذكر الفعل على معنى الجمع دون الجماعة.
وقرأ ابن عباس (ليثنون) بلام التأكيد في خبر «إن»، وحذفت الياء من آخره تخفيفًا.
صدورهم: بالرفع.
- وذكر الزمخشري هذه القراءة عن ابن عباس (لتثنوني) باللام مفتوحة، وتاء بعدها، وإثبات الياء في آخر الفعل.
وعن ابن عباس أنه قرأ (تثنون).
قال ابن جني:
«وأما تثنون صدورهم» بنون مكسورة من غير ياء، ورفع «صدورهم»، فإنه أراد الياء، فحذفها تخفيفًا، كالعادة في ذلك، ولاسيما والكلمة طويلة بكونها على تفعوعل».
وذكر القراءة أبو جعفر النحاس، ثم قال:
[معجم القراءات: 4/9]
«وحذف الياء لا يجوز إلا في ضرورة الشعر، أو في صلة نحو {والليل إذا يستر} الفجر 89/4».
- وقرأ ابن عباس وعروة الأعشى وابن أبي أبزى (يثنون)، ووزنه يفعوعل من الثن، بني منه افعوعل، وهو ماهش وضعف من الكلأ، وأصله: يثنوين، يريد مطاوعة نفوسهم للشيء كما ينثني الهش من النبات، وأراد ضعف إيمانهم، ومرض قلوبهم.
وصدورهم: بالرفع، فاعله.
- وجاءت القراءة السابقة عن ابن عباس وعروة الأعشى وابن أبزی والأعمش (تثنون) بالتاء، وممن أثبتها كذلك ابن جني، وقال: «وأما تثنون، فإنها تفعوعل من لفظ الثن، ومعناه أيضًا، وأصلها تثنوين فلزم الإدغام لتكرير العين إذ كان غير ملحق،.. فأسكنت النون الأولى، ونقلت كسرتها على الواو، فأدغمت النون في النون فصار (تثنون)، كذا جاءت عنده بنون مشددة مفتوحة.
- وقرأ عروة الأعشى ومجاهد (ثنئن) مثل: يطمئن. صدورهم: بالرفع قال أبو حيان: «وهذه مما استثقل فيه الكسر على الواو كما قيل: إشاح.
وقد قيل إن يثنئن: يفعل من الثن المتقدم مثل تحمار تصفار، فحركت الألف لالتقائها بالكسر فانقلبت همزة»
[معجم القراءات: 4/10]
- وذكر هذه القراءة ابن جني عن عروة الأعشى، وذكرها غيره عن ابن أبزى والأعشى ومجاهد (تثنئن) كذا بالتاء.
وذكر مثل هذا الشهاب، قال:
«وقرئ بذلك كتطمئن، وفيه وجهان:
أحدهما: أن أصله اثنان، كاحمار وابياض، ففر من التقاء الساكنين بقلب الألف همزة مكسورة، وقيل: أصله: تثنون، بواو مكسورة، فاستثقلت الكسرة على الواو فقلبت همزة كما قيل في وشاح إشاح، فعلى الأول يكون من الأفعيلال، وعلى هذا هو من باب افعوعل، ورجح الأول باطراد.
- وروي عن عروة الأعشى ومجاهد (يثنؤن صدورهم).
قال ابن جني: وأما (يثنؤن صدورهم) بالنصب وبالهمزة المضمومة فوهم من حاكيه أو قارئه، لأنه لا يقال: ثنأت كذا بمعنى تثنيته» وقال العكبري: وهو من ثنيت إلا أنه قلب الياء واوًا لانضمامها، ثم همزها لانضمامها.
- وقراءة عون الأعشى «كذا»، وعمر بن حدير (تثنؤون).
وجاءت النون غير مقيدة بضبط.
- وروي عن الأعشى ومجاهد (يثنؤون) مثل: يفعلون، مهموز اللام، صدورهم: بالنصب.
قال الرازي، ونقله عنه أبو حيان:
«ولا أعرف وجهه؛ لأنه يقال: تثنيت، ولم أسمع ثنأت، ويجوز أنه
[معجم القراءات: 4/11]
قلب الياء ألفا على لغة من يقول: أعطأت في «أعطيت»، ثم همز على لفة من يقول: (ولا الضألين).
- وقرأ ابن عباس (يثنوي) بتقديم الثاء على النون، وبغير نون بعد الواو، على وزن «يرعوي».
قال أبو حاتم: «وهذه القراءة غلط لا تتجه».
قال أبو حيان: «وإنما قال ذلك لأنه لاحظ الواو في هذا الفعل، لا يقال: ثنوته فانثوي، كما يقال: رعوته - أي كففته -فارعوى، فانكف.
وقال الشهاب: «وقيل إنها غلط في النقل؛ لأنه لا معنى للواو في هذا الفعل..، ووزن ارعوى من غريب الأوزان، وفيه كلام في المطولات».
- ونقل عن ابن عباس أنه قرأ (تثنوي) على وزن تنطوي كالقراءة السابقة، إلا أنها بالتاء من فوق، قال أبو حاتم: «هذه القراءة غلط لا تتجه».
- وعن ابن عباس أنه قرأ (يثنون) على وزن (يحلون).
وانفرد بذكر هذه القراءة الطوسي، ولم يذكر لها ضبطًا، وقال بعدها: «وأراد المبالغة».
وغلب على ظني أن هذا الضبط أقرب إلى الصواب، على أنه لا يبعد أن يكون أيضًا (يثنون) على وزن يحلون، والله أعلم بالصواب.
وبعد، فقراءات ابن عباس فيها اضطراب في النقل، ولا أطمئن إلى أنه قرأ هذه القراءات كلها في هذا اللفظ!!
[معجم القراءات: 4/12]
-وقرأ نصر بن عاصم وابن يعمر وابن أبي إسحاق (يثنون) بتقديم النون على الثاء، ذكر أبو حيان هذه القراءة، ولم يعلق عليها بشيء، وفي التاج ما يشهد لهذه القراءة، وأنها لا تخرج عن قراءة العامة، ففي حديث أبي هالة في صفة مجلس رسول الله به «ولا تنثى فلتاته» أي لا تشاع ولا تذاع، وقال أبو عبيد: معناه: لا يتحدث بتلك الفلتات.
ومعنى هذه القراءة أنهم كانوا ينثون ما في صدورهم، أي يحتفظون به ويخفونه، وفيها العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوته.
وذكروا أن النثوة الوقيعة بين الناس.
فأنت إذا نظرت في معنى هذه القراءة وقابلتها بقراءة العامة (يثنون صدورهم)، وجدتها ليست ببعيدة، فإن كان عند أحد القراء توجيه غير هذا فليعلمني بما فتح الله عليه، وحسبه عند الله حسن الثواب.
- وقرأ نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق (تنثوي) بتقديم النون على الثاء.
وقد ذكر أبو حيان أن في هذه الكلمة (يثنون) عشر قراءات وذكر الشهاب الخفاجي أنها ثلاث عشرة قراءة.
قلت: بعد جمعها من كتب القراءات فقد بلغت تسع عشرة قراءة على ما ترى؟؟
[معجم القراءات: 4/13]
{أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ}
- قرأ ابن عباس (على حين..).
- وقراءة الجماعة (ألا حين).
قال ابن عطية، ومن هذا الاستعمال قول النابغة:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما أصح والشيب وازع
{يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم.
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والجماعة على التفخيم). [معجم القراءات: 4/14]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس