عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتم" [الآية: 50] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد الساكنين، وقرأ الكسائي بحذف الهمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/112]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا حكم "أرأيتم" وكذا إبدال همزة الوصل وتسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من "آللَّهُ أَذِن" [الآية: 59]
كموضع النمل "اللَّهُ خَيْرًا" [الآية: 59]
ولم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [50 59] معًا، قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إ بدالها، فيمد طويلاً، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 691] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام من (قل) وصلًا ووقفًا (قل ارأيتم).
[معجم القراءات: 3/564]
- وقرأها حمزة كذلك في الوقف بخلاف عنه.
{أَرَأَيْتُمْ}
الهمزة الثانية فيها ما يلي:
1- القراءة بتسهيل الهمزة، وهي عن نافع وأبي جعفر وورش من طريق الأصبهاني.
2- قراءة الأزرق عن ورش بإبدالها ألفًا مع إشباع المد للساكنين (أرايتم).
3- وقرأ الكسائي بحذف هذه الهمزة (أريتم).
4- وقراءة الباقين بتخفيفها.
{أَتَاكُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدمت الإمالة في (أتاهم) في الآية/34 من سورة الأنعام.
{نَهَارًا}
- قراءة الجماعة (نهارًا) بألف.
- وذكر العكبري أنه قرئ (نهرًا) بحذف الألف، ثم قال: والأشبه أنه حذفها وهي قراءة كما قالوا: المعل في المعلى، وخيم في خيام). [معجم القراءات: 3/565]

قوله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {آلآن وَقد كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون} 51 و{آلآن وَقد عصيت قبل} 91
فروى المسيبي وقالون عَن نَافِع (ءآلن) مستفهمة بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن أَبي أويس عَن نَافِع بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَقَالَ ورش أَيْضا إِنَّه كَانَ يقْرَأ (ءآلن) بِفَتْح اللَّام وَمد الْهمزَة الأولى وَلَا يهمز بعد اللَّام
وَالْبَاقُونَ يهمزون بعد اللَّام وَاللَّام سَاكِنة (ءآلئن)
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن قالون بِهَمْزَة وَاحِدَة بعْدهَا مُدَّة (ءآلن) وَقَالَ أَبُو خُلَيْد عَن نَافِع (ءآلن) لَيْسَ بعد اللَّام همزَة
وأصل قَول ورش عَن نَافِع أَنه إِذا كَانَت الْهمزَة قبلهَا سَاكن ألْقى حَرَكَة الْهمزَة على السَّاكِن وَترك الْهمزَة مثل الأَرْض بِفَتْح اللَّام الا سمآء بِفَتْح اللَّام بحركة الْهمزَة
ف (ءآلن) لَا يهمز بعد اللَّام وَيفتح اللَّام بحركة الْهمزَة
وَقَالَ ابْن جُبَير عَن الكسائي عَن إِسْمَاعِيل عَن نَافِع وَعَن حجاج الْأَعْوَر عَن ابْن أَبي الزِّنَاد عَن نَافِع (ءآلن) لَا يهمز بعد اللَّام). [السبعة في القراءات: 327]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {به الآن} (51)، و: {الآن وقد عصيت} (91): بفتح اللام، من غير همز.
والباقون: بإسكان اللام، وهمزة بعدها.
وكلهم سهل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام في ذلك، وشبهه، نحو قوله تعالى: {قل آلذكرين} (الأنعام: 143، 144)، و: {قل آلله أذن لكم} (59)، و: {آلله خير} (النمل: 59).
ولم يحققها أحد منهم، ولا فصل بينها وبين التي قبلها بألف؛ لضعفها؛ ولأن البدل في قول أكثر القراء والنحويين يلزمها). [التيسير في القراءات السبع: 310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن وردان (به الآن وقد كنتم، والآن وقد عصيت) بفتح اللّام من غير همز، والباقون بإسكان اللّام وهمزة بعدها، وكلهم سهل همزة الوصل الّتي بعد همزة الاستفهام في ذلك وشبهه نحو قوله تعالى: (قل آلذكرين) و(قل اللّه أذن لكم) و(آللّه خير) ولم يحققها أحد منهم ولا فصل بينها وبين الّتي قبلها بألف، لضعفها لأن البدل في قول أكثر القرّاء والنحويين يلزمها). [تحبير التيسير: 400] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الْآنَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَبَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ وَبَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/284] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الآن} [51] ذكر في الهمزتين من كلمة، والمد والنقل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على الاستفهام في "آلآن" [الآية: 51] معا هنا وإثبات همزة الوصل وتسهيلها، واختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفا مع المد للساكنين، وآخرون إلى جعلها بين بين ومن كل من الفريقين من جعل ما ذهب إليه لازما، ومنهم من جعله جائزا فإذا قرئ لنافع وأبي جعفر من رواية ابن وردان بالوجه الأول، وهو الإبدال ونقل حركة الهمزة إلى اللام جاز لهما في هذه الألف المبدلة المد والقصر، عملا بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه، فإن وقف لهما عليها كان مع كل واحد من هذين ثلاثة سكون الوقف للأزرق، وبالنظر إلى مد الهمزتين على القول بلزوم البدل وجوازه أوجه، فعلى القول بلزومه يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد الهمز، فيجري فيها الثلاثة كآمن، وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب أأنذرتهم وءألد، فإن اعتددنا بالعارض فالقصر، وإن لم نعتد فالمد كأنذرتهم، ولا يكون من باب آمن فلا يسوغ التوسط على هذا التقدير، فإذا قرئ بالمد في الأولى جاز في الثانية ثلاثة: المد والقصر والتوسط، وإذا قرئ بالتوسط في الأولى جاز في الثانية التوسط والقصر وامتنع المد، وإذا قرئ بقصر الأولى فالقصر في الثانية فقط، فالجملة ستة أوجه لا يجوز غيرها عند من أبدل كما حققه صاحب النشر ونظمها في قوله رحمه الله رحمة واسعة:
للأزرق في الآن ستة أوجه... على وجه إبدال لدى وصله تجري
فمد وثلث ثانيا ثم وسطا... به وبقصر ثم بالقصر مع قصري
[إتحاف فضلاء البشر: 2/112]
وأما على وجه تسهيلها فيظهر له ثلاثة أوجه في الألف الثانية: المد والتوسط والقصر، لكن القصر غريب في طرق الأزرق؛ لأن طاهر بن غلبون وابن بليمة اللذين رويا عنه القصر في باب أمن مذهبهما في همز الوصل الإبدال لا التسهيل، لكنه ظاهر من كلام الشاطبي وهو طريق الأصبهاني عن ورش، وهو أيضا لقالون وأبي جعفر "وإذا ركبت مع آمنتم" تحصل للأزرق حالة الوصل على وجه الإبدال فقط اثنا عشر وجها، نظمها شيخنا رحمه الله في "قوله":
للأزرق في آمنتم حيث ركبت... مع الآن بالإبدال وجهان مع عشري
فإن تقصر آمنتم فمد أو اقصرن... لأول مدى لأن والثان بالقصري
وإن وسطت فالثاني أقصر ووسطن... مع المد والتوسيط والقصر ذا فادري
ومع مدها مد وقصر وعكسه... وقصرهما والمد ذا ظاهر النشر
قوله رحمه الله تعالى: فإنه تقصر آمنتم إلخ يعني إذا قرأت بقصر البدل في آمنتم فلك في الآن وجهان: الأول مد والألف المبدلة مع قصر الثاني، يعني الألف الواقعة بعد الهمزة المنقول حركتها إلى اللام، والثاني قصرهما، وقوله وإن وسطت إلخ أي: إذا قرأت بتوسط البدل في آمنتم، فلك في الآن ستة أوجه، المد والتوسط والقصر في الأول وعلى كل منها التوسط والقصر في الثاني "وقوله" ومع مدها إلخ يعني إذا قرأت بالمد في آمنتم فلك في الآن أربعة أوجه: مد الأول وقصر الثاني ثم مدهما ثم قصرهما ثم قصر الأول ومد الثاني، وأفاد شيخنا رحمه الله تعالى أنه ينبغي أن يبدأ بالقصر في آمنتم، ثم بمد الأول في الآن، وبقصر الثاني ثم يقصران ثم يؤتي بالتوسط في آمنتم ثم بمد الأول في الآن مع توسط الثاني، ثم قصره ثم بتوسط الأول في الآن مع توسط
[إتحاف فضلاء البشر: 2/113]
الثاني وقصره كذلك، ثم بقصر الأول منها مع ما ذكر من التوسط والقصر في الثاني، ثم بمد آمنتم مع مد كل من حرفي الآن ثم بمد الأول منها، وقصر الثاني ثم بعكسه ثم بقصرهما، "وقوله" ذا ظاهر النشر وجه ذلك كما يفيده ما تقدم عن النشر أنه إذا قرئ بقصر آمنتم جاز في الأول من الآن وجهان القصر سواء جعل من باب آمنتم، أو من باب ألد والمد على أنه من باب ألد وعدم الاعتداد بالعارض، وعليهما القصر في الثاني فقط؛ وذلك لأن مده على جعله من باب أمنتم والفرض أنه مقروء فيه بالقصر، وأنه إذا قرئ بتوسط آمنتم جاز في الأول من الآن القصر على جعله من باب آلد مع الاعتداد بالعارض والتوسط على جعله من باب آمنتم، والمد على جعله من باب ءأتذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض، وعلى كل من الثلاثة ففي الثاني التوسط على أنه من باب آمنتم عند من لم يستثنه والقصر عند من استثناه، وأنه إذا قرئ بمد آمنتم جاز في الأول من الآن المد سواء جعل من باب أمنتم، وقد قرئ به أو من باب ءأنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض والقصر على أنه من باب ألد، وقد اعتد بالعارض وعلى كل منهما ففي الثاني القصر والمد على ما مر، فالجملة اثنا عشر وجها، وعلى وجه البدل "أما" على التسهيل لهمزة الوصل، فجملة ما فيها حينئذ خمسة أوجه: القصر في ألف آن على قصر في آمنتم والتوسط والقصر في ألف آن على التوسط في آمنتم والمد والقصر فيها على المد في أمنتم، بناء على ما مر من الاستثناء وعدمه، "وإذا" وقف عليها منفردة عن أمنتم تحصل فيها اثنا عشر وجها: ثلاثة مع التسهيل كحالة الوصل وتسعة مع الإبدال لا تخفى؛ وذلك لأنه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/114]
إذا وقف عليها كان للمد سببان: السكون العارض والبدل، فإذا قصر الأول ففي الثاني ثلاثة: القصر سواء اعتبر سكون الوقف أو الإبدال، وسواء جعل الأول من باب أمنتم أو آلد، والتوسط والطول على جعل الأول من باب ألد، واعتد بالعارض سواء أيضا اعتبر في الثاني سكون الوقف، أو الإبدال، وكذا على جعل الأول من باب أمنتم، واعتبر في الثاني سكون الوقف وإذا وسط الأول جاز في الثاني القصر عند من استثناه والتوسط عند من لم يستثنه، والطول لسكون الوقف، وإذا مد الأول فإن جعل من باب ألد ولم يعتد بالعارض فثلاثة الثاني ظاهر، وإن جعل من باب أمنتم فالمد في الثاني ظاهر، وتوسطه وقصره عند من استثناه مع اعتبار سكون الوقف، ويوقف عليها لحمزة على وجه تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام، وبالنقل فقط، فإن ضربت في ثلاثة الوقف صارت ستة، أما على وجه إبدالها ففيه السكت أيضا، وعليه ثلاثة الوقف وفيه النقل وحينئذ يجوز المد والقصر في الألف المبدلة كنافع، وتضرب في ثلاثة الوقف بستة هذا كله على تدبير الهمزة الثانية، أما الأولى وهي همزة الاستفهام ففيها أربعة أوجه: التحقيق مع عدم السكت على الياء الحاصلة عن إشباع كسرة الهاء في به، ثم النقل، ثم الإدغام غير أن صاحب النشر اختار الإدغام على النقل كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءآلان} [51 91] معًا، قرأ نافع بنقل حركة الهمزة إلى اللام، والباقون بتحقيقها، ولا خلاف بينهم في تليين همزة الوصل، واختلفوا في كيفيته، على وجهين صحيحين، قرأ بهما كل من السبعة:
الأول: إبدالها ألفًا خالصة مع المد للساكنين، إلا أن من نقل وهو نافع له وجهان، المد كالجماعة، إن لم يعتد بعارض النقل، والقصر إن اعتد به.
الثاني: تسهيلها بين بين مع القصر، لكن منهم من رآهما واجبين، ومنهم من رآهما جائزين.
قال المحقق: «فعلى القول بلزوم البدل يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد همز، فيصير حكمها حكم {ءامن} [البقرة: 13] فيجري فيها للأزرق المد والتوسط والقصر، وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب {ءآنذرتهم} [البقرة: 6] و{ءالد} [هود: 72] للأزرق عن ورش، فيجري فيها حكم الاعتداد بالعارض، فيقصر مثل {ءالد} وعدم الاعتداد به، فيمد كـــ {ءآنذرتهم} ولا يكون من باب {ءامن} وشبهه، فلذلك لا يجري
[غيث النفع: 691]
فيها على هذا التقدير توسط، وتظهر فائدة هذين التقديرين في الألف الأخرى» انتهى، وسيأتي بيان ذلك قريبًا إن شاء الله تعالى.
وفي هذه الكلمة على رواية الأزرق صعوبة وغموض، لا سيما إن ركبت مع {ءامنتم} ولهذا زلت فيها أقدام كثير من فحول الرجال، فضلاً عن غيرهم، وسأبينها إن شاء الله بيانًا شافيًا يكشف عن مخدرات معاليها وأستارها، ويظهر من مخبئات دقائقها أسرارها، ومن الله أستمد التيسير، إنه جواد كريم لطيف خبير.
اعلم أولاً أن أصل {ءآلأن} (ءان) بهمزة ونون مفتوحتين بينهما ألف، علم على الزمان الحاضر، مبني لتضمنه حرف الإشارة الذي كان يستحق الوضع، ثم دخلت عليه (ال) الزائدة، ثم دخلت عليه همزة الاستفهام.
والكلام عليها من أربعة أوجه، الأول: حكمها مفردة، الثاني: إن ركبت مع {ءامنتم} وعلى كل منهما إما أن تقف عليها، أو تصلها بما بعدها.
وقد ألف شيخنا رحمه الله في أحوالها الأربعة قصيدة سماها (غاية البيان لخفي لفظتي ءالأن) رأيت أن أذكرها هنا لاشتمالها على أحكامها، وخوف ضياعها واندراسها، فيقل أجره بذلك، وأنا لا أحب ذلك، قال رحمه الله ورضى عنه:
يقول راجي العفو والغفران = من ربه محمد الأفراني
الحمد لله على ما يسرا = من فهم ءالن بيونس جرى
وصلواته على النبي = والآل والأصحاب والولي
ثم الرضا عن شيخنا الإمام = سلطان نجل أحمد الهمام
هذا وإن المرء ليس يشرف = إلا بما يتقنه ويعرف
لا سيما حفظ العويص الصعب = سما العلا يطلعه بالقرب
[غيث النفع: 692]
من ذاك ءالن بموضعين = عويصة قربه بالهين
من بعد أن حارت به الفحول = وكل عن إدراكه العقول
محمد بن الجزري بنشره = كل عويص بنجلي بذكره
واعلم بأن فيه همزتين = آل وآن الأصل دون مين
إن قيل باللزوم فهو يلحق = بباب آمن إذا فيصدق
في قصره بلا كأنذرتهم = في طوله توسيطه محرم
فإن قصرت آل باللزوم = فقصرك الثاني من المع لوم
أو بجوازه به فأولى = قصرك بالثاني وقاك المولى
من أجل أن الطول والتوسيطا = بلا هما فامنعهما تقسيطا
مخافة التركيب حين لزما = أو التصادم اعتدادا فاعلما
فإن توسطه لزوما فاقصرا = آن به فوسطا بلا جرى
فالطول للتركيب لا يجوز = تاركه بأجره يفوز
فإن توسطه لزوما فاقصرا = ثانيه به فلا الطول سرى
فأول على جوازه بلا = لأنه مصادم فأحظلا
فإن تطوله جوازا أو بلا = فوسطا ثانيه بلا اعقلا
فلا تطول باللزوم يلزمك = تركيب توسيط بطول يصحبك
وإن تطول بالجواز وبلا = وباللزوم طول ثانيه بلا
ولا تصادم ولا تركيبا = بذا فإن سهلته تقريبا
أجز ثلاثة بآن بان العدد = تسعتها فزائد مفند
فإن تقف به يجوز ما امتنع = فتلك (يب) عدها لتتبع
قد انتهى كلام شمس الدين = إفرادها قد خص بالتبيين
لكن إذا فهمت ما تقدما = من التقادير فهمت فاعلما
تركيب آمنتم به بل تتضح = فينجلي ما صح مما لم يصح
فإن تركبها بآمنتم أتى = (يج) فليس ما سواه مثبتا
فإن تقصرها أتاك اثنان = قصر على اللزوم بالبيان
[غيث النفع: 693]
أو الجواز وبه فسهلا = مقصرًا آن به ليسهلا
أما التوسط مع الطول بلا = فلا يجوزان معا عن الملا
إن قيل باللزوم بالتركيب أو = جوازه به تصادما رأوا
فلا تطول أولا جوازا = بلا تصادم تارك قد فازا
ولا تطوله لزوما ترتكب = تركيبهم فإن تحد عنه تصب
أما الثلاثة على هذين = فمنعها حتم بدون مين
توسيطه كذا على اللزوم = مع الثلاثة من المذموم
فإن توسطها أتاك ستة = قصراك آل فالجواز مثبت
به بقصر الثان ليس إلا = لأنه به بباب الأولى
ولا يجوز الطول والتوسيط = بلا وقد قصرت يا نشيط
به بأول فذا ممتنع = لأنه تصادم لا يتبع
توسيط أول لزوما فاقصرا = به فوسطا بلا كما جرى
ولا يجوز الطول للتركيب = تطويله أتى على الأريب
على جوازه بلا موسطا = بلا بثانيه فلا قصر اقسطا
لأنه به وقد طولنا = بلا بأول فماذا المعنى
هل هو إلا عين ما قد منعا = وهو التصادم وطوله امنعا
بلا لتركيب كما الطول على = لزومه بأول قد اجعلا
تسهيله مقصرا موسطا = به بلا فلا تطول مفرطا
تكن مركبا وإن طولتا = آمنتم فخمسة أثبتا
قصر بآل بالجواز وبه = مع قصرك الثاني به فانتبه
ولا يجوز غيره لأنه = مصادم لذاك فاتركنه
طول بأول لزوما فاقصرا = به بثانيه كما النص سرى
تطويل أول جوازا وبلا = مع طول ثانيه بلا فادر العلا
فلست محذورا بهذين ترى = إن كنت متقنا لما قد غيرا
فطول أول بتوسيط منع = لأجل تركيب اتركنه كي تطع
[غيث النفع: 694]
توسيط أول بتثليث نبذ = مخافة التركيب منها فاستعذ
فسهلا مقصرا مطولا = به بلا توسيطه قد حظلا
فإن تقف به فــ (كد) فعلى = كل بأول ثلاث تجتلى
بآخر إلا إذا طولتا = موسطا فاثنان إن وقفتا
وكل ما ذكرته للأزرق = عن ورشهم فثق به وحقق
هنا تناهى غاية البيان = فالحمد لله على الإحسان
ثم الصلاة والسلام الأبدي = على الرسول المصطفى محمد
وآله وصحبه ومن قرا = ما قارئ القرآن حتما كبرا
انتهى.
أما حكمها حالة الوقف عليها فلا نطيل به، لأنها ليست محل وقف، وإنما الوقف على {تستعجلون} بعده إجماع، أو على {به} قبله، على الخلاف بينهم في ذلك، وهو أيضًا مأخوذ من كلام شيخنا.
وأما حكمها إذا وصلتها بما بعدها، ولم تركبها مع {ءامنتم} بل وقفت على {به} وابتدأت بها، فيأتي على ما يقتضيه الضرب اثنا عشر وجها.
بيانها: أنك تضرب أربعة الهمزة الأولى، وهي التسهيل مع القصر، والثلاثة الآتية على البدل، وهي الطول والتوسط والقصر، في ثلاثة الثانية، اثنا عشر، أما التسعة الآتية على البدل فقال المحقق وتابعوه ثلاثة منها ممنوعة، وستة جائزة، ونظمها فقال:
[غيث النفع: 695]
للازرق في ءالن ستة أوجه = على وجه إبدال على وصله تجري
فمد وثلث ثانيا ثم وسطا = به وبقصر ثم بالقصر مع قصر
فقوله (مد) مفعوله محذوف، أي: الأول، دل عليه قوله (وثلث ثانيا) وكذا قوله (وسطًا) مفعوله محذوف، أي: الأول والباء في (به) للمصاحبة، كقوله تعالى {اهبط بسلام} [48] أي: منعه، و{وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به} [المائدة: 61] والضمير يعود على التوسط، و(بقصر) معطوف عليه، أي: وسط الأول مع توسط الثاني وقصره، وقوله (بالقصر) أي: في الأول (مع قصر) أي: في الثاني.
الأول من الوجوه الستة: مد الأول، على لزوم البدل- وأخذنا فيه بالطويل أو جوازه، ولم نعتد بعارض النقل، فهو كـــ {ءآنذرتهم} ومد الثاني، على عدم الاعتداد بالعارض.
الثاني: مد الأول وتوسط الثاني، لما تقدم فيهما.
الثالث: مد الأول وقصر الثاني، أما مد الأول فعلى تقدير لزوم البدل، ولا يحسن أن يكون على جوازه مع عدم الاعتداد بالعارض، للتصادم، لأن قصر الثاني للاعتداد به، فلا يترك الاعتداد به في أول الكلمة، ويعتد به في آخرها.
الرابع: توسيط الأول على تقدير لزوم البدل، وأخذنا بالتوسط، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد فيه.
الخامس: توسط البدل على لزوم البدل، وقصر الثاني على الاعتداد.
السادس: قصرهما معًا، على تقدير لزوم البدل في الأول، وأخذنا بالقصر أو جوازه مع الاعتداد.
فتحصل من هذا:
أن المد في الأول يأتي عليه في الثاني الثلاثة، والتوسط فيه يأتي عليه في الثاني القصر والتوسط، ولا يجوز المد لأن توسط الأول على لزوم البدل، فهو كـــ {ءامن} فلو أخذنا في الثاني بالطويل وهو أيضًا كـــ {ءامن} لجاء التركيب والقصر في الأول لا
[غيث النفع: 696]
يأتي عليه في الثاني إلا القصر فقط، لأن قصر الأول إما أن يكون على تقدير لزوم البدل، فيكون على مذهب من لا يرى المد بعد الهمزة، كطاهر بن غلبون، فعدم جوازه في الثاني أولى، وإما أن يكون على تقدير جواز البدل، والاعتداد معه بالعارض، فحينئذ يكون الاعتداد به في الثاني أولى، فيمتنع إذًا مع قصر الأول مد الثاني وتوسطه.
وأما الثلاثة الآتية على التسهيل فكلها جائز، وقد نظم ذلك ابن أسد متممًا لبيتي شيخه الأسبقين، فقال:
وف يوجه تسهيل ثلاثة أوجه = بثان فقط مع قصر أوله فادر
وأما حكمها إذا ركبت مع {ءامنتم} ولم تقف عليها، فيأتي فيها على ما يقتضيه الضرب ستة وثلاثون وجهًا، بيانها:
[غيث النفع: 697]
تضرب وجوه {ءآلان} الاثني عشر في ثلاثة {ءامنتم} والجائز منها على ما حرره شيخنا ثلاثة عشر وجهًا، وعلى ما قاله شيخه سبعة عشر وجهًا.
وقال: «هذا الذي ذكرناه هو الذي حرره شيخنا الشيخ سيف الدين البصير، وهو في غاية من التحرير».
وعندي أن الجائز منها أربعة عشر وجهًا، تسعة مع البدل، وخمسة مع التسهيل، فيأتي على قصر {ءامنتم} ثلاثة أوجه:
الأول: قصر الأول وهو همزة الوصل، على لزوم البدل أو جوازه، مع الاعتداد بالعارض، وقصر الثاني وهو همزة (ءان).
الثاني: تطويل الأول على جواز البدل، ولم نعتد بالعارض، ولا يصح أن يكون على لزوم البدل، لما يلزم عليه من التركيب، وقصر الثاني، وهذا هو الوجه الذي قلنا بجوازه، ومنعه شيخنا، واعتل لمنعه بأن تطويل الأول على عدم الاعتداد، وقصر الثاني على الاعتداد، وهو تصادم، ويجاب عنه بأن قصر الثاني ليس للاعتداد بالعارض فيه، بل:
إما على مذهب من لا يرى المد بعد الهمزة، كابن غلبون.
أو على مذهب من استثنى {ءآلان} المستفهم بها في حرفي يونس كالمهدوي وابن شريح والداني في جامعه.
[غيث النفع: 698]
فلا تصادم ولا تركيب أيضًا، لأن مد الأول من باب {ءآنذرتهم} وقصر الثاني من باب {ءامن} ولا تركيب بين بابين، كما تقدم.
الثالث: تسهيل الأول وقصر الثاني.
ويأتي على التوسط ستة أوجه:
الأول: قصر الأول على جواز البدل، مع الاعتداد، وقصر الثاني على الاعتداد أيضًا، أو على مذهب من استثنى.
فإن قلت: ذكرت القصر في الثاني في الوجوه السابقة، ولم تذكر توجيهه، وذكرته هنا.
فالجواب: أن الثاني من {ءآلان} إذا ماثل {ءامنتم} فلا سؤال فيه لأنهما من باب واحد، وإن خالف، فيرد السؤال لم خالفه وهما باب واحد؟ فلا بد إذًا من التوجيه.
الثاني: توسط الأول على لزوم البدل، وقصر الثاني على ما تقدم.
الثالث: توسط الأول على لزوم البدل، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد.
الرابع: تطويل الأول على جواز البدل وتوسط الثاني ولم يعتد بالعارض فيهما.
الخامس والسادس: تسهيل الأول مع قصر الثاني وتوسطه.
وزاد شيخ شيخنا هنا وجهين: قصر الأول وتوسط الثاني، وتطويل الأول وقصر الثاني.
ومنعهما شيخنا، وعلل ذلك بالتصادم، وهو ظاهر، لأن قصر الأول على جواز البدل، والاعتداد بالعارض، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد، وتطويل الأول على جواز البدل، ولم يعتد بالعارض، وقصر الثاني على الاعتداد، وهذا تصادم لا شك فيه.
ويأتي على الطويل خمسة أوجه:
قصرهما معًا، الأول على جواز البدل مع الاعتداء بالعارض، والثاني على ما تقدم.
الثاني: تطويل الأول على لزوم البدل أو جوازه، ولم يعتد بالعارض ولم يعتد بالعارض، وقصر الثاني على ما تقدم.
[غيث النفع: 699]
الثالث: تطويلهما، الأول على ما تقدم، الثاني على عدم الاعتداد.
الرابع والخامس: تسهيل الأول مع قصر الثاني على ما تقدم، وتطويله على عدم الاعتداد به.
وزاد شيخ شيخنا هنا وجهًا، وهو قصر الأول مع تطويل الثاني، ومنعه شيخنا، وعلله بالتصادم، وهو ظاهر، فهذا ما يجوز من الأوجه، وباقيها ممنوع، وتوجيه ذلك معلوم من النظم، فلا نطيل به.
وأما كيفية قراءة هذه الآية وهي قوله تعالى {أثم إذا ما وقع ءامنتم} إلى {تستعجلون} فتبدأ بقالون بتسكين ميم الجمع وقصر المنفصل ونقل {ءآلان} ومدها طويلاً، ثم تعطفه بقصرها مع النقل أيضًا، ثم بتسهيلها مع القصر.
ثم تعطف عليه البصري بمد {ءآلأن} طويلاً من غير نقل، ثم تعطفه بالتسهيل مع القصر.
ثم تعطف قالون بمد المنفصل، وتأتي له بأوجه {ءآلان} الثلاثة، وجهي البدل ووجه التسهيل.
ثم تعطف عليه الدوري بالوجهين البدل والتسهيل، يندرج معه الشامي وعاصم وعلي.
ثم تعطف ورشًا بمد المنفصل طويلاً على القصر في {ءامنتم} وقد تقدم أنه يأتي عليه في {ءآلان} ثلاثة أوجه، فتأتي بها.
ثم تعطف عليه حمزة بالوجهين البدل والتسهيل، مع السكت في الوجهين، ثم تعطف خلادًا بعدم السكت مع الوجهين.
ثم تأتي لقالون بصلة ميم الجمع وقصر المنفصل، ويندرج معه المكي، فتعطفه بوجهي {ءآلأن} ثم تعطف قالون بمد المنفصل وأوجه {ءآلان} ثلاثة.
ثم تأتي لورش بالتوسط في {ءامنتم} وتقدم أنه يأتي عليه في {ءآلان} ستة أوجه، فتأتي بها، ثم تعطفه بالطويل، ويأتي عليه في {ءآلان} ما تقدم من الأوجه الخمسة، والله تعالى أعلم). [غيث النفع: 700]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
{أَثُمَّ}
- قراءة الجماعة (أثم) بضم الثاء مع همزة استفهام قبله، وهو حرف عطف.
وذهب الطبري إلى أن (ثم) هنا بمعنى (ثم) بفتح الثاء، فتكون ظرفًا والمعنى: أهنالك، وحينئذٍ لا يكون فيه معنى الاستفهام.
[معجم القراءات: 3/565]
قال أبو حيان:
(وما قاله الطبري من أن (ثم) هنا ليست للعطف دعوى، وأما قوله: إن المعنى: أهنالك، فالذي ينبغي أن يكون ذلك تفسير معنى لا أن (ثم) المضمومة الثاء معناها معنى هنالك).
- وقرأ طلحة بن مصرف (أثم) بفتح الثاء، ومعناه (أهنالك)، وهذا يناسبه تفسير الطبري في قراءة الجماعة بضم الثاء.
{آلْآنَ}
- قراءة الجمهور (آلآن) وهو استفهام.
وأصله: آن، ثم دخلت عليه أل التعريف، فصار الآن، ثم دخلت عليه همزة الاستفهام فصار: أالآن.
فاجتمع همزتان: الأولى للاستفهام، والثانية همزة وصل، والنطق بهما فيه عسر ومشقة فـأجمعوا على تغيير الهمزة الثانية بإبدالها ألفًا، ثم صارت همزة الاستفهام مع الألف مدًا مشبعًا بسبب التقاء الساكنين.
وهو استفهام على التوبيخ، ونصبه على الظرف بفعل مضمر يدل عليه (آمنتم).
- وقرأ طلحة والأعرج (ألآن) بهمزة الاستفهام من غير مد، وهذا يقتضي حذف همزة الوصل؛ إذ لم تبق ضرورة تقتضي إثباتها.
- وقرأ نافع وأبو جعفر من رواية ابن ذكوان بإبدال همزة الوصل ألفًا مع المد للساكنين.
[معجم القراءات: 3/566]
- وقرأ قالون والأصبهاني وابن وردان وأبو جعفر والأزرق وابن محيصن أحمد ابن صالح، وورش وابن أبي الزناد ثلاثتهم عن نافع (آلان) بحذف الهمزة التي بعد اللام وإلقاء حركة الهمزة وهي الفتحة على اللام.
ويجوز لهم في هذه الألف المبدلة المد والقصر على هذا النقل.
- وقرئت الهمزة الثانية بالتسهيل بين بين.
- وقرأ عيسى البصري وطلحة بن مصرف ووهب بن زمعة عن ابن كثر (آمنتم به الآن) بوصل الهمزة من غير استفهام، على الخبر، ونصب الآن على الظرف، بـ (آمنتم).
- وقراءة حمزة في الوقف على تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام، وبالنقل.
وما ذكرته في هذه القراءات، إنما هو موجز من تفصيل في كتب القراءات، فارجع إلى الإتحاف والنشر، وعرج على المهذب والبدور الزاهرة إن شئت فإنك تجد تفصيلًا أوسع مما ذكرت وأوفى). [معجم القراءات: 3/567]

قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "هَلْ تُجْزَوْن" [الآية: 52] حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [52] قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، والباقون بالكسرة الخالصة). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ظلموا} لا يخفى {ويستنبئونك} [53] ثلاثته لا تخفى). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}
{قِيلَ}
- قرأ بإشمام الكسرة الضم هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي (قيل)، وهي لغة قيس وعقيل.
وتقدم مثل هذا في الآية/59 من سورة البقرة.
{قِيلَ لِلَّذِينَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام، وعنهما الإظهار.
وتقدم هذا في الآية/59 من سورة البقرة.
{ظَلَمُوا}
- تقدم تفخيم اللام عن الأزرق وورش، والترقيق عن الجماعة.
وانظر الآية/25 من سورة الأنفال.
{هَلْ تُجْزَوْنَ}
- أدغم اللام في التاء حمزة والكسائي وهشام بخلاف عنه). [معجم القراءات: 3/568]

قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ
[النشر في القراءات العشر: 2/284]
لِأَبِي جَعْفَرٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "ويستنبونك" [الآية: 53] بحذف الهمزة مع ضم الياء على ما نص عليه الأهوازي وغيره كما مر في أتنبون
[إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
ووقف "عليه" حمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش، وبالحذف مع ضم الباء كأبي جعفر على اتباع الرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل إي وربي إنه} نقل ورش وسكت خلف ومد ورش وتوسيطه وقصره في {إي} لا يخفى، وقرأ نافع والبصري بفتح ياء {وربي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ}
- قراءة الجماعة (يستنبئونك) بالهمز من (استنبأ).
- وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة مع ضم الباء قبلها (يستنبونك)، وهو المختار عن أبي عمرو الداني، ومن أخذ باتباع الرسم.
- ولحمزة في الوقف ثلاث قراءات:
1- الأولى: كقراءة أبي جعفر (يستنبونك) بحذف الهمزة وضم الباء.
[معجم القراءات: 3/568]
2- الثانية: تسهيل الهمزة كالواو على مذهب سيبويه.
3- الثالثة: إبدال الهمزة ياء خالصة على مذهب الأخفش (يستنبيونك).
{أَحَقٌّ هُوَ}
- قراءة الجماعة (أحق هو)، هو: مبتدأ، وحق: خبر عنه.
وأجاز الحوفي وأبو البقاء أن يكون (حق) مبتدأً، و(هو) فاعل به سد مسد الخبر.
وحق ليس اسم فاعل ولا مفعول، وإنما هو مصدر في الأصل، ولا يبعد أن يرفع؛ لأنه بمعنى ثابت، وهو مذهب سيبويه.
وهذا الاستفهام منهم على جهة الاستهزاء والإنكار.
- وقرأ الأخفش (آلحق هو) بالتعريف والاستفهام.
قال الزمخشري:
(وهو أدخل في الاستهزاء؛ لتضمنه معنى التعريض بأنه باطل، وذلك أن اللام للجنس، فكأنه قيل: أهو الحق لا الباطل، أو أهو الذي سميتموه الحق).
- وجاءت القراءة في البحر (الحق هو)، كذا معرفة من غير مد، ويغلب على ظني أنها القراءة السابقة، ولكن صحفت وسقط المد عن الألف، فأوهم أنها قراءة ثانية للأخفش، وسياق النص عند أبي حيان يدل على أنها هي نفسها، وقد نقلها عن الزمخشري.
{هُوَ}
- قرأ يعقوب (هوه) بهاء السكت في الوقف حيث جاء من غير خلاف عنه.
[معجم القراءات: 3/569]
- والجماعة على الوقف بالسكون (هو).
{قُلْ إِي}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة وهي الكسرة إلى اللام الساكنة قبلها، وصورتها في النطق: (قل ي).
- ولورش من طريق الأزرق في الياء بعد النقل المد، وعنه أيضًا التوسط والقصر.
- ولخلف وحمزة السكت وعدمه قبل الهمزة وصلًا.
- وأما وقفًا فلحمزة السكت وتركه، والنقل.
- وأما خلاد فله في الوصل التحقيق بلا سكت، وله في الوقف: النقل، والتحقيق بلا سكت.
- والباقون (قل إي) بتحقيق الهمز من غير نقل، ولا سكت.
{وَرَبِّي إِنَّهُ}
- قرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي (وربي إنه) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بالسكون (وربي إنه) ). [معجم القراءات: 3/570]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس