عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (34) إلى الآية (36) ]

{ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) }

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأنى تؤفكون} لا يخفى). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}
{شُرَكَائِكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{يَبْدَأُ}
- رسمت الهمزة في (يبدؤا) على واو، ولحمزة وهشام في الوقف عليه خمسة أوجه:
- الإبدال ألفًا بحركة ما قبلها.
- التسهيل بالروم.
- الإبدال واوًا مع الأوجه الثلاثة، ورد هذا الوجه صاحب النشر.
وتقدم هذا في الآية/4 من هذه السورة.
{فَأَنَّى}
- تقدمت إمالته في الآية/32 من هذه السورة، وكذا في الآية/51 من سورة البقرة.
{تُؤْفَكُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر
[معجم القراءات: 3/543]
عن عاصم (توفكون) بالواو من غير همز.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون بالهمز (تؤفكون) ). [معجم القراءات: 3/544]

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {أم من لَا يهدي إِلَّا أَن يهدى} 35
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر (أَمن لَا يهدى) مَفْتُوحَة الْيَاء وَالْهَاء مُشَدّدَة الدَّال
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو {يهدي} بِإِسْكَان الْهَاء وَتَشْديد الدَّال غير أَن أَبَا عَمْرو كَانَ يشم الْهَاء شَيْئا من الْفَتْح
وروى ورش عَن نَافِع {يهدي} بِفَتْح الْهَاء مثل ابْن كثير
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يهدي} سَاكِنة الْهَاء خَفِيفَة الدَّال
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {يهدي} مَكْسُورَة الْيَاء وَالْهَاء مُشَدّدَة الدَّال
وروى حَفْص عَن عَاصِم والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم وحسين عَن أَبي بكر عَنهُ {يهدي} بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْهَاء). [السبعة في القراءات: 326]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أمن لا يهدي) خفيف، كوفي - غير عاصم - ساكنة الهاء مشددة الدال مدني - غير ورش - بين الفتح والجزم، أبو عمرو، بفتح الياء وكسر الهاء، عاصم ورويس بكسرهما حماد ويحيى). [الغاية في القراءات العشر: 276]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يهدي) [35]: بسكون الهاء وخفة الدال هما، وخلف، والمفضل. بسكونها مشددة مدني غير ورش وسالم، وأيوب، وعباس.
بفتح الياء، وكسر الهاء بصري غير أبوي عمرو وزيد والمنهال، والأعشى، والبرجمي، وحفص.
بكسرهما حمصي، وحمادٌ، وأبو بكر إلا الأعشى والبرجمي.
الباقون بفتحهما، وأبو عمرو، والعمر لا يكملان فتحة الهاء، وقال
[المنتهى: 2/741]
ابن مجاهد: رأيت أصحاب اليزيدي - يعني في الأداء- لا يعرفون غير فتحها، وبه قرأت على الجماعة). [المنتهى: 2/742]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قالون (أمن لا يهدي) بإخفاء حركة الهاء، وقيل: بالإسكان، وليس
[التبصرة: 231]
بشيء، ومثله أبو عمرو، وقد ذكر عن أبي عمرو أنه إنما يختلس الحركة، وقرأ أبو بكر بكسر الياء والهاء، ومثله حفص غير أنه فتح الياء، وقرأ حمزة والكسائي (يهدي) بإسكان الهاء والتخفيف، قرأ الباقون بفتح الياء والهاء والتشديد). [التبصرة: 232]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وورش، وابن عامر: {أمن لا يهدي} (35): بفتح الياء والهاء، وتشديد الدال.
وقالون، وأبو عمرو: كذلك، إلا أنهما يختلسان حركة الهاء.
والنص عن قالون: بالإسكان.
وقال اليزيدي عن أبي عمرو: أنه كان يشم الهاء شيئًا من الفتح.
وأبو بكر: بكسر الياء والهاء.
وحفص: بفتح الياء، وكسر الهاء.
وحمزة، والكسائي: بفتح الياء، وإسكان الهاء، وتخفيف الدال). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وورش وابن عامر: (أمن لا يهدي) بفتح الياء والهاء وتشديد الدّال وقالون وأبو عمرو كذلك إلّا أنّهما يخفيان حركة الهاء وروي ذلك عن ابن جماز والنّص عن قالون بالإسكان أي مع التّشديد وابن وردان بالإسكان والتّشديد وكذا ابن جماز. فيما قرأت به من طريق الكتاب) وقال اليزيدي عن أبي عمرو، كان يشم الهاء شيئا من الفتح، وأبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وبكسر الهاء وحمزة والكسائيّ وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدّال). [تحبير التيسير: 399]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَهْدِي) بسكون الهاء خفيفة الهاء خلف، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ وعلي، ومحمد، ويحيى بن سليمان عن أبي بكر، والمفضل، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وبكسر الياء والهاء مع التشديد يحيى، وحماد، وعصمة، والْمُعَلَّى، والجعفي، وابن جبير، وأبو الحسن، والأزرق عن أبي بكر، وحمصي، وأبو معمر، واللؤلؤي، وخارجة عن أبي عمرو، وبكسر الهاء وفتح الياء رُوَيْس وَرَوْحٌ، وسهل، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، ومحبوب، والجعفي عنه، وحفص إلا أبا عمارة عنه والأعشى، والبرجمي، والاحتياطي، والرفاعي عن يحيى كلهم عن أبي بكر وباختلاس الهاء وفتح الياء ودال مع التشديد أيوب، وعباس، والجهضمي، والأصمعي والسُّوسِيّ، وأُوقِيَّة، وابن حماد، وعصام، وعبيد الضَّرِير، والْبَلْخِيّ، وسجادة، وأبو الزعراء، والقصبي كلهم عن أَبِي عَمْرٍو وبسكون الهاء وفتح الياء وتشديد الدال مدني غير ورش في روايته، واختياره، والْمُسَيَّبِيّ في اختياره، وكردم، وابن حماد، وأبو خليد، وخارجة، وسالم وسقلاب، والْمُعَلَّى، الباقون من أهل المدينة والبصرة والشام ومكة وهم ورش في اختياره وروايته، والْمُسَيَّبِيّ في اختياره، وأبو
[الكامل في القراءات العشر: 567]
خليد، وابن حماد، وخارجة، والْعُمَرِيّ، وسالم، وسقلاب، والْمُعَلَّى، وكردم، ومكي، ودمشقي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، والحسن، وقَتَادَة، وأبو السَّمَّال، والْجَحْدَرِيّ، والعقيلي، والقباب، ومسعود بن صالح، وباقي أصحاب أَبِي عَمْرٍو، وأبو حنيفة، وأحمد، وأبو عبيد بفتح الياء والهاء وتشديد الدال وهو الاختيار؛ لأن معناه: يهتدي فقلبت التاء دالا وأدغمت الدال في الدال). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (748 - وَيَا لاَ يَهدِّي اكْسِرْ صَفِيًّا وَهَاهُ نَلْ = وَأَخْفَى بَنُو حَمْدٍ وَخُفِّفَ شُلْشُلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([748] ويا لا يهدي اكسر (صـ)فيا وهاه (نـ)ل = وأخفى (بـ)نو (حـ)مدٍ وخفف (شـ)لشلا
[749] ولكن خفيفٌ وارفع الناس عنهما = وخاطب فيها يجمعون (لـ)ـه (مـ)لا
أصل (يهدي) بكسر الهاء: يهتدي، إلا أنه لما أدغمت التاء منه في الدال، اجتمع ساكنان: الهاء والمدغم، فكسر الهاء لاجتماعهما.
ومن كسر الياء، فعلى الإتباع.
ومن فتح الهاء، ألقى حركة التاء عليها عندما أدغمها في الدال.
ومن أخفى الحركة، نبه على أنها ليست بأصلية، و من اجتماع الساكنين، فأتى ببعض الحركة في الهاء.
ومن خفف، فهو من: هدى يهدي، معني اهتدى.
الكسائي: «هديت الطريق، بمعنى اهتديت».
غيره: «هديت فلانًا فهدى، بمعنى اهتدى».
وقوله: (وخفف شلشلا)، إما أن يكون جعل الصفة مصدرًا كقوله:
[فتح الوصيد: 2/976]
وخارجًا من في زور كلام.
أو يكون: وخفف في القراءة في حال خفته في الرسم، لأنه كذلك كتب.
وهذا كما تقول: ضربت زیدًا مضروبًا، إذا تقدم ضربك ضرب.
وقوله: (عنهما)، راجعٌ إلى (شلشلا) ). [فتح الوصيد: 2/977] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([748] ويا لا يهدي اكسر صفيًا وهاه نل = وأخفى بنو حمدٍ وخفف شلشلا
ب: (الشلشل): الخفيف.
ح: (يا): مفعول (اكسر)، (صفيًا): حال من فاعله، و(هاه): عطف على (يا) قصر (يا) و (ها) ضرورة، وضمير (هاه) لـ (يهدي)، (بنو): فاعل (أخفى)، ضمير (خفف) لـ (يهدي)، (شلشلا): حال منه، أو صفة قامت مقام المصدر، أي: خفف خفيفًا، بمعنى: تخفيفًا.
ص: يعني اكسر ياء: {أمن لا يهدي} [35] لأبي بكر، وهاءه لعاصم، وأخفى فتح الهاء قالون وأبو
[كنز المعاني: 2/302]
عمرو، وخفف حمزة والكسائي لفظ (لا يهدي)، فحصل لهما: {يهدي} بالتخفيف من (هدى يهدي)، كـ (رمى يرمي) بمعنى: (يهتدي)، والباقون بالتشديد بأن الأصل: (يهتدي) أدغم التاء في الدال.
ثم لأبي بكر من الباقين: (يهدي) بكسر الياء والهاء، فكسر الهاء لالتقاء الساكنين الحاصل من الإدغام وكسر الياء للإتباع، ولحفص: (يهدي) بكسر الهاء فقط لالتقاء الساكنين، ولقالون وأبي عمرو بإخفاء فتح الهاء، فالفتح نقلٌ لحركة التاء إلى الهاء حذرًا من التقاء الساكنين، والإخفاء لكون الحركة غير أصلية، ولابن كثير وابن عامر وورش: بصريح فتح الهاء لما قلنا آنفًا). [كنز المعاني: 2/303]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (748- وَيَا لا يَهدِّي اكْسِرْ "صَـ"ـفِيًّا وَهَاهُ "نَـ"ـلْ،.. وَأَخْفَى "بَـ"ـنُو "حَـ"ـمْدٍ وَخُفِّفَ "شُـ"ـلْشُلا
قصر يا وها ضرورة أراد: {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي}، قرأه حمزة والكسائي من "هدَى" "يهدِي" كـ "رمى يرمي"، وهو بمعنى يهتدى، أو على أنه على تقدير إلا بأن يُهدَى وحرف الجر يحذف مع "أن" كثيرا وقراءة الباقين أصلها يهتدى، فأريد إدغام التاء في الدال فألقيت حركتها على الهاء؛ لتدل على حركة المدغم كما قالوا: يعض ويرد ويفر والأصل يعضض ويردد ويفرر، وكسر عاصم الهاء؛ لالتقاء الساكنين، ولم ينبه على حركة المدغم؛ لأنه قد علم أن تاء الافتعال لا تكون إلا مفتوحة بخلاف عين الفعل المدغمة في يعضّ ويردّ ويفرّ؛ فإن حركتها اختلفت كما ترى، ولم يفعل ذلك عاصم في: {لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ}، ففتح كغيره ولم يكسر؛ لأن الكسر في "لا يهِدّي" أنسب للياء قبلها، وكسر شعبة الياء إتباعا للهاء ولا يجوز كسر ياء المضارعة إلا في مثل هذا، وفي "ييجل"؛ لتنقلب الواو ياء، ومن أخفى حركة الهاء نبه بذلك على أن أصلها السكون، قال في التيسير: والنص عن قالون بالإسكان.
قلت: والكلام عليه كما سبق في "لا تعدو"، و"نعما"، وغيرهما؛ لأنه جمع بين الساكنين على غير حدهما فلا يستقيم وشلشلا: حال؛ لأنه كتب في المصحف بغير تاء، فخفف قراءة في حال كونها خفيفا في الرسم، ويجوز أن يكون شلشلا صفة قامت مقام
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/224]
المصدر وهي في معناه لا من لفظه، فكأنه قال: وخفف خفيفا؛ أي: تخفيفا كما قال: قم قائما؛ أي: قياما، وعنى بالتخفيف قراءةً ترك تشديد الدال، وبقي سكون الهاء لم ينبه عليه وهذا قد سبق له نظائر، ولكنه نطق فيها بالكلمات مخففة نحو: وفي الكل تلقف خف حفص، ولا يتبعوكم خف ويغشى سما خفا، وموهن بالتخفيف ذاع، ولو قال في موضع وخفف شلشلا: ويهدي شمردلا، لكان أبين؛ لكونه نص على لفظ القراءة كما نص على لفظ قراءة الباقين في قوله: ويا لا يهدي اكسر، فيكون المعنى: وقرئ يهدي في حال كونه شمردلا؛ أي: خفيفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/225]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (748 - ويا لا يهدّي اكسر صفيّا وهاه نل = وأخفى بنو حمد وخفّف شلشلا
قوله تعالى: أَمَّنْ لا يَهِدِّي فيه قراءات في يائه وهائه: فقرأ شعبة بكسر يائه فتكون قراءة غيره بفتحها، وقرأ عاصم بكسر هائه فتكون قراءة غيره بفتحها، وقرأ قالون وأبو عمرو بإخفاء أي اختلاس فتحة الهاء فتكون قراءة غيرهما ممن فتح الهاء بإتمام فتحتها فيتحصل من هذا كله: أن شعبة يقرأ بكسر الياء والهاء، وأن حفصا يقرأ بفتح الياء وكسر الهاء، وأن قالون وأبا عمرو يقرءان بفتح الياء واختلاس فتحة الهاء، وأن ورشا، وابن كثير، وابن عامر يقرءون بفتح الياء وفتح الهاء فتحا كاملا، هذا ما يؤخذ من النظم؛ ولكن ثبت لقالون من طريق الناظم إسكان الهاء أيضا، فيكون له وجهان في الهاء: إسكانها، وإخفاء فتحتها؛ وكل منهما مع فتح الياء. وقوله: (وخفف شلشلا) بيان لقراءة باقي القراء وهما حمزة والكسائي فأخبر أنهما يقرءان بتخفيف الدال ويلزمه سكون الهاء، ومعلوم من قوله: (اكسر صفيّا) أنهما يفتحان الياء، فتكون قراءتهما بفتح الياء وسكون الهاء وتخفيف الدال، ويؤخذ من هذا: أن القراء السبعة يشددون الدال ما عدا
[الوافي في شرح الشاطبية: 287]
حمزة والكسائي فإنهما يخففانها). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (129 - يَهِدِّيْ سُكُونُ الْهَاءِ إِذْ كَسْرُهَا حَوَى = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - يهدي سكون الهاء (إ)د كسرها (حـ)ـوی = وفليفرحوا خاطب (طـ)ـلا يجمعوا (طـ)ـلا
(إ)ذا أصغر ارفع (حـ)ـق مع شركاؤكم = كأكبر ووصل فاجمعوا افتح (طـ)ـوی اسألا
أألسحر (أ)م أخبر (حـ)ـلا وافتح (ا)تل (فـ)ـا = ق أنى لكم إبدال بادئ (حـ)ـملا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) اد وهو أبو جعفر {أمن لا يهدي} [35] بسكون الهاء وتفرد به وقوله: كسرها حوي أي قرأ مرموز (حا) حوى وهو يعقوب بكسر هائه وكل منهما وافق أصله في فتح الياء وتشديد الدال وعلم من الوفاق لخلف {يهدي} بسكون الهاء وكسر الدال مضارع هدى). [شرح الدرة المضيئة: 145]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَوَرْشٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَالْهَاءِ، وَتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ أَسْكَنَ الْهَاءَ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ الْهَاءِ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِكَسْرِ الْيَاءِ، وَاخْتُلِفَ فِي الْهَاءِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَابْنِ جَمَّازٍ مَعَ الِاتِّفَاقِ عَنْهُمْ عَلَى فَتْحِ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ، فَرَوَى الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً وَكَثِيرٌ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو اخْتِلَاسَ فَتْحَةِ الْهَاءِ، وَعَبَّرَ بَعْضُهُمْ عَنْ ذَلِكَ بِالْإِخْفَاءِ وَبَعْضُهُمْ بِالْإِشْمَامِ وَبَعْضُهُمْ بِتَضْعِيفِ الصَّوْتِ وَبَعْضُهُمْ بِالْإِشَارَةِ. وَبِذَلِكَ وَرَدَ النَّصُّ عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ مِنْ رِوَايَةِ الْيَزِيدِيِّ، وَغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ رُومِيٍّ: قَالَ الْعَبَّاسُ: قَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي عَمْرٍو خَمْسِينَ مَرَّةً فَيَقُولُ: قَارَبْتَ، وَلَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا. قَالَ ابْنُ رُومِيٍّ: فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: خُذْهُ أَنْتَ عَلَى لَفْظِ أَبِي عَمْرٍو فَقُلْتُهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَالَ: أَصَبْتَ; هَكَذَا كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَقُولُهُ انْتَهَى. وَكَذَا رَوَى ابْنُ فَرَحٍ عَنِ الدُّورِيِّ وَابْنُ حَبَشٍ عَنِ السُّوسِيِّ أَدَاءً، وَهِيَ رِوَايَةُ شُجَاعٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو نَصًّا وَأَدَاءً، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَقْرَأِ الدَّانِيُّ عَلَى شُيُوخِهِ سِوَاهُ، وَلَمْ يَأْخُذْ إِلَّا بِهِ، وَلَمْ يَنُصَّ الْحَافِظُ الْهَمْدَانِيُّ وَابْنُ مِهْرَانَ عَلَى غَيْرِهِ، وَقَالَ سِبْطُ الْخَيَّاطِ: بِهَذَا صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى شُيُوخِي قَالَ: وَكَانَ الرَّئِيسُ أَبُو الْخَطَّابِ أَحْسَنَ النَّاسِ تَلَفُّظًا بِهِ وَأَنَا أُعِيدُهُ مِرَارًا حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى مَقْصُودِهِ، وَقَالَ لِي: كَذَا أَوْقَفَنِي عَلَيْهِ الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ بْنُ شَيْطَا قَالَ ابْنُ شَيْطَا وَالْإِشَارَةُ وَسَطٌ بَيْنَ قِرَاءَةِ مَنْ سَكَّنَ وَفَتَحَ يَعْنِي تَشْدِيدَ الدَّالِ، وَرَوَى عَنْهُ أَكْثَرُ الْعِرَاقِيِّينَ إِتْمَامَ فَتْحَةِ الْهَاءِ كَقِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ وَابْنِ عَامِرٍ سَوَاءً، وَبِذَلِكَ نَصَّ الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/283]
أَحْمَدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ فِي جَامِعِهِ وَبِهِ كَانَ يَأْخُذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ تَيْسِيرًا عَلَى الْمُبْتَدِئِينَ، وَغَيْرِهِمْ. قَالَ الدَّانِيُّ: وَذَلِكَ لِصُعُوبَةِ اخْتِلَاسِ الْفَتْحِ لِخِفَّتِهِ اعْتِمَادًا عَلَى مَنْ رَوَى ذَلِكَ عَنِ الْيَزِيدِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: قَالَ: مَنْ رَأَيْتُهُ يَضْبِطُ هَذَا، وَسَأَلْتُ مُقَدَّمًا مِنْهُمْ مَشْهُورًا عَنْ يَهْدِي، فَلَفَظَ بِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ وَاحِدَةٍ تُخَالِفُ أُخْتَيْهَا.
(قُلْتُ): وَلَا شَكَّ فِي صُعُوبَةِ الِاخْتِلَاسِ وَلَكِنَّ الرِّيَاضَةَ مِنَ الْأُسْتَاذِ تُذَلِّلُهُ وَالْإِتْمَامُ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْمُسْتَنِيرِ، وَالْكَامِلِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي الْإِرْشَادِ سِوَاهُ.
وَانْفَرَدَ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ بِإِسْكَانِ الْهَاءِ فِي رِوَايَتَيْهِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الدَّانِيُّ عَنْ شُجَاعٍ وَحْدَهُ، وَرَوَى أَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ وَبَعْضُ الْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الِاخْتِلَاسَ كَاخْتِلَاسِ أَبِي عَمْرٍو سَوَاءً، وَهُوَ اخْتِيَارُ الدَّانِيِّ الَّذِي لَمْ يَأْخُذْ بِسِوَاهُ مَعَ نَصِّهِ عَنْ قَالُونَ بِالْإِسْكَانِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ، وَلَا الْمَهْدَوِيُّ، وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَلَا ابْنَا غَلْبُونَ غَيْرَهُ إِلَّا أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ أَغْرَبَ جِدًّا فِي جَعْلِهِ اخْتِلَاسَ قَالُونَ دُونَ اخْتِلَاسِ أَبِي عَمْرٍو فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا فِيمَا تُعْطِيهِ عِبَارَتُهُ فِي تَذْكِرَتِهِ وَالَّذِي قَرَأَ عَلَيْهِ بِهِ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ الِاخْتِلَاسَ كَأَبِي عَمْرٍو، وَهُوَ الَّذِي لَا يَصِحُّ فِي الِاخْتِلَاسِ سِوَاهُ، وَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً وَبَعْضُ الْمَغَارِبَةِ، وَالْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الْإِسْكَانَ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْهُ وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ وَالْمُسَيِّبِيِّ، وَأَكْثَرُ رُوَاةِ نَافِعٍ عَلَيْهِ، نَصَّ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ لَهُ سِوَاهُ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْكَافِي، وَرَوَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ الْإِسْكَانَ كَابْنِ وَرْدَانَ وَقَالُونَ فِي الْمَنْصُوصِ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ سَوَّارٍ لَهُ سِوَاهُ، وَرَوَى كَثِيرٌ مِنْهُمْ لَهُ الِاخْتِلَاسَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعُمَرِيِّ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ الْهُذَلِيُّ مِنْ جَمِيعِ الطُّرُقِ عَنْهُ سِوَاهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/284]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وورش وأبو عمرو في أحد الوجهين {أمن لا يهدي} [35] بفتح الياء والهاء وتشديد الدال، وأبو جعفر بخلاف عن ابن جماز
[تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
وقالون في أحد وجهيه كذلك مع إسكان الهاء، وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال، ويعقوب وحفص بفتح الياء وكسر الهاء، وأبو بكر كذلك مع كسر الياء، وقرأ أبو عمرو وقالون وابن جماز في وجههم الثاني باختلاس الفتحة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (681- .... .... .... .... .... = لا يهد خفّهم ويا اكسر صرفا
682 - والهاء نل ظلماً وأسكن ذا بدا = خلفهما شفا خذ الإخفا حدا
683 - خلفٌ به ذق .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله لا يهدي، يعني قوله تعالى: لا يهدّي اختلف فيها على ست قراءات: فخفف الدال حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتشديد، وهذا معنى قوله خفهم،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
وكسر الياء منهم شعبة وإلى ذلك أشار بقوله: ويا اكسر صرفا: أي واكسر الياء من يهدي، والباقون بفتحها وكسر الهاء عاصم ويعقوب، وهذا فهم من قوله: والها نل ظلما، وهو معطوف على اكسر، وسكن الهاء ابن جماز وقالون بخلاف عنهما، وحمزة والكسائي وخلف يخفون الدال كما تقدم أوّلا، وهذا معنى قوله: لا يهد خفهم
وقوله:
.... وأسكن ذا بدا = خلفهما شفا خذ الإخفا حدا
يعني أخفى فتحة الهاء: أي اختلس أبو عمرو بخلاف عنه، وقالون وابن جماز في الوجه الآخر، ويكون الوجه الآخر الاتباع.
والهاء (ن) ل (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
تقدم شرحه في البيت قبله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَمَّنْ لا يَهْدي" [الآية: 35] فأبو بكر بكسر الياء والهاء وقرأ حفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال، قرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء وتشديد الدال، وافقهم الحسن وقرأ أبو جعفر كذلك، إلا أنه بإسكان الهاء بخلف عن ابن جماز في الهاء، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء، وإسكان الهاء وتخفيف الدال وافقهم الأعمش، وقرأ قالون وأبو عمرو بفتح الياء وتشديد الدال، واختلف في الهاء عنهما وعن ابن جماز، فأما أبو عمرو فروى المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء، وعبر عنه بالإخفاء وبالإشمام وبالإشارة وبتضعيف الصوت، وهو عسير
[إتحاف فضلاء البشر: 2/109]
في النطق جدا، وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير ومن معه، وأما قالون فروى عنه أكثر المغاربة وبعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو، سواء وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه مع نصه عنه بالإسكان، وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عنه الإسكان، وهو المنصوص عنه، وعن أكثر رواه نافع، وأما ابن جماز فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان، كرفيقه ابن وردان وروى كثير منهم له الاختلاس، ولم يذكر الهذلي عنه سواه، فخلافه كقالون دائر بين الإسكان والاختلاس وخلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل وبين الاختلاس، ووافقه اليزيدي عليه فقط، وعنه الإسكان وما ذكره في الأصل من الإسكان، لأبي عمرو فانفرادة لصاحب العنوان، ولذا لم يعرج عليه في الطيبة، واستشكلت قراءة سكون الهاء مع تشديد الدال من حيث الجمع بين الساكنين، قال النحاس: لا يقدر أحد أن ينطق به، وقال المبرد: من رام هذا لا بد أن يحرك حركة خفيفة، وأجاب عنه القاضي بأن المدغم في حكم المتحرك، وقال السمين: لا بعد فيه فقد قرئ به في نعما وتعدوا وتقدم إيضاحه آخر الإدغام ووجه كسر الهاء التخلص من الساكنين؛ لأن أصله يهتدي فلما سكنت التاء لأجل الإدغام، والهاء قبلها ساكنة، فكسرت للساكنين، ومن فتحها نقل فتحة التاء إليها، ثم قلبت التاء دالا، وأدغمت في الدال.
[إتحاف فضلاء البشر: 2/110]
وأبو بكر أتبع الياء للهاء في الكسر ليعمل اللسان عملا واحدا، وكلهم كسر الدال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "إِلَّا أَنْ يهدى" [الآية: 35] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه "ونقل" "القران" ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أمن لا يهدي} [35] قرأ قالون والبصري بفتح الياء، واختلاس فتحة الهاء، وتشديد الدال، ولقالون أيضًا إسكان الهاء، وورش والمكي والشامي بفتح الياء والهاء، وتشديد الدال، وشعبة بكسر الياء والهاء، وتشديد الدال، وحفص مثله، إلا أنه يفتح الياء، والأخوان بفتح الياء، وإسكان الهاء، وتخفيف الدال.
فإن قلت: ذكرت لقالون إسكان الهاء، ولم يذكره الشاطبي له.
فالجواب: كان حقه رحمه الله أن يذكره له، لأنه في أصله، وجعله هو النص، حيث قال: «والنص عن قالون بالإسكان» انتهى.
وهو رواية العراقيين قاطبة وكثير من المصريين وبعض المغاربة، ولم يذكر غير واحد كالإمام أبي الطاهر إسماعيل بن خلف الأنصاري صاحب العنوان سواه.
[غيث النفع: 687]
قال الجعبري: «وبه قطع ابن مجاهد والأهوازي والهمداني، ولا يكاد يوجد في كتب النقلة غيره، ولم يذكره الناظم، وليس بجدير، لأن نقص من الأصل، وعدول عن الأشهر» انتهى.
وهو رواية الأكثرين، كإسماعيل والمسيبي عن نافع، وهو قراءة شيخه أبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد الأئمة العشرة المشهورين قرأ على ابن عباس وأبي هريرة وصلى بابن ع مر رضي الله عنهم، وحدث عنه إمام الأئمة مالك بن أنس.
وأقوى ما يحتج به التارك له: أن فيه الجمع بين ساكنين على غير حده، وهو غير جائز، وقد تقدم ما يفيد أن هذا كلام باطل، لا يقوله إلا غافل أو جاهل، لثبوت ذلك قرآنا ولغة). [غيث النفع: 688]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}
{مِنْ شُرَكَائِكُمْ}
- تقدمت قراءة حمزة بالتسهيل في الوقف، في الآية السابقة.
{يَهْدِي}
- قرأ عاصم في رواية حفص، والكسائي عن أبي بكر عنه، ورويس عن يعقوب والحسن وأبو رجاء والأعمش والأعشى والبرجمي، وحسين الجعفي عن أبي بكر (يهدي) بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال.
قال أبو حاتم: (هي لغة سفلى مضر).
وأصل هذه القراءة: يهتدي، فسلبت التاء حركتها، ثم أدغمت في الدال، فالتقى ساكنان: الهاء والدال المدغمة، فكسرت الهاء تخلصًا من التقاء الساكنين.
وهي قراءة جيدة عند الزجاج.
[معجم القراءات: 3/544]
قال الطوسي:
(ومن كسر الهاء لم يلق الحركة -أي حركة التاء وهي الفتحة- تشبيهًا بالمنفصل).
- وقرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر عنه، وهي رواية الكسائي عن عاصم، وحماد، ورواية أبان وجبلة عن المفضل وعبد الوارث (يهدي) بكسر الياء والهاء معًا.
ونقل عن سيبويه أنه لا يجيز كسر الياء، ويجيز كسر التاء والنون والألف، لأن الكسرة مع الياء ثقيلة.
قال الشهاب: (وهذه القراءة حجة عليه).
وذهب الزجاج إلى أن هذه القراءة رديئة لنقل الكسر في الياء، وذهب القرطبي إلى أنها لغة.
وأصل هذه القراءة (يهتدي) سلبت التاء حركتها، ثم أدغمت في الدال، فلما التقى ساكنان الدال الأولى من المدغم والهاء كسرت الهاء، ثم أتبع الياء للهاء في الكسر.
- وقرأ ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو وورش عن نافع وابن محيصن وسهل والحسن وروح وزيد عن يعقوب ويحيى بن الحارث
[معجم القراءات: 3/545]
الذماري (يهدي) بفتح الياء والهاء وكسر الدال المشددة.
وأصله: يهتدي، نقلت حركة التاء وهي الفتحة إلى الهاء، ثم أدغمت التاء في الدال.
وهذه القراءة هي اختيار أبي عبيدة وأبي حاتم.
قال النحاس:
(القراءة الأولى -أي هذه ... بينة في العربية...).
وقال الطوسي:
(ومن حرك الهاء ألقى حركة المدغم على الهاء لأنهما من كلمة واحدة).
وهذا الوجه من القراءة عند الزجاج صحيح جيد بالغ.
قال مكي:
(والقراءة فيه على معنى (يهتدي) أحب إلي لتمكن معناها؛ ولأن الجماعة عليه، ولأنه أبلغ في ذم آلهتهم).
- وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي وابن جماز وابن وردان
[معجم القراءات: 3/546]
وقالون، بخلاف عن الثلاثة، ونافع من طريق قالون (يهدي) بفتح الياء، وسكون الهاء، وكان أبو عمرو يشم الهاء شيئًا من الفتح.
وهذه القراءة فيها جمع بين ساكنين.
قال أبو جعفر النحاس:
(وهذا لا يجوز، ولا يقدر أحد أن ينطق به).
وقال المبرد:
(لا بد لمن رام مثل هذا أن يحرك حركة خفيفة إلى الكسر، وسيبويه يسمي هذا اختلاس الحركة).
قال السمين:
(لا بعد فيه، فقد قرئ به في (نعما، وتعدوا).
وقال مكي: (فأما ما روي عن قالون وعن أبي عمرو من إسكان الهاء فهو بعيد ضعيف، لا يجوز إلا في شعر نادر، والمشهور عنهما الاختلاس، وإخفاء الحركة).
وقال الزجاج:
(والذين جمعوا بين ساكنين، الأصل عندهم أيضًا: يهتدي، فأدغمت التاء في الدال، وتركت الهاء ساكنة فاجتمع ساكنان).
وقال النيسابوري:
[معجم القراءات: 3/547]
(قال علي بن عيسى: وهو غلط على نافع) ومثله عند الرازي، فقد ذكر هذا ثم قال:
(وذكر علي بن عيسى أنه -أي الاختلاس- الصحيح من قراءة نافع).
وقال ابن خالويه:
(فأما ما رواه اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكن الهاء، ويشمها شيئًا من الفتح فإنه وهم في الترجمة؛ لأن السكون ضد الحركة، ولا يجتمع الشيء وضده، ولكنه من إخفاء الفتحة واختلاسها، لا من الإسكان).
وقال الشهاب:
(واعلم أن من أرباب الحواشي من اعترض على قول المصنف -أي البيضاوي- رحمه الله: وقرأ أبو عمرو بالإدغام إلخ، بأن مقتضاه أن أبا عمرو ونافعًا قرأا بإسكان الهاء مع الإدغام، وهذا لم يقرأ به أحد، ومن ذكر إنما قرؤوا بالاختلاس، وكأنه جعل الاختلاس سكونًا، وهو بعيد إلى آخر ما فصله.
قال الشهاب: وهذا من قصور الاطلاع، فإن ما ذكر ثابت من بعض الطرق كما فضله في لطائف الإشارات، وكذا ابن الجزري في الطيبة).
[معجم القراءات: 3/548]
- وقرأ أبو عمرو ونافع في رواية وابن جماز واليزيدي وقالون باختلاس حركة الهاء (يهدي) وهي الفتحة المنقولة من التاء المدغمة في الدال بعدها.
قال مكي:
(وحجة من اختلس الحركة في الهاء أنه لما ألقى حركة التاء على الهاء اختلسها ولم يشبعها، إذ ليست بأصل على الهاء. وليبين أنها حركة لغير الهاء، ولم يمكنه إبقاء الهاء ساكنة لسكون أول المدعم، فلم يكن بد من إلقاء حركة التاء، فاختلسها؛ لتخلص الهاء من السكون، وليدل أنها ليست بأصل في الهاء، فتوسط حالة بين حالتين، كالذي يقرأ في الحروف الممالة بين اللفظين.
فأما ما روي عن قالون وعن أبي عمرو من إسكان الهاء فهو بعيد ضعيف...، والمشهور عنهما الاختلاس، وإخفاء الحركة، والإخفاء مثل الاختلاس في الحركة المذكورة).
وقال الرازي:
(قرأ أبو عمرو بالإشارة إلى فتحة الهاء من غير إشباع، فهو بين الفتح والجزم، مختلسة على أصل مذهبه اختيارًا للتخفيف، وذكر علي بن عيسى أنه الصحيح من قراءة نافع).
[معجم القراءات: 3/549]
وجاء النص في الإتحاف على النسق الآتي:
(... وقرأ قالون وأبو عمرو بفتح الياء، وتشديد الدال، واختلف في الهاء عنهما، وعن ابن جماز:
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء، وعبر عنه بالإخفاء، وبالإشمام، وبالإشارة، وبتضعيف الصوت، وهو عسير في النطق جدًا، وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به.
- وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير ومن معه.
وأما قالون: فروى عنه أكثر المغاربة وبعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو سواء، وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه، مع نصه عنه بالإسكان، وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عنه الإسكان، وهو المنصوص عنه وعن أكثر رواة نافع.
وأما ابن جماز: فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان كرفيقه ابن وردان، وروى كثير منهم له الاختلاس، ولم يذكر الهذلي عنه سواه.
- فخلافه كقالون دائر بين الإسكان والاختلاس.
- وخلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل وبين الاختلاس، ووافقه اليزيدي عليه فقط، وعنه الإسكان..).
قال الشهاب:
(وفي بعض الطرق عن أبي عمرو أنه قرأ بالإدغام المجرد، وأنكر بعضهم هذا وادعى أنه قرأ بالاختلاس، والحق أنه قرأ بهما، وروي ذلك عن نافع أيضًا).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويحيى بن وثاب
[معجم القراءات: 3/550]
(يهدي) بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال، من (هدى).
قال النحاس:
(... فلها وجهان في العربية، وإن كانت بعيدة، فأحد الوجهين أن الكسائي والفراء قالا: يهدي بمعنى يهتدي.
قال أبو العباس: لا يعرف هذا، ولكن التقدير: أم من لا يهدي غيره، تم الكلام، ثم قال: إلا أن يهدي استثناء ليس من الأول أي لكنه يحتاج إلى أن يهدي.
وقال مكي: (وحجة أسكن الهاء وخفف أنه بناه على هدى يهدي غيره، فالمفعول مضمر قام مقام الفاعل...).
وقال الزجاج:
(... قرأ بعضهم: أم من لا يهدي) بإسكان الهاء والدال.
وهذه القراءة مروية إلا أن اللفظ بها ممتنع، فلست أدري كيف قرئ بها، وهي شاذة، وقد حكى سيبويه أن مثلها قد يتكلم به).
- وقرأ ابن مسعود وابن السميفع (يهتدي) بالتاء والتخفيف من اهتدى، فهو على الأصل.
[معجم القراءات: 3/551]
- وقرأ الزعفراني عن هشام عن ابن عامر (يهدي) بضم الياء وفتح الهاء وتشديد الدال.
{إِلَّا أَنْ يُهْدَى}
- قرأ ابن الحارث الذماري (إلا أن يهدى) بضم الياء وتضعيف الدال وفتحها.
قال الشهاب: (إلا أن يهدى، أي مجهولًا مشددًا، من التفعيل للمبالغة، أي دلالة على المبالغة في الهداية).
- وقراءة الجماعة (إلا أن يهدى) بضم الياء وتخفيف الدال المفتوحة.
- وأمال (يهدى) حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 3/552]

قوله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَفعَلُونَ) بالتاء ابن أرقم عن الحسن، الباقون بالياء وهو الاختيار لقوله: (أَكْثَرُهُمْ)). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)}
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز في الوقف في الآية/123 من سورة البقرة.
{يَفْعَلُونَ}
- قراءة الجماعة (يفعلون) بالياء على الغيبة، على نسق أول الآية.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (تفعلون) بالتاء على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب). [معجم القراءات: 3/552]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس