عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الشين وتخفيفها من قَوْله {يغشي اللَّيْل النَّهَار} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {يغشى} سَاكِنة الْغَيْن خَفِيفَة وَكَذَلِكَ في الرَّعْد 3
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي {يغشى} مَفْتُوحَة الْغَيْن مُشَدّدَة الشين وَكَذَلِكَ في الرَّعْد
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يغشى} سَاكِنة الْغَيْن خَفِيفَة
وَأما قَوْله {إِذْ يغشيكم النعاس} الْأَنْفَال 11 فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (إِذْ يغشاكم النعاس) رفعا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يغشيكم} بِضَم الْيَاء وَفتح الْغَيْن وَتَشْديد الشين و{النعاس} نصبا
وَقَرَأَ نَافِع {يغشيكم} من أغشى خَفِيفَة بِغَيْر ألف {النعاس} نصبا). [السبعة في القراءات: 282]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره} 54
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره} رفعا كلهَا وَنصب الْبَاقُونَ هَذِه الْحُرُوف كلهَا). [السبعة في القراءات: 282 - 283]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يغشي) وفي الرعد، مشدد، كوفي - غير حفص - وزيد، ورويس، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والشمس) وما بعده رفع شامي). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يغشى) [54]، وفي الرعد [3]: مشدد: حمصي، وعراقي غير
[المنتهى: 2/701]
أبي عمرو وحفص، وافق ابن عتبة ها هنا). [المنتهى: 2/702]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الشمس) [54]، وما بعده: رفع: دمشقي). [المنتهى: 2/702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (يغشى) بالتشديد هنا وفي الرعد، وخفف الباقون). [التبصرة: 214]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع فيهن، ونصبهن الباقون، غير أن التاء من (مسخرات) مكسورة لأنها غير أصلية). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {يغشى الليل} (54) مثقلاً. وكذلك في الرعد.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 288]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} (54): برفع الأربعة.
والباقون: بنصبها، غير أن التاء مكسورة من: {مسخرات} ). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ ويعقوب وخلف: (يغشي الّيل) مثقلًا وكذلك في الرّعد، والباقون مخففا.
ابن عامر: (والشّمس والقمر والنجوم مسخرات) برفع الأربعة والباقون بنصبها غير أن التّاء مكسورة من (مسخرات) ). [تحبير التيسير: 372]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُغْشِي اللَّيْلَ)، وفي الرعد مشدد أبو بحرية وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ، وعراقي غير أَبِي عَمْرٍو إلا الجعفي [(وَحِفْظًا)]، وابْن سَعْدَانَ، والزَّعْفَرَانِيّ وافق ابن عتبة ها هنا، الباقون خفيف، أما في الأنفال فبضم الياء وكسر الشين خفيف، " النُّعَاسَ " نصب مدني وأبو بشر، وابْن سَعْدَانَ وفتح الياء والشين خفيف (النُّعَاسُ) رفع أَبُو عَمْرٍو غير الجعفي، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ غير أبان، الباقون مشدد، والاختيار ما عليه ابْن مِقْسَمٍ لتكثير الفعل، (وَالشَّمْسَ) وما بعدها مرفوع، وفي النحل دمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن أبي عبلة وافق أبو حيوة، وأبان بن تعلب في (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ) في السورتين حفص في النحل كذلك، وافقهما، والاختيار على الابتداء، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {يُغْشِي} هنا، وفي [الرعد: 3] مثقل: أبو بكر وحمزة والكسائي.
[54]- {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} رفع: ابن عامر). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (687 - وَيُغْشِي بِهاَ وَالرَّعْد ثَقَّلَ صُحْبَةٌ = وَوَالشَّمْسُ مَعْ عَطْفِ الثَّلاَثَةِ كَمَّلاَ
688 - وَفِي النَّحْلِ مَعْهُ فِي الأَخِيرَيْنِ حَفْصُهُمْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([687] ويغشى بها والرعد ثقل (صحبة) = و والشمس مع عطف الثلاثة (كـ)ملا
[688] وفي النحل معه في الأخيرين (حفصهم) = ونشرًا سكون الضم في الكل (ذ)للا
[689] وفي النون فتح الضم (شـ)افٍ و(عاصم) = روى نونه بالباء نقطة اسفلا
أغشی وغشی: لغتان؛ كما قال: {فأغشينهم} و(فغشيها ما غشی).
ومعنى قوله: (كمل)، أنه رفع الأربعة.
والرفع، على الابتداء والخبر.
والنصب، بالعطف على: {خلق السموت والأرض والشمس والقمر والنجوم}. و{مسخرت}، منصوب على الحال. هذا توجيه الكسائي والأخفش.
ويجوز أن ينصب على: وجعل الشمس والقمر، عطفًا عن معنى يُغشي، لأن معناه: جعلهما.
وكذلك قال ابن مجاهد.
[فتح الوصيد: 2/926]
وقرأ ابن عامر في النحل أيضًا: {وسخر لكم اليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرت} برفع الأربعة.
ولم يكمل الرفع حفص، لكنه وافقه على: {والنجوم مسخرت}، فرفع {النجوم} على الابتداء، والخير: {مسخرت}.
{والشمس} وما عطف عليها في قراءة ابن عامر، مرفوع بالابتداء.
و{مسخرت}: الخبر.
وأما قراءة النصب في النحل، ففي {مسخرت} ثلاثة أوجه:
إما أن يقدر: وكل النجوم مسخرات.
وإما أن يقدر: ونفعكم بالشمس والقمر والنجوم مسخرات لما خلقن له بأمره على المعنى، لأن قوله: {وسخر لكم اليل والنهار والشمس والقمر} راجع إلى معنى الامتنان بانتفاع الخلق بذلك.
وإما أن تكون {مسخرت}، منصوبًا على المصدر، ويكون جمع مسخر؛ يقال: سخره مسخرًا، مثل: سرحه مسرحًا.
ومعنى الجمع، أنه سخرها أنواعًا من التسخير). [فتح الوصيد: 2/927]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([687] ويغشي بها والرعد ثقل صحبةٌ = ووالشمس مع عطف الثلاثة كملا
ح: (يُغشى): مفعول (ثقل)، (بها): حال، ضميرها: للسورة، عطف عليها (الرعد ) من غير إعادة الجار، و (والشمس): مفعول (كملا)، والواو الثانية: لفظ القرآن.
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: (يُغشى اليل والنهار) في هذه السورة [54] والرعد [3] بالتثقيل من التغشية، والباقون: بالتخفيف من الإغشاء، ومعناهما واحد.
وقرأ ابن عامر: {والشمس} مع الألفاظ الثلاثة المعطوفة عليه، أي: (والشمسُ والقمرُ والنجومُ مسخراتٌ) [54] بالرفع على
[كنز المعاني: 2/246]
الابتداء، واكتفى بإثبات المرفوع عن القيد، والباقون: بالنصب على مفعول {خلق} المذكور قبل.
وقال: (عطف الثلاثة)، مع أن المعطوف اثنان لأن {مسخراتٍ} في حيز ما عطف، فأعطي حكمه.
[688] وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم = ونشرًا سكون الضم في الكل ذللا
[689] وفي النون فتح الضم شافٍ وعاصمٌ = روى نونه بالباء نقطةٌ اسفلا
ب: (ذللا): من الجمل الذلول، وهو الذي رُيَّض، أي: سُهِّل.
ح: (حفصهم): مبتدأ، (معه): خبر، والضمير: لابن عامر، (في النحل): ظرف الخبر، أي: صاحبه في النحل، (في الأخيرين): عطف بيان منه، (نشرًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: عوض عن العائد إلى المبتدأ، (ذلل): خبره، (في الكل): حال، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (فتح الضم): مبتدأ، (شافٍ): خبره، (في النون): ظرف الخبر، (نقطةٌ): خبر مبتدأ محذوف، أي: هي ذات نقطة، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: بها نقطة، و (أسفلا): حال.
ص: يعني: حفصٌ موافق لابن عامر في سورة النحل في رفع الأخيرين، يعني: {والنجوم مسخرات} في قوله تعالى: {وسخر لكم الليل
[كنز المعاني: 2/247]
والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [12] على الابتداء، وينصب {والشمس والقمر} كالباقين، ويرفعهما ابن عامر أيضًا كما في الأعراف [54]، ولم يعلم من البيت إلا بالقرينة السابقة، اللهم إلا أن يقال: وفي النحل من تتمة الأول عطفًا على محذوف، أي: هنا، وفي النحل، ويكون: (معه في الأخيرين حفصهم): جملة اسمية وقعت حالًا بالضمير وحده، والنصب: على تقدير (سخر) أو (جعل).
ثم قال: سكون الضم الشين في {نشرًا} في كل القرآن سهلٌ للكوفيين وابن عامر، يعني: سكنوا شينه، يريد قوله تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح نشرًا) [57]، والباقون: بالضم، ثم من الذين سكنوا الشين يفتح النون حمزة والكسائي، والباقون: يضمونها، ثم عاصم من الباقين يبدل النون بالباء المنقوطة من تحت.
فتحصل: لحمزة والكسائي (نشرًا) بفتح النون وسكون الشين على أنه
[كنز المعاني: 2/248]
مفعول مطلق؛ لأن {يرسل الريح} في معنى (ينشر)، أو حال، أي: ذوات نشرٍ، ولابن عامر: (نُشرًا) بضم النون وإسكان الشين، ولنافع وابن كثير وأبي عمرو (نُشرًا) بضم النون والشين، وهما جمع (نشورٍ)، نحو: (زَبُورٍ)، و(زُبُر)، أُسكن الشين في الأول تخفيفًا، ويبقى لعاصم {بُشرًا} بالباء المضمومة وسكن الشين جمع (بشير)، كـ (كُرم) جمع (كريم)، أسكن الشين تخفيفًا). [كنز المعاني: 2/247]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (687- وَيُغْشِي بِها وَالرَّعْد ثَقَّلَ "صُحْبَةٌ"،.. وَوَالشَّمْسُ مَعْ عَطْفِ الثَّلاثَةِ كَمَّلا
يريد: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} بهذه السورة وبالرعد التخفيف فيها والتشديد لغتان، ويقال: أغشى وغشى، مثل: أنزل ونزل وأما: {وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}، فقرئت الأربعة بالرفع والنصب أما الرفع فعلى الابتداء والخبر مسخرات وأما النصب فعلى تقدير: وخلق الشمس والقمر والنجوم مسخرات، فيكون نصب مسخرات على الحال أو يكون على إضمار جعل فيكون مسخرات مفعولا به فقوله: "وَالشَّمْسَ" أدخلا واو العطف الفاصلة على واو التلاوة، وأطلق لفظ الشمس ولم يقيد حركتها؛ ليعلم أنها رفع، ثم قال: مع عطف الثلاثة يعني: بالثلاثة "وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَات"، وهذه الثلاثة منها اثنان معطوفان وثالث وهو "مُسَخَّرَات" ليس معطوفا، لكنه في حيز ما عطف، فأعطاه حكمه، فلهذا قال: مع عطف الثلاثة؛ أي: مع الثلاثة المتصفة بالعطف فهو من باب سحق عمامة؛ أي: عمامة موصوفة بأنها سحق؛ أي: ذات سحق بمعنى بالية فكذا هذه الثلاثة موصوفة بأنها ذات عطف؛ أي: معطوفة، وقوله: كمل الرفع في الأربعة، والفاعل هو القارئ أو هذا اللفظ؛ لأن التكميل فيه كما سبق في خاطب، والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/171]
688- وَفِي النَّحْلِ مَعْهُ فِي الأَخِيرَيْنِ حَفْصُهُمْ،.. وَنُشْرًا سُكُونُ الضَّمِّ فِي الكُلِّ "ذَ"لِّلا
معه؛ أي: مع ابن عامر في رفع الأخيرين حفص؛ أي: وافقه على رفع: {النُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} في سورة النحل، ولم يوافقه على رفع: {وَالشَّْسَ وَالْقَمَرَ} في النحل، ولا على رفع الأربعة هنا في عبارة الناظم نظر، وذلك أنها لا تخلو من تقديرين وكلاهما مشكل أحدهما أن يكون تقدير الكلام حفص وابن عامر على الرفع في الأخيرين في النحل فهذا صحيح، ولكن لا يبقى في نظمه دلالة على أن ابن عامر يرفع الأولين في النحل؛ لأن لفظه في البيت الأول لم يأتِ فيها مما يدل على الموضعين ولفظه في هذا البيت لم يتناول لا الأخيرين، والتقدير الثاني أن يكون في النحل متعلقا بالبيت الأول كأنه قال: برفع هذه الأربعة هنا، وفي النحل ثم ابتدأ، وقال: معه في الأخيرين حفص، وهذا وإن كان محصلا لعموم رفع الأربعة في الموضعين لابن عامر فلا يبقى في اللفظ دلالة على أن حفصا لم يوافقه لا على رفع الأخيرين في النحل فقط بل يبقى ظاهر الكلام أن حفصا موفقة على رفع الأخيرين في الموضعين، فلو قال على هذا التقدير:
وفي النحل حفص معه ثم في الأخيرين نشرا إلى آخر البيت
لاتضح المعنى بقوله: ثم؛ لدلالته على تخصيص موافقة حفص مما في النحل فقط، والذي في النحل هو: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ}، فرفع الأربعة ظاهر على ما سبق، ورفع الأخيرين على الابتداء والخبر والشمس والقمر نصبهما على ما توجه به نصب الأربعة وذلك بفعل مضمر وهو: وخلق الشمس أو وجعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/172]
الشمس وما بعدهما، فيكون "مسخرات" حالا أو مفعولا به كما مضى أو يقدر هذا الفعل قبل والنجوم، ويكون الشمس والقمر معطوفين على الليل والنهار، وإنما لم نقل ذلك في: "والنجوم مسخرات"؛ لأن الفعل الناصب هو: وسخر، فيصير المعنى: وسخر النجوم مسخرات وهذا غير مستقيم، ويجوز أن يكون المعنى: ونتعلم هذه الأشياء في حال كونها مسخرات لما خلقن له، أو يكون مسخرات بمعنى تسخيرات فيكون مصدرا؛ أي: سخرها أنواعا من التسخير كقوله: سرحه مسرحا، ووقع في تفسير الواحدي خلل في نقل قراءة حفص في النحل، فقال: وقرأ حفص مسخرات بالرفع وحدها، وجعلها خبر مبتدأ محذوف كأنه قال: هي مسخرات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/173]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (687 - ويغشي بها والرّعد ثقّل صحبة = وو الشّمس مع عطف الثّلاثة كمّلا
688 - وفي النّحل معه في الأخيرين حفصهم = ونشرا سكون الضّمّ في الكلّ ذلّلا
689 - وفي النّون فتح الضّمّ شاف وعاصم = روى نونه بالباء نقطة اسفلا
قرأ شعبة وحمزة والكسائي: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ* هنا وفي الرعد، بتثقيل الشين ومن ضرورته فتح الغين. وقرأ الباقون بتخفيف الشين ويلزمه إسكان الغين في الموضعين. وقرأ ابن عامر برفع لفظ وَالشَّمْسَ ورفع الأسماء الثلاثة وبعده وهي: وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ* هنا وفي سورة النحل. وأخذ الرفع له من اللفظ، ووافق حفص ابن عامر على رفع الاسمين الأخيرين في سورة النحل وهما: وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ*. ويفهم من هذا أن حفصا يقرأ بنصب الأسماء الأربعة هنا، ونصب الاسمين في سورة النحل وهما: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ. وأن الباقين يقرءون بنصب الأسماء الأربعة هنا وفي سورة النحل، ولا يخفى أن نصب مُسَخَّراتٍ يكون بالكسرة لكونه جمع مؤنث سالما). [الوافي في شرح الشاطبية: 272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (114 - يُغَشِّيْ لَهُ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):( {يغشي الليل النهار} [54] هنا والرعد [23] بتشديد الشين واللام في {أبلغكم} كخلف). [شرح الدرة المضيئة: 130]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُغْشِي اللَّيْلَ هُنَا وَالرَّعْدِ فَقَرَأَهُ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِتَشْدِيدِ الشِّينِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا فِيهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِرَفْعِ الْأَرْبَعَةِ الْأَسْمَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا وَكَسْرِ التَّاءِ مِنْ مُسَخَّرَاتٍ لِأَنَّهَا تَاءُ جَمْعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {يغشي الليل} هنا [54] والرعد [3] بتشديد الشين، والباقون بتخفيفها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [54] برفع الأسماء الأربعة، والباقون بنصبها وكسر التاء من {مسخرات} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (633- .... .... .... يغشي معا = شدّد ظما صحبة والشّمس ارفعا
634 - كالنّحل مع عطف الثّلاث كم وثم = معه في الآخرين عد .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف (ا) تل لعنة لهم يغشي معا = شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا
يعني قوله «يغشّي الليل النهار» في الموضعين هنا، وفي الرعد بتشديد الشين يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وشعبة، والباقون بالتخفيف قوله: (والشمس) يريد قوله «والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره» هنا، وفي النحل رفع الأربعة كما لفظ به ابن عامر كما يأتي في البيت الآتي، ووجه الرفع هنا وفي النحل أن تكون على الابتداء والخبر «مسخرات» والباقون بنصب الأربعة هنا على أنه عطف الثلاثة على السموات والأرض، ومسخرات حال، وفي النحل بفعل مقدر: أي وخلق أو جعل، فيكون مسخرات حالا على الأول ومفعولا على الثاني، أو يكون الشمس والقمر معطوفين على الليل والنهار والنجوم بفعل مقدر على ما تقدم.
كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م وثم = معه في الآخرين (ع) د نشرا بضم
يعني قوله تعالى أيضا في النحل «والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره»، قوله: (مع عطف) أي الثلاث الكلمات التي بعد والشمس هي والقمر والنجوم ومسخرات، فالاثنان منها معطوفان حقيقة والثالث وهو مسخرات في حكم المعطوف فأعطى حكمه، كأنه قال مع الثلاثة الموصوفة بالعطف كما قال الشاطبي رحمه الله قوله: (قوله وثم) أي هناك، يعني في النحل يوافق حفص وابن عاقر على رفع الأخيرين: أي «والنجوم مسخرات»، وهذا أوضح من الشاطبية حيث قال: وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم، وأصرح فإن ذلك مشكل كما بيناه في موضعه، ووجه، رفع الأخيرين فقط في النحل ظاهر على الابتداء والخبر، ولم يجر ذلك في الأعراف لأنه ليس قبله وسخر بخلاف النحل قوله: (عد) من العود: أي عد إلى رفع الأخيرين المذكورين لابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 233]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ا) تل لعنة لهم يغشى معا = شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا
كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م و(ث) م = معه في الاخرين (ع) د نشرا بضمّ
ش: أي: قرأ ذو نون (نل) عاصم و(حما) البصريان، وهمزة (اتل) نافع، وزاي (زهر) قنبل في رواية ابن مجاهد، والشطوي عن ابن شنبوذ، وهي رواية ابن بويان عنه، وعليها أكثر العراقيين- أن لعنة الله [الأعراف: 44] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها.
وكل من خفف رفع لعنة الله، والعكس بالعكس.
وقرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب، و(صحبة) حمزة، والكسائي، وأبو بكر، وخلف يغشّى الليل النهار هنا [الآية: 54]، والرعد [الآية: 3] بفتح الغين وتشديد الشين، والباقون بإسكان الغين وتخفيف الشين.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: والشمس والقمر والنجوم مسخرات برفع الأسماء الأربعة هنا [الآية: 54] وفي النحل [الآية: 12].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/330]
وقرأ ذو عين (عد) حفص بنصب أربعة الأعراف، وأولى النحل، ورفع أخيريها، وإلى هذا أشار بقوله: (وثم معه في الآخرين)، أي: وفي النحل اتفق حفص مع ابن عامر في الآخرين خاصة، وهما: والنّجوم مسخّرت، والباقون بنصب أربعتها.
تنبيه:
علم فتح الغين للمشدد من النظائر، وإسكان المخفف من لفظه.
وجه تخفيف أن مع الرفع: جعلها مخففة من الثقيلة؛ فقدر اسمها ضمير الشأن، ورفع لّعنة مبتدأ خبره الجار والمجرور، والجملة خبر أن.
وجاز هنا جعل أن المفسرة؛ لأنها بمعنى «أذّن قال»، ومنعت مصدريتها لسبق معنى العلم.
ووجه التشديد والنصب: أنه أصل المخففة، وعليه المعنى، وفتحت [لوقوع الفعل] عليها- أي: بأن- وهو المختار؛ للأصالة، والنص على التوكيد.
ووجه وجهي يغشى: جعله مضارع «غشى» أو «أغشى» معدى بالتضعيف على حد فغشّها [النجم: 54]، وبالهمز على حد فأغشينهم [يس: 9].
ووجه رفع الشمس وتاليها جعلها مبتدأ، ومسخرات خبرها على حد وسخّر لكم مّا في السّموت [لقمان: 20].
ووجه نصبها هنا: عطفها على السّموت، أي: وجعل الشمس؛ على حد الذي خلقهنّ [فصلت: 37].
ومسخّرت حال، أو يقدر «جعل» فمفعول ثان، وفي الفعل إن قدر أحدهما فكذلك، أو «سخر»، فمسخرات: مصدر جمع، باعتبار أنواع التسخير، أو حال مؤكدة على رأى.
ووجه حفص: جعله مبتدأ وخبرا للجمع بين تناسب التقدير وعدم تأويل ومسخّرت، وجمعت باعتبار الأفراد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/331] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُغْشِي اللَّيْل" [الآية: 54] هنا و[الرعد الآية: 3] فأبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف بفتح الغين وتشديد الشين من غشي المضاعف، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بسكون الغين وتخفيف الشين فيهما من أغشى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ" [الآية: 54] هنا وفي [النحل الآية: 12] فابن عامر فيهما برفع الشمس ما عطف عليها، ورفع مسخرات على الابتداء والخبر، وقرأ حفص برفع النجوم مسخرات بالنحل؛ لأن الناصب ثمة سخر فلو نصب النجوم ومسخرات لصار اللفظ سخرها مسخرات، فيلزم التأكيد، وقرأ الباقون بالنصب في الموضعين، والنصب في مسخرات بالكسرة فوجهه هنا أنه عطف على السموات، ومسخرات حال من هذه المفاعيل، وفي النحل على الحال المؤكدة وهو مستفيض أو على إضمار فعل قبل النجوم أي: وجعل إلخ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يغشى} [54] قرأ شعبة والأخوان بفتح الغين، وتشديد الشين والباقون بإسكان الغين، وتخفيف الشين). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} قرأ الشامي برفع الأربعة، والباقون بنصبها، و{مسخرات} منصوبة بالكسر، لأنه مما جمع بألف وتاء). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأمره} [54] فيه لدى وقف حمزة وجهان، تحقيق الهمزة، وإبدالها ياء محضة، وما في الربع من غيره مما يصح الوقف عليه لا يخفى). [غيث النفع: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ}
- قرأ بعض المدنيين (إن ربكم الله) بنصب لفظ الجلالة.
- وذكر السمين أنها قراءة بكار.
وله عندي تخريجان:
الأول: على نصب (إن) الاسم والخبر، على مذهب من قال به، واحتج بقوله:
إن حراسنا أسدًا..، وهو بيت بن أبي ربيعة.
والثاني: أن (الله) بدل من (ربكم)، منصوب مثله، وما بعده الخبر، على تقدير: إن ربكم الله هو الذي خلق...
[وقد وجدت مثل هذا عند النحاس بعد تخريجه، ونصب الوجهين عنده جائز].
- وقرئ (أن ربكم) بفتح الهمزة، أي: لأن ربكم، وعزيت لأهل المدينة.
{اسْتَوَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/70]
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (يغشي الليل النهار) بضم الياء وسكون الغين، من (أغشى)، ونصب الليل والنهار، والفاعل: هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وزيد عن يعقوب وخلف والحسن والأعمش وحماد وسهيل ورويس (يغشى الليل النهار) بفتح الغين وتشديد الشين، من (غشى)، ونصب الليل والنهار، والتشديد للتكثير.
- وقرأ حميد بن قيس (يغشى..) بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين، من (غشي)، ثم اختلف النقل عنه في (الليل والنهار كما يلي:
أ- ذكر أبو عمرو الداني أن حميدًا قرأ (يغشى الليل النهار) بضم الليل على أنه الفاعل، والنهار: بالنصب على المفعولية.
ب- وذكر أبو الفتح ابن جني أن قراءة حميد بن قيس (يغشى الليل
[معجم القراءات: 3/71]
النهار) بنصب اللام، ورفع الراء على الفاعلية.
قال: (أي يغشى الليل النهار بأمره أو بإذنه...، والفاعل في قراءة حميد هو النهار: لأنه مرفوع.
وقال الزمخشري: (.. قراءة حميد ... بفتح الياء ونصب الليل ورفع النهار، أي: يدرك النهار الليل، و(يطلبه حثيثًا) حسن الملاءمة لقراءة حميد).
وذكر أبو حيان هذين الوجهين ثم قال: (قال ابن عطية: وأبو الفتح أثبت) انتهى.
قال أبو حيان معقبًا على كلام ابن عطية:
(وهذا الذي قاله من أن أبا الفتح أثبت، كلام لا يصح؛ إذ رتبة أبي عمرو الداني في القراءات ومعرفتها وضبط رواياتها واختصاصه بذلك المكان الذب لا يدانيه أحد من أئمة القراءات فضلًا عن النحاة الذين ليسوا مقرئين، ولا رووا القرآن عن أحد، ولا روى عنهم القرآن، هذا مع الديانة الزائدة، والتثبت في النقل، وعدم التجاسر، ووفور الحظ من العربية، فقد رأيت له كتابًا في (كلا)، وكتابًا في (إدغام أبي عمرو الكبير) دلا على اطلاعه على ما لا يكاد يطلع عليه أئمة النحاة ولا المقرئين، إلى سائر تصانيفه - رحمه الله.
والذي نقله أبو عمرو الداني عن حميد أمكن من حيث المعنى؛ لأن ذلك موافق لقراءة الجماعة؛ إذ الليل في قراءتهم -وإن كان منصوبًا- هو الفاعل من حيث المعنى؛ إذ همزة النقل أو التضعيف صيره مفعولًا، ولا يجوز أن يكون مفعولًا ثانيًا من حيث المعنى، لأن المنصوبين تعدى إليهما الفعل، وأحدهما فاعل من حيث
[معجم القراءات: 3/72]
المعنى، فيلزم أن يكون الأول منهما كما لزم ذلك في: ملكت زيدًا عمرًا؛ إذ رتبة التقديم هي الموضحة أنه الفاعل من حيث المعنى كما لزم ذلك في: ضرب موسى عيسى..).
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}
- قراءة الجماعة (والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ) بالنصب في الأربعة، أما نصب الشمس والقمر والنجوم، فهو من باب العطف على السماوات في قوله: (خلف السماوات).
- وأما (مسخرات) فهو حال من هذه المفاعيل.
- وقرأ ابن عامر (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع في الثلاثة على الابتداء، و(مسخرات) خبر، والرفع هنا على الاستئناف.
- وقرأ أبان بن تغلب ومحمد بن الحنفية (والشمس والقمر والنجوم
[معجم القراءات: 3/73]
مسخرات) بنصب الشمس والقمر عطفًا على السماوات، ثم رفع (والنجوم مسخرات) على الابتداء والخبر.
{وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{بِأَمْرِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف (بيمره)، بإبدال الهمزة ياء محضة مفتوحة). [معجم القراءات: 3/74]

قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {ادعوا ربكُم تضرعا وخفية} 55
قَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {تضرعا وخفية} بِكَسْر الْخَاء هَهُنَا وفي الْأَنْعَام 63
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وخفية} مَضْمُومَة الْخَاء
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم {وخفية} مَضْمُومَة). [السبعة في القراءات: 283]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {وخفية} (55): بكسر الخاء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (وخفية) قد ذكر في الأنعام (والرّيح) مذكور أيضا). [تحبير التيسير: 372] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ خُفْيَةً لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وخفيةً} [55] تقدم لأبي بكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تنوين برحمة ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49]، وتقدم وجها وخفية
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/331]
[الأعراف: 55] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/332] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو بكر "وخفية" [الآية: 55] بكسر الخاء كما مر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وخفية} [55] قرأ شعبة بكسر الخاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)}
{خُفْيَةً}
- قراءة الجماعة (خفية) بضم الخاء.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم (خفية) بكسر الخاء.
وهما لغتان، وذكر هذا أبو علي.
وانظر الآية/3 من سورة الأنعام.
- ونقل ابن سيده في المحكم أن فرقة قرأت: (خيفة) بكسر الخاء وتقديم الياء على الفاء، من الخوف، أي: ادعوه باستكانة وخوف.
وذكر أبو حاتم أنها قراءة الأعمش.
وقال ابن عطية: (قال أبو حاتم: قرأها الأعمش فيما زعموا).
{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
- قراءة الجماعة (إنه ...) بهاء الضمير.
[معجم القراءات: 3/74]
- وقرأ ابن أبي عبلة: (إن الله ...) جعل مكان المضمر المظهر). [معجم القراءات: 3/75]

قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "إصلاحا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
{إِصْلَاحِهَا}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{وَادْعُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (وادعوهو ...) بوصل الهاء بواو.
{إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ}
- وقف على التاء بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن (إن رحمه ...)، وهي لغة قريش.
- ووقف الباقون بالتاء (إن رحمت ...)، وهي لغة طيء، وهي موافقة لصريح الرسم.
{رَحْمَةَ}
- وأمال الكسائي الميم في الوقف (رحمه) ). [معجم القراءات: 3/75]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس