عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 07:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الحمل على اللفظ ثم على المعنى

الحمل على اللفظ ثم على المعنى

قلنا إن البدء بالحمل على اللفظ هو الشائع المستفيض في القرآن وفي كلام العرب ونجد في آيات كثيرة تعددت فيها مراعاة اللفظ ثم مراعاة المعنى كقوله تعالى:
1- {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}[2: 112].
2- {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم} [2: 114].
3- {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [2: 217].
4- {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} [3: 75].
5- {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم} [3: 199].
6- {ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك}
[6: 25].
7- {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا}[69: 19-23].
وترى هنا أن المعنى قد روعي بعد ذكر جملة آيات {كلوا واشربوا} وكذلك في قوله تعالى:
8- {ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * ذواتا أفنان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * فيهما عينان تجريان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * فيهما من كل فاكهة زوجان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * متكئين على فرش} [55: 46-54].
راعى معنى (من) في قوله {متكئين}. [البحر:8/197].
لكثرة مراعاة المعنى بعد مراعاة اللفظ في القرآن يحسن أن نقدر متعلق الظرف والجار والمجرور ضميرًا يعود على لفظ (ما) في قوله تعالى:
1- {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا} [20: 69].
2- {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} [21: 19].
أي ومن كان عنده. ويجوز أن يقدر: ومن كانوا عنده، فروعي المعنى أولاً وثانيًا.
كذلك يقدر عائد الموصول مفردًا ليكون حملاً على المعنى بعد الحمل على اللفظ في قوله تعالى:
1- {بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا} [4: 49].
2- {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله} [13: 13]
وإن كان يجوز أن يقدر جميعا، فيكون حملا على المعنى بعد الحمل على المعنى.
3- {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} [43: 12-13].
تقدير الرابط مفردًا مذكرًا تقديره: تركبونه يكون من مراعاة اللفظ ثم المعنى ثم اللفظ {ظهوره}، {عليه} ولو قدر الرابط {تركبونها} كان من مراعاة المعنى بدءًا ثم اللفظ، وهو ما منعه النحويون.
جاء الحمل على اللفظ ثم الحمل على المعنى في جملة واحدة هي جملة الصلة في قوله تعالى:
1- {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى} [2: 111].
(هود) جمع هائد. و(نصارى) جمع نصران ونصرى، وذلك مثل قول الشاعر:
وأيقظ من كان منكم نياما
[البحر:1/350]، [الكشاف:1/88]، [معاني القرآن:1/73]، [العكبري:1/32]، [القرطبي:1/463].
2- وفي قراءة الحسن: {إلا من هو صال الجحيم} [37: 162].
[المحتسب:2/228]، [ابن خالويه:128]، [الإتحاف:371]، [البحر:7/379]، [العكبري:2/108].
جاءت مراعاة المعنى واللفظ في كلمة واحدة {ظهوره} في الآية التي ذكرناها سابقًا.


رد مع اقتباس