عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (65) إلى الآية (69) ]
{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نسقيكم ممّا في بطونه (66)
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب (نسقيكم) بفتح النون، وفي المؤمنين مثله.
والباقون ضموا النون في السورتين.
قال أبو منصور: هما لغتان: سقيته، وأسقيته بمعنى واحد.
وقال لبيد فجمع بين اللغتين:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى... نميراً والقبائل من هلال
وقال بعضهم في سقيته الماء، إذا ناولته إياه فشربه.
وأسقيته: جعلته له سقيا). [معاني القراءات وعللها: 2/81]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم} [66].
قرأ نافع وعاصم في رواية ابي بكر وابن عامر {نسقيكم} بفتح النون وكذلك في (قد أفلح).
وقرأ الباقون بالضم.
فاختلف الناس في ذلك، فقال قوم: سقى وأسقى لغتان وأنشدوا:
سقى قومي بني مجد وأسقى = نميرا والقبائل من هلال
وقال آخرون: سقيته ماء لشفته. كقوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/357]
وأسقيته: سألت الله أن يسقيه، وأنشدوا لذي الرمة:
وقفت على ربع لمية ناقتي = فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه = تكلمني أحجاره وملاعبه
وفيه قول ثالث: أن ما كان من الأنهار وبطون الأنعام فبالضم.
وفيه قول رابع: ذكر أبو عبيد قال: ما سقى مرة واحدة. قلت: سقيته شربة، وما كان دائمًا قلت: أسقيته كقولك: أسقيته غير ماء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون وضمّها من قوله تعالى: لعبرة نسقيكم [66] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي نسقيكم بضم النون، وفي المؤمنين [21] مثله.
وقرأ ابن عامر ونافع وعاصم في رواية أبي بكر: (نسقيكم) بفتح النون فيهما. حفص عن عاصم (نسقيكم) بضم النون، وفي المؤمنين مثلها.
قال أبو علي: تقول: سقيته حتى روي، أسقيه، وعلى هذا قوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا [الإنسان/ 21]، وقال: والذي هو يطعمني ويسقن [الشعراء/ 79] وقال: وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [محمد/ 15]، وقال: شاربون شرب الهيم [الواقعة/ 55] وقال:
انحنا فسمناها النّطاف فشارب... قليلا وآب صدّ عن كلّ مشرب
[الحجة للقراء السبعة: 5/74]
وقوله: ويسقى من ماء صديد [إبراهيم/ 16] مثل يضرب، وليس مثل يكرم، يدل على ذلك قوله: وسقوا ماء حميما، وتقدير من ماء صديد من ماء ذي صديد فهذا خلاف قوله: وسقاهم ربهم شرابا طهورا [الإنسان/ 21].
فأما قوله: وأسقيناكم ماء فراتا [المرسلات/ 27]، وقوله: فأسقيناكموه [الحجر/ 22] فمعنى ذلك جعلناه سقيا لكم، كما تقول: أسقيته نهرا، أي جعلته شربا له، وقالوا:
سقيته في معنى: أسقيته يدل على ذلك قوله:
سقى قومي بني مجد وأسقى... نميرا والقبائل من هلال
فسقى قومي: ليس يريد به ما يروي عطاشهم، ولكن يريد: رزقهم سقيا لبلادهم، يخصبون منها- وبعيد أن يسأل لقومه ما يروي العطاش، ولغيرهم ما يخصبون منه، ويبيّن ذلك قول الشاعر:
أخطا الربيع بلادهم فسقوا... ومن أجلهم أحببت كلّ يمان
فقوله: سقوا، دعا لهم بالسّقيا التي أخطأت بلادهم.
وهذا- وإن كان الأكثر فيما يرفع العطش- سقى، وفي السقيا:
[الحجة للقراء السبعة: 5/75]
أسقى، فإن من قرأ: نسقيكم يريد: إنّا جعلناه في كثرته، وإدامته كالسقيا، فهو كقولك: أسقيته نهرا. وأما من فتح النون، فإنه لما كان للشفة فتح النون، فجعله بمنزلة قوله:
وسقاهم ربهم شرابا طهورا والذين ضمّوا النون جعلوا ذلك لدوامه عليهم كالسقيا لهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/76]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الثقفي: [سَيْغًا]، وقراءة الناس: {سَائِغًا}.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون "سَيْغ" هذا محذوفا من سَيِّغ، كمَيْت ومَيِّت، وهَيْن وهَيِّن؛ وذلك أنه من الواو، لقولهم ساغ شرابهم يسُوغ. ولو كان سيْغ فعْلا لكان "سوْغا". ومنه قولهم: هو أخوه سوْغُه، أي: قابل له غير متباعد عنه، كالشراب إذا قبلتْهُ نفسُ شاربِهِ، ولم تنْبُ عنه). [المحتسب: 2/11]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم ممّا في بطونه}
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم} بفتح النّون وقرأ الباقون بالرّفع
قال الخليل سقيته كقولك ناولته فشرب وأسقيته جعلت له سقيا وقال الفراء العرب تقول كل ما كان من بطون الأنعام ومن ماء السّماء أو نهر أسقيت وفي الفرقان {ونسقيه ممّا خلقنا أنعاما} وتقول سقيته إذا ناولته ماء يشربه لا يقولون غيره قال الله
[حجة القراءات: 391]
تعالى {وسقاهم ربهم} فمن قرأ بالرّفع فإنّه يريد أنا جعلنا في كثرته وإدامته كالسقيا كقولك أسقيته نهرا قال الله تعالى {وأسقيناكم ماء فراتا} أي جعلناه سقيا لكم وأما من فتح النّون فإنّه لما كان للشفة فتح النّون
وقال آخرون سقى وأسقى لغتان قال الشّاعر:
سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال). [حجة القراءات: 392]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {نسقيكم مما في بطونه} قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/38]
بفتح النون، وقرأ الباقون بالضم، ومثله في المؤمنين.
وحجة من فتح النون أنه جعله ثلاثيًا، فبناه على «سقيت أسقي» كما قال تعالى ذكره: {وسقاهم ربهم} «الإنسان 21» وقال: {يطعمني ويسقين} «الشعراء 79» وقال: {وسقوا ماءً حميمًا} «محمد 15» ومنه {يسقى بماء واحد} «الرعد 4» {ويسقى من ماء صديد} «إبراهيم 16» كله من سقى يسقي، إجماع.
17- وحجة من ضم النون أنه بناه على «أسقيت فلانًا» بمعنى: جعلت له شرابًا يشربه، فالمعنى في الضم، فجعل لكم شربًا مما في بطون الأنعام، وقد قال تعالى ذكره: {وأسقيناكم ماءً فراتًا} «المرسلات 27» أي: جعلنا لكم شربًا، ليس هو من سقي الفم، لرفع «العطش» فالمعنى: جعلنا لكم شربًا لا ينقطع كالسقيا، وقد قالوا: سقيته وأسقيته بمعنى، جعلت له شربًا، فتكون القراءتان بمعنى واحد على هذه اللغة، قال الشاعر:
سقى قومي بني نجدٍ وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
فليس يريد بـ «سقى قومي» ما يروي عطاشهم، لم يدع لهم لأجل عطشٍ بهم، إنما دعا لهم بالخصب والسقي، يريد: رزقهم الله سقيًا لبلدهم يخصبون منها، ويبعد أن يسأل لقومه ما يروي عطاشهم، ويسأل لغيرهم ما يخصبون منه، لأنه قال: واسقى نميرًا، أي: جعل لهم سقيا وخصبا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/39]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {نَسْقِيكُمْ} [آية/ 66] بفتح النون:
قرأها نافعٌ وابن عامر وعاصم ياش- ويعقوب.
والوجه أنه من سقاه يسقيه، وذلك لما يكون للشفة، قال الله تعالى {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}.
[الموضح: 739]
وقرأ الباقون {نُسْقِيكُمْ} بضم النون.
والوجه أنه من أسقيته إذا جعلت له سُقيا، يقال أسقيته نهرًا إذا جعلته شِربًا له، والمعنى إنا نجعله في كثرته وإدامته كالسقيا لكم.
وقال بعضهم: سقيتُه وأسقيتُه واحد). [الموضح: 740]

قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}

قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {يعرشون} [68].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر بضم الراء.
وقرأ الباقون بالكسر، وقد ذكرت علته في (الأعراف) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر (يعرشون) [68] بضم الراء.
وقرأ الباقون بكسر الراء، وروى حفص عن عاصم: يعرشون بكسر الراء.
هما لغتان: (يعرش ويعرش) ومثله: يحشر ويحشر، ويعكف
[الحجة للقراء السبعة: 5/76]
ويعكف، ويفسق ويفسق، قال أبو عبيدة: كلّ شيء مما عرش فهو عريش، وحكى الضم والكسر في يعرش). [الحجة للقراء السبعة: 5/77]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({اتخذي من الجبال بيوتًا ومن الشّجر وممّا يعرشون}
قرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} بضم الرّاء وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان يقال عرش يعرش ويعرش). [حجة القراءات: 392]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {يَعْرُشُونَ} [آية/ 68] مضمومة الراء:
قرأها ابن عامر وعاصم ياش-.
وقرأ الباقون {يعرِشون} مكسورة الراء.
وقد مضى الكلام على هذا). [الموضح: 740]

قوله تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس