عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية (18) إلى الآية (20) ]
{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)}

قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن أبي بُكَير: [فِي يَوْمِ عَاصِفٍ] بالإضافة.
قال أبو الفتح: هذا على حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه؛ أي: في يوم ريح عاصف، وحسن حذف الموصوف هنا شيئًا؛ لأنه قد أُلف حذفه في قراءة الجماعة: {فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ}.
فإن قيل: فإذا كان "عاصف" قد جرى وصفًا على "يوم" فكيف جاز إضافة "يوم" إليه، والموصوف لا يصاف إلى صفته؛ إذ كانت هي هو في المعنى؛ والشيء لا يضاف إلى نفسه؟ ألا تراك لا تقول: هذا رُجُلُ عاقلٍ، ولا غلامُ ظريفٍ، وأنت تريد الصفة؟ قيل: جاز ذلك من حيث كان "اليوم" غير العاصف في المعنى وإن كان إياه في اللفظ؛ لأن العاصف في الحقيقة إنما هو الريح لا اليوم، وليس كذلك هذا رُجُلُ عاقلٍ؛ لأن الرجل هو العاقل في الحقيقة، والشيء لا يضاف إلى نفسه، فهذا فرق). [المحتسب: 1/360]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّياحُ} [آية/ 18] بالألف:
قرأها نافعٌ وحده.
والوجه أنه جمع الريح؛ لأن المراد إن هذا الرماد الذي شُبهت به أعمال الكفار اشتدت به الرياح من كل وجه حتى فرّقته، وإذا كانت الريح الكثيرة تعصف به كان أشد لتفريقه، فلهذا جمع الرياح.
وقرأ الباقون {الرِيحُ} على الوحدة.
والوجه أنه أراد به جنس الريح لا ريحًا واحدة، فمعنى الجمع حاصل فيه
[الموضح: 708]
أيضًا، وإن كان لفظه لفظ الواحد لما فيه من شيوع الجنس وشمول الألف واللام). [الموضح: 709]

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ألم تر أنّ اللّه خلق السّماوات والأرض)
قرأ حمزة والكسائي (خالق السّماوات)، وفي النور بألف أيضًا.
وقرأ الباقون في السورتين (خلق السّماوات) على " فعل)، (والأرض) نصبًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/61]
قال أبو منصور: من قرأ (خالق السّماوات) فالسّماوات في موضع الخفض لإضافة خالق إليه، و(الأرض) معطوف عليها بالكسر.
ومن قرأ (خلق السّماوات) نصبها، وعطف (الأرض) عليها، غير أن تاء الجماعة تخفض في موضع النصب). [معاني القراءات وعللها: 2/62]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق} [19].
قرأ حمزة والكسائي {خالق السموات والأرض} على فاعل إضافة إلى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/334]
السموات، والأرض نسق عليه. ولو قرأ قارىء {والأرض} بالنصب لجاز؛ لأن الأصل: خالق السموات والأرض. كما قال الله تعالى: {وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا} ولكن لا يقرأ به؛ لأن القراءة سنة وليست قياسًا.
وقرأ الباقون {خلق} فعلاً ماضيًا و{السموات} نصب في المعنى جر في اللفظ؛ لأن التاء غير أصلية و{الأرض} نسق على {السموات} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/335]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جل وعز: ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق [19].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم: خلق على فعل.
وقرأ حمزة والكسائي: (خالق) على فاعل.
وجه قول من قرأ: (خلق) أن ذلك أمر ماض فأخبروا عنه بلفظ المضيّ على فعل.
ووجه من قال: (خالق) أنّه جعله مثل: فاطر السموات والأرض [إبراهيم/ 10 يوسف/ 101 فاطر/ 1] ألا ترى أنّ فاطرا بمعنى خالق، وكذلك قوله: (فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا) [الأنعام/ 96] هو على فاعل دون فعل، وهما مما قد فعل فيما مضى). [الحجة للقراء السبعة: 5/28]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السلمي: {أَلَمْ تَرْ أَنَّ اللَّهَ} ساكنة الراء.
قال أبو الفتح: فيها ضعف؛ لأنه إذا حذف الألف للجزم فقد وجب إبقاؤه للحركة قبلها
[المحتسب: 1/360]
دليلًا عليها، وكالعوض منها لا سيما وهي خفيفة، إلا أنه شبه الفتحة بالكسرة المحذوفة في نحو هذا استخفافًا. أنشد أبو زيد:
قالت سليمى اشْتَرْ لنا دقيقا
وأنشدنا أيضًا:
قالت سليمى كَلْمَةً تَلجْلَجَا ... لو طُبخ النِّيء به لَأُنْضِجَا
يا شيخ لا بدَّ لنا أن نَحْجُجَا ... قد حج في ذا العامِ مَن كان رَجا
فاكْتَرْ لنا كَرِيَّ صدق فالنَّجا ... واحذر فلا تَكْتَرْ كَرِيًّا أَعْوجَا
عِلْجًا إذا ساق بنا عَفَنْجَجَا
فأسكن الراء من "اشترْ" و"اكترْ" استخفافًا، أو إجراء للوصل على حد الوقف. وروينا عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى قول الشاعر:
ومن يتَّقْ فإن الله معه ... ورِزقُ الله مُؤتابٌ وغادِي
فأسكن قاف "يتقْ" لما ذكرنا، وكذلك شبه السلمى [أَلَمْ تَرْ] بذلك إذا كانت الكسرة أثقل، أو لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف). [المحتسب: 1/361]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ألم تر أن الله خلق السّماوات والأرض بالحقّ}
قرأ حمزة والكسائيّ (ألم تر أن الله خالق السّماوات والأرض)
[حجة القراءات: 376]
وحجتهما أنه إذا قرئ على فاعل وأضيف دخل به معنى الماضي ودخل فيه معنى المدح يكسبه لفظ فاعل وممّا يقوي ذلك {فاطر السّماوات والأرض} ألا ترى أن فاطرا بمعنى خالق وكذلك {فالق الإصباح} هو على فاعل دون فعل
وقرأ الباقون {خلق السّماوات والأرض} نصبا وحجتهم أن أكثر ما جاء في القرآن على هذا اللّفظ من قوله {خلق السّماوات والأرض بالحقّ} {خلق السّماوات بغير عمد} ونظائر ذلك). [حجة القراءات: 377]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {خلق السماوات والأرض} قرأه حمزة والكسائي «خالق» على وزن «فاعل» و{الأرض} بالخفض عطف على {السموات} لأن كسر التاء في هذه القراءة علم الخفض؛ لإضافة «خالق» إلى ما بعده، وحسن ذلك لأن «فاعلا» يأتي بمعنى الماضي، كما قال: {فاطر السموات} «10» فهو أمر قد كان، فلا يجوز فيه إلا الإضافة، لأنه أمر معهود معروف. وقرأ الباقون {خلق} على وزن «فعل» فنصبوا {الأرض} عطفًا على {السماوات} لأن كسرة التاء فيه علم النصب، فأتوا بلفظ الماضي؛ لأنه أمرٌ قد كان، وقد فرغ منه، فالفعل أولى به من الاسم، لأن الاسم يشترك في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/25]
لفظه الماضي والمستقبل والحال، وإنما يخلص للماضي بالدلائل، والفعل بلفظه يدل على الماضي، وانتصب الاسمان بعده بالفعل، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/26]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله خَالِقُ السَّمَاوَاتِ} [آية/ 19] على فاعل، {السمواتِ} جرٌّ:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن المعنى: خلق السموات، فهو اسم فاعل من خلق، وهو بمعنى الماضي، وارتفاعه بأنه خبر أن، و{السمواتِ} جرٌّ بإضافة {خالِق} إليه إضافة محضةً؛ لأنه على معنى المضي، مثل قوله تعالى {فالِقُ الإِصْباحِ}، والمعنى: خلق السموات كما ذكرنا، ومعنى {أَلَمْ تَرَ}: ألم تعلم.
وقرأ الباقون {خلقَ السمواتِ} بغير ألف على فَعَلَ:
والوجه أنه فعلٌ ماضٍ، وهو معنى القراءة الأولى، و{السمواتِ} على هذا نصبٌ بأنه مفعول به، والكسرة من أجل أن الكلمة مؤنث، فهو في موضع النصب مجرورٌ). [الموضح: 709]

قوله تعالى: {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس