عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (80) إلى الآية (83) ]

{ فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يأذن لي أبي)
فتح الياءين نافع وأبو عمرو، وفتح ابن كثير ياء (أبي)، وأرسل ياء (لي)، وسائر القراء أرسلوا الياءين). [معاني القراءات وعللها: 2/48]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلمّا استيئسوا منه (80)
قرأ ابن كثير فيما قرئ على أبي بكر" فلما استايسوا " " ولا تايسوا من روح الله " و(حتى إذا استايس الرسل) بغير همز - وكذلك روى عبيد ومحمد بن صالح عن شبل إنه غير مهموز.
[معاني القراءات وعللها: 2/48]
وقرأ الباقون (فلما استيأسوا) بالهمز، وكذلك (ولا تيأسوا) و(حتى إذا استيأس الرّسل).
قال أبو منصور: القراءة المختارة (استيأسوا) و(استيأس) و(لا تيأسوا)، وهو من يئس ييأس يأسًا، وهو يائس، ويئسٌ لغة، ولم يقرأ بها.
وأما: آيس يأيس فهي لغة ضعيفة.
قال القراء عن الكسائي: سمعت غير قبيلة يقول: أيس يايس بغير همز.
قال: وسمعت رجلا من بنى المنتفق يقول: لا تيس منه. بغير همز.
وروى أبو عبيد عن الأصمعي: يئس ييأس، ويئس مثل حسب يحسب ويحسب.
قال: وقال أبو زيد: علياء مضر تقول: يحسب ويئس، وسفلاها بالفتح). [معاني القراءات وعللها: 2/49]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {فلما استيئسوا} [80] و{حتى إذا استيئس الرسل} [110].
روى شبل عن ابن كثير {استائس} بالألف {فلما استئياسوا} والأصل الهمز، لأنه استفعل من اليأس فالياء فاء الفعل والهمزة عينه والسين لامه، والمصدر منه استيأس يستيئس استيآسًا فهو مستيئس، وجعله شبل استفعل من أيس الهمزة قبل الياء والإياس: المصدر من هذا، استيأس يستأيس استيئياسًا فهو مستيئس. والعرب تقول: يئست من الشيء وأيست منه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/314] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: روى خلف والهيثم عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: فلما استأيسوا منه [يوسف/ 80] بغير همز.
[الحجة للقراء السبعة: 4/432]
ومحمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير مثله.
وقرأ الباقون: استيأسوا منه الهمزة بين السين والياء، وكذلك قرأت على قنبل عن ابن كثير: استيأسوا مثل حمزة ولا تيأسوا [يوسف/ 87].
وكلّهم قرأ في آخرها: استيأس الرسل [110] إلا ما ذكرت عن ابن كثير.
قولهم: يئس واستيأس مثل: عجب واستعجب، وسخر واستسخر، وفي التنزيل: وإذا رأوا آية يستسخرون [الصافات/ 14]، وقال أوس:
ومستعجب ممّا يرى من أناتنا... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ومن قال: استأيس الرسل قلب العين إلى موضع الفاء فصارت استعفل، ولفظه استأيس، ثم خفّف الهمزة وأبدلها ألفا لسكونها، وانفتاح ما قبلها فصار مثل راس وفاس، فإن قلت:
فلم لا يكون استيأس فأبدل من الياء الألف وإن كانت ساكنة كما قلب قوم نحو: يا تعد، ويا تزر، وياتيس؟ قيل: لو كان كذلك لكان: فلمّا استاأسوا، فكانت الهمزة التي هي عين مخففة، فإن خفّفها كانت بين بين كالتي في هاأة. والرواية عن ابن كثير: استأيسوا بالياء والهمزة لا تقلب ياء في هذا النحو
[الحجة للقراء السبعة: 4/433]
في التخفيف القياسيّ. وقد قلب هذا الحرف في غير هذا الموضع قالوا: أيس يأيس، وهذا مقلوب من يئس ييأس، وهو الأصل. يدلّك على ذلك، أن المصدر لا نعلمه جاء إلّا على تقديم الياء نحو قوله:
من يأسة اليائس أو حدادا ونحو ما أنشده أبو زيد:
بلا عزف تسلو ولكن يآسة... وأشفى لمطلول العلاقة لو يسلو
فأما قولهم: الإياس وتسميتهم الرجل إياسا فليس مصدر أيس، ولو كان كذلك لكان من باب جبذ وجذب في أنّ كلّ واحد منهما أصل على حدة، وليس أحدهما مقلوبا عن
صاحبه، ولكن إياسا مصدر أسته أؤوسه أوسا: إذا أعطيته، والإياس مثل القياس والقياد، وإنّما سمّي الرجل بإياس وأوس كما سمّي بعطاء وعطيّة، ومن ذلك قول النابغة الجعدي:
وكان الإله هو المستآسا
[الحجة للقراء السبعة: 4/434]
إنما هو مستفعل من العطاء، أي: يسأل أن يعطي، ومن فسره من أهل اللغة على غير هذا، فإنما هو تفسير على المعنى دون ما عليه اللفظ، فأمّا الأسو فهو من قولك: أسوت الجرح أأسوه أسوا، والفاعل آس كما ترى، والمفعول: مأسوّ وأسيّ.
وقول الحطيئة:
... الأطبّة والإساء الإساء: فعال، مثل صاحب وصحاب، وآم وإمام، ومنه: واجعلنا للمتقين إماما [الفرقان/ 74] في قول أبي الحسن، وقالوا: أسيّ فعيل مثل أسير، ومن ثم جمع على أساوى مثل أسارى. قال:
[الحجة للقراء السبعة: 4/435]
كأنّهم أساوى إذا ما سار فيهم سوارها وقال:
أسيّ على أمّ الدّماغ حجيج فانقلبت الواو كما انقلبت في غزيّ، وأما أسيت آسى أسى في الحزن: وهو مثل: فرقت أفرق فرقا، فقالوا: أسيان، وأحسبني قد سمعت: أسوان، فإن لم يك كذلك، فأسيت مثل رضيت، أو يكون في الكلمة لغتان: الياء والواو، وقال: فلا تأس على القوم [المائدة/ 26]: فكيف آسى على قوم، [الأعراف/ 93]، ولكي لا تأسوا على ما فاتكم [الحديد/ 23]، وأما السّأو للهمّة فمصدر، وقوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/436]
بعيد السّأو مهيوم التقدير: بعيد المكان الذي يحنّ إليه ويهيم بلحاقه به، فوضع المصدر موضع الصفة، فهو من باب: ضرب الأمير، ونسج اليمن.
وقال أبو عبيدة في قوله: أفلم ييأس الذين آمنوا [الرعد/ 31]، ألم يتبيّن ويعلم، وأنشد لسحيم بن وثيل.
أقول لأهل الشّعب إذ ييسرونني... ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم
يروى: ييسرونني: أي يقتسمونني، وبعضهم يقول:
يأسرونني من الأسر، وقال بعض البصريّين: أفلم ييأس الذين آمنوا أي: ألم يعلموا، قال: وهي لغة وهبيل من النّخع،
[الحجة للقراء السبعة: 4/437]
هكذا رواه أبو عبد الله اليزيدي، وأنشد بيتا آخر:
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه... وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
وينبغي أن تكون أن بعدها وهو قوله: أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا [الرعد/ 31] مخفّفة من الثقيلة، وفيه ضمير القصة والحديث، كما أنه في قوله: علم أن سيكون منكم مرضى [المزمل/ 20] أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا [طه/ 89]، على ذلك، وحسن وقوع الفعل بعدها لفصل الحرف، كما فصل في هذه المواضع الأخر.
ولا يجوز في: ييأس، هذا الذي بمعنى العلم الشذوذ الذي جاء في: حسب يحسب، ويئس ييأس، لأن ذلك إنما جاء في يئس الذي هو خلاف يرجو، والشذوذ حكمه أن يقصر على ما جاء فيه، ولا يتعدى إلى غيره، ويقوّي ذلك أنه يئس ييأس، إذا أريد به خلاف الرجاء مثل: علم يعلم، ويؤكد ذلك أيضا أن خلافه على هذا المثال وهو: جهل يجهل جهلا، ومصدره ينبغي أن يكون يأسا مثل: جهلا). [الحجة للقراء السبعة: 4/438]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَلَا تَيْأَسُوا} [آية/ 87] و{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا} [آية/ 80] بالهمز بعد الياء:
اتفق القراء عليه إلا ابن كثير في بعض الروايات.
[الموضح: 685]
والوجه أن يئس واستيأس بهمزة بين الياء والسين هو الأصل في الباب؛ لأن الكلمة مما فاؤه ياء، فالحرف الأول ياء والثاني همزة، واستيأس ويئس واحد، مثل استعجب وعَجب واستسخر وخسر، قال أوسٌ:
63- ومستعجبٍ مما يرى من أناتنا = ولو زبنته الحرب لم يترمرم
وقرأ ابن كثير في رواية البزي {تَايَسُوا} و{اسْتَايَسُوا} بألف قبل الياء.
والوجه أنه قلب الكلمة فجعل العين في موضع الفاء والفاء في موضع العين فبقي تأيسوا واستأيسوا بالهمز قبل الياء، ثم خُففت الهمزة فصارت ألفًا، فبقي تايسوا واستايسوا بالألف، كما قالوا راس وفاس بالألف، والأصل: رأسٌ وفأسٌ بالهمز). [الموضح: 686] (م)

قوله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81)}

قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)}

قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس