عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (78) إلى الآية (83) ]

{ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) }

قوله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير والحسن بخلاف ومحمد بن مروان وعيسى الثقفي وابن أبي إسحاق: [هُنَّ أَطْهَرَ لَكُمْ] بالنصب.
قال أبو الفتح: ذكر سيبويه هذه القراءة وضعفها، وقال فيها: احتَبى ابن مروان في لحنه، وإنما قبح ذلك عنده؛ لأنه ذهب إلى أنه جعل "هن" فصلًا، وليست بين أحد الجزأين
[المحتسب: 1/325]
اللذين هما مبتدأ وخبر ونحو ذلك، كقولك: ظننت زيدًا هو خيرًا منك، وكان زيد هو القائم.
وأنا من بعدُ أرى أن لهذه القراءة وجهًا صحيحًا؛ وهو أن تجعل "هن" أحد جزأي الجملة، وتجعلها خبرًا لـ[بناتي]، كقولك: زيد أخوك هو، وتجعل [أطهر] حالًا من "هن" أو من "بناتي"، والعامل فيه معنى الإشارة، كقولك: هذا زيد هو قائمًا أو جالسًا، أو نحو ذلك. فعلى هذا مجازه، فأما على ما ذهب إليه سيبويه ففاسد كما قال). [المحتسب: 1/326]

قوله تعالى: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}

قوله تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه الحلواني عن قالون عن شيبة: [أو آوِيَ] بفتح الياء. ورُوي أيضًا عن أبي جعفر مثله. قال ابن مجاهد: ولا يجوز تحريك الياء هاهنا.
قال أبو الفتح: هذا الذي أنكره ابن مجاهد عندي سائغ جائز؛ وهو أن تعطف [آوِيَ] على "قوة" فكأنه قال: لو أن لي بكم قوة أو أُوِيًّا إلى ركن شديد. فإذا صرت إلى اعتقاد المصدر فقد وجب إضمار أن ونصب الفعل بها، ومثله قول مَيْسُون بنت بَحْدَل الكليبية:
للبسُ عباءة وتقرَّ عيني ... أحب إلى من لُبس الشفوف
فكأنها قالت: للبس عباءة وأن تقر عيني؛ أي: لأن ألبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من كذا، وعليه بيت الكتاب أيضًا:
فلولا رجالٌ من رِزَامٍ أعزَّةٌ ... وآلُ سُبيع أو أَسُوءك عَلْقَمَا
[المحتسب: 1/326]
أي: أو أن أسوءَك، فكأن قال: أو مساءَتي إياك، فكذلك هذه القراءة: لو أن لي بكم قوة أو أُوِيًّا؛ أي: أن آوِيَ إلى ركن شديد، وهذا واضح). [المحتسب: 1/327]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {فأسر بأهلك} [81].
قرأ ابن كثير ونافع {فآسر بأهلك} بوصل الألف في كل القرآن من سرى يسري.
وقرأ الباقون {فأسر بأهلك} بقطع الألف من أسرى يسري وهما لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن، قال الله تعالى: {سبحان الذي اسرى بعبده} وهذه حجة لمن قطع. وقال: {والليل إذا يسر} هذا حجة لمن وصل. وهذا البيت ينشد على وجهين:
أسرت عليه من الجوزاء سارية = تزجي الشمال عليها جامد البرد
ويروى: (سَرَتْ إليه) والسُّرى: سير الليل خاصة، ولا يكون بالنهار وهي مؤنثه، يقال: هذه سرى.
وأخبرني بذلك أبو بكر بن دريد عن أبي حاتم. وقال آخر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/291]
سريت بهم حتى تكل مطيهم = وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
وقال آخر:
سرى ليلاً خيالا من سليمى = فأرقني وأصحابي هجود
وقد فرق قوم بين سرى وأسرى منهم أبو عمرو الشيباني فقال: سرى من أول الليل وأسرى من آخره). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/292]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {إلا امرأتك} [81].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالرفع {إلا امرأتك} على معنى: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنها ستلتفت، فعلى هذه القراءة المرأة من أهل لوط، وإنما أمطر عليها الحجارة لأنها خالفت فالتفتت.
وقرأ الباقون: {إلا امرأتك} جعلوها استثناء من قوله: {فأسر بأهلك ... إلا امرأتك} فعلى هذه القراءة المرأة ليست من أهل لوط. و{قطع من الليل} ساعة من الليل تقول العرب: جاءنا زيد بعدما هدأت الرجل، وبعد هزيع من الليل، وبعد سعواء من الليل، وبعد ميناء من الليل، وبعد قطع من الليل، وبعد طبيق من الليل، قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/292]
عميرة ما يدريك أن رب مهجع = تركت ومن ليل التمام طبيق
وقد غار لحم بعد لحم وقد دنت = أواخر أخرى فاستقل فريق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/293]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في همز الألف وإسقاطها في الوصل في قوله: فأسر بأهلك [هود/ 81].
فقرأ ابن كثير ونافع: فاسر بأهلك* من سريت بغير همز.
وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائيّ:
فأسر من: أسريت.
قال أبو علي: حجّة [من] قرأ بوصل الهمزة قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/367]
سرت عليه من الجوزاء سارية فسارية تدلّ على سرت، وقول الآخر:
أقلّ به ركب أتوه تئيّة... وأخوف إلّا ما وقى الله ساريا
وقول الآخر:
سرى بعد ما غار الثريا وبعد ما... كأنّ الثّريّا حلّة الغور منخل
وحجّة من قطع: ما في التنزيل من قوله: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا [الإسراء/ 1] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/368]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في نصب التاء ورفعها من قوله: إلا امرأتك [هود/ 81].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: إلا امرأتك* برفع التاء.
وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائيّ: إلا امرأتك نصبا.
قال أبو علي: الوجه في قولهم: ما أتاني أحد إلا زيد، الرفع على البدل من أحد، وهو الأشيع في استعمالهم، والأقيس، وقوته من جهة القياس أن معنى: ما أتاني أحد إلا زيد ومعنى: ما أتاني إلا زيد، واحد. فكما اتفقوا في: ما أتاني إلا زيد، على الرفع، وكان: ما أتاني أحد إلا زيد، بمنزلته وبمعناه؛ اختاروا الرفع مع ذكر أحد، وأجروا ذلك مجرى: يذر، ويدع، في أنّ يذر لما كان في معنى يدع، فتح كما فتح يدع، وإن كان لم يكن في يذر حرف من حروف الحلق، وممّا يقوّي ذلك، أنّهم في الكلام وأكثر الاستعمال يقولون: ما جاءني إلا امرأة، فيذكّرون حملا على المعنى، ولا يكادون يؤنثون ذلك فيما زعم أبو الحسن إلا في الشعر كقوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/369]
برى النّحز والأجرال ما في غروضها... فما بقيت إلّا الضلوع الجراشع
وقال:
... وما بقيت... إلا النّحيزة والألواح والعصب
فكما أجروه على المعنى في هذا الموضع، فلم يلحقوا الفعل علامة التأنيث، كذلك أجروه عليه في نحو: ما جاءني أحد إلا زيد، فرفعوا الاسم الواقع بعد الاستثناء.
وأما من نصب فقال: ما جاءني أحد إلا زيدا، فإنه جعل النفي بمنزلة الإيجاب، وذلك أن قوله: ما جاءني أحد، كلام
[الحجة للقراء السبعة: 4/370]
مستقلّ، كما أنّ: جاءني القوم، كذلك، فنصب مع النفي كما نصب مع الإيجاب من حيث اجتمعا في أن كل واحد منهما كلام مستقل، فأما قوله: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإذا جعلت قوله إلا امرأتك مستثنى من لا يلتفت كان الوجهان:
الرفع، والنصب، والوجه الرفع، وإن جعلت الاستثناء في هذه من قوله: فاسر بأهلك* لم يكن إلا النصب. وزعموا أن في حرف عبد الله أو أبيّ: فاسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك وليس فيه: ولا يلتفت منكم أحد فهذا تقوية لقول من نصب، لأنه في هذه القراءة استثناء من قوله: فأسر بأهلك فكما أن الاستثناء من قوله: فاسر بأهلك دون أحد، كذلك إذا ذكرت أحدا يكون منه، ولا يكون على البدل من أحد.
قال سيبويه: ومن قال: أقول: ما أتاني القوم إلا أباك، لأنه بمنزلة قول: أتاني القوم إلا أباك، فإنه ينبغي له أن يقول:
ما فعلوه إلا قليل منهم [النساء/ 66]. وحدثني يونس أن أبا عمرو كان يقول: الوجه: ما أتاني القوم إلا عبد الله، ولو كان هذا بمنزلة قوله: أتاني القوم، لما جاز أن تقول: ما أتاني أحد، كما لا يجوز: أتاني أحد، ولكنّ المستثنى بدل من الاسم الأول. فهذا الكلام يعلم منه قدحه على قول من سوّى بين الإيجاب والنفي، واعتذر استقلال الكلام في
[الحجة للقراء السبعة: 4/371]
الموضعين، وقد تقدم ذكر الحجة على ذلك. فقول من رفع في الآية إلا امرأتك* أنه جعله بدلا من أحد* الثابت في قراءة العامة، وإذا ثبت أحد* لم يمتنع البدل منه، ولم يكن في ذلك كقراءة من لم يثبت في قراءته: ولا يلتفت منكم أحد، ومما يقوّي الرفع في قوله: ما جاءني أحد إلا زيد، أنه يحمل على المعنى، والمعنى: ما جاءني إلا زيد، كما حمل سيبويه قولهم: ما جاءني أحد إلا قد قال ذاك إلا زيدا، وعلى المعنى فلم يجز فيه إلا النصب في زيد، لمّا كان المعنى على: قال ذاك كلّ من جاءني إلا زيدا، فكما تحمل هذه المسألة على المعنى، ولم يجز فيه إلا النصب، كذلك قوله: ما جاءني أحد إلا زيد، ينبغي أن يحمل على المعنى، فيضعف النصب فيه، كما لم يجز إلا النصب في: ما جاءني أحد إلا قد قال ذاك إلا زيدا، لأن الاستثناء فيه من القائلين لا من أحد عنده.
قال أبو عمرو: وقد أجاز غير سيبويه فيها الرفع، قال: وهو يجوز ضعيفا أو على بعد، ألا ترى أنك تقول: ما رأيت أحدا ضرب أحدا، يريد أن الرفع يجوز، لأن الكلام في تقدير النفي، بدلالة جواز وقوع أحد فيه، وأحد إنما يقع في النفي، فكما جاز وقوع أحد فيه بعد الصفة، كذلك يجوز فيه الرفع، وكان ذلك أيضا للحمل على المعنى، لأن الصفة هي الموصوف، فإذا نفي الموصوف، فكأنّ الصفة أيضا قد نفيت من حيث كان هو هو، ومن ثمّ جاز البدل من الضمير الذي في الصفة، لما كان الموصوف في المعنى في نحو قول عديّ:
[الحجة للقراء السبعة: 4/372]
في ليلة لا نرى بها أحدا... يحكي علينا إلا كواكبها
فأبدل من الضمير الذي في صفة المنفي وإن كان الكلام الذي فيه هذا الضمير موجبا في المعنى). [الحجة للقراء السبعة: 4/373]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأسر بأهلك بقطع من اللّيل ولا يلتفت منكم أحد إلّا امرأتك}
قرأ نافع وابن كثير {فأسر بأهلك} بوصل الألف في كل القرآن من سرى يسري
وقرأ الباقون {فأسر} بقطع الألف وهما لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن قال الله تعالى {سبحان الّذي أسرى بعبده} وقال (واللّيل إذ يسري) يقال سريت وأسريت إذا سرت ليلًا وقال آخرون منهم أبو عمرو الشّيبانيّ يقال سرى في أول اللّيل وأسرى من آخره
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ولا يلتفت منكم أحد إلّا امرأتك} بالرّفع على معنى ولا يلتفت منكم أحد إ لا امرأتك فإنّها ستلتفت فقوله {امرأتك} بدل من قوله {أحد} كقولك ما قام أحد إلّا
[حجة القراءات: 347]
أبوك وما رأيت أحدا إلّا أخاك وكان أبو عمرو يتأوّل أن لوطا كان سار بها في أهله وحجته ما روي عن ابن عبّاس أنه قال إنّها سمعت الوجبة فالتفتت فأصابها العذاب
وقرأ الباقون {امرأتك} بالنّصب استثناء من الإسراء وحجتهم ما روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال {فأسر بأهلك بقطع من اللّيل} {إلّا امرأتك} فدلّ ذلك ان الاستثناء كان من أهله الّذين أمر بالإسراء بهم لا من {أحد} والمعنى في هذه القراءة أنه لم يخرج امرأته مع أهله وفي القراءة الأخرى أنه خرج بها فالتفتت فأصابتها الحجارة). [حجة القراءات: 348]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {فأسر بأهلك} قرأه الحرميان بوصل الألف من «سرى» كما قال: {والليل إذا يسر} «الفجر 4» وذلك حين وقع، وقرأ الباقون بالهمز من «أسرى» كما قال: {سبحان الذي أسرى} «الإسراء 1» فهما لغتان مشهورتان). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/535]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (24- قوله: {إلا امرأتك} قرأه ابن كثير وأبو عمرو بالرفع على البدل من {أحد}؛ لأنه نهي، والنهي نفي، والبدل في النفي وجه الكلام، لأنه بمعنى: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك، وقرأ الباقون بالنصب، على الاستثناء من الإيجاب في قوله: {فأسر بأهلك} ويجوز أن يكون على الاستثناء من النهي؛ لأن الكلام قد تم قبله، والأول أحسن، وقد تقدم ذكر {أصلواتك} في براءة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/536]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {فَاسْرِ بِأَهْلِكَ} [آية/ 81] موصولة الألف:
قرأها ابن كثير ونافع، وكذلك {أَنِ اسْرِ} حيث وقع في القرآن.
[الموضح: 655]
وقرأ الباقون {فَأَسْر} و{أَنْ أَسْرِ} مقطوعة الألف حيث وقع.
والوجه أنهما لغتان، يقال سرى وأسرى بمعنى واحد، فمن وصل الألف فمن سرى، ومن قطعها فمن أسرى). [الموضح: 656]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {إِلَّا امْرَأَتُكَ} [آية/ 81] بالرفع:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أن {امرأتك} بدل من قوله {أَحَدٌ}، وهو قوله {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ}، كما تقول: ما جاءني أحدٌ إلا زيدٌ، فالاستثناء من النفي، فيكون بدلًا عما قبل إلا، وهو مرفوعٌ، فالبدل عنه مرفوع.
وقرأ الباقون {إِلَّا امْرَأَتَكَ} بالنصب.
والوجه أنه مستثنىً من قوله {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}، فالاستثناء من الموجب، فلذلك صار نصبًا، والمعنى: فأسر بأهلك إلا امرأتك، كما تقول: قام القوم إلا زيدًا). [الموضح: 656]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}

قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس