عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (64) إلى الآية (68) ]

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)}

قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ها أنتم هؤلاء... (66)
قرأ أبو عمرو ونافع: (ها نتم) ممدودا مستفهما غير مهموز.
وقرأ ابن كثيرا: (هأنتم) غير ممدود، وهمز (أنتم) وقال قنبل في روايته لابن كثير: (هأنتم) مهموز، بوزن (هعنتم) يجعلها كلمة واحدة، وكذلك يعقوب الحضرمي.
وقرأ الباقون: (ها أنتم) ممدودة مهموزة.
[معاني القراءات وعللها: 1/259]
قال أبو منصور: أما قراءة أبي عمرو ونافع (ها نتم) ممدودا غير مهموز فهو جيد، لا استفهام فيه، ولكن هاء تنبيه، كقوله: هؤلاء، وهذاك.
وكذلك قراءة من قرأها بالمد والهمز، لا فرق بينهما غير تليين الهمزة في قراءة أبي عمرو، وأما قراءة ابن كثير: (هأنتم) بوزن (هعنتم) فكأنه ذهب إلى أن الأصل (أأنتم) على الاستفهام، ثم قلبت الهمزة الأولى هاء، كما يقال: هراق الماء وأراقه.
وروى عن ابن كثير (هانتم) بتليين الهمز، كأن معناه (أنتم)، ثم قلبت الهمزة الأولى هاء، وكذلك من قرأ بالمد والهمز، يجوز أن يكون قلب الهمزة هاء، والله أعلم.
قال أبو منصور: وهذا أحسن من قول من جعل (ها) تنبيها في (هانتم) ). [معاني القراءات وعللها: 1/260]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (39- وقوله تعالى: {ها أنتم هؤلاء} [66].
قرأ ابن كثير في رواية قنبل {هأنتم} على وزن هعنتم، والأصل: أأنتم، فقلب من الهمزة هاء؛ كراهة أن يُجمع بينهما.
وقرأ نافع برواية ورش مثل قنبل.
وقرأ قالون وأبو عمرو (ها آنتم) على وزن هعنتم، والأصل: أأنتم، فقلب من الهمزة هاء؛ كراهة أن يجمع بينهما.
وقرأ نافع برواية ورش مثل قُنبل.
وقرأ قالون وأبو عمرو (ها آنتم) يمدان ولا يهمزان؛ وإنما مدا؛ لأن الهمزة الثانية بين، بين فمدا تمكينًا لها، والهاء مبدلة أيضًا من همزة في قراءتهما.
وقرأ الباقون: {هاأنتم} كأنهم جعلوا «ها» تنبيهًا «وأنتم» إخبار غير استفهام. ويجوز أن يكون استفهامًا، والأصل: آأنتم كما قرأ ابن عامر (آانذرتهم) بهمزتين بينهما ألف، ثم قلب من الهمزة الأولى هاء، وذلك ضعيف؛ لأنه إنما تدخل الألف حاجزًا بين الهمزتين كراهية لاجتماعهما، فإذا قلبت الأولى هاء فليس هناك ما يستثقل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/114]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في المدّ في ها أنتم [آل عمران/ 66] والهمز وتركه.
[الحجة للقراء السبعة: 3/45]
فقرأ ابن كثير: هأنتم لا يمدّها، ويهمز أنتم. وقرأت أنا على قنبل عن ابن كثير: هأنتم في وزن «هعنتم».
وقرأ نافع وأبو عمرو هآنتم: ممدودا استفهام بلا همز.
وقال علي بن نصر عن أبي عمرو أنه كان يخفف ولا يهمز استفهاما بلا همز.
وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع ممدود غير مهموز.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: ها أنتم ممدود مهموز. ولم يختلفوا في مدّ (هؤلاء)، و (ألاء).
[قال أبو علي]: أمّا قول ابن كثير (هأنتم هؤلاء) فوجهه: أنّه أبدل من همزة الاستفهام الهاء، أراد: أأنتم فأبدل من الهمزة الهاء. فإن قلت: هلّا لم يجز البدل من الهمزة لأنّه على حرف واحد؟ وإذا كان على حرف واحد وأبدلت منه لم يبق شيء من الحرف يدلّ عليه، فيكون الإبدال منه كالحذف له، فكما لا يجوز حذفه، كذلك لا يجوز البدل منه. قيل: لا يمتنع البدل منه، وإن كان على حرف، وما ذكرته ضرب من القياس الذي جاء
[الحجة للقراء السبعة: 3/46]
استعمالهم بخلافه. ألا ترى أنّهم قد أبدلوا من الباء الواو في قولهم: والله، وأبدلوا من الواو التاء في تالله؟ فهذه حروف مفردة وقد وقع الإبدال منها كما ترى، فكذلك تكون الهاء بدلا من الهمزة. فإن قلت: فهل يجوز أن تكون الهاء التي في «ها» التي للتنبيه، كأنّه أراد: ها أنتم، فحذف الألف من الحرف، كما حذف من «ها» في قولهم: هلمّ؟.
قيل: لا يسهل ذلك، لأنّ الحروف لا يحذف منها، إلّا إذا كان فيها تضعيف، وليس ذلك في «ها» وإنّما حذف من هلمّ لأنّ اللّام التي هي فاء في تقدير السكون، لأنّها متحركة بحركة منقولة [إليها، والحركة المنقولة قد يكون] الحرف المتحرك بها في نيّة السكون. كقولهم: الحمر، فاللّام في تقدير سكون بدلالة تقدير الهمزة التي للوصل معها، فكذلك اللّام في هلمّ. فإذا كان في نيّة سكون استقام حذف الألف من «ها» كما تحذف لالتقاء الساكنين، وليس ذلك في (هأنتم) فإذا كان كذلك لم يستقم الحذف فيه كما جاء في هلمّ. ومعنى الاستفهام في أأنتم تقرير.
فأمّا قراءة نافع وأبي عمرو (هانتم) فتحتمل ضربين:
أحدهما: يجوز أن تكون (ها) التي للتنبيه دخلت على أنتم
[الحجة للقراء السبعة: 3/47]
ويكون التنبيه داخلا على الجملة كما دخل في قوله: هلمّ، وكما دخلت (يا) التي للتنبيه في نحو ألا يا اسجدوا [النمل/ 25] وكما دخلت فيما أنشده أبو زيد [من قوله]:
يا قاتل الله صبيانا تجيء بهم... أمّ الهنيبر من زند لها واري
[وكما أنشد غيره:
يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا] فإن شئت قلت: إنّ «يا» دخلت يراد بها منادى محذوف كقوله:
أيا شاعرا لا شاعر اليوم مثله *..........
[الحجة للقراء السبعة: 3/48]
وكقوله:
يا لعنة الله والأقوام كلّهم *..........
وإن شئت جعلته لاحقا للجماعة بدلالة قولهم: هلم، ألا ترى أنّه لاحق للجملة التي هي (لمّ) بدلالة أن الفريقين جميعا من يثنّي الفاعل فيه ويجمع، ومن لا يفعل ذلك قد اتفقوا على فتح الآخر منه؟ وإنّما فتح الآخر منه لبنائها مع الكلمة، ولا يجوز مع هذا البناء وكون الكلمتين بمنزلة شيء واحد أن تقدر منبّها، فكما أنّ هذا لاحق للجملة كذلك يجوز في: «يا قاتل الله» وقوله: ألا يا اسجدوا [النمل/ 25] لاحقا لها.
فأمّا الهمزة من (أنتم) فيجوز أن تخفّف ولا تحقّق لوقوعها بعد الألف، كما تقول في هباءة: هباة، وفي المسائل: المسايل ويجوز أن تكون الهاء في ها أنتم بدلا من همزة الاستفهام، كما كانت بدلا منها في قول ابن كثير، وتكون الألف التي تدخل بين الهمزتين لتفصل بينهما، كما تدخل بين النونين لتفصل بينهما في اخشينانّ.
فإن قلت: إنّ الألف إنّما تلحق لتفصل بين المثلين في:
[الحجة للقراء السبعة: 3/49]
اخشينانّ، وأاأنتم، واجتماع المثلين قد زال بإبدال الهاء من الهمزة فلا يحتاج إلى الألف، وإذا لم يحتج إليها كان قوله: ها أنتم (ها) فيه للتنبيه، ولا تكون الهاء فيه بدلا من الهمزة، ألا ترى أنّ من قال: هراق قال: أهريق، ولم يحذف الهاء مع الهمزة كما يحذف إذا قال: أريق لزوال اجتماع المثلين؟. قيل: إنّ البدل قد يكون في حكم المبدل منه، ألا ترى أنّك لو سميت رجلا بهرق لقلت: هريق فلم تصرف كما لا تصرف مع الهمزة، وأنّ حكم الهاء حكم الهمزة؟ وكذلك الهمزة في حمراء، حكمها حكم الألف التي انقلبت عنه في امتناع الصّرف، وكذلك الهمزة في علياء، حكمها حكم الياء التي انقلبت عنها في مثل درحاية، وكذلك قال أبو الحسن: إنّك لو سمّيت بأصيلال لم تصرفه، فجعل اللام في حكم النون، وذلك لما قامت الدلالة عليه من أن النون في عطشان لما كانت بدلا من الهمزة في حمراء جرى عليها ما جرى على الهمزة، فكذلك تكون الهاء إذا كانت بدلا من الهمزة تجتلب الألف معها كما كانت تجتلب مع الهمزة، وتخفّف الهمزة من أنتم بعد الألف الفاصلة كما تخفّف بعد الألف من (ها) فإن كان ما حكوه في الترجمة حكوه عن أبي عمرو، فإنّه يدل على أنّه كان
[الحجة للقراء السبعة: 3/50]
يذهب إلى أنّه استفهام، وكذلك، ما حكي عن نافع ممدود غير مهموز. يريد: أنّه ممدود غير محقّق الهمزة.
وأما قراءة عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي (ها أنتم) ممدود مهموز، فإنّ (ها) فيه تحتمل الوجهين اللذين ذكرناهما في قراءة نافع وأبي عمرو إلّا أنّهم حقّقوا الهمزة التي هي بعد الألف ولم يخفّفوها كما خفّفها أبو عمرو ونافع، وإن لم يروا إلحاق الألف للفصل بين الهمزتين، كما يراه أبو عمرو في نحو أاأنتم. فينبغي أن تكون (ها) في قولهم حرف التنبيه، ولا تكون الهاء بدلا من همزة الاستفهام، كما يجوز أن تكون بدلا منها على قول من أدخل الألف بين الهمزتين. قال: ولم يختلفوا في مدّ هؤلاء، وألاء.
قال أبو علي: في هؤلاء لغتان: المدّ والقصر كالتي في قول الأعشى:
هاؤلى ثمّ هاؤلى
كلّا اعطي... ت نعالا محذوّة بمثال). [الحجة للقراء السبعة: 3/51]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ها أنتم هؤلاء حاججتم} 66
قرأ نافع وأبو عمرو (هانتم) بغير همز ويمدان قليلا
كان أبوعمرو يذهب في (هانتم) إلى أن الهاء بدل من همزة أأنتم بهمزتي ثمّ أدخل بين الهمزتين ألفا فقال أاأنتم ثمّ قلب الهمزة الأولى هاء فقال ها أنتم ثمّ خفف الهمزة من أنتم فصار هانتم والهمزة تقلب هاء كثيرا لقربها من الهاء كما قيل هرقت الماء وأرقته وإيّاك وهياك وأهل وآل فإنّما ذهب أبو عمرو إلى أن الهاء بدل من الهمزة وليست للتّنبيه لأن العرب تقول ها أنا ذا ولا تقول ها أنا هذا فتجمع بين حرفين للتّنبيه وكذلك في قوله {ها أنتم أولاء} لا يكون جمع بين حرفين للتّنبيه ها للتّنبيه وهؤلاء للتّنبيه
وقرأ ابن كثير في رواية القواس (هأنتم) مقصورا على وزن هعنتم والأصل عنده أيضا أأنتم بهمزتين فأبدل من الهمزة هاء ولم يدخل بينهما ألفا فصار هأنتم على وزن هعنتم
وقرأ الباقون {ها أنتم} بالمدّ والهمز وها على مذهبهم أدخلت للتّنبيه كما أدخلت على ذا فقيل هذا فوصلت ها ب أنتم الّتي هي أسماء المخاطبين فقيل ها أنتم فلا بد من المدّ والهمز من جهة الألف في ها والهمزة في أنتم قالوا ويجوز أيضا أن تكون الهاء في هذه القراءة بدلا من الهمزة). [حجة القراءات: 165]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (38- قوله: {هأنتم} قرأ قنبل بهمزة مفتوحة، من غير مد، وقرأ نافع وأبو عمرو بالمد، من غير همز، وقرأ الباقون بالمد والهمز، لكن البزي أنقص مدًا من غيره.
39- والحجة في قراءة قنبل أن أصله عنده «أأنتم» بهمزتين مفتوحتين، ثم أبدل من الهمزة الأولى «هاء» كما قالوا: أرقت الماء وهرقته، وترك الثانية على تحقيقها.
40- وحجة من مدّ بغير همز أن أصله عنده «أأنتم» بهمزتين مفتوحتين ثم أبدل من الأولى «هاء» وليّن الثانية بين بين، فأدخل بين الهاء والهمزة الملينة ألفًا على مذهب قالون وأبي عمرو، وعلى مذهب ورش لا يدخل بينهما ألفًا إلا على رواية ورش عنه، قد ذكرناها، وفعل أبو عمرو وقالون ذلك للفصل بين الهمزتين؛ لأن الأولى مقدرة منوية، كما فعل في «أئذا، وأئنا»، وكما أدخلت الألف بين النونات في «اخشينان» إذا أمرت جماعة المؤنث، وحسن إدخال الألف، وإن كانت الهمزة الأولى قد تغيرت بالبدل؛ لأن البدل في حكم المبدل منه، فالأصل منوي مرد، ألا ترى أنك لو سميت بـ «هريق» لم تصرفه، كما لا تصرف مع الهمزة، فالحكم للأصل وقد قال الأخفش، لو سميت رجلًا بـ «أصيلال» لم تصرفه؛ لأن اللام في حكم النون التي اللام بدل منها، فهو كـ «عثمان» والنون مقدرة منوية لأنه الأصل، فكذلك هذا، لما كانت الهمزة هي الأصل، جرى الحكم على الأصل، فأدخلت بين الهاء وهمزة بين بين ألفًا، كما تفعل مع الهمزة، ويجوز فيه وجه آخر، وهو أن يكون أصله «أنتم» دخلت عليه «ها» التي للتنبيه ثم خففت همزة «أنتم» بين بين، فعلى هذا القول يترك مده أبو عمرو، في رواية الرقيين، والحلواني عن قالون، لأنهما كلمتان، وحسن
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/346]
تخفيف همزة «أنتم» بعد ألف «ها» لأن الألف يقع بعدها الساكن، فأجرى أن يقع بعدها ما يقرب من الساكن، وهو همزة بين بين، ولا يحسن أن يقدر البدل في الهمزة الثانية، في قراءة ورش، لئلا يجتمع ألفان، على أن يجعلها هاء، دخلت على «أأنتم» فإن قدرت الهاء بدلًا جاز أن تقدر لورش البدل في الثانية كما جاز ذلك له في {أأنذرتهم} ونحوه، وبين بين أقوى في العربية، في ذلك كله لورش.
41- وحجة من قرأ بالمد والهمز أن أصله عنده «أنتم» دخلت عليه «ها» التي للتنبيه، وبقيت همزة «أنتم» محققة، على أصلها، ولا يمدها البزي لأنها من كلمتين، ويجوز أن يكون أصله «أأنتم» بهمزتين محققتين، بينهما ألف، للفصل بين الهمزتين، ثم يبدل من الهمزة الأولى «ها» فتتصل ألف الفصل بالهاء، وفيه بعد، إن حُملت قراءة البزي على هذا، لأنه ليس من أصله أن يدخل بين الهمزتين ألفًا، والوجه الأول أولى بقراءة البزي، وعلى ذلك تُحمل قراءة الكوفيين وابن عامر، إلا هشامًا فإنه قد يُدخل بين الهمزتين ألفًا، فيغير هذا، فيجوز أن يحمل هذا على أصله في غيره، فتحمل قراءته على الوجه الثاني، والاختيار ما عليه الجماعة، من المد والهمز، وهو وجه الكلام وعليه المعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/347]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {هَاأَنْتُمْ} [آية/ 66]:-
بالقصر والهمز، على وزن: هعنتم، قرأها ابن كثير ل-؛ لأن المراد عنده: أأنتم بهمزتين همزة للاستفهام وهمزة أنتم، فأبدل من همزة الاستفهام هاءً، كما أبدلوا الهمزة هاء في: هرقت الماء وهياك وهيا زيد، و:
20- لهنك من عبسية لوسيمة.
[الموضح: 374]
روى يس عن يعقوب، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي {ها أَنْتُمْ} بالمد والهمز.
ووجه ذلك أن ها التي للتنبيه دخلت على أنتم.
ويجوز أ، يكون الهاء بدلاً من همزة الاستفهام، كما تقدم في قراءة ابن كثير، ثم إن الألف التي بعد الهاء فصل بها بين الهمزتين؛ لأن الأصل: أأنتم، فأدخلت الألف بينهما للفصل، كما في قول الشاعر:-
21- ... آأنت أم أم سالم
ثم قلبت الهمزة هاء على ما سبق.
وقرأ نافع وأبو عمرو {هانْتُم} بالمد من غير همز.
وذلك يكون على الوجهين اللذين سبق ذكرهما، إلا أن الهمزة التي بعد الألف وهي همزة أنتم خففت بعد ذلك بأن جعلت بين بين.
وروى البزي عن ابن كثير {هاأَنْتُمْ} بألف قصيرة قصيرة بين الهاء والهمزة.
وذلك لأنه فصل بين الهاء والهمزة بألفٍ، فوقع الفصل بها، وسواء كانت ألفًا تامة في المد أو ناقصة، فالمراد بوقوع الفصل بينهما قد حصل.
وروى ح- عن يعقوب مثل قراءة عاصم والجماعة). [الموضح: 375]

قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)}

قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس