عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي بئسما نعما

بئسما نعما
في شرح الكافية للرضي [294:2]: «اختلف في "ما" هذه: فقيل: هي كافة: هيأت "نعم" و"بئس" للدخول على الجمل، كما قيل في قلما، وطالما. قال الأندلسي: هذا بعيد، لأن الفعل لا يكف لقوته، وإنما ذلك في الحروف، فالأولى في طالما وقلما كون "ما" مصدرية.
ويمكن أن يقال: إنما جاز أن يكف "نعم" و"بئس" مع فعليتهما لعدم تصرفهما ومشابهتهما للحرف، إلا أنه يحتاج إلى تكلف في إضمار المبتدأ أو الخبر في نحو: (فنعما هي).
وقال الفراء وأبو علي: هي موصولة، بمعنى الذي فاعل "لنعم" و"بئس"، والجملة بعدها صلتها.
ففي قوله تعالى: {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا} "ما" فاعل و(أن يكفروا) المخصوص.
وقوله تعالى: {نعما يعظكم به} المخصوص محذوف. ويضعفه قلة وقوع (الذي) مصرحًا به فاعلاً "لنعم" و"بئس"، ولزوم حذف الصلة بأجمعها في (فنعما هي)، لأن (هي) مخصوص، أي نعم الذي فعله الصدقات، وكذلك قولهم: دققته دقًا نعمًا.
وقال سيبويه والكسائي: "ما" معرفة تامة بمعنى الشيء فمعنى (فنعما هي): "نعم" الشيء هي. فـ "ما" هو الفاعل لكونه بمعنى ذي "اللام"، و(هي) مخصوص. ويضعفه عدم مجيء "ما" بمعنى المعرفة التامة، أي بمعنى الشيء في غير هذا الموضع، إلا ما حكى سيبويه من قولهم: إني مما أن أفعل ذلك، أي من الأمر والشأن أن أفعل ذلك».
وانظر الهمع [
86:2]، والأشموني [35:2-36]، وسيبويه [37:1].
1- {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله} [90:2]
في البحر [
304:1]: «وأما "ما" فاختلف فيها: ألها موضع من الإعراب أم لا؟
فذهب الفراء إلى أنه بجملته شيء واحد ركب كحبذا؛ هذا نقل ابن عطية عنه وقال المهدوي: قال الفراء يجوز أن تكون "ما" مع "بئس" بمنزلة (كلما) فظاهر هذين النقلين أن "ما" لا موضع لها من الإعراب.
وذهب الجمهور إلى أن لها موضعًا من الإعراب، واختلف في موضعها نصب أم رفع.
فذهب الأخفش إلى أن موضعها نصب على التمييز، والجملة بعدها، في موضع نصب على الصفة، وفاعل "بئس" مضمر مفسر بما التقدير: "بئس" هو شيئًا اشتروا به أنفسهم. و(أن يكفروا) هو المخصوص بالذم، وبه قال الفارسي في أحد قوله، واختاره الزمخشري، ويحتمل على هذا الوجه أن يكون المخصوص بالذم محذوفًا، و(اشتروا) صفة له، والتقدير: "بئس" شيئًا شيء اشتروا به أنفسهم وثم (أن يكفروا) بدل من ذلك المحذوف.
وذهب الكسائي في أحد قوليه إلى ما ذهب إليه هؤلاء من أن "ما" موضعها نصب على التمييز، وثم "ما" أخرى محذوفة موصولة هي المخصوص بالذم، والتقدير: "بئس" شيئًا الذي اشتروا به أنفسهم، فالجملة بعد "ما" المحذوفة صلة لها؛ فلا موضع لها من الإعراب. و(أن يكفروا) على هذا القول بذل.
وذهب سيبويه إلى أن موضعها رفع على أنها فاعل "بئس" وهي معرفة تامة، والمخصوص محذوف، أي شيء اشتروا به أنفسهم.
وقال الفراء والكسائي فيما نقل عنهما أن "ما" موصولة بمعنى الذي، (واشتروا) صلة، فالتقدير "بئس" الذي اشتروا به أنفسهم أن يكفروا.
وذهب الكسائي فيما نقل عنه المهدوي وابن عطية أن "ما" وما بعدها في موضع رفع مصدرية.. يبطله عود الضمير في (به) على "ما"».
2- {لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم} [80:5]
في الكشاف [
667:2]: «(أن سخط الله عليهم) هو المخصوص بالذم ومحله الرفع، كأنه قبل: "لبئس" زادهم إلى الآخرة سخط الله عليهم، والمعنى: موجب سخط الله».
ولا يصح هذا الإعراب إلا على مذهب الفراء والفارسي في أن "ما" موصولة، أو على مذهب من جعل في بئس ضمير، وجعل "ما" تمييزًا بمعنى شيئًا وقدمت صفة للتمييز.
وأما على مذهب سيبويه فلا يستوي ذلك، لأن "ما" عنده اسم تام معرفة بمعنى الشيء، والجملة بعده صفة للمخصوص المحذوف، التقدير: "لبئس" الشيء شيء قدمت لهم أنفسهم، فيكون على هذا في موضع رفع بدل من "ما".
ولا يصح هذا سواء كانت موصولة أم تامة؛ لأن البدل يحل محل المبدل منه و(أن سخط) لا يجوز أن يكون فاعلاً "لبئس"، لأن فاعل "بئس" لا يكون "أن" والفعل».


رد مع اقتباس