عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 11:12 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وقالت طائفةٌ من أهل الكتاب آمنوا بالّذي أنزل على الّذين آمنوا وجه النّهار واكفروا آخره [لعلّهم يرجعون]} هذه مكيدةٌ أرادوها ليلبسوا على الضّعفاء من النّاس أمر دينهم، وهو أنّهم اشتوروا بينهم أن يظهروا الإيمان أوّل النّهار ويصلّوا مع المسلمين صلاة الصّبح، فإذا جاء آخر النّهار ارتدّوا إلى دينهم ليقول الجهلة من النّاس: إنّما ردّهم إلى دينهم اطّلاعهم على نقيصةٍ وعيبٍ في دين المسلمين، ولهذا قالوا: {لعلّهم يرجعون}.
قال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، في قوله تعالى إخبارًا عن اليهود بهذه الآية: يعني يهود، صلّت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلاة الفجر وكفروا آخر النّهار، مكرًا منهم، ليروا النّاس أنّ قد بدت لهم منه الضّلالة، بعد أن كانوا اتّبعوه.
وقال العوفي، عن ابن عبّاسٍ: قالت طائفةٌ من أهل الكتاب: إذا لقيتم أصحاب محمّدٍ أوّل النّهار فآمنوا، وإذا كان آخره فصلّوا صلاتكم، لعلّهم يقولون: هؤلاء أهل الكتاب وهم أعلم منّا. [وهكذا روي عن قتادة والسّدّيّ والرّبيع وأبي مالكٍ] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/59]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} أي: لا تطمئنّوا وتظهروا سركم وما عندكم إلا لمن اتبع دينكم ولا تظهروا ما بأيديكم إلى المسلمين، فيؤمنوا به ويحتجّوا به عليكم؛ قال اللّه تعالى: {قل إنّ الهدى هدى اللّه}
أي هو الّذي يهدي قلوب المؤمنين إلى أتمّ الإيمان، بما ينزّله على عبده ورسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من الآيات البيّنات، والدّلائل القاطعات، والحجج الواضحات، وإن كتمتم -أيّها اليهود-ما بأيديكم من صفة محمّدٍ في كتبكم الّتي نقلتموها عن الأنبياء الأقدمين.
وقوله {أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم أو يحاجّوكم عند ربّكم} يقولون: لا تظهروا ما عندكم من العلم للمسلمين، فيتعلّموه منكم، ويساووكم فيه، ويمتازوا به عليكم لشدّة الإيمان به، أو يحاجّوكم به عند اللّه، أي: يتّخذوه حجّةً عليكم ممّا بأيديكم، فتقوم به عليكم الدّلالة وتتركّب الحجة في الدّنيا والآخرة. قال اللّه تعالى: {قل إنّ الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء} أي: الأمور كلّها تحت تصريفه، وهو المعطي المانع، يمنّ على من يشاء بالإيمان والعلم والتّصوّر التّامّ، ويضلّ من يشاء ويعمي بصره وبصيرته، ويختم على سمعه وقلبه، ويجعل على بصره غشاوةً، وله الحجّة والحكمة. {واللّه واسعٌ عليمٌ} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/59-60]

تفسير قوله تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم} أي: اختصّكم -أيّها المؤمنون-من الفضل بما لا يحد ولا يوصف، بما شرّف به نبيّكم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم على سائر الأنبياء وهداكم به لأحمد الشّرائع). [تفسير القرآن العظيم: 2/60]

رد مع اقتباس