عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي سورة البقرة [من الآية (6) إلى الآية (10) ]

سورة البقرة
[من الآية (6) إلى الآية (10) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ءأنذرتهم} [6] ونحوه: بالمد حجازي، وأبو عمرو، وزيد، وزيدٌ، ورويس، وروح طريق البخاري، وسهل. وافق حمصي في {ءأرباب} [يوسف: 39]، وعبد الرزاق، عن أيوب في {ءأسجد}[الإسراء: 61]،
[المنتهى: 2/553]
وابن عتبة في {ءأقررتم} [آل عمران: 81]، {ءأنت قلت} [المادة: 116]، و{ءأشفقتم} [المجادلة: 13]، وأبو بشر في {ءألد} [هود: 72]، و{ءأنذرتهم} في يس [10]، و{ءأنتم أضللتم} [الفرقان: 17]، و{ءأنتم أشد} [النازعات: 27].
أطولهم مدًا: سالم، وأبو نشيط طريق ابن أيوب، بين الهمزتين مدة: هشامٌ طريق ابن عبدان.
[المنتهى: 2/554]
وفي تعليقي عن أبي زيد وجهان أحدهما کاليزيدي، والآخر كابن عبدان).[المنتهى: 2/555]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ)
[الكامل في القراءات العشر: 480]
بالواو، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ وَيَعْقُوبَ فِي ضَمِّ هَاءِ عَلَيْهِمْ فِي سُورَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ. وَكَذَلِكَ مُوَافَقَةُ وَرْشٍ فِي صِلَةِ مِيمِ الْجَمْعِ عِنْدَ هَمْزِ الْقَطْعِ لِمَنْ وَصَلَ الْمِيمَ فِي نَحْوِ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ، وَكَذَلِكَ مَذَاهِبُهُمْ فِي السَّكْتِ عَلَى السَّاكِنِ فِي بَابِهِ.
وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَسْهِيلِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَأَنْذَرْتَهُمْ، وَفِي إِبْدَالِهَا وَتَحْقِيقِهَا وَإِدْخَالِ الْأَلِفِ بَيْنَهُمَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ءأنذرتهم} [6] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "ءأنذرتهم" [الآية: 6] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عيدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير، وكذا رويس بتسهيلها أيضا من غير إدخال ألف، وهو أحد الوجهين عن الأزرق، والثاني له إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين، وهما صحيحان، وقرأ ابن ذكوان وهشام من مشهور طرق الداجواني عن أصحابه عنه وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين بلا ألف بينهما، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني بتحقيقهما وإدخال ألف بينهما، فصار لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الألف والتحقيق مع الألف وعدمها، وأما الرابع وهو التسهيل بلا ألف فلا يجوز لهشام من الطريقين إلا في موضع واحد وهو "ءأذهبتم" بالأحقاف كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى.
وعن: ابن محيصن أنذرتهم بهمزة واحدة مقصورة.
وإذا وقف: على "عليهم ءأنذرتهم" لحمزة فله السكت على الميم وعدمه مع تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها فهي أربعة وأما إبدال الثانية ألفا فضعيف، وكذا حذف إحدى الهمزتين لاتباع الرسم وافقه الأعمش، وتقدم حكم صلة ميم الجمع هنا لورش وغيره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/376]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم ءأنذرتهم أم} [6] الهمزة الأولى للاستفهام الصوري، والثانية فاء الكلمة، فكلهم يحقق الأولى، وقالون والبصرى يسهلان الثانية، ويدخلان بينهما ألفًا، وورش والمكي يسهلانها ولا يدخلان ألفًا، ولورش أيضًا إبدالها ألفًا، فيلتقي مع سكون النون فمده لازم.
واختلف عن هشام فيها فله التحقيق والتسهيل مع إدخال الألف، والباقون بالتحقيق من غير إدخال، وسكت خلف بخلف عنه على الساكن إذا كان آخر كلمة وأتت الهمزة بعده، فيسكت على ميم {عليهم} و[ءأنذرتهم} استعانة على النطاق بالهمزة بعد لصعوبته، وضم هاء {عليهم} لحمزة جلي.
تنبيه: ذهب جماعة من القراء كأبي عبد الله بن شريح الإشبيلي وأبي عبد الله عبد الواحد بن أبي السداد المالقي صاحب (الدر النثير) وشارح التيسير إلى أن من له
[غيث النفع: 339]
الإدخال بين الهمزتين كقالون له المد بينهما من قبيل المتصل كـ {خائفين} [114] وحجتهم اجتماع شرط المد وهو الألف، وسببه وهو الهمز، بكلمة، والألف وإن كانت عارضة فقد اعتد بها من أبدل، ومد لسببية السكون، فعلى هذا من له التحقيق كأحد وجهي هشام فله المد فقط، ومن له التسهيل فله المد والقصر، عملاً بعموم قوله:
وإن حرف مد قبل همز مغير = يجز قصره والمد ما زال أعدلا
وذهب الجمهور إلى عدم الاعتداد بهذه الألف لعروضها، ولضعف سببية الهمز عن السكون.
قال المحقق: «وهو مذهب العراقيين كافة وجمهور المصريين والشاميين والمغاربة وعامة أهل الأداء، وحكى بعضهم الإجماع على ذلك، قال ابن مهران أما قوله تعالى {ءأنذرتهم} و{أونبئكم} [آل عمران: 51] و{أذا} [الرعد: 5] وأشباه ذلك فتدخل بينهما مدة تكون حاجزة بينهما، ومبعدة لإحداهما عن الأخرى، ومقداره ألف تامة بالإجماع» انتهى مختصرًا، وبعضه بالمعنى.
وبعدم المد قرأت على جميع شيوخي، وهو الذي يقتضيه القياس والنظر ولا أظن أحدًا يقرأ الآن بالمد إلا المقلدين لابن غازي وغيرهم والله أعلم.
[غيث النفع: 340]
تتميم: طعن الزمخشري في رواية الإبدال من جهة أنه يؤدي إلى الجمع بين الساكنين، على غير حده، ولا شاهد له، وهو مطعون في نحره بالأدلة، منها أن هذه قراءة صحيحة متواترة، فهي أقوى شاهد، وإلا لتسلسل سلمنا ذلك فقد أجاز الكوفيون الجمع بين الساكنين على غير حده الذي اختاره البصريون واستدلوا عليه، ويكفي مذهبهم في ذلك، وبقى غير هذا فلا نطيل به.
والحاصل أن الرجل لسوء سريرته وفساد طريقته كثير الطعن في القراءات المتواترات، وله جراءة عظيمة على خواص خلق الله تعالى، رزقنا الله تعالى الأدب معهم، كما يعلم ذلك من وقف على (الكشاف) لحاله ورافضيته واعتزاله، والحواشي المؤلفة للانتقاد عليه، ورحم الله الإمام أبا حيان القائل فيه ما هذا بعضه:
[غيث النفع: 341]
ولكنه فيه مجال لناقد = (وقولات) سوء قد أخذن المخانقا
فيثبت موضوع الأحاديث جاهلا = ويعزو إلى المعصوم ما ليس لائقا
ويشتم أعلام الأئمة ضلة = ولا سيما إن أولجوه المضايقا
يقول فيه الله ما ليس قائلا = وكان محبا في الخطابة (وانقا)
(ويسهب في المعنى الوجيز دلالة = بتكثير ألفاظ تسمى (الشقاشقا)
ويخطئ في تركيبه لكلامه = فليس لما قد ركبوه موافقا
وينسب إبداء المعاني لنفسه = ويوهم أغمارا وإن كان سارقا
ويخطئ في فهم القران لأنه = يجوز إعرابا أبي أن يطابقا
وكم بين من يؤتي البيان سليقة = وآخر عاناه فما هو لاحقا
ويحتال للألفاظ حتى (يردها) = لمذهب سوء فيه أصبح مارقا
إذا لم تداركه من الله رحمة = لسوف يرى للكافرين مرافقا
انتهى.
[غيث النفع: 342]
وليته زاد هذه الأبيات:
ورحمة ربي خصها في كتابه = بتابع حق لا لعبد تشاققا
فصار رئيسًا في الضلالة داعيا = إليها بأنواع الدعاء موافقا
لإبليس في الدعوى وزاد عليه إذ = تجري فلم يخضع ولم يخش خالقا
وشبه حزب الله بالحمر موكفه = لإثباتهم أمرا يقينا مطابقا
لعقل ونقل وهو رؤية ربنا = بدار الرضا طوبى لمن كان سابقا
فيا ويله يوم القيامة عندما = يدور به من كان بالحق ناطقا
ونال من الله الكرامة والهدى = بتوفيقه للاعتقاد المطابقا
وهم أولياء الله في كل أمة = ومن أثبت الرؤيا وإن كان فاسقا
يقولون يا جبار خذ منه حقنا = فقد كان يؤذينا وقد كان سالقا). [غيث النفع: 343]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تنذرهم} راؤه مرققة للجميع، وكذا حيث جاءت ساكنة بعد كسرة، نحو {أحصرتم} [196] و{استئجره} [القصص: 26] إلا أن يأتي بعدها حرف استعلاء فتفخم من أجله، نحو {قرطاس} [الأنعام: 7] ويأتي التنبيه عليه في مواضعه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 343]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6)}
{سواء}
_ قرأ عاصم بتخفيف الهمزة على لغة الحجاز، وعلى هذا فقد يكون أخلص الواو، وصورة القراءة في هذا الحالة (سواو) ويجوز أنه جعل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والواو.
_ وكان حمزة يسكت على (سواء) ويمد، ثم يشم الرفع من غير همز
_ وقرأ (سوا) مقصوراً، حكاه الأهوازي.
وروي عن الخليل (سوء) بضم السين مع واو بعدها مكان الألف، وفي هذا عدول عن معنى المساواة إلى معنى القبح والسب.
{عليهم}
وقرأ حمزة ويعقوب (عليهم) بضم الهاء وصلاً ووقفاً
وقراءة الباقين بالكسر (عليهم)
وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وورش وقالون بخلاف عنه (عليهمو)
[معجم القراءات: 1/34]
في الوصل، بضم الميم ووصلها بواو، وأما في الوقف فيسكون الميم
كالجماعة.
{أنذرتهم}
_ قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وابن ذكوان وهشام وروح وخلف والحسن وابن عباس والأعمش وابن أبي إسحاق بتحقيق الهمزتين (أأنذرتهم). وهي لغة تميم، واختارها أبو عبيد، وهي بعيدة عند الخليل وسيبويه.
_ وقرأ أبو عمرو وقالون وإسماعيل بن جعفر عن نافع وهشام والأعمش وأبو جعفر واليزيدي وابن عباس وابن إسحاق (آانذرتهم) بإدخال ألف بين الهمزتين، ثم تسهيل الثانية، واختار مثل هذه القراءة سيبويه والخليل، وهي لغة قريش والحجاز وسعد بن بكر.
[معجم القراءات: 1/35]
_ وقرأ ابن كثير ونافع ويعقوب وأبو عمرو في رواية، والأصبهاني وورش وهشام ورويس، والأزرق وفي رواية (أنذرتهم) بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، فتصبح همزة مطولة.
قال مكي: (فيمدون حينئذ غير أن مد ابن كثير أنقص قليلا)
وروي عن ورش ثلاث صور:
1- الأولى كقراءة ابن كثير آنذرتهم.
٢- الثانية كقراءة قالون آأنذرتهم
٣- والثالثة إبدال الثانية ألفا محضة أأنذرتهم وأنكر هذه القراءة الزمخشري، ورد اعتراضه أبوحيان، وصوب القراءة. وروى البغداديون عن ورش التسهيل بين بين على القياس.
- وعن ابن أبي إسحاق أنه حقق الهمزتين، وأدخل بينهما ألفا لئلا يجمع بينهما، وصورة القراءة: أاأنذرتهم..
وقال الأخفش: يجوز تخفيف الأولى من الهمزتين، وصورتها: ما أنذرتهم
[معجم القراءات: 1/36]
- وقرأ الزهري وابن محيصن «أنذرتهم».
وهمزة الاستفهام مرادة، ولكن حذفت للتخفيف، وفي الكلام ما يدل عليها.
_ وقرأ أبي بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم الساكنة قبلها عليهم ندرتهم.
{أم لم تنذرهم}
قرأ ابن محيصن من طريق الزعفراني (أأنذرتهم أو لم تنذرهم)
فوضع «أو» بدلا من «أم»
قال ابن هشام: «وهي من الشذوذ بمكان»). [معجم القراءات: 1/37]

قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {غشاوة} 7
قرءوا كلهم {غشاوة} فِي الْبَقَرَة رفعا وبالألف إِلَّا أَن الْمفضل بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ روى عَن عَاصِم (وعَلى أبصرهم غشوة) نصبا وَاخْتلفُوا فِي الجاثية أَي فِي قَوْله تَعَالَى بهَا {وَختم على سَمعه وَقَلبه وَجعل على بَصَره غشاوة} فَقَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر (غشوة) نصبا وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (غشوة) بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 138 - 139]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غشوةً} [7]: نصب: المفضل). [المنتهى: 2/555]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (غِشَاوَةٌ) نصب المفضل، وأبان بن يزيد، وأبر حيوة، وابن أبي عبلة، وابن القادسي عن حفص (غِشَوةٌ) بغير ألف أحمد والحسين، وبرواية أبي الأشهب عنه، الباقون (غِشَاوَةٌ) بالألف والرفع، وهو الاختيار للفرق بين الختم على القلب والغشاوة على البصرة). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَبْصَارِهِمْ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ خَلَفٍ عَنْ حَمْزَةَ فِي إِدْغَامِ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ بِغَيْرِ غُنَّةٍ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِي عُثْمَانَ الضَّرِيرِ عَنِ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي الْإِدْغَامِ، بِلَا غُنَّةٍ عِنْدَ الْيَاءِ فِي نَحْوِ مَنْ يَقُولُ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "أبصارهم" [الآية: 7] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وقلله الأزرق والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/376]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "عشاوة" [الآية: 7] بعين مهملة مضمومة وعنه أيضا الضم والفتح مع المعجمة، والجمهور بالغين المعجمة المكسورة، وأدغم تنوين غشاوة في واو "ولهم" بغير غنة خلف عن حمزة وافقه المطوعي، وكذا حكم من يقول ومعهما في هذا الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وكذا حكم ما شابه ذلك والباقون بالغنة فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبصارهم} [7] راؤه مرققة للجميع، وكذلك كل راء مكسورة، وسواء كانت أولاً نحو {رزق} [الصافات: 41] و{ورضوان} [آل عمران: 15] أو وسطًا نحو {فارض} [68] و{الطارق} و{القارعة} أو آخرًا نحو {إلى النور} [257] و{بالنذر}
[غيث النفع: 343]
[القمر] {فليحذر الذين} [النور: 63] {واذكر اسم ربك} [المزمل: 8] وكذلك حركة النقل عند من قرأ به، نحو {وانظر إلى} [259] ). [غيث النفع: 344]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غشاوة ولهم} و{من يقول} [8] أدغم خلف التنوين والنون الساكنة في الواو والياء من غير غنة، وأدغمها الباقون بغنة). [غيث النفع: 344] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلي أبصرهم غشوه ولهم عذاب عظيم (7) }
{سمعهم}
- قرأ عمرو بن العاص وابن أبي عبلة «أسماعهم» بالجمع، فطابق في الجمع بين القلوب والأسماع والأبصار
[معجم القراءات: 1/37]
{أبصارهم}
_ وقراءة الجماعة بالتوحيد (سمعهم)
- قرأ بالإمالة أبو عمرو والداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري، والدوري عن الكسائي، واليزيدي (أبصارهم).
- وقرأ ورش والأزرق بالتقليل
قال أبو حيان: «والإمالة في أبصارهم جائزة، وقد قرئ بها، وقد غلبت الراء المكسورة حرف الاستعلاء؛ إذ لولاها لما جازت الإمالة
- وقرأ الباقون بالفتح.
{غشاوة}
- قرأ الجمهور (غشاوة) بكسر الغين ورفع التاء.
- وقرأ الحسن باختلاف عنه وزيد بن علي (غشاوة)، بضم الغين
ورفع التاء، وضم الغين لغة عكل
- قرأ المفضل الضبي وابن نبهان عن عاصم وهي رواية أبي بكر عنه (غشاوة) بكسر الغين والنصب، على تقدير: وجعل على أبصارهم غشاوة، ورد هذا أبو حيان، ومن قبله الطبري والزجاج.
[معجم القراءات: 1/38]
- وروي عن بعضهم (غشاوة) بفح الغين والنصب.
- وقرأ الحسن وأبو حيوة (غشاوة) بفتح الغين ورفع التاء، وفتح الغين لغة ربيعة.
وقرأ طاووس (عشاوة) بالعين غير المعجمة ورفع التاء
- وقرأ بعضهم (عشاوة) بعين مهملة مكسورة وبضم التاء وهو شبه العمى في العين
- وقرأ الحسن غشاوة بعين مهملة التاء ومضمومة وبضم التاء
- وقرأ أبو حيوة وسفيان أبو رجاء والأعمش وابن مسعود غشوة بفتح الغين وسكون الشين ونصب التاء
- وقرأ عبيد بن عمير والأعمش وأبو حيوة (غشوة) بفتح الغين وسكون الشين ورفع التاء
- وقرأ بعضهم (غشوة) بالكسر، وقد رويت عن أبي عمرو وأبي
حيوة
- وعبد الله وأصحابه يقرأونها غشية بفتح الغين والياء والرفع
[معجم القراءات: 1/39]
قال ابن عطية: وأصوب هذه القراءات المقروء بها ما عليه السبعة من كسر الغين (غشاوة) على وزن عمامة)
_ إذا وقف الكسائي على (غشاوة) وقف بإمالة فتحة الواو بلا خلاف عنه (غشاوة)
{غشاوة ولهم}
أدغم تنوين (غشاوة) في واو (أولهم) بغير غنة حمزة وخلف والمطوعي والدوري عن الكسائي وأبو عثمان الضرير
وقراءة الباقين بالإدغام بغنة). [معجم القراءات: 1/40]

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الناس} [8] بكسر النون في موضع الخفض اليزيدي طريق ابنه وسبطه وأبي حمدون وابن سعدان وعلي طريق قتيبة وابن جبير، ونصير طريق الرستمي، وأبي عمر طريق الحلواني والمطوعي، والشموني إلا
النقار.
[المنتهى: 2/556]
وقال ابن الصلت عن سالم، وورش: {كل أناس} [60] يميل النون إلى الكسر، وكذلك ما أشبه هذا في جميع القرآن). [المنتهى: 2/557] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَبْصَارِهِمْ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ خَلَفٍ عَنْ حَمْزَةَ فِي إِدْغَامِ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ بِغَيْرِ غُنَّةٍ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِي عُثْمَانَ الضَّرِيرِ عَنِ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي الْإِدْغَامِ، بِلَا غُنَّةٍ عِنْدَ الْيَاءِ فِي نَحْوِ مَنْ يَقُولُ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو فِي إِمَالَةِ النَّاسِ حَالَةَ الْجَرِّ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "الناس" [الآية: 8] المجرور الدوري عن أبي عمرو بخلف عنه وافقه اليزيدي والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويقرأ: للأزرق نحو: "آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِر" [الآية: 8] بقصر الآخر مع قصر آمنا مطلقا فإن وسط آمنا أشبع فكذا الآخر إن لم يعتد بالعارض وهو النقل فإن اعتد بالعارض فبالقصر فيه فقط معهما، أعني التوسط والإشباع في آمنا، نبه عليه في النشر وتقدم آخر باب المد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غشاوة ولهم} و{من يقول} [8] أدغم خلف التنوين والنون الساكنة في الواو والياء من غير غنة، وأدغمها الباقون بغنة). [غيث النفع: 344] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءامنا بالله وباليوم الأخر}: {ءامنا} و{الأخر} من باب واحد، فتقرأ في الثاني بما قرأت به في الأول، فالقصر مع القصر، والتوسط مع التوسط، والطويل مع الطويل، وهكذا كل ما ماثله). [غيث النفع: 344]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هم بمؤمنين} إذا التقت الميم الساكنة مع الباء ففيها لكل القراء وجهان صحيحان مأخوذ بهما، الأول: الإخفاء مع الغنة، وهو مذهب المحققين كابن
[غيث النفع: 344]
مجاهد الثاني: الإظهار التام، وعليه أهل الأداء بالعراق، وحكى بعضهم إجماع القراء عليه). [غيث النفع: 345]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (و{بمؤمنين} أبدل همزه مطلقًا ورش والسوسي وحمزة إن وقف). [غيث النفع: 345]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين (8)}
{ومن الناس}
_ قراء الإمالة في الناس للدوري وأبي عمرو بخلاف عنه واليزيدي
_ والباقون على الفتح
وفي شرح اللمع (قال أبو طاهر وروي عبد الله بن داود الخريبي عن أبي عمرو بن العلاء إمالة (الناس) في جميع القرآن مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً، وهذه رواية أحمد بن يزيد الحلواني عن أبي عمر الدوري عن الكسائي، وراوية نصير بن يوسف وقتيبة بن مهران عن الكسائي.
[معجم القراءات: 1/40]
{من يقول}
- قرأ خلف عن حمزة بإدغام النون في الياء بغير غنه، ووافقه المطوعي والأعمش، وبه قرأ الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير- وقرأ الباقون بالإدغام بغنة، وهو الأفصح، وهو الوجه الثاني عن الكسائي من رواية جعفر بن محمد عنه.
{بمؤمنين}
تقدمت القراءة من غير همز (بمؤمنين) في الآية/3). [معجم القراءات: 1/41]

قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَفتحهَا وَإِدْخَال الْألف فِي قَوْله {يخادعون} ... {وَمَا يخدعون} 9
فَقَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {يخدعون} ... {وَمَا يخدعون} بِالْألف وَالْيَاء مَضْمُومَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يخدعون} . . {وَمَا يخدعون} بِفَتْح الْيَاء بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 139]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( {وما يخادعون} مكي ونافع وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 171]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وما يخدعون} [9]: بألف مكي، ونافع، وأبو عمرو، وابن مسلم).[المنتهى: 2/557]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (وما يخدعون) بفتح الياء والدال من غير ألف، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الدال وبالألف، ولا خلاف في الأول أنه بالألف وضم الياء وكسر الدال). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الحرميان وأبو عمرو: {وما يخادعون} (9): بالألف مع ضم الياء، وفتح الخاء، وكسر الدال.
والباقون: بغير ألف مع فتح الياء، وإسكان الخاء، وفتح الدال). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( [وقال أبو عمرو] : قرأ الحرميان وأبو عمرو (وما يخادعون) بالألف مع ضم الياء وفتح الخاء وكسر الدّال، والباقون بغير ألف مع فتح الياء والدّال). [تحبير التيسير: 282]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَا يَخْدَعُونَ) بالألف نافع غير اختيار ورْش مكي غير ابن مُحَيْصِن، وأَبُو عَمْرٍو، وابن مسلم، وعبيد بن نعيم عن أبي بكر، وابْن سَعْدَانَ، والْمُعَلَّى، وابن صبيح والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار؛ إذ المخادعة تجري بين اثنين وهو يخدع نفسه). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([9]- {يَخْدَعُونَ} بألف: الحرميان وأبو عمرو). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (445 - وَمَا يَخْدَعُونَ الْفَتْحَ مِنْ قَبْلِ سَاكِنٍ = وَبَعْدُ ذَكَا وَالْغَيْرُ كَالْحَرْفِ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([445] وما يخدعون الفتح من قبل ساكنٍ = وبعد (ذ)كا والغير كالحرف أولا
من قرأ {يخدعون}، جعل {يخدعون} الأول بمعنى يخدعون.
فهو مثل: عافاك الله.
ففي قراءتهم {يخدعون}، تنبيه على أن الأول بمعناه.
ولا طائل تحت قول من قال: إنه جعل المخادعة في الأول لله وللذين آمنوا، فكيف يجعلها ثانيًا لأنفسهم !؟، وقال: هي مناقضةٌ؛ لأن معناه كقولك: ظلمت زيدًا وما ظلمت إلا نفسك، لأن مخادعتهم لله عائدةٌ عليهم، فكأنهم إنما خادعوا أنفسهم.
وحجة {يُخدعون} أنه موافق للأول.
[فتح الوصيد: 2/620]
ومن قال أيضًا محتجًا لهذه القراءة: إن الإنسان لا يخدع نفسه، فجوابه أنه لم يُرد أنهم خدعوا أنفسهم، ولكن ما عاد مكرهم عليهم، صاروا خادعين لأنفسهم في المعنى.
وأصل الخديعة من الاختفاء؛ ومنه: المخدع في البيت.
ويقولون: خدع الضبُّ في جُحره، إذا دخل فيه واختفى؛ ثم استعمل في التمويه والحيل والمكر وما يخالف النصح. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المكر والخديعة في النار».
وكذلك استعمل في الفساد؛ قال الشاعر:
طيب الريق إذا الريق خدع
أي فسد.
وقوله: (الفتح من قبل ساكنٍ)، يعني فتح الياء، والساكن: الخاء.
(وبعد)، يعني فتح الدال.
(وذكا)، معناه اشتعل وأضاء.
و(أولا)، منصوب على الحال؛ والتقدير: كالحرف المنزل أولا، أو علی الظرف). [فتح الوصيد: 2/621]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [445] وما يخدعون الفتح من قبل ساكن = وبعد ذكا والغير كالحرف أولا
ب: (ذكا) من (ذكت النار): إذا اشتعلت وأضاءت.
ح: (ما يخدعون): مبتدأ، (الفتح): مبتدأ ثانٍ، (من قبل ساكنٍ): خبر، والتقدير: الفتح فيه من قبل ساكنٍ، و (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: ومن بعد ساكنٍ، عطف على (قبل)، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (ذكا): خبر آخر، (أولًا): ظرف، أي: كالحرف الواقف أولًا.
[كنز المعاني: 2/5]
ص: أي: قرأ {وما يخدعون إلا أنفسهم} [9] بإسكان الخاء بين فتحتين من (الخدع) ابن عامر والكوفيون، وغيرهم الباقون قرأوا كالحرف الأول، يعني: {يخدعون} [9] بضم الياء وفتح الخاء وألفٍ بعدها وكسر الدال من (المخادعة).
أما القراءة الأولى: فعلى أن الفعل منفرد بهم، وأما الثانية: فلمشاكلة الحرف الأول، أو من قبيل ما يختص بالواحد من باب المفاعلة، نحو: (سافر) و (طارق النعل) ). [كنز المعاني: 2/6]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (444-وَمَا يَخْدَعُونَ الفَتْحَ مِنْ قَبْلِ سَاكِنٍ،.. وَبَعْدُ "ذَ"كَا وَالغَيْرُ كَالحَرْفِ أَوَّلا
قوله: وما: تقييد للحرف المختلف فيه؛ احترازا من الأول وهو قوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ}؛ فإنه ليس قبله وما والساكن الخاء، والفتح قبله في الياء وبعده في الدال وهذا تقييد لم يكن محتاجا إليه؛ لأنه قد لفظ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/278]
بالقراءة ونبه على القراءة الأخرى بما في آخر البيت؛ لأنه لا يمكن أخذها من أضداد ما ذكر فهو زيادة بيان.
فإن قلت: احترز بذلك عن أن يضم أحد الياء.
قلت: ليس من عادته الاحتراز عن مثل هذا؛ ألا تراه يقول: سكارى معًا سكرى، ولم يقل بضم السين اكتفاء باللفظ.
فالوجه أن يقال: هو زيادة بيان لم يكن لازما له، وهو مثل قوله في سورة الحج: ويدفع حق بين فتحيه ساكن، وذكا بمعنى اشتعل وأضاء، وأولا ظرف أي وقراءة الغير كالحرف الواقع أولا، وأجاز الشيخ أن يكون حالا، وأطلق الناظم الحرف على الكلمة على ما سبق في قوله: لعل حروفهم، وقوله: وفي أحرف وجهان، وما يأتي من قوله: وفي الروم والحرفين في النحل أولا، وذلك سائغ، ومنه قول أبي القاسم الزجاجي: باب الحروف التي ترفع الاسم وتنصب الخبر يعني كان وأخواتها أي اقرءوا: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون"؛ ففي هذه القراءة رد لفظ ما ابتدأ به وأجمع عليه ومن قرأ الثانية: "يخدعون" نبه على أن الأولى بهذا المعنى، وأن فاعلت هنا بمعنى فعلت نحو طارقت النعل وسافرت وعاقبت وقيل: جعلوا خادعين لأنفسهم لما كان ضرر ذلك عائدا إليهم كقوله تعالى في موضع آخر: {إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}، وإنما أجمع على الأول وعدل فيه من فعل إلى فاعل كراهة التصريح بهذا الفعل القبيح أن يتوجه إلى الله سبحانه فأخرج مخرج المحاولة لذلك والمعاناة له والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/279]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (445 - وما يخدعون الفتح من قبل ساكن ... وبعد ذكا والغير كالحرف أوّلا
قرأ المرموز لهم بالذال وهم: الشامي والكوفيون قوله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ بفتح الحرف الذي قبل الساكن وهو الياء، والحرف الذي بعده وهو الدال والساكن هو الخاء، وقرأ غيرهم وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وما يخادعون والذي دلنا على قراءتهم قوله: (والغير) أي غير الشامي والكوفيين يقرءون وما يخادعون كالحرف الأول وهو يُخادِعُونَ اللَّهَ* فخلاف القراء إنما هو في الموضع الثاني؛ لأنه قيده بالواو و(ما) فكأنه قال لفظ: يَخْدَعُونَ المقرون بالواو وما قرأه الشامي والكوفيون بكذا وغيرهم بكذا، ولأنه قال: (والغير كالحرف أولا) فعلم أن اختلاف القراء في الموضع الثاني، وأما الأول: فلا خلاف فيه بينهم وإنما أحال قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو على الموضع الأول؛ لأن قراءتهم لا يمكن أخذها من الضد؛ لأن ضد الفتح في الياء والدال الكسر، وضد السكون في الخاء التحرك بالفتح فلو كانت قراءتهم مأخوذة من الضد لكانت
[الوافي في شرح الشاطبية: 199]
بكسر الياء والدال وفتح الخاء وذلك لا يصح لغة ولا قراءة فلم يقرأ به ولا في الشاذ، فمن أجل ذلك اضطر إلى إحالة قراءة الباقين على الموضع الأول وهو كلمة يُخادِعُونَ اللَّهَ* وإطلاق الحرف على الكلمة مجاز مرسل من إطلاق الجزء وإرادة الكل والعلاقة الجزئية. و(ذكا) معناه اشتعل وأضاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 200]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (62- .... .... .... .... .... = .... يَخْدَعُونَ اعْلَمْ حِجىً .... ....). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف فقال: يخدعون اعلم حجا أي قرأ مرموز (حا) حجا (وألف) اعلم وهما أبو جعفر ويعقوب و{وما يخدعون} [البقرة: 9] الثاني بخاء ساكنة بين المفتوحتين). [شرح الدرة المضيئة: 87]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (وَمَا يُخَادِعُونَ) فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الْيَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَ الْخَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ (وَاتَّفَقُوا) عَلَى: قِرَاءَةِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ هُنَا يُخَادِعُونَ اللَّهَ، وَفِي النِّسَاءِ كَذَلِكَ كَرَاهِيَةَ التَّصْرِيحِ بِهَذَا الْفِعْلِ الْقَبِيحِ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَأَخْرَجَ الْمُفَاعَلَةَ لِذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وما يخدعون} [9] بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدال، والباقون بفتح الياء وإسكان الخاء وفتح الدال من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (433 - وما يخادعون يخدعونا = كنزٌ ثوى .... .... ....). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وما يخادعون يخدعونا = (كنز ثوى) اضمم شدّ يكذبونا
يعني قوله تعالى: وما يخدعون إلا أنفسهم من المخادعة، يقرؤه يخدعون من الخدع الكوفيون وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، واحترز بقوله: «وما يخادعون» عن يخادعون الله» فإنه لا خلاف فيه، ولفظ بالقراءتين ولم يحتج إلى تقييد للوضوح كقول الشاطبي سكارى معا سكرى، ووجه قراءة يخادعون إجراء الثاني على لفظ الأول المجمع عليه، ووجه يخدعون التنبيه على أن المفاعلة فيه من باب ما يقع من الواحد نحو عاقبت اللص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وما يخادعون يخدعونا = (كنز ثوى) اضمم شدّ يكذبونا
ش: [أي] [قرأ مدلول (كنز) (وثوى)]: الكوفيون، وابن عامر، وأبو جعفر،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
ويعقوب وما يخدعون [البقرة: 9] بفتح الياء وإسكان الخاء وفتح الدال بلا ألف.
والباقون: الحرميان، وأبو عمرو، بضم الياء وفتح الخاء، وألف بعدها، وكسر الدال كالأول.
تنبيه:
علم أن الخلاف في الثاني من تقييده بـ (ما)، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.
واعلم أن اصطلاح الناظم أن القراءة إذا عمت الوصل والوقف يطلقها إن لم تعرض شبهة، فإن خصت أحدهما نبه على قرينة التخصيص.
واصطلاحه: أن يورد المسائل على ترتيب التلاوة، وربما ألجأه الوزن إلى خلافه.
وأصل الخدع: التمويه والخفاء، كالمنافق يظهر خلاف ما يبطن.
ومنه المخدع، وخادع [اسم] فاعل؛ لنسبة أصله إلى مشارك آخر فيجيء ضمنا، وقد يجيء كالأصل.
فوجه القصر: أنه منسوب إلى واحد، والتنبيه على أن الأول بمعناه: كسافرت، وكنى عنه تأدبّا، وهو موافق صريح الرسم.
ووجه المد: مناسبة الأول، وأيضا الشخص يخادع نفسه ولا يخدعها، وهو موافق للرسم تقديرا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "وَمَا يَخْدَعُونَ" [الآية: 9] فنافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال لمناسبة الأول، وافقهم اليزيدي.
والباقون بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الدال، والمفاعلة هنا إما بمعنى فعل فيتحدان، وإما بإبقاء المفاعلة على بابها فهم يخادعون أنفسهم أي: يمنونها الأباطيل وأنفسهم تمنيهم ذلك أيضا، ولا خلاف في الأول أنه بالضم والألف، وكذا حرف النساء لئلا يتوجه إلى الله تعالى بالتصريح بهذا الفعل القبيح، فأخرج مخرج المفاعلة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وما يخادعون} [9] قرأ الحرميان والبصري بضم الياء، وألف بعد الخاء، وكسر الدال، على وزن {يتجادلون} [الرعد: 13] والباقون بفتح الياء، وإسكان الخاء، وفتح الدال، على وزن {يفرحون} [آل عمران: 188].
تنبيه: علم أنه الثاني من تقيده بــ {وما} وأما الأول والذي بالنساء فاتفقوا على قراءته كالقراءة الأولى). [غيث النفع: 345]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9)}
يخدعون- قرأ حفص عن عاصم، وكذل نافع وابن كثير وأبو عمر ووافقهم اليزيدي (يخادعون) مضارع (خادع)
وقرأ عبد الله وأبو حيوة (يخدعون) مضارع خدع المجرد
{وما يخادعون}
_ قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو واليزيدي (وما يخادعون) ليتجانس اللفظان.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو حيوة وأبو جعفر ويعقوب وخلف وما يخدعون
[معجم القراءات: 1/41]
وقرأ الجارود بن أبي سبرة وأبو طالوت عبد السلام بن شداد (وما يخدعون) مبنياً للمفعول.
_ وقرأ أبو طالوت عن أبيه (وما يخادعون) بفتح الدال مبنياً للمفعول.
وقرأ قتادة ومورق العجلي (وما يخدعون) من (خدع) المشدد، مبنياً للفاعل، وهي المبالغة.
ويقرأ (يخدعون) بفتح الياء وسكون الخاء وتشيد الدال وكسرها.
والأصل يختدعون
وقرئ: (وما يخادعهم إلا أنفسهم)
وقرأ مورق العجلي وما يخدعون بفتح الياء والخاء وتشديد الدال المكسورة
وقرأ بعضهم وما يخدعون كالقراءة السابقة مع فتح الدال
{إلا أنفسهم}
قراءة الجماعة بالنصب إلا أنفسهم
وقرئ إلا أنفسهم بالرفع علي البدل من الواو في يخدعون). [معجم القراءات: 1/42]

قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {فَزَادَهُم الله مَرضا} 10
قَرَأَ حَمْزَة وَحده {فَزَادَهُم الله} بِكَسْر الزَّاي
وَكَذَلِكَ {شَاءَ} و{جَاءَ} و{خَابَ} و{طَابَ} و{وضاق} {وضاق} و{خَافَ} و{وحاق}
وَفتح الزَّاي من {زاغت} الْأَحْزَاب 10 وَكسر الزَّاي من {فَلَمَّا زاغوا} الصَّفّ 5 وَفتح الزَّاي من {أزاغ الله قُلُوبهم} الصَّفّ 5
وَكسر الرَّاء من {بل ران على قُلُوبهم} المطففين 14 وَفتح الْجِيم من {فأجاءها الْمَخَاض} مَرْيَم 23
وَكَانَ ابْن عَامر يكسر من ذَلِك كُله ثَلَاثَة أحرف {فَزَادَهُم} و{شَاءَ} وجآء
وَكَانَ نَافِع يشم الزَّاي من {فَزَادَهُم} الإضجاع فِي رِوَايَة خلف عَن إِسْحَق وَابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ
وَكَذَلِكَ أَخَوَات {فَزَادَهُم} لَا مَفْتُوح وَلَا مكسور
وَقَالَ ابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق كل ذَلِك بِالْفَتْح
وَقَالَ ابْن سَعْدَان وَكَانَ إِسْحَق إِذا لفظ {فَزَادَهُم} كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى الْكسر قَلِيلا فَإِذا قلت لَهُ إِنَّك تُشِير إِلَى الْكسر قَالَ لَا ويأبى إِلَّا الْفَتْح
وَقَالَ ابْن جماز كَانَ نَافِع يضجع من ذَلِك كُله قَوْله تَعَالَى {خَابَ} طه 61
أَخْبرنِي عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل عَن أبي مُوسَى الْهَرَوِيّ عَن عَبَّاس عَن خَارِجَة عَن نَافِع مَكْسُورَة يَعْنِي {خَابَ}
وَقَالَ خلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع {بل ران} الرَّاء بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن أَبِيه عَن نَافِع {بل ران} الرَّاء مَفْتُوحَة
وَكَانَ عَاصِم لَا يمِيل شَيْئا من ذَلِك إِلَّا قَوْله {بل ران على قُلُوبهم} فَإِن أَبَا بكر روى عَن عَاصِم أَنه كَانَ يكسر وَحَفْص يفتح عَنهُ
وَكَانَ الْكسَائي يَقُول فِي ذَلِك كُله مثل قَول عَاصِم ويميل {بل ران}
وروى أَبُو عبيد عَن الْكسَائي {شَاءَ} الْبَقَرَة 20 و{جَاءَ} النِّسَاء 4 وَفِي كل الْقُرْآن بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَالَ نصير بن يُوسُف وَغَيره عَنهُ أَنه فتحهما
وَكَانَ أَبُو عَمْرو وَابْن كثير يفتحان ذَلِك كُله). [السبعة في القراءات: 139 - 141]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَالتَّشْدِيد وَفتحهَا وَالتَّخْفِيف فِي قَوْله {بِمَا كَانُوا يكذبُون} 10
قَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {بِمَا كَانُوا يكذبُون} بتَشْديد الذَّال وَضم الْيَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يكذبُون} خَفِيفَة بِفَتْح الْيَاء وَتَخْفِيف الذَّال). [السبعة في القراءات: 141]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يكذبون} خفيف
[الغاية في القراءات العشر: 171]
كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 172]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يكذبون} [10] خفيف: كوفي، حمصي، وسلام).[المنتهى: 2/557]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (يكذبون) بالتخفيف وفتح الياء وقرأ الباقون بضم الياء والتشديد). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الكوفيون: {يكذبون} (10): بفتح الياء، وتسكين الكاف، وكسر الذال مخففًا.
والباقون: بضم الياء، وفتح الكاف، وتشديد الذال). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ الكوفيّون: (يكذبون) بفتح الياء مخففا والباقون بضمها مشددا). [تحبير التيسير: 282]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَكْذِبُونَ) خفيف سلام، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، والحسن، واختيار الزَّعْفَرَانِيّ، وابن صالح وحمصي، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وأبان، وابن صبيح، الباقون مشدد، وهو الاختيار لقول عائشة رضي اللَّه عنها: عوتبوا على التكذيب لا على الكذب). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {يُكَذِّبُونَ} خفيف: الكوفيون). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (446 - وخَفَّفَ كُوفٍ يَكْذِبُونَ وَيَاؤُهُ = بِفَتْحٍ وَلِلْبَاقِينَ ضُمَّ وَثُقِّلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([446] وخفف (كوف) يكذبون وياؤه = بفتح وللباقين ضم وثقلا
قال الله تعالى: {وما هم بمؤمنين}، فأخبر عن كذبهم في قولهم: {ءامنا}. ويلزم من كذبهم تكذيبهم.
فمن قرأ {بما كانوا يكذبون} بالتخفيف، فمعن القراءة: كذبُهم هذا الذي أخبر الله تعالى به؛ وذلك الكذب استهزاء بالله ورسوله، لأن الله تعالى أخبر عنهم بذلك في قوله: {إنما نحن مستهزءون}.
ومن قرأ {يكذبون}، فمعناه: التكذيب الذي به كانوا كاذبين). [فتح الوصيد: 2/622]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [446] وخفف كوفٍ يكذبون وياؤه = بفتحٍ وللباقين ضم وثقلا
ب: (التخفيف) هنا: إسكان الكاف وإذهاب ثقل الذال، و(التثقيل): فتح الكاف وتشديد الذال.
ح: (يكذبون): مفعول (خفف)، (كوفٍ): فاعله، (ياؤه بفتحٍ): جملة
[كنز المعاني: 2/6]
حالية، ضمير (ضم) و(ثقلا): للفظ (يكذبون).
ص: أي: خف عاصم وحمزة والكسائي الكوفيون قوله تعالى: {ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون} [10] بإسكان الكاف وتخفيف الذال من الكذب؛ لإخبار الله تعالى عن كذبهم؛ لإخبار الله تعالى عن كذبهم بقوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} [8] فقد أخبر عن كذبهم.
وعند الباقين: بضم الياء وفتح الكاف وتثقيل الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل، ولأنه أبلغ، إذ كل مكذب للرسول كاذب). [كنز المعاني: 2/7]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (445- وخَفَّفَ كُوفٍ يَكْذِبُونَ وَيَاؤُهُ،.. بِفَتْحٍ وَلِلبَاقِينَ ضُمَّ وَثُقِّلا
عني بالتخفيف إسكان الكاف وإذهاب ثقل الذال والباقون ثقلوا موضع تخفيف هؤلاء، فلزم تحريك الكاف، وإن لم يتعرض له؛ إذ لا يمكن تثقيل الذال إلا بفتح الكاف وضم الياء والقراءتان ظاهرتان فإن المنافقين لعنهم الله قد وصفوا في القرآن بأنهم كاذبون في مواضع كثيرة، ومع أنهم كاذبون هم يكذبون؛ لأن الله تعالى وصفهم بقوله: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}، ومن لم يكن مصدقا فهو مكذب ولا خلاف في تخفيف: {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ}.
كما أنه لا خلاف في تثقيل قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ}، ونحوه، ولا يرد على الناظم ذلك لأنه لم يقل جميعا ولا بحيث أتى ولا نحو ذلك وتلك عادته فيما يتعدى الحكم فيه سورته إلا مواضع خرجت عن هذه القاعدة سننبه عليها في مواضعها منها ما في البيت الآتي: "وَالتَّوْرَاةَ" و"كائن"، وضُمَّ فعل ماض لا أمر بل هو من جنس ما عطف عليه من قوله وثقلا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/280]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (446 - وخفّف كوف يكذبون وياؤه ... بفتح وللباقين ضمّ وثقّلا
قرأ الكوفيون بتخفيف الذال وفتح الياء في قوله تعالى: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ* ويلزم من تخفيف الذال وفتح الياء إسكان الكاف، وقرأ الباقون وهم أهل سما: وابن عامر بضم الياء وتشديد الذال، ويلزم من هذا فتح الكاف. وأخذت قراءة الباقين من النص عليها في قوله و(للباقين ضم وثقلا) وإنما نص عليها ولم يتركها؛ لتؤخذ من الضد لعدم إمكان ذلك بالنسبة لفتح الياء؛ لأن ضد الفتح الكسر، فلو تركها لتؤخذ من الضد لكانت القراءة بكسر الياء مع التشديد وهذا لا يجوز، فظهر من هذا أن تشديد الذال يؤخذ من الضد؛ لأنه ضد التخفيف.
وأما الضم فلا يؤخذ من الضد؛ لأن ضد الفتح الكسر لا الضم فلذلك احتاج إلى النص على الضم، وأمّا النص على التثقيل وهو التشديد فليس في حاجة إلى النص عليه؛ لأنه ضد التخفيف كما سبق، فلعله نص عليه زيادة في البيان. ويرد على الناظم: أن إطلاقه الحكم في يَكْذِبُونَ* يتناول لفظ يَكْذِبُونَ في سورة التوبة في قوله تعالى: بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ مع اتفاق القراء على قراءة هذا الموضع بالتخفيف، ولفظ يكذبون في الانشقاق في قوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ مع اتفاق القراء على قراءته بالتشديد فكان عليه تقييد هذا الحكم بموضع البقرة كأن يقول، هنا أو نحو ذلك ودافع عنه بعض شراح كلامه بأنّ عادة الناظم في الفرش إذا أطلق الحكم يكون مقصورا على ما في السورة ولا يكون عامّا شاملا إلا بقرينة تدل على العموم كقوله: بحيث أتي، وحيث جاء، وجميعا، ونحو ذلك اللهم إلا في النذر اليسير من الكلمات، فقد ذكر حكمها في سورتها ولم يأت بقرينة تدل على العموم، ولكن كان الحكم عامّا شاملا لجميع مواضع هذه الكلمة كقوله في آل عمران: (ولا ألف في ها هأنتم زكا جني) وقوله فيها أيضا: (ومع مد كائن كسر همزته دالا) إلخ). [الوافي في شرح الشاطبية: 200]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَاخْتَلَفُوا فِي يَكْذِبُونَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتَخْفِيفِ الذَّالِ،
[النشر في القراءات العشر: 2/207]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {يكذبون} [10] بفتح الياء وتخفيف الذال، والباقون بالضم والتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ فَزَادَهُمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (433- .... .... .... .... = .... اضمم شدّ يكذبونا
434 - كما سما .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (شد يكذبونا) أي وقرأ يكذبون يعني «بما كانوا يكذبون» بالضم: أي في الياء والتشديد: أي في الذال ابن عامر والحرميون والبصريان، والباقون وهم الكوفيون بالفتح الذي هو ضد الضم والتخفيف الذي هو ضد التشديد والقراءتان ظاهرتان، فإن المنافقين وصفوا في مواضع من القرآن بأنهم كاذبون نحو «بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون» ومع كونهم كاذبين هم يكذبون أيضا لقوله تعالى: «وما هم بمؤمنين» لأن من لم يكن مصدقا مكذب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل «يكذبونا» فقال:
ص:
(ك) ما (سما) وقيل غيض جيء شم = في كسرها الضّمّ (ر) جا (غ) نى (ل) زم
ش: أي: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر، و[مدلول] (سما) المدنيان، والبصريان،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
وابن كثير بما كانوا يكذّبون [البقرة: 10] بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال.
والباقون بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال.
تنبيه:
علم فتح الكاف للمذكورين من يكذبون المجمع عليه في غير هذا الموضع، وعلمت قراءة الباقين من لفظه.
ويمكن أن يفهم من الضد؛ لأن ضد الضم الفتح، والتشديد ضد التخفيف.
والكذب: الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه مع العلم به وقصد الحقيقة، فخرج الجهل بالأول، والمجاز بالثاني، وضده: الصدق.
والتكذيب: نسبة الغير إلى الكذب، وضده: التصديق.
والمنافقون يصدق عليهم الصفتان؛ لأنهم كذبوا في ادعائهم الإسلام وكذبوا الصادق.
ويحتمل التشديد المبالغة، مثل: صدق وصدّق، والتكثير ك «موّت المال»، فيتحدان.
فوجه التخفيف: مناسبة طرفيه، وهما [قوله] من يقول ءامنّا ... الآية [البقرة: 8]، [وقوله] وإذا لقوا الّذين ءامنوا ... الآية [البقرة: 14].
ووجه التشديد: مناسبة في قلوبهم مرض [البقرة: 10] أي: شك في النبي صلّى الله عليه وسلّم، والشاك في صدق من قامت الأدلة القاطعة على صدقه مكذب، ورسمهما واحد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/144]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
تقدم إمالة فزادهم [البقرة: 10] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "فَزَادَهُمُ اللَّهُ" [الآية: 10] هنا حمزة وابن ذكوان وهشام بخلف عنه وافقهم الأعمش وكذا حكم ما جاء من هذا الفعل وهو في خمسة عشر إلا أن ابن ذكوان اختلف عنه في غير الأول، ويوقف لحمزة على نحو: "عذاب أليم، ومن آمن، وقد أفلح" بالوجهين المتقدمين في نحو: "الآخرة" وبثالث وهو عدم النقل والسكت). [إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "يكذبون" [الآية: 10] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال من الكذب لإخبار الله تعالى عن كذبهم، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عذاب أليم} [10] إن وصلته بما بعده فالسكت فيه لخلف وحده، وله كباقيهم عدم السكت، وإن وقفت عليه فلخلف ثلاثه أوجه النقل والسكت وتركهما، ولخلاد وجهان النقل وتركه بلا سكت، فتحصل أن السكت لخلف والوجهان مشتركان، ونقل ورش لا يخفى). [غيث النفع: 345]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يكذبون} قرأ الكوفيون بفتح الياء، وسكون الكاف، وتخفيف الذال، والباقون بضم الياء، وفتح الكاف، وتشديد الذال). [غيث النفع: 346]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون (10)}
{مرض.... مرضاً}
- قراءة الجمهور بفتح الراء في الموضعين (مرض... مرضا)
وقرأ الأصمعي وأبو عمرو (مرض.... مرضاً) بالسكون فيهما
وهى رواية الجهضمي ويونس عن أبي عمرو
قال الأصمعي: قرأت علي أبي عمرو (في قلوبهم مرض) فقال: مرض يا غلام، والمرض: الشك
{فزادهم}
_ قرأه بالإمالة حمزة وابن عامر وابن ذكوان ونافع الحلواني والأعمش وهشام بخلاف عنه (فزادهم)
قال أبو حيان: وبالوجهين قرأت له (أي: لابن ذكوان، أي: بالإمالة والتفخيم، والإمالة لتميم، والتفخيم للحجاز.
ونافع يشم الزاي إلى الكسر. كذا في المحرر، وقد ذكرت من قبل الإمالة عن نافع
{ولهم عذاب أليم}
نقل ورش حركة الهمزة إلى الباء ثم حذف الهمزة (عذابن ليم) كذا صورتها
ويقف حمزة على (عذاب أليم) بوجهين:
[معجم القراءات: 1/43]
1.2. النقل والسكت
30 وله وجه ثالث وهو عدم النقل والسكت
{يكذبون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش (يكذبون) بفتح الياء وتخفيف الذال.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (يكذبون) بضم الميم وتشديد الذال). [معجم القراءات: 1/44]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس