عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ (74) إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ (75) يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ (76)}
يخبر تعالى عن [خليله] إبراهيم، عليه السّلام، أنّه لمّا ذهب عنه الرّوع، وهو ما أوجس من الملائكة خيفةً، حين لم يأكلوا، وبشّروه بعد ذلك بالولد [وطابت نفسه] وأخبروه بهلاك قوم لوطٍ، أخذ يقول كما قال [عنه] سعيد بن جبيرٍ في الآية قال: لمّا جاءه جبريل ومن معه، قالوا له {إنّا مهلكو أهل هذه القرية [إنّ أهلها كانوا ظالمين]} [العنكبوت: 31]، قال لهم [إبراهيم] أتهلكون قريةً فيها ثلاثمائة مؤمنٍ؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قريةً فيها مائتا مؤمنٍ؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قريةً فيها أربعون مؤمنًا؟ قالوا: لا. قال: ثلاثون؟ قالوا لا حتّى بلغ خمسةً قالوا: لا. قال: أرأيتكم إن كان فيها رجلٌ واحدٌ مسلمٌ أتهلكونها؟ قالوا: لا. فقال إبراهيم عليه السّلام عند ذلك: {إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلا امرأته} الآية [العنكبوت:32]، فسكت عنهم واطمأنّت نفسه.
وقال قتادة وغيره قريبًا من هذا -زاد ابن إسحاق: أفرأيتم إن كان فيها مؤمنٌ واحدٌ؟ قالوا: لا. قال: فإن كان فيها لوطٌ يدفع به عنهم العذاب، قالوا: {نحن أعلم بمن فيها [لننجّينّه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين]} [العنكبوت:32]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 335]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ} مدح إبراهيم بهذه الصّفات الجميلة، وقد تقدّم تفسيرها [في سورة براءةٍ]).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 335]

تفسير قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك [وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ]} أي: إنّه قد نفذ فيهم القضاء، وحقّت عليهم الكلمة بالهلاك، وحلول البأس الّذي لا يرد عن القوم المجرمين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 335-336]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولمّا جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا وقال هذا يومٌ عصيبٌ (77) وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السّيّئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم فاتّقوا اللّه ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجلٌ رشيدٌ (78) قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حقٍّ وإنّك لتعلم ما نريد (79)}
يخبر تعالى عن قدوم رسله من الملائكة بعد ما أعلموا إبراهيم بهلاكهم، وفارقوه وأخبروه بإهلاك اللّه قوم لوطٍ هذه اللّيلة. فانطلقوا من عنده، فأتوا لوطًا عليه السّلام، وهو -على ما قيل -في أرضٍ له [يعمرها] وقيل: [بل كان] في منزله، ووردوا عليه وهم في أجمل صورةٍ تكون، على هيئة شبّانٍ حسان الوجوهٍ، ابتلاءً من اللّه [واختبارًا] وله الحكمة والحجّة البالغة، [فنزلوا عليه] فساءه شأنهم وضاقت نفسه بسببهم، وخشي إن لم يضفهم أن يضيفهم أحدٌ من قومه، فينالهم بسوءٍ، {وقال هذا يومٌ عصيبٌ}.
قال ابن عبّاسٍ [ومجاهدٌ وقتادة ومحمّد بن إسحاق] وغير واحدٍ [من الأئمّة] شديدٌ بلاؤه وذلك أنّه علم أنّه سيدافع [قومه] عنهم، ويشقّ عليه ذلك.
وذكر قتادة أنّهم أتوه وهو في أرضٍ له [يعمل فيها] فتضيّفوه فاستحيا منهم، فانطلق أمامهم وقال لهم في أثناء الطّريق، كالمعرّض لهم بأن ينصرفوا عنه: إنّه واللّه يا هؤلاء ما أعلم على وجه الأرض أهل بلدٍ أخبث من هؤلاء. ثمّ مشى قليلًا ثمّ أعاد ذلك عليهم، حتّى كرّره أربع مرّاتٍ قال قتادة: وقد كانوا أمروا ألّا يهلكوهم حتّى يشهد عليهم نبيّهم بذلك.
وقال السّدّيّ: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط فبلغوا نهر سدون نصف النّهار، ولقوا بنت لوطٍ تستقي [من الماء لأهلها وكانت له ابنتان اسم الكبرى رثيا والصّغرى زغرتا] فقالوا [لها] يا جارية، هل من منزلٍ؟ فقالت [لهم] مكانكم حتّى آتيكم، وفرقت عليهم من قومها، فأتت أباها فقالت: يا أبتاه، أدرك فتيانًا على باب المدينة، ما رأيت وجوه قومٍ [هي] أحسن منهم، لا يأخذهم قومك فيفضحوهم، و [قد] كان قومه نهوه أن يضيف رجلًا فقالوا: خلّ عنّا فلنضف الرّجال. فجاء بهم، فلم يعلم بهم أحدٌ إلّا أهل بيته فخرجت امرأته فأخبرت قومها [فقالت: إن في بيت لوطٍ رجالًا ما رأيت مثل وجوههم قطّ]، فجاءوا يهرعون إليه).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 336-337]


رد مع اقتباس