عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 11:39 AM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {و إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ...}
قال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم: كيف يكون ربّنا قريبا يسمع دعاءنا، وأنت تخبرنا أن بيننا وبينه سبع سموات غلظ كلّ سماءٍ مسيرة خمسمائة عامٍ وبينهما مثل ذلك؟ !, فأنزل الله تبارك وتعالى: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ} أسمع ما يدعون .
{فليستجيبوا لي} : يقال: إنها التلبية). [معاني القرآن: 1/114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فليستجيبوا لي}, أي: يجيبوني, قال كعب الغنويّ:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النّدى ....... فلم يستجبه عند ذاك مجيب

أي: فلم يحبه عند ذاك مجيب). [مجاز القرآن: 1/67]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون}
قوله: {يرشدون}؛ لأنها من: "رشد" "يرشد" , ولغة للعرب "رشد" "يرشد" , وقد قرئت: {يرشدون}). [معاني القرآن: 1/127]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {لعلهم يرشدون} قالوا: رشد يرشد رشدا ورشودا ورشدا ورشادًا؛ وقالوا: هي الرشدة بالهاء). [معاني القرآن لقطرب: 346]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فليستجيبوا لي}, أي: يجيبوني، هذا قول أبي عبيدة، وأنشد:

وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ....... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي: فلم يجبه). [تفسير غريب القرآن: 74]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ:{وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون}
المعنى: إذا قال قائل: أين اللّه؟, فالله عزّ وجلّ قريب, لا يخلو منه مكان
كما قال: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم}, وكما قال: {وهو معكم أين ما كنتم}
{وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون}
وقوله عزّ وجلّ: {أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}
إن شئت قلت: إذا دعاني بياء , وإن شئت بغير ياء إلا أن المصحف يتبع, فيوقف على الحرف كما هو فيه.
ومعنى الدعاء للّه عزّ وجلّ على ثلاثة أضرب:-
فضرب منها: توحيده , والثناء عليه كقولك : يا الله لا إله إلا أنت ,وقولك: ربّنا لك الحمد، فقد دعوته: بقولك ربنا، ثم أتيت بالثناء والتوحيد, ومثله: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}
أي : يستكبرون عن توحيدي , والثناء عليّ، فهذا ضرب من الدعاء.
وضرب ثان: هو مسألة الله العفو والرحمة، وما يقرب منه , كقولك : اللهم اغفر لنا.
وضرب ثالث : هو مسألته من الدنياو كقولك: اللهم ارزقني مالا وولدا وما أشبه ذلك.
وإنما سمي هذا أجمع دعاء ؛ لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله: يا اللّه، ويا رب، ويا حي, فكذلك سمي :دعاء.
وقوله عزّ وجلّ:{فليستجيبوا لي }, أي: فليجيبوني.
قال الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا....... فلم يستجبه عند ذاك مجيب

أي : فلم يجبه أحد). [معاني القرآن: 1/254-255]

تفسير قوله تعالى: {حِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم...}
وفي قراءة عبد الله :{فلا رفوث ولا فسوق}, وهو الجماع فيما ذكروا؛ رفعته بـ {أحل لكم}, لأنك لم تسمّ فاعله). [معاني القرآن: 1/114]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فالآن باشروهنّ...}
يقول: عند الرّخصة التي نزلت ولم تكن قبل ذلك لهم, وقوله: {وابتغوا ما كتب اللّه لكم وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم}, يقال: الولد، ويقال: "اتبعوا" بالعين, وسئل عنهما ابن عباس , فقال: سواء). [معاني القرآن: 1/114]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود...}
فقال رجل للنبيّ صلى الله عليه وسلم: أهو الخيط الأبيض , والخيط الأسود؟ , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: « إنك لعريض القفا؛ هو الليل من النهار».). [معاني القرآن: 1/114-115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ليلة الصّيام}: مجازها ليل الصيام، والعرب تضع الواحد في موضع الجميع، قال عامر الخصفّي:
هم المولى وقد جنفوا علينا....... وإنّا من لقائهم لزور
{الرّفث}, أي: الإفضاء إلى نسائكم، أي: النكاح.
{هنّ لباسٌ لكم}: يقال لامرأة الرجل: هي فراشه، ولباسه وإزاره، ومحل إزاره، قال الجعديّ:
... ....... تثنّت عليه فكانت لباساً

). [مجاز القرآن: 1/67]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الخيط الأبيض من الخيط الأسود}: الخيط الأبيض: هو الصبح المصدّق، والخيط الأسود : هو الليل، والخيط: هو اللون). [مجاز القرآن: 1/68]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {الرفث إلى نسائكم} العرب تقول: أرفث الرجل، ورفث ورفث.
وكان ابن عباس يقول: الرفث الجماع.
وكان عطاء يقول: الرفث الجماع فما دونه من الفحش.
[معاني القرآن لقطرب: 346]
وحكي عن طاووس: أنه كان يقول: الرفث الإعرابة فما وراءها من شأن النساء، والإعرابة: الإفصاح بالجماع؛ ثم قال - بعد ذلك - طاووس: الإعرابة: التعريض ليس بالإعراب.
وقال ابن الزبير: معاربة الرجل امرأته من الرفث.
وقال ابن عباس أيضًا: المعاربة الرفث.
قال أبو علي: وسمعنا أن المعاربة هي المداعبة، عارب امرأته؛ و{عربا أترابا} من ذلك، لأن العروب: الغنجة من النساء؛ وكأن هذه المعاني كلها قريب بعضها من بعض.
وقوله عز وجل {هن لباس لكم} المعنى: أنها تصير لك لباسًا في القرب والمخالطة.
وقال الجعدي:
إذا ما الضجيع ثنى عطفها = تداعت فكانت عليه لباسا
قال: أنشدنا الثقة:
ألا أبلغ أبا حفص رسولا = فدى لك من أخي ثقة إزاري
فقال: إزاري؛ لأنها محل إزاره.
وقوله عز وجل {تختانون أنفسكم} أي تضرون بها وتهلكونها؛ من قوله: خانه يخونه؛ أي يتنقصه؛ وقوله {خائنة الأعين} من ذلك؛ أي ما تخون العين بنظرها؛ وهو النظر مسارقة.
[معاني القرآن لقطرب: 347]
وقوله {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسوط} وحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الليل من النهار"؛ والخيط عند العرب يقولون: هذا خيط الصبح؛ إذا تبين الصبح.
قال أبو داود:
فلما أضاءت لنا ظلمة = ولاح من الصبح خيط أنارا
وقال حميد الأرقط:
قد كاد يبدو أو بدت تباشره = وسدف الخيط البهيم ساتره
وقوله {وأنتم عاكفون في المساجد} قالوا: عكفه يعكفه عكفا وعكوفا: حبسه.
وقد قرأها أبو عمرو وأهل المدينة {يعكفون} بالكسر.
[وزاد محمد بن صالح في روايته]:
ولغة قيس: عكفت الطير عكوفًا؛ إلا الخفاجيين فإنهم يقولون: عكبت عكوبا بالباء.
وقوله {تلك حدود الله فلا تقربوها} المصدر: قربانا وقربانا وقربا وقربة). [معاني القرآن لقطرب: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الخيط الأبيض من الخيط الأسود}: الليل من النهار). [غريب القرآن وتفسيره: 88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الرّفث}: الجماع, ورفث القول هو الإفصاح بما يجب أن يكنى عنه من ذكر النكاح.
{تختانون أنفسكم}, أي : تخونونها بارتكاب ما حرّم اللّه عليكم.
{وابتغوا ما كتب اللّه لكم}, يعني من الولد, أمر تأديب , لا فرض.
{وكلوا واشربوا}: أمر إباحة.
{حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض} , وهو بياض النهار.
{من الخيط الأسود} , وهو سواد الليل, ويتبين هذا من هذا عند الفجر الثاني.
{عاكفون في المساجد}, أي : مقيمون, والعاكف: المقيم في المسجد الذي أوجب العكوف فيه على نفسه). [تفسير غريب القرآن: 74-75]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ علم اللّه أنّكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهنّ وابتغوا ما كتب اللّه لكم وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثمّ أتمّوا الصّيام إلى اللّيل ولا تباشروهنّ وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود اللّه فلا تقربوها كذلك يبيّن اللّه آياته للنّاس لعلّهم يتّقون}
{الرفث}: كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من المرأة، والمعنى ههنا : كناية عن الجماع, أي : أحل لكم ليلة الصيام الجماع، لأنه كان في أول فرض الصيام الجماع محرما ًفي ليلة الصيام، والأكل والشرب بعد العشاء الآخرة والنوم, فأحل الله الجماع والأكل والشراب إلى وقت طلوع الفجر.
وقوله عزّ وجلّ: {هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ}
قد قيل فيه غير قول: قيل المعنى: فتعانقوهن , ويعانقنكم، وقيل : كل فريق منكم يسكن إلى صاحبه , ويلابسه , كما قال عزّ وجلّ: {وجعل منها زوجها ليسكن إليها}
والعرب تسمى المرأة لباسا ً, وإزارا ً, قال الشاعر:
إذا ما الضجيع ثنى عطفه ...... تثنّت فكانت عليه لباساً

وقال أيضا:
ألا أبلغ أبا حفص رسولاً ....... فدى لك من أخي ثقة إزاري

قال أهل اللغة: فدى لك امرأتي.
قوله عزّ وجلّ: {وابتغوا ما كتب اللّه لكم}
قالوا معناه : الولد, ويجوز أن يكون -, وهو الصحيح عندي , واللّه أعلم .
{ وابتغوا ما كتب اللّه لكم}: اتبعوا القرآن فيما أبيح لكم فيه , وأمرتم به, فهو المبتغى.
وقوله عزّ وجلّ:{حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} هما فجران:
أحدهما يبد, و أسود معترضا , وهو الخيط الأسود، والأبيض يطلع ساطعاً يملأ الأفق، وحقيقته حتّى يتبين لكم الليل من النهار، وجعل اللّه عزّ وجلّ حدود الصيام طلوع الفجر الواضح، إلا أن اللّه عزّ وجلّ بين في فرضه ما يستوي في علمه أكثر الناس.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا تباشروهنّ وأنتم عاكفون في المساجد}
معنى الباشرة هنا: الجماع, وكان الرجل يخرج من المسجد, وهو معتكف , فيجامع , ثم يعود إلى المسجد، والاعتكاف أن يحبس الرجل نفسه في مسجد جماعة يتعبّد فيه، فعليه إذا فعل ذلك ألا يجامع , وألا يتصرّف إلا فيما لا بد له منه من حاجته.
وقوله عزّ وجلّ: {تلك حدود اللّه فلا تقربوها}
معنى الحدود: ما منع الله عزّ وجلّ من مخالفتها، ومعنى الحدّاد في اللغة: الحاجب، وكل من منع شيئا فهو حدّاد, وقولهم: أحدّت المرأة على زوجها , معناه: قطعت الزينة , وامتنعت منها، والحديد إنما سمي حديداً؛ لأنه يمتنع به من الأعداء, وحدّ الدّار هو ما يمنع غيرها أن تدخل فيها.
وقوله عزّ وجلّ: {كذلك يبيّن اللّه آياته للنّاس} أي: مثل البيان الذي ذكر، المعنى: ما أمرهم به يبين لهم). [معاني القرآن: 1/255-257]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ):{الرفث}: الجماع). [ياقوتة الصراط: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الرفث}: الجماع, ورفث القول: هو الإفصاح بالخنا عن الجماع, ونحوه.
{تختانون أنفسكم} : أي: تخونونها بارتكاب ما حرم الله عليكم.
{حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} تخرجون الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أي: سواد الليل من بياض الفجر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 36-37]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْخَيْطُ الأَبْيَضُ}: النهار, {الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} : الليل). [العمدة في غريب القرآن: 87-88]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وتدلوا بها إلى الحكّام}, وفي قراءة أبيّ:{ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ولا تدلوا بها إلى الحكّام} فهذا مثل قوله: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ}, معناه: ولا تكتموا, وإن شئت جعلته إذا ألقيت منه "لا" نصبا على الصرف؛ كما تقول: لا تسرق وتصدّق, معناه: لا تجمع بين هذين كذا وكذا؛ وقال الشاعر:


لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ....... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
والجزم في هذا البيت جائز , أي: لا تفعلن واحداً من هذين). [معاني القرآن: 1/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فريقاً}: الفريق : هي الطائفة). [مجاز القرآن: 1/68]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكّام لتأكلوا فريقاً مّن أموال النّاس بالإثم وأنتم تعلمون}
قال: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكّام}, جزم على العطف ونصب , إذا جعله جواباً بالواو). [معاني القرآن: 1/127-128]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}, أي: لا يأكل بعضكم مال بعض بشهادات الزور.
{وتدلوا بها إلى الحكّام},أي: تدلي بمال أخيك إلى الحاكم, ليحكم لك به , وأنت تعلم أنك ظالم له, فإن قضاءه باحتيالك في ذلك عليك , لا يحل لك شيئاً كان محرماً عليك.
وهو مثل قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وعلى آله: «فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار».).[تفسير غريب القرآن: 75]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكّام لتأكلوا فريقا من أموال النّاس بالإثم وأنتم تعلمون}
{تأكلوا} جزم بلا؛ لأن " لا " التي ينهي بها تلزم الأفعال دون الأسماء تأثيرها فيها بالجزم؛ لأن الرفع يدخلها، بوقوعها موضع الأسماء والنصب يدخلها لمضارعة الناصب فيها الناصب للأسماء، وليس فيها بعد هذين الحيزين إلا الجزم, ومعنى {بالباطل },أي: بالظلم.
{وتدلوا بها إلى الحكّام} أي: تعملون على ما يوجبه ظاهر الحكم , ويتركون ما قد علمتم أنه الحق، ومعنى تدلوا في اللغة: إنّما أصله من أدليت الدلو إذا أرسلتها للمليء، ودلوتها إذا أخرجتها، ومعنى أدلى لي فلان بحجته : أرسلها, وأتى بها على صحة، فمعنى {وتدلوا بها إلى الحكّام} أي: تعملون على ما يوجبه الإدلاء بالحجة، وتخونون في الأمانة.
{لتأكلوا فريقاً من أموال النّاس بالإثم وأنتم تعلمون} أي: وأنتم تعلمون أن الحجة عليكم في الباطن، وإن ظهرخلافها.
ويجوز أن يكون: موضع:{وتدلوا }جزماً, ونصباً, فأما الجزم , فعلى النهي.
معطوف على : {ولا تأكلوا},
ويجوز أن تكون: نصباً على ما تنصب الواو، وهو الذي يسميه بعض النحويين: الصرف، ونصبه بإضمار أن، المعنى : لا تجمعوا بين الأكل بالباطل , والإدلاء إلى الحكام، وقد شرحنا هذا قبل هذا المكان). [معاني القرآن: 1/257-258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}, أي: شهادات الزور، {وتدلوا بها}, أي: تدلي بمال أخيك إلى الحاكم , وأنت تعلم أنك ظالم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 37]


رد مع اقتباس