عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 01:19 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومنهم الّذين يؤذون النّبيّ...}
اجتمع قوم على عيب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيقول رجل منهم: إن هذا يبلّغ محمدا - صلى الله عليه وسلم - فيقع بنا، فـ {ويقولون}: إنما {هو أذنٌ} سامعة إذا أتياناه صدّقنا، فقولوا ما شئتم. فأنزل الله عز وجل: {قل أذن خيرٍ لّكم} أي كما تقولون، ولكنه لا يصدّقكم، إنما يصدّق المؤمنين.
وهو قوله: {يؤمن باللّه}: يصدق بالله. {ويؤمن للمؤمنين}: يصدّق المؤمنين. وهو كقوله: {للّذين هم لربّهم يرهبون} أي يرهبون ربهم.
وأما قوله:{والّذين يؤذون رسول اللّه لهم عذابٌ أليمٌ} فمتصل بما قبله. وقوله: {ورحمةٌ للّذين آمنوا} إن شئت خفضتها تتبعها لخير، وإن شئت رفعتها أتبعتها الأذن. وقد يقرأ: {قل أذنٌ خيرٌ لكم} كقوله: قل أذن أفضل لكم؛ و{خير} إذا خفض فليس على معنى أفضل؛ إذا خفضت {خير} فكأنك قلت: أذن صلاح لكم، وإذا قلت: {أذنٌ خير لكم}، فإنك قلت: أذن أصلح لكم. ولا تكون الرحمة إذا رفعت {خير} إلا رفعا. ولو نصبت الرحمة على
غير هذا الوجه كان صوابا: {يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، ورحمةً} يفعل ذلك. وهو كقوله: {إنا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب. وحفظاً}). [معاني القرآن: 1/444-445]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ومنهم الّذين يؤذون النّبيّ ويقولون هو أذنٌ قل أذن خيرٍ لّكم يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين ورحمةٌ لّلّذين آمنوا منكم والّذين يؤذون رسول اللّه لهم عذابٌ أليمٌ}
وقال: {قل أذن خيرٍ لّكم} أي: هو أذن خيرٍ لا أذن شرٍّ. وقال بعضهم {أذنٌ خيرٌ لكم} والأولى أحسنهما لأنك لو قلت {هو أذنٌ خيرٌ لكم} لم يكن في حسن {هو أذن خيرٍ لكم} وهذا جائز على أن تجعل {لكم} صفة "الأذن".
وقال: {ورحمةٌ لّلّذين آمنوا منكم} أي: وهو رحمة.
وقال: {يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين} أي: يصدقهم كأن تقول للرجل "أنا ما يؤمن لي بأن أقول كذا وكذا" أي: ما يصدقني). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن "أذن خير لكم".
[معاني القرآن لقطرب: 631]
وأهل المدينة وأبو عمرو {أذن خير لكم} بالإضافة وترك التنوين، {ورحمة} بالرفع.
قراءة ابن مسعود وأبي {أذن خير لكم} {ورحمة} يجر الرحمة؛ إذا لم تضف صار خبرًا عن "أذن" وإذا أضاف صارت "لكم" الخبر؛ كأنه قال: {أذن خير لكم} كأنه قال: "درهم لكم"، وإذا رفع "الرحمة"، فكأنه قال: "ورحمة خير لكم"، فكأنه قال "أذن خير لكم، وأذن رحمة".
فكأن {أذن خير} من قول الناس هو أذن؛ والمعنى عندنا من: أذن له يأذن؛ أي استمع منه وأصغى إليه.
وقوله {وأذنت لربها وحقت}؛ أي استمعت وأصغت.
قال: عدي بن زيد:
وسماع يأذن الشيخ له = وحديث مثل ماذي مشار
ومشور: الجيد.
وقول الناس: "هو أذن": عربية؛ أي يستمع من كل أحد؛ ويقال: هو رجل أذنة؛ أي يسرع الاستماع؛ وقالوا أيضًا: رجل أذن يقن، ويقن بالكسر؛ أي ذو يقين بكل ما حدث به.
[معاني القرآن لقطرب: 632]
وكان ابن عباس يقول {هو أذن} أي يسمع ممن أتاه؛ والمعنى واحد كله.
وأما قوله {ويؤمن للمؤمنين} إنما هو ويصدق المؤمنين، وإنما الإيمان بالله عز وجل؛ وقوله {وما أنت بمؤمن لنا} - أي بمصدق لنا - يدل على ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 633]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ويقولون هو أذنٌ} أي يقبل كل ما قيل له.
{قل أذن خيرٍ لكم} أي يقبل منكم ما تقولون له خيرا لكم إن كان ذاك كما تقولون، ولكنه: {يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين} أي يصدّق اللّه ويصدق المؤمنين). [تفسير غريب القرآن: 189]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله تعالى حكاية عن المنافقين: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} أي يقبل كلّ ما بلغه.
والأصل: أن الأذن هي السامعة، فقيل لكل من صدّق بكلّ خبر يسمعه: أُذُن، ومنه يقال: آذنتك بالأمر فأَذِنْتَ، كما تقول: أعلمتك فعَلِمت، إنما هو أَوْقَعْتُه في أُذُنك.
يقول الله عزّ وجلّ: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279] أي اعلموا، ومن قرأها {فآذنوا} أراد فأعلموا.
ومنه ما قالت الشعراء:
[تأويل مشكل القرآن: 182]
آذَنتنا ببينها أسماء
ومنه الأَذَان إنما هو إعلام الناس وقت الصلاة.
وقوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3] أي إعلام.
وكان المنافقون يقولون: إن محمدا أذن فقولوا ما شئتم، فإنا متى أتيناه فاعتذرنا إليه صدّقّنا. فأنزل الله تبارك وتعالى: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} أي كان الأمر كما تذكرون، ولكنه إنّما {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي يُصَدِّقُ الله ويصدّق المؤمنين، لا أنتم، (والباء) و(اللام) زائدتان). [تأويل مشكل القرآن: 183]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومنهم الّذين يؤذون النّبيّ ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين ورحمة للّذين آمنوا منكم والّذين يؤذون رسول اللّه لهم عذاب أليم}
وتفسير الآية أن من المنافقين من كان يعيب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول: إن بلغه عني حلفت له وقبل منّي لأنّه أذن.
فأعلم اللّه تعالى أنه {أذن خير لكم}.
أي مستمع خير لكم، ثم بين ممن يقبل فقال:
{يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين}.
أي هو أذن خير لا أذن شر، يسمع ما ينزله الله عليه، فيصدّق به.
ويصدق المؤمنين فيما يخبرونه به.
{ورحمة للّذين آمنوا منكم}.
أي هو رحمة، لأنه كان سبب المؤمنين في إيمانهم.
ومن قرأ أذن خير لكم، فالمعنى فإن من يسمع منكم ويكون قريبا منكم قابلا للعذر خير لكم.
ويروى في هذه الآية أن رجلا من المنافقين قال: لو كان ما أتى به
محمد حقا فنحن حمير، فقال له ابن امرأته إنّ ما أتى به لحق، وإنّك لشر من دابتك هذه وبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال بعض من حضره نعتذر إليه ونحلف له فإنه أذن). [معاني القرآن: 2/457]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن}
قال مجاهد هؤلاء قوم من المنافقين ذكروا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا نقول فيه فإن بلغه ذلك حلفن له فصدقنا
وكذلك الأذن في اللغة يقال هو أذن إذا كان يسمع ما يقال له ويقبله
فالمعنى إن كان الأمر على ما يقولون أن يكون قريبا منكم يقبل اعتذاركم
ثم قال جل وعز: {قل أذن خير لكم}
أي إن كان كما قلتم
ثم أخبر انه يؤمن بالله
ومن قرأ قل أذن خير لكم ذهب إلى أن معناه قل هو مستمع خير لكم). [معاني القرآن: 3/227-228]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {هُوَ أُذُنٌ} أي يقبل كل ما قيل له.
{قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} أي يقبل منكم ما تقولون له). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 98]

تفسير قوله تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واللّه ورسوله أحقّ أن يرضوه...}
وحّد {يرضوه} ولم يقل: يرضوهما؛ لأن المعنى - والله أعلم - بمنزلة قولك: ما شاء الله وشئت؛ إنما يقصد بالمشيئة قصد الثاني، وقوله: "ما شاء الله" تعظيم لله مقدّم قبل الأفاعيل؛ كما تقول لعبدك: قد أعتقك الله وأعتقتك، وإن شئت أردت: يرضوهما فاكتفيت بواحد: كقوله:

نحن بما عندنا وأنت بما عنـ =دك راض والرأي مختلف
ولم يقل: راضون). [معاني القرآن: 1/445]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يحلفون باللّه لكم ليرضوكم واللّه ورسوله أحقّ أن يرضوه إن كانوا مؤمنين}
وقال: {يحلفون باللّه لكم ليرضوكم} و"سيحلفون بالله لكم ليرضوكم" ولا أعلمه إلاّ على قوله: "ليرضنّكم" كما قال الشاعر:
إذا قلت قدني قال بالله حلفةً = لتغني عنّي ذا أنائك أجمعا
أي: لتغنينّ عني. وهو نحو {ولتصغى إليه أفئدة الّذين لا يؤمنون بالآخرة} أي: ولتصغينّ). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قوله {والله ورسوله أحق أن يرضوه} صيره واحدًا، وهو لاثنين؛ وقد فرغنا من ذلك كله في سورة النساء). [معاني القرآن لقطرب: 650]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان فيجعل الفعل لأحدهما، أو تنسبه إلى أحدهما وهو لهما:
كقوله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة: 11].
وقوله: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} ). [تأويل مشكل القرآن: 288] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يحلفون باللّه لكم ليرضوكم واللّه ورسوله أحقّ أن يرضوه إن كانوا مؤمنين}
قال بعض النحويين: إن هذه اللام بمعنى القسم، أي يحلفون بالله
لكم ليرضنّكم وهذا خطأ لأنهم إنّما حلفوا أنّهم ما قالوا ما حكي عنهم ليرضوكم باليمين، ولم يحلفوا أنّهم يرضون فيما يستقبل.
{واللّه ورسوله أحقّ أن يرضوه}.
وقوله: {إن كانوا مؤمنين}.
أي إن كانوا على ما يظهرون فكان ينبغي ألا يعيبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فيكونون بتوليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وترك عيبه مؤمنين.
ويجوز في قوله {ورحمة} الجر على العطف على {خير}. فيكون المعنى قل أذن خير لكم وأذن رحمة للمؤمنين.
وقوله: {أحقّ أن يرضوه}، ولم يقل يرضوهما، لأن المعنى يدل عليه فحذف استخفافا، المعنى واللّه أحقّ أن يرضوه، ورسوله أحقّ أن يرضوه، كما قال الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما..=. عندك راض والأمر مختلف
المعنى نحن بما عندنا راضون وأنت بما عندك راض). [معاني القرآن: 2/458]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} المعنى عند سيبويه والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن
يرضوه ثم حذف كما قال الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما = عندك راض والرأي مختلف
وقال أبو العباس هو على غير حذف والمعنى والله أحق أن يرضوه ورسوله
وقال غيرهما المعنى ورسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يرضوه وقوله جل وعز: {والله} افتتاح كلام كما تقول هذا لله ولك). [معاني القرآن: 3/228-229]

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ألم يعلموا أنّه من يحادد الله} أي من يحارب الله ويشاقق الله ورسوله). [مجاز القرآن: 1/263]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ألم يعلموا أنّه من يحادد اللّه ورسوله فأنّ له نار جهنّم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم}
وقال: {ألم يعلموا أنّه من يحادد اللّه ورسوله فإنّ له} فكسر الألف لأن الفاء التي هي جواب المجازاة ما بعدها مستأتف.
{فرح المخلّفون بمقعدهم خلاف رسول اللّه وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه وقالوا لا تنفروا في الحرّ قل نار جهنّم أشدّ حرّاً لّو كانوا يفقهون}
وقال: {فرح المخلّفون بمقعدهم خلاف رسول اللّه} أي: مخالفةً. وقال بعضهم (خلف) و(خلاف) أصوبهما لأنهم خالفوا مثل "قاتلوا قتالا" ولأنه مصدر "خالفوا"). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة القراء كلهم {أنه من يحادد الله ورسوله فأن له} بفتح الألف على الفعل قبله، وقد فسرنا ذلك في سورة البقرة.
قراءة أخرى وهي حسنة في القياس؛ تبتدئ بالفاء؛ إلا أن العامة أبت إلا الفتح). [معاني القرآن لقطرب: 633]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {أنه من يحادد الله ورسوله} فهي المخالفة لله، يقال: حاددتني محادة؛ وهو قول ابن عباس أيضًا الخلاف لله عز وجل). [معاني القرآن لقطرب: 645]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألم يعلموا أنّه من يحادد اللّه ورسوله فأنّ له نار جهنّم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم}
معناه من يعادي اللّه ورسوله، ومن يشاقق الله ورسوله.
واشتقاقه من اللغة كقولك من يجانب الله ورسوله، أي من يكون في حدّ، واللّه ورسوله في حدّ.
{فأنّ له نار جهنّم}.
والقراءة بالفتح والكسر: " فأنّ له "، فمن كسر فعلى الاستئناف بعد الفاء، كما تقول فله نار جهنم، ودخلت إن مؤكدة، ومن قال: فأنّ له، فإنما أعاد " فان " توكيدا، لأنه لما طال الكلام كان إعادتها أوكد). [معاني القرآن: 2/458-459]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله}
معناه يعادي ويجانب يقال حاد فلان أي صار في حدة غير حده). [معاني القرآن: 3/230]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أنه من يحادد الله ورسوله} أي: يخالفهما). [ياقوتة الصراط: 244]


رد مع اقتباس