عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الضحى

[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}

قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {وَالضُّحَى} 1
الكسائي يكسر رُءُوس آيها وَكَذَلِكَ حَمْزَة فِيمَا عدا {سجى}
وَنَافِع بَين الْفَتْح وَالْكَسْر وفي رِوَايَة عبد الْوَارِث وَابْن جماز يكسرها
وَأَبُو عَمْرو يكسرها في رِوَايَة عَبَّاس
وفي رِوَايَة اليزيدي عَنهُ بَين الْفَتْح وَالْكَسْر.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْح). [السبعة في القراءات: 690]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالضُّحَى (1)} {وَالضُّحَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف ونافع في رواية عبد الوارث وابن جماز وخارجة وأبو عمرو في رواية عباس.
- وقرأ بالتقليل أبو عمرو في رواية اليزيدي وعبد الوارث، ونافع من رواية خلف عن إسحاق المسيبي، وإسماعيل والأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 10/477]


قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)}
{سَجَى}
- قراءة الحسن (سجى) مشددًا.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف (سجى).
- قرأه بالإمالة الكسائي وخلف ونافع في رواية عبد الوارث وابن جماز وخارجة وأبو عمرو في رواية عباس.
- وبالتقليل قرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وعبد الوارث، ونافع من رواية خلف عن إسحاق المسيبي والأزرق وورش.
[معجم القراءات: 10/477]
قال ابن خالويه: (أبو عمرو ونافع يقرأان بين بين، وهو أحسن القراءات).
- والباقون بالفتح، وهي قراءة حمزة؛ وذلك لأنها من ذوات الواو.
وذهب ابن مالك وابنه إلى أن إمالة (سجى) إنما كان لمناسب ألف (قلى) بعدها.
وذهب غيرهما إلى أن السبب في الإمالة أنك إذا بنيته للمفعول قلت (سجى) فتخلف الياء فيه الألف.
قال في شرح التصريح بعد هذا: (فلا حاجة إلى دعوى التناسب إذا أمكن غيره).
قال مكي: (فإن قيل: فلم أجازوا إمالة ذوات الواو في (دحاها... وسجى)؟
فالجواب: أنها أُمليت لتدل الإمالة على أن هذه الألف التي أصلها الواو قد تعود ياء في بعض الأحوال إذا قلت: دحي... سجي، والإمالة في ذلك قليلة بعيدة، وإنما تميل الألف قبلها إلى نحو الياء التي قد ترجع الألف إليها في بعض الأحوال، ليس تميل الألف فيها نحو الواو.
وإنما أمال هذه الأفعال الكسائي وحده ليتبعها في الإمالة ما قبلها، وما بعدها؛ لتتفق ألفاظ أواخر الآي في الإمالة مع جواز ذلك عنده للعلة التي ذكرنا).
وقال أبو جعفر النحاس: (... فحمزة يميل ما كان من ذوات الياء، ويفخم ما كان من ذوات الواو، والكسائي يميل الكل، وأبو عمرو بن العلاء يتبع بعض الكلام بعضًا؛ فإن كانت السورة فيها ذوات الياء وذوات الواو أمال الكل.
[معجم القراءات: 10/478]
والمدنيون يتوسطون، فلا يميلون كل الميل، ولا يفخمون كل التفخيم.
قال أبو جعفر: وليس في هذه المذاهب خطأ؛ لأن ذوات الواو في الأفعال جائز إمالتها، لأنها ترجع إلى الياء، فيجوز:
(والضحى، والليل إذا سجى) ممالاً وإن كان القياس سجا يسجو؛ لأنه يرجع إلى الياء في قولك سجيت) ). [معجم القراءات: 10/479]

قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما ودعك) [الضحى: 3]: خفيف: حمصي). [المنتهى: 2/1044]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((مَا وَدَّعَكَ) خفيف حمصي، وابن أبي عبلة أبو حيوة، الباقون مشدد، وهو الاختيار من التوديع). [الكامل في القراءات العشر: 662]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}
{وَدَّعَكَ}
- قراءة الجمهور (ودعك) بشد الدال.
- وقرأ عروة بن الزبير، وابنه هشام وأبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة ومقاتل ويزيد النحوي ومجاهد وأبو البرهسم، وابن عباس في ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب وآنس وأبو العالية وابن يعمر وأبو حاتم عن يعقوب (ما ودعك) بتخفيف الدال أي: ما تركك.
قال ابن جني: (هذه قليلة الاستعمال، قال سيبويه: استغنوا عن وذر وودع بقولهم ترك....) انتهى.
[معجم القراءات: 10/479]
وما ذكره ابن جني هنا هو ما يردده اللغويون في هذه المادة.
قال الشهاب: (وهذه القراءة وإن كانت شاذة تنافي قول النحاة أنهم أماتوا ماضي (يدع ويذر) ومصدرهما؛ ولذا قال في المستوفي: إنه كله ورد في كلام العرب ولا عبرة بكلام النحاة فيه، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل وإن كان نادرًا.
وقال في المغرب: إن النحاة زعموا أن العرب أماتت ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم أفصحهم، وقد قال: (لينتهين قوم عن ودعهم الجماعات) قرئ: (ما ودعك) بالتخفيف...).
وقال الليث: (... وزعمت النحوية أن العرب أماتوا مصدر يدع ويذر، واستغنوا عنه بترك، والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، وقد رويت عنه هذه الكلمة).
وقال ابن الأثير: (وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس، وقد جاء في غير حديث حتى قرئ به قوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى) بالتخفيف...).
وقال أبو عبيدة: (ما ودعك -يعني بالتشديد من التوديع وما ودعك- بالتخفيف. من ودعت).
قال ابن حجر: (ويمكن تخريج كونهما بمعنى واحد على أن التوديع مبالغة في الودع لأن من ودعك مفارقًا فقد بالغ في تركك).
{وَمَا قَلَى}
- الإمالة في (قلى) كالإمالة في (الضحى) آية/ 1). [معجم القراءات: 10/480]

قوله تعالى: {وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَقَرَأَ {وَلَلآخِرَةُ} بِالنَّقْلِ وَرْشٌ كَحَمْزَةَ وَقْفًا فِي أَحَدِ وَجْهَيْهِ، وَثَانِيهِمَا السَّكْتُ، وَثَلَّثَ الأَزْرَقُ مَدَّ الأَلِفِ بَعْدَ اَللاَّمِ; لِعَدَمِ الاعْتِدَادِ بِالْعَارِضِ، وَهُوَ النَّقْلُ مَعَ تَرْقِيقِ رَائِهَا وَجْهًا وَاحِدًا بِخِلاَفِ الْمَضْمُومَةِ فِي {خَيْرٌ لَكَ} فَلَهُ فِيهَا التَّرْقِيقُ وَعَدَمُهُ، غَيْرَ أَنَّ الأَصَحَّ اَلتَّرْقِيقُ كَمَا مَرَّ.
وَسَكَتَ عَلَى اللاَّمِ حَمْزَةُ وَابْنُ ذَكْوَانَ وَحَفْصٌ وَرُوَيْسٌ وَإِدْرِيسُ عَنْ
خَلَفِ بخُلْفِهِمُ الْمُتَقَدِّمِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/616]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4)}
{وَلَلْآَخِرَةُ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها ثم حذف الهمزة (للآخرة).
- وقرأ بالسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص ورويس وإدريس عن خلف، ليظهر الهمز.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
وأما في الوقف ففيها ما يلي:
1- حمزة له فيها:
الأولى: السكت على اللام.
الثانية: النقل كقراءة ورش.
الثالثة: إمالة الهاء وما قبلها لخلاف عنه.
2- الكسائي: له القراءة بإمالة الهاء وما قبلها.
وتقدمت هذه القراءات مُفصلة في الآية/ 4 من سورة البقرة، وكررت الحديث هنا لبعد العهد بما مضى، واتباعًا لما فعله صاحب الإتحاف وغيره.
{خَيْرٌ}
- رقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما.
{الْأُولَى}
- الإمالة فيه كالإمالة في (الضحى) أول هذه السورة). [معجم القراءات: 10/481]

قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}
{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ}
قراءة الجماعة (ولسوف يعطيك).
[معجم القراءات: 10/481]
- وقرأ ابن مسعود (ولسيعطيك)، وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحفه.
- وعن ابن مسعود أنه قرأ (وسيعطيك).
{فَتَرْضَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (الضحى) ). [معجم القراءات: 10/482]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس