عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (59) إلى الآية (67) ]

{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)}

قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المجرمون} تام وقيل كاف، فاصلة، وتمام الربع، بلا خلاف). [غيث النفع: 1038]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)}
{وَامْتَازُوا}
- قرئ (وانمازوا...).
- وقراءة الجماعة (وامتازوا) ). [معجم القراءات: 7/507]

قوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)}
{أَلَمْ أَعْهَدْ}
- قراءة الجمهور (ألم أعهد) بفتح الهمزة والهاء.
- وقرأ طلحة والهذيل بن شرحبيل الكوفي ويحيى بن وثاب (ألم إعهد) بكسر الهمزة.
وذكر الرازي أنها لغة تميم، وذكر ابن قتيبة أنها لغة بني أسد.
- وقرأ يحيى بن وثاب (ألم أعهد) بكسر الهاء، يقال عهد يعهد مثل حسب يحسب، أو من عهد يعهد.
- وقال أبو حيان: (قال ابن عطية: وقرأ الهذيل بن شرحبيل وابن وثاب (ألم اعهد) بكسر الميم والهمزة وفتح الهاء.
[معجم القراءات: 7/507]
قال: (وهي على لغة من كسر أول المضارع سوى الياء) انتهى نص ابن عطية.
قال أبو حيان: وقوله بكسر الميم والهمزة يعني أن كسر الميم يدل على كسر الهمزة، لأن الحركة التي في الميم هي حركة نقل الهمزة المكسورة، وحذفت الهمزة حيث نقلت حركتها إلى الساكن قبلها وهو الميم...).
- وقرأ يحيى بن وثاب (ألم أحد) بالحاء المشددة بدلًا من العين والهاء، وهي لغة تميم، بإبدال العين حاءً، وكذلك إبدال الهاء، ثم إدغام الحاء في الحاء.
- وقرئ (ألم أحهد) بالحاء بدلًا من العين، وهي لغة تميم، وقيل هي لغة هذيل). [معجم القراءات: 7/508]

قوله تعالى: {وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {وَأَن اعبدوني} 61
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر والكسائي {وَأَن اعبدوني} بِضَم النُّون في {وَإِن}
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة {وَأَن اعبدوني} بِكَسْر النُّون
وَكلهمْ قَرَأَ {اعبدوني} بِالْيَاءِ وَكَذَلِكَ هي في كل الْمَصَاحِف). [السبعة في القراءات: 542]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" نون "وأن أعبدوني" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/403]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صِرَاط" [الآية: 70] بالسين قنبل بخلفه ورويس واسم الصاد زايا خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/403]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألم أعهد إليكم...}
{وأن اعبدوني} [61] قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون وصلاً، والباقون بالضم). [غيث النفع: 1039]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} و{الصراط} [66] {وقرءان} [69] و{اصلوها} [64] كله لا يخفى). [غيث النفع: 1039] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)}
{وَأَنِ اعْبُدُونِي}
- قرأ (وأن اعبدوني) بكسر النون من (أن) في الوصل أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب والمطوعي والحسن وخلف.
والكسر هنا على الأصل لالتقاء الساكنين.
- وقرأ الباقون (وأن اعبدوني) بضم النون في الوصل.
[معجم القراءات: 7/508]
قال النحاس: (ومن ضم [أي النون من أن] كره كسرةً بعدها ضمة).
قلت: الضم هنا على الإتباع لضمة همزة الوصل، أو الباء.
- وإذا ابتدأوا بالفعل (اعبدوني) فالجميع بالضم.
- وأجمعوا على إثبات الياء في الفعل (اعبدوني)، وهي كذلك في كل المصاحف.
- وذكر الصفراوي أن قراءة الأعشى عن أبي بكر عن عاصم بفتح الياء (اعبدوني).
قال ابن خالويه: (فأما الياء فثابتة وصلًا ووقفًا؛ لأنها مكتوبة في السواد).
{صِرَاطٌ}
- قراءة رويس وقنبل بخلاف عنه بالسين (سراط).
- وأشم الصاد زايًا خلف عن حمزة (صراط).
- والجماعة على القراءة بالصاد (صراط).
وتقدم مفصلًا بأحسن من هذا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 7/509]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {جبلا كثيرا} 62
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة والكسائي {جبلا} مَضْمُومَة الْجِيم وَالْبَاء مُخَفّفَة اللَّام
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {جبلا} بتسكين الْبَاء وَضم الْجِيم وَتَخْفِيف اللَّام
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم {جبلا} بِكَسْر الْجِيم وَالْبَاء مُشَدّدَة اللَّام). [السبعة في القراءات: 542]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (جبلاً) بضم الجيم، وجزم الباء شامي، وأبو عمرو، بكسره وتشديد اللام، مدني، عاصم وسهل بضمه وتشديد اللام، روح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: ٣76]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (جبلًا) [62]: بكسرتين وتشديد اللام مدني، وقاسم، وعاصم غير
[المنتهى: 2/926]
ابن جبير، وأيوب، وسهل. ساكن الباء: دمشقي، وأبو عمرو، وابن كيسة. الباقون بضمتين، وشدد اللام حمصي، وروح، وزيد). [المنتهى: 2/927]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وعاصم (جيلاً) بكسر الجيم والياء وتشديد اللام، وقرأ أبو عمرو وابن امر بضم الجيم وإسكان الباء والتخفيف، وكذلك الباقون غير أنهم ضموا الباء). [التبصرة: 317]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وعاصم: {جبلا كثيرا} (62): بكسر الجيم والباء، وتشديد اللام.
وأبو عمرو، وابن عامر: بضم الجيم، وإسكان الباء، وتخفيف اللام.
والباقون: كذلك، غير أنهم ضموا الباء). [التيسير في القراءات السبع: 429]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وعاصم وأبو جعفر: (جبلا كثيرا) بكسر الجيم والباء، وتشديد اللّام، وروح [بضمهما] مع التّشديد، وأبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللّام والباقون [وهم المكّيّ وحمزة والكسائيّ وخلف ورويس كذلك غير أنهم ضمّوا الباء). [تحبير التيسير: 525]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (جِبِلًّا) بكسر الجيم والباء مع التشديد أبو حيوة، وعَاصِم غير ابن جبير عن أبي بكر، ومدني، وأيوب، وسهل، والزَّعْفَرَانِيّ بضمتين مشدد حمصي، وَرَوْحٌ، وزيد، وابْن مِقْسَمٍ، وابن جبير عن عَاصِم، وابن صبيح بإسكان الباء حماد بن سلمة، وإسماعيل عن ابْن كَثِيرٍ، وأبو كيسة عن حَمْزَة، ودمشقي، وأَبُو عَمْرٍو غير الأصمعي، والْأَعْمَش، الباقون بضمتين خفيف، والاختيار ما عليه نافع لقوله: (وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 626]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) بالياء فيهما محبوب، وهارون عن أبي عمرو، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (مِنْكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 626]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([62]- {جِبِلًّا} بكسرتين وتشديد اللام: نافع وعاصم. ساكنة الباء مضمومة الجيم: أبو عمرو وابن عامر.
الباقون بضمتين). [الإقناع: 2/743]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (990 - وَقُلْ جُبُلاً مَعْ كَسْرِ ضَمَّيْهِ ثِقْلُهُ = أَخُو نُصْرَةٍ وَاضْمُمْ وَسَكِّنْ كَذِي حَلاَ). [الشاطبية: 79]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [990] وقل جبلًا مع كسر ضميه ثقله = (أ)خو (نـ)ـصرة واضمم وسكن (كـ)ـذي (حـ)ـلا
{جبلا}، جمع جبلةٍ، وهي الخلق؛ قال الشاعر:
والموت أعظم حادثٍ = مما يمر على الجبلة
أي على المخلوقين.
وجُبُلًا، جمع جبيل. والجبيلُ: الخلق والناس الكثير؛ ومثله : رغيف ورُغَف.
[فتح الوصيد: 2/1202]
ومن قرأ {جُبلًا}، أسكن الباء من جبلا تخفيفًا، كما قال: ثُمْر في ثُمُر.
وقوله: (كذي حلا)، أي كذي ظفر.
قال الشيخ: الحلى بالقصر: الظفر. وقد سبق في الأحزاب مثله). [فتح الوصيد: 2/1203]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [990] وقل جبلًا مع كسر ضميه ثقله = أخو نصرةٍ واضمم وسكن كذي حلا
[كنز المعاني: 2/564]
ب: (الحلا) بالفتح والقصر -: الظفر.
ح: (جبلًا): مبتدأ، (ثقله) مبتدأ ثانٍ، (أخو نضرةٍ): خبر، (مع كسر ضميه): حال، والجملة: خبر الأول، (كذي حلا): حال من فاعل (اضمم)، أي: مثل ذي ظفر ونصرة.
ص: قرأ نافع وعاصم: {جبلًا كثيرًا} [62] بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وابن عامر وأبو عمرو: (جبلًا) بضم الجيم وإسكان الباء، والباقون: (جُبلًا) بضم الجيم والباء وتخفيف اللام، والكل لغات بمعنى الطائفة والأمة، أو (الجبل): جمع (جبيل) بمعنى الخلق، كـ (الرغف) في (رغيف) ). [كنز المعاني: 2/565]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (990- وَقُلْ جُبُلًا مَعْ كَسْرِ ضَمَّيْهِ ثِقْلُهُ،.. "أَ"خُو "نُـ"ـصْرَةٍ وَاضْمُمْ وَسَكِّنْ "كَـ"ـذِي "حَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/120]
أي: مع كسر الجيم والباء ثقل اللام؛ أي: ثقلها، يقال: ثِقَل وثِقْل بسكون القاف وفتحها، وتقدير النظم: ثقله مع كسر ضميه أخو نصرة فهذه قراءة نافع وعاصم جمع جبلة، وقرأ ابن عامر وأبو عمرو بضم الجيم وسكون الباء وهو تخفيف قراءة الباقين بضمهما قال الجوهري: جميع ذلك لغات وهو الجماعة من الناس قيل: جبلا جمع جبيل كرغف ورغيف والجبل الخلق وحلا في آخر البيت بفتح الحاء ومعناه الظفر وهو منصوب، وقد سبق في سورة الأحزاب مثله فمعنى كذى حلا؛ أي: كذي ظفر وهو في موضع الحال من فاعل وسكن). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/121]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (990 - وقل جبلا مع كسر ضمّيه ثقله = أخو نصرة واضمم وسكّن كذي حلا
قرأ نافع وعاصم: وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا بكسر ضم الجيم وكسر ضم الباء مع تشديد اللام، وقرأ أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وإسكان الباء مع تخفيف اللام إذ لا يشددها إلا نافع وعاصم، فتكون قراءة الباقين وهم: ابن كثير وحمزة والكسائي بضم الجيم والباء وتخفيف اللام وأخذت قراءة هؤلاء من قوله: (مع كسر ضميه) فإنه أفاد أن الجيم والباء مضمومتان، وأن نافعا وعاصما يقرءان بكسر الضم فيهما، وأن ابن عامر وأبا عمرو يقرءان بضم الجيم وإسكان الباء، فتكون قراءة الباقين بإبقائهما مضمومتين). [الوافي في شرح الشاطبية: 349]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (191- .... .... .... .... .... = .... ضُمَّ بَا جُبْلاً حَلاَ اللاَّمَ ثَقِّلَا
192 - يَهُنْ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 37]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ضم باجبلا حلا اللام ثقلا يهن أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {ولقد أضل منكم جبلًا} [62] بضم الباء وقوله اللام ثقلًايهن أي روى مرموز (يا) يهن وهو روح بتشديد اللام، وعلم من الوفاق لأبي جعفر بكسر الجيم والباء مع التشديد ولرويس وخلف بضمهما مع التخفيف). [شرح الدرة المضيئة: 210]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: جِبِلًّا فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الْجِيمِ، وَإِسْكَانِ الْبَاءِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَرُوَيْسٌ بِضَمِّ الْجِيمِ وَالْبَاءِ جَمِيعًا وَتَخْفِيفِ اللَّامِ. وَرَوَى رَوْحٌ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالْبَاءِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/355]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو وابن عامر {جبلًا} [62] بضم الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام، وابن كثير وحمزة والكسائي وخلف ورويس بضم الجيم والباء وتخفيف اللام، وكذا روح ولكن بتشديد اللام، والباقون بكسر الجيم والباء والتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 656]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (878- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... جبل
879 - في كسر ضمّيه مدًا نل واشددا = لهم وروحٍ ضمّه اسكن كم حدا). [طيبة النشر: 93]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (جبلّا) في كسر ضميه كما في أول البيت الآتي: أي كسر ضمة الجيم والباء مع التشديد في اللام قرأه المدنيان وعاصم.
في كسر ضمّيه (مدا) (ن) ل واشددا = لهم وروح ضمّه اسكن (ك) م (ح) دا
قوله: (لهم) أي المذكورين قوله: (وروح) أي وافقهم روح على التشديد قوله: (ضمه اسكن) أي سكن ضمة الباء ابن عامر وأبو عمرو). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 302]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم كمل فقال]:
ص:
فى كسر ضمّيه (مدا) (ن) لـ واشددا = لهم وروح ضمّه اسكن (ك) م (ح) دا
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان ونون (نل) عاصم: جبلا كثيرا [يس: 62] بكسر الجيم والباء وتشديد اللام [جمع] «جبلّة» كثمرة وثمر.
[وقرأ ذو كاف (كم) وابن عامر، وحاء (حدا) أبو عمرو] بضم الجيم، وإسكان الباء، وهو مخفف من الضم لمجرد الثقل، والباقون بضمهما مع التخفيف جمع «جبيل» بمعنى: مجبول، كسبيل وسبل (وروح) بضمهما مع التشديد.
قيد الكسر للضد، وترك التشديد على اللام للترتيب، وعلم وجه المسكوت عنهم من قيد الأول). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/525]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "جِبِلا" [الآية: 62] فنافع وعاصم وأبو جعفر بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ورويس وخلف جبلا بمضمتين وتخفيف اللام، وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش، وقرأ روح بضمهما وتشديد، والباقون أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وسكون الباء وتخفيف اللام وكلها لغات ومعناه الخلق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/403]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جبلا} [62] قرأ نافع وعاصم بكسر الجيم والباء، وتشديد اللام، والمكي والأخوان بضم الجيم والباء، وتخفيف اللام، والبصري والشامي بضم الجيم، وإسكان الباء، وتخفيف اللام، لغات بمعنى: خلق). [غيث النفع: 1039]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)}
{جِبِلًّا}
- قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وحفص وأبو حيوة وسهل وشيبة وأبو
[معجم القراءات: 7/509]
رجاء والحسن بخلاف عنه (جبلًا) بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وذكر النحاس أنها أبين القراءات.
- وقرأ الأعمش (جبلًا) بكسر الجيم والباء وتخفيف اللام.
- وقرأ أبو العالية وابن يعمر (جبلًا) بكسر الجيم وفتح الباء وتخفيف اللام، وذكره بعضهم على أنه لغة، وليس قراءة، وهي مثل فطرة وفطر.
- وقرأ الأشهب العقيلي واليماني وحماد بن سلمة عن عاصم وأبو يحيى وعيسى ابن عمر والأعرج وعبد الله بن عمرو (جبلًا) بكسر الجيم وسكون الباء وتخفيف اللام.
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق والزهري وابن هرمز وعبد الله بن عبيد بن عمير وحفص بن حميد والنصر بن أنس وعيسى بن عمر وروح ويعقوب وزيد وابن جرير عن ابن بكار عن ابن عامر وحماد
[معجم القراءات: 7/510]
ابن سلمة عن عاصم (جبلًا) بضمتين وتشديد اللام.
- وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وابن محيصن والحسن والأعمش وزيد ورويس عن يعقوب وخلف (جبلًا) بضمتين وتخفيف اللام.
- وقرأ سعيد بن جبير وأبو المتوكل ومعاذ القارئ (جبلًا) برفع الجيم وفتح الباء وتخفيف اللام، مثل ظلمة وظلم.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر والهذيل بن شرحبيل والأشهب العقيلي وأبو حيوة (جبلًا) بضم فسكون، مع تخفيف اللام.
- وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبعض الخراسانيين وابن
[معجم القراءات: 7/511]
السميفع (جيلًا) بجيم مكسورة وياء بعدها، وهي شاذة، ومعناها الطائفة من الناس.
- وقرأ الخليل (جبلًا) بوزن عضد ومعناه الجماعة.
- وذكر العكبري أنه قرئ (جبلًا) بتشديد الياء وكسرها.
- وقرأ أبو عمران الجوني وعمرو بن دينار (جبالًا) مكسورة الجيم، مفتوحة الباء، وبألف.
- وقرئ (جبلًا) بوزن (عسل).
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ}
- قراءة الجمهور على الخطاب (أفلم تكونوا تعقلون) وهو على نسق ما قبله.
- وقرأ ابن عباس وأبو رزين والسلمي وأبو رجاء ومجاهد وابن يعمر وطلحة وعيسى بن عمر وعاصم في رواية عبد بن حميد عنه (أفلم يكونوا يعقلون) بياء الغيبة، والضمير عائد على جبل، وقالوا: هو من باب الالتفات من الخطاب إلى الغيبة). [معجم القراءات: 7/512]

قوله تعالى: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63)}
قوله تعالى: {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} و{الصراط} [66] {وقرءان} [69] و{اصلوها} [64] كله لا يخفى). [غيث النفع: 1039] (م)

قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم الهاء من "أيديهم" يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/404]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)}
{نَخْتِمُ}
- قراءة الجماعة (نختم) بنون العظمة، والفاعل وهو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء (يختم) بياء مضمومة وتاء مفتوحة مبنيًا للمفعول، وشبه الجملة نائب عن الفاعل الذي هو الله سبحانه وتعالى.
{وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ}
- قراءة الجماعة (وتكلمنا) بتاء مضمومة وكاف مفتوحة ولام مشددة مكسورة مبنيًا للفاعل وهو (أيديهم).
- وقرئ (وتتكلم أيديهم) الفعل بتاءين مع حذف الضمير (نا).
- وقرئ (ولتكلمنا أيديهم) بلام الأمر، والمضارع مجزوم.
- وروى عبد الرحمن بن محمد بن طلحة عن أبيه عن جده طلحة أنه قرأ (ولتكلمنا...) بلام كي ونصب الفعل، وهي قراءة مروية عن عبد الله بن مسعود.
قال ابن عطية: (وهي مخالفة لخط المصحف).
- وقرأ أبي بن كعب وابن أبي عبلة (لتكلمنا...) بلام مكسورة من غير واو قبلها، وبنصب الميم.
[معجم القراءات: 7/513]
{أَيْدِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (أيديهم) بكسر الهاء لمناسبة الياء.
وتقدم هذا في الآية/34 من هذه السورة.
{وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ}
- قراءة الجماعة (... وتشهد) مضارع مبني للمعلوم مرفوع، وهو معطوف على (نختم).
- وقرئ ... ولتشهد) بلام الأمر، والمضارع مجزوم.
- وروى عبد الرحمن بن محمد بن طلحة عن أبيه عن جده طلحة (ولتكلمنا ... ولتشهد) بلام كي ونصب الدال عطفًا على الفعل قبله مع إثبات اللام.
- وقرئ (ولتكلمنا) ... وتشهد) كذا من غير لام، وهو معطوف على الفعل قبله). [معجم القراءات: 7/514]

قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فأنى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/404]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} و{الصراط} [66] {وقرءان} [69] و{اصلوها} [64] كله لا يخفى). [غيث النفع: 1039] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66)}
{نَشَاءُ}
- تقدم وقف حمزة فيه في الآية/213 من سورة البقرة في الفعل (يشاء)، والآية/87 من سورة هود (نشاء).
[معجم القراءات: 7/514]
{فَاسْتَبَقُوا}
- قراءة الجماعة (فاستبقوا) فعلًا ماضيًا معطوفًا على (لطمسنا).
- وقرأ أبو بكر الصديق وعروة بن الزبير وأبو رجاء وعيسى بن عمر (فاستبقوا) على الأمر، وهو على إضمار القول، أي فيقال لهم: استبقوا.
{الصِّرَاطَ}
- سبقت القراءات فيه في الجزء الأول في سورة الفاتحة.
{فَأَنَّى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو بخلف عنهما.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{يُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف عنهما.
- وقراءة الجماعة (يبصرون) بياء الغيبة على نسق الضمائر المتقدمة في الآية.
- وقرأ أبو بكر الصديق وعروة بن الزبير وأبو رجاء (تبصرون) بتاء الخطاب على الالتفات). [معجم القراءات: 7/515]

قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {لمسخناهم على مكانتهم} 67
قَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {على مكانتهم} جمَاعَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَحَفْص والمفضل عَن عَاصِم {مكانتهم} وَاحِدَة
وَكَذَلِكَ حَدَّثَني مُوسَى بن إِسْحَق عَن هرون بن حَاتِم عَن عبيد الله بن مُوسَى عَن شَيبَان عَن عَاصِم {مكانتهم} وَاحِدَة). [السبعة في القراءات: 542 - 543]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {على مكاناتهم} (67): على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 429]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (على مكاناتهم) قد ذكر [في الأنعام] ). [تحبير التيسير: 525]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ) بكسر الميم الثغري في قول الرَّازِيّ، الباقون بضمها، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 626]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَكَانَاتِهِمْ لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/355]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مكانتهم} [67] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 656]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَكَانَتِهِم" بالألف على الجمع أبو بكر ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/404]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مكانتهم} [67] قرأ شعبة بألف بعد النون، على الجمع، والباقون بتركه، على الإفراد). [غيث النفع: 1039]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)}
{نَشَاءُ}
- تقدمت الإحالة على موضع سبق في الآية السابقة.
{مَكَانَتِهِمْ}
- قراءة الجمهور (مكانتهم) بالإفراد، وهي رواية حفص والمفضل عن عاصم، وكذا شيبان عنه.
[معجم القراءات: 7/515]
- وقرأ أبو بكر عن عاصم والحسن والسلمي وزر بن حبيش (مكاناتهم) على الجمع.
وتقدم هذا في الأنعام آية/135، وهود/93، 121.
{مُضِيًّا}
- قراءة الجمهور (مضيًا) بضم الميم.
- وقرأ أبو حيوة وأحمد بن جبير الأنطاكي عن الكسائي بكسر الميم إتباعًا لحركة الضاد (مضيًا)، وأصله مضوي قلبت الواو ياء وأدغمت الياء بالياء، ثم كسرت الميم لمناسبة الياء.
- وقرأ أبو حيوة (مضيًا) بفتح الميم، وهي من المصادر التي جاءت على فعيل كالرسيم والوجيف). [معجم القراءات: 7/516]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس