عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (27) إلى الآية (28) ]

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)}
{مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا}
- قرأ الجمهور (مختلفًا ألوانها)، على حد: اختلف ألوانها.
- وقرآ زيد بن علي (مختلفةً ألوانها) على حد: (اختلفت ألوانها) بالتاء.
[معجم القراءات: 7/429]
{جُدَدٌ بِيضٌ}
- قراءة الجمهور (جددٌ) بضم الجيم وفتح الدال جمع جدة، وهي الطريقة من جد إذا قطعه.
وعن الزهري ثلاث قراءات:
1- الأولى كقراءة الجمهور (جدد) بضم ففتح.
2- والثانية بضمتين (جددٌ) جمع جديدة، كسفينة وسفن.
3- الثالثة: (جددٌ) بفتح الجيم والدال. وقال العكبري: (يقال: هذا طريق جدد، أي مستقيم السلوك).
وقد رد أبو حاتم هذه القراءة من حيث النقل والمعنى، وصححها غيره، وقال: الجدد الطريق الواضح البين إلا أنه وضع المفرد موضع الجمع؛ إذ المراد الطرائق والخطوط، ولذا وصف بالجمع). [معجم القراءات: 7/430]

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) نصب أبي حنيفة، الباقون بخلافه، وهو الاختيار؛ لأن الخشية من العبد تصح، وساق تاء الخبر أن القزاز عن أَبِي عَمْرٍو وهبة عن رُوَيْس في قول الرَّازِيّ، الباقون (سَابِقٌ) بالألف قبل الباء، وهو الاختيار اتباعًا للمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 624] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "العلمؤا" على رسمه بواو باثني وجها مر بيانها أول الأنعام في أنبوا ما كانوا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {العلمآؤا ان} [28] مثل {الفقرآء إلى} والوقف على {العلمآؤا} تام كما قاله الدان وأبو حاتم وغيرهما.
وهو مرسوم بالواو للأكثرين، وحكى بعضهم الاتفاق عليه، فلو وقف عليه ففيه لحمزة وهشام اثنا عشر وجهًا: البدل كما في {يشآء} [1] مع المد والتوسط والقصر، والتسهيل مع المد والقصر، وإبدال الهمزة الساكنة واوًا ساكنة على وجه اتباع الرسم مع الثلاثة، وروم حركة الواو مع القصر، وإشمام حركته مع الثلاثة.
وكل ما ماثله كذلك، والله أعلم). [غيث النفع: 1024]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}
{وَمِنَ النَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/ 8 و94 و96 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 7/430]
{وَالدَّوَابِّ}
- قرأ الجمهور (الدواب) مشدد الباء.
- وقرأ الزهري (الدواب) بتخفيف الباء، كراهية التضعيف؛ إذ فيه التقاء الساكنين؛ الألف والباء الأولى من المضعف.
{وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ}
- قراءة الجماعة (مختلفٌ ألوانه).
- وقرأ ابن السميفع (مختلفٌ ألوانها).
{يَخْشَى}
- قرأ الإمالة في الوقف لحمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
- قراءة الجمهور (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، بنصب لفظ الجلالة، ورفع (العلماء).
- وقرأ عمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة وأبو حيوة (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
[معجم القراءات: 7/431]
الله: فاعل (يخشى). والعلماء: مفعول به.
قال الزمخشري: (فإن قلت ما وجه قراءة من قرأ؟ قلت: الخشية في هذه القراءة استعارة، والمعنى: إنما يجلهم ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الرجال بين الناس من بين جميع عباده).
وذكر القرطبي هذه القراءة، ثم نقل نص الزمخشري فيها، وذكرها أيضًا العكبري وقال: على معنى: إنما يعظم الله من عباده العلماء)، وفعل مثل هذا الرازي.
وشك في هذه القراءة عالمان:
أولهما: أبو حيان صاحب البحر، قال: (ولعل ذلك لا يصح عنهما) أي عن عمر بن عبد العزيز وعن أبي حنيفة، ثم ذكر أن أبا القاسم يوسف بن جبارة الهذلي ذكر هذه القراءة في كتابه (الكامل) ونسبها إلى أبي حيوة، وأبو حيان مع شكه في صحة هذه القراءة لم يقدم دليلًا على بطلانها لا من حيث النقل، ولا من حيث المعنى.
والثاني: هو ابن الجزري صاحب كتاب (النشر في القراءات العشر)، فقد ذكر خلال حديثه عن القراءة الشاذة أن منها: (القراءة المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة، رحمه الله، التي جمعها أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ونقلها عنه أبو القاسم الهذلي وغيره، فإنها لا أصل لها.
قال أبو العلاء الواسطي: إن الخزاعي وضع كتابًا في الحروف نسبه إلى أبي حنيفة، فأخذت خط الدارقطني وجماعة أن الكتاب موضوع، لا أصل له، قلت والقول للجزري- وقد رويت الكتاب المذكور، ومنه: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) برفع
[معجم القراءات: 7/432]
الهاء ونصب الهمزة، وقد راح ذلك على أكثر المفسرين، ونسبها إليه، وتكلف توجيهها، وإن أبا حنيفة لبريء منها) انتهى كلام ابن الجزري.
وهو نص جيد في المسألة، ولكنه ليس بالقول الفصل، والسبب في ذلك أنه نفى هذه القراءة، عن أبي حنيفة، ولم يذكرها لأبي عمرو وأبي وحيوة، ومن ثم لم ينفها عنهما.
ومن هنا فإنا لا نستطيع أن نرد هذه القراءة لوجود قارئين لم يطعن أحد بقراءتهما، وهي قراءة مقبولة غير خارجة عن قياس أمثالها مما شذ عن قراءة الجماعة، ويبقى التخريج الذي ذكره الزمخشري وغيره هو البيان الذي يناسب الذات الإلهية في نفي الخشية والخوف عنه، وإخراج ذلك مخرج التعظيم والإجلال لأولي العلم في الحياة الدنيا، فتأمل هذا
وقال السمين: (وهذه القراءة شبيهة بقراءة (وإذا ابتلى إبراهيم ربه) برفع إبراهيم ونصب (ربه).
{الْعُلَمَاءُ}
- صورة كتابة هذه الكلمة (العلمؤا) بالواو والألف قبلها تحذف اختصارًا، وتلحق بعد الواو ألف تشبيهًا بواو (يدعوا).
- ويوقف لحمزة وهشام بخلاف عنه باثني عشر وجهًا:
أ- خمسة على القياس:
وهي إبدالها ألفًا مع المد والقصر والتوسط.
والتسهيل بين بين مع المد والقصر.
ب- وسبعة على إبدال الهمزة واوًا على الرسم، وهي:
[معجم القراءات: 7/433]
المد والتوسط، والقصر مع سكون الواو، ومع إشمامها، وروم حركتها مع القصر.
وسبق مثل هذا في الآية/ 5 من سورة الأنعام.
{الْعُلَمَاءُ إِنَّ}
- هما همزتان من كلمتين مختلفتا الحركة: الأولى مضمومة والثانية مكسورة، وفيهما قراءات ذكرتها مفصلة في الآية/ 15 من هذه السورة في قوله تعالى: (أنتم الفقراء إلى الله) فارجع إلى هذه الآية، وانظر ما فيها، وقد أحال صاحب الإتحاف وغيره على الآية السابقة.
{عَزِيزٌ غَفُورٌ}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الغين). [معجم القراءات: 7/434]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس