عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 01:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة سبأ
[ من الآية (47) إلى الآية (54) ]

{قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)}

قوله تعالى: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل إنما أعظكم بواحدة}
{أجري إلا} [47] قرأ نافع والبصري والشامي وحفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 1021]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)}
{فَهُوَ}
- ضم الهاء وإسكانها قراءتان سبق ذكرهما مرارًا، وانظر الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا}
- قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص عن عاصم وابن محيصن واليزيدي (إن أجري إلا) بفتح الياء، وهو الأجود عند الزجاج.
- وقرأ الباقين بسكونها (إن أجري إلا)، وهي رواية أبي بكر عن عاصم.
وسبق هذا في الآية/ 72 من سورة يونس، وتكررت في هود/ 29، 51 وكذا في الشعراء خمسة مواضع.
{وَهُوَ}
- ضم الهاء وإسكانها قراءتان ذكرتا مرارًا، وأشرت في (فهو) إلى موضعين سبقا). [معجم القراءات: 7/391]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): ( {الغيوب} (48): قد ذكر). [التيسير في القراءات السبع: 423]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَلَّامُ الْغُيُوبِ) بنصب الميم ابن أبي عبلة، وأبو حيوة، وجرير عن طَلْحَة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار خبر إن). [الكامل في القراءات العشر: 623]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (الْغُيُوبِ) فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ (الْبُيُوتِ) ). [النشر في القراءات العشر: 2/351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الغيوب} [48] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 650]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "أجرى إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/388]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر الغين من "الغيوب" أبو بكر وحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/388]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الغيوب} قرأ شعبة وحمزة بكسر الغين، والباقون بضمها). [غيث النفع: 1021]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48)}
{عَلَّامُ الْغُيُوبِ}
- قراءة الجمهور (علام) بالرفع نعت لـ(ربي) على الموضع، أو على البدل منه، أو على البدل من المضمر في (يقذف).
وذهب بعضهم إلى أنه خبر ثانٍ لإن، ورأى آخرون أنه خبر مبتدأ محذوف: أي: هو علام.
- قلت: يشهد للرأي الأخير القراءة المثبتة في مصحف ابن مسعود: (يقذف بالحق وهو علام الغيوب)، وهي قراءة الأعمش.
- وقرئ بالجر (علام الغيوب) على أنه صفة لقوله: (إلا على الله).
- قرا عيسى بن عمر وابن أبي إسحاق وزيد بن علي وابن أبي عبلة وأبو حيوة وحرب عن طلحة وأبو رجاء (علام) بالنصب، فهو نعت اـ(ربي) على اللفظ، أو بدل منه، أو مقدر بأعني، وقيل: تقديره: يا علام الغيوب، قال العكبري: (وهو بعيد).
{الْغُيُوبِ}
- قرأ أبو عمرو وهبيرة عن حفص عن عاصم، وكذا محمد بن حبيب عن الأعشى عن عاصم وابن عامر والكسائي وورش عن
[معجم القراءات: 7/392]
نافع وابن كثير في رواية القواس والبزي من طريق الهاشمي وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن بخلاف عنه (الغيوب) بضم الغين جمع (غيب).
- وقرأ يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم، وكذا رواية محمد بن غالب عن الأعشى عنه وحمزة برواية العجلي وابن كثير برواية ابن فليح وطلحة بن مصرف وعيسى الهمداني وابن محيصن بخلاف عنه والأعمش (الغيوب) بكسر الغين، جمع (غيب)، استثقلوا ضمتين والواو فكسروا الغين لتناسب الكسر مع الياء، والضمة التي على الياء مع الواو.
- وقرئ (الغيوب) بفتح الغين، ولم يسموا لهذه القراءة قارئًا.
قال الزمخشري: (وقرئ (الغيوب) بالحركات الثلاث كالبيوت، والغيوب كالصبور، وهو الأمر الذي غاب وخفي جدًّا).
وذكر أبو حيان مثل الذي ذكره الزمخشري، وعنه أخذ، وقال الشهاب: (وكسر الغيوب وضمه على أنه جمع، والفتح على أنه مفرد للمبالغة كالصبور).
- وقد تعرضت المراجع لقراءتي الضم والكسر عند الحديث عن البيوت في الآية/ 189 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 7/393]
ولقد تقدمت (الغيوب) في الآية/ 109 من سورة المائدة، وذكر العلماء قراءتي الضم والكسر في الغين، ولم يذكروا فيها فتحًا هناك). [معجم القراءات: 7/394]

قوله تعالى: {قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)}
{جَاءَ}
- سبقت الإمالة فيه مرارًا، وكذا الوقف على الهمز، وانظر الآية/ 43 من سورة النساء.
{يُبْدِئُ}
- ذكرت في (يبدئ) بيانًا مفصلًا في الآية/ 19 من سورة العنكبوت، وخلاصة ما ذكرته ما يلي:
- وقف حمزة وهشام:
1- بإبدال الهمزة ياء ساكنة.
2- بإبدال الهمزة ياء مضمومة، ويتحد هذا الوجه مع السابق.
3- الوقف بالإشارة مع جواز الروم والإشمام.
4- روم حركة الهمزة، فتسهل بين الهمزة والواو.
5- تسهيلها بين الهمزة والياء على الروم، وهو الوجه المشكل.
وهذا بيان لا يغنيك، فإن شئت أن تستزيد من هذه الأوجه فارجع إلى الآية المشار إليها، فهي حسبك! ). [معجم القراءات: 7/394]

قوله تعالى: {قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح الياء من "ربي أنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/389]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ربي إنه} [50] نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 1021]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}
{ضَلَلْتُ}
- قراءة الجمهور (ضللت) بفتح اللام، وهي لغة نجد، وهي الفصيحة.
- وقرأ الحسن ويحيى بن وثاب وعبد الرحمن المقرئ وأبو رجاء
[معجم القراءات: 7/394]
وأبو حيوة (ضللت) بكسر اللام وفتح الضاد، وهي لغة الحجاز والعالية وتميم، وهي قراءة يحيى بن وثاب في القرآن كيفما جاءت.
{أَضِلُّ}
- قراءة الجمهور (أضل) بفتح الهمزة وكسر الضاد، وهي لغة نجد، وهي الفصيحة (ضللت أضل).
- وقرأ الحسن ويحيى بن وثاب (أضل) بفتح الهمزة والضاد، وهي لغة الحجاز والعالية من (ضللت أضل).
- وقرأ عبد الرحمن المقرئ وابن وثاب وأبو حيوة (إضل) بكسر الهمزة وفتح الضاد، وهي لغة تميم وقيس وأسد وربيعة وهذيل.
- وقرئ (إضل) بكسر الهمزة والضاد، ولعله من إتباع الضاد حركة الهمزة.
{إِلَيَّ}
- قرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت، وبدونها (إليه)، والوجهان ثابتان عنه.
[معجم القراءات: 7/395]
{رَبِّي إِنَّهُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وأبو عمرو واليزيدي (ربي إنه) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها). [معجم القراءات: 7/396]

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَلَا فَوْتٌ) منون مرفوع طَلْحَة، الباقون من غير تنوين مفتوح وهو الاختيار على التبرئة). [الكامل في القراءات العشر: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51)}
{تَرَى}
- قراءة الإمالة فيه عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والتقليل عن الأزرق وورش.
وتقدم هذا في الآية/ 31 من هذه السورة.
{فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا}
- هذه قراءة الجمهور (فلا فوت وأخذوا).
فوت: اسم (لا) مبني على الفتح.
أخذوا: فعل ماضٍ مبني للمفعول.
- وقرأ عبد الرحمن مولى بني هاشم عن أبيه وطلحة بن مصرف (فلا فوتٌ وأخذٌ)، على انهما مصدران منونان، مرفوعان على تقدير: فلا فوتٌ هناك، وهناك أخذٌ.
- وقرأ أبي وطلحة: (فلا فوت وأخذٌ)،
فوت: اسم (لا) مبني على الفتح.
أخذٌ: بالرفع، وهو معطوف على محل (لا) مع اسمها: والتقدير: فلا
[معجم القراءات: 7/396]
فوت هناك وهناك أخذٌ.
- وقرئ (وأخذوا) بفتح الهمزة والخاء، أي: وأخذهم الملائكة، ويجوز أن يكون الفعل لهم، أي أخذوا طلب الخلاص من مكان بعيد). [معجم القراءات: 7/397]

قوله تعالى: {وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وَتَركه من قَوْله {وأنى لَهُم التناوش} 52
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص {التناوش} غير مَهْمُوز
وَكَذَلِكَ روى حُسَيْن الجعفي والأعشى والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم بِغَيْر همز
وَقَرَأَ أَبُو عمر وَحَمْزَة والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة يحيى بن آدم عَن أَبي بكر وَرِوَايَة الْمفضل عَن عَاصِم (التنآؤش) بِالْهَمْز). [السبعة في القراءات: 530]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (التناؤش) مهموز كوفي- غير حفص والبرجمي، والشموني وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: ٣70]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (التناؤش) [52]: مهموز: أبو عمرو، وكوفي غير قاسم وعاصم
[المنتهى: 2/917]
طريق علي وحفصي والبرجمي والشموني، والأخفش طريق البلخي). [المنتهى: 2/918]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وابن عامر وحفص (التناوش) بغير همز، وقرأ الباقون بالهمز والمد، وقد ذكر عن حمزة أنه إذا وقف رد الواو، والأحسن في وقفه أن يجعلها بين بين، ولو لزم رد الواو التي الهمزة بدل منها للزم رد الواو في (صائم) و(قائم) ونحوه، لأن الهمزة بدل من واو، ولا اختلاف أن الوقف على هذا النوع كله بين بين، فكذلك يجب أن يكون (التناوش) في الوقف بين بين.
ولرد الواو في الوقف وجه ضعيف ستراه في غير هذا الكتاب إن شاء الله.
ولا يجوز رد الواو في (قائم) وشبهه البتة على وجه؛ فاعلمه). [التبصرة: 313]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وابن عامر، وحفص: {التناوش} (52): بضم الواو.
والباقون: بهمزها.
وإذا وقف حمزة جعلها بين بين؛ لأن ذلك من النئش، وهو الحركة في الإبطاء، فأصله الهمزة. وجائز أن يكون من النوش، وهو التناول، فيكون أصله الواو، ثم يهمز للزوم ضمتها، فعلى هذا يقف بضم
[التيسير في القراءات السبع: 423]
الواو، ويرد ذلك إلى أصله). [التيسير في القراءات السبع: 424]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وحفص: (التناوش) بضم الواو، والباقون بهمزها وإذا وقف حمزة جعلها بين بين لأن ذلك من النئش وهو الإبطاء في الحركة فأصله الهمز، وجائز أن يكون من النوش وهو التّناول فيكون أصله الواو ثمّ تهمز للزوم ضمها فعلى هذا يقف بضم الواو ويرد ذلك إلى أصله). [تحبير التيسير: 518]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (982-.... .... .... وَيُهْمَزْ الْتَـ = ـنَاوُشُ حُلْوًا صُحْبَةًوَتَوَصُّلاَ). [الشاطبية: 78]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [982] وفي الغرفة التوحيد (فـ)ـاز ويهمز التـ = ـتناوش (حـ)ـلوا (صحبة) وتوصلا
...
والتناوش: التناول السهل لما قرب؛ يقال: تناوشه القوم، إذا تناولوه. وتناوشوا في الحرب، إذا ناش بعضهم بعضًا. وناشه نوشه، إذا أخذه:
وهي تنوش الحوض نوشًا من علا
[فتح الوصيد: 2/1196]
والتناؤش بالهمز، لأن الواو مضمومة فهمزت، كما قالوا: (أدؤر)، و (أقتت).
وقال أبو عمرو بن العلاء: «التناؤش: التناول من بعد، من قولهم: نأش، إذا أبطأ وتأخر».
قال الشاعر:
تمنى نئيشًا أن يكون أطاعني
أي أخيرًا). [فتح الوصيد: 2/1197]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [982] وفي الغرفة التوحيد فاز ويهمز التـ = ـتناوش حلوًا صحبةً وتوصلا
ح: (التوحيد): مبتدأ، (فاز): خبر، (في الغرفة): ظرفه، (حُلوًا): حال من (التناوش)، (صحبةً)، و(توصلا): نصبان على التمييز من الحال.
ص: قرأ حمزة: (وهم في الغرفت آمنون) [37] بالتوحيد على نحو قوله تعالى: {أولئك يجزن الغرفة بما صبروا} [الفرقان: 75]، والباقون: بالجمع على نحو: {لهم غرفٌ من فوقها غرفٌ} [الزمر: 20]، {لنبوئنهم من الجنة غُرفًا} [العنكبوت: 58].
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر: (وأنى لهم التناؤش) [52] بالهمز، فيجب المد قبله، من (تنآشت الشيء): إذا أخذته ببطٍ، و(النئيشُ): الشيء البطيء، أي: كيف يحصل لهم التناول بالبطء، فما ظنك بالإسراع، أو أصله الواو، ولما انضمت همزت، كما همزوها في (أدؤر)، و{أُقتت}
[كنز المعاني: 2/555]
[المرسلات: 11]، و(أجوه)، والباقون: {التناوش} بالواو من (ناش ينوش نوشًا): إذا تناول). [كنز المعاني: 2/556] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والتناوش التناول بغير همز، ووجه الهمز ضم الواو مثل: أقتت وأدؤر وأجوه، وقيل: هو من ناشت إذا تأخرت وأبطأت وإذا وقف حمزة جعل الهمزة بين بين على أصله، وذكر صاحب التيسير له وجها آخر هنا: أنه يقف بضم الواو على تعليل الهمز بأن سببه ضمة الواو فقال: فعلى هذا يقف بضم الواو، ويرد ذلك إلى أصله، ولم يتعرض الناظم -رحمه الله- لهذا الوجه في نظمه هنا، واعتذر عن ذلك فيما وجدته في حاشية النسخة المقروة عليه، فقال: تركه لضعف هذا التأويل قال: ثم لو صح كيف يرد الوقف الشيء إلى أصله وهو عارض وأين له نظير حتى يبني عليه، ويلزمه ذلك في عطاء وجزاء.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/110]
قلتُ: وهذا الوجه صحيح لحمزة، ولكن مأخذه اتباع الرسم كما سبق في بابه واستغنى الناظم بذلك عن ذكره هنا والله أعلم.
وقوله: "حلوا" حال من التناوش وصحبة وتوصلا تمييزان من الحال؛ أي: حلوا صحبته وتوصله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/111]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (982 - .... .... .... ويهمز التـ = ـناوش حلوا صحبة وتوصّلا
....
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وشعبة: وأنّى لهم التّناؤش بالهمز المضموم في مكان الواو المضمومة في قراءة الباقين، ولا يخفى أن مد الألف في قراءة البصري ومن معه يكون من قبيل المتصل فكل يمده حسب أصله). [الوافي في شرح الشاطبية: 347]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (187- .... .... فُزْ تَنَاؤُشُ وَاوُ حُمْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 36]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تناوش وارحم أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب {التناوش} [52] بالواو وعلم لأبي جعفر كذلك ولخلف بالهمز مكان الواو وهنا تمت سورة سبأ). [شرح الدرة المضيئة: 205]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي (التَّنَاوُشُ) فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ الْمَحْضَةِ بَعْدَ الْأَلِفِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ). [النشر في القراءات العشر: 2/351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {التناوش} [52] بالمد والهمز، والباقون بالواو المحضة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 650]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (869- .... .... .... .... = .... .... .... والتّناوش همزت
870 - حز صحبةٌ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 92]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (والتناوش همزت) أي قرأ «وأنى لهم التناؤش» بالمد والهمز أبو عمرو ومدلول صحبة، والباقون بالواو المحضة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 300]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، ومدلول (صحبة) حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر: لهم التناؤش [52] بهمزة مضمومة بعد الألف مصدر: تناؤش من:
نأش: [قال أبو عمرو]: تناول من بعد، والفراء: أبطأ أو تأخر، وهمزت الواو المضمومة لزوما على حد: أدؤر، أي: من أين، أو كيف لهم الحصول: حصول الإيمان المتعذر المعبر عنه بالبعد؛ لأنه [نحو]: لا ينفع نفسا [الأنعام: 158] والباقون بواو بلا همز، مصدر: ناش- أجوف- أي: تناول، [من] قرب، أي: من أين لهم حصول شيء قريب في أذهانهم بعيد في نفس الأمر.
وهذا آخر سبأ و«بيّنت» أتى بها للضرورة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/517]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وأنى لهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "التناوش" [الآية: 52] فأبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالهمز المضموم مصدر تناءش من ناش تناول من بعد، والباقون بواو مضمومة بلا همز مصدر ناش أجوف أي: تناول وقيل الهمز عن الواو كوقتت وأقتت قال الزجاج: كل واو مضمومة ضمة لازمة فأنت فيه بالخيار إن شئت همزتها، وإن شئت تركت همزها على حد ثلاث أدور بالهمز والواو، والمعنى من أين لهم تناول ما طلبوه من الإيمان بعد فوات وقته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/389]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {التناوش} [52] الحرميان وحفص بالواو المحضة بعد الألف، من غير مد، والباقون بالهمز بعد الألف، والمد على مراتبهم). [غيث النفع: 1021]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا آَمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)}
{وَأَنَّى لَهُمُ}
- الإمالة في (أنى) عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل للأزرق وورش، والدوري عن أبي عمرو، ونافع، وهو إلى الفتح أقرب.
قال ابن خالويه: (يقرأ بالتفخيم على الأصل، وبالإمالة لمكان الياء، وبين بين تعديلًا بين اللغتين).
{التَّنَاوُشُ}
- قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم ويعقوب والبرجمي عن أبي بكر والشموني- محمد بن حبيب عن الأعشى (التناوش) بالواو، من (نوش)، والتناوش: الرجوع إلى الدنيا.
قال الفراء: (وقد ترك همزها أهل الحجاز وغيرهم).
قال ابن الأنباري: (ومن قرأ بترك الهمز ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون على إبدال الهمزة واوًا، والثاني: أن يكون
[معجم القراءات: 7/397]
التناوش بمعنى التناول من ناس ينوش إذا تناول، فلا يكون أصله الهمز).
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو والأعمش واليزيدي وأبو بكر وخلف وحماد ويحيى عن أبي بكر عن عاصم ومحمد بن غالب عن الأعشى، وكذا رواية المفضل عن عاصم (التناؤش) بالهمز من (نأش)، وهو أخذ الشيء من بعد.
ويجوز أن يكون أصل الهمزة الواو، وذهب إلى هذا الزجاج وتبعه الزمخشري.
والمعنى: أنى لهم تناول ما طلبوه من التوبة بعد فوات وقتها؛ لأنها إنما تقبل في الدنيا وقد ذهبت الدنيا، فصارت على بعد من الآخرة، وذلك قوله تعالى: (من مكان بعيد).
قال أبو البقاء: (ويقرأ بالهمز من أجل ضمة الواو، وقيل هي أصل من نأشه).
واستبعد أبو عبيد هذه القراءة، وذهب أبو جعفر النحاس إلى أن القراءة جائزة حسنة، وخرجها على وجهين:
1- أن يكون الأصل غير مهموز، ثم همزت الواو؛ لأن الحركة فيها خفية، وذلك كثير في كلام العرب.
2- أن يكون مشتقًا من النئيش وهو الحركة في إبطاء، أي من
[معجم القراءات: 7/398]
أين لهم الحركة فيما بعد.
وقال مكي: (وقد ذكر عن حمزة أنه إذا وقف رد الواو، والأحسن في وقفه أن يجعلها بين بين، ولو لزم رد الواو التي الهمزة بدل منها للزم رد الواو في: صائم وقائم، ونحوه؛ لأن الهمزة بدل من واو، ولا اختلاف أن الوقف على هذا النوع كله بين بين، فكذلك يجب أن يكون التناوش في الوقف بين بين، ولرد الواو في الوقف وجه ضعيف ستراه في غير هذا الكتاب إن شاء الله) انتهى.
وهو نص جيد في المسألة آثرت أن أنقله إليك كما خطه مكي رحمه الله.
- وقراءة حمزة في الوقف على (التناؤش) تسهيل الهمزة مع المد والقصر). [معجم القراءات: 7/399]

قوله تعالى: {وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَقْذِفُونَ) على ما لم يسم فاعله أبو حيوة، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون على تسمية الفاعل، وهو الاختيار لقوله: (وَقَدْ كَفَرُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (53)}
{يَقْذِفُونَ}
- قرأ مجاهد وأبو حيوة ومحبوب عن أبي عمرو (ويقذفون) مبنيًّا للمفعول، وفاعله (الشياطين)، وقال العكبري: (أي يرمون بأمور الغيب).
والواو هنا نائب عن الفاعل، أي يقذف به إليهم من يغويهم ويضلهم.
- وقراءة الجماعة (يقذفون) على البناء للفاعل، وهي حكاية
[معجم القراءات: 7/399]
حال متقدمة، وهي جملة أقاويلهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن). [معجم القراءات: 7/400]

قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، والكسائي: {وحيل بينهم} (54)، وفي الزمر (71، 73): {وسيق الذين}: بإشمام الضم للحاء والسين.
والباقون: بإخلاص كسرهما). [التيسير في القراءات السبع: 424]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر والكسائيّ ورويس: (وحيل بينهم) وفي الزمر: (وسيق الّذين) بإشمام الضّم للحاء وللسين والباقون بإخلاص كسرهما. ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 518]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ويوم نحشرهم ثم نقول [40] بالأنعام، تفكّروا [سبأ: 46] لرويس، وحيل بينهم [54] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/518] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَحِيلَ فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وحيل} [54] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 650]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "حيل" بإشمام الحاء ابن عامر والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/389]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وحيل} [54] قرأ الشامي وعلي بإشمام ضم الحاء الكسر، والباقون بالكسرة الخالصة). [غيث النفع: 1021]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)}
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ}
- قرأ ابن عامر والكسائي وهشام ويعقوب برواية رويس، وكذا ابن ذكوان والحسن والشنبوذي (حيل) بالإشمام، أي أن تشم الكسر الضم، فتكون حركة الحاء بين الحركتين، وهي لغة قيس وعقيل.
- وقرأ الباقون (حيل) بإخلاص الكسر في الحاء مبنيًّا للمفعول.
- والتقدير: وحيل هو أي الحول المعهود بينهم، وذهب بعضهم إلى أن الظرف هو النائب عن الفاعل، وأنه مبني لإضافته إلى غير متمكن.
{فُعِلَ}
- قراءة الجماعة (فعل) مبنيًّا للمفعول.
- وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب وأبو عمران الجوني (فعل) بفتح الفاء والعين مبنيًّا للفاعل وهو الله تعالى). [معجم القراءات: 7/400]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس