عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (65) إلى الآية (69) ]
{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فأحيا به" الكسائي، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}
{مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفًا ثم حذف إحداهما، ويجوز إبقاؤهما مع المد والتوسط والقصر.
{فَأَحْيَا}
أمال الألف الكسائي.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح.
{بِهِ الْأَرْضَ}
قرأ ابن محيصن (به الأرض) بضم هاء الضمير.
وقراءة الجماعة بكسر {به الأرض} ).[معجم القراءات: 4/653]

قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في فتح النُّون وَضمّهَا من قَوْله {نسقيكم مِمَّا فِي بطونه} 66
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {نسقيكم} بِضَم النُّون وفي الْمُؤمنِينَ 21 مثله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {نسقيكم} بِفَتْح النُّون هَهُنَا وفي الْمُؤمنِينَ جَمِيعًا
وروى حَفْص عَن عَاصِم {نسقيكم} بِضَم النُّون وفي الْمُؤمنِينَ مثله). [السبعة في القراءات: 374]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و (نسقيكم) وفي المؤمنون بفتح النون شامي، ونافع، وأبو بكر، ويعقوب، وسهل، ويزيد هناك وفتحه). [الغاية في القراءات العشر: 298]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نسقيكم) [66]، وفي {قد أفلح} [21]: بفتح النون دمشقي، وبصري غير أبي عمرو، ونافع، وأبو بكر، والمفضل. بالتاء وفتحها فيهما: يزيد، هكذا في تعليقي عنهما، واختلف عنه هنا). [المنتهى: 2/786]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر (نسقيكم) بفتح النون هنا وفي المؤمنين، وقرأ الباقون بالضم فيهما، وكلهم قرؤا (ونسقيه) في الفرقان بالضم، وكلهم فتحوا
[التبصرة: 252]
في القصص (قالتا لا نسقي) ). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وأبو بكر: {نسقيكم} (66)، هنا، وفي المؤمنين (21): بفتح النون.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 338]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب: (نسقيكم) هنا وفي [المؤمنين] بفتح النّون والباقون بضمها إلّا أبا جعفر فبالتاء مفتوحة). [تحبير التيسير: 432]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُسْقِيكُمْ)، وفي المؤمنين بفتح النون دمشقي وبصري غير أَبِي عَمْرٍو إلا الجعفي، وعَاصِم غير حفص، وأبان، وابْن سَعْدَانَ، ومدني غير أبي جعفر، أبو جعفر ها هنا بالتاء، زاد المفضل في المؤمنين هكذا قال أبو الحسين، والْخُزَاعِيّ. قال العراقي: المفضل بضم النون وهو غلط، لأنه خلاف المفرد والجماعة دون البرجمي، وجبلة (وَنُسْقِيَهُ) في الفرقان بفتح النون، الباقون بالضم في الكل، والاختيار ما عليه نافع لقوله: (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {نُسْقِيكُمْ} هنا، وفي [قد أفلح: 21] بفتح النون: نافع وابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (812 - وَحَقُّ صِحَاب ضَمَّ نَسْقِيكُمُو مَعَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([812] و(حق) (صحاب) ضم نسقيكمو معًا = لـ(شعبة) خاطب يجحدون معللا
سقى وأشقی، بمعنى: جعل له سقيًا.
قال لبيد:
سقى قومي، بني مجد وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
أي جعل للجميع سقيًا وخصبًا. وسقاه أيضًا: ناوله الإناء ليشرب. فلسقی معنیان). [فتح الوصيد: 2/1050]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([812] وحق صحابٍ ضم نسقيكمو معًا = لشعبة خاطب يجحدون معللا
ح: (حق): مبتدأ، (ضم): خبره، (معًا): حال، (يجحدون): مفعول (خاطب)، (لشعبة): متعلق به، (معللًا) بالفتح أو الكسر -: حال.
[كنز المعاني: 2/372]
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي وحفص: {نسقيكم مما} ههنا [66]، وفي المؤمنون [21] بضم النون من (أسقى)، والباقون: بالفتح من (سقى)، و (أسقى) و (سقى) لغتان، قال الله تعالى: {وأسقيناكم ماءًا فراتًا} [المرسلات: 27]،وقال: {وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا} [الإنسان: 21]، وجمعهما الشاعر في قوله:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
وقرأ شعبة: {أفبنعمة الله تجحدون} [71] بالخطاب؛ لأن قبله {والله فضل بعضكم} [71]، والباقون: بالغيبة؛ لأن قبله: {فما الذين فضلوا} [71]). [كنز المعاني: 2/373] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (812- وَ"حَقُّ صِحَـ"ـاب ضَمَّ نَسْقِيكُمُو مَمَا،.. لِشُعْبَةَ خَاطِبَ يَجْحَدُونَ مُعَلَّلا
معا؛ يعني: هنا وفي: {قَدْ أَفْلَحَ} ضم النون وفتحها لغتان فالضم من أسقى والفتح من سقى قال الشاعر فجمع بينهما:
سقى قومي بني مجد وأسقى،.. نميرًا والقبائل من هلال
دعاء للجميع بما يخصب بلادهم، وفي التنزيل: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا} {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ} {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا}.
وقيل:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/312]
الأصل في "أسقى": جعل له سقيا، وفي "سقى": رواه من العطش، ثم استعمل في المعنى الواحد لنقارب المعنيين وأجمعوا على الضم في الفرقان في قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ}.
وحكي فيه الفتح عن الأعمش وعاصم من رواية المفضل عنهما). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/313]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (812 - وحقّ صحاب ضمّ نسقيكمو معا = لشعبة خاطب يجحدون معلّلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي: نُسْقِيكُمْ هنا وفي سورة المؤمنين بضم النون، وقرأ غيرهم بفتحها في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (142 - وَنُسْقِيْكُمُ افْتَحْ حُمْ وَأَنِّثْ إِذًا .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص ونسقيكم افتح (حـ)ـم وأنث (إ)ذًا ويجـ = ـحدون فخاطب (طـ)ـب كذاك يروا (حـ)ـلا
ينزل عنه اشدد ليجزى نون (ا)ذ = ويتخذوا خاطب (حـ)ـلا يخرج (ا)نجلا
(حـ)ـوى اليا وضم افتح (أ)افتح وضم (حـ)ـط = و(حـ)ـز مد آمرنا يلقاه (أ)وصلا
ش۔ يعني قرأ المرموز له (بحا) حم وهو يعقوب {نسقيكم} [66] هنا وفي المؤمنون [21] بفتح النون، وقوله: أنت إذا أي قرأ مرموز (ألف) إذا وهو أبو جعفر في السورتين بتاء التأنيث المفتوحة وعلم من الوفاق لخلف
[شرح الدرة المضيئة: 159]
بضم النون). [شرح الدرة المضيئة: 160]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نُسْقِيكُمْ هُنَا وَالْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالتَّاءِ مَفْتُوحَةً فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ، وَفَتَحَهَا نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ فِيهَا وَضَمَّهَا الْبَاقُونَ مِنْهُمَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى ضَمِّ حَرْفِ الْفُرْقَانِ، وَهُوَ وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا عَلَى أَنَّهُ مِنَ الرُّبَاعِيِّ مُنَاسَبَةً لِمَا عُطِفَ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ لِلشَّارِبِينَ فِي الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {نسقيكم} هنا [66]، وفي المؤمنين [21] بالتاء مفتوحة، والباقون بالنون، وفتحها نافع وابن عامر ويعقوب وأبو بكر، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للشاربين} [66] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (725 - ونون نسقيكم معًا أنّث ثنا = وضمّ صحبٌ حبر .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ونون نسقيكم معا أنّث (ث) نا = وضمّ (صحب حبر) يجحدوا (غ) نا
يريد قوله تعالى «نسقيكم» هنا وفي المؤمنين، قرأه بتأنيث النون أبو جعفر على إسناد الفعل إلى الأنعام، والباقون بالنون على إسناده للمعظم، وضم النون
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
منه حمزة والكسائي وخلف وحفص وابن كثير وأبو عمرو، وفتحها الباقون على جعله مضارع أسقى أو سقى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 262]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ونون نسقيكم معا أنّث (ث) نا = وضمّ (صحب) (حبر) يجحدوا (غ) نا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر لعبرة تسقيكم هنا [النحل: 66] وتسقيكم مما في بطونها في المؤمنين [الآية: 21]- بتاء التأنيث؛ على إسناد الفعل للأنعام.
والباقون بالنون على إسناده للمعظم.
وضم النون [ذو] (صحب) حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف، و(حبر) ابن كثير وأبو عمرو.
وفتحها الباقون على جعله [مضارع] «أسقى» أو «سقى».
واتفقوا على ضم ونسقيه ممّا خلقنا بالفرقان [الآية: 49]؛ مناسبة للرباعي قبله وهو لنحي به [الفرقان: 49] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/414]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم للشاربين [النحل: 66] في الإمالة ويعرشون [النحل: 68] بالأعراف [الآية: 137] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/414] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نُسْقِيكُم" [الآية: 66] هنا و"قَدْ أَفْلَح" [الآية: 21] فنافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب بالنون المفتوحة فيهما مضارع سقي، وعليه قوله تعالى: "وسقيهم ربهم"، وافقهم اليزيدي والحسن والشنبوذي، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالنون المضمومة من أسقى، ومنه قوله تعالى: "فأسقيناكموه"، وافقهم ابن محيصن، وقرأ أبو جعفر بالتاء المفتوحة على التأنيث مسندا للأنعام، ولا ضعف فيها من حيث إنه أنث نسقيكم، وذكر بطونه؛ لأن التذكير والتأنيث باعتبارين، قاله أبو حيان واتفقوا على ضم "وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا" [بالفرقان الآية: 49] إلا ما يأتي عن المطوعي في فتحه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وللشاربين" ذكر خلفه في الإمالة لابن ذكوان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نسقيكم} [66] قرأ نافع والشامي وشعبة بفتح النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 789]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}
{لَعِبْرَةً}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{نُسْقِيكُمْ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن محيصن وأبو جعفر (نسقيكم) مضمومة مضارع «أسقي»، وضم النون لغة حمير، كذا عند القرطبي، واختار أبو عبيد الضم قال: «لأنه شرب دائم» وهي أعجب القراءتين إلى الطبري.
وقرأ نافع وابن عامر، وأبو بكر والمفضل عن عاصم، وابن مسعود بخلاف عنه وزيد بن علي وسهل ويعقوب وحماد واليزيدي والحسن والشنبوذي (نسقيكم) بالنون المفتوحة، مضارع «سقى»، وفتح النون لغة قريش، ذكر هذا القرطبي.
قال الزجاج:
«ويقال سقيته وأسقيته في معنى واحد، قال سيبويه والخليل: سقيته كما تقول: ناولته فشرب، وأسقيته له سقيًا..».
وقال القرطبي: «والقراء على القراءتين المتقدمتين، ففتح النون لغة قريش، وضمها لغة حمير».
[معجم القراءات: 4/654]
وقال الشهاب:
«واختلف فيه: هل سقى وأسقى لغتان بمعنى واحد أم بينهما فرق؟ فقيل: هما بمعنى، وقيل: بينهما فرق، فسقى للشفة وأسقي للأرض والشجر، وقيل سقاه بمعنى رواه بالماء، وأسقاه بمعنى جعله شربًا معدًا له، وفيه تفصيل في اللغة».
وفي التاج: «وريما قالوا لما في بطون الأنعام: سقى وأسقى وبهما، قرئ...».
وقرأ أبو رجاء: (يسقيكم) بياء مضمومة، والضمير عائد على «الله سبحانه وتعالى».
وذكر القرطبي أنه قرئ بالياء (يسقيكم) ولم يضبط هذه الياء، أهي بالفتح (يسقيكم) فتكون قراءة جديدة، أو هي بالضم (يسقيكم) فتكون قراءة أبي رجاء المتقدمة.
وقرأ أبو جعفر من طريق الحلواني وفرقة (تسقيكم) بالتاء المفتوحة، وضعف هذه القراءة بعض العلماء.
قال أبو حيان بعد نقل تضعيفها عن ابن عطية:
«وضعفها عنده. والله أعلم. من حيث أنث في «تسقيكم»، وذكر في قوله: {مما في بطونه}؛ ولا ضعف في ذلك من هذه الجهة؛ لأن التأنيث والتذكير باعتبار وجهين، وأعاد الضمير مذكرًا مراعاة للجنس...».
ثم ساق شاهدًا على هذا قوله تعالى: {إن هذه تذكرة فمن شاء
[معجم القراءات: 4/655]
ذكره} أي ذكر هذا الشيء.
وقال القرطبي: «وقرأت فرقة: (تسقيكم) بالتاء، وهي ضعيفة، يعني: الأنعام».
وروي عن أبي جعفر (نسقيكم) بضم التاء.
{لَبَنًا خَالِصًا}
أخفي أبو جعفر التنوين في الخاء، مع الغنة.
{سَائِغًا}
قراءة الجماعة {سائغًا} بألف وبعده همز، اسم فاعل من «ساغ».
وقرأ عيسى بن عمر (سيغًا) بياء مشددة من غير ألف وهمزة، وهو مثل سيد وميت، وأصله من الواو.
وعن عيسى بن عمر أنه قرأ (سيغًا) بياء ساكنة، وهو مخفف من المشدد «سيغ».
قال ابن جني:
«ينبغي أن يكون «سيغ» هذا محذوفًا من سيغ كمْيت وميّت، وهيْن وهيّن، وذلك أنه من الواو، لقولهم: ساغ شرابهم يسوغ........».
وذكر ابن خالويه عن عيسى أنه قرأ (سيغ) كذا بالتخفيف والرفع، ولعله على تقدير: هو سيغ.
وقد تكون القراءة محترفه عن النصب!.
وقراءة حمزة في الوقف، تسهيل الهمزة بين بين من (سائغًا).
[معجم القراءات: 4/656]
{لِلشَّارِبِينَ}
اختلف في إمالته عن ابن ذكوان: فروى الإمالة الصوري عنه، ورواها الداجوني أيضًا، وكذا المطوعي.
وروى الفتح الأخفش.
والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان).[معجم القراءات: 4/657]

قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}

قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {وَمِمَّا يعرشون} 68
قَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {يعرشون} بِضَم الرَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يعرشون} بِكَسْر الرَّاء
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يعرشون} بِكَسْر الرَّاء). [السبعة في القراءات: 374]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر: {يعرشون} (68): بضم الراء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 338]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (يعرشون) قد ذكر في الأعراف). [تحبير التيسير: 432]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ يَعْرِشُونَ فِي الْأَعْرَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يعرشون} [68] ذكر في الأعراف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم للشاربين [النحل: 66] في الإمالة ويعرشون [النحل: 68] بالأعراف [الآية: 137] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/414] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بُيُوتًا" [الآية: 68] بكسر أوله قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" راء "يعرشون" ابن عامر وأبو بكر ومر بالأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوتًا} [68] قرأ ورش والبصري وحفص بضم الباء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 789]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعرشون} قرأ الشامي وشعبة بضم الراء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 789]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
{وَأَوْحَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{إِلَى النَّحْلِ}
قراءة الجماعة {إلى النحل}، بفتح فسكون.
وقرأ يحيى بن وثاب (إلى النحل) بفتح النون والحاء.
وقد يكون هذا من إتباع حركة العين لحركة الفاء قبله.
قال الشهاب: «وهو يحتمل أن يكون لغة، وأن يكون إتباعًا الحركة النون........».
{بُيُوتًا}
قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم ونافع في رواية ورش وابن جماز وأبو جعفر وورش ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن، وهي قراءة ابن مهران في رواية البرجمي عن أبي بكر عن عاصم
[معجم القراءات: 4/657]
(بيوتًا) بضم أوله.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش، وهي قراءة نافع في رواية قالون والمسيبي، وخلف {بيوتًا} بكسر أوله.
وتقدم هذا في الآية /74 من سورة الأعراف، ومثله في سورة البقرة/189.
{وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}
قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو عبد الرحمن السلمي وعبيد بن نضلة (يعرشون) بضم الراء، وهي لغة تميم.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {يعرشون} بكسر الراء، وهي لغة الحجاز، والكسر أفصح اللغتين.
قال مكي: «وهما لغتان مشهورتان في الكلمتين، يقال:... عرش يعرِش ويعرُش بمعنى بنى».
وانظر ما تقدم في الآية/137 من سورة الأعراف، فقد تقدمت قراءتان أخريان هناك لم تذكرهما المراجع هنا، فارجع إليهما إن شئت.
وقرأ أبو البرهسم (يعرشون) من أعرش، إذا اتخذ عرشًا).[معجم القراءات: 4/658]

قوله تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}
{سُبُلَ رَبِّكِ}
إدغام اللام في الراء عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (فيهي...).
{شِفَاءٌ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والتوسط والقصر.
{لِلنَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/8، 14 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/659]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس