عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 08:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرعد

[ من الآية (41) إلى الآية (43) ]
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)}
{نَأْتِي}
تقدمت القراءة فيه في الآية/ 31 من هذه السورة بإبدال الهمزة ألفًا (ناتي).
{نَنْقُصُهَا}
قراءة الجماعة {ننقصها} بالتخفيف من «نقص».
وقرأ الضحاك وعطية العوفي (ننقصها) مثقلًا من «نقص»، عدي بالتضعيف من «نقص» اللازم.
قال ابن خالويه.
«معنى: ننقصها من أطرافها موتُ علمائها وخيارها».
وذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن الانتقاص هو بموت البشر، وهلاك الثمرات، ونقص البركة، وزاد ابن عباس: موت أشرافها وكبرائها، وذهاب الصلحاء والأخيار.
{وَهُوَ}
قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (وهو) بسكون الهاء.
وقراءة الباقين بضم الهاء {وهو}.
وتقدم مثل هذا مرارًا وانظر الآيتين / 29 و 85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/439]

قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {وَسَيعْلَمُ الْكفَّار} 42
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (وَسَيعْلَمُ الْكفْر) وَاحِدًا
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (وَسَيعْلَمُ الْكفْر) على الْجمع الْوَقْف على الْأَسْمَاء المنقوصة
ابْن كثير وَحده يقف بياء على قَوْله {هاد} 7 33 و{واق} 34 37 و{وَآل} 11
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْر يَاء). [السبعة في القراءات: 359 - 360]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سيعلم الكافر) حجازي، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 292]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الكفار) [42]: جمع: كوفي، شامي غير أبي بشر، ويعقوب). [المنتهى: 2/773]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (وسيعلم الكافر) بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد). [التبصرة: 246]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {وسيعلم الكفار} (42): على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 329]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر ويعقوب: (وسيعلم الكفّار) على الجمع، والباقون على التّوحيد). [تحبير التيسير: 423]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْكُفَّارُ) جمع. شامي غير ابن بشر، وكوفي غير الثغري، والشيزري في قول الرَّازِيّ، ويَعْقُوب الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وعبيد، واللؤلؤي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار لقوله: (وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ) ولم يقل الكافر). [الكامل في القراءات العشر: 579]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {الْكُفَّارَ} جمع: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/676]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (796- .... .... .... .... = وَفِي الْكَافِرِ الْكُفَّارُ بِالْجَمْعِ ذُلِّلاَ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([796] ويثبت في تخفيفه (حق) (نـ)اصر = وفي الكافر الكفار بالجمع (ذ)للا
...
والكفار والكافر واحد، لأن الكافر للجنس. ورسم بغير ألف. والألف تحذف كثيرًا من فاعل، كخلل.
ومعنى: (ذلل)، كشف معناه ووطئ مركبه، بخلاف الكافر، فإنه لفظ يحتمل الجنس والواحد). [فتح الوصيد: 2/1036]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([796] ويثبت في تخفيفه حق ناصرٍ = وفي الكافر الكفار بالجمع ذللا
ح: (يثبت): مبتدأ، (حق ناصرٍ): مبتدأ ثانٍ، (في تخفيفه): خبر، والجملة: خبر الأول، (الكفار): مبتدأ، (ذللا): خبره، و(بالجمع): متعلق بـ (ذللا)، (في الكافر): ظرفه.
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم: {يمحوا الله ما يشاء ويثبتُ} [39] بالتخفيف من (أثبت)، والباقون: بالتشديد من (ثبت)، وهما لغتان.
وقرأ الكوفيون وابن عامر: {وسيعلم الكفار} [42] بالجمع،
[كنز المعاني: 2/353]
والباقون: {الكافر} بالإفراد، لأن اسم الجنس يفيد معنى الجمع.
ومعنى (ذللا): سهل الكفار بالجمع في موضع (الكافر) ). [كنز المعاني: 2/354] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والكافر في قوله تعالى: "سيعلم الكافر" أريد به الجنس ووجه الجمع ظاهر، ولهذا قال ذللا؛ أي: سهل معناه حين جمع والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/291]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (796 - .... .... .... .... .... = وفي الكافر الكفّار بالجمع ذلّلا
....
وقرأ ابن عامر والكوفيون: وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ بالجمع، وقرأ غيرهم الكافر بالإفراد. وقد نطق الناظم بالقراءتين معا). [الوافي في شرح الشاطبية: 301]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (137- .... .... .... .... .... = وَيُسْقَى مَعَ الْكُفَّارُ صَدَّ اضْمُمَنْ حَلَا). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم شرع في سورة الرعد فقال: ويسقى مع الكفار صد اضممن حلا يعني قرأ المرموز له (بحا) حلا وهو يعقوب {يسقى بماء واحد} [4] بالتذكير كما نطق به وعلم من الوفاق للآخرين بتاء التأنيث أي هذه الأشجار.
وقوله: مع الكفار أي قرأ يعقوب أيضًا {وسيعلم الكفار} [42] بالجمعكما نطق به كخلف ولأبي جعفر بالإفراد.
على أنه اسم جنس يفيد معنى الجمع، وصد اضممن أي قرأ يعقوب
[شرح الدرة المضيئة: 154]
أيضًا {وصدوا عن السبيل} [33] هنا وفي غافر [37] بضم الصاد كخلفعلم من الوفاق ولأبي جعفر بالفتح). [شرح الدرة المضيئة: 155] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو (الْكَافِرُ) عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو {الكافر} [42] على التوحيد، والباقون {الكفار} [42] على الجمع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 563]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (711 - والكافر الكفّار شد كنز غذي = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والكافر الكفّار (ش) د (كنزا غ) ذي = و (عمّ) رفع الخفض في الله الّذي
يريد قوله تعالى «وسيعلم الكفار» بضم الكاف، وتقديم الفاء وفتحها على الجمع يعقوب والكوفيون وابن عامر، والباقون بفتح الكاف، وتأخير الفاء وكسرها على الإفراد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 257]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
والكافر الكفّار (ش) د (كنز) (غ) ذي = ... ... ... ...
ش: أي: قرأ ذو شين (شد)، وغين (غذى) راويا يعقوب، و(كنز) الكوفيون، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/400]
عامر: وسيعلم الكفّر [الرعد: 42] بضم الكاف وتقديم [الفاء] على الجمع؛ لأن المراد العموم.
والباقون بفتح الكاف وتأخير الفاء وكسرها على [الإفراد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/401]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وسيعلم والكافر" [الآية: 42] فابن عامر وعاصم حمزة والكسائي، وكذا خلف بضم الكاف، وتقديم الفاء وفتحها جمع تكسير وافقهم الأعمش والحسن، والباقون بفتح الكاف وتأخير الفاء مع كسرها على الإفراد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/163]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وسيعلم الكافر} [42] قرأ الحرميان والبصري بألف عبد الكاف، على التوحيد، والباقون بضم الكاف، وفتح الفاء وتشديدها، والف بعدها، على الجمع). [غيث النفع: 764]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)}
{يَعْلَمُ مَا}
إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب، وتقدم هذا في الآية/ 8 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 4/439]
{وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ}
قراءة الجماعة {سيعلم....} من علم مبينًا للفاعل.
وقرأ جناح بن حبيش (سيعلم...) بضم الياء مبينًا للمفعول، من «أعلم» أي سيخبر الكافر..
{الْكُفَّارُ}
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب والحسن والأعمش (الكفار) جمع تكسير.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وجناح بن حبيش وابن محيصن واليزيدي (الكافر) مفردًا يراد به الجنس، وبذلك تكون قراءة جناح (سيعلم الكافر).
قال الزجاج: «ومعنى الكفار والكافر ههنا واحد، الكافر اسم للجنس، كما تقول: قد كثرت الدراهم في أيدي الناس، وقد كثر الدرهم في أيدي الناس».
وقرأ ابن مسعود (وسيعلم الكافرون) جمع سلامة.
[معجم القراءات: 4/440]
وقرأ أُبي وابن مسعود (وسيعلم الذين كفروا).
قال الزجاج:
«وقرأ بعضهم: وسيعلم الكافرون، وبعضهم: وسيعلم الذين كفروا. وهاتان القراءتان لا تجوزان لمخالفتها المصحف المجمع عليه لأن القرآن سنة».
وقال ابن خالويه بعد ذكر هاتين القراءتين:
«وإنما وقع الخلف في هذا الحرف لأنه في خط الإمام بغير ألف، وإنما هو الكفر...».
قلت: رحم الله ابن خالويه! فقد كان أُبي وابن مسعود ينقلان مشافهة ولا يثبتان القراءة على ما هو مكتوب، شأنهما شأن جميع القراء في ذلك العصر.
وقال مكي بعد ذكر القراءتين: «فهذا كله شاهد قوي لمن قرأه بالجمع».
وقرأ أُبي أيضًا (وسيعلم الكفر) أي أهل الكفر.
{الْكُفَّارُ لِمَنْ}
إدغام الراء في اللام وإظهارها عن أبي عمرو.
{الْكُفَّارُ لِمَنْ}
أدغم يعقوب الراء في اللام بخلاف عنه.
{عُقْبَى}
تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/ 22، 24 من هذه السورة.
{الدَّارِ}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 25 من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/441]

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عِلْمُ الْكِتَابِ) بضم العين وكسر اللام ورفع الباء أبو حيوة ومجاهد ومسعود بن صالح والْعَبْسِيّ، و(مِن) حرف جر (عِندِهِ) مجرور (عِلْمِ الْكِتَابِ) مضاف اختيار ابن عيسى، والحسن، وَحُمَيْد، ومجاهد، والْأَعْمَش وابن أبي عبلة، وابن مقسم، وهو الاختيار كأنه قال: أنزل من علم اللَّه، الباقون (وَمَن) بالفتح (عِلْمُ) بكسر العين ورفع الميم (الْكِتَابِ) جر). [الكامل في القراءات العشر: 579]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن الحسن" والمطوعي "ومن عنده" جار ومجرور خبر مقدم وعلم مبتدأ مؤخر، والجمهور من اسم موصول عطف على الجلالة والجملة بعده صلته أي: كفى بالله وبالذي عنده إلخ من مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام، وأما قراءة من عنده بالجر، وعلم بالبناء للمفعول والكتاب رفع به فليس من طرق هذا الكتاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/163]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}
{كَفَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{وَمَنْ عِنْدَهُ}
قرئ (وبمن عنده) بدخول الباء على «من» عطفا على «بالله»، وذلك على إعادة الجار.
{وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}
قراءة الجماعة {ومن عنده علم الكتاب}، وهي الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم بفتح ميم «من» ونصب «عنده» على الظرفية، و«علم» مصدر مرفوع بنفس الظرف لإيغاله هنا في قوة شبهه بالفعل، والذي عنده علم الكتاب: عبد الله بن سلام، أو علي بن أبي طالب، أو جميع المؤمنين.
قرأ علي بن أبي طالب وابن عباس وأبي بن كعب وعكرمة وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن أبي بكرة والضحاك وسالم بن عبد الله بن عمر وابن أبي إسحاق ومجاهد والحكم والأعمش والحسن والمطوعي، وهي رواية سليمان بن أرقم عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم (ومِن عنده علم الكتاب)
[معجم القراءات: 4/442]
وروى ذلك سليمان بن أرقم عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الفراء:
«حدثني شيخ عن الزهري رفعه إلى عمر بن الخطاب أنه لما جاء يُسلم سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو: {ومن عنده علم الكتاب} حدثنا الفراء قال: وحدثني شيخ عن رجل عن الحكم بن عتيبة {ومن عنده علم الكتاب} ويقرأ (ومن عنده علمُ الكتاب) بكسر الميم من «من»».
وقال ابن جني:
«فتقدير معناه: من فضله ولطفه علمُ الكتاب».
وقرأ علي بن أبي طالب ومحمد بن السميفع والحسن بخلاف عنه وابن جبير ومجاهد وابن عباس وهي رواية محبوب عن إسماعيل بن محمد اليماني، وهي قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وابن أبي عبلة وأبي حيوة، وابن أبي سريج عن الكسائي (ومن عنده علم الكتاب).
من: حرف جر، عنده: مجرور به.
علم: مبني للمفعول، الكتاب: رفع نيابة عن الفاعل.
قال ابن جني:
[معجم القراءات: 4/443]
ومن قرأ (ومِن عنده علم الكتاب) فمعناه معنى الأول، أي القراءة السابقة: علم، إلا أن تقدير إعرابه مخالف له؛ لأن من قال: ومِن عنده علم الكتاب و «مِن» متعلقة بمحذوف، و«علم الكتاب» مرفوع بالابتداء، ومن قال: (ومِن عنده علمَ الكتاب) فـ «من» متعلقة بنفس «علمَ» كقولك: من الدار أخرج زيد، أي: أخرج زيدٌ من الدار، ثم قدمت حرف الجر..».
وقرئ (ومِن عنده علمَ الكتب).
«من»: بكسر الميم حرف جر، و «عنده»: مجرور به، و «علم»، مضعف مبني للمفعول، و «الكتاب»: رفع به). [معجم القراءات: 4/444]

روابط مهمة:
أقوال المفسرين


رد مع اقتباس