عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (25) إلى الآية (31) ]

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في كسر الْألف وَفتحهَا من قَوْله {وَلَقَد أرسلنَا نوحًا إِلَى قومه إِنِّي لكم نَذِير مُبين} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكسائي {إِنِّي لكم} بِفَتْح الْألف
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة {إِنِّي لكم} بِكَسْر الْألف). [السبعة في القراءات: 332]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إني لكم} بكسر الألف، شامي، ونافع، وعاصم، وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 279]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إني لكم} [25]: بكسر الألف دمقي إلا ابن مسلم، ونافع، وعاصم، وحمزة). [المنتهى: 2/747]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (أني لكم نذير) بفتح الهمزة وكسرها الباقون). [التبصرة: 234]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: {أني لكم نذير} (25): بفتح الهمزة.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ ابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب والكسائيّ وخلف: (أنّي لكم نذير) بفتح الهمزة والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 404]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {إِنِّي لَكُمْ} بفتح الهمزة: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (755 - وَإِنِّي لَكُمْ بِالْفَتْحِ حَقُّ رُوَاتِهِ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([755] وإني لكم بالفتح (حق) (ر)واته = وبادئ بعد الدال بالهمز (حـ)للا
{أني} بالفتح، أي أرسلناه بأني؛ أي ملتبسًا بأني. و{أن لا تعبدوا} بدل منه.
والكسر على: أرسلناه بأن لا تعبدوا، فقال لهم: إني). [فتح الوصيد: 2/984]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([755] وإني لكم بالفتح حق رواته = وبادي بعد الدال بالهمز حللا
ب: (حللا): من التحليل.
ح: (إني لكم): مبتدأ، (بالفتح): حال منه، (حق): خبر أضيف إلى (رواته)، (بادي): مبتدأ، (حللا): خبر، (بالهمز): متعلق به، (بعد الدال): ظرفه.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي: (أنى لكم نذيرٌ) [25] في قصة نوح بفتح الهمزة على حذف الباء، أي: أرسلنا بهذا الكلام، والباقون: بالكسر على تقدير: (فقال: إني).
وقرأ أبو عمرو: (بادئ الرأي) [27] بالهمز بعد الدال من البدء، أي: أول الأمر، والباقون: بالياء المفتوحة بعدها من البدو بمعنى الظهور). [كنز المعاني: 2/310] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (755- وَإِنِّي لَكُمْ بِالفَتْحِ "حَقُّ رُ"وَاتِهِ،.. وَبَادِئَ بَعْدَ الدَّالِ بِالهَمْزِ "حُـ"ـلِّلا
يريد: {إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} في أول قصة نوح: الفتح على حذف الباء؛ أي: أرسلناه بهذا الكلام والكسر على: فقال: {إِنِّي لَكُمْ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/232]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (755 - وإنّي لكم بالفتح حقّ رواته = .... .... .... .... ....
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه أنى لكم نذير مبين بفتح همزة إِنِّي والباقون بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (131- .... .... .... وَافْتِحِ اتْلُ فَا = قَ إِنِّي لَكُمْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم شرع في سورة هود عليه الصلاة والسلام فقال: وافتح اتل فاق أي قرأ المشار إليهما (بألف) اتل و(فا) فاق وهما أبو جعفر وخلف {إني لكمنذير} [25] بفتح الهمزة كيعقوب فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 148]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ فِي قِصَّةِ نُوحٍ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة {إني لكم} [25] في قصة نوح بكسر الهمزة، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (687 - إنّي لكم فتحًا روى حقٌّ ثنا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (إنّي لكم فتحا (روى) (حقّ) (ث) نا = عمّيت اضمم شد (صحب) نوّنا
أي قرأ الكسائي وخلف وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر: بأني بفتح الهمزة بتقدير بأني: أي متلبسا بأني، والباقون بالكسر: أي فقال إني). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
إنّي لكم فتحا (روى) (حقّ) (ث) نا = عمّيت اضمم شدّ (صحب) نوّنا
ش: أي: قرأ مدلول (روى) الكسائي، وخلف، و(حق) البصريان، وابن كثير، وثاء (ثنا) أبو جعفر: أني لكم نذير مبين [25] [بفتح الهمزة، وبتقدير باء، أي: متلبسا بأني].
وقال مكي: ثاني مفعولي أرسلنا [25]، والباقون بالكسر، أي: فقال: إني.
وقرأ [ذو] (صحب) حمزة، والكسائي، [وحفص، وخلف]: فعمّيت عليكم [28] بضم العين، وتشديد الميم معدى بالتضعيف مبنيا للمفعول، والأصل: «فعماها»، والفاعل: ضمير «ربي».
والباقي بفتح العين وتخفيف الميم لازم مبني للفاعل، وفاعله ضمير بيّنة، وإن كانت [أبعد] لمبصرة، واستعير لها [العمى] إذا لم تهد والبصر إذا هدت، [أي:] خفيت على حد: فعميت عليهم [القصص: 66]، أو «عموا» بمعنى: عميت عنهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/377] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنِّي لَكُمْ نَذِير" [الآية: 25]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
فنافع وابن عامر وعاصم وحمزة بكسر الهمزة على إضمار القول، وافقهم الأعمش والباقون بالفتح على تقدير حرف الجر أي: بأني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني لكم} [25] قرأ المكي والبصري وعلي بفتح همزة {إني} على تقدير الباء، والباقون بالكسر، أي: فقال إني). [غيث النفع: 711]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25)}
{إِنِّي لَكُمْ}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والأعمش (إني لكم) بكسر الهمزة على إضمار القول.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف (أني لكم) بفتح الهمزة على تقدير حرف الجر، أي: بأني لكم نذير.
{إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ}
وقرأ ابن مسعود (.. إلى قومه فقال يا قوم إني لكم نذير).
بزيادة: (فقال يا قوم).
وهذه القراءة شاهد لقراءة الكسر.
{نَذِيرٌ}
تقدمت قراءتا الترقيق والتفخيم عن الأزرق وورش في الآية/۱۲ من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/31]

قوله تعالى: {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة "من إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أخاف} [26] قرأ الحرميان وبصري بفتح ياء {إني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 711]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)}
{إِنِّي أَخَافُ}
قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أخاف)بفتح ياء النفس.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (إني أخافه) بسكون الياء.
[معجم القراءات: 4/31]
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية /3 من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/32]

قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وَتَركه من قَوْله {بَادِي الرَّأْي} 27
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (بادئ) مهموزا {الرَّأْي} لَا يهمزه
وَكلهمْ قَرَأَ {الرَّأْي} مهموزا غَيره
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {بَادِي} بِغَيْر همز
وروى علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو أَنه كَانَ لَا يهمز {الرَّأْي}
وَقَالَ اليزيدي عَن أَبي عَمْرو لَا يهمز {الرَّأْي} إِذا أدرج الْقِرَاءَة أَو قَرَأَ في الصَّلَاة ويهمز إِذا حقق
روى عَنهُ الْهَمْز وَتَركه وَهَذِه علته). [السبعة في القراءات: 332]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (باديء) مهموز، أبو عمرو، ونصير). [الغاية في القراءات العشر: 280]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بادئ} [27]: بالهمز أبو عمرو، والرستمي. بكسر الياء الشموني طريق ابن أيوب والجعفي. ساكنة الياء: ابن كيسة). [المنتهى: 2/747]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (بادئ الرأي) بهمزة مفتوحة بعد الدال، وقرأ الباقون بياء مفتوحة). [التبصرة: 234]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {بادئ الرأي} (27): بهمزة مفتوحة بعد الدال.
والباقون: بياء مفتوحة). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (بادئ الرّأي) بهمزة مفتوحة بعد الدّال والباقون بياء مفتوحة بعدها). [تحبير التيسير: 404]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {بَادِيَ الرَّأْيِ} بالهمزة: أبو عمرو). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (755- .... .... .... .... = وَبَادِيءَ بَعْدَ الدَّالِ بِالْهَمْزِ حُلِّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{بادئ} بالهمز، أول الرأي وبدؤه.
و{بادئ}، إما أن يكون مخففًا منه، وإما أن يكون من: بدا، إذا ظهر.
وهو عليهما، منصوبٌ على الظرف وقت حدوث أول رأيهم، أو وقت حدوث ظاهره، فحذف وأقيم المضاف إليه مقامه). [فتح الوصيد: 2/984]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([755] وإني لكم بالفتح حق رواته = وبادي بعد الدال بالهمز حللا
ب: (حللا): من التحليل.
ح: (إني لكم): مبتدأ، (بالفتح): حال منه، (حق): خبر أضيف إلى (رواته)، (بادي): مبتدأ، (حللا): خبر، (بالهمز): متعلق به، (بعد الدال): ظرفه.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي: (أنى لكم نذيرٌ) [25] في قصة نوح بفتح الهمزة على حذف الباء، أي: أرسلنا بهذا الكلام، والباقون: بالكسر على تقدير: (فقال: إني).
وقرأ أبو عمرو: (بادئ الرأي) [27] بالهمز بعد الدال من البدء، أي: أول الأمر، والباقون: بالياء المفتوحة بعدها من البدو بمعنى الظهور). [كنز المعاني: 2/310] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما بادئ الرأي، فذكر أن أبا عمرو قرأه بهمزة بعد الدال، وبدأ الشيء: أوله، ولم يبين قراءة الجماعة، وهي بياء مفتوحة إما من بدأ إذا ظهر أو يكون خفف الهمز الذي في قراءة أبي عمرو وقياس تخفيفه أنه يبدل ياء؛ لانفتاحه وكسر ما قبله فهو كما في ضياء في قراءة قنبل، ولو قال: وباديء همز الياء عن ولد العلا لكان أجلى وأحلى، وحلل من التحليل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/232]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (755 - .... .... .... .... .... = وبادئ بعد الدّال بالهمز حلّلا
....
وقرأ أبو عمرو بادِيَ الرَّأْيِ بهمزة مفتوحة بعد الدال مكان الياء المفتوحة في قراءة غير أبي عمرو). [الوافي في شرح الشاطبية: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (131- .... .... .... .... .... = .... .... إِبْدَالُ بَادِئَ حُمِّلَا). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: إبدال بادئ حملا أي قرأ مرموز (حا) حملا وهو يعقوببإبدال همزة في {بادئ} بعد الدال ياء مفتوحة كالآخرين فاتفقوا وبادئمن البدو بمعنى الظهور). [شرح الدرة المضيئة: 148]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ بَادِئَ الرَّأْيِ لِأَبِي عَمْرٍو فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بادي} [27] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ما نريك" و"ما نري" و"لنريك" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بادئ" [الآية: 27] بالهمز أبو عمرو أي: أول الرأي بلا روية، وتأمل بل من أول وهلة، والباقون بغير همز، ويحتمل أن يكون كما ذكر، وأن يكون من بدأ ظهر أي: ظاهر الرأي دون باطنه أي: لو تأمل لظهر وهو في المعنى كالأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" لام "بل نظنكم" الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بادي} [27] قرأ البصري بهمزة مفتوحة بعد الدال، ووقف عليه بهمزة ساكنة محققة، ولا يبدله السوسي، وكذا كل همزة متطرفة متحركة في الوصل، نحو {أنشأ} [الأنعام: 141] و{يستهزئ} [البقرة: 15] و{لكل امرئ} [النور: 11] وهذا مما لا خلاف فيه، والباقون بياء تحتية مفتوحة مكان الهمزة). [غيث النفع: 711]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرأي} قرأ السوسي بإبدال الهمزة، والباقون بالهمزة). [غيث النفع: 711]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)}
{مَا نَرَاكَ... مَا نَرَاكَ... مَا نَرَى}
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري بإمالة الألف في المواضع الثلاثة.
وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{بَادِيَ}
قراءة الجماعة {بَادِيَ}.. بالياء من غير همز من بدا يبدو، ومعناه: ظاهر الرأي، وقيل: بادي بالياء معناه: بادئ بالهمز فسهلت الهمزة بإبدالها ياءً لكسر ما قبلها، وذكروا أنه منصوب على الظرف.
قرأ أبو عمرو، والرستمي ونصير عن الكسائي، وعيسى عن عمر الثقفي واليزيدي والحسن (بادئ...) بالهمز، فهو من بدأ يبدأ، ومعناه: أول الرأي.
[معجم القراءات: 4/32]
قال الفراء: (بادي الرأي) لا تهمز (بادي؛ لأن المعني: فيما يظهر لنا ويبدو، ولو قرأت (بادئ الرأي) فهمزت تريد أول الرأي لكان جوابًا).
وقال مكي:
«انتصب (بادي) على الظرف، أي في بادئ الرأي، هذا على قراءة من لم يهمزه.
ويجوز أن يكون مفعولًا به حذف معه حرف الجر مثل: {واختار موسى قومه} الأعراف/155.
ومن قرأ بالهمز، وقدر في الألف أنها بدل من همزة فهو أيضًا نصب على الظرف.
وقرأ سليم عن حمزة (بادي الرأي) بسكون الياء في الوصل.
وأمال الألف الأعشى (بادي).
{الرَّأْيِ}
قرأ الجمهور {الرأي} بالهمز.
قرأ السوسي والأصبهاني وورش وأبو جعفر وعلي بن نصر عن أبي عمرو وكذلك اليزيدي عنه (الراي) من غير همز.
قال ابن مجاهد:
«وقال اليزيدي عن أبي عمرو: لا يهمز (الراي) إذا أدرج القراءة، أو قرأ في الصلاة، ويهمز إذا حقق، روي عنه الهمز وتركه، وهذه علته».
[معجم القراءات: 4/33]
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز (الراي) كقراءة أبي عمرو.
{بَلْ نَظُنُّكُمْ}
قرأ الكسائي بإدغام اللام في النون.
الباقون على إظهار اللام). [معجم القراءات: 4/34]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في فتح الْعين وَتَخْفِيف الْمِيم وَضم الْعين وَتَشْديد الْمِيم من قَوْله {فعميت} 28
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {فعميت} بتَخْفِيف الْمِيم وَفتح الْعين
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {فعميت} بِضَم الْعين وَتَشْديد الْمِيم
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم {فعميت} مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 332]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فعميت) مشدد كوفي - غير أبي بكر). [الغاية في القراءات العشر: 280]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فعميت} [28]: بالتشديد، و{مجراها} [41]: بفتح الميم،
[المنتهى: 2/747]
و{سعدوا} [108]: بضم السين هما، وخلفٌ، وحفص، وافق علي عن أبي بكر، والمفضل في الميم، زاد المفضل فتح (ومرسها) [41]، وربما ضم الميمين.
بالإمالة أبو عمرو غير أبي زيد، وهما، وخلف، وابن مامويه، والصوري عن ابن ذكوان، وحفص غير البختري والخزاز والقواس إلا الصفار). [المنتهى: 2/748] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (فعميت) بضم العين والتشديد، وقرأ الباقون بفتح العين والتخفيف؛ ولا اختلاف في فتح العين والتخفيف في القصص). [التبصرة: 234]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {فعميت عليكم} (28): بضم العين، وتشديد الميم.
والباقون: بفتح العين، وتخفيف الميم). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (فعميت) بضم العين وتشديد الميم والباقون بفتح العين وتخفيف الميم). [تحبير التيسير: 404]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([28]- {فَعُمِّيَتْ} مشدد: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (756- .... .... .... .... = فَعُمِّيَتِ اضْمُمْهُ وَثَقِّلْ شَذًّا عَلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (فعميت: أخفيت. وعميت: خفيت؛ واستعير العمى للبينة إذا لم يهتدى بها، لكونها بمنزلة الأعمى في كونه لا يهدي، كما استعير لها البصر في وصفها بأنها مبصرة وبصيرة، كما في قوله: {بصائر من ربكم}.
الفراء: «عُمي على الخبر، وعَمي، بمعنى واحد» ). [فتح الوصيد: 2/985]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([756] ومن كل نون مع قد افلح عالمًا = فعميت اضممه وثقل شذًا علا
ب: (الشذا): كسر العود.
ح: (من كل): مفعول (نون)، عالمًا: حال من الفاعل، (فعميت): منصوب المحل على عامل مضمر بشريطة التفسير، (شذًا): حال من الفاعل أو المفعول، أي: ذا شذًا، (علا): صفته.
ص: قرأ حفص: {من كل زوجين اثنين} [40] هنا وفي {قد أفلح} [المؤمنون: 27] بتنوين {كل} على أن التقدير: كل شيء، و{زوجين}: مفعول، {اثنين} تأكيده، والباقون بحذف التنوين على الإضافة، و{اثنين}: مفعول.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {فعميت عليكم} [28] بضم العين وتشديد الميم من التعمية بمعنى الإخفاء، والباقون: بفتح العين وتخفيف الميم من العمى بمعنى الخفاء، ولا خلاف في {فعميت عليهم الأنباء} في القصص [66]، ولهذا سكت عنه). [كنز المعاني: 2/311] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ}، فاضمم عينه وشدد ميمه، فيكون معناه: أخفيت، وقراءة الباقين بالتخفيف على معنى: خفيت ووزنه، ولا خلاف في تخفيف: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ}.
في سورة القصص وإعراضه عن ذكرها دليل على أن الخلف المذكور مختص بما في هذه السورة ألا ترى "أن من كل زوجين" لما كان في سورتين ذكرهما وهو: أول هذا البيت ويجوز في البيت ضم تاء فعميت وكسرها كما قرئ بهما قوله: تعالى: {قَالَتِ اخْرُجْ}.
الكسر على التقاء الساكنين والضم للإتباع، وشذا حال من الفاعل أو المفعول في اضممه وثقل؛ أي: ذا شذا عالٍ، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/233]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (756 - .... .... .... .... .... = فعمّيت اضممه وثقّل شذا علا
....
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ بضم العين وتثقيل الميم. وقرأ غيرهم بفتح العين وتخفيف الميم واتفق السبعة على قراءة: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ في القصص بفتح العين وتخفيف الميم). [الوافي في شرح الشاطبية: 290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِضَمِّ الْعَيْنَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْقَصَصِ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ لِأَنَّهَا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ، فَفَرَّقُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَمْرِ الدِّنْيَا، فَإِنَّ الشُّبُهَاتِ تَزُولُ فِي الْآخِرَةِ، وَالْمَعْنَى ضَلَّتْ عَنْهُمْ حُجَّتُهُمْ وَخَفِيَتْ مَحَجَّتُهُمْ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {فعميت} [28] بضم العين وتشديد الميم، والباقون بفتح العين والتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (687- .... .... .... .... .... = عمّيت اضمم شدّ صحبٌ نوّنا). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (عميت) يريد قوله تعالى: فعمّيت عليكم بضم العين وتشديد الميم حمزة والكسائي وخلف وحفص متعديا بالتضعيف مبنيا للمفعول والفاعل ضمير ربي، والباقون بفتح العين والتخفيف لازم مبني للفاعل وفاعله ضمير تثنية قوله: (نونا) أي نونا من كل كما سيأتي في البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
إنّي لكم فتحا (روى) (حقّ) (ث) نا = عمّيت اضمم شدّ (صحب) نوّنا
ش: أي: قرأ مدلول (روى) الكسائي، وخلف، و(حق) البصريان، وابن كثير، وثاء (ثنا) أبو جعفر: أني لكم نذير مبين [25] [بفتح الهمزة، وبتقدير باء، أي: متلبسا بأني].
وقال مكي: ثاني مفعولي أرسلنا [25]، والباقون بالكسر، أي: فقال: إني.
وقرأ [ذو] (صحب) حمزة، والكسائي، [وحفص، وخلف]: فعمّيت عليكم [28] بضم العين، وتشديد الميم معدى بالتضعيف مبنيا للمفعول، والأصل: «فعماها»، والفاعل: ضمير «ربي».
والباقي بفتح العين وتخفيف الميم لازم مبني للفاعل، وفاعله ضمير بيّنة، وإن كانت [أبعد] لمبصرة، واستعير لها [العمى] إذا لم تهد والبصر إذا هدت، [أي:] خفيت على حد: فعميت عليهم [القصص: 66]، أو «عموا» بمعنى: عميت عنهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/377] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أَرَأَيْتُم" [الآية: 27] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر، وللأزرق أيضا إبدالها ألفا فيشبع المد وحذفها الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُم" [الآية: 28] هنا فقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بضم العين وتشديد الميم أي: عماها الله عليكم، وقرأ به أبي وافقهم الأعمش، والباقون بفتح العين وتخفيف الميم مبنيا للفاعل، وهو ضمير أي: خفيت وخرج بهنا موضع القصص المتفق على تخفيفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [28] قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 711]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وءاتاني} تأتي فيه الثلاثة لورش على كل من التسهيل والبدل له في {أرآيتم} والوقف على {عليكم} بعده كاف وقيل لا يوقف عليه، وعلى {كارهون} كاف، وهو فاصلة). [غيث النفع: 711]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فعميت} قرأ حفص والأخوان بضم العين، وتشديد لاميم، والباقون بفتح العين، وتخفيف الميم، واتفقوا على الفتح والتخفيف في {فعميت عليهم الأنبآء} [66] بالقصص). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)}
{يَا قَوْمِ}
قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم حيث جاء.
وقراءة الجماعة (يا قوم) بكسرها.
{أَرَأَيْتُمْ}
قرأ بتسهيل الهمز نافع وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش، وقالون.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقرأ ورش والأزرق بإبدال الهمزة ألفًا، مع إشباع المد، وهو الوجه الثاني عن ورش، والتسهيل أشهر عنه، وعليه الجمهور وهو الأقيس.
وصورة الإبدال مع المد (أرآيتم).
وقرأ الكسائي بإسقاط الهمزة (أريتم).
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (أرأيتم).
وتقدمت هذه القراءات في الآية/50 من سورة يونس، وانظر الآية/ 40 من سورة الأنعام في (أرأيتكم)، ففيها بيان أوفى مما أثبته ههنا.
[معجم القراءات: 4/34]
{وَآَتَانِي}
وفيه لورش أربعة أوجه:
قصر البدل مع فتح ذات الياء، والتوسط مع التقليل، والمد معهما.
وأمالالألف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{فَعُمِّيَتْ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف وأبي بن كعب ويحيى بن وثاب والأعمش {فعميت} بضم العين وتشديد الميم مبنيًا للمفعول، أي: أبهمت عليكم وأخفيت.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم من رواية أبي بكر، وأبو جعفر ويعقوب (فعميت) بفتح العين وتخفيف الميم مبنيًا للفاعل، أي: فخفيت، وقيل: فعميتم عن الأخبار التي أتتكم، وهي الرحمة فلم تؤمنوا بها، ولم تعم الأخبار نفسها عنهم، وهو من القلب.
قال الفراء:
«وسمعت العرب تقول: قد عمي علي الخبر، وعمي علي بمعنى واحد، وهذا مما حولت العرب الفعل إليه وليس له، وهو في الأصل لغيره....».
[معجم القراءات: 4/35]
وروى الأعمش عن ابن وثاب (وعميت)، بالواو، والياء خفيفة.
وقراءة عبد الله بن مسعود (من ربي وعميت) وترك من الآية:{وأتاني رحمة من عنده}.
وقرأ أبي بن كعب وعلي والسلمي والحسن والأعمش وأبن مسعود (عماها عليكم) أي: عماها الله.
قال مكي: «فهذا - أي هذه القراءة. شاهد لمن ضم وشدد».
أي شاهد لقراءة (فعميت).
قال أبو زرعة: «وقيل إن في مصحف أبي فعماها عليكم».
وعن أبي بن كعب أنه قرأ (فعماها الله عليكم) بالتصريح بلفظ الجلالة فاعلًا.
قال الشهاب: «وقوله - أي البيضاوي - على أن الفعل لله أي في القراءتين. أي: فعميت - عميت. وقد قرئ بالتصريح به.... ».
{أَنُلْزِمُكُمُوهَا}
قراءة الجماعة {أنلزمكموها}، بضم الميم.
وروى عباس واليزيدي عن أبي عمرو (أنلزمكموها) بسكون الميم.
[معجم القراءات: 4/36]
قال الزمخشري:
«وحكي عن أبي عمرو إسكان الميم، ووجهه أن الحركة لم تكن إلا خلسة خفيفة، فظنها الراوي سكونًا، والإسكان الصريح لحن عند الخليل وسيبويه، وحذاق البصريين، لأن الحركة الإعرابية لا يسوغ طرحها إلا في ضرورة الشعر».
قال الفراء:
«وقرئ: أنلزمكموها.. والرفع أحب إلي من الجزم».
وقال في موضع آخر:
«العرب تسكن الميم التي من اللزوم، فيقولون: أنلزمكموها، وذلك أن الحركات قد توالت فسكنت الميم لحركتها وحركتين بعدها، وأنها مرفوعة، فلو كانت منصوبة لم يستثقل فتخفف..، فإنما يستثقل الضم والكسر؛ لأن لمخرجيهما مؤونة على اللسان والشفتين تنضم الرفعة بهما فيثقل الضمة، ويمال أحد الشدقين إلى الكسرة فترى ذلك ثقيلًا، والفتحة تخرج من خرق الفم بلا كلفة».
وقال الزجاج:
«القراءة بضم الميم، ويجوز إسكانها على بعد لكثرة الحركات، وثقل الضمة بعد الكسرة.
وسيبويه والخليل لا يجيزان إسكان حرف الإعراب إلا في اضطرار، فأما ما رُوي عن أبي عمرو من الإسكان فلم يضبط ذلك عنه، ورواه عنه سيبويهأنه كان يخفف الحركات، وهذا هو الوجه».
[معجم القراءات: 4/37]
وقال الطوسي:
«وأجاز الفراء.. بتسكين الميم، جعله بمنزلة عضُد وعضْد، وكبِد وكبْد، ولا يجوز ذلك عند البصريين، لأن الإعراب لا يلزم فيه النقل كما يلزم في بناء الكلمة، وإنما يجيزون مثل ذلك في ضرورة الشعر..».
وقرأ أبي بن كعب وابن عباس «ألزمكموها من شطر أنفسنا»، ومعناها: من تلقاء أنفسنا.
وروي عن أبي وابن عباس أيضًا «أنلزمكموها من شطر قلوبنا».
قال أبو حيان:
«ومعنى شطر نحو، وهذا على جهة التفسير لا على أنه قرآن لمخالفته سواد المصحف».
قال السمين: (وفي الآية قراءات شاذة مخالفة للسواد أضربت عنها) ). [معجم القراءات: 4/38]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((بِطَارِدٍ) منون أبو حيوة، الباقون مضاف، وهو الاختيار؛ لأن المقصود به مستقبل من غير شك). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر ومن "ولكني أراكم" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر ومن "إذا" و"نصحي إن أردت" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن أجري إلا} [29] قرأ المكي وشعبة والأخوان بإسكان ياء {أجري} والباقون بفتحها). [غيث النفع: 712]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولكني أراكم} قرأ نافع والبزي والبصري بفتح ياء {ولكني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم في الآية السابقة.
{أَجْرِيَ إِلَّا}
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي «.. أجري إلا» بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف.. أجري إلا» بسكون الياء.
[معجم القراءات: 4/38]
{بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا}
قراءة الجماعة {بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا} على الإضافة.
وقرأ أبو حيوة (بطارد الذين آمنوا) بالتنوين.
قال الزمخشري:.
«على الأصل، يعني أن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال أصله أن يعمل ولا يضاف، وهذا ظاهر كلام سيبويه).
{وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ}
قرأ نافع وأبو عمرو والبزي عن ابن كثير وأبو جعفر واليزيدي (ولكني أراكم) بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير من رواية القواس وأبو عمرو وابن عامر ونافع وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (ولكني أراكم) بسكون الياء.
{أَرَاكُمْ}
أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي الرواية عن ابن ذكوان من طريق الأخفش). [معجم القراءات: 4/39]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وخفف" ذال "تذكرون" حفص وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مثل الفريقين}
{تذكرون} [24 30] معًا، قرأ حفص والأخوان بتخفيف الذال، والباقون بالتثقيل). [غيث النفع: 711] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم في الآية/۲۸.
[معجم القراءات: 4/39]
{وَيَا قَوْمِ مَنْ}
إدغام الميم في الميم عن أبي عمرو ويعقوب، وروي عنهما الإظهار كالجماعة.
{يَنْصُرُنِي}
قرأ ابن محيصن باختلاس ضمن الراء وإسكانها (ينصرني).
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف والأعمش وعلي بن نصر عن أبيه عن أبان عن عاصم (تذكرون)خفيفة الذال، وأصله تتذكرون، فحذفت التاء تخفيفًا، على خلاف في المحذوف.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر ويعقوب (تذكرون)بتشديد الذال، وأصله: تتذكرون، فأدغمت التاء في الذال.
وتقدم هذا مفصلا في الآية/ 24 من هذه السورة، وانظر أيضًا الآية/152 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 4/40]

قوله تعالى: {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَزْدَرِي) بالياء). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني إذا} [31] قرأ نافع والبصري بفتح ياء {إني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)}
{وَلَا أَقُولُ لَكُمْ}
إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
والباقون على الإظهار.
{خَزَائِنُ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}
قراءة الجماعة {... ملك} بفتح اللام.
وقرأ طلحة الحضرمي (... ملك) بكسر اللام،
[معجم القراءات: 4/40]
وقد ذكرها ابن خالويه في موضعين من مختصره، ونسب القراءة لطلحة في الموضع الأول، وقال في الثاني: «حكاه عيسى بن سلمان الحجازي».
{أَقُولُ لِلَّذِينَ}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والباقون على الإظهار.
{تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ}
قراءة حمزةفي الوقف بنقل حركة الهمزة إلى الياء وحذف الهمزة (تزدري عينكم) كذا!
وذكر بعضهم أنه يقلب الهمزة ياء ثم يدغم الياء في الياء (تزدري عينكم).
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز {تزدري أعينكم}.
{لَنْ يُؤْتِيَهُمُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني وأبو جعفر الن يوتيهم)بإبدال الهمزة واوًا.
وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على تحقيق الهمز {لن يؤتيهم}.
{خَيْرًا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{أَعْلَمُ بِمَا}
ذكروا أن أبا عمرو ويعقوب أدغما الميم في الباء، والصواب أنه إخفاء، والإدغام يقتضي تشديد الحرف الثاني، وليس الأمر هنا كذلك، بل يسكن الحرف الأول، ولا يدغم فيه، بل يخفى بغنة.
{فِي أَنْفُسِهِمْ}
1- تحقيق الهمز مع عدم السكت.
[معجم القراءات: 4/41]
۲- تحقيق الهمز مع السكت على الياء.
۳- (في نفسيهم) بنقل حركة الهمزة إلى الياء، ثم حذف الهمزة.
4- (في نفسهم) بقلب الهمزة ياء وإدغامها في الياء قبلها.
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (في أنفسهم).
وتقدم هذا في الآية /235 من سورة البقرة.
{إِنِّي إِذًا}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (إني إذا) بفتح الياء.
والباقون (إني إذا) بسكونها). [معجم القراءات: 4/42]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس