عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}

قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا طَائِرٍ) بالرفع ابن أبي عبلة، الباقون بالجر وهو الاختيار معطوف على (دَابَّةٍ)، (فَتَحْنَا)، وفي الأعراف والأنبياء والقمر مشدد، دمشقي، وأبو جعفر طريق الفضل، وابْن مِقْسَمٍ، والنحاس في قول أبي الحسين وافق ابن عتبة، والْبَلْخِيّ ها هنا، وابن أنس، وافق بصري غير أَبِي عَمْرٍو، وأيوب، وعمري، وهاشمي في القمر، أما في الزمر والنساء مخفف كوفي غير أبي الحسين عن أبي بكر وأبي عبيد، والمفضل قال الرَّازِيّ: في القمر رُوَيْس وهو غلط؛ إذ المفرد بخلافه، والاختيار تشديد الباب على التكثير، الباقون على أصولهم). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
{وَلَا طَائِرٍ}
- قراءة الجماعة (ولا طائرٍ) بالجر عطف على اللفظ في قوله: (دابةٍ).
- وقرأ ابن أبي عبلة والحسن وعبد الله بن أبي إسحاق (ولا طائر) بالرفع، عطف على موضع (دابةٍ)؛ إذ الأصل فيه: وما دابة..
- وقرأ الأعرج وابن عباس (ولا طيرٍ) بغير ألف وهمز، وتخريج هذه القراءة كالمتقدم في قراءة الجماعة.
{يَطِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا}
- قراءة ابن كثير في الوصل (بجناحيهي إلا) بوصل الهاء بياء.
{مَا فَرَّطْنَا}
- قراءة الجمهور (ما فرطنا) بالتثقيل.
- وقرأ الأعرج وعلقمة (ما فرطنا) بتخفيف الراء، والمعنى في
[معجم القراءات: 2/422]
القراءتين واحد.
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/423]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن يشأ يجعله} [39] هذا من المستثنى للسوسي، فلا إبدال له فيه، وكذا الذي قبله لو وقف عليه فلا يبدله). [غيث النفع: 573]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} لا يخفى). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}
{مَنْ يَشَأِ اللَّهُ}
1- في حالة الوصل: لا إبدال في الهمزة لأحد من القراء في حال الوصل، لتحرك الهمزة بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين.
2- في حالة الوقف: يبدل الهمزة ألفًا حمزة وأبو جعفر والأصبهاني.
- قراءة الجمهور بلامين (يضلله).
- وقرئ (يضله) بلام مشددة مفتوحة، وهي لغة جيدة.
{وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ}
- قرأ أبو جعفر والأصبهاني بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين، وهي رواية أوقية عن اليزيدي عن أبي عمرو.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
قال ابن مهران الأصبهاني:
(وأبو عمرو يترك كل همزة ساكنة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم نحو: ... من يشأ ... وأشباه ذلك، فإنه لا يترك الهمزة فيها، كذلك قرأنا في جميع الروايات عنه، أعني بالهمزة في هذه الحروف، إلا في رواية أوقية عن اليزيدي، فإنا قرأنا: ... من يشا، بترك الهمز فيها، وإن كان سكونها علامة للجزم).
[معجم القراءات: 2/423]
{صِرَاطٍ}
- تقدم الحديث عن القراءات فيه مفصلًا في سورة الفاتحة.
وكرر صاحب الإتحاف الحديث فيه هنا فقال:
- بالسين (سراط) قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس.
- وبالإشمام خلف عن حمزة.
وهو حديث مختصر لا يغنيك عما سبق بيانه). [معجم القراءات: 2/424]

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وَتَركه وَإِثْبَات الْألف من غير همز من قَوْله {أَرَأَيْتكُم} 40 و{أَرَأَيْتُم} 46 و{أَرَأَيْت} الْكَهْف 63 وفي كل الْقُرْآن
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة (أرءيتكم) و(أرءيتم) و(أرءيت) في كل الْقُرْآن بِالْهَمْز
وَقَرَأَ نَافِع (أريتكم) و(أريتم) و(أريت) من غير همز وَالْألف على مِقْدَار ذوق الْهَمْز
وَقَرَأَ الكسائي (أريتكم) و(أريتم) و(أريت) بِغَيْر همز وَلَا ألف). [السبعة في القراءات: 257]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أرايتكم} (40)، و: {أرايتم} (46)، و: {أرايت} (الماعون: 1)، و: {أفرايت} (مريم: 77): يسهل الهمزة التي بعد الراء.
والكسائي: يسقطها أصلاً.
والباقون: يحققونها.
وحمزة: إذا وقف وافق نافعًا، في الأربعة). [التيسير في القراءات السبع: 275] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر: (أرأيتكم وأرأيتم وأرأيت) وأفرأيت) وشبهه إذا كان قبل الرّاء همزة بتسهيل الهمزة الّتي بعد الرّاء. والكسائيّ يسقطها أصلا والباقون
[تحبير التيسير: 354]
يحققونها، وحمزة إذا وقف وافق نافعًا). [تحبير التيسير: 355] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {أَرَأَيْتَ} ونحوه، مليّنة الهمزة: نافع.
وافقه في الوقف حمزة. بحذفها: الكسائي). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (638 - أَرَيْتَ فِي الاِسْتِفْهَامِ لاَ عَيْنَ رَاجِعٌ = وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلاَ). [الشاطبية: 51] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([638] أريت في الاستفهام لاعين (ر)اجعٌ = وعن (نافعٍ) سهل وكم مبدل (جـ)لا
أصل هذه الكلمة: (رأی)، اتصل بها الضمير المرفوع، ودخلت عليها همزة الاستفهام؛ فالراء فاء الفعل، والهمزة عين الفعل، فأسقط الكسائي عين الفعل، لأنهم أجمعوا على تركها في المستقبل، فنبي الماضي عند نقله بالهمزة الزائدة في أوله على المستقبل، فلم ترجع العين الساقطة في المستقبل في الماضي.
فهذا معنى قوله: (لا عين راجعٌ).
قال الفراء: «للعرب في أرأيت معنيان:
[فتح الوصيد: 2/876]
يقولون: أرأيت زيدًا بعينك، فهذا مهموزٌ لا غير.
ويقولون: أريتك، بمعنى: أخبرني، فيتركون الهمز وهو الأكثر للفرق بين المعنيين».
وأنشد الكسائي لأبي الأسود:
أريت امرءًا كنت لم أبلة = أتاني فقال اتخذني خليلًا
وقد جاء: أريت إن جئت به أملودا
وسهلها نافع بين بين، وجاز ذلك وإن كان بعدها ساكن، لأن المسهلة بمنزلة المحققة، غير أن من أهل الأداء من مشيخة المصريين من شبع مدها لورش لأنها بمنزلة الساكن؛ إذ لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ به، وقد سكن ما بعدها فتمد للساكنين. ومنهم من لا يشبع المد؛ إلا بمقدار التسهيل.
وأبدلها بعض مشيخة المصريين لورش ألفًا خالصة، كما فعل في {ءانذرتهم} و{ءامنتم}، وطول مدها جدا للساكنين، وهو ضعيف عند النحويين.
قال الأذفوي: «وهذا عند أهل اللغة غلطٌ عليه، لأن الياء ساكنة والألف ساكنة فلا يلتقي ساكنان».
قلت: وقد روي أبو عبيد القاسم رحمه الله أن أبا جعفر ونافعًا وغيرهما من أهل المدينة، يسقطون الهمزة، غير أن أنهم يدعون لها الألف خلفًا. وهذا يشهد للبدل، وهو مسموع من العرب؛ حكاه قطرب وغيره.
والباقون على الأصل). [فتح الوصيد: 2/877] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [638] أريت في الاستفهام لا عين راجعٌ = وعن نافع سهل وكم مبدلٍ جلا
ح: (أريت): مبتدأ، (في الاستفهام): حال، (لا عين راجعٌ): جملة
[كنز المعاني: 2/192]
خبر المبتدأ، أي: لا عين فيه راجعٌ، (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (مبدل): تمييزها، (جلا): خبر المبتدأ.
ص: يعني: قرأ الكسائي: (أريت) و(قل أريتكم) [40، 47] استفهامًا حيث جاء بحذف عين الفعل- أي: الهمز تخفيفًا لاجتماع همزة الاستفهام معه.
ونقل عن نافع تسهيله بين بين على قياس تخفيف الهمز، وأبدل جماعة من مشيخة المصريين لورش ألفًا، كالخلاف الذي في: {ءأنذرتهم} [البقرة: 6] ). [كنز المعاني: 2/193] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (638- أَرَيْتَ فِي الِاسْتِفْهَامِ لا عَيْنَ "رَ"اجِعٌ،.. وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلا
يعني: إذا جاء لفظ رأيت أو رأيتم بعد همزة الاستفهام فالكسائي وحده يسقط عين الكلمة وهي الهمزة؛ لأنها عين الفعل تخفيفا لاجتماعها مع همزة الاستفهام وهي لغة للعرب مشهورة كقوله:
أرَيت امرءا كنت لم أبله،.. أتاني فقال اتخذني خليلا
وقد أجمع على إسقاطها في المضارع نحو "يرى" مع الاستفهام وغيره فلم ترجع في الماضي في هذا الموضع وهو الاستفهام فقوله: راجع صفة لعين؛ أي: باعتبار الموضع، ويحوز نصبه على هذا نحو: لا رجل ظريفًا فيها ولا رجل ظريفٌ فيها كلاهما لغة، وخبر لا محذوف؛ أي: راجع فيه ولو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
جعلت راجع خبر لا لم يبق عائد إلى المبتدأ الذي هو رأيت فهذا كقولك: زيد لا غلام ظيف له أو في الدار، ويجوز أن يكون راجع خبر المبتدأ ولا عين على تقدير لا عين فيه جملة حالية،؛ أي: رأيت محذوف العين راجع في المعنى إلى الثابت العين؛ لأنهما لغتان بمعنى واحد، وهذا الوجه أولى؛ ليكون قد رمز بعد كمال التقييد، وعلى الوجه الأول يلزم أن يكون راجع من جملة التقييد وهو رمز، وليس ذلك من عادته، ولأن هذا الباب لو فتح للزم أن تكون كلمات التقييد رمزا وإلا فجعل البعض رمزا دون بعض فيه إلباس، وقد سبق التنبيه على أن لفظ فيه في قوله: وكسر لما فيه ملبس وأنه لو قال: فضم سكونا فيه لكان فيه محتملا للتقييد وهو رمز، وأما قوله: وفي ونكون انصبه فلو لم يكن ظاهرا كل الظهور أن لفظ النصب لا يأتي إلا بيانا للقراءة وتقييدا لها، وإلا لأوهم أنه رمز نافع، ولم تكن له حاجة بذلك البيان فإن الكلمة التي قبلها مثلها في القراءة، فكانت الثانية داخلة في قيدها وهذه عادته كقوله فيما يأتي:
إذا فتحت شدد لشام وههنا ... فتحنا .................
ولم يحتج أن يعيد لفظ شدد، وكذا:
وإن بفتح عم نصر أو بعدكم ... نما ................
وكذا: وينذر صندلا، ولم يحتج أن يقول بالغيب، وقال بعضهم تقدير البيت: اذكر رأيت كائنا في الاستفهام ثم قال: وعن نافع سهِّل؛ أي: جعل الهمزة التي أسقطها الكسائي بين بين على قياس تخفيف الهمز وأبدلها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/114]
جماعة من مشايخ مشيخة المصريين لورش ألفا وهذا على ما تقدم له من الخلاف في "أنذرتهم" "وأنتم" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (638 - أريت في الاستفهام لا عين راجع = وعن نافع سهّل وكم مبدل جلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 256]
(رأى) فعل ماض على زنة فعل بفتح الفاء والعين واللام، فالراء فاء الفعل والهمزة عينه والألف لامه، وقد يسند هذا الفعل إلى تاء المخاطب نحو: رأيت. أو المخاطبين نحو:
رأيتم. وقد أفاد الناظم أن الكسائي يقرأ بحذف عين هذا الفعل وهي الهمزة التي بعد الراء بشرط أن يكون هذا الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام وتاء المخاطب نحو: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى، أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ* سواء تجرد من كاف الخطاب كهذه الأمثلة أم لحقته كاف الخطاب نحو: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ، أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ*. وسواء تجرد من فاء العطف كهذه الأمثلة أم اقترن بها نحو: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ وقرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية التي هي عين الفعل بين بين. وروى كثير من النقلة وأهل الأداء عن ورش إبدالها ألفا مع المد المشبع للساكنين، فيكون لقالون في هذه الهمزة وجه واحد وهو التسهيل بين بين ويكون لورش فيها وجهان: الأول كقالون، والثاني:
إبدالها ألفا مع إشباع المد فإذا لم يكن الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام فلا خلاف بين القراء في إثبات الهمزة وتحقيقها نحو: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا، وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ، رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً). [الوافي في شرح الشاطبية: 257] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَةِ أَرَأَيْتَكُمْ، وَأَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرءيتكم} [40]، و{أرءيتم} [46] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتكم" [الآية: 40] وبابه وهو رأى الماضي المسبوق بهمزة الاستفهام المتصل بتاء الخطاب بتسهيل الهمزة الثانية بين بين قالون وورش من طريقيه، وأبو جعفر ولورش من طريق الأزرق وجه آخر، وهو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين، وتقدم أن الجمهور عنه على الأول كالأصبهاني، وقرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية في ذلك كله وهي لغة فاشية، والباقون بإثباتها محققة على الأصل، ويوقف عليه لحمزة بوجه واحد بين بين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتكم} [40 - 47]، و{أرايتم} [46] قرأ نافع بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين، وروى عن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وإذا أبدل مد لالتقاء الساكنين مدًا مشبعًا، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها، والتسهيل لورش مقدم في الأداء، لأنه أشهر، وعليه الجمهور). [غيث النفع: 573] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}
{أَرَأَيْتَكُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة (أرأيتكم) بتحقيق الهمز في الحالين.
- وقرأ بتسهيل الهمزة بين بين نافع وقالون وورش وأبو جعفر.
- وروى عن نافع إبدال الهمزة ألفًا محضة، وهي قراءة ورش من طريق الأزرق (أرايتكم)، ويطول مدها لسكونها وسكون
[معجم القراءات: 2/424]
ما بعدها، وجعلها بين بين أقيس في العربية.
قال أبو حيان:
(وهذا البدل ضعيف عند النحويين، إلا أنه قد سمع من كلام العرب، حكاه قطرب وغيره).
- وقرأ الكسائي بترك الهمز (أرتكم) في كل القرآن، وبه قرأ عيسى بن عمر، وهذا عند الرازي مذهب حسن.
قال أبو حيان:
(وقد جاء ذلك في كلام العرب، بل قد زعم الفراء، أنها لغة أكثر العرب).
وذكر الأزهري في تهذيبه أنها لغة العرب عامة ما عدا أهل الحجاز.
وذهب النحاس إلى ان هذا بعيد في العربية، وإنما يجوز في الشعر.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
قال الداني:
(وحمزة إذا وقف وافق نافعًا).
{أَتَاكُمْ}
- تقدمت الإمالة فيه الآية/34 من هذه السورة.
{أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ}
- قراءة الجماعة (أتتكم الساعة) بالرفع.
- وقرئ (أتتكم الساعة) بالنصب.
- والتقدير: أتتكم العقوبة الساعة.
[معجم القراءات: 2/425]
{أَغَيْرَ اللَّهِ}
- تقدم ترقيق الراء للأزرق وورش في الآية/14). [معجم القراءات: 2/426]

قوله تعالى: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
{إِيَّاهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (إياهو..).
- وقراءة غيره بهاء مضمومة (إياه).
{إِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (إليهي..).
- وقراءة غيره بهاء مكسورة (إليه).
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/35 من هذه السورة، والآية/20 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/426]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس