عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (31) إلى الآية (33) ]

{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32) وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}

قوله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {نكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ وَنُدْخِلكُمْ} 31
فروى أَبُو زيد سعيد بن أَوْس عَن الْمفضل عَن عَاصِم {يكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ ويدخلكم} بِالْيَاءِ جَمِيعًا وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بالنُّون). [السبعة في القراءات: 232]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْمِيم وَضمّهَا من قَوْله {مدخلًا} 31
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {مدخلًا كَرِيمًا} مَفْتُوحَة الْمِيم وَفِي سُورَة الْحَج 59 مثله
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مدخلًا} هَهُنَا وَفِي الْحَج
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي {مدْخل صدق} . . و{مخرج صدق} الْإِسْرَاء 80 أَنَّهُمَا بِضَم الْمِيم
وروى الْكسَائي عَن أبي بكر عَن عَاصِم {مدخلًا} بِفَتْح الْمِيم هَهُنَا وَفِي الْحَج أَيْضا). [السبعة في القراءات: 232]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({مدخلاً} وفي الحج بفتح الميم مدني). [الغاية في القراءات العشر: 226]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يكفر... يدخلكم) [31]: بالياء فيهما المفضل). [المنتهى: 2/649]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({مدخلًا} [31]، وفي الحج [59]: بفتح الميم مدني، وأبو بكر طريق علي وابن جبير. وافق أبو بشر هناك). [المنتهى: 2/650]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (مدخلاً) بفتح الميم هنا وفي الحج، وضمهما الباقون، ولا اختلاف في الضم في سورة سبحان). [التبصرة: 191]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {مدخلا} (31)، هنا، وفي الحج (59): بفتح الميم.
[التيسير في القراءات السبع: 262]
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر {مدخلًا} هنا وفي الحج بفتح الميم والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 338]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُدْخَلًا) بفتح الميم ابن جرير، وأبو الحسن عن أبي بكر، ومدني، وافق أبو بشر في الحج، الباقون بضم الميم، وهو الاختيار على المصدر دون الموضع، وروى الرفاعي عن يحيى في سبحان (مُدْخَلَ صِدْقٍ)، و(مُخْرَجَ صِدْقٍ) بفتح الميم فيهما، الباقون بالضم وهو الاختيار لما ذكرنا). [الكامل في القراءات العشر: 527]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([31]- {مُدْخَلًا} وفي [الحج: 59] بفتح الميم: نافع). [الإقناع: 2/629]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (598 - مَعَ الْحَجِّ ضَمُّوا مَدْخَلاً خَصَّهُ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([598] مع الحج ضموا مدخلًا (خـ)صه وسل = فسل حركوا بالنقل (ر)اشده (د)لا
(خصه): فعل أمرٍ. والهاء مفعولة تعود على المدخل، أي خصه بالخلف في هذين الموضعين: هنا {وندخلكم مدخلًا}، وفي الحج: {ليدخلنهم مدخلًا يرضونه}.
فأما الذي في الإسراء: {أدخلني مدخل صدق}، فلا خلاف في ضمه وإن كان فتحه جائزًا في العربية.
والمدخل بالضم، يجوز أن يكون مصدرًا للفعل الرباعي الذي قبله، ويكون مفعوله محذوفًا؛ والتقدير: وندخلكم الجنة مدخلا. وفي الحج: ليدخلنهم الجنة مدخلا، فمدخلا وإدخالًا بمعنى واحد.
ويجوز أن يكون التقدير: ليدخلنهم الجنة، فيدخلون مدخلا، على ما لم يسم فاعله.
ويجوز أن يكون مكانًا، فيكون مفعولًا؛ أي: وندخلكم وليدخلنهم مدخلا؛ أي مكانا.
والفتح، إما مصدر دخلت دخولًا ومدخلا؛ والتقدير: فيدخلون مدخلا؛ أي: ويدخلكم الجنة فتدخلون مدخلا؛ أو يكون مفعولا بمعي: فتدخلون مكانًا). [فتح الوصيد: 2/832]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [598] مع الحج ضموا مدخلًا خصه وسل = فسل حركوا بالنقل راشده دلا
ب: (الراشد): السالك لطريق الرشد، (دلا): إذا أخرج دلوه ملأى، والمعنى: سالك طريق تلك القراءة وافق مقصوده.
ح: (خص): فعل أمر، والهاء: مفعوله راجع إلى المذكور من الموضعين (وسل)، (فسل): مفعولا (حركوا)، (بالنقل): متعلق به، جملة (راشده دلا): اسمية مستأنفة، والهاء: راجع إلى النقل.
ص: أي: ضم غير نافع الميم من قوله تعالى: {مدخلًا} ههنا: {وندخلكم مدخلًا كريمًا} [31]، وفي سورة الحج: {ليدخلنهم مدخلًا يرضونه} [59] على أنه مصدر، أو اسم مكان، أو اسم مفعول من (أدخل).
وقرأ نافع: بفتح الميم فيهما على أنه مصدر، أو اسم مكان من (دخل)، والمعنيان متقاربان.
وإنما قال: خُص المذكور ليخرج ما في سبحان: {أدخلني مدخل صدقٍ} [الإسراء: 80]، إذ لا خلاف في ضمه.
[كنز المعاني: 2/151]
ثم قال: (وسل فسل)، يعني: فعل الأمر من السؤال إذا كان للمخاطب، وقبله واوٌ أو فاءٌ نحو: {وسئل من أرسلنا} [الزخرف: 45]، {فسئل به خبيرًا} [الفرقان: 59]، {وسئلوا الله من فضله} [32]، {فسئلوا أهل الذكر} [النحل: 43].
فالكسائي وابن كثير حركا السين بالفتح بنقل حكمة الهمزة إليها بعد حذفها استخفافًا لكثرة دوران أمر المخاطب في كلامهم، والباقون بسكون السين وإبقاء الهمزة مفتوحة على الأصل.
أما إذا كان لغير المخاطب نحو: {وليسئلوا ما أنفقوا} [الممتحنة: 10]: فلا خلاف في تحقيق الهمزة مفتوحةً على الأصل، إذ لم يكثر دوره في الكلام.
وأما إذا لم يكن قبله واوٌ أو فاء نحو: {سل بني إسرائيل} [البقرة: 211]، {سلهم أيهم بذلك} [القلم: 40]: فلا خلاف في نقل الحركة إلى السين ليمكن النطق بها حينئذٍ مع الخفة). [كنز المعاني: 2/152] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (598- مَعَ الحَجِّ ضَمُّوا مَدْخَلًا "خَـ"ـصَّهُ وَسَلْ،.. فَسَلْ حَرَّكُوا بِالنَّقْلِ "رَ"اشِدُهُ "دَ"لا
أي خص بالخلف مدخلا هنا، وفي الحج: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}، {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ}، دون الذي في سبحان: {مُدْخَلَ صِدْقٍ}؛ فإنه بالضم اتفاقا وخصه فعل أمر وفتح الصاد لغة صحيحة خلافا لمن لم يجز فيه إلا الضم عند اتصال ضمير الغائب به
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/70]
اتباعا، ويجوز أن يكون خصه فعل ما لم يسم فاعله، على حذف حرف الجر اتساعا؛ أي: خص به ومدخلا بالضم إما مصدر أو اسم مكان من أدخل، وبالفتح أيضا كذلك من دخل، فيكون على قراءة الفتح قد قرن بالفعل غير مصدره واسم مكانه أو يقدر له فعله على معنى فيدخلون مدخلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/71]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (598 - مع الحجّ ضمّوا مدخلا خصّه .... = .... .... .... .... ....
ضم القراء السبعة إلا نافعا الميم في لفظ مُدْخَلًا هنا في قوله تعالى وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً، وفي سورة الحج في قوله تعالى: لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ. وقرأ نافع بفتح الميم في الموضعين. وفي قوله (خصه) إشارة إلى قصر الحكم على هذين الموضعين دون موضع الإسراء وهو: أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ فإنه مضموم الميم اتفاقا). [الوافي في شرح الشاطبية: 245]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُدْخَلًا هُنَا وَالْحَجِّ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {مدخلًا} هنا [31]، والحج [59] بفتح الميم، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (562- .... .... .... .... .... = .... وفتح ضمّ مدخلاً مدا
563 - كالحجّ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وفتح ضم) أي وقرأ «مّدخلا كريما» هنا وفي الحج «مدخلا يرضونه» بفتح الميم نافع وأبو جعفر، والباقون بالضم.
كالحجّ عاقدت ل (كوف) قصرا = ونصب رفع حفظ الله (ث) را
أي كمدخلا الذي في سورة الحج كما ذكر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أحلّ (ث) بـ (صحبا) تجارة عدا = (كوف) وفتح ضمّ مدخلا (مدا)
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، ومدلول (صحبا) حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص وأحلّ لكم [النساء: 24] بضم الهمزة وكسر الحاء، والباقون بفتحها.
وقرأ الكل غير الكوفيين تجارة عن تراض منكم [النساء: 29] برفع التاء، والباقون بالنصب.
وقرأ (مدا) نافع وأبو جعفر مدخلا [النساء: 31] (بفتح ضم) الميم، وعد من أفعال الاستثناء، وليست عينه رمزا، وقيد الضم؛ لمخالفة الاصطلاح.
وجه ضم وأحلّ [النساء: 24] مناسبة حرّمت [النساء: 23]؛ لأنه مطابق.
ووجه فتحه: بناؤه للفاعل؛ مناسبة لـ «كتب» ناصب كتب الله عليكم [النساء: 24] وهو المختار؛ لأن مناسبه أقرب.
ووجه تجرة [النساء: 29] تقدم بالبقرة [الآية: 282].
ووجه ضم مّدخلا [النساء: 31]: أنه مصدر رباعي بمعنى إدخال، والمفعول به محذوف، أي: [يدخلكم، ولندخلكم] الجنة إدخالا كريما [أو اسم للمكان] منه، فهو المفعول به، أي: يدخلكم مكانا.
ووجه فتحه: أنه مصدر ثلاثي أو اسم مكان منه دل عليه الرباعي، أي: فيدخلون دخولا أو مكانا، أو ملاق للرباعي في اللفظ دون الاشتقاق ك: أنبتكم من الأرض نباتا [نوح: 17] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/269] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مدخلا" [الآية: 31] هنا فنافع والحج وأبو جعفر بفتح الميم فيهما فيقدر له فعل ثلاثي مطاوع ليدخلكم أي: ويدخلكم فتدخلون مدخلا، وخرج رب أدخلني مدخل صدق المتفق على ضمه والباقون بالضم اسم مصدر من الرباعي كاسم المفعول والمدخول فيه حينئذ محذوف أي: ويدخلكم الجنة إدخالا أو اسم مكان أي: ندخلكم مكانا كريما فنصبه إما على الظرف وعليه سيبويه، أو أنه مفعول به وعليه الأخفش، وهكذا كل مكان بعد دخل وهي قراءة واضحة؛ لأن اسم المصدر
[إتحاف فضلاء البشر: 1/509]
والمكان جاريان على فعليهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/510]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مدخلاً} [31] قرأ نافع بفتح الميم، والباقون بالضم). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلًا كريمًا}
{كبائر}
قراءة الجمهور {كبائر} جمع كبير أو كبيرة.
- وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد وابن عباس وابن مسعود (كبير) على التوحيد على إرادة الجنس، يعني جنس الذنب الكبير.
{نكفر}
قراءة الجماعة {نكفر} بنون العظمة.
- وقرأ المفضل عن عاصم، وأبو زيد والخليل، واللؤلؤي وخارجة عن أبي عمرو والمطوعي (يكفر) بالياء على الغيبة، أي يكفر الله عنكم... قال ابن عطية: «والقراءتان حسنتان».
{سيئاتكم}
قراءة ابن عباس (من سيئاتكم) بزيادة «من» على قراءة الجماعة.
- وأما حكم الهمز: ففيه لورش البدل بأوجهه الثلاثة.
[معجم القراءات: 2/58]
- وفيه لحمزة في الوقف إبداله ياء مفتوحة.
{وندخلكم}
قراءة الجمهور {وندخلكم} بنون العظمة.
- وقرأ المفضل عن عاصم، وأبو زيد والخليل، واللؤلؤي وخارجة عن أبي عمرو والمطوعي (ويدخلكم) بياء الغيبة، أي الله.
{مدخلا}
قرأ أبو بكر عن عاصم ونافع وأبو جعفر (مدخلا) بفتح الميم من «دخل»، وهو اسم مكان أو هو مصدر، وهي رواية الكسائي عن أبي بكر.
- وقرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وخلف ويعقوب {مدخلا} بضم الميم من «أدخل»، وهو مصدر، أو اسم مكان). [معجم القراءات: 2/59]

قوله تعالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا فِي الْهَمْز وَتَركه من قَوْله {واسألوا الله من فَضله} 32
فَقَرَأَ ابْن كثير وَالْكسَائِيّ (وسلوا الله) و(فسل الَّذين) يُونُس 94 و(فسل بني إِسْرَائِيل) الْإِسْرَاء 101 (وسل من أرسلنَا) الزخرف 45 وَمَا كَانَ مثله من الْأَمر المواجه بِهِ وَقَبله وَاو أَو فَاء فَهُوَ غير مَهْمُوز فِي قَوْلهمَا
وروى الْكسَائي عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن أبي جَعْفَر وَشَيْبَة أَنَّهُمَا لم يهمزا (وسل) وَلَا (فسل) مثل قِرَاءَة الْكسَائي
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِالْهَمْز فِي ذَلِك كُله وَلم يَخْتَلِفُوا فِي همز قَوْله {وليسألوا مَا أَنْفقُوا} الممتحنة 10 لِأَنَّهُ أَمر للْغَائِب). [السبعة في القراءات: 232 - 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وسل}، {فسل} بغير همز مكي والكسائي وسهل وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 226]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وسل} [يوسف: 82]، و{فسل} [يونس: 94]، من المواجهة: بلا همز مكي، وعلي، وقاسم، وخلف). [المنتهى: 2/651]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير والكسائي (وسلوا) (فسلوا) وكل من كان من الأمر المواجه به
[التبصرة: 191]
وقبله واو أو فاء بفتح السين من غير همز، وقرأ الباقون بإسكان السين وهمزة مفتوحة، إلا ما ذكرنا من وقف حمزة، وإذا كان أمرًا لغائب أو كان فعلاً مستقبلاً نحو (ليسئلوا ويسئلون) فلا اختلاف في همزه في الوصل، وإذا كان ليس قبله شيء نحو (سل بني إسرائيل) فلا اختلاف في ترك همزه). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، والكسائي: {وسلوا الله من فضله} (32)، و: {وسلهم} (الأعراف: 163)، و: {فسل الذين} (يونس: 94)، وشبهه، إذا كان أمرًا مواجهًا به، وقبل السين واو أو فاء: بغير همز.
وحمزة: في الوقف على أصله.
والباقون: بالهمز). [التيسير في القراءات السبع: 263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير والكسائيّ وخلف (وسلوا اللّه من فضله وسلهم فسل الّذين) وشبهه إذا كان أمرا مواجها به وقبل السّين واو أو فاء بغير همز، وحمزة في الوقف على
[تحبير التيسير: 338]
أصله، والباقون بالهمز). [تحبير التيسير: 339]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([32]- "وَسَلْ" "فَسَلْ" من المواجهة بالأمر: ابن كثير والكسائي). [الإقناع: 2/629]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (598- .... .... .... وَسَلْ = فَسَلْ حَرَّكُوا بِالنَّقْلِ رَاشِدُهُ دَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (قوله: (وسل فسل)، يعني أن سأل يسأل، إذا ورد الأمر منه في القرآن للمواجهة. فإن لم يكن قبله واو أو فاء نحو: {سل بني إسرءيل}، فلا خلاف بين القراء في نقل حركة الهمزة إلى السين وحذفها، وترك همزة الوصل لوقوع الاستغناء عنها، لأن السين متحركة.
ومن العرب من يقول: اسئل، وإن كان قبله واو أو فاء.
فالكسائي وابن كثیر، تجري قراءتهما على ما سبق من ترك الهمز، ولا فرق فيها بين ما قبله واو أو فاء، وبين ما عري عن ذلك، نحو: (وسلوا الله)، و {سلهم أيهم بذلك زعيم}.
وقراءة الباقين بالهمز في ما قبله واوٌ أو فاءٌ، لأن الواو والفاء لما اتصلا بالكلمة، أمكن معهما سكون السين؛ إذ أصلها السكون. فهما كهمزة الوصل التي تحتلب ليتوصل بها إلى النطق بالساكن.
قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: «قريش تقول: سل، فإذا أدخلوا الواو والفاء همزوا». رواه اليزيدي عنه.
فإن كان الأمر غير مواجه به، فلا خلاف أيضًا في الهمز نحو: {وليسئلوا ما أنفقوا}، لأن المواجهة لما كثرت في الاستعمال، أوجب ذلك التخفيف في بعض اللغات.
وقوله: (راشده دلا)، الراشد: السالك طريق الرشد.
[فتح الوصيد: 2/833]
ومعن (دلا)، أخرج دلوه ملأى؛ يقال: أدلى، إذا أرسل دلوه؛ ودلا، إذا أخرجها مملوءة). [فتح الوصيد: 2/834]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [598] مع الحج ضموا مدخلًا خصه وسل = فسل حركوا بالنقل راشده دلا
ب: (الراشد): السالك لطريق الرشد، (دلا): إذا أخرج دلوه ملأى، والمعنى: سالك طريق تلك القراءة وافق مقصوده.
ح: (خص): فعل أمر، والهاء: مفعوله راجع إلى المذكور من الموضعين (وسل)، (فسل): مفعولا (حركوا)، (بالنقل): متعلق به، جملة (راشده دلا): اسمية مستأنفة، والهاء: راجع إلى النقل.
ص: أي: ضم غير نافع الميم من قوله تعالى: {مدخلًا} ههنا: {وندخلكم مدخلًا كريمًا} [31]، وفي سورة الحج: {ليدخلنهم مدخلًا يرضونه} [59] على أنه مصدر، أو اسم مكان، أو اسم مفعول من (أدخل).
وقرأ نافع: بفتح الميم فيهما على أنه مصدر، أو اسم مكان من (دخل)، والمعنيان متقاربان.
وإنما قال: خُص المذكور ليخرج ما في سبحان: {أدخلني مدخل صدقٍ} [الإسراء: 80]، إذ لا خلاف في ضمه.
[كنز المعاني: 2/151]
ثم قال: (وسل فسل)، يعني: فعل الأمر من السؤال إذا كان للمخاطب، وقبله واوٌ أو فاءٌ نحو: {وسئل من أرسلنا} [الزخرف: 45]، {فسئل به خبيرًا} [الفرقان: 59]، {وسئلوا الله من فضله} [32]، {فسئلوا أهل الذكر} [النحل: 43].
فالكسائي وابن كثير حركا السين بالفتح بنقل حكمة الهمزة إليها بعد حذفها استخفافًا لكثرة دوران أمر المخاطب في كلامهم، والباقون بسكون السين وإبقاء الهمزة مفتوحة على الأصل.
أما إذا كان لغير المخاطب نحو: {وليسئلوا ما أنفقوا} [الممتحنة: 10]: فلا خلاف في تحقيق الهمزة مفتوحةً على الأصل، إذ لم يكثر دوره في الكلام.
وأما إذا لم يكن قبله واوٌ أو فاء نحو: {سل بني إسرائيل} [البقرة: 211]، {سلهم أيهم بذلك} [القلم: 40]: فلا خلاف في نقل الحركة إلى السين ليمكن النطق بها حينئذٍ مع الخفة). [كنز المعاني: 2/152] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما فعل الأمر من سأل فإن لم يكن قبله واو ولا فاء فقد أجمع القراء على حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى السين نحو: {سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ}، وإن كان قبله واو أو فاء، وكان أمرا لغير المخاطب فأجمعوا على همزه نحو: {وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا}، وإن كان أمرا للمخاطب فالقراء أيضا أجمعوا على الهمز إلا ابن كثير والكسائي، وعلته أن أمر المخاطب كثير الاستعمال فخففوه والمستعمل بغير واو ولا فاء أكثر، فناسب التخفيف والهمز الأصل، والراشد السالك طريق الرشد ودلا؛ أي: وافق في حصول مقصوده فإن معناه لغةً: أخرج دلوه ملآء، وذلك مقصود من أدلى دلوه فاستعاره الناظم لهذا المعنى وما يناسبه والله أعلم وأحكم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/71]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (598 - مع .... .... .... .... وسل = فسل حرّكوا بالنّقل راشده دلا
....
واعلم أن فعل الأمر المشتق من السؤال إن لم يكن مسبوقا بواو أو فاء فقد اتفق القراء على نقل حركة همزته إلى السين مع حذف الهمزة نحو: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ، سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ. وإن كان مسبوقا بواو أو فاء فقد اختلف القراء فيه فذهب الكسائي وابن كثير إلى نقل حركة همزته إلى السين مع حذف الهمزة نحو: وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا، فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ*، فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً، فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ، فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ. وذهب الباقون إلى إبقاء الهمزة وإسكان السين، وأما الفعل المضارع المشتق من السؤال نحو: لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ، وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا. فقد اتفق القراء على إثبات الهمزة وإسكان السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 245]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ النَّقْلُ فِي وَسَلُوا لِابْنِ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ فِي بَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وسئلوا} [32] ذكر لابن كثير والكسائي وخلف في النقل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "واسئلوا" أمر المخاطب إذا تقدمه واو أو فاء بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثيرة والكسائي وخلف، فإن لم يتقدمه ذلك فالكل على النقل نحو: سل بني إسرائيل، وإن كان لغائب فالكل بالهمز نحو: وليسئلوا ما أنفقوا إلا حمزة وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/510]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وسئلوا الله} [32] قرأ المكي وعلي بنقل فتحة الهمزة إلى السين وحذفها، والباقون بإسكان السين، وبعدها همزة مفتوحة). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما}
{وسئلوا}
قرأ ابن كثير والكسائي وخلف وسهل وإسماعيل وابن محيصن
[معجم القراءات: 2/59]
وأبان، وأبو جعفر وشيبة في رواية عنهما (وسلوا) بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على السين، وذلك إذا كان أمرًا للمخاطب وقبل السين واو أو فاء.
- وقراءة حمزة في الوقف بنقل حركة الهمزة أيضًا كقراءة ابن كثير ومن معه.
- وروي وجه آخر وهو التسهيل بين بين، وهو ضعيف.
وحذف الهمزة في (سل) لغة الحجاز، وإثباتها لغة لبعض تميم.
وروي اليزيدي عن أبي عمرو أن لغة قريش (سل)، فإذا أدخلوا الواو والفاء همزوا.
- وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر ويعقوب (واسألوا) بالهمز.
{شيء}
انظر القراءة فيه في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/60]

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {عقدت أَيْمَانكُم} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {عقدت} بِأَلف
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {عقدت} بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({والذين عقدت} خفيف كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 226]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عقدت} [33]: بلا ألف كوفي غير قاسم، زاد ابن كيسة تشديد القاف). [المنتهى: 2/650]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (عقدت أيمانكم) بغير ألف، وقرأ الباقون (عاقدت) بالألف). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {والذين عقدت أيمانكم} (33): بغير ألف.
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (والّذين عقدت أيمانكم) بغير ألف والباقون بالألف). [تحبير التيسير: 339]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَقَدَتْ) بغير ألف كوفي غير قاسم ومحمد، وابْن سَعْدَانَ، وهو الاختيار؛ لأن الفعل للإيمان وشدده ابن كيسة، الباقون بالألف، وفي المائدة (عَقَّدْتُمُ) الزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وكوفي غير حمصي، والمفضل، وابْن سَعْدَانَ، وهو الاختيار لما ذكرت، وأيضًا أن المعاقدة تجرى بين اثنين وقرأ دمشقي غير الوليد، والحلواني عن هشام، وابن الحارث بألف، ولم يستثن أبو الحسين بن شاكر، الباقون مشدد بغير ألف). [الكامل في القراءات العشر: 527]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {عَقَدَتْ} بغير ألف: الكوفيون). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (599 - وَفي عَاقَدَتْ َقْصٌر ثَوَى .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([599] وفي عاقدت قصرٌ (ثـ)وى ومع الحديـ = ـد فتح سكون البخل والضم (شـ)مللا
معنى {عقدت أيمنكم}، عقدت عهودهم أيمانكم.
واليمين هاهنا، أخت الشمال، لأن الحالف يمد يمينه إلى يمين صاحبه.
ومعنى قوله: (قصر ثوی)، أي أقام، فلا مغير له، لأنه مما أنزله الله تعالى؛ لأن صاحب الكشف قال: «والقراءة بالألف أقوى في نفسي؛ لأن المقصود بالآية: أصحاب الأيمان لا الإيمان، لأن الأيمان لا فعل ينسب إليها حقيقي، فبابه المفاعلة». انتهى كلامه.
وهذا بناء منه على ما فهمه من كلام صاحب الحجة، في أن الأيمان هاهنا جمع يمين، وهو الخلف.
ومعنى {عقدت} بالألف على ما قلته: عاقدتم أيمانكم، وصافحتموهم عند التحالف). [فتح الوصيد: 2/834]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [599] وفي عاقدت قصرٌ ثوى ومع الحديـ = ـد فتح سكون البخل والضم شمللا
ب: (ثوى): أقام، (شمللا): أسرع.
ح: (قصرٌ): مبتدأ، (ثوى): صفته، (في عاقدت): خبر، (فتحُ): مبتدأ،
[كنز المعاني: 2/152]
(سكون): مضاف إليه، و (الضم): عطف عليه، (شمللا): خبر.
ص: قرأ الكوفيون: {والذين عقدت أيمانكم}[33] بالقصر من (عقد) إذا عهد، أي: عهدت لهم أيمانكم، والباقون: (عاقدت) بألف من المعاقدة، و(الأيمان): جمع (يمين) بمعنى اليد أو الحلف.
وقرأ حمزة والكسائي: {ويأمرون الناس بالبخل} ههنا [37]، وفي سورة الحديد [24] بفتح ضم الباء وفتح سكون الخاء، والباقون بضم الياء وسكون الخاء، وهما لغتان كـ (الرُّشد) و (الرَّشد)، و (الحُزن) و (الحَزن) ). [كنز المعاني: 2/153] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (599- وَفي عَاقَدَتْ َقْصٌر "ثَـ"ـوَى وَمَعَ الحَدِيـ،.. ـدِ فَتْحُ سُكُونِ البُخْلِ وَالضَّمِّ "شَـ"ـمْلَلا
المفاعلة في: عاقدت ظاهرة ومعنى عقدت؛ أي: عقدت أيمانكم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/71]
عهودهم والأيمان هنا جمع يمين التي هي اليد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/72]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (599 - وفي عاقدت قصر ثوى .... = .... .... .... .... ....
قرأ الكوفيون: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ بالقصر أي بحذف الألف بعد العين
فتكون قراءة الباقين بالمد أي بإثبات الألف). [الوافي في شرح الشاطبية: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (عَاقَدَتْ) فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {عقدت} [33] بغير ألف، والباقون بالألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (563- .... عاقدت لكوفٍ قصرا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (عاقدت) يعني «والذين عاقدت إيمانكم» بالقصر: أي بحذف الألف الكوفيون، والباقون بالألف كما لفظ به، وهو ضد القصر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([ثم] أشار إلى موضوع الحج فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/269]
ص:
كالحجّ عاقدت (لكوف) قصرا = ونصب رفع حفظ الله (ش) را
ش: أي: قرأ الكوفيون والذين عقدت أيمانكم [النساء: 33] بالقصر أي: بحذف الألف، والباقون بالمد، أي: بإثباتها.
وقرأ ذو ثاء (ثرا) أبو جعفر بما حفظ الله [النساء: 34] بنصب الهاء، والباقون برفعها، وقيد النصب لمخالفة الاصطلاح.
وجه القصر: إسنادها إلى حلف المخاطب أو يمينه: جارحته.
والمراد القائل؛ لأنهم عند التحالف يضع أحدهما يمينه في يمين الآخر، ويقول: دمى دمك، وثأري ثأرك، وحربي حربك، وترثني وأرثك، وتطلب بي وأطلب بك، وتعقل عني وأعقل عنك، على تقدير حذف مفعول، أي: عقدت أيمانكم.
ووجه المد: أنه من باب المفاعلة؛ لأن كلا منهما دائر [بين] [قائل وقائل]، أي: [ذوو] أيمانكم ذوو أيمانهم، [أو أيمانكم أيمانهم]؛ على جعل الأيمان معاقدة ومعاقدة.
ووجه أبي جعفر: أن «ما» موصول، وعائده فاعل (حفظ) أي: بالبر الذي حفظ حق الله.
[و] قيل: بما حفظ دين الله، وتقدير المضاف متعين؛ لأن الذات المقدسة لا ينسب حفظها لأحد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/270] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عاقدت" [الآية: 33] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بغير ألف وافقهم الأعمش أسند الفعل إلى الإيمان وحذف المفعول أي: عهودهم والباقون بالألف من باب المفاعلة أي: ذوو أيمانكم ذوي أيمانهم أو تجعل الأيمان معاقدة ومعاقدة والمعنى عاقدتهم وماسحتهم أيديكم، كان الحليف يضع يمينه في يمين صاحبه ويقول: دمي دمك وثاري ثارك وحربي حربك وترثني وأرثك فكان يرث السدس من مال حليفه فنسخ بقوله تعالى: "وأولى الأرحام" إلخ، وعن المطوعي تشديد القاف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/510]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عاقدت} [33] قرأ الكوفيون بحذف الألف، والباقون بإثباتها). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فئاتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدًا}
{موالي}
قراءة الجماعة {موالي} بإثبات الياء.
[معجم القراءات: 2/60]
- وقرأ مجاهد: (موال) بحذف الياء، وتنوين اللام.
قال ابن خالويه: «وإنما يجوز هذا في الشعر، كقول الشاعر: فلو أن واش باليمامة...»
قال الأشموني: «من العرب من يسكن الياء في النصب أيضًا قال الشاعر...».
قال أبو العباس المبرد: «وهو من أحسن ضرورات الشعر لأنه حمل حالة النصب على حالتي الرفع والجر».
{عقدت}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش {عقدت} بتخفيف القاف من غير ألف.
- وقرأ حمزة من رواية علي بن كبشة ومبشر بن عبيد وأم سعد بنت سعد بن الربيع والمطوعي (عقدت) بشد القاف، ومعناه التوكيد والتغليظ.
[معجم القراءات: 2/61]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وابن عباس وأبو جعفر ويعقوب (عاقدت) بألف.
{شيء}
تقدمت القراءة فيه في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/62]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس