عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (33) إلى الآية (37) ]

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عمران} [33، 35، التحريم: 12]، حيث وقع: ممال: ورش طريق ابن عيسى، والأخفش طريق الصغير. بين اللفظين أبو عدي). [المنتهى: 2/625] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ فِي اخْتِلَافِهِمْ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ فِي إِمَالَةِ عِمْرَانَ حَيْثُ وَقَعَ). [النشر في القراءات العشر: 2/239] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة "اصطفى" وإمالة "عمران" حيث جاء لابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش، وفتحه من طريق غيره كالباقين "وفخم" راءه الأزرق كغبرة لكونه أعجميا كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {إن الله اصطفى ءادم ونوحا}
{عمران} [33] لا خلاف عن ورش في تفخيم رائه لأنه أعجمي). [غيث النفع: 468]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)}
{اصْطَفَىٰ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَآلَ عِمْرَانَ}
- قراءة الجماعة «واَلَ عمران».
- وقرأ عبد الله بن مسعود «واَلَ محمد».
{ عِمْرَانَ}
- قرأه باﻹمالة ابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش.
- وروي سائر أهل الأداء عن ابن ذكوان الفتح.
- والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان في النشر واﻹتحاف.
- وقرأ الأزرق وورش بتفخيم الراء فيه هنا كالجماعة لكونه أعجمياً). [معجم القراءات: 1/478]

قوله تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ذُرِّيَّةً) بفتح الذال الْعُمَرِيّ في قول الملنجي، وفي قول الآخرين في سبحان فقط، الباقون بالرفع، وهو الاختيار اتباعًا للجماعة، ولأنه أشهر ورفع التاء الشيزري عن أبي جعفر، الباقون بالنصب، وهو الاختيار على البدل.
(بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار على المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 515]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي كسر ذال "ذرية" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}
{ذُرِّيَّةً}
- قراءة الجمهور «ذُرِّيَّةً» بضم الذال.
- وقرأ زيد بن ثابت والضحاك والمطوّعي «ذُرِّيَّةً» بكسر الذال.
- وقرأ زيد بن ثابت أيضاً «ذُرِّيَّةً» بفتحها.
- وذكر ابن خالويه أن بعضهم قرأ «ذَرِيَّةٌ» بفتح الذال وتخفيف الراء.
[معجم القراءات: 1/478]
- وجاء مثل هذا القراءة في المصباح عن أبان بن عثمان قال: علة وزن «كريمة»
- وتقدّم مثل هذه القراءات في الآية /124 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/479]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عمران} [33، 35، التحريم: 12]، حيث وقع: ممال: ورش طريق ابن عيسى، والأخفش طريق الصغير. بين اللفظين أبو عدي). [المنتهى: 2/625] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {عمران} [35]، و{المحراب} [37] ذكرا لابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "امرأت" بالهاء ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {امرأت عمران} [35] رسمت بالتاء، وكل ما في كتاب الله جل ذكره من لفظ {امرأت} فبالهاء، إلا سبع مواضع، هذا الأول.
والثاني والثالث بيوسف {امرأت العزيز تراود} [30] {امرأت العزيز الآن} [51].
والرابع بالقصص {امرأت فرعون} [9].
الخامس والسادس والسابع بالتحريم {امرأت نوح وامرأت لوط} [10] و{امرأت فرعون} [11].
فلو وقف عليها فالمكي والنحويان يقفون بالهاء، والباقون بالتاء). [غيث النفع: 468]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مني إنك} [35] قرأ نافع وبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان، ومن سكن صار عنده من باب المنفصل، وهم فيه على ما تقدم). [غيث النفع: 468]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}
{امْرَأَتُ}
- رسمت في المصحف التاء.
- وقد وقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب والحسن واليزيدي وابن محيصن بالهاء «امرأَهْ» وهو خلاف الرسم، وهي لغة قريش.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر وحمزة وعاصم «امرأتْ» بالتاء، وهو موافق لرسم المصحف، وهي لغة للعرب.
- وﺇذا وقف حمزة سهل الهمزة.
{ عِمْرَانَ}
تقدم في الآية /33 من هذه السورة اﻹمالة وتفخيم الراء.
تقدّمت قراءة ابن محيصن «رّبُّ» بضم الباء فيه حيث جاء، وانظر الآية/ 26 من سورة البقرة.
{مِنِّي ۖ إِنَّكَ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وأبو عمرو واليزيدي «مِنّيَ ﺇنك» بفتح الياء.
- وقرأ أبو بكر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وابن كثير ويعقوب «مني ﺇنك» بسكون الياء). [معجم القراءات: 1/479]

قوله تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا فِي ضم التَّاء وتسكين الْعين وَفتح الْعين وتسكين التَّاء من قَوْله {وضعت} 36
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {بِمَا وضعت} بتسكين التَّاء
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر {بِمَا وضعت} بِضَم التَّاء وَإِسْكَان الْعين
وروى حَفْص عَن عَاصِم والمفضل عَن عَاصِم {بِمَا وضعت} بالإسكان). [السبعة في القراءات: 204]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بما وضعت} بضم التاء شامي ويعقوب وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بما وضعت} [36]: بضم التاء دمشقي، وأبو بكر، ويعقوب). [المنتهى: 2/626]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وابن عامر (بما وضعت) بإسكان العين وضم التاء، وقرأ الباقون بفتح العين وإسكان التاء). [التبصرة: 178]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابن عامر: {بما وضعت} (36) بإسكان العين، وضم التاء.
والباقون: بفتح العين، وإسكان التاء). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وابن عامر ويعقوب: (بما وضعت) بإسكان العين وضم التّاء، والباقون بفتح العين وإسكان التّاء). [تحبير التيسير: 321]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَضَعْتُ) بضم التاء وإسكان العين الزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وطَلْحَة، والهمداني، ويَعْقُوب، ودمشقي، وعَاصِم غير حفص، والثغري في قول الرَّازِيّ، الباقون بفتح العين وإسكان التاء، وهو الاختيار؛ لأنها لما قالت: وضعتها أنثى ثم دعت لها فالأولى أن يجاب بقوله: (وَضَعَتْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 515]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([36]- {بِمَا وَضَعَتْ} بضم التاء: ابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/619]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (552 - وَكَفَّلَهاَ الْكُوفِي ثَقِيلاً وَسَكَّنُوا = وَضَعْتُ وَضَمُّوا سَاكِناً صَحَّ كُفِّلاَ). [الشاطبية: 44] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([552] وكفلها (الكوفي) ثقيلًا وسكنوا = وضعت وضموا ساكنًا (صـ)ح (كـ)فلا
معنى (وكفلها)، أي و كفلها الله زكرياء؛ فيكون على ما قبله، أي تقبلها وأثبتها وكفلها.
وتكفيله إياه إياها، بإخراج قلمه دون أقلام المستهمين على كفالتها.
وفي التخفيف، إسناد الفعل إلى زكرياء، لأن الله سبحانه لما كفله كفلها.
وهما في المعنى متقاربتان.
وقوله: (وسكنوا وضعت)، يعني تسكين العين.
[فتح الوصيد: 2/772]
(وضموا ساكنًا)، يريد سكون التاء.
و(كفلا)، جمع كافل.
والكلام كله مسوق في هذه القراءة على نمط واحد: رب إني وضعتها أنثى، وأنت أعلم بما وضعتُ. وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم.
وقد قال قوم بأن تلك القراءة أصح في المعنى.
قالوا: لأنها قالت رب إني وضعتها أنثى، فكيف تقول بعد ذلك والله أعلم بما وضعت.
وليس الأمر كما زعموا، إنما هذا كقول القائل: رب إني مسني الضر وأنت أعلم.
فلا يحتاج سائلك إلى إخبار أو شرح حال.
والقراءة الأخرى، تحتمل أن تكون من كلام أم مريم؛ أي والله أعلم بما وضعت أمك.
وهو الأحسن في ما أرى والله أعلم، ليتحد معنى القراءتين.
وقد قيل: هو كلامٌ معترض، خاطبنا الله تعالى به في أثناء القصة، ثم رجع الكلام إلى استتمام الحكاية عنها). [فتح الوصيد: 2/773] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [552] وكفلها الكوفي ثقيلا وسكنوا = وضعت وضموا ساكنا صح كفلا
ح: (كفلها): مبتدأ، (الكوفي): فاعل فعل محذوف، أي: يقرأ الكوفي، والجملة: خبر المبتدأ، (ثقيلًا): حال، (وضعت): مفعول (سكنوا)، (ساكنًا)، مفعول (ضموا)، وضمير الجمع في (سكنوا) و (ضموا): لمدلول (صح
[كنز المعاني: 2/101]
كُفلا)، (صح): صفة، (كفلا) جمع (كافل) -: حال من ضمير (ضموا) .
ص: يعني: قرأ الكوفيون: {وكفلها زكريا} [37] بتثقيل: {وكفلها} على إسناد الفعل إلى لله تعالى، والباقون: {وكفلها} من الكفالة على إسناد الفعل إلى زكريا ليناسب {أيهم يكفل مريم} [44].
وقرأ أبو بكر وابن عامر: {والله أعلم بما وضعت} [36] بإسكان العين وضم التاء الساكنة على أنها قول أم مريم، والباقون: {وضعت} بفتح العين وإسكان التاء على أنه ابتداء إخبار من الله تعالى). [كنز المعاني: 2/102] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (550- وَكَفَّلَها الكُوفِي ثَقِيلًا وَسَكَّنُوا،.. وَضَعْتُ وَضَمُّوا سَاكِنًا "صَـ"ـحَّ "كُفِّلا"
أي يقرؤه الكوفي ثقيلا؛ أي: كفَّلها الله زكريا وقرأ الجماعة على إسناد الفعل إلى زكريا وهو موافق لقوله تعالى: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}.
وقراءة وضعت بإسكان العين وضم التاء على إخبار أم مريم عليها السلام عن نفسها، وقراءة وضعت بفتح العين وسكون التاء إخبار من الله تعالى عنها، وليس الضمير في سكنوا ولا في ضموا عائد على الكوفي، وإنما يعودان على مطلق القراءة ولو قال:
وكفلها الكوفي ثقيلا وضعت سَا،.. كِنَ العين واضمم ساكنا صح كفلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/15]
لارتفع هذا الوهم، وكفلا جمع كافل وهو منصوب على التمييز والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/16] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (552 - وكفّلها الكوفي ثقيلا وسكّنوا ... وضعت وضمّوا ساكنا صحّ كفّلا
قرأ الكوفيون بتشديد الفاء في وَكَفَّلَها وغيرهم بتخفيفها، وقرأ شعبة وابن عامر بتسكين العين وضم سكون التاء في لفظ وَضَعَتْ فتكون قراءة غيرهما بفتح العين،
[الوافي في شرح الشاطبية: 232]
لأن الفتح ضد السكون. وبسكون التاء؛ لأنه قيد قراءة شعبة وابن عامر بضم السكون فتكون قراءة غيرهم بالسكون. و(كفّلا) بضم الكاف وتشديد الفاء مفتوحة جمع كافل). [الوافي في شرح الشاطبية: 233] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86- .... .... .... .... تَقِيْـ = يَةً مَعْ وَضَعْتُ حُمْ .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تقية مع وضعت حم أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب (تقية) كما لفظ به بفتح التاء وكسر القاف وياء مشددة وعلم من انفراده للآخرين {تقاة} [28] وقرأ أيضًا {بما وضعت} [36] بإسكان العين وضمتاء المتكلم كما نطق به على أنه قول أم مريم). [شرح الدرة المضيئة: 108] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَضَعَتْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب وأبو بكر {وضعت} [36] بإسكان العين وضم التاء، والباقون بفتح العين وإسكان التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (525- .... .... .... واسكن وضم = سكون تا وضعت صن ظهرًا كرم). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واسكن) يعني اسكن عين «وضعت» وضم التاء الساكنة منها كما لفظ به لشعبة ويعقوب وابن عامر على إخبار أمّ مريم عليها السلام عن نفسها، والباقون يحركون العين بالفتح ويسكنون التاء إخبار من الله تعالى عن أم مريم عليها السلام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
كفّلها الثّقل (كفى) واسكن وضم = سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (ك) رم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/234]
ش: أي: قرأ مدلول (كفا) الكوفيون وكفّلها [آل عمران: 37] بتشديد الفاء، والباقون بتخفيفها.
وقرأ ذو صاد (صن) أبو بكر وظاء (ظهر) يعقوب وكاف (كرم) ابن عامر بما وضعت [آل عمران: 36] بسكون العين وضم التاء، والباقون بفتح العين وسكون التاء، وقيد الضم؛ لأجل المفهوم.
وخرج وضعتها [آل عمران: 36].
وعلم أن السكون في العين من اللفظ، وقدم (وكفلها) للوزن.
قال أبو عبيدة: كفل غيره: ضمن القيام به.
وقيل: ضمه إليه، يتعدى لواحد، وبالتضعيف لآخر.
وجه التشديد: إسناده إلى الله تعالى؛ إذ الضمير فيه راجع إلى ربها أي الله تعالى، والهاء مفعوله الثاني، و«زكريا» الأول، خلافا لمن عكس؛ لأنه فاعل لازمه، ومعناه:
أن أمها لما ولدتها حملتها للمعبد فتنافسوا فيها رغبة؛ فاقترعوا، فألقوا أقلام الوحي بنهر، فارتفع قلم زكريا فكأن الله تعالى ألزمه بها.
ووجه تخفيفه: إسناده إلى زكريا، والهاء مفعوله على [حد] أيّهم يكفل مريم [آل عمران: 44].
ووجه وضعت [آل عمران: 36] بالإسكان والضم: إسناد الفعل لضمير أم مريم، والجملة من كلام [أمها] وعدلت عن الإضمار تفخيما.
ووجه الفتح والإسكان: إسناده إلى ضميرها على وجه الغيبة.
ومن ثم استتر، وبقي الماضي على فتحه.
والأحسن أن يكون من كلام الأم، أي: وأنت أعلم بما وضعت أمتك.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/235]
وجاز أن يكون من كلام الله- تعالى- تعظيما لهما، والاحتمالان في وليس الذّكر كالأنثى [آل عمران: 36] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وضعت" [الآية: 36] فابن عامر وأبو بكر ويعقوب بإسكان العين وضم التاء للتكلم من كلام أم مريم، والباقون: بفتح العين وبتاء للتأنيث الساكنة من كلام البارئ تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أنثى" حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلف عنهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وضعت} [36] قرأ شعبة بإسكان العين وضم التاء، والباقون بفتح العين وسكون التاء). [غيث النفع: 468]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مريم} الذي عليه جمهور المحققين، وعليه العمل في سائر الأقطار، وهو القياس الصحيح وغلط الداني من قاله بخلافه تفخيم الراء.
وذهب مكي والمهدوي وابن شريح والأهوازي وغيرهم إلى الترقيق.
[غيث النفع: 468]
وذهب ابن بليمة وغيره إلى التفصيل، فيأخذون بالترقيق من طريق الأزرق، وبالتفخيم لغيره، وهذه إحدى الكلمات الثلاث التي وقع فيها الخلاف، والثانية {قرية} [البقرة: 259] والثالثة {المرء} [البقرة: 102] والمعول عليه في جميعها التفخيم، والله أعلم). [غيث النفع: 469]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإني أعيذها} [36] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)}
{أُنثَىٰ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش وأبو عمرو بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{أَعْلَمُ بِمَا}
- قرأ أبو عمرو بسكون الميم وﺇخفائها عند الباء بخلاف عنه، وكذلك يعقوب.
- وبعض المتقدمين يٌسَمِّيه ﺇدغاماً، وليس بإدغام.
- وقراءة الباقين باﻹظهار.
{وَضَعَتْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم، والمفضل عنه أيضاً وأبو جعفر ويحيي بن وثاب والأسود وشيبة «وَضَعَتْ» بسكون التاء، وهذا من كلام رًبٌ العالمين.
- وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب وعلي والمفضل «وضعتٌ» بضم التاء، وهذا من كلام أمًّ مريم.
[معجم القراءات: 1/480]
- ورّجًّح الطبري القراءة «وضعتْ« ثم قال: «ولا يعْتَرَضُ بالشاذ عنها».
- وقرأ ابن عباس والحسن «وضعتِ» بكسر التاء، وهذا على الخطاب لمريم، قال العكبري: «كأنّ قائلاً قال لها ذلك».
{كَالْأُنثَىٰ ۖ} اﻹمالة فيه، كاﻹمالة في الموضع السابق.
{وَإِنِّي أُعِيذُهَا} قرأ نافع وأبو جعفر «واني أعيذها» بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها.
{ذُرِّيَّتَهَا} تقدم كسر الذال «ذِرّيّتها» في مواضع، وانظر الآية /34 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/481]

قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي تَشْدِيد الْفَاء وتخفيفها من قَوْله {وكفلها زَكَرِيَّا} 37 وَمد {زَكَرِيَّا} وقصره وَرَفعه ونصبه
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وكفلها} مَفْتُوحَة الْفَاء خَفِيفَة و(زَكَرِيَّاء) رفع مَمْدُود
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {وكفلها} مُشَدّدَة الْفَاء و(زكريآء) نصبا
وَكَانَ يمد (زَكَرِيَّاء) فِي كل الْقُرْآن
وَكَذَلِكَ كل من تقدم ذكره
وروى حَفْص عَن عَاصِم {وكفلها} مُشَدّدَة وَقصر {زَكَرِيَّا} فِي كل الْقُرْآن
وَكَانَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ يشددان {وكفلها} ويقصران {زَكَرِيَّا} فِي كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 204 - 205]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و{وكفلها}.
[الغاية في القراءات العشر: 210]
مشدد كوفي {زكريا} مقصور كوفي غير أبي بكر- وبنصب أبو بكر ههنا). [الغاية في القراءات العشر: 211]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وكفلها} [37]: مشددة كوفي غير قاسم). [المنتهى: 2/626]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({زكريا} [37، 38]: مقصور، حيث جاء: هما، والمفضل، وخلف، وحفص . بنصب هذا أبو بكر، وفي تعليقي عن أبي أحمد عن المفضل تشديد الفاء، (زكرياء) ممدود مرفوع، وهذا غلط). [المنتهى: 2/626] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (وكفلها) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 178]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (زكريا) بالقصر من غير همز حيث وقع، وقرأ الباقون بالمد والهمز غير أن أبا بكر قرأ هذا الموضع الذي بعد (كفلها) بالنصب، ورفعه الباقون ممن مده). [التبصرة: 178]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {وكفلها} (37) بتشديد الفاء.
والباقون: بتخفيفها.
أبو بكر: {زكرياء} (37) بنصب الهمزة.
وحفص، وحمزة، والكسائي: يتركون إعراب: {زكريا} وهمزه، هنا، وفي سائر القرآن.
والباقون: يرفعون الهمزة هنا، ويعربونه ويهمزونه حيث وقع.
فإن لقي همزة حققها أبو بكر، وابن عامر، وسهلها الحرميان وأبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (وكفلها) بتشديد الفاء والباقون بتخفيفها.
أبو بكر: (وكفلها زكريّاء) بنصب الهمزة، وحفص [وحمزة] والكسائيّ وخلف يتركون إعراب زكريّا وهمزة هنا وفي سائر القرآن، والباقون يرفعون الهمزة هنا. ويعربونه ويهمزونه حيث وقع، فإن لقي همزة حققها أبو بكر وابن عامر وروح وسهلها الحرميان وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [تحبير التيسير: 321]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتَقَبَّلَهَا) ساكنة اللام وبها نصب (وَأَنْبَتَهَا) بكسر الباء بكسر الباء وإسكان التاء على الدعاء مجاهد، الباقون على الخبر، وهو الاختيار لقوله: (كَفَّلَهَا) فيعطف الخبر (وَكَفَّلَهَا) مشدد الحسن وابن الصقر عن أيوب، وابْن مِقْسَمٍ، وأهل الكوفة غير قاسم، وابن سعدان، الباقون خفيف وكسر فائها أبو السَّمَّال، والاختيار التخفيف مع فتح الفاء لقوله: (أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 515]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([37]- {وَكَفَّلَهَا} مشدد: الكوفيون.
[37]- {زَكَرِيَّا} مقصور حيث وقع: حفص وحمزة والكسائي. بنصب هذا: أبو بكر.
بتحقيق الهمزتين إذا التقتا فيه: أبو بكر وابن عامر.
وترك الإمالة إجماع). [الإقناع: 2/619]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (552 - وَكَفَّلَهاَ الْكُوفِي ثَقِيلاً وَسَكَّنُوا = وَضَعْتُ وَضَمُّوا سَاكِناً صَحَّ كُفِّلاَ). [الشاطبية: 44] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (553 - وَقُلْ زَكَرِيَّا دُونَ هَمْزِ جَمِيعِهِ = صِحَابٌ وَرَفْعٌ غَيْرُ شُعْبَةَ الاُوَّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([552] وكفلها (الكوفي) ثقيلًا وسكنوا = وضعت وضموا ساكنًا (صـ)ح (كـ)فلا
معنى (وكفلها)، أي و كفلها الله زكرياء؛ فيكون على ما قبله، أي تقبلها وأثبتها وكفلها.
وتكفيله إياه إياها، بإخراج قلمه دون أقلام المستهمين على كفالتها.
وفي التخفيف، إسناد الفعل إلى زكرياء، لأن الله سبحانه لما كفله كفلها.
وهما في المعنى متقاربتان.
وقوله: (وسكنوا وضعت)، يعني تسكين العين.
[فتح الوصيد: 2/772]
(وضموا ساكنًا)، يريد سكون التاء.
و(كفلا)، جمع كافل.
والكلام كله مسوق في هذه القراءة على نمط واحد: رب إني وضعتها أنثى، وأنت أعلم بما وضعتُ. وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم.
وقد قال قوم بأن تلك القراءة أصح في المعنى.
قالوا: لأنها قالت رب إني وضعتها أنثى، فكيف تقول بعد ذلك والله أعلم بما وضعت.
وليس الأمر كما زعموا، إنما هذا كقول القائل: رب إني مسني الضر وأنت أعلم.
فلا يحتاج سائلك إلى إخبار أو شرح حال.
والقراءة الأخرى، تحتمل أن تكون من كلام أم مريم؛ أي والله أعلم بما وضعت أمك.
وهو الأحسن في ما أرى والله أعلم، ليتحد معنى القراءتين.
وقد قيل: هو كلامٌ معترض، خاطبنا الله تعالى به في أثناء القصة، ثم رجع الكلام إلى استتمام الحكاية عنها). [فتح الوصيد: 2/773] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([553] قل زكريا دون همز جميعه = (صحابٌ) ورفعٌ غيرُ (شعبة) الاولا
زكرياء: اسم أعجمي، وللعرب فيه أربع لغات.
فمن أهل الحجاز من يمده، ومنهم من يقصر. وبهما نزل القرآن.
وأهل نجد يقولون: زكري، فيحذفون ألفه وينونونه على لفظ النسب.
وحكى الأخفش لغة رابعة: زكر، مثل: عمرو.
وقال أبو حاتم: زكري لا ينصرف، لأنه أعجمي.
وغلط في ذلك، لأن ما كان منسوبا من الأسماء العربية منصرف، وهذا مثله.
وقال أبو علي: «القول فيه أنه حذف الياءين اللتين كانتا في (زكريا) الممدود أو المقصور. وألحق الكلمة ياءي النسب»..
قال: «يدلك على ذلك صرف الإسم، ولو كانت الياءان في (زكري) هما اللتان كانتا في (زكریا)، لوجب أن لا يُصرف الاسم للعجمة والتعريف».
وزكريا الممدود والمقصور، لا ينصرف في معرفة ولا نكرة؛ لأنه مشبه بما فيه ألف التأنيث الممدودة أو المقصورة.
قال أبو علي: «لا يخلو أن تكون الهمزة للتأنيث أو للإلحاق أو منقلبة.
[فتح الوصيد: 2/774]
ولا يجوز أن تكون منقلبة، لأن الانقلاب لا يخلو: إما أن يكون من نفس الحرف - يعني الكلمة، أو من حرف الإلحاق؛ فلا يجوز أن يكون من نفس الحرف، لأن الواو والياء لا يكونان أصلًا في ما كان على أربعة أحرف، ولا يكون منقلبًا من حرف الإلحاق، لأنه ليس في الأصول شيء يكون هذا ملحقًا به.
فإذا بطل هذا، ثبت أنه للتأنيث.
وكذلك القول في المقصور. ونظيره: الهيجا والهيجاء...لما أعربت الكلمة وافقت العربية».
وقرأ (صحابٌ) بغير همز، فيبقى الباقون على الهمز، وفيهم أبو بكر، وهو يقرأ و{كفلها} بالتشديد، فينصب {زكرياء}، لأنه مفعول ثان.
فهذا معنى قوله: (ورفعٌ غير شعبة الاولا).
وهذا بيان شاف لم يقع في التيسير متضحا كما وقع هاهنا.
و(الاولا) في آخر البيت مفعول، والفاعل (غير). و(رفع)، هو العامل الرافع للفاعل، والناصب للمفعول. كما تقول: أعجبني ضرب غيرُ زيدٍ عمرًا). [فتح الوصيد: 2/775]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [552] وكفلها الكوفي ثقيلا وسكنوا = وضعت وضموا ساكنا صح كفلا
ح: (كفلها): مبتدأ، (الكوفي): فاعل فعل محذوف، أي: يقرأ الكوفي، والجملة: خبر المبتدأ، (ثقيلًا): حال، (وضعت): مفعول (سكنوا)، (ساكنًا)، مفعول (ضموا)، وضمير الجمع في (سكنوا) و (ضموا): لمدلول (صح
[كنز المعاني: 2/101]
كُفلا)، (صح): صفة، (كفلا) جمع (كافل) -: حال من ضمير (ضموا) .
ص: يعني: قرأ الكوفيون: {وكفلها زكريا} [37] بتثقيل: {وكفلها} على إسناد الفعل إلى لله تعالى، والباقون: {وكفلها} من الكفالة على إسناد الفعل إلى زكريا ليناسب {أيهم يكفل مريم} [44].
وقرأ أبو بكر وابن عامر: {والله أعلم بما وضعت} [36] بإسكان العين وضم التاء الساكنة على أنها قول أم مريم، والباقون: {وضعت} بفتح العين وإسكان التاء على أنه ابتداء إخبار من الله تعالى). [كنز المعاني: 2/102] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [553] وقل زكريا دون همز جميعه = صحاب ورفع غير شعبة الاولا
ح: (زكريا): مبتدأ، (صحابٌ): خبر، أي: قراءة صحابٍ، (دون همزٍ): حال، (رفعٌ): عطف على الخبر، (غير شعبة): فاعل (رفعٌ)، (الاولا): مفعوله.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {زكريا} بترك الهمز في جميع القرآن، فيلزم منه القصر، والباقون
[كنز المعاني: 2/102]
بالمد.
ورفع غير شعبة: (زكرياء) الأول في القرآن، وهو قوله تعالى: (وكفلها زكرياء) على أنه فاعل {وكفلها}، وأبو بكر شعبة نصبها على أنها ثاني مفعولي {وكفلها}، لأنه يقرأ بالتشديد). [كنز المعاني: 2/103]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (550- وَكَفَّلَها الكُوفِي ثَقِيلًا وَسَكَّنُوا،.. وَضَعْتُ وَضَمُّوا سَاكِنًا "صَـ"ـحَّ "كُفِّلا"
أي يقرؤه الكوفي ثقيلا؛ أي: كفَّلها الله زكريا وقرأ الجماعة على إسناد الفعل إلى زكريا وهو موافق لقوله تعالى: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}.
وقراءة وضعت بإسكان العين وضم التاء على إخبار أم مريم عليها السلام عن نفسها، وقراءة وضعت بفتح العين وسكون التاء إخبار من الله تعالى عنها، وليس الضمير في سكنوا ولا في ضموا عائد على الكوفي، وإنما يعودان على مطلق القراءة ولو قال:
وكفلها الكوفي ثقيلا وضعت سَا،.. كِنَ العين واضمم ساكنا صح كفلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/15]
لارتفع هذا الوهم، وكفلا جمع كافل وهو منصوب على التمييز والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/16] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (551- وَقُلْ زَكَرِيَّا دُونَ هَمْزِ جَمِيعِهِ،.. "صِحَابٌ" وَرَفْعٌ غَيْرُ شُعْبَةَ الَاوَّلا
أي دونه جماعات يقومون بنقله ودليله والعرب تنطق بزكريا ممدودا ومقصورا وهو اسم أعجمي، ومن عادتهم كثرة التصرف في الألفاظ الأعجمية، ويقال أيضا زكري وزكر بالصرف فيهما لإلحاق الأول بالنسب فهو كصرف معافري ومدايني، ولخفة الثاني بإسكان الوسط فهو كنوح ولوط، وغير شعبة من الذين همزوا زكريا رفعوا الأول، وهو قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}، على أنه فاعل "وكفلها"، وشعبة نصبه على أنه مفعول به؛ لأنه يقرؤه: "وكفَّلها" بالتشديد، وقوله: غير شعبة: مبتدأ، ورفع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/16]
خبره؛ أي: ذو رفع وقيل غير فاعل والأولا: مفعول رفع؛ لأنه مصدر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/17]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (552 - وكفّلها الكوفي ثقيلا وسكّنوا ... وضعت وضمّوا ساكنا صحّ كفّلا
قرأ الكوفيون بتشديد الفاء في وَكَفَّلَها وغيرهم بتخفيفها، وقرأ شعبة وابن عامر بتسكين العين وضم سكون التاء في لفظ وَضَعَتْ فتكون قراءة غيرهما بفتح العين،
[الوافي في شرح الشاطبية: 232]
لأن الفتح ضد السكون. وبسكون التاء؛ لأنه قيد قراءة شعبة وابن عامر بضم السكون فتكون قراءة غيرهم بالسكون. و(كفّلا) بضم الكاف وتشديد الفاء مفتوحة جمع كافل). [الوافي في شرح الشاطبية: 233] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (553 - وقل زكريّا دون همز جميعه ... صحاب ورفع غير شعبة الاوّلا
قرأ حفص وحمزة والكسائي لفظ زَكَرِيَّا* بدون همزة بعد الألف في جميع مواضعه من القرآن الكريم فتكون قراءة الباقين بثبوت الهمز بعد الألف وهم: أهل سما وابن عامر وشعبة، وقرأ هؤلاء الذين أثبتوا الهمز بعد الألف برفع الهمزة في لفظ زَكَرِيَّا* في الموضع الأول وهو وكفّلها زكريّاء إلا شعبة فقرأه بالنصب فيتحصل من هذا ومن ضمّه وَكَفَّلَها إلى زَكَرِيَّا أن أهل سما وابن عامر يقرءون بتخفيف الفاء وإثبات الهمز ورفعه. وأن شعبة يقرأ بتشديد الفاء وإثبات الهمز ونصبه، وأن الباقين يقرءون بتشديد الفاء وحذف الهمز. وكل من يقرأ بالهمز يكون المد عنده من قبيل المتصل فيمده كل حسب مذهبه في المد المتصل هذا. وقد ذكر الناظم هنا حكم الهمز رفعا ونصبا- عند من يهمز- في الموضع الأول فقط، ولم يتعرض لحكمه في بقية المواضع وحكمه فيها بحسب العوامل فهو مرفوع في ثلاثة مواضع وهي: كلّما دخل عليها زكريّاء المحراب، هنالك دعا زكرياء ربّه وكلاهما في هذه السورة يا زكريّاء إنّا نبشّرك بغلام في مريم. وسبب رفعه في الموضعين الأولين أنه فاعل وفي الثالث أنه منادي مفرد علم.
ومنصوب في ثلاثة مواضع وهي: وزكريّاء ويحيى في الأنعام ذكر رحمت ربّك عبده
زكريّاء إذ نادى في مريم، وزكريّاء إذ نادى ربّه في الأنبياء وسبب نصبه في الأول والثالث أنه معطوف على المنصوب قبله وفي الثاني أنه بدل أو بيان من عبده وهو منصوب). [الوافي في شرح الشاطبية: 233]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَكَفَّلَهَا فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: زَكَرِيَّا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالْقَصْرِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نَصَبَهُ هُنَا بَعْدَ كَفَّلَهَا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانِي لَكَفَّلَهَا وَرَفَعَهُ الْبَاقُونَ مِمَّنْ خَفَّفَ). [النشر في القراءات العشر: 2/239] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {وكفلها} [37] بتشديد الفاء، والباقون بتخفيفها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {زكريا} حيث وقع بالقصر من غير همز، والباقون بالمد والهمز، وأبو بكر بنصبه بعد {وكفلها} [37] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {عمران} [35]، و{المحراب} [37] ذكرا لابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (525 - كفّلها الثّقل كفى .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (526 - وحذف همز زكريّا مطلقا = صحبٌ ورفع الأوّل انصب صدّقا). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (كفّلها الثّقل (ك) فى واسكن وضم = سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (ك) رم
أي قرأ الكوفيون «كفّلها زكريا» بتشديد الفاء، والمعنى كفلها الله زكريا، والباقون بالتخفيف لقوله تعالى «أيهم يكفل مريم» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وحذف همز زكريّا مطلقا = (صحب) ورفع الأوّل انصب (ص) دّقا
يعني قرأ بحذف الهمزة من زكريا حيث أتى حمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بالهمزة وهما لغتان قوله: (ورفع الأول) انصب؛ أي وقرأ بنصب زكريا الأول شعبة من هذه السورة، يريد قوله تعالى «وكفلها زكريا» وذلك أنه لما قرأ كفلها بالتشديد كما تقدم وجب نصب زكريا على أنه مفعول ثان ومحله في قراءة صحب نصب أيضا كذلك، والباقون بالرفع على أنه فاعل كفلها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
كفّلها الثّقل (كفى) واسكن وضم = سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (ك) رم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/234]
ش: أي: قرأ مدلول (كفا) الكوفيون وكفّلها [آل عمران: 37] بتشديد الفاء، والباقون بتخفيفها.
وقرأ ذو صاد (صن) أبو بكر وظاء (ظهر) يعقوب وكاف (كرم) ابن عامر بما وضعت [آل عمران: 36] بسكون العين وضم التاء، والباقون بفتح العين وسكون التاء، وقيد الضم؛ لأجل المفهوم.
وخرج وضعتها [آل عمران: 36].
وعلم أن السكون في العين من اللفظ، وقدم (وكفلها) للوزن.
قال أبو عبيدة: كفل غيره: ضمن القيام به.
وقيل: ضمه إليه، يتعدى لواحد، وبالتضعيف لآخر.
وجه التشديد: إسناده إلى الله تعالى؛ إذ الضمير فيه راجع إلى ربها أي الله تعالى، والهاء مفعوله الثاني، و«زكريا» الأول، خلافا لمن عكس؛ لأنه فاعل لازمه، ومعناه:
أن أمها لما ولدتها حملتها للمعبد فتنافسوا فيها رغبة؛ فاقترعوا، فألقوا أقلام الوحي بنهر، فارتفع قلم زكريا فكأن الله تعالى ألزمه بها.
ووجه تخفيفه: إسناده إلى زكريا، والهاء مفعوله على [حد] أيّهم يكفل مريم [آل عمران: 44].
ووجه وضعت [آل عمران: 36] بالإسكان والضم: إسناد الفعل لضمير أم مريم، والجملة من كلام [أمها] وعدلت عن الإضمار تفخيما.
ووجه الفتح والإسكان: إسناده إلى ضميرها على وجه الغيبة.
ومن ثم استتر، وبقي الماضي على فتحه.
والأحسن أن يكون من كلام الأم، أي: وأنت أعلم بما وضعت أمتك.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/235]
وجاز أن يكون من كلام الله- تعالى- تعظيما لهما، والاحتمالان في وليس الذّكر كالأنثى [آل عمران: 36] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وحذف همز زكريّا مطلقا = (صحب) ورفع الأوّل انصب (ص) دّقا
ش: أي: حذف مدلول (صحب) [حمزة والكسائي وحفص وخلف] همز زكريّا [آل عمران: 37]، والباقون بهمزة بعد الألف، وكل من همز رفع وكفلها زكرياء وهو الأول فاعلا، إلا ذو صاد (صدق) أبو بكر، فإنه نصبه مفعولا؛ فصار غير الكوفيين بخف وهمز ورفع، وأبو بكر بثقل و(همز) ونصب، وبقية الكوفيين بثقل [وألف].
تنبيه:
علم أن الباقين بهمزة من ضد الحذف، وأنها بعد الألف من قرينة الإعراب، وزكريا: اسم أعجمي.
قال الفراء: فيه ثلاث لغات: الهمز، وحذفه حجازيتان، ولا ينصرفان؛ [وزكري] وهي نجدية، وألفه للتأنيث). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وكفلها" [الآية: 37] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد الفاء على أن الفاعل هو الله تعالى، والهاء لمريم مفعوله الثاني، وزكريا مفعوله الأول أي: جعله كافلا لها وضامنا لمصالحها وافقهم الأعمش والباقون بالتخفيف من الكفار وافقهم الأعمش على إسناد الفعل إلى زكريا، والهاء مفعوله ولا مخالفة بينهما؛ لأن الله تعالى لما كفلها إياه كفلها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "زكريا" [الآية: 37]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
فحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بالقصر من غير همزة في جميع القرآن، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالهمز والمد، إلا أن أبا بكر نصبه هنا على أنه مفعول لكفلها كما تقدم؛ لأنه يشدد ورفعه الباقون ممن خففه على الفاعلية والمد والقصر لغتان فاشيتان عن أهل الحجاز، فصار حفص وحمزة والكسائي وكذا خلف كفلها زكريا بالتشديد بلا همز، وافقهم الأعمش وصار نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتخفيف والهمز والرفع، وافقهم ابن محيصن واليزيدي وصار شعبة وحده بالتشديد، والهمز والنصب والحسن بالتخفيف والقصر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/476]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على زكريا لهشام بخلفه بالبدل مع ثلاثته، وبالروم مع وجهيه، أما حمزة فوقفه عليه كوصله بالقصر فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/476]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "المحراب" المجرور ابن ذكوان من جميع طرقه، وهو في موضعين في المحراب هنا ومن المحراب بمريم، وأما المنصوب وهو أيضا بموضعين "زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب" هنا "تَسَوَّرُوا الْمِحْرَاب" بـ"ص" فأمالهما عنه النقاش عن الأخفش وفتحهما الصوري وابن الأحزم عن الأخفش، ورقق الأزرق راءه حيث وقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/476] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وكفلها} [37] قرأ الكوفيون بتثقيل الفاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 469]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {زكرياء} كله قرأ حفص والأخوان بالقصر من غير همز، والباقون بالمد والهمز، إلا أن شعبة نصب الأول، على أنه مفعول ثان لــ {كفلها} والباقون بالرفع، ولا خلاف بينهم في تشديد يائه، وتخفيفها لحن، هذا حكم كل كلمة بانفرادها.
وأما حكم {كفلها} مع {زكرياء} فالحرميان والبصري والشامي بالتخفيف والهمز والرفع، وشعبة بالتثقيل والهمز والنصب، وحفص والأخوان بالتثقيل وترك الهمزة.
تنبيه: إذا وقف على {زكريآء} يجوز لهشام المد والصر والتوسط، لأن أصله عنده الهمز، وخففه للوقف، ولا يجوز لحمزة إلا القصر، لأنه يقرأ بلغة من لا يهمز). [غيث النفع: 470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المحراب} رقق ورش راءه على أصله). [غيث النفع: 470]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا} قراءة الجماعة «فتقبلها ربها» على الخبر.
- وقرأ مجاهد « فتقبلها ربها» تقبلها بسكون اللام على الدعاء.
و«ربها» بالنصب على النداء، أي:يا ربها.
{وأنبتها} قراءة الجماعة «وأّنْبَتَها» فعلاً ماضياً، فهو الخبر.
- وقرأ مجاهد علي نَسَق القراءة في الفعل الأول «وأنْبِتْها» علي الدعاء، بكسر الباء وسكون التاء.
[معجم القراءات: 1/481]
{وَكَفَّلَهَا}
- وقرأ حفص وأبو بكر عن عاصم، وحمزة الكسائي وخلف والأعمش «وكَفًّلها» بشد الفاء، على أن الفاعل هو الله تعالى، والهاء لريم، وهو المفعول الثاني، وزكريا: المفعول الأول، أي: جعله كافلاً لها، قال الطبري: «بمعني كَفَّلّها الله زكريا»
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والأعمش وخلف وأبو جعفر ويعقوب واليزيدي وابن محيصن «وكَفًّلها» بتخفيف الفاء ـ علي ﺇسناد الفعل ﺇلى زكريا،والهاء مفعول به.
- وقرأ مجاهد «كَفَّلْها» بكسر الفاء مشدودة، وسكون اللام، على الدعاء من أمِّ مريم.
- وقرأ عبد الله بن كثير وأبو عبد الله المزني وعمرو بن موسي «كَفِلَها» بكسر الفاء، وهي لغة.
- وقرأ أٌبَيُّ بن كعب «وأَكْفَلَها» وذكر القرطبي أنها كذلك في مصحفه.
[معجم القراءات: 1/482]
- قال ابن عطية: «بفتح الفاء على التعدية بالهمزة»
{زَكَرِيَّا}
- قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيي بن وثاب وخلف والحسن والأعمش وطلحة الياميّ وشيبان وعلى بن صالح بن حيّ وعيسي هندان وابن ﺇدريس الأودي وأبو رجاء العطاردي وابن مسعود «زكريا» بالقصر من غير همز.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي وابن عباس والأعرج والزهري وشيبة ومجاهد وعبد الله بن يزيد والحسن وقتادة وعيسي الثقفي وسلاّم وأيوب وعمرو الهمداني، وعمرو بن فائد والأعمش وأبو وائل الأسدي وأبان بن تغلب وعيسي همدان وﺇسحاق والأزرق وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب «زكريا» بالمدَّ، والقصرٌ والمدَّ لغتان فاشيتان في الحجاز.
- وأما حركة الهمزة بضم أو فتح فيرجع لصورة الفعل قبلها من حيث التخفيف والتشديد.
- وقرأ أبو بكر ومجاهد «زكرياَء» بالنصب، وهما يقرأان الفعل مشددا: «وكَفّلها».
[معجم القراءات: 1/483]
- وقرأ جبلة عن المفضل عن عاصم «وكفّلها زكرياء» بالتشديد والرفع.
- ووقف هشام بالبدل والقصر والتوسط، وبالرَّوْم.
- وَوَقْف حمزة عليه كَوَصْلِه بالقصر فقط.
{الْمِحْرَابَ}
- أماله النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان، ونسب اﻹمالة أبو علي ﺇلي ابن عامر ولم يقيده بالجر، وذكرها ابن خالويه عن ابن عامر، وكذا الصفراوي.
- وقرأه بالفتح الصوري وابن الأخرم عن الأخفش عن ابن ذاكون، فقد نّصُّوا بالوجهين عنه.
- قال ابن عطية: «وأطلق ابن مجاهد القول في إمالة ابن عامر الألف من «محراب»، ولم يخصَّ الجر من غيره، وقال غير ابن مجاهد: ﺇنما نميله في الجر فقط».
- ورقق الأزرق وورش الراء فيه حيث وقع.
{أَنَّىٰ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو.
- وقرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو بالفتح والصغرى.
[معجم القراءات: 1/484]
{مَن يَشَاءُ} قرأ بإدغام النون في الياء من غير غٌنَّة حمزة والكسائي وخلف والدوري.
قال ابن الجزري: «واختلف في الواو والياء، فأدغم خلف عن حمزة فيهما النون والتنوين بلا غٌنًة، واختلف عن الدوري عن الكسائي في الياء، فروي عنه أبو عثمان الضرير اﻹدغام بغير غٌنًّة كرواية خلف عن حمزة، وروي عنه جعفر بن محمد تبقية الغٌنّة كالباقين.
وأطلق الوجهين له صاحب المبهج، وكلاهما صحيح، والله أعلم»
- وقراءة الباقين بالإدغام بغٌنًّة). [معجم القراءات: 1/485]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس