عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:19 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (26) إلى الآية (27) ]

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}
{قُلِ اللَّهُمَّ}
- قراءة الجماعة «قُلِ اللهمَّ» بكسر اللام لالتقاء الساكنين.
- وعند ابن جني ما يُشْعِرٌ أنه قرئ «قُلِ اللهمَّ» بفتح اللام.
{تَشَاءُ} انظر القراءة في همزة في الوقف في الآية / 213 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ} انظر حكم الهمز في الايتين: 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/470]

قوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَتخرج الْحَيّ من الْمَيِّت} 27 فِي التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَتخرج الْحَيّ من الْمَيِّت} مخففا وَمَا كَانَ مثله {إِلَى بلد ميت} فاطر 9 و{أَو من كَانَ مَيتا} الْأَنْعَام 122 و{الأَرْض الْميتَة} يس 33 {وَإِن يكن ميتَة} الْأَنْعَام 139 مخففا كُله
وروى حَفْص عَن عَاصِم {الْمَيِّت} مشددا فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ} و{لبلد ميت} الْأَعْرَاف 57 و{إِلَى بلد ميت}
وَزَاد نَافِع {أَو من كَانَ مَيتا} و{الأَرْض الْميتَة} و{لحم أَخِيه مَيتا} الحجرات 12 وخفف سَائِر الْقُرْآن مِمَّا لم يمت
وخفف حَمْزَة وَالْكسَائِيّ غير هَذِه الْحُرُوف). [السبعة في القراءات: 203]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الميت} [27]، وفي الأنعام [95]، والأعراف [57]، ويونس [31]، والروم [19]، وفاطر [9]: مشدد وكوفي غير أبي بكر. وافق أبو بشر في يونس، والروم، وفاطر. زاد مدني {أومن كان ميتًا} [الأنعام: 122]، و{أخيه ميتًا} [الحجرات: 12]، و{الأرض الميتة} [يس: 33].
[المنتهى: 2/623]
وافق بصري غير أبوي عمرو في {أومن كان ميتًا}، وما ليس معه ذكر البلد. زاد يزيد {وإن يكن ميتةً} [الأنعام: 139]، و{أن يكون ميتةً} [الأنعام: 145]، و{بلدةً ميتًا} [الفرقان: 49]، ونحوه في جميع القرآن). [المنتهى: 2/624]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي بتشديد كل ما في القرآن من (الميت وميتًا) غير أن نافعًا تفرد بالتشديد في ثلاثة مواضع وهي قوله عز وجل (أو من كان ميتا) و(الأرض الميتة) و(لحم أخيه ميتا) وخففهن الباقون.
وقرأ الباقون بالتخفيف في جميع ذلك حيث وقع، ولم يختلفوا في تشديد ما لم يمت نحو (إنك ميت وإنهم ميتون) و(ما هو بميت) ونحوه، ولا في تخفيف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو (بلدة ميتا) ). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي: {الحي من الميت} و: {الميت من الحي} (27) و: {إلى بلد ميت} (فاطر: 9) وشبهه، إذا كان قد مات: مثقلاً.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وحفص وحمزة والكسائيّ وأبو جعفر [وخلف] : (الحيّ من الميّت والميّت من الحيّ (وإلى بلد ميت) وشبهه إذا كان قد مات مثقلًا، وافقهم يعقوب في الميّت، والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 320]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {الْمَيِّتِ} هنا، وفي [الأنعام: 95]، [والأعراف: 57]، [ويونس: 31]، [والروم: 19]، [وفاطر: 9] مشدد: نافع وحفص وحمزة والكسائي.
زاد نافع {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا} في [الأنعام: 122]، و{الْأَرْضُ
[الإقناع: 2/618]
الْمَيْتَةُ} في [يس: 33]، و{لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} في [الحجرات: 12]). [الإقناع: 2/619]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (550 - وَفي بَلَدٍ مَيْتٍ مَعَ المَيْتِ خَفَّفُوا = صَفَا نَفَرًاوَالمَيْتَةُ الْخِفُّ خُوِّلاَ
551 - وَمَيْتًا لَدَى الأَنْعَامِ وَالْحُجُرَاتِ خُذْ = وَمَا لَمْ يَمُتْ لِلْكلِّ جَاءَ مُثَقَّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([550] وفي بلدٍ ميتٍ مع الميت خففوا = (صـ)فا (نفر)ًا والميتة الخف (خـ)ولا
خُوِّلَ: أي حفظ؛ من خال الراعي يخول، إذا حفظ، فهو خايلٌ.
وأصل ميت عند البصريين: ميوت.
وقال الكوفيون: هذا لا نظير له في الصحيح. وإنما أصله: مویتٌ، مثل: طويل، ثم قلبت الواو ياء للإدغام في الياء. ويلزمهم مثل هذا في: طويل وعويل.
وقال البصريون: هو الأصل وإن لم يكن له في الصحيح نظير. وقد قالوا: قاض وقضاة، ولا يوجد مثله في الصحيح.
فعلى قولهم لما اجتمعت الياء والواو، وسبقت الأولى منهما بالسكون، قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء.
ومثله: سيد وهين، الأصل: سيود وهيون.
فالتثقيل هو الأصل، إلا أن بعض العرب يستثقل الضعيف في الياء، فيحذف العين فيقول: سيد وميت وهين.
وعليها جاءت قراءة التخفيف؛ ومنه قولهم: هينٌ لين، وقوله عليه السلام: «المؤمنون هينون لينون».
[فتح الوصيد: 2/770]
وقال الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميتٍ = إنما الميت ميت الأحياء
وإنما بقوا الزائد وحذفوا الأصلي وهو العين، لأنهم لو بقوا العين، لوجب قلبها ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. ولو فعلوا هذا، لكان إخلالًا بالكلمة بعد إخلال، وذلك ممتنع.
ونظير هذا الحذف قولهم: هارٍ وشاكٍ؛ أصله: هایرٌ وشايك، فحذفوا العين.
وأصل صيرورة وقيدودة: صيرورة وقيدودة، والحذف فيهما ملتزم لكثرة حروفهما.
و(الميتة)، عنى به قوله تعالى: {وءايةٌ لهم الأرض الميتة}.
فإن قيل: فهذا يشكل على المبتدئ بقوله: {الميتة والدم} !
قلت: ذلك مما لا خلاف فيه، وقد سبق لفظه في البقرة، فلا يقع -مع ذلك هاهنا - فيه إشكال، وإنما أراد ما ذكرته في يس.
وأيضًا فإنه قال: (وفي بلد ميت مع الميت)، فكأنه قال: {والأرض الميتة}، لأنها من جنس ذلك، وهي ثلاثة مواضع، انفرد نافع فيها بالتثقيل. هذا منها.
والموضعان هما في البيت بعده.
[فتح الوصيد: 2/771]
[551] وميتًا لدى الأنعام والحجرات (خُـ)ذْ = وما لم يمت للكل جاء مثقلا
قوله تعالى: {أو من كان ميتًا} و {لحم أخيه ميتًا}.
و(وما لم يمت)، كقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} و{ما هو بيمت} و{ثم إنكم بعد ذلك لميتون}.
وكذلك لا خلاف بينهم في تخفيف {الميتة والدم} و{بلدة ميتًا} ). [فتح الوصيد: 2/772]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [550] وفي بلد ميت مع الميت خففوا = صفا نفرا والميتة الخف خولا
ب: (خولا): أعطي.
ح: (في بلدٍ): مفعول (خففوا): على معنى: فعلوا التخفيف، (نفرًا): تمييز، (الميتة): مبتدأ، (الخف): مبتدأ ثانٍ، (خولا): خبره، أي: خُول الخف إياها، على حذف العائد.
ص: أي: قرأ أبو بكر وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالتخفيف في: {ميت} منكرًا مجرورًا مع: {الميت} معرفًا نحو: {لبلدٍ ميتٍ} [الأعراف: 57]، و{إلى بلدٍ ميت} [فاطر: 9]، و {ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} [يونس 31]، ونحوه،
[كنز المعاني: 2/99]
والباقون بالتشديد، وهما لغتان.
فالتشديد على الأصل، وتركه استخفاف نحو: (هيِّن) و (هيْن)، و(سيِّد) و(سيْد)، واجتماعهما في قوله:
ليس من مات فاستراح بميتٍ = إنما الميت ميتُ الأحياءز
وأما قوله تعالى: {وآيةٌ لهم الأرض الميتة} في يس [33]: فغير نافع يقرأ بالتخفيف، والمعنى: أعطي التخفيف الميتة.
ولم يلتبس بقوله: {إنما حرم عليكم الميتة والدم} [البقرة: 173]، إذ لو كان فيه خلاف لذكره في البقرة، ولما علم أنه لم يرد ما في البقرة علم أنه لم يرد حرف المائدة أيضًا؛ لأنه سواء مثله، وفي ذلك التوجيه نحو تمحل.
[551] وميتًا لدى الأنعام والحجرات خذ = وما لم يمت للكل جاء مثقلا
[كنز المعاني: 2/100]
ح: (ميتًا): مفعول (خذ)، (ما لم يمت) الموصول مع الصلة: مبتدأ، (جاء): خبره، (مثقلًا): حال من فاعل (جاء)، (للكل): متعلق بها.
ص: يعني: قرأ غير نافع: {أومن كان ميتًا فأحييناه} في الأنعام [122]، و{لحم أخيه ميتًا} في الحجرات [12] بالتخفيف، ونافعٌ وحده ثقلهما.
وما اختلفوا في: {بلدةً ميتًا}، و{الميتة} أين جاء إلا ما ذكر من حرف يس.
ثم قال: (وما لم يمت)، أي: كل ما لم يحصل فيه صفة الموت فهو مشدد لكل القراء، نحو: {وما هو بميتٍ} [إبراهيم: 17]، {إنك ميتٌ وإنهم ميتون} [الزمر: 30]، {ثم إنكم بعد ذلك لميتون} [المؤمنون: 15] ). [كنز المعاني: 2/101]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (548- وَفي بَلَدٍ مَيْتٍ مَعَ المَيْتِ خَفَّفُوا،.. "صَـ"ـفَا "نَفَرًا" وَالمَيْتَةُ الْخِفُّ خُوِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/11]
أي الخلف وقع في هذين اللفظين حيث أتيا، قال في التيسير: الحي من الميت والميت من الحي وإلى بلد ميت وشبهه إذا كان قد مات والتخفيف والتثقيل في مثل هذا لغتان، قال الشاعر فجمع بين اللغتين:
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما المَيْت مَيِّتُ الأحياء
وقوله: صفا نفرًا: نصب نفرا على التمييز، وقد استعمل هذا اللفظ بعينه في موضعين آخرين، أحدهما في أواخر هذه السورة في:
"ومتم ومتنا ..."، فقال فيه: صفا نفر: بالرفع على الفاعلية، والموضع الآخر في سورة التوبة:
"ترجئ" همزة صفا نفر ...
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/12]
بالجر على الإضافة وقصر صفا الممدود، وقوله: والميتة الخف، والخف يقع في بعض النسخ منصوبا وفي بعضها مرفوعا، فوجه النصب أن يكون مفعولا ثانيا لقوله: خولا؛ أي: ملك هذا اللفظ الخف من قولهم: خوله الله الشيء إذا ملكه إياه، ووجه الرفع أنه مبتدأ ثانٍ والعائد إلى الأول محذوف؛ أي: الخف فيه كقوله: "السمن منوان بدرهم"؛ أي: التخفيف فيه خول؛ أي: حفظ من خال الراعي يخول فهو خائل إذا حفظ، والتشديد للتكثير ويجوز أن يكون الخف صفة الميتة؛ أي: انفرد نافع بتثقيله وأشار بقوله: خولا؛ أي: حفظ إلى أن لفظ الميتة الذي وقع فيه الخلاف معروف مشهور بين القراء، وهو الذي في سورة يس: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ}.
ولا شك أن إطلاق الناظم الميتة يلبس على المبتدئ بقوله: {الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ}، في سورتي المائدة والنحل، أما الذي في البقرة فلا يلبس؛ لأنه تعداه ولم يذكره، فدل على أنه غير مختلف فيه، وقول من قال: لما لم يذكر الذي في البقرة علم أنه لا خلاف فيه ولا ما كان من نوعه غير مستقيم، فكم من ألفاظ متفقة وقع الخلاف في بعضها على ما نظم نحو: "بسطة" في البقرة بالسين اتفاقا، وفي الأعراف تقرأ بالصاد والسين، ولو كان أخر ما في يس إلى سورته لكان أولى، وليته ذكره في الأنعام كما فعل صاحب التيسير والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/13]
549- وَمَيْتًا لَدَى الأَنْعَامِ وَالحُجُرَاتِ "خُذْ"،.. وَمَا لَمْ يَمُتْ لِلْكلِّ جَاءَ مُثَقَّلا
يريد قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}، {أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} انفرد نافع أيضا بتثقيلهما كالميتة في يس ثم أخذ يذكر ما أجمعوا على تثقيله فقال: وما لم يمت؛ أي: ما لم يتحقق فيه بعد صفة الموت كقوله: {وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ}.
وكذلك أجمعوا على تخفيف الميتة في غير يس، وذلك في البقرة والمائدة والنحل و: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} في الأنعام، وفيها: {وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ} وفي ق: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا}، ونحوه، فقول صاحب التيسير في ضبط ما وقع فيه الخلاف: إذا كان قد مات يرد عليه هذا الذي أجمع على تخفيفه، والناظم أخذ مفهوم عبارة صاحب التيسير فقال:
وما لم يمت للكل جاء مثقلا
ولم يتعرض لما أجمعوا على تخفيفه وتعرض له مكي فقال: لم يختلفوا في تشديد ما لم يمت، ولا في تخفيف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو: {بَلْدَةً مَيْتًا}، فقد بان أن ما أجمع عليه منه ما ثقل ومنه ما خفف، وقلت بدل هذا البيت بيتا نبهت فيه على ذلك، وبينت ما وقع فيه الخلاف من الميتة وهو بعد قوله:
....... والميتة الخف خولا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/14]
بياسين في الأنعام ميتا خذوا وفو،.. ق ق وباقي الباب خف وثقلا
أي هذه مواضع الخلاف قد نص عليها وما عدا ذلك مجمع عليه لكن بعضه وقع الاتفاق على تحقيقه وبعضه على تشديده والله أعلم.
ووقع في كتاب السبعة لابن مجاهد تخفيف سائر القرآن مما لم يمت زاد في نسخة كقوله: وإن يكن ميتة وبلدة ميتًا ونحوه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/15]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (550 - وفي بلد ميت مع الميت خفّفوا ... صفا نفرا والميتة الخفّ خوّلا
551 - وميتا لدى الأنعام والحجرات خذ ... وما لم يمت للكلّ جاء مثقّلا
قرأ شعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بتخفيف الياء بمعني إسكانها في لفظ مَيِّتٍ* المنكر وهو في موضعين: سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ بالأعراف، فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ بفاطر. وفي لفظ الميت المصاحب للام التعريف حيث وقع نحو: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ*. وقرا الباقون وهم نافع وحفص وحمزة والكسائي بتشديد الياء وكسرها في كل ما ذكر، وقرأ السبعة إلا نافعا بتخفيف الياء في لفظ الميتة في سورة يس في قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ. وقرأ نافع بالتشديد. وكان ينبغي للناظم أن يقيد هذا الموضع بسورته حتى لا يلتبس بغيره. وقرأ السبعة إلا نافعا أيضا بتخفيف الياء في: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً بالأنعام، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً بالحجرات. وقرأ نافع بالتشديد في الموضعين. وقوله: (وما لم يمت للكل جاء مثقلا)، معناه: أن ما لم تتحقق فيه صفة الموت فهو مقروء بالتشديد لجميع القراء، نحو: وَما هُوَ بِمَيِّتٍ، إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ، أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. وكما أجمع السبعة على تشديد ما لم تتحقق فيه صفة الموت أجمعوا على التخفيف في: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ* في البقرة والنحل، حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ بالمائدة، وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً بالأنعام، لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً بالفرقان، فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً بالزخرف، وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً في سورة ق). [الوافي في شرح الشاطبية: 232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنَ الْمَيِّتِ فِيهِمَا عِنْدَ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {الميت} [27] ذكر في البقرة عند {الميتة} [173] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الميت" في الموضعين هنا وحيث جاء وهو سبعة بتشديد الياء مكسورة نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف، والباقون بالتخفيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي} [27] قرأ نافع والأخوان وحفص {الميت} معًا بتشديد الياء مكسورة، والباقون بياء مخففة ساكنة). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
{فِي النَّهَارِ} تقدّمت اﻹمالة فيه في الآية / 274 من سورة البقرة.
{الْمَيِّتِ... الْمَيِّتَ} قرأ حفص عن عاصم ونافع وحمزة والكسائي وسهل وأبو جعفر ويعقوب وخلف والأعمش «الميِّت» بتشديد الياء.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وابن محصين واليزيدي والحين «الميْت» بالتخفيف.
- ولا فرق بينهم في الاستعمال قال أبو حيان: «ومن زعم أن المخفف لما قد مات، والمشدّد لما قد مات، ولِمَا لم يَمُت، فيحتاج إلى دليل».
[معجم القراءات: 1/470]
وقال الطبري: «وأوْلَى القراءتين بالصواب قراءة من شدد الياء من الميت»
وذكر الخلاف ابن الجزري ثم قال: «واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو: «وما هو بميّت»، «وإنك ميت وإنهم ميتون»: لأنه لم يتحقق فيه صفة الموت بعدُ، بخلاف غيره»
{تَشَاءُ}
- تقدَّم حكم الوقف على أخره في الآية /213 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/471]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس