عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 08:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (10) إلى الآية (13) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [البقرة: 284] و{يشآء} الأربعة {والمؤمنون} [البقرة: 285] {وأطعنا} و{أخطأنا} [البقرة: 286] و{السماء} و{تأويله} [7] و{الألباب} و{شيئًا} [10] و{الأبصار} وقوفها لا تخفى.
[غيث النفع: 460]
وكذلك {المآب} وهو تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الخمس باتفاق، وأما وقف ورش عليها فراجع ما تقدم). [غيث النفع: 461] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار (10)}
{لن تغني}
- قراءة الجمهور "لن تغني" بالتاء، وياء مفتوحة.
- وقرأ علي والسلمي "لن تغني" بالتاء، وسكون الياء.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي "لن يغني" بالياء على التذكير، وياء مفتوحة في آخره.
[معجم القراءات: 1/447]
- وقرأ الحسن "لن يغني" بالياء في أول الفعل، وياء ساكنة في آخره وذلك عند أبي حيان لاستثقال الحركة في حرف اللين، وإجراء المنصوب مجرى المرفوع، وبعض النحويين يخص هذا بالضرورة، وينبغي ألا يخص بها؛ إذ كثر ذلك في كلامهم.
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة.
{وقود}
- قراءة الجمهور "وقود" بفتح الواو، وهو اسم، أي ما يوقد في النار، وقيل: هو مصدر.
- وقرأ الحسن وطلحة بن مصرف ومجاهد "وقود " بضم الواو، وهو مصدر، وقدت النار وقودا.
- وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم "وقاد"، أي ما يوقد منها.
{النار}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/448]

قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كداب ءال) [11]، و(راي العين) [13]، و(الراي) [هود: 27]، وبابهما: بلا همز أبو عمرو غير ابن سعدان والقصباني، والأعشى، وورش طريق الأسدي. وافق ابن سعدان، والقضباني في (كداب)). [المنتهى: 2/622] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كدأب} [11] و{رأي} [13] أبدلهما السوسي فقط). [غيث النفع: 460] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب (11)}
{كدأب}
- قراءة الجماعة "كدأب" بسكون الدال.
- وقال أبو حاتم سمعت يعقوب يذكر "كدأب" بفتح الهمزة، أي: مداومة، وبالسكون وبالفتح لغتان في المصدر، ورد هذا النحاس.
- وقرأ أبو جعفر والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه وشجاع والأعمش والأصفهاني عن ورش والخزاز عن هبيرة ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "كداب" بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 1/449]

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {ستغلبون وتحشرون} 12 و{يرونهم مثليهم} 13
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {ستغلبون وتحشرون} بِالتَّاءِ و{يرونهم} بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة
وَقَرَأَ نَافِع {ستغلبون وتحشرون} و(ترونهم) ثلاثتهن بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (سيغلبون ويحشرون) و{يرونهم} بِالْيَاءِ ثلاثتهن
وَحكى أبان عَن عَاصِم (ترونهم) بِالتَّاءِ وَفِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 201 - 202]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({سيغلبون ويحشرون} بالياء كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 209]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({سيغلبون ويحشرون} [12]: بالياء هما، وخلف. عباس: مخير). [المنتهى: 2/620]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (سيغلبون ويحشرون) بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {سيغلبون ويحشرون} (12) بالياء فيهما.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (سيغلبون ويحشرون) بالياء فيهما والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 319]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ) بالياء مقسم، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم عباس مخير، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (قَدْ كَانَ لَكُمْ
[الكامل في القراءات العشر: 513]
آيَةٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([12]- {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ} بالياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (547 - وَفي تُغْلَبُونَ الْغَيْبُ مَعْ تُحْشَرُونَ فِي = رِضًا .... .... ....). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([547] وفي تغلبون الغيب مع تحشرون (فـ)ي = (ر)ضًا وترون الغيب (خـ)ص وخُللا
أي كائن في وجه رضی.
قال الزجاج: «والمعنى: بلغهم أهم سيغلبون ويحشرون».
ومن قرأ بالتاء فمعناه: قل لهم في خطابك لهم: ستغلبون.
وقال الفراء: «ذهب بالياء إلى الإخبار عن المشركين في مخاطبة اليهود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ظهر يوم بدر قالت اليهود: هذا هو النبي الذي لا ترد رايته. فلما ظهر المشركون يوم أُحد، رجعوا وكذبوا وأظهروا السرور، فقال الله تعالى: {قل للذين كفروا} -أي لليهود- {سيغلبون ويحشرون}، يعني المشركين».
وقال بذلك أيضًا أحمد بن يحيى.
[فتح الوصيد: 2/766]
وقال آخرون: «الياء والتاء واحد. وهذا كما تقول: قل لزيد إنه ذاهب وإنك ذاهب. وقد قال الله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا..}.
واحتج أبو عمرو بن العلاء لما اختاره، بأن بعدها: {قد كان لكم} ). [فتح الوصيد: 2/767]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [547] وفي تغلبون الغيب مع يحشرون في = رضى ويرون الغيب خص وخللا
ب: (خللا): بمعنى (خص) جمعهما للتأكيد.
ح: (الغيب في يغلبون): مبتدأ وخبر، (في رضى): حال، أو (الغيب في رضى): مبتدأ وخبر، (في يغلبون): ظرف ملغًى، (يرون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (خص): خبر.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون) [12] بالياء على الغيبة، والباقون بتاء الخطاب، وكلاهما بمعنًى، نحو: {قل للذين كفروا إن ينتهوا} [الأنفال: 38] بالياء والتاء.
[كنز المعاني: 2/95]
والمراد بـ {الذين كفروا} المخاطبين: اليهود، و(يغلبون ويحشرون): غيبة للمشركين، لأن المسلمين لما هربوا يوم أحد قالت اليهود: لا تردُّ للنبي راية وكذبوه، فأنزل الله تعالى الآية.
وقرأ غير نافع: {وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهم رأي العين} [13] بياء الغيبة على أن الرائين المشركون والمرئيين المؤمنون، ويحتمل العكس.
[كنز المعاني: 2/96]
ونافع بتاء الخطاب، والمخاطبون اليهود، لكونهم حاضري الوقعة ببدر، أي: ترون المسلمين مثلي عددهم، أو مثلي عدد المشركين، على اختلاف التفاسير). [كنز المعاني: 2/97] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (545- وَفي تُغْلَبُونَ الغَيْبُ مَعْ تُحْشَرُونَ "فِـ"ـي،.. "رِ"ضًا وَتَرَوْنَ الغَيْبُ "خُـ"ـصَّ وَخُلِّلا
في رضى: في موضع نصب على الحال من الغيب أو في موضع رفع خبرًا له؛ أي: الغيب مستقر في هذين اللفظين كائنا في وجه مرضيّ به أو الغيب فيهما كائن في رضى، والغيب والخطاب في مثل واحد كما تقول: قل لزيد يقوم، وقل لزيد: قم، وقد تقدم مثله في البقرة: {لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} بالتاء وبالياء، وقد جاء في القرآن العزيز الغيب وحده في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ}.
والخطاب وحده في قوله: سبحانه: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ}.
وقيل: ليقول لهم اليهود: والإخبار عن مشركي مكة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/7]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (547 - وفي تغلبون الغيب مع تحشرون في ... رضا وترون الغيب خصّ وخلّلا
قرأ حمزة والكسائي: قل للّذين كفروا سيغلبون ويحشرون إلى جهنّم بالياء المثناة التحتية على الغيب فتكون قراءة الباقين بالتاء المثناة الفوقية على الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَغْلِبُونَ. وَتُحْشَرُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {ستغلبون} [12]، {وتحشرون} [12] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (522 - سيغلبون يحشرون رد فتى = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لّ (أ) تى
أي قرأ «سيغلبون يحشرون» بالغيب فيهما على اللفظ الكسائي وحمزة وخلف، والباقون بالخطاب والغيب، والخطاب في مثل هذا واحد كما تقول قل لزيد قم وقل له يقوم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لـ (أ) تى
ش: أي: قرأ [ذو راء (رد)، ومدلول (فتى) الكسائي وحمزة وخلف] سيغلبون ويحشرون [آل عمران: 12] بالياء تحت، وفهم من الإطلاق، والباقون بالتاء على الخطاب.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، وظاء (ظل) يعقوب، وألف (أتى) نافع ترونهم مثليهم رأى العين [آل عمران: 13] بالتاء على الخطاب، [والباقون بالياء على الغيب].
وجه غيب الأولين: قال الزجاج: بلّغهم بأنهم سيغلبون على حد قل للمؤمنين يغضّوا [النور: 30].
ووجه خطابهما: أن معناه: قل لهم في خطابك.
وضمير «كفروا» وتاليه للمشركين، وغلبهم كان يوم بدر.
وقيل: لليهود و[يؤيده] ما روى ابن عباس أنه- عليه السلام- جمع اليهود يوم بدر بالمدينة، وقال: «يا معشر اليهود: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم».
فقالوا: «لا تغرنك نفسك؛ أنك لقيت أقواما أغمارا بالحرب، لئن قاتلتنا لتعلمن أننا نحن الناس» فنزلت.
وقال الفراء: الأول لليهود، والأخيران للمشركين.
ووجه غيب يرونهم [آل عمران: 13] توجيهه للمسلمين المقاتلين ببدر، أي:
يرى المسلمون المشركين مثلي عدد المسلمين، كان المسلمون ثلاثمائة، وبضعة عشر، والكفار نحو: ألف، فقللهم الله- تعالى- في أعينهم حتى رأوهم نحو: ستمائة؛ توطينا لأنفسهم على القتال؛ لقوله: مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال: 66].
ووجه التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: قد كان لكم [آل عمران: 13]، أو إلى المسلمين المنزل عليهم، وتقديرها: ترونهم لو رأيتموهم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/232]
أو إلى الكفار، أي: يا مشركي قريش ترون المسلمين مثلي فئتكم، ثم حذف وأضمر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ستغلبون، وتحشرون" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وخلف بالغيبة فيهما وافقهم الأعمش والضمير للذين كفروا، والجملة محكية بقول آخر لا بقل أي: قل لهم قولي سيغلبون إلخ والباقون بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل الهمزة" من "بئس" ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر "وإبدلها" من "فئتين وفئة" أبو جعفر وحده ومن يؤيد ورش من طريقيه وأبو جعفر بخلف عن ابن وردان، ووقف حمزة بالإبدال كذلك في الثلاث). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ستغلبون وتحشرون} [12] قرأ الأخوان بالتحتية فيهما، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 460]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد (12)}
ستغلبون وتحشرون
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش "سيغلبون ويحشرون" بياء الغيبة فيهما.
[معجم القراءات: 1/449]
- وقراءة الباقين "ستغلون وتحشرون" بتاء الخطاب، وهي اختيار الطبري، على معنى: قل يا محمد للذين كفروا من يهود بني إسرائيل...
{بئس}
- قرأ أبو عمرو وأبو جعفر وورش والسوسي ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم واليزيدي "بيس" بإبدال الهمزة ياء في الوقف والوصل.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 1/450]

قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {ستغلبون وتحشرون} 12 و{يرونهم مثليهم} 13
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {ستغلبون وتحشرون} بِالتَّاءِ و{يرونهم} بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة
وَقَرَأَ نَافِع {ستغلبون وتحشرون} و(ترونهم) ثلاثتهن بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (سيغلبون ويحشرون) و{يرونهم} بِالْيَاءِ ثلاثتهن
وَحكى أبان عَن عَاصِم (ترونهم) بِالتَّاءِ وَفِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 201 - 202] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ترونهم} بالتاء مدني ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 209]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ترونهم} [13]: بالتاء مدني، وبصري غير أبي عمرو، وحمصي، وابن بشار طريق البختري). [المنتهى: 2/621]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كداب ءال) [11]، و(راي العين) [13]، و(الراي) [هود: 27]، وبابهما: بلا همز أبو عمرو غير ابن سعدان والقصباني، والأعشى، وورش طريق الأسدي. وافق ابن سعدان، والقضباني في (كداب)). [المنتهى: 2/622] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ترونهم) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {ترونهم} (13) بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر ويعقوب: (ترونهم) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 319]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فِئَةٌ تُقَاتِلُ)، (وَأُخْرَى كَافِرَةٌ) نصب ابن أبي عبلة وبالجر حميد، ومجاهد، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وميمونة، والإنطاكي عن أبي جعفر، وهو الاختيار لقوله: (فَي فِئَتَين)، الباقون بالرفع.
" ترونهم " بالتاء وضمها على ما لم يسم فاعله طَلْحَة في غير رواية الفياض، الباقون على تسمية الفاعل بالتاء، وفتحها بصري غير أَبُو عَمْرٍو ومدني، ومجاهد، وَحُمَيْد، وهو الاختيار لقوله: (قَدْ كَانَ لَكُمْ)، الباقون بالياء وفتحها). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13]- {يَرَوْنَهُمْ} بالتاء: نافع). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (547- .... .... .... .... = .... وَتَرَوْنَ الْغَيْبُ خُصَّ وَخُلِّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وترون الغيب خص)، أي خص المقاتلين في سبيل الله.
(وخلل)، بمعني خص أيضًا؛ يقال: عم بدعوته وخلل، أي: عم وخص.
قال الشاعر:
أبلغ كلابًا وخلل في سراتهم
وقال آخر:
بني مالكٍ أعني بسعد بن مالك = أعم بخير صالحٍ وأخلل
ومن قرأ بالتاء، جعل الخطاب لليهود؛ أي ترونهم لو رأيتموهم مثليهم.
وكان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر، والكفار ألفًا. وقيل: تسعمائة وخمسين؛ فهم أكثر من ثلاثة أمثالهم.
ولكن الآية، أنهم يراهم الرأي، ويراهم المسلمون مثليهم، فقللهم الله في أعينهم ليشجعهم عليهم، لأنهم لا يعجز واحدٌ عن اثنين، وقد يعجز عن الثلاثة.
ويجوز أن يكون الخطاب للمسلمين الذين أنزل عليهم هذا؛ أي ترونهم لو رأيتموهم كما كانوا يرونهم مثليهم رأي العين.فهو عام، لأن المعني يراهم الرأي منكم مثليهم). [فتح الوصيد: 2/767]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [547] وفي تغلبون الغيب مع يحشرون في = رضى ويرون الغيب خص وخللا
ب: (خللا): بمعنى (خص) جمعهما للتأكيد.
ح: (الغيب في يغلبون): مبتدأ وخبر، (في رضى): حال، أو (الغيب في رضى): مبتدأ وخبر، (في يغلبون): ظرف ملغًى، (يرون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (خص): خبر.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون) [12] بالياء على الغيبة، والباقون بتاء الخطاب، وكلاهما بمعنًى، نحو: {قل للذين كفروا إن ينتهوا} [الأنفال: 38] بالياء والتاء.
[كنز المعاني: 2/95]
والمراد بـ {الذين كفروا} المخاطبين: اليهود، و(يغلبون ويحشرون): غيبة للمشركين، لأن المسلمين لما هربوا يوم أحد قالت اليهود: لا تردُّ للنبي راية وكذبوه، فأنزل الله تعالى الآية.
وقرأ غير نافع: {وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهم رأي العين} [13] بياء الغيبة على أن الرائين المشركون والمرئيين المؤمنون، ويحتمل العكس.
[كنز المعاني: 2/96]
ونافع بتاء الخطاب، والمخاطبون اليهود، لكونهم حاضري الوقعة ببدر، أي: ترون المسلمين مثلي عددهم، أو مثلي عدد المشركين، على اختلاف التفاسير). [كنز المعاني: 2/97] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/7]
ويرون الغيب، ويرون مبتدأ والغيب بدل منه بدل الاشتمال؛ أي: وغيب يرون خص، ويجوز أن يكون الغيب خص: مبتدأ وخبرا وهما خبر يرون والعائد محذوف؛ أي: الغيب فيه، وخلل بمعنى خص، وإنما جمع بينهما تأكيدا لاختلاف اللفظين كقول عنترة:
أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
يريد قوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ}؛ أي: خص الذين حضروا القتال فهم الذين رأوا الخطاب قيل لليهود وقيل لمن غاب عن الوقفة من المسلمين أو المشركين فلم يختص الرائي على قراءة الخطاب بالحاضرين، فالمعنى على قراءة الغيب: يرى المشركون المسلمين مثلي المشركين أو مثلي المسلمين أو يرون أنفسهم مثلي المسلمين أو يرى المسلمون المشركين مثلي المسلمين، وذلك أيضا تقليل؛ لأنهم كانوا أكثر من ثلاثة أمثالهم أو يرون أنفسهم مثلي المشركين، وعلى قراءة الخطاب يحتمل أن يكون الخطاب للمسلمين؛ أي: ترون المشركين ببدل مثلي المسلمين الحاضرين لها أو ترون المسلمين الحاضرين مثلي المشركين أو ترون المسلمين مثلي المسلمين تكثيرا لهم، ويحتمل أن يكون الخطاب للمشركين؛ أي: ترون المسلمين مثلي المشركين ترغيبا لهم أو ترون المشركين مثلي المسلمين حقيقة، ومع هذا نصر المسلمون عليهم، ويحتمل أن يكون الخطاب لليهود؛ أي: ترون المشركين مثلي المسلمين حقيقة أو ترون المسلمين مثلي المشركين آية من الله تعالى أو ترون المسلمين مثلي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/8]
المسلمين، وعلى الجملة فهذه الوجوه كلها ما كان منها دالا على التقليل من الطريقين فهو على وفق ما كان في سورة الأنفال من قوله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ}.
وما كان منها دالا على التكثير فوجه الجمع بين الآيتين أن التكثير وقع بعد التقليل وكان حكمة تقليل المسلمين أولا أن لا يكترث لهم الكفار ويستهينوا أمرهم فلا يكثروا الاستعداد لهم، وحكمة تقليل المشركين ظاهرة وهي أن لا يهابهم المسلمون ولا يرغبوا بسبب كثرتهم، فلما حصل الغرض من الجانبين والتقى الجمعان كثر الله تعالى المسلمين في أعين الكفار؛ ليجتنبوا عنهم فينهزموا، وليس بقوي عندي في معنى هذه الآية إلا أن المراد تقليل المسلمين وتكثير المشركين فهو موضع الآية التي ذكرها الله سبحانه بقوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا}، ويدل عليه قوله بعد ذلك: {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ}؛ أي: ليس ذلك بسبب قلة ولا كثرة فلا تغتروا بكثرتكم؛ فإن النصر من عند الله، والهاء في: ترونهم للكفار سواء قرئ بالغيب أو الخطاب، والهاء في مثليهم للمسلمين، فإن قلت: إن كان المراد هذا فهلا قيل: يرونهم ثلاثة أمثالهم وكان أبلغ في الآية وهي نصر القليل على هذا الكثير والعدة كانت كذلك أو أكثر؟ قلتُ: أخبر عن الواقع، وكان آية أخرى مضمومة إلى آية النصر، وهي تقليل الكفار في أعين المسلمين وقللوا إلى حد وعد المسلمون النصر عليهم، وهو أن الواحد من المسلمين يغلب الاثنين فلم تكن حاجة إلى التقليل أكثر من هذا، وفيه فائدة وقوع ما ضمن لهم من النصر في ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/9]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (547 - .... .... .... .... = .... وترون الغيب خصّ وخلّلا
.....
وقرأ المرموز لهم بالخاء وهم القراء السبعة سوى نافع بياء الغيب في يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ فتكون قراءة نافع وحده بتاء الخطاب. و(خلل) بمعنى خص وذكره بعد للتأكيد). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86 - يَرَوْنَ خِطَابًا حُزْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - يرون خطابًا (حُـ)ـز و(فـ)ـز يقتلوا تقيـ = ـية مع وضعت (حُـ)ـم وأن افتحًا (فـ)ـلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {ترونهم مثليهم} [13] بالخطاب والمخاطب اليهود وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 108]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالِ فِئَةٍ، وَفِئَتَيْنِ، وَيُؤَيِّدُ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَرَوْنَهُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فئةٌ} [13]، و{فئتين} [13]، و{يؤيد} [13] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب {يرونهم} [13] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (522- .... .... .... .... = يرونهم خاطب ثنا ظلٌّ أتى). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ترونهم) يعني قوله تعالى «ترونهم مثليهم» قرأه بالخطاب أبو جعفر ويعقوب ونافع والباقون بالغيب، والخطاب يحتمل أن يكون للمسلمين: أي ترون المشركين بقدر مثلى المسلمين الحاضرين لها، أو ترون المسلمين الحاضرين مثلى المشركين تكثيرا لهم، ويحتمل غير ذلك والغيب للمشركين: أي يرى المشركون المسلمين مثلى المشركين أو المسلمين، أو يرون أنفسهم مثلى المسلمين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لـ (أ) تى
ش: أي: قرأ [ذو راء (رد)، ومدلول (فتى) الكسائي وحمزة وخلف] سيغلبون ويحشرون [آل عمران: 12] بالياء تحت، وفهم من الإطلاق، والباقون بالتاء على الخطاب.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، وظاء (ظل) يعقوب، وألف (أتى) نافع ترونهم مثليهم رأى العين [آل عمران: 13] بالتاء على الخطاب، [والباقون بالياء على الغيب].
وجه غيب الأولين: قال الزجاج: بلّغهم بأنهم سيغلبون على حد قل للمؤمنين يغضّوا [النور: 30].
ووجه خطابهما: أن معناه: قل لهم في خطابك.
وضمير «كفروا» وتاليه للمشركين، وغلبهم كان يوم بدر.
وقيل: لليهود و[يؤيده] ما روى ابن عباس أنه- عليه السلام- جمع اليهود يوم بدر بالمدينة، وقال: «يا معشر اليهود: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم».
فقالوا: «لا تغرنك نفسك؛ أنك لقيت أقواما أغمارا بالحرب، لئن قاتلتنا لتعلمن أننا نحن الناس» فنزلت.
وقال الفراء: الأول لليهود، والأخيران للمشركين.
ووجه غيب يرونهم [آل عمران: 13] توجيهه للمسلمين المقاتلين ببدر، أي:
يرى المسلمون المشركين مثلي عدد المسلمين، كان المسلمون ثلاثمائة، وبضعة عشر، والكفار نحو: ألف، فقللهم الله- تعالى- في أعينهم حتى رأوهم نحو: ستمائة؛ توطينا لأنفسهم على القتال؛ لقوله: مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال: 66].
ووجه التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: قد كان لكم [آل عمران: 13]، أو إلى المسلمين المنزل عليهم، وتقديرها: ترونهم لو رأيتموهم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/232]
أو إلى الكفار، أي: يا مشركي قريش ترون المسلمين مثلي فئتكم، ثم حذف وأضمر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إبدال فية وفيتين لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ترونهم" [الآية: 13] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيبة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش والباقون بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الهمزة الثانية واوا مكسورة "من يشاء أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس ولهم تسهيلها كالياء، وأما كالواو فتقدم رده). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كدأب} [11] و{رأي} [13] أبدلهما السوسي فقط). [غيث النفع: 460] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترونهم} [13] قرأ نافع بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤيد} قرأ ورش بإبدال همزه واوًا، والباقون بالهمزة). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء إن} تسهيل الثانية وإبدالها واوًا للحرميين وبصري، وتحقيقها للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لعبرة} ترقيق راءه لورش جلي). [غيث النفع: 460]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قد كان لكم أية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن ذلك لعبرة لأولي الأبصار (13)}
{فئتين... فئة}
- قرأ أبو جعفر وابن وردان "فيتين.. فية" بإبدال الهمزة ياء.
- وقرأ بالإبدال حمزة في الوقف.
{فئة}
- قراءة الجمهور "فئة" بالرفع على القطع والتقدير: إحداهما فئة، فهو خبر مبتدأ مقدر.
- وقرأ الحسن والزهري ومجاهد وحميد "فئة" بالجر، على البدل التفصيلي من "فئتين".
[معجم القراءات: 1/450]
قال الطبري: "وهذا وإن كان جائزا في العربية فلا أستجيز القراءة به الإجماع الحجة من القراء على خلافه".
- وقرأ ابن السميفع وابن أبي عبلة "فئة" بالنصب على المدح.
قال أبو حيان: "انتصب الأول "فئة" على المدح، والثاني "أي: أخرى" على الذم كأنه قيل: أمدح فئة تقاتل في سبيل الله، وأذم أخرى كافرة، وقيل: النصب على الحال، أو على الاختصاص، أو بتقدير: "أعني".
{تقاتل}
- قراءة الجمهور "تقاتل" بالتاء، على تأنيث الفئة.
- وقرأ مجاهد ومقاتل "يقاتل" بالياء على التذكير، لأن معنى الفئة: القوم، فرد إليه، وجرى على لفظه.
{وأخرى}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- وقرأ بالفتح الباقون وابن ذكوان من طريق الأخفش.
{كافرة}
- قراءة الجماعة وأخرى كافرة بالرفع.
[معجم القراءات: 1/451]
- وقرأ الحسن ومجاهد "وأخرى كافرة" بالخفض على البدل من "فئتين"، أو بالعطف.
- وقرأ ابن أبي عبلة "وأخرى كافرة" بالنصب على الذم، أو الحال.
- ورقق الأزرق وورش الراء.
- وقراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها، وهي قراءة اليزيدي في اختياره.
{يرونهم}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن محيصن واليزيدي والأعمش وأبو بكر "يرونهم" بياء الغيب.
أي يرى الجمع من المؤمنين الجمع من الكفار مثلي جمع المؤمنين.
[معجم القراءات: 1/452]
- وقرأ أبو جعفر ونافع وأبان عن عاصم وحفص ويعقوب وسهل وابن شاهي والحسن «تَرَونهم» بالتاء، على الخطاب لجميع المؤمنين، والهاء والميم لجميع المشركين.
ورَجَّح الطبري القراءة بالياء على معنى: وأخري كافرة يراهم المسلمون مِثلَيْهِم.
- وقرأ ابن عباس وطلحة بن مُصَرِّف وأبو عبد الرحمن «ترَوْنَهم» بضم التاء مبنياً للمفعول.
قال الطبري: «.. بمعنى يٌرِيكُمُوهم الله مِثْلَيْهِم».
وقرأ أبو حيوة والسلمي وابن مُصَرِّف «يُرَوْنهم» بالياء المضمومة مبنياً للمفعول، وذكرها الطبري عن ابن عباس.
{مِثْلَيْهِم}
- قرأ سهل ويعقوب «مِثْلَيْهِم» بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة «مِثْلَيْهِم» بكسرها لمناسبة الياء قبله.ا
{رَأيَ العَيْنِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن روش ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبو بكر عن عاصم «راي» بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 1/453]
{يٌؤَيِدٌ}
- قراءة الجمهور «يٌؤَيِدٌ» بالهمز على الأصل من «أَيَّد».
- وقرأ أبو جعفر وورش وابن جماز وابن وردان بخلاف عنه «يٌؤَيِد» بالواو.
- وكذلك قراءة حمزة في الموقف.
{يَشَاءُ إِنَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي «يشاءُوِنَّ» بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية واواً مكسورة.
- ورُوي عن هؤلاء القراء تسهيل الهمزة الثانية كالياء «يشاءُيِنَّ».
- وإذا وقف حمزة وهشام على «يشاء» أبدلا الهمزة ألفاً مع المدّ، والقصر، والتوسط.
- ولهما أيضاً تسهيلها مع المدّ، والقصر.
{لَعِبْرَةَّ}
- رقق الأزرق وورش الراء.
{الأَبْصّارِ}
- أمال الألف أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري واليزيدي والأعمش وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
- وقرأ الباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/454]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس