عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (58) إلى الآية (59) ]

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) }

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {نغفر لكم خطاياكم} 57 فِي النُّون وَالْيَاء وَالتَّاء
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {نغفر لكم} بالنُّون
وَقَرَأَ نَافِع {يغْفر لكم} بِالْيَاءِ مَرْفُوعَة على مالم يسم فَاعله وَقَرَأَ ابْن عَامر (تغْفر لكم) مَضْمُومَة التَّاء
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي {خطاياكم} فِي هَذِه السُّورَة غير أَن عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي كَانَ يميلها وَحده وَالْبَاقُونَ لَا يميلون). [السبعة في القراءات: 156]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يغفر لكم} بالياء مدني بالتاء شامي). [الغاية في القراءات العشر: 177]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({شئتما} [35]، و{شئتم} [58]، وبابه: بلا همز أبو عمرو، والأعشى، وورش طريق الأسدي، ويزيد. بالوجهين ابن عيسى عن أصحابه عن ورش).[المنتهى: 2/566] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يغفر} [58]: بالياء مدني وجبلة، بالتاء دمشقي وأبو زيد عن المفضل وأبو الأزهر طريق بكر. بإدغام الراء في اللام
[المنتهى: 2/571]
أبو عمرو غير أبي زيد وأبي أيوب، وحمصي).[المنتهى: 2/572]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (يغفر لكم) بالياء، وقرأ ابن عامر بالتاء، وقرأ الباقون بنون مفتوحة. قرأ أبو عمرو في رواية الرقيين في كل راء ساكنة أتت اللام بعدها بالإدغام نحو (يغفر لكم- و(ينشر لكم- وشبهه، وقرأ الباقون بالإظهار). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يغفر لكم} (58): بالياء مضمومة، وفتح الفاء.
وابن عامر: بالتاء، وفتح الفاء.
والباقون: بالنون مفتوحة، وكسر الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 227]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر (يغفر لكم) بالياء مضمومة وفتح الفاء وابن عامر بالتّاء مضمومة وفتح الفاء والباقون بالنّون مفتوحة وكسر الفاء). [تحبير التيسير: 287]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حِطَّةٌ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون رفع، وهو الاختيار على الحكاية، وهو أولى من المصدر (يَغْفِرْ لَكُمْ) بالياء، وفتحها أبو خليد، وابن المنادي عن نافع، وقرأ باقي أهل المدينة غير اختيار ورش، والنحاس وجبلة عن المفصل (يُغْفَرْ) بالياء وضمها، وقرأ النحاس،
[الكامل في القراءات العشر: 485]
وأبو الأزهر عن بكر بن سهل، وأبو زيد عن المفضل، ودمشقي، وأبو حيوة، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ (تُغفَر) بالتاء وضمها، الباقون بالنون وفتحها، وهو الاختيار لقوله: (وَسَنَزِيدُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([58]- {نَغْفِرْ لَكُمْ} بالياء مبنيا للمفعول: نافع.
بالتاء مثله: ابن عامر.
الباقون: بالنون مبنيا للفاعل). [الإقناع: 2/598]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (456 - وَفِيهَا وَفِي الأَعْرَافِ نَغْفِرْ بِنُونِهِ = وَلاَ ضَمَّ وَاكْسِرْ فَاءه حِينَ ظَلَّلاَ
457 - وَذَكِّرْ هُنَا أَصْلاً وَلِلشَّامِ أَنَّثُوا = وَعَنْ نَافِعٍ مَعْهُ في الأعْرَافِ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([456] وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه = ولا ضم واكسر فاعه (حـ)ين (ظـ)للا
من قرأ {نغفر}، فلقوله: {وإذ قلنا}؛ كأنه قال: قلنا ادخلوا نغفر، وبعده {وسنزيد المحسنين}.
فقد شهد له ما قبله وما بعده، فأمكنت الإقامة في ظله.
[457] وذكر هنا (أ)صلا ولـ(لشام) أنثوا = وعن (نافع) معه في الأعراف وصلا
قوله: (أصلًا)، لأن تأنيث الخطايا غير حقيقي. فهو في الأصل راجع إلى معنى الخطأ.
ومن أنث، اعتبر اللفظ، لأنه مؤنث.
وعن نافع مع ابن عامر في الأعراف وصل التأنيث؛ يعني: نقل فوصل إلينا). [فتح الوصيد: 2/634]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [456] وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه = ولا ضم واكسر فاءه حين ظللا
ب: (التظليل): أن يُلقى عليك الظل.
ح: (فيها): ظرف (نغفر)، والضمير: للبقرة، والهاء في (نونه) و (فاءه): راجع إلى لفظ (نغفر)، خبر (لا ضم): محذوف، أي: في تلك النون، ضمير (ظللا): للفظ (نغفر).
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون: {نغفر لكم خطاياكم} في البقرة [58]، وفي الأعراف [161] {نغفر} بالنون بلا ضم، أي: مفتوحة، لأن ضد الضم الفتح، وبفاء مكسورة على إسناد الفعل إلى الله، ولهذا قال: (ظللا)، أي: يلقى عليهم ظل غفران الله.
[457] وذكر هنا أصلًا وللشام أنثوا = وعن نافعٍ معه في الأعراف وصلا
ح: مفعول (ذكر) و (أنثوا): محذوف، أي: (نغفر)، و (هنا): إشارة
[كنز المعاني: 2/15]
إلى البقرة، ضمير (معه): للشامي، ضمير (وصلا): للتأنيث، أي: وصل التأنيث إلينا بالنقل.
ص: أي: قرأ بالتذكير في سورة البقرة نافع، أي: {يُغفر} [58] بالياء المضمومة والفاء المفتوحة، يعلم من قوله: (ولا ضم واكسر)؛ لأن الفتح ضد الكسر.
وقرأ ابن عامر الشامي هنا بالتأنيث، أي: بالتاء المضمومة والفاء المفتوحة، وفي سورة الأعراف [161] اتفق نافع وابن عامر في تأنيث {تغفر}.
فالتأنيث فيهما على الأصل، والتذكير على أن التأنيث غير حقيقي، وفرَّق نافع بين الأعراف والبقرة لأنه يقرأ في الأعراف {خطيئاتكم} [161] على جمع التصحيح، فقوي أمر التأنيث لوجود التاء، وقرأ في البقرة {خطاياكم} [58] فلم يقو). [كنز المعاني: 2/16]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (454- وَفِيهَا وَفِي الأَعْرَافِ نَغْفِرْ بِنُونِهِ،.. وَلاَ ضَمَّ وَاكْسِرْ فَاءه [حِـ]ـينَ [ظَـ]ـلَّلاَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/293]
فيها يعني في البقرة: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}، ولا ضم يعني الفتح في النون فتأخذ للغير بالضم وفتح الفاء وضد النون الياء ووجه النون أن قبله: {وَإِذْ قُلْنَا}، فهي نون العظمة، فأشار بقوله: حين ظللا إلى أنهم في ظل غفرانه سبحانه وتعالى:
455-
وَذَكِّرْ هُنَا "أَ"صْلًا وَلِلشَّامِ أَنَّثُوا،.. وَعَنْ نَافِعٍ مَعْهُ في الأعْرَافِ وُصِّلا
ذكر في هذا البيت مذهب من بقي وهو نافع وابن عامر فقراءة نافع هنا على الضد من قراءة الجماعة بضم الياء وفتح الفاء وقراءته في الأعراف كقراءة ابن عامر في الموضعين: بضم التاء المثناة من فوق وهو معنى قوله أنثوا وقوله: وذكر أي اجعل موضع النون ياء مثناة من تحت، وقد تقدم أن التأنيث غير الحقيقي يجوز فيه التذكير، فلهذا قال: أصلا؛ لأن الخطايا راجعة إلى معنى الخطأ ونافع يقرأ في الأعراف: "خطيئتكم" على جمع السلامة ففيه تاء التأنيث لفظا، فترجح اعتبار التأنيث، فلهذا أنث فيها، وفي البقرة يقرأ: "خطايا" وهو جمع تأنيثه معنوي، فضعف أمر التأنيث فذكر، وابن عامر أنث اعتبارا للمعنى، وهو في الأعراف آكد؛ لأنه يقرأ فيها بالإفراد: "خطيئتكم".
والضمير في "وصلا" راجع إلى التأنيث المفهوم من قوله: أنثوا؛ أي وصل التأنيث إلينا بالنقل عن نافع مع ابن عامر في الأعراف، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/294]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (456 - وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه ... ولا ضمّ واكسر فاءه حين ظلّلا
457 - وذكر هنا أصلا وللشّام أنّثوا ... وعن نافع معه في الاعراف وصّلا
قرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون نَغْفِرْ لَكُمْ* هنا وفي الأعراف بنون العظمة في أوله ولا ضم فيها فتكون مفتوحة؛ لأن الفتح ضد الضم وبكسر الفاء، وبقى من القراء السبعة:
نافع والشامي وهو ابن عامر. أما نافع: فأمر الناظم أن يقرأ له بياء التذكير بدلا من النون هنا مع ضم هذه الياء ويؤخذ له ضمها من الضد؛ لأنه نفي الضم عن النون في قراءة الجماعة فيكون ثابتا في الحرف الذي في مكان النون وهو الياء في قراءة نافع والتاء في قراءة ابن عامر ويقرأ لنافع بفتح الفاء؛ لأنه ضد الكسر، وأما ابن عامر: فأمر أن يقرأ له بتاء التأنيث المضمومة بدلا من النون في الموضعين هنا وفي الأعراف بدليل قوله: (معه في الاعراف) ويقرأ لابن عامر بفتح الفاء أيضا؛ لأنه ضد الكسر كما سبق. ثم ذكر أن نافعا يشارك ابن عامر في القراءة بالتأنيث في سورة الأعراف فتلخص من كل ما سبق أن البصري والمكي والكوفيين يقرءون نَغْفِرْ* في السورتين بالنون المفتوحة وكسر الفاء وأن نافعا يقرأ في البقرة بالياء المضمومة وفتح الفاء وفي الأعراف بالتاء المضمومة وفتح الفاء وأن ابن عامر يقرأ بالتاء المضمومة وفتح الفاء في الموضعين.
ويؤخذ من هذا أنه لا قراءة في الأعراف بالياء فالخلف فيها دائر بين القراءة بالنون المفتوحة
وكسر الفاء- وهي قراءة البصري والمكي والكوفيين-
[الوافي في شرح الشاطبية: 203]
والقراءة بالتاء المضمومة وفتح الفاء وهي قراءة نافع وابن عامر، والله تعالى أعلم). [الوافي في شرح الشاطبية: 204]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَغْفِرْ هُنَا وَالْأَعْرَافِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالتَّأْنِيثِ فِيهِمَا. وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالتَّذْكِيرِ هُنَا وَالتَّأْنِيثِ فِي الْأَعْرَافِ، وَوَافَقَهُمَا يَعْقُوبُ فِي الْأَعْرَافِ. وَاتَّفَقَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ عَلَى ضَمِ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَفَتْحِ الْفَاءِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِ الْفَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي إِدْغَامِ الرَّاءِ مِنْ نَغْفِرْ فِي اللَّامِ مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ خَطَايَا وَمَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَقْلِيلِهَا مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {نغفر لكم} هنا [58]، وفي الأعراف [161] بالتأنيث وضم التاء وفتح الفاء، وافقه المدنيان ويعقوب في الأعراف، وقرأ المدنيان هنا بالتذكير وضم الياء وفتح الفاء، والباقون بالنون وفتحها وكسر الفاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (447- .... .... .... .... .... = يغفر مدًا أنّث هنا كم وظرب
448 - عمّ بالاعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سكّن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) ب = يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و (ظ) رب
قوله: (يغفر) يعني قوله تعالى «يغفر لكم خطاياكم» هنا، قرأه على التذكير كما لفظ به نافع وأبو جعفر واستغنى فيه باللفظ عن القيد كما قرره في الخطبة حيث قال: وأطلق رفعا وتذكيرا وغيبا حققا، وهذا أول موضع وقع له من ذلك، وقرأه بالتأنيث ابن عامر كما قيده، وكذا قرأ حرف الأعراف أي بالتأنيث يعقوب ونافع وأبو جعفر وابن عامر، وهذا معنى قوله: وظرب عم بالأعراف، والباقون بالنون كما سيأتي في البيت بعده.
(عمّ) بالأعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم وأبدلا
قوله: (ونون الغير) أي غير من ذكره في البيت السابق وهذا البيت، وهم نافع وأبو جعفر وابن عامر في البقرة ويعقوب، ونافع وأبو جعفر وابن عامر في حرف الأعراف، وقوله لا تضم: أي بفتح النون مع كسر الفاء ويصير الباقون بضم ياء التذكير وتاء التأنيث في البقرة وبضم تاء التأنيث في الأعراف مع فتح الفاء
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174]
فيهما الذي هو ضد الكسر، والنون هنا ليس لها مفهوم، إذ قد قدم التذكير والتأنيث لمن ذكر، وأضاف النون للغير والفاء للقراء للملابسة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 175]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (قوله: (يغفر مدا).
أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر [يغفر لكم] [البقرة: 58] بالياء المثناة تحت وبضمها.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر هنا بالتاء على التأنيث.
ثم كمل فقال:
ص:
(عمّ) بالأعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم وأبدلا
ش: أي: وقرأ ذو ظاء (ظرب) آخر الأول [يعقوب] ومدلول (عم) [نافع وأبو جعفر وابن عامر]: تغفر لكم خطاياكم في الأعراف [الآية: 161] بالتاء المثناة فوق وضمها.
وقرأ الباقون بالنون المفتوحة وبكسر الفاء في السورتين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/160]
تنبيه:
فهمت ياء التذكير لنافع من الإطلاق، وضمها من مفهوم قوله: (ونون الغير لا تضم)؛ فصار المدنيان هنا بياء التذكير، وابن عامر بتاء التأنيث المضومتين وفي الأعراف ثلاثتهم بتاء التأنيث، ووافقهم يعقوب فيها، والباقون بالنون المفتوحة في السورتين.
[ووجه النون: بناء] الفعل للفاعل على وجه التعظيم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول: إما للعلم بالفاعل؛ إذ قد تعين عز وجل بغفران الذنوب، أو تعظيما له كما تقرر في النحو.
ووجه التذكير، والتأنيث: أن الفعل المسند إلى جمع مكسر مذكر أو مؤنث حقيقي أو مجازي يجوز تذكيره بتقدير جمع، وتأنيثه باعتبار جماعة.
ووجه تذكير «البقرة» وتأنيث «الأعراف» تغليب جانبه بالتاء، [وقوى الوجه بها لنصها ] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: اتفقوا هنا على تكسير خطاياكم [البقرة: 58]، وتقدم إمالة الكسائي والأزرق «خطايا» ومذهب أبي جعفر في إخفاء قولا غير [البقرة: 59] ومذهبه هو ونافع في والصّابئين [البقرة: 62، والحج: 17]، وإمالة: والنصارى [البقرة: 62، والمائدة: 69، والحج: 17] وإمالة العين لأبي عثمان عن الدوري). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "حَيْثُ شِئْتُمَا" [الآية: 58] إدغاما وإبدالا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يغفر" [الآية: 58] هنا و[الأعراف الآية: 161] فابن عامر بالتأنيث فيهما، وقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالتذكير هنا، والتأنيث في الأعراف وكذا يعقوب بالتأنيث في الأعراف ووجه الكل لا يخفى؛ لأن الفعل مسند إلى مجازي التأنيث واتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة، وفتح الفاء على البناء للمفعول، والباقون بنون مفتوحة وفاء مكسورة في الموضعين على البناء للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري "تَغْفِرُ لَكُم" [الآية: 58] بإدغام الراء في اللام، وفي النشر تفريع الخلاف على الإدغام الكبير، فإذا أخذ به أدغم هذا بلا خلاف، وإلا فالخلاف متجه في هذا، والأكثرون على الإدغام والباقون بالإظهار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا هنا على "خطايا" [الآية: 58] كبقايا وأماله الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يغفر} [58] قرأ نافع بضم الياء، وفتح الفاء والشامي مثله، إلا أنه يجعل موضع التحتية تاء فوقية، والباقون بنون مفتوحة، مع كسر الفاء، ولا خلاف بينهم هنا أن {خطاياكم} على وزن (قضاياكم) ). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاباكم وسنزيد المحسنين (58)}
{هذه}
عن ابن محيصن هذي بياء ساكنة بدل الهاء وصلا، وتحذف هذه الياء للساكنين في حالة الوصل، و«هذي» لفة في «هذه».
[معجم القراءات: 1/104]
{حيث شئتم}
- قرأ أبو عمرو بإدغام الثاء في الشين مع إبدال الهمزة الساكنة ياء (حيث شئتم). ويمتنع له الإدغام مع الهمز.
- وروي هذا الإدغام عن يعقوب أيضا.
وتقدم مثل هذا في الآية /۳۰ «حيث شئتما».
{رغدا}
قرأ النخعي رغدا بإسكان الغين.
وتقدمت في الآية/35 عن ابن وثاب أيضا.
- وقراءة الجماعة على الفتح «رغدا».
{حطة}
- قرأ إبراهيم بن أبي عبلة والأخفش وابن السميفع وطاووس اليمني (حطة) بالنصب على المصدر.
- وقراءة الجماعة على الرفع حطة على إضمار مبتدأ، أي: أمرنا حطة.
{نغفر}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي (نغفر) بالنون.
- وقرأ أبو بكر والجعفي وعاصم والأعمش والحسن ونافع وأبان يغفر بالياء المفتوحة.
[معجم القراءات: 1/105]
وقرأ نافع وأبو جعفر وقتادة والحسن وأبو حيوة (يُغفر) بالياء المضمومة وفتح الفاء.
وقرأ ابن عامر ومجاهد والحجدري وقتادة وأبو حيوة وجبلة عن المفضل (تغفر) بالتاء المضمومة وفتح الفاء.
وقرأت طائفة (تغفر) بفتح التاء وكسر الفاء، وكأن الحطة تكون سبب الغفران.
{نغفر لكم}
وقرأ الجمهور بإظهار الراء عند اللام.
وأدغم الراء في اللام أبو عمرو والدوري واليزيدي، ومثل هذا ما ماثلة في القرآن، وهو ضعيف عند البصريين.
وذهب بعض البصريين إلي أن أبا عمرو أخفي الراء فتوهم السامع أنه أدغم.
[معجم القراءات: 1/106]
وروي عن أبي عمرو الإظهار أيضا.
{خطاياكم}
قرأ الجحدري والأعمش وقتادة والحس وعاصم (خطيئتكم) بالإفراد والرفع.
وقرأ الأعمش (خطيئتكم) بالإفراد والنصب.
وقرأ أبو حيوة والحسن (خطيئاتكم) بالجمع السالم والرفع علي أنه مفعول ما لم يسم فاعله.
وقرأ الأعمش والحسن (خطيئاتكم) بالجمع المسلم والنصب.
وقرأ الأهوازي وأبو حيوة والكسائي (خطأياكم) بهمز الألف الأولي وسكون الثانية.
ونقل عن ابن كثير والأهوازي وأبو حيوة عكس القراءة السابقة (خطايأكم)
وقراءة الجماعة (خطاياكم)
[معجم القراءات: 1/107]
{خطاياكم}
وقرأه الكسائي بالإمالة، وروي هذا عن الأزرق.
وروي عن الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وعن العلماء خلاف في موضع الإمالة، الياء أو الطاء، أو هما معا.
قال الصفراوي (بإمالة الياء حيث وقع ابن شنبوذ لورش عن نافع..) ). [معجم القراءات: 1/108]

قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قولًا غير} [59]، و{من خلاف} [المائدة: 33] بإخفاء الغنة عند الغين والخاء حيث جاء يزيد وإسحاق وأبو نشيط
[المنتهى: 2/572]
[مخير: العمري]).[المنتهى: 2/573]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رِجْزًا) بضم الراء في جميع القرآن إلا (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)، و(رِجْزَ الشَّيْطَانِ) مجاهد، والقورسي عن أبي جعفر، وابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، الباقون بكسر الراء، وهو الاختيار لموافقة السبعة ولأنه أشهر اللغتين، ولاتفاقهم على رجز الشيطان، وأما (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) فنذكره في موضعه (يَفسُقُونَ) بكسر السين حيث وقع الْأَعْمَش، الباقون بضمها، وهو الاختيار؛ لأنه أشمهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي إِخْفَاءِ التَّنْوِينِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: اتفقوا هنا على تكسير خطاياكم [البقرة: 58]، وتقدم إمالة الكسائي والأزرق «خطايا» ومذهب أبي جعفر في إخفاء قولا غير [البقرة: 59] ومذهبه هو ونافع في والصّابئين [البقرة: 62، والحج: 17]، وإمالة: والنصارى [البقرة: 62، والمائدة: 69، والحج: 17] وإمالة العين لأبي عثمان عن الدوري). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قولا غير" [الآية: 59] بإخفاء التنوين عند الغين أبو جعفر وتقدم حكم إدغام "قيل لهم" لأبي عمرو ويعقوب، وإشمام كسرة القاف لهشام والكسائي ورويس، وكذا تغليظ الأزرق "ظلموا" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "رجزا" [الآية: 59] بضم كسر الراء حيث وقع وهو لغة وعن الأعمش). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("يفسقون" [الآية: 59] بكسر ضم السين حيث جاء وهو لغة أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [59] تقدم قريبا). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا علي الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (59)}
{ظلموا}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
{قولا غير}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين مع الغنة عند الغين.
وقراءة الباقين بالإظهار.
{غير}
- قراءة الأزرق وورش الراء.
{قيل}
- قرأ هشام والكسائي ورويس بإشمام كسرة القاف الضم وانظر الآية /11 مما تقدم ففيها تفصيل أوفي.
{قيل لهم}
أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{رجزا}
قرأ ابن محيض (رجزا) بضم الراء، وهي لغة في (الرجز) نقلت
[معجم القراءات: 1/108]
عن بني الصعدات.
والكسر قراءة الجماعة (رجزا).
{يفسقون}
قرأ النخعي وابن وثاب والأعمش (يفسقون) بكسر السين، وهي لغة.
والجمهور علي القراءة بالضم (يفسقون) ). [معجم القراءات: 1/109]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس