عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (44) إلى الآية (48) ]
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) }

قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (44)}
{أتأمرون}
- قرأ ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال الهمزة وصلا ووقفا (أتأمرون).
- وكذا قرأ حمزة في الوقف بالإبدال.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (أتأمرون) ). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وغلظ الأزرق لام الصلاة [الآية: 43].
ورقق راء "لكبيرة" [الآية: 45] بلا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أتأمرون الناس بالبر}
{لكبيرة إلا} [45] لا يخفى ما فيه من ترقيق ونقل وسكت). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45)}
{الصلاة}
تغليظ اللام عن الأزرق وورش، وتقدم قبل قليل.
{لكبيرة}
- قراءة الأزرق وورش" بترقيق الراء.
{لكبيره إلا}
- النقل عن ورش (لكبيرتين لا)، وهو مع حذف الهمزة.
- وفيه السكت، وتركه لخلف عن حمزة). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون (46)}
{يظنون}
- هذه قراءة الجماعة (يظنون).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (... يعلمون)، وهي تقوي مجيء الظن بمعنى اليقين). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ إِسْرَائِيلَ حَيْثُ أَتَى مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَلِكَ خِلَافُ الْأَزْرَقِ مَدُّ الْيَاءِ بَعْدَ الْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مذهب أبي جعفر في تسهيل إسرائيل [البقرة: 47] ومده [الياء] للأزرق، ومذهب يعقوب في إثبات ياء فارهبوني [البقرة: 40]، وفاتقوني [البقرة: 41] في الحالين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يبني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين (47)}
{يا بني إسرائيل}
- تقدم الحديث في قراءات «إسرائيل» مفصلا في الآية 40 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 1/93]
وفي الحجة لابن خالويه: (كان ابن كثير يتم إسرائيل) لأجل استقبال الهمزة، فهي مد حرف لحرفي، والمد في (إسرائيل) من أصل بنية الكلمة، وسوى الباقون بين مدتيهما.
{نعمتي التي}
- فتح الياء وإسكانها تقدم مع الآية 40 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/94]

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَلَا يقبل مِنْهَا شَفَاعَة} 48
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (وَلَا تقبل) بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَنَافِع {وَلَا يقبل} بِالْيَاءِ
وروى يحيى بن آدم وَالْكسَائِيّ وَابْن أبي أُميَّة وَغَيرهم عَن أبي بكر عَن عَاصِم وَعَن حَفْص عَن عَاصِم بِالْيَاءِ
وروى حُسَيْن الْجعْفِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 154]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تقبل} بالتاء هنا مكي وبصري). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تقبل} [48]: بالتاء مكي، بصري غير أيوب). [المنتهى: 2/567]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (ولا تقبل) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ولم يختلف في الثاني أنه بالياء). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمر: {ولا تقبل منها} (48): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (ولا تقبل منها) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش يمكن الياء من (شيء وشيئا وكهيئة) وشبهه وكذلك الواو من (السوء وسوءة) وشبهه إذا انفتح ما قبلهما وكانا مع الهمزة في كلمة واحدة حاشا (موئلا والموءودة).
وحمزة يقف على الياء من (شيء وشيئا) في الوصل خاصّة والباقون لا يمكنون ولا يقفون). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُقبَلُ) بالتاء مكي غير ابن مقسم، وأبو حيوة وبصري غير أيوب وأبي السَّمَّال والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالياء غير أن قَتَادَة فتح الياء والباء ونصب (شَفَاعَةً)، وهو الاختيار ليكون الفعل للَّه تعالى). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([48]- {وَلا يُقْبَلُ} بالتاء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (453 - وَيُقْبَلُ الأُولى أَنَّثُوا دُونَ حَاجِزٍ = وَعُدْنَا جَمِيعاً دُونَ مَا أَلِفَ حَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([453] ويقبل الأولى أنثوا (دُ)ونَ (حـ)اجز = وعدنا جميعًا دون ما ألفٍ (حـ)لا
(دون حاجز)، أي دون مانع من التأنيث، لأن الشفاعة مؤنثة.
ومن قرأ بالياء، فلأن تأنيث الشفاعة غير حقيقي.(وكل ما تأنيثه غير حقيقي)، فإلى التذكير مآله، لأن التذكير هو الأصل، والتأنيث داخل عليه.
وهاهنا لم يدخل التأنيث على تذكير. فهي إذًا بمعنى التشفع، لا سيما وقد وقع الفصل بين الفعل والفاعل، وذلك مما يجوز معه تذكير المؤنث الحقيقي، فغير الحقيقي أولى.
وعلى الجملة، فمثل هذا يجوز فيه التذكير والتأنيث كما قال تعالى: {فقد جاءكم بينة من ربكم}، و{جاءتهم البينة}، ومثله في القرآن كثير.
وقوله: (وعدنا جميعًا)، يعني هنا وفي الأعراف وطه.
[فتح الوصيد: 2/630]
وإنما قال (حلا)، لأن جماعةً من الحذاق، اختاروا هذه القراءة الموافقة اللفظ المعين، لأن المعين أن الله تعالى وعد موسى، فهو منفرد بالوعد. والمفاعلة إنما تكون بين الآدميين إذا كانت من اثنين.
ومن قرأ {وعدنا} بألف، جعله بمعني وعدنا، لأن المفاعلة قد تكون من واحد حيث يمكن أن تقع من اثنين، كقولهم: عاقبت وجازيته؛ فحيث لا يقع من اثنين أولى، وهو مثل قوله: (فحاسبنها).وقد قيل: إن ترقب موسى للميقات ومراعاته المصير إليه، قام مقام المواعدة، فيكون من اثنين.
واختار هذه القراءة الطبري وأبو طاهر ومكي .
وأشار شيخنا إلى الأولى، واختارها أبو عبيد). [فتح الوصيد: 2/631] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [453] ويقبل الأولى أنثوا دون حاجزٍ = وعدنا جميعًا دون ما ألفٍ حلا
ح: (الأولى): صفة (يقبل)، و (يقبل): مفعول (أنثوا)، (وعدنا): مبتدأ، (جميعًا): حال، (حلا): خبر المبتدأ، (دون): ظرفه، و (ما): زائدة.
ص: أي: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {ولا تقبل منهم شفاعةٌ} [48] بالتاء، دون: {ولا يقبل منها عدلٌ} [123]؛ إذ لا خلاف في تذكيره. والتأنيث ظاهر لأن الشفاعة مؤنثة.
وقرأ الباقون بالتذكير، أي: بالياء؛ لأن تأنيث الشفاعة غير
[كنز المعاني: 2/12]
حقيقي، وتذكير فعله جائز لا سيما مع الفصل.
ثم قال: {وعدنا} في جميع القرآن، أي: هنا [البقرة: 51]، وفي الأعراف [142]، وطه [80] قراءة أبي عمرو بغير ألف بعد الواو؛ لأن الله وعده، وقرأ الباقون بألف من المواعدة، بمعنى الوعد، نحو: (طارقت النعل)، أو على الحقيقة لأن اله وعد التكليم لموسى، ووعد موسى المسير إليه). [كنز المعاني: 2/13] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (452- وَيُقْبَلُ الُاولى أَنَّثُوا "دُ"ونَ "حَا"جِزٍ،.. وَعُدْنَا جَمِيعًا دُونَ مَا أَلِفَ "حَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} يقرأ بالتأنيث والتذكير أي بالتاء والياء، فوجه التأنيث ظاهر؛ لأن الشفاعة مؤنثة، ولهذا قال: دون حاجز أي مانع، ووجه التذكير أن تأنيث الشفاعة غير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/286]
حقيقي، وكل ما كان كذلك جاز تذكيره لا سيما وقد وقع بينه وبين فعله فاصل وسيأتي له نظائر كثيرة، واحترز بقوله الأولى أي الكلمة الأولى عن الأخيرة وهي: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}، فإن الفعل مذكر بلا خلاف؛ لنه مسند إلى مذكر وهو عدل وبعده: {وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ}، لم يختلف في تأنيثها؛ لأنه لم يفصل بينهما كلمة مستقلة بخلاف الأولى وقرأ أبو عمرو: {وَعَدَنَا} في البقرة والأعراف وطه بغير ألف بعد الواو؛ لأن الله تعالى وعده وقرأ غيره "واعدنا" بألف بعد الواو على معنى وعدنا كقوله: "فحاسبناها" وقيل يصح فيه معنى المفاعلة فإن قلت: من أين يعلم من النظم أن قراءة الباقين بألف بعد الواو دون أن يكون بألف قبلها فيكون أوعدنا؛ لأنه قال دون ما ألف ولم ينطق بقراءة الجماعة ولو كان لفظ بها لسهل الأمر قلت: يعلم ذلك من حيث إنه أراد أوعدنا للزمه أن يبين إسكان الواو وتحريكها، فلما لم يتعرض لذلك علم أنه غير مراد وأيضا فإن حقيقة الألف ثابتة في لفظ: {وَاعَدْنَا}، وأما أوعدنا فهي حمزة قبل الواو فإطلاق الألف عليها مجاز، والأصل الحمل على الحقيقة فيزول الإشكال على هذا مع ظهور القراءتين واشتهارهما وعدم صحة معنى الوعيد في هذه المواضع ولو قال: وفي الكل واعدنا أو وجملة واعدنا بلا ألف حلا بطل هذا الإشكال لكن في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/287]
"وعدنا" و"واعدنا" ألف بعد النون كان ينبغي الاحتراز عنها أيضا، فإن قلتَ: تلك لا يمكن حذفها، فإن قلت: وليس كل ما لا يمكن حذفه لا يحترز منه فإنه سيأتي في قوله: وقالوا: الواو الأولى سقوطها ولا يمكن إسقاط الثانية مع بقاء ضمة اللام ثم إنه أيضا يرد عليه ما في سورة القصص: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا}.
فهو بغير ألف بلا خلاف، وكذا الذي في الزخرف: {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ}.
فإن اعتذر له بأنه قال: "وعدنا" بغير هاء والذي في القصص بزيادة هاء، والذي في الزخرف بزيادة هاء وميم فلا ينفع هذا الاعتذار فإن الذي في طه بزيادة كاف وميم وهو قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ}.
وصاحب التيسير نص على أن الخلاف في "وعدنا"، و"وعدناكم"، فخرج الذي في القصص فإنه لفظ ثالث والذي في الزخرف فإنه لفظ رابع فلو قال: الناظم وعدنا وعدناكم بلا ألف حلا لخلص من هذا الإشكال ولكن خلفه إشكال آخر، وهو أنه لم يقل جميعا ولكن يكون له أسوة بما ذكر في بيتي الإشمام ويبقى عليه الإشكالان المتقدمان في موضع الألف وما في قوله دون ما ألف زائدة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/288] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (453 - ويقبل الاولى أنّثوا دون حاجز ... وعدنا جميعا دون ما ألف حلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ بتاء التأنيث فتكون قراءة الباقين بياء التذكير والتقييد بالأولى للاحتراز عن الثانية وهي وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ فلا خلاف بين القراء في قراءتها بالتذكير. وقرأ أبو عمرو واعَدْنا في جميع مواضعه بحذف
الألف بعد الواو، وهو في ثلاثة مواضع هنا: وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وفي الأعراف وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً، وفي طه وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ. وقرأ غيره بإثبات الألف بعد الواو). [الوافي في شرح الشاطبية: 202] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ تَقَبَّلْ بِالتَّأْنِيثِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّذْكِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/212]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {ولا تقبل} [48] هنا بالتأنيث، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (444- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... ولا
445 - يقبل أنّث حقّ .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (شفاعة لا بيع لا خلال لا = تأثيم لا لغو (مدا كنز) ولا
قوله: (ولا) يعني قوله تعالى «ولا تقبل» الآية في البيت الآتي، وأتى به لفصل الواو وللربط زيادة في البيان.
يقبل أنث (حقّ) واعدنا اقصرا = مع طه الاعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را
يعني «ولا تقبل منها شفاعة» وهو هذا الموضع دون الذي أثناء السورة فإنه لا خلاف فيه، ولم يحتج إلى تقييده بالأولى؛ لأن قاعدة الفرش إذا أطلق ذكر حرف وفي السورة مثله فالمراد الأول ولا يدخل الثاني إلا بدليل، فقرأ أبو عمرو وابن كثير ويعقوب «تقبل منها شفاعة» بالتأنيث، والباقون بالتذكير على التأنيث غير حقيقي ولأن وقع بينهما فاصل؛ ووجه التأنيث ظاهر، لأن الشفاعة مؤنثة، وسيأتي كثير من ذلك اختلف فيه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 173]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل يقبل [البقرة: 48] فقال:
ص:
يقبل أنّث (حقّ) واعدنا اقصرا = مع طه الأعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را
ش: أي: قرأ مدلول (حق) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولا تقبل منها شفاعة هنا [البقرة: 48] بالتاء المثناة فوق للتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/155]
والباقون بالمثناة تحت للتذكير.
وقرأ ذو حاء (حلا) أبو عمرو وظاء (ظلم) يعقوب وثاء (ثرا) أبو جعفر وإذ وعدنا موسى [البقرة: 51] هنا وو وعدنا موسى ثلاثين ليلة بالأعراف [الآية: 143]، ووعدناكم جانب الطور بطه [الآية: 80].
والباقون بألف بين الواو والعين.
تنبيه:
لم يحتج إلى تقييد تقبل بـ «الأولى»؛ لأن اصطلاحه: إذا كانت الكلمة المختلف فيها ذات نظير مجمع عليه التزم الترتيب؛ فيعلم من ذكرها موضعها، وإنما صرح بمحل الخلاف في وعدنا ليخرج أفمن وعدنه [القصص: 61]، وكذا أو نرينّك الذي وعدنهم [الزخرف: 42].
وجه التأنيث: إسناد الفعل إلى شفعة [البقرة: 48] وهي مؤنثة لفظا.
ووجه التذكير: أن تأنيثها غير حقيقي، وقد فصل بينهما.
وأيضا فهي بمعنى «شفيع»، واستصحابا للأصل، ورسمهما متحد، وعليه قوله تعالى: فقد جآءكم بيّنة [الأنعام: 157]، وو إن كان طآئفة بالأعراف [الآية: 87]، [و] لولا أن تدركه نعمة [القلم: 49].
ووجه قصر وعدنا: أن الله تعالى وحده، [و] عليها الرسم على حد ألم يعدكم ربّكم [طه: 86].
ووجه المد: أنه على حد قوله تعالى: فحاسبنها [الطلاق: 8] فيتحدان، أو أنه على جهة المفاعلة، ووعد موسى وقومه المجيء أو القبول، ويوافق الرسم تقديرا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/156]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَة" [الآية: 48] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالتأنيث لإسناده إلى شفاعة وهي مؤنثة لفظا، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالتذكير؛ لأن التأنيث غير حقيقي، وحسنه الفصل بالظرف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [48] إذا وقفت عليه لحمزة فيه وجهان، نقل حركة الهمزة إلى الياء، فتصير ياءً مفتوحة، بعدها ألف، والثاني تشديد الياء، وسكت حمزة إن وصل، ومد ورش وتوسطه مطلقًا مما لا يخفى). [غيث النفع: 379]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقبل} قرأ المكي والبصري هنا بالتأنيث، لتأنيث {شفاعة} والباقون بالتذكير، لأنه غير حقيقي التأنيث، وخرج بقيد (هنا) الثانية وهي {ولا يقبل منها عدل} [123] فإنه متفق على قراءته بالتذكير، لإسناده إلى {عدل} ). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون (48)}
{لا تجزي}
- قرأ أبو السمال العدوي (لا تجزي) بالهمز من (أجزأ) أي أغني.
- وقرئ (لا تجزئ) بالتاء المفتوحة وهمزة مضمومة، من أجزأ.
{لا تجزي نفس عن نفس}
- وقرأ أبو السمال العدوي (لا تجزئ نسمة عن نسمة).
- وقراءة الجماعة (لا تجزي) بالياء من (جري).
{ولا يقبل منها شفاعة}
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ونافع بالياء «ولا يقبل».
وروي هذا عن أبي بكر وحفص وعاصم.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي
[معجم القراءات: 1/94]
(ولا تقبل) بالتاء، وهو القياس والأكثر، وهي قراءة أهل مكة وأهل البصرة، ورويت عن أبي بكر عن عاصم.
ومن قرأ بالياء فهو أيضا جائز فصيح لمجاز التأنيث، وحسنه الفصل بين الفعل ومرفوعة.
وقرأ سفيان وقتادة «ولا يقبل" بفتح الياء، ونصب «شفاعة»، وذلك على البناء للفاعل.
وفي هذا التفات، وخروج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب، وبناؤه للمفعول أبلغ لأنه في اللفظ أعم). [معجم القراءات: 1/95]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس