عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة البقرة
[من الآية (33) إلى الآية (34) ]


{قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}

قوله تعالى: {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {أنبئهم} الْبَقَرَة 33
كلهم قَرَأَ {أنبئهم} بِالْهَمْز وَضم الْهَاء إِلَّا مَا حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر عَن هِشَام بن عمار عَن أَصْحَابه عَن ابْن عَامر (أنبيهم) بِكَسْر الْهَاء
وَيَنْبَغِي أَن تكون غير مَهْمُوزَة لِأَنَّهُ لَا يجوز كسر الْهَاء مَعَ الْهَمْز فَتكون مثل عَلَيْهِم وَعَلَيْهِم
وَزعم الْأَخْفَش الدِّمَشْقِي عَن ابْن ذكْوَان بِإِسْنَادِهِ عَن يحيى بن الْحَارِث عَن ابْن عَامر {أنبئهم} مَهْمُوزَة مَكْسُورَة الْهَاء
وَهُوَ خطأ فِي الْعَرَبيَّة إِنَّمَا يجوز الْكسر إِذا ترك الْهمزَة فَيكون مثل عَلَيْهِم وإليهم). [السبعة في القراءات: 153]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أنبئهم} [33] فيهن: بكسر الهاء قنبل طريق الهاشمي وابن الصباح، وأبو بشر، زاد الهاشمي للبزي).[المنتهى: 2/565]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "أنبئهم" [الآية: 33] فلم يبدل همزتها ورش من طريقيه ولا غيره فاتفق كل من القراء على تحقيقها إلا حمزة في الوقف على قاعدته، واختلف عنه مع إبدالها في ضم الهاء وكسرها، فالجمهور عنه على الضم، وذهب جمع إلى الكسر، ومر تفصيله وافقه الأعمش بخلفه والحسن على البدل مع كسر الهاء، إلا أنه عم الوصل والوقف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/387]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنبئهم} [33] اتفقوا على تحقيق همزه، لأن ورشًا لم تدخل في قاعدته، والسوسي من المستثنيات عنده، وأبدلها حمزة في الوقف ياء، ثم اختلف عنه في ضم الهاء وكسرها، وكلاهما صحيح، والضم أقيس بمذهبه.
{بأسمائهم} إن وقف عليه فذكر لحمزة فيه ثمانية أوجه، والصحيح منها أربعه:
الأول والثاني: تحقيق الهمزة الأولى، لأنه متوسط بزائد، وتسهيل الثانية، مع المد والقصر.
الثالث والرابع: إبدال الأولى ياء، مع تسهيل الثانية، مع المد والقصر، والوقف على الأول كاف). [غيث النفع: 370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرض} وصله لا يخفى، ووقفه كالأنهار). [غيث النفع: 370]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال الم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تبدون وما تكتمون (33)}
{أنبئهم}
- قرأ الجمهور (أنبئهم) بالهمز وضم الهاء.
- وقرأ ابن عباس وابن كثير والاخفش وابن ذكوان والبزي والوليد ابن مسلم وهشام وابن عامر (أنبئهم) بالهمز وكسر الهاء ووجهه أنه اتبع حركة الهاء لحركة الباء، ولم يعتد بالهمزة لأنها ساكنة، فهي حاجز غير حصين.
- وقرأ الحسن والأعرج وابن أبي عبلة وابن عبلة وابن عامر والأعمش (أنبئهم) بإبدال الهمزة ياء وكسر الهاء.
قال ابن عطية: (قال أبو عمرة: وقد روى مثل ذلك عن ابن كثير من طريق القواس).
وقرأ الحسن وحمزة (أنبئهم) بإبدال الهمزة ياء وضم الهاء.
[معجم القراءات: 1/77]
- وقرأ الحسن والأعرج وابن كثير من طريق القواس، والزهري أنبهم على وزن «أعطهم».
{بأسمائهم}
- جاء في التيسير: إذا كان الساكن ألفا مبدلة أو زائدة جعلت الهمزة بين بين، وإن شئت مكنت الألف قبلها، وإن شئت قصرتها، والتمكين أقيس.
- وتخفيف الهمزة في الوقف اختص به حمزة، وله أربعة أوجه.
- تحقيق الأولى.
- وإبدالها ياء خالصة.
- وعلى كل من الوجهين تسهيل الثانية مع المد والقصر.
{فلما أنبأهم}
- قرأ حمزة " الوقف بتسهيل الهمزة الثانية فقط.
{إني أعلم}
- ياء المتكلم المتحرك ما قبلها إذا لقيت همزة القطع المفتوحة جاز فيها الوجهان: التحريك والإسكان.
وقد قرأ بالفتح: نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي إني أعلم.
وقرأ بإسكانها الباقون.
[معجم القراءات: 1/78]
{والأرض}
- قرأ ورش وحمزة بالنقل في الحالين «ولرض».
{وأعلم ما}
- قراءة الإدغام عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 1/79]

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( {للملائكة اسجدوا} و{قال رب احكم} بضم التاء والباء يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 175]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({للملائكة اسجدوا} [34]: بالضم حيث وقع يزيد، وقال العمري: بكسر الهاء وإشارة إلى الضم).[المنتهى: 2/565]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا) بضم التاء في الوصل أبو جعفر، والْأَعْمَش، وأبو خالد عن قُتَيْبَة، وروى الْعُمَرِيّ الإشارة إلى الكسر واخلاس الضم، الباقون بكسر التاء، وهو الاختيار؛ لأنه أفصح اللغتين وأشهرهما و(الْمَلَائِكَةِ) مجرور فلا ينقل ضمة الألف إلى ما قبلها (مِنَ السَّمَاءِ) بخلاف قوله: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ) والجماعة اتفقت عليه وروى العراقي عن قُتَيْبَة كأبي جعفر وهو غلط). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (65- .... وَأَيْنَ اضْمُمْ مَلائِكَةِ اسْجُدُوا = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم فصل فقال: وأين اضمم ملائكة اسجدوا إلخ قرأ مرموز (ألف) أين وهو أبو جعفر بضم تاء {للملائكة اسجدوا} حيث وقع اتباعًا لضمة الجيم وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف). [شرح الدرة المضيئة: 89]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ضَمَّ تَاءِ لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا حَيْثُ جَاءَ، وَذَلِكَ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ هَذَا أَوَّلُهَا. وَالثَّانِي فِي الْأَعْرَافِ، وَالثَّالِثُ فِي سُبْحَانَ، وَالرَّابِعُ فِي الْكَهْفِ، وَالْخَامِسُ فِي طه. فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ جَمَّازٍ، وَمِنْ غَيْرِ طَرِيقِ هِبَةِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ بِضَمِّ التَّاءِ حَالَةَ الْوَصْلِ اتِّبَاعًا. وَرَوَى هِبَةُ اللَّهِ، وَغَيْرُهُ عَنْ عِيسَى عَنْهُ إِشْمَامَ كَسْرَتِهَا الضَّمَّ، وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ نَصَّ عَلَيْهِمَا غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَوَجْهُ الْإِشْمَامِ أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى الضَّمِّ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ الْمَحْذُوفَةَ الَّتِي هِيَ هَمْزَةُ الْوَصْلِ مَضْمُومَةٌ حَالَةَ الِابْتِدَاءِ. وَوَجْهُ الضَّمِّ أَنَّهُمُ اسْتَثْقَلُوا الِانْتِقَالَ مِنَ الْكَسْرَةِ إِلَى الضَّمَّةِ إِجْرَاءً لِلْكَسْرَةِ اللَّازِمَةِ مُجْرَى الْعَارِضَةِ، وَذَلِكَ لُغَةُ أَزْدِ شَنُوءَةَ عَلَّلَهَا أَبُو الْبَقَاءِ أَنَّهُ نَوَى الْوَقْفَ عَلَى التَّاءِ فَسَكَّنَهَا ثُمَّ حَرَّكَهَا بِالضَّمِّ اتِّبَاعًا لِضَمَّةِ الْجِيمِ، وَهَذَا مِنْ إِجْرَاءِ الْوَصْلِ مُجْرَى الْوَقْفِ. وَمِثْلُهُ مَا حُكِيَ عَنِ امْرَأَةٍ رَأَتْ نِسَاءً مَعَهُنَّ رَجُلٌ فَقَالَتْ: أَفِي سَوْءَةٍ أَتَيْنَهُ بِفَتْحِ التَّاءِ كَأَنَّهَا نَوَتِ الْوَقْفَ عَلَى التَّاءِ، ثُمَّ أَلْقَتْ عَلَيْهَا حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ وَقِيلَ: إِنَّ التَّاءَ تُشْبِهُ أَلِفَ الْوَصْلِ لِأَنَّ الْهَمْزَةَ تَسْقُطُ فِي الدَّرْجِ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَصْلٍ وَتَاءُ الْمَلَائِكَةِ تَسْقُطُ أَيْضًا لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَصْلٍ، وَقَدْ وَرَدَ الْمَلَائِكُ بِغَيْرِ تَاءٍ فَلَمَّا أَشْبَهَتْهَا ضُمَّتْ كَمَا تُضَمُّ هَمْزَةُ الْوَصْلِ، وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى قَوْلِ الزَّجَّاجِ، وَلَا إِلَى قَوْلِ الزَّمَخْشَرِيِّ إِنَّمَا تُسْتَهْلَكُ حَرَكَةُ الْإِعْرَابِ بِحَرَكَةِ الِاتِّبَاعِ إِلَّا فِي لُغَةٍ ضَعِيفَةٍ كَقَوْلِهِمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ: لِأَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ إِمَامٌ كَبِيرٌ أَخَذَ قِرَاءَتَهُ عَنْ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ، بَلْ قَدْ قَرَأَ بِهَا غَيْرُهُ مِنَ السَّلَفِ وَرَوَيْنَاهَا عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/210]
الْكِسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي خَالِدٍ، وَقَرَأَ بِهَا أَيْضًا الْأَعْمَشُ، وَقَرَأْنَا لَهُ بِهَا مِنْ كِتَابِ الْمُبْهِجِ، وَغَيْرِهِ، وَإِذَا ثَبَتَ مِثْلُهُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ فَكَيْفَ يُنْكَرُ؟ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِخْلَاصِ كَسْرِ التَّاءِ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {للملائكة اسجدوا} بضم التاء حيث وقع، وعن
[تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
عيسى بن وردان أيضًا إشمام الضم، والباقون بكسر التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (440- .... .... وكسر تا الملائكت = قبل اسجدوا اضمم ثق والاشمام خفت
441 - خلفًا بكلٍّ .... .... = .... .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ث) بت (ب) دا وكسرتا الملائكة = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
....
قوله: (وكسرتا الملائكة) نصب على أنه مفعول اضمم؛ والمعنى أن أبا جعفر قرأ «للملائكة اسجدوا» بضم التاء المكسورة للباقين على الإتباع استثقالا للانتقال من الكسرة إلى الضمة وإجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة. واختلف عن عيسى فيه؛ فروى جماعة عنه الضم، وروى هبة الله وغيره عنه إشمام كسرتها الضم تنبيها على أن الهمزة المحذوفة التي هي همزة الوصل مضمومة حال الابتداء وذلك حيث أتى في كل القرآن، وقصرتا الملائكة ضرورة أو على نية الوقف قوله: (ثق) بهذه القراءة ولا يعتبر قول من ضعفها، كيف وهي قراءة نقلت إلينا عن الصحابة؟.
خلفا بكلّ وأزال في أزل = (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل
خلفا تمييز، أي من خلف وقع في قراءة الضم أو مفعول له لأجل ذلك،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 171]
يشير إلى أن إشمام الضم غير متفق على قبوله قوله: (بكل) أي القرآن، يعني حيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل مسألة (ثم هو) و(يمل هو) فقال:
ص:
(ث) بت (ب) دا وكسر تا الملائكت = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
ش: أي: ضم التاء من للملائكة اسجدوا [البقرة: 34] حالة الوصل هنا والأعراف [11]، وسبحان [الإسراء: 61]، والكهف [50]، وطه [116]- ذو ثاء (ثق) أبو جعفر لكن من رواية ابن جماز، ومن غير طريق هبة الله وغيره عن عيسى بن وردان، وروى هبة الله وغيره عن عيسى [عنه] إشمام كسرتها ضما، وإليه أشار بقوله: [والإشمام] (خفت) خلفا.
وجه الإشمام: الإشارة إلى الضم؛ تنبيها على أن همزة الوصل المحذوفة مضمومة حالة الابتداء.
ووجه الضم: أنهم استثقلوا الانتقال من كسر إلى ضم؛ إجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة، وهذه [لغة أزد شنوءة].
وعللها أبو البقاء بأنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها [بالضم؛ اتباعا لضمة الجيم، وهذا من إجراء] الوصل مجرى الوقف.
وقيل: إن التاء تشبه ألف الوصل؛ لأن الهمزة تسقط من الدرج؛ لأنها ليست بأصل، ولا التفات إلى قول الزمخشري، والزجاج: إنها [لا] تسهل حركة الإعراب بحركة الإتباع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/151]
إلا في لغة ضعيفة كقولهم: الحمد لله؛ لأن مثل هذا قد ثبت عند العرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إدغام حيث شئتما [البقرة: 35] لأبي عمرو، وجواز الروم والإشمام، والمد، والتوسط، والقصر، فعلى هذا إذا أدغمها تأتى الثلاثة مع السكون المجرد مع الإشمام والروم مع القصر والإبدال بلا إدغام والإظهار مع الهمز، فهذه تسعة أوجه من طريق الضم، وكذا من طريق «الشاطبية» كما تقدم.
ثم أشار إلى خلف ابن وردان وعموم المسألة بقوله:
ص:
خلفا بكلّ وأزال في أزل = (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل
ش: أي: اختلف عن ابن وردان في ضم التاء من للملائكة في كل موضع كما تقدم: [البقرة: 34، الأعراف: 11، الإسراء: 61، الكهف: 50، طه: 116] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: [قرأ] أبو جعفر (للملائكة اسجدوا) حيث وقع بضم تاء التّأنيث من الملائكة، والباقون بكسرها والله الموفق). [تحبير التيسير: 285]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا" [الآية: 34] وهو في خمسة مواضع هنا و[الأعراف الآية: 11] و[الإسراء الآية: 61] و[الكهف الآية: 50] و[طه الآية: 116] فأبو جعفر من رواية ابن جماز ومن غير طريق هبة الله وغيره عن ابن وردان بضم التاء حالة الوصل في الخمسة اتباعا لضم الجيم، ولم يعتد بالساكن فاصلا وافقه الشنبوذي، وروى هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرتها الضم وصحح في النشر الوجهين عن ابن وردان والباقون بالكسرة الخالصة على الجر بالحروف.
وأمال أبي حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/387]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا حكم إمالة الكافرين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وإذ قلنا المملكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34)}
{للملائكة}
- قرأ الجمهور للملائكة" بجر التاء.
- وقرأ أبو جعفر وابن جماز وابن وردان بخلاف عنه والشنبوذي وقتيبة عن الكسائي والأعمش سليمان بن مهران بضم التاء في حالة الوصل إتباعا لحركة الجيم «للملائكة اسجدوا".
- ونقل أنها لغة أزد شنوءة.
قال الزجاج في معانيه: «وأبو جعفر من جلة أهل المدينة وأهل الشبت في القراءة إلا أنه غلط في هذا الحرف.
[معجم القراءات: 1/79]
- وروي هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرة التاء الضم، وهي رواية العمري عن أبي جعفر.
{إلا إبليس}
- قرأ جناح بن حبيش «إلا إبليس» بالرفع، وقيل هذه قراءة الكوفيين، وتكون إلا بمعنى الواو أو لكن.
- وقراءة الجماعة بالنصب على الاستثناء «إلا إبليس» وذلك من الضمير «فسجدوا».
- ولا يجوز غيره عند البصريين لأنه موجب.
{أبى}
- قرأه بالإمالة " حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{من الكافرين}
- قرأ بإمالة فتحة الكاف أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري، ورويس عن يعقوب، والصوري عن ابن ذكوان عن ابن عامر.
- وأمال ورش بين بين من طريق الأزرق.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 1/80]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس