عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشورى

[ الآيات من (27) إلى (31) ]
{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31)}


قوله تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)}

قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ} [آية/27] بسكون النون:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه مضارع أنزل، وأنزل متعدي نزل، يقال: نزل الشيء وأنزلته، فهو منقول عنه بالهمزة.
وقرأ الباقون {يُنَزِّلُ} بفتح النون وتشديد الزاي.
والوجه أنه مضارع نزل بالتشديد، وهو متعدي نزل المخفف، منقول عنه بالتضعيف). [الموضح: 1139]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهو الّذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الوليّ الحميد} 28
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {وهو الّذي ينزل الغيث} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف وهما لغتان مثل نبأته وأنبأته وعظمته وأعظمته وإنّما خص حمزة والكسائيّ الحرفين ها هنا وفي لقمان
[حجة القراءات: 641]
لأن ينزل فيهما من إنزال الغيث وقد قال الله تعالى {وأنزلنا من السّماء ماء} ). [حجة القراءات: 642]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [آية/ 28] بفتح النون وتشديد الزاي:-
قرأها نافع وابن عامر وعاصم.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب {يُنَزِّلُ} بسكون النون وتخفيف الزاي.
والوجه فيهما قد تقدم). [الموضح: 1140]

قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)}
قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم (30)
قرأ نافع وابن عامر (بما كسبت) بغير فاء، وكذلك هي في مصاحفهم.
وقرأ الباقون (فبما كسبت أيديكم) بفاء.
قال أبو منصور: من قرأ (فبما) بالفاء جعل الفاء جواب الشرط.
المعنى: ما تصيبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم.
وهذا في العربية أجود وأتم عند النحويين.
وحذف الفاء جائز عندهم أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/356]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وابن عامر: من مصيبة بما كسبت أيديكم [الشورى/ 30] بغير فاء، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون: فبما
[الحجة للقراء السبعة: 6/128]
القول في ذلك أنّ ما أصاب من قوله: ما أصاب من مصيبة يحتمل أمرين: يجوز أن يكون صلة ما*، يجوز أن يكون شرطا في موضع جزم، فمن قدّره شرطا لم يجز حذف
الفاء فيه على قول سيبويه، وقد تأول أبو الحسن، بعض الآي على حذف الفاء في جواب الشرط، وقال بعض البغداديين: حذف الفاء من الجواب جائز، واستدلّ على ذلك بقوله: وإن أطعتموهم إنكم لمشركون [الأنعام/ 121]. وإذا كان صلة فالإثبات والحذف جائزان على معنيين مختلفين، أمّا إذا أثبت الفاء ففي إثباتها دليل على أنّ الأمر الثاني وجب بالأوّل، وذلك نحو قوله: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار [البقرة/ 274] ثمّ قال: فلهم أجرهم عند ربهم [البقرة/ 274] فثبات الفاء يدلّ على أنّ وجوب الأجر إنّما هو من أجل الإنفاق، ومثل ذلك قوله: وما بكم من نعمة فمن الله [النحل/ 53] فإذا لم يذكر الفاء جاز أن يكون الثاني وجب للأوّل، وجاز أن يكون لغيره، والأولى إذا كان جزاء غير جازم أن تثبت الفاء كقوله: ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك [النساء/ 79]، وهذا قريب في المعنى من قوله: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا [الروم/ 41] أي جزاء بعض ذلك، وليس ما للحسنة والسيّئة المذكورتين هنا المكتسبتين، وإنّما يراد بهما الشّدّة والرّخاء، كما قال: فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه، وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه [الأعراف/ 131] وكقوله: إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا [التوبة/ 50] فهذا كما حكي عنهم من قولهم: وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء [الأعراف/ 95]). [الحجة للقراء السبعة: 6/129]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}
قرأ نافع وابن عامر (وما أصابكم من مصيبة بما كسبت) بغير فاء وقرأ الباقون {فبما كسبت أيديكم} بالفاء وهو في العربيّة أجود لأن الفاء مجازاة جواب الشّرط المعنى ما يصيبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ومثله قوله {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك} فأما من قرأ (بما كسبت أيديكم) على أن ما في معنى الّذي والمعنى والّذي أصابكم وقع بما كسبت أيديكم). [حجة القراءات: 642]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {بما كسبت} قرأه نافع وابن عامر بغير فاء، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام، ووجه ذلك أن تكون «ما» في قوله: {وما أصابكم} بمعنى «الذي» في موضع رفع بالابتداء، فيكون قوله «بما كسبت» بمعنى «الذي»، في موضع رفع بالابتداء، فيكون قوله: «بما كسبت» خبر الابتداء، فلا يحتاج إلى وفاء، وقرأ الباقون «فبما» بالفاء وكذلك هي في جميع المصاحف إلى مصاحف أهل الشام والمدينة، ووجه القراءة بالفاء أن تكون «ما» في قوله: {وما أصابكم}، للشرط والفاء جواب الشرط، ويجوز في هذه القراءة أن تكون «ما» بمعنى «الذي» وتدخل الفاء في خبرها لما فيها من الإبهام الذي يشبه الشرط). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/251]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ} [آية/ 30] بغير فاء:-
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أن {مَا} من قوله {مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ} يجوز أن تكون للشرط، ويجوز أن تكون موصولة بمعنى الذي.
فإن كانت للشرط كانت الفاء مقدرة محذوفة كقول الشاعر:
154- من يفعل الحسنات الله يشكرها = والخير والشر عند الله مثلان
أي فالله يشكرها.
وإن كانت موصولة جاز أن يدخل الفاء في الخبر، وأن لا يدخل، فإن
[الموضح: 1140]
دخل كان دخوله دليلاً على أن الأمر الثاني وجب الأول، نحو قوله تعالى {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ} فدخول الفاء دليل على أن الأجر وجب بالإنفاق، وإذا لم تدخل الفاء جاز أن يكون الثاني وجب بالأول، وجاز أن يكون بغيره، فهذا وجه حذف الفاء من {بِمَا كَسَبَتْ}.
وقرأ الباقون {فَبِمَا كَسَبَتْ} بالفاء.
والوجه أنه يجوز أن تكون {ما} للشرط، وقوله {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} جواب الشرط، ولهذا دخله الفاء، فإن الفاء يلزم جواب الشرط إذا كان جملة اسمية، والتقدير فهو بما كسبت أيديكم.
ويجوز أن تكون {ما} موصولة، فيكون دخول الفاء في الخبر من أجل أن الثاني وجب الأول، وهو الإصابة؛ لأن نسبة ما يصيب إلى كسب الأيدي إنما تكون بالإصابة، والمعنى: إن تصب مصيبة تقع النسبة أو الإضافة إلى كسب الأيدي، فهذه النسبة وجبت بالإصابة). [الموضح: 1141]

قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس