عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية (1) إلى الآية (4) ]
{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}

قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)}

قوله تعالى: {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وقوله جلّ وعزّ: (اللّه الّذي (2)
قرأ نافع وابن عامر (اللّه الّذي)، رفعًا، وقرأ الباقون (اللّه الّذي) خفضا.
قال الأزهري: من رفع فقال (اللّه الّذي) فهو على الاستئناف، ويجوز أن يكون مرفوعًا بإضمار (هو اللّه الذي)، ومن قرأ (اللّه الّذي) خفضا رده على (العزيز الحميد (1) اللّه الّذي)، وكان يعقوب إذا استأنف رفع، وإذا وصل القراءة خفض.
الأصمعي عن نافع (اللّه الذي) خفضا). [معاني القراءات وعللها: 2/61]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {صراط العزيز الحميد * الله} [1، 2].
قرأ نافع وابن عامر بالرفع على الابتداء والاستئناف؛ لأن الذي قبلها رأس آية. وسميت الآية آية لأنها قطعة منفصلة من الأخرى -.
وقرأ الباقون جرًا؛ لأنه بدل من الحميد ونعت له، فالحذاق من النحويين لا يسمونه نعتًا؛ لأن النعت في الكلام إنما هو حلية كقوله: مررت بزيد الظريف، فإن قلت: مررت بالظريف زيد كان بدلاً ولم يكن نعتًا، وكان بض النحويين يذهب إلى قراءة من قرأه بالخفض إذا وقف على الحميد أن يبتدى الله بالرفع، ويحكى ذلك عن نصير صاحب الكسائي، وقال: الابتداء بالخفض قبيح، وذلك غلطٌ منه؛ لأن الوقف والابتداء لا يوجب تغيير إعراب إذ لو كان كما زعم لوجب على من وقف على: {الحمد لله رب العالمين} أن يبتدىء {الرحمن الرحيم} وهذا واضح جدًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/334]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (فقرأ ابن كثير وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي: الحميد* الله [1، 2] على البدل.
وقرأ نافع وابن عامر: (الحميد* الله) رفعا.
حدثني عبيد الله بن عليّ قال: حدّثنا نصر بن علي عن الأصمعيّ عن نافع: الله.
حفص مثل أبي عمرو، ولم يرو عن نافع ذلك غيره.
قال أبو علي: من جرّ جعله بدلا من الحميد، ولم يكن صفة، لأنّ الاسم، وإن كان في الأصل مصدرا، صفة، والمصادر يوصف بها كما يوصف بأسماء الفاعلين وكذلك كان هذا الاسم في الأصل (الإله) ومعناه: ذو العبادة، أي: العبادة تجب له. قال أبو زيد: تألّه الرجل: إذا نسك، وأنشد لرؤبة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/25]
سبّحن واسترجعن من تألّهي فهذا في أنه في الأصل مصدر قد وصف به مثل السلام والعدل، إلّا أنّ هذا الاسم غلب حتّى صار في الغلبة لكثرة استعمال هذا الاسم كالعلم.
وقد يغلب ما أصله الصفة، فيصير بمنزلة العلم، قال:
ونابغة الجعديّ بالرّمل بيته عليه صفيح...
والأصل: النابغة، فلمّا غلب نزع منه الألف واللام، كما نزع من الأعلام نحو: زيد وجعفر، وربما استعمل في هذا النحو الوجهان، قال:
تقعدهم أعراق حذلم بعد ما رجا الهتم إدراك العلى والمكارم وقال:
وجلّت عن وجوه الأهاتم وأما قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 5/26]
والتّيم ألأم من يمشي وألأمهم... ذهل بن تيم بنو السّوء المدانيس
فيجوز أن يكون جعل التيم، لمّا كان في الأصل مصدرا بمنزلة الصفة، ويجوز أن يكون جعل التيم جمع تيمي، كيهودي ويهود، وعلى هذا ما في التنزيل من قوله: وقالت اليهود [البقرة/ 113 المائدة/ 18، 64 التوبة/ 30]، ألا ترى أن يهود قد جرى في كلامهم اسما للقبيلة، كما أن مجوس كذلك فلولا أن المراد بها الجمع، لم يدخلهما الألف واللام، كما لا تدخل المعارف نحو: زيد وجعفر، إلّا أنه جمع، فحذف الياءين اللتين للنسب، كما جمع: شعيرة وشعير فحذف الهاء، ومثل ذلك: روميّ وروم، وزنجيّ وزنج.
ومن رفع قطع من الأول، وجعل (الذي) الخبر، أو جعله صفة، وأضمر خبرا، ومثل ذلك في القطع قوله: (قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب) [سبأ/ 3] فمن قطع ورفع جعل قوله: لا يعزب عنه [سبأ/ 3] خبرا لقوله: (عالم الغيب)، ومن جرّ أجرى (عالم الغيب) صفة على الأول، وعلى هذا يجوز: من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن [يس/ 52] إن شئت جعلت هذا صفة لقوله: من مرقدنا وأضمرت خبرا لقوله: ما وعد الرحمن وإن شئت جعلت قوله: هذا ابتداء، وجعلت قوله: ما وعد الرحمن خبرا، وكذلك: عطاء حسابا* رب السموات والأرض وما بنيهما الرحمن [النبأ/ 36 - 37]، إن شئت جعلته صفة، وإن شئت جعلته ابتداء ولا يملكون خبره، ومثل ذلك: إن الله اشترى من
[الحجة للقراء السبعة: 5/27]
المؤمنين أنفسهم [التوبة/ 111]، ثم انقطع قوله: التائبون [التوبة/ 112] عنهم، واستؤنف به، وزعموا أن في بعض الحروف: التائبين على إتباع المؤمنين، فكذلك قراءة من قرأ: (الله) فقطعه مما قبله، واستأنف به). [الحجة للقراء السبعة: 5/28]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إلى صراط العزيز الحميد * الله الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض}
قرأ نافع وابن عامر {الله الّذي له} بالرّفع على الاستئناف لأن الّذي قبله رأس آية
وقرأ الباقون {إلى صراط العزيز الحميد * الله} بالخفض لأنّه بدل من {الحميد} ولا يجوز أن يقول نعت للحميد وإنّما هو كقولك مررت بزيد الظريف فإن قلت بالظريف زيد عاد بدلا ولم يكن نعتا). [حجة القراءات: 376]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {الله الذي} قرأه نافع وابن عامر على الاستئناف، فرفعاه بالابتداء، والخبر {الذي} وما بعده، وإن شئت جعلت {الذي} وصلته صفة لـ {الله} وأضمرت الخبر، وقرأ الباقون بالخفض على البدل من «العزيز»، واختار أبو عبيد الخفض، ليتصل بعض الكلام ببعض، وتعقب عليه ابن قتيبة، فاختار الرفع؛ لأن الآية الأولى قد انقضت، ثم استؤنف بآية أخرى، فحقه الابتداء؛ لأن الآية الأولى تتابعت بتمامها، وكذلك اختلفا في الاختيار في: {عالم الغيب} في سورة المؤمنين «92»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/25]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {الحَمِيدِ اللهِ} [آية/ 1 و2] بالجر:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أنه بدل من {الحَمِيد}، وليس بصفة، وإن كان أصل {الله} أن يكون صفةً؛ لأن معناه ذو العبادة أي الذي يستحق أن يُعبد، لكنه غلبت عليه التسمية، فصار كالعلم وإن كان في الأصل صفةً، فلهذا قلنا إنه بدلٌ وليس بصفةٍ.
وقرأ نافع وابن عامر بالرفع، وكذلك يعقوب إذا وقف على {الحَمِيد}، وابتدأ بقوله {الله}، رفعه في رواية يس-.
والوجه أنه مبتدأٌ به مقطوعٌ مما قبله ورفعه بالابتداء، وقوله {الْذِي} مع الصلة خبره.
ويجوز أن يكون {الذي} وصفًا، والخبر مضمرًا، والتقدير: الله الذي له
[الموضح: 707]
ما في السموات هو المحمود سبيله.
ويجوز أن يكون قوله {الله} رفعًا على أنه خبر مبتدإٍ محذوفً، والتقدير: هو الله). [الموضح: 708]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ أبو السمال: [بِلِسْنِ قَوْمِهِ].
قال أبو الفتح: حُكي أن بعض أصحابنا قال: دخلت علي أبي السمال وهو ينتف شعر إسْبِهِ وهو يقرأ: [ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسْنِ قومه]، وإِسْبُهُ يعني عانته، فاللِّسْنُ واللسان، كالريش والرياش: فِعْل وفِعَال بمعنى واحد. هذا إذا أردت باللسان اللغة والكلام. فإن أردت به العضو فلا يقال فيه: لِسْن؛ إنما ذلك في القول لا العضو. وكأن الأصل فيهما للعضو، ثم سَمَّوا القول لسانًا؛ لأنه باللسان، كما يُسَمى الشيء باسم الشيء لملابسته إياه؛ كالراوية والظعينة ونحوها). [المحتسب: 1/359]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس