عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (27) إلى الآية (30) ]

{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نردّ ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون من المؤمنين (27)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو بكر والكسائي (نردّ ولا نكذّب... ونكون) بالرفع، وقرأ ابن عامر (ولا نكذّب) رفعًا، و(نكون) نصبًا.
وقد روى هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر النصب
[معاني القراءات وعللها: 1/348]
فيهما، وقرأ الباقون (ولا نكذّب... ونكون) بالنصب جميعًا.
قال أبو منصور: ومن قرأ بالرفع في (ولا نكذّب... ونكون) فالمعنى: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب بآيات ربنا أبدًا، رددنا أو لم نرد، ونكون من المؤمنين قد عيّنّا وشاهدنا ما لا نكذب معه أبدًا.
ويجوز الرفع على وجه آخر: على معنى: يا ليتنا نرد ويا ليتنا لا نكذب بآيات ربّنا، كأنما تمنوا الرد والتوفيق للتصديق، (ونكون) معطوف عليه.
ومن قرأ (يا ليتنا نردّ ولا نكذّب... ونكون) فهو على الجواب بالواو في التمني، كما تقول: ليتك تصير إلينا ونكرمك، وهذا قول أبى إسحاق.
وقال أحمد بن يحيى: جواب التمني إنما يكون بالفاء نصبًا، فأما الواو، فإنما ينصب على الصرف). [معاني القراءات وعللها: 1/349]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {يا ليتنا نرد ولا نكذب} [27].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/153]
قرأ حمزة وحفص {نكذب .... ونكون} بنصب الباء والنون ووافق شامي في النون؛ جعلوه جواب التمني؛ لأن الجواب بالواو ينصب كما ينصب بالفاء كقول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله = عار عليك إذا فعلت عظيم
وكقراءة الأعرج: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} بالنصب.
وقرأ الباقون بالرفع كل ذلك.
فمن رفع جعل الكلام كله خبرًا؛ لأن القوم تمنوا الرد، ولم يتمنوا الكذب والتقدير: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/154]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الرفع والنصب من قوله [جلّ وعزّ]: ولا نكذب بآيات ربنا ونكون [الأنعام/ 27].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر: ولا نكذب ونكون* جميعا بالرفع.
وقرأ ابن عامر وحمزة وعاصم في رواية حفص: ولا نكذب ونكون بنصبهما هذه رواية ابن ذكوان عن أصحابه عن أيوب بن تميم عن ابن عامر. وقال هشام ابن عمار عن أصحابه عن ابن عامر: ولا نكذب مرفوعة، ونكون نصبا.
[الحجة للقراء السبعة: 3/292]
[قال أبو علي]: [فأمّا] من قرأ بالرفع جاز في قراءته وجهان: أحدهما: أن يكون معطوفا على نرد فيكون قوله: ولا نكذب ونكون* داخلا في التمني دخول نرد فيه، فعلى هذا: قد تمنّى الردّ، وأن لا نكذّب، والكون من المؤمنين.
ويحتمل الرفع وجها آخر: وهو أن تقطعه من الأول، فيكون التقدير على هذا: يا ليتنا نردّ ونحن لا نكذب بآيات ربّنا، ونكون.
قال سيبويه: وهو على قولك: فإنّا لا نكذب، كما تقول: دعني ولا أعود، أي: فإنّي ممن لا يعود، فإنّما يسألك الترك، وقد أوجب على نفسه أن لا يعود ترك أو لم يترك، ولم يرد أن يسأل: أن يجمع له الترك وأن لا يعود.
وهذا الوجه الثاني ينبغي أن يكون أبو عمرو ذهب إليه في قراءته جميع ذلك بالرفع، فالأوّل الذي هو [عطف على] الردّ داخل في التمني، وقوله: ولا نكذب بآيات ربنا ونكون* على نحو: دعني ولا أعود، يخبرون على البتات أن لا يكذّبوا ويكونوا من المؤمنين، لأنّ أبا عمرو روي عنه أنّه استدلّ على خروجه من التمني بقوله: وإنهم لكاذبون [الأنعام/ 28] فقال: قوله:
وإنهم لكاذبون يدلّ على أنّهم أخبروا بذلك عن أنفسهم، ولم
[الحجة للقراء السبعة: 3/293]
يتمنوه، لأنّ التمني لا يقع فيه الكذب، إنّما يكون الكذب في الخبر دون التمني. وأهل النظر يذهبون إلى أنّ الكذب لا يجوز وقوعه في الآخرة، فإذا لم يجز ذلك فيها كان تأويل قوله: وإنهم لكاذبون. على تقدير: إنّهم لكاذبون في الدنيا في تكذيبهم الرسل، وإنكارهم البعث، ويكون قوله: وإنهم لكاذبون حكاية للحال التي كانوا عليها في الدنيا، كما أنّ قوله: وكلبهم باسط ذراعيه [الكهف/ 18] حكاية للحال الماضية، وكما أنّ قوله: وإن ربك ليحكم بينهم [النحل/ 124] حكاية للحال الآتية.
ولو جاز الكذب في الآخرة لكان ذلك حجة للرفع على الوجه الذي ذكرنا.
وحجّة من نصب فقال: يا ليتنا نرد ولا نكذب ونكون [الأنعام/ 37] أنّه أدخل ذلك في التمني، لأنّ التمني غير موجب، فهو كالاستفهام والأمر والنهي والعرض في انتصاب ما بعد ذلك كلّه من الأفعال إذا دخلت عليها الفاء على تقدير ذكر مصدر الفعل الأول، كأنّه في التمثيل: يا ليتنا يكون لنا ردّ وانتفاء للتكذيب، وكون من المؤمنين. ومن رفع نرد ولا نكذب ونصب ونكون [فإنّ الفعل الثاني من الفعلين المرفوعين] يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون داخلا في التمني فيكون في
[الحجة للقراء السبعة: 3/294]
المعنى كالنصب. والوجه الآخر أنّه يخبر على البتات أن لا يكذّب ردّ أو لم يردّ. ومن نصب ولا نكذب ونكون جعلهما جميعا داخلين في المعنى في التمني كما أنّ من رفع ذلك، وعطفه على التمني كان كذلك). [الحجة للقراء السبعة: 3/295]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين}
[حجة القراءات: 244]
قرأ حمزة وحفص {فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون} بنصب الياء والنّون جعلاه جواب التّمنّي لأن الجواب بالواو ينصب كما ينصب بالفاء قال الشّاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
وكما تقول ليتك تصير إلينا ونكرمك المعنى ليت مصيرك يقع وإكرامنا ويكون المعنى ليت ردنا وقع ولا نكذب أي إن رددنا لم نكذب
وقرأ ابن عامر {يا ليتنا نرد ولا نكذب} بالرّفع {ونكون} بالنّصب جعل الأول نسقا والثّاني جوابا كأنّه قال ونحن لا نكذب ثمّ رد الجواب إلى {يا ليتنا} المعنى يا ليتنا نرد فنكون من المؤمنين
وحجته قوله {لو أن لي كرة فأكون من المحسنين}
وقرأ الباقون {يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون} بالرّفع فيهما جعلوا الكلام منقطعًا عن الأول قال الزّجاج المعنى أنهم تمنوا الرّد وضمنوا أنهم لا يكذبون المعنى يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب بآيات ربنا رددنا أم لم نرد ونكون من المؤمنين أي عانينا وشاهدنا ما لا نكذب معه أبدا قال ويجوز الرّفع على وجه آخر على معنى يا ليتنا نرد ويا ليتنا لا نكذب بآيات ربنا كأنّهم تمنوا الرّد والتوفيق للتصديق). [حجة القراءات: 245]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {ولا تكذب}، {ونكون} قرأه حفص وحمزة «ولا نكذب» بالنصب، وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص «ويكون» بالنصب، ورفعهما الباقون.
وحجة من نصب أنه جعل الفعلين جوابًا للتمني؛ لأنه غير واجب، ليكونا داخلين في التمني، على معنى أنهم تمنوا الرد، وترك التكذيب، الكون من المؤمنين، والنصب بإضمار «أن» كما تنصب في جواب الاستفهام والأمر والنهي والعرض، لأن جميعه غير واجب، ولا واقع بعد، فينصب الجواب مع الواو، كأنه عطف على مصدر الأول، كأنهم قالوا: يا ليتنا يكون لنا رد، وانتفاء من التكذيب، وكون من المؤمنين، فحملا على مصدر «يرد» في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/427]
العطف، إذ لم يكن أن يحملا على العطف على «نرد» لانقلاب المعنى إلى الرفع، فلم يكن بد من إضمار «أن» لتكون مع الفعل مصدرًا، فيعطف مصدرًا على مصدر، وبه يتم النصب في الفعلين.
9- وحجة من رفعهما أنه عطفهما على «نرد» فيكون قوله: «ولا نكذب ونكون» داخلين في التمني، تمنوا ثلاثة أشياء على ما ذكرنا، ويجوز أن يرفع، على أن يقطعه من الأول على تقدير: يا ليتنا نرد، ونحن لا نكذب بآيات ربنا، ونكون من المؤمنين، رددنا أو لم نرد، وقوله: {وإنهم لكاذبون} «28» يدل على كذبهم فيما أخبروا به عن أنفسهم، من أنهم لا يكذبون ويكونون من المؤمنين، ولم يتمنوا ذلك في هذا التقدير، لأن التمني لا يقع مع التكذيب، إنما يكون التكذيب في الخبر، إنما التزموه ردوا أو لم يُردوا، حكم سيبويه: دعني ولا أعود، بالرفع على معنى: ولا أعود تركتني أو لم تتركني، ولم يسأل أن يجمع له الترك والعود، وأهل النظر على أن التكذيب لا يجوز في الآخرة؛ لأنها دار جزاء، على ما كان في الدنيا، والتأويل عندهم: وإنهم لكاذبون في الدنيا، في تكذيبهم للرسل، وإنكارهم البعث، فيكون ذلك حكاية عن الحال التي كانوا عليها في الدنيا كما قال: {وإن ربك ليحكم بينهم} فجعله حكاية عن الحال الآتية، وقد حُكي أن أبا عمرو احتج للرفع بقوله: {وإنهم لكاذبون} وأجاز التكذيب في الآخرة.
10- وحجة من رفع «نكذب» ونصب «ونكون» أنه رفع الأول على أحد الوجهين المذكورين المتقدمين، على أن يكون داخلًا في التمني، فيكون الرفع كالنصب، ونصب «ونكون» على جواب التمني فكلا الفعلين دخل في التمني، ويجوز رفع «ونكذب» على معنى الثبات على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/428]
ترك التكذيب، أي: لا نكذب رددن أو لم نرد، فيكون غير داخلًا في التمني ويكون داخلًا في التمني إذا نصبته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/429]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَلا نُكَذِّبَ} {وَنَكُونَ} [آية/ 27] منصوبتان:-
قرأهما حمزة وعاصم -ص- ويعقوب.
والوجه أن انتصابهما لأجل كونهما جوابًا للتمني؛ لأن التمني غير موجب
[الموضح: 463]
فهو كالاستفهام والأمر والنهي إذا دخلت على الفعل الذي بعدها الفاء أو الواو نحو: هل زيد عندك فأكرمه، واعطني فأشكرك، ولا تشتمني فأضربك، وليت لي مالا فأنفقه.
وحكم الواو في ذلك كحكم الفاء، وهو على إضمار أن بعد الواو أو الفاء، والكلام محمول على المصدر، والتقدير: يا ليتنا يكون لنا وانتفاء من التكذيب وكون من المؤمنين.
وقرأ ابن عامر {وَلا نُكَذِّبَ} رفعة و{وَنَكُونَ} نصبًا.
ووجه الرفع في {نُكَذِّبَ} أنه جعله معطوفة على {نُرَدُّ} داخلا في التمني، والنصب في {نَكُونَ}؛ من أجل أنه جواب التمني.
وقرأ الباقون بالرفع في {نُكَذِّبَ} و{نَكُونَ} جميعًا، وله وجهان:
أحدهما: أن يكونا معطوفين على {نُرَدُّ} داخلين في التمني.
والثاني: أن يكونا على الاستئناف والقطع من الأول، والتقدير: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب بآيات ربنا ونكون). [الموضح: 464]

قوله تعالى: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}

قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)}

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس