عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (38) إلى الآية (42) ]


{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38) وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39) إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40) فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا (42)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38)}

قوله تعالى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعز: (وإن تك حسنةً يضاعفها... (40).
قرأ ابن كثير ونافع: (وإن تك حسنةٌ) رفعا.
وقرأ الباقون: (حسنةً) نصبًا.
كال أبو منصور: من نصب (حسنةً) أضمر في (تك) مرفوعًا، كأنه قال: إن تك الفعلة (حسنةً).
ومن رفع جعل (تك)
[معاني القراءات وعللها: 1/308]
مكتفية، كأن معناها: إن تقع (حسنةٌ) ). [معاني القراءات وعللها: 1/309]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {وإن تك حسنة يضاعفها} [40].
قرأ نافع وابن كثير {وإن تك حسنة} بالنصب، ومن نصب جعله خبرًا.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/133]
وقرأ ابن كثير وابن عامر {يضعفها} بغير ألف.
وقرأ الباقون بألف، وقد مرت علة ذلك في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/134]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الرفع والنصب من قوله [جلّ وعزّ ]: وإن تك حسنة [النساء/ 40].
فقرأ ابن كثير ونافع: وإن تك حسنة رفعا.
وقرأ الباقون: نصبا.
قال أبو علي: النصب حسن لتقدم ذكر: مثقال ذرة [النساء/ 40]، فالتقدير وإن تكن الحسنة مثقال ذرة يضاعفها، كما قال: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160] والرفع على: وإن تحدث حسنة، أو إن تقع حسنة يضاعفها). [الحجة للقراء السبعة: 3/160]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها والتخفيف والتشديد
[الحجة للقراء السبعة: 3/160]
من قوله [جلّ وعز]: يضاعفها [النساء/ 40].
فقرأ ابن كثير وابن عامر: يضعفها مشدّدة العين بغير ألف.
وقرأ الباقون: يضاعفها خفيفة بألف.
قال أبو علي: المعنى فيهما واحد وهما لغتان. قال سيبويه: تجيء فاعلت لا تريد به عمل اثنين، ولكنهم بنوا عليه الفعل كما بنوه على أفعل، وذلك قولهم: ناولته، وعاقبته، وعافاه الله، وسافرت قال: ونحو ذلك: ضاعفت، وضعّفت، وناعمت ونعّمت فدلّ هذا على أنّه لغتان فبأيّهما قرأت كان حسنا). [الحجة للقراء السبعة: 3/161]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} 40
قرأ نافع وابن كثير {وإن تك حسنة} بالرّفع على أنّها اسم كان ولا خبر لها وهي ها هنا في مذهب التّمام المعنى وإن تحدث حسنة أو تقع حسنة يضاعفها كما قال {وإن كان ذو عسرة} أي وقع ذو عسرة
وقرأ الباقون {وإن تك حسنة} بالنّصب خبر كان والاسم مضمر فمعناه إن تك زنة الذّرة حسنة المعنى إن تك فعلته حسنة يضاعفها
قرأ ابن كثير وابن عامر (يضعفها) بالتّشديد وقرأ الباقون {يضاعفها} وهما لغتان يقال أضعفت الشّيء وضعفته كما يقال كرمت وأكرمت). [حجة القراءات: 203]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (48- قوله: {وإن تك حسنة} قرأ الحرميان بالرفع، جعلا «كان» تامة غير محتاجة إلى خبر، بمعنى: حدث ووقع، وقرأ الباقون بالنصب جعلوا: «كان» ناقصة، تحتاج إلى خبر، فأضمروا فيها اسمها، ونصبوا «حسنة»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/389]
على خبر «كان» وحسن الإضمار، لتقدم ذكر {مثقال ذرة} فالتقدير: وإن تكن الحسن مثل ذرة، وإنما جُعلت الحسنة هي الاسم، وقد كانت خبرًا؛ لأنها هي مثقال الذرة، فقدمت الحسنة، وجعلتها الاسم، لإجماعهم على التاء على «تك» وحسن ذلك لأنها هي مثقال الذرة ولو أضمرت المثقال لقبح الإتيان بالتاء في «تك» فأضمرت ما يليق بالتاء، وهو الحسنة، وجعلت {مثقال ذرة} الخبر؛ لأنه هو الحسنة، فكل واحد محمول على الآخر، وهو هو، ودل على هذا التقدير ثبوت التاء في «تك» وإجماعهم على قوله: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} «الأنعام 160» فالتضعيف في هذه بعشرة أمثال كالتضعيف في قوله: {يضاعفها} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٌ} [آية/ 40]:-
بالرفع، قرأها ابن كثير ونافع، على أن كان تامة، والمعنى إن تقع
[الموضح: 416]
حسنة، أو تحدث حسنة، وهي لا تقتضي خبرًا، وقد مضى مثله.
وقرأ الباقون {حَسَنَةً} بالنصب، لتقدم ذكر {مِثْقَالَ ذَرّةٍ}، والتقدير: وإن يك مثقال الذرة حسنةً، فأنت الفعل وإن كان المثقال مذكرًا؛ لأن المثقال هو الذرة في المعنى، واسن {يَكُ} على هذا مضمر، و{حَسَنَةً} خبره). [الموضح: 417]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {يُضَعِّفْهَا} [آية/ 40]:-
مشددة العين من غير ألف، قرأها ابن كثير وابن عامر ويعقوب.
وقرأ الباقون {يُضَاعِفْها} بالألف مخففة.
وهما لغتان: ضاعف وضعف، بمعنى واحدٍ، وقد مضى مثله). [الموضح: 417]

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41)}

قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا (42)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لو تسوّى بهم الأرض... (42).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب: (لو تسوّى) بضم التاء، وتخفيف السين.
وقرأ نافع وابن عامر بفتح التاء وتشديد السين: (لو تسّوّى).
وقرأ حمزة والكسائي: (تسوّى) بفتح التاء مخففة السين ممالة.
قال أبو منصور: من قرأ (تسوّى) فالأصل تتسوّى، فحذفت إحدى التاءين.
ومن قرأ (تسّوّى) فالأصل أيضًا تتسوّى، فأدغمت التاء الثانية في السين، وشددت، يقال: اسّوّى - يسّوّى اسّوّاء فهو مسّوّ، وأصل (تسوّى) تتسوّى، كما يقال: أزّمّل، وادّثّر واصّدّى، والأصل تزمّل وتدثّر وتصدّى.
ومن قرأ (تسوّى بهم الأرض فهو من سويت به الأرض تسوّى، إذا دفن فيها.
[معاني القراءات وعللها: 1/309]
والمعنى في جميع هذه الوجوه: أن أهل النار يودون أن لو تركوا ترابًا ولم يبعثوا من القبور أحياء.
ويقال: تسوت به الأرض واستوت به الأرض، إذا دفن في بطنها). [معاني القراءات وعللها: 1/310]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {لو تسوى بهم الأرض} [42].
قرأ نافع وابن عامر {تسوى} بفتح التاء وتشديد السين.
وقرا حمزة والكسائي بالفتح والتخفيف.
وقرأ حمزة والكسائي {لو تسوى} ممالة خفيفة أرادوا جميعًا: تتسوى، فأما نافع، وصاحبه فأدغما التاء في السين.
وحمزة وصاحبه خفى لإحدى التائين تخفيفًا.
وقرأ الباقون {تسوى} بضم التاء والتخفيف قال أبو عبيدة: تسوى بهم الأرض أي: تعلوهم ويدخلون في جوفها، يعني يوم القيامة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/134]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح التاء في قوله تعالى: تسوى. [النساء/ 42] والتشديد وضمها والتخفيف.
فقرأ ابن كثير وعاصم، وأبو عمرو: لو تسوى مضمومة التاء خفيفة السين.
وقرأ نافع وابن عامر: تسوى مفتوحة التاء مشدّدة السين.
وقرأ حمزة والكسائي: لو تسوى مفتوحة التاء خفيفة
[الحجة للقراء السبعة: 3/161]
السين، والواو ممالة مشدّدة في كلّ القرآن.
[قال أبو علي]: من قال: تسوى فهو تفعّل من التسوية، والمعنى: لو تجعلون والأرض سواء، كما قال تعالى:
ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا [عمّ/ 40] ومن هذا قوله: بلى قادرين على أن نسوي بنانه [القيامة/ 4] أي: نجعلها صفحة واحدة لا تفصل بعضها عن بعض، فتكون كالكف، فيعجز لذلك عمّا يستعان عليه من الأعمال بالبنان كالكتابة والخياطة ونحو ذلك، مما لو فقدت البنان معها لم يتمكن منها. ومن أيمانهم: لا والذي شقّهنّ خمسا من واحدة.
وقراءة نافع وابن عامر: لو تسوّى المعنى: لو تتسوّى فأدغم التاء في السين لقربها منها، وهذا مطاوع لو تسوّى، لأنّك تقول سوّيته فتسوّى، ولا ينبغي أن يكره هذا لاجتماع تشديدتين، ألا ترى أن في التنزيل: اطيرنا [النمل/ 47] وازينت، [يونس/ 24] ولعلكم تذكرون [الأنعام/ 152] ونحو ذلك، وفي هذا الوجه اتساع لأنّ الفعل مسند إلى الأرض وليس المراد:
ودّوا لو تصير الأرض مثلهم، إنّما المعنى: ودّوا لو يصيرون يتسوّون بها، لا تتسوّى هي بهم، وجاز ذلك لأنّه لا يلبس، وقالوا: أدخل فوه الحجر لمّا لم يلتبس.
[الحجة للقراء السبعة: 3/162]
وقول حمزة والكسائي: لو تسوّى هو: لو تتسوّى فحذفا التاء التي أدغمها من قال: لو تسوّى لأنها كما اعتلت بالإدغام اعتلت بالحذف.
وأمّا إمالة الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء في تسوّى فحسنة، لأنّ الفعل إذا صار على هذه العدّة استمرّت فيه الإمالة لانقلاب ألفه إلى الياء في نحو يتسويان). [الحجة للقراء السبعة: 3/163]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لو تسوى بهم الأرض}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {لو تسوى} بضم التّاء على ما لم يسم فاعله وحجتهم أن المعنى في ذلك يود الّذين كفروا
[حجة القراءات: 203]
لو يجعلهم الله ترابا فيسوي بينهم وبين الأرض كا فعل بالبهائم ثمّ رد إلى ما لم يسم فاعله
وقرأ نافع وابن عامر {تسوى} بتشديد السّين والواو الأصل تتسوى ثمّ أدغمت التّاء في السّين أي يودون لو صاروا ترابا فكانوا سواء هم والأرض
قرأ حمزة والكسائيّ {تسوى} بتخفيف السّين وفتح التّاء أسند الفعل إلى الأرض بمعنى الأول والأصل تتسوى ثمّ حذفوا إحدى التّاءين تخفيفًا مثل {تذكرون} فأما وجه تصير الفعل للأرض فلأن الكفّار إنّما تمنوا أن تستوي الأرض بهم إذ شهدت عليهم أعضاؤهم فيكونوا ترابا كما قال جلّ وعز حكاية عن الكفّار {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} قال ويجوز أن يراد بالكلام يود الّذين كفروا لو يستوون هم بالأرض فيكونوا ترابا من ترابها ثمّ يحول الفعل إلى الأرض لأنهم إذا تسووا بها فقد تسوت بهم فيكون كل صنف منهما قد استوى بصاحبه وقد استعملته العرب في كلامها قال الشّاعر
كأن لون أرضه سماؤه
يريد كأن لون سمائه لون أرضه من شدّة الغبار فشبه أرضه بسمائه وإنّما أراد أن يشبه لون سمائه بلون أرضه). [حجة القراءات: 204]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (49- قوله: {تسوى بهم الأرض} قرأه نافع وابن عامر بفتح التاء، مشدد السين، وقرأه حمزة والكسائي كذلك، إلا أنها خففا السين وأمالا، وقرأه الباقون بضم التاء، وتخفيف السين.
50- وحجة من قرأ بضم التاء أنه جعله فعلًا لم يسم فاعله، من التسوية، مثل قوله: {على أن نسوي بنانه} «القيامة 4» وأقام «الأرض» مقام الفاعل، على معنى: لو يجعلون والأرض سواء، أي ترابا، كما فعل بالبهائم، ودليله قوله: {ويقول الكافر يا لتني كنت ترابا} «النبأ 40».
51- وحجة من فتح التاء، وشدد السين أنه بنى الفعل على «يتفعل» فأسنده إلى «الأرض» فارتفعت بفعلها، وأصله «تتسوى» ثم أدغم التاء، وهي الثانية، في السين، فهو في العلة والحجة مثل {تساءلون به} ومثل «تظاهرون»، وقد مضى تفسيره، وفي الكلام اتساع، وذلك أنه جعل «الأرض تتسوى بهم» وليس لها فعل، والمراد به المخبر عنهم، وهم الذين كفروا، يودون: لو يصيرون يتسوون بالأرض، وهو مثل: ألقم فاه الحجر،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/390]
وأدخل زيد القبر، ونحوه، لما علم المعنى اتسع فيه، فأقيم الذي ليس له المعنى مقام الفاعل إذ لا يشكل.
52- وحجة من فتح التاء، وخفف السين أنه حذف إحدى التائين استخفافًا، كما فعل في «تساءلون وتظاهرون» وقد تقدم الكلام على علة ذلك، وحسن حذف التاء، وترك الإدغام لئلا يتوالى مشددان: وهما السين والواو، وفي ذلك ثقل، والقراءة بالتشديد، وفتح التاء أولى؛ لأنه الأصل، وعليه أهل المدينة، فأما الإمالة فيه والفتح فقد تقدمت علة ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/391]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {لَوْ تُسَوّى} [آية/ 42]:-
بضم التاء وتخفيف السين من غير إمالةٍ، قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب.
وهو تفعل من التسوية، يقال: سويت بفلانٍ الأرض، إذا دفنته فيها فتسوت به الأرض، والمعنى يود أهل النار يوم القيامة أن لو تركوا ترابًا ولم يبعثوا أحياءً، أي لو يجعلون والأرض سواء، كما قال تعالى {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}.
[الموضح: 417]
وقرأ نافع وابن عامر بفتح التاء وتشديد السين.
والأصل: تتسوى، فأدغم التاء في السين لقربها منها، وأسند الفعل في هذه القراءة إلى الأرض، والمعنى: ودوا لو يصيرون متسوين بها، لا أن تتسوى هي بهم، وجاز ذلك لأنه لا يلتبس، كما تقول: أدخلت خاتمي في الأصبع.
وقرأ حمزة والكسائي {تَسَوّى} بفتح التاء وتخفيف السين ممالة.
والأصل: تتسوى أيضًا، فحذف التاء التي أدغمها الآخران، فلما (أعلها) ذانك بالإدغام (أعلها) هذان بالحذف.
وأمالة الإمالة ههنا فحسنة؛ لأن الفعل إذا صار على هذه العدة حسنت فيه الإمالة، لانقلاب ألفه إلى الياء في التثنية). [الموضح: 418]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس