عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (13) إلى الآية (19) ]

{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19)}


قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ (13)}
قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فعزّزنا بثالثٍ)
قرأ عاصم في رواية في بكر (فعززنا) بتخفيف الزاي وشددها الباقون
وروى المفضل عن عاصم (فعززنا) خفيفة.
[معاني القراءات وعللها: 2/304]
قال أبو منصور: من قرأ (فعزّزنا) بالتشديد فمعناه: قوّينا وشددنا الرسالة برسول ثالث.
وقوله (فعززنا) بتخفيف فمعناه: فغلبنا، يقال: عزه يعزه، إذا غلبه، قال الله: (وعزّني في الخطاب).
قال أبو منصور: القراءة بالتشديد، ومعناه قوّينا وشددنا). [معاني القراءات وعللها: 2/305]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {فعززنا بثالث} [14].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر: {فعززنا} مخففًا أي: فغلبنا من قول العرب: «من عز بز» أي: من غلب سلب.
وقوله: {بثالث} أي: بثالث كان قبل الاثنين، وهو في التلاوة كأنه بعدهما. والتقدير: فعززنا بثالث الذي كان قبل الاثنين، والثالث هو: يوشع ابن نون.
وحدثني ابن مجاهد عن محمد بن هرون عن الفراء في قراءة ابن مسعود {فعززنا بالثالث} بالألف واللام؛ لأن النكرة إذا أعيد ذكرها أعيد بالألف واللام). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/231]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتثقيل من قوله جلّ وعزّ: فعززنا بثالث [يس/ 14].
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل [عن عاصم]: فعززنا خفيفة.
وقرأ الباقون، وحفص عن عاصم: فعززنا مشدّدة الزاي.
[قال أبو علي] قال بعضهم: عزّزنا: قوّينا وكثّرنا. وأمّا عززنا: فغلبنا من قوله: وعزني في الخطاب [ص/ 23] وقال جرير:
أعزّك بالحجاز وإن تسهّل بغور الأرض تنتهب انتهابا). [الحجة للقراء السبعة: 6/38]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فكذبوهما فعززنا بثالث}
قرأ أبو بكر {فعززنا بثالث} بالتّخفيف أي فغلبنا من قول العرب من عز بز أي من غلب سلب
وقرأ الباقون بالتّشديد أي قوينا وشددنا). [حجة القراءات: 597]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {فعززنا} قرأه أبو بكر بالتخفيف، وشدد الباقون.
وحجة من خفف أنه حمله على معنى «فغلبنا بثالث» من قوله تعالى: {وعزني في الخطاب} «ص 23» أي: غلبني، ويكون المفعول محذوفًا، وهو المرسل إليهم، تقديره: فعززنا بثالث، أي فغلبناهم بثالث.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/214]
5- وحجة من شدد أنه حمله على معنى القوة، أي: فقويناهم بثالث، والمفعول أيضًا محذوف، يعود على الرسولين، أي: فقوينا المرسلين برسول ثالث، وهو الاختيار لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/215]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {فَعَزَزْنَا بِثَالِثٍ} [آية/ 14] بتخفيف الزاي:
رواها ياش- عن عاصم.
والوجه أن معناه غَلَبْنَا، قال الله تعالى {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} أي غَلَبَنِي.
وقرأ الباقون {عَزَّزْنَا}، بالتشديد. أي قوَّينا، وقيل: كثَّرنا). [الموضح: 1070]

قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15)}
قوله تعالى: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)}
قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (17)}
قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)}
قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أئن ذكّرتم)
روى المفضل عن عاصم (أين ذكّرتم) بهمزة بعدها ياء مقصورة ساكنة.
وقرأ الباقون (أئن ذكّرتم) على الاستفهام.
[معاني القراءات وعللها: 2/306]
قال أبو منصور: من قرأ (أين ذكّرتم) فالمعنى: أي موضع ذكرتم.
وهذه قراءة شاذة.
والقراءة بالاستفهام، المعنى: (أئن ذكّرتم): تطيرتم). [معاني القراءات وعللها: 2/307]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {أئن ذكرتم} [19].
قد ذكرت الاختلاف في الهمزتين في مواضع، وإنما أعدت ذكره لأن المفضل روى عن عاصم: {أين ذكرتم} كقراءة ابن كثير بهمزة مقصورة بعدها ياء مكسورة؛ ولأن أبا رزين قرأ: {أين ذكرته} يريد: الآن، ولأن ابن حوشب قرأ: {إن ذكرتم} يريد: لئن ذكرتم. وقد استقصيت علل ذلك في كتاب «الألفات».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/230]
وحدثني ابن مجاهد عن محمد بن هرون عن الفراء، قال: قرأ بعضهم: {قال طيركم معكم} أي شؤمكم. تقول العرب: طائر لا طيرك. والطير: جمع طائر.
وروى عن الحسن قال: {طيركم معكم} فالطير أيضا الذنوب، كقوله: {وكل إنسان الزمنه طئره في عنقه} والطيرة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا عدوي، ولا هامة ولا صفر، ولا غول، ولا طيرة» فإنه صلى الله عليه وسلم كان يتبرك بالفأل وينهي عن الطيرة، والفأل: أن يكون لك عليل وتسمع يا سالم فتتبرك به، والطيرة: أن يخرج الرجل من منزله فيرى رجلاً أعور فيرجع إلى منزله تطيرًا، فيقال: طار يطير طيرًا وطيرانًا وطيرورة ومطارًا وطيرة، وطار الرجل في حاجته: إذا أسرع، وفلان لا يطير غرابه، وهو ساكن الطير: إذا كان ذا وقار وسمت سكيتًا، وفلان ما يطور بنا أي: لا يقربنا. وما في الدار طورى، ولا طواري أي: أحد. وفلان قد عدا طوره: إذا تعدي وجاوز مقداره). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/231]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (المفضل عن عاصم: أين ذكرتم [يس/ 19] بهمزة بعدها ياء والكاف مشددة، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر أئن
[الحجة للقراء السبعة: 6/38]
بهمزتين وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير بهمزة بعدها ياء، وكان أبو عمرو يمدّ، وابن كثير لا يمدّ. واختلف عن نافع وقد بيّن.
قال أبو الحسن: معناه حيث ذكّرتم، قال: وفي بعض الحروف: ولا يفلح الساحر أين أتى [طه/ 69]. ومن قال: أإن ذكرتم فإنّما هي إن التي للجزاء دخلت عليها ألف الاستفهام، والمعنى: أإن تشاءمتم، لأن تطيرنا بكم معناه: تشاءمنا بكم، فكأنّهم قالوا: أئن ذكّرتم تشاءمتم! فحذف الجواب لتقدم ما يدلّ عليه، وأصل تطيّرنا: تفعلنا، من الطائر عند العرب الذي به يتشاءمون، ويتيمّنون، وقد تقدّم ذكر ذلك. وقد قرأ من غير السبعة أأن ذكرتم بفتح أن، والمعنى: ألأن ذكّرتم تشاءمتم، وأمّا الهمزة وتخفيفها وتحقيقها فقد مرّ ذكرها في مواضع). [الحجة للقراء السبعة: 6/39]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الماجشون: [أنْ ذُكِّرْتُمْ]، بهمزة واحدة مفتوحة مقصورة، ولا ياء بعدها وقرأ: [أَيْنَ] بهمزة بعدها ياء ساكنة، والنون مفتوحة [ذُكِرْتُمْ]، مضمومة الذال، خفيفة الكاف الأعمش وأبو جعفر يزيد.
[المحتسب: 2/205]
قال أبو الفتح: أما [أَنْ ذُكِّرْتُم] فمنصوبة الموضع بقوله سبحانه: {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ}، وذلك أنهم لما قالوا لهم: {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ}، أي: تشاءمنا، قالوا لهم جوابًا عن ذلك: بل {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ}، أي: بل شؤمكم معكم [أَنْ ذُكِّرْتُم]، أي: هو معكم لِأَنْ ذُكِّرْتُمْ، فلم تذكروا، ولم تنتهوا. فاكتفى بالسبب الذي هو التذكير من المسبب الذي هو الانتهاء، على ما قدمناه من إقامتهم كل واحد من المسبب والسبب مقام صاحبه. ووضعوا الطائر أيضا موضع مسببه وهو التَّشَؤمُ، لما كانوا يألفونه من تكارههم نعيقَ الغراب أو بُرُوحَه ونحو ذلك. ومَن رأى أنّ [أنْ] قد حُذِفَ الجارُّ عن لفظها وإرادتِه فيها مجرورةً رأى ذٍلك هنا فيها، وهو الخليل.
وأما [أَيْنَ ذُكِرْتُمْ] فمعناه أين حَلَلْتُم، وكنتم، ووُجِدْتم؛ فَذُكِرْتُم. فاكتفى بالمسبب الذي هو الذكر من السبب الذي هو الوجود، و"أَين" هنا شرط وجوابها محذوف لدلالة {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} عليه، فكأنه قال: أَيْن ذُكِرْتُم، أو أين وجدتم شؤمكم معكم. وهذا كقولك: سَيفُك معك أين حَلَلْت، وجُودك معك متى سئلت كنت جوادا، وكقولك: أنت ظالم إن فعلت، أي: إن فعلت ظلمت. ولا يجوز الوقوف في هاتين القراءتين على "معكم" لاتصال "أنْ" و"أين" بها، لكن على قراءة من قرأ بالاستفهام: {أئِنْ ذُكِّرْتُم}؟ لأن الاستفهام يقطع ما قبله عما بعده؛ لأن له صدر الكلام؛ فكأنه قال: بل طائركم معكم ردًّا عليهم، ثم استأنف مستفهمًا، وهو يريد الإنكار). [المحتسب: 2/206]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس