عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24 صفر 1440هـ/3-11-2018م, 07:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إن تنصروا اللّه ينصركم ويثبّت أقدامكم}، كقوله: {ولينصرنّ اللّه من ينصره} [الحجّ: 40]، فإنّ الجزاء من جنس العمل؛ ولهذا قال: {ويثبّت أقدامكم}، كما جاء في الحديث: "من بلّغ ذا سلطانٍ حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبّت اللّه قدمه على الصّراط يوم القيامة").[تفسير ابن كثير: 7/ 310]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {والّذين كفروا فتعسًا لهم}، عكس تثبيت الأقدام للمؤمنين النّاصرين للّه ولرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد ثبت في الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "تعس عبد الدّينار، تعس عبد الدّرهم، تعس عبد القطيفة -[وفي روايةٍ: تعس عبد الخميصة] -تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش"، أي: فلا شفاه اللّه.
وقوله: {وأضلّ أعمالهم} أي: أحبطها وأبطلها؛ ولهذا قال: {ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه} أي: لا يريدونه ولا يحبونه، {فأحبط أعمالهم}). [تفسير ابن كثير: 7/ 310]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها (10) ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم (11) إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار والّذين كفروا يتمتّعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنّار مثوًى لهم (12) وكأيّن من قريةٍ هي أشدّ قوّةً من قريتك الّتي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم (13) }
يقول تعالى: {أفلم يسيروا} يعني: المشركين باللّه المكذّبين لرسوله {في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم} أي: عاقبهم بتكذيبهم وكفرهم، أي: ونجّى المؤمنين من بين أظهرهم؛ ولهذا قال: {وللكافرين أمثالها}.
ثمّ قال: {ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم}، ولهذا لـمّا قال أبو سفيان صخر بن حربٍ رئيس المشركين يوم أحدٍ حين سأل عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وعن أبي بكرٍ وعمر فلم يجب، وقال: أمّا هؤلاء فقد هلكوا، وأجابه عمر بن الخطّاب فقال: كذبت يا عدوّ اللّه، بل أبقى اللّه لك ما يسوؤك، وإنّ الّذين عددت لأحياءٌ [كلّهم]. فقال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدرٍ، والحرب سجال، أما إنّكم ستجدون مثلةً لم آمر بها ولم تسؤني، ثمّ ذهب يرتجز ويقول: اعل هبل، اعل هبل. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألا تجيبوه؟ " قالوا: يا رسول اللّه، وما نقول؟ قال: "قولوا: اللّه أعلى وأجلّ" ثمّ قال أبو سفيان: لنا العزّى، ولا عزّى لكم. فقال: "ألا تجيبوه؟ " قالوا: وما نقول يا رسول اللّه؟ قال: "قولوا: اللّه مولانا ولا مولى لكم"). [تفسير ابن كثير: 7/ 311]

رد مع اقتباس