عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 06:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (والتعس: الهلاك). [مجالس ثعلب: 577]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري: (ت:370هـ): (وقال الليث: التعس: ألا ينتعش من عثرته، وأن ينكس في سَفال. ويدعو الرجل على بعيره الجواد إذا عثر فيقول: تعسا، فإذا كان غير جواد ولا نجيب فعثر قال له: لَعا.
ومنه قول الأعشى:
بذات لوث عَفَرْنَاةٍ إذا عثرت.......فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا
وقال أبو إسحاق في قول الله جل وعز: {فتعسا لهم وأضل أعمالهم} : (يجوز أن يكون نصباً على معنى: أتعسهم الله).
قال: (والتعس في اللغة: الانحطاط والعثور).
قال أبو منصور: وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال: قال أبو عمرو بن العلاء: تقول العرب:
الوَقْس يعدي فتعَدَّ الوَقْسا
من يدنُ للوقس يلاق تعسا

قال: والوَقْس: الجرب، والتعس: الهلاك، وتعدَّ أي تجنب وتنكب،كله سواء). [تهذيب اللغة: تعس]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) }
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *مولى* والمولى المنعم والمولى المنعم عليه، قال أبو عبيدة وللمولى سبعة مواضع: المولى ذو النعمة من فوق، والمولى المنعم عليه من أسفل، وفي كتاب الله تبارك وتعالى: {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} والمولى في الدين من الموالاة وهو الولي، ومنه قول الله جل ثناؤه: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم}، وقال الله عز وجل: {فإن الله هو مولاه} وجاء في الحديث: ((من كنت مولاه فإن عليا مولاه))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله))
قال العجاج:

مواليَ الحق إنِ المولى شكر
أي أولياء الحق، وقال لبيد:
فعدت كلا الفرجين تحسب أنه.......مولى المخافة خلفُها وأمامُها
والمولى ابن العم، وفي كتاب الله تبارك وتعالى: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} أي: ابن العم عن ابن العم، ومنه قوله تعالى: {وإني خفت الموالي من ورائي} أي بني عمي، وقال مخارق بن شهاب المازني :
وإني لمولاك الذي لـك نصـره.......إذا برطمت تحت السبال العنافق).[كتاب الأضداد: 24-25] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والمولى في قولها: إذا مولاك خاف ظلامة يحتمل ضروبًا، فالمولى ابن العم، وقوله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي}؛ يريد بني العم؛ قال الفضل بن العباس:
مهلاً بني عمنا مهلاً موالينـا.......لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
ويكون المولى المعتق؛ ويكون المولى من قوله جل ثناؤه: {وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} ويكون المولى الذي هو أحق وأولى منه قوله: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ}، أي أولى بكم. والمولى: المالك). [الكامل: 3/1410] (م)


رد مع اقتباس