عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:07 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا ذكرٌ} يقول تعالى ذكره: هذا القرآن الّذي أنزلناه إليك يا محمّد ذكرٌ لك ولقومك، ذكّرناك وإيّاهم به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {هذا ذكرٌ} قال: القرآن.
وقوله: {وإنّ للمتّقين لحسن مآبٍ} يقول: وإنّ للمتّقين الّذين اتّقوا اللّه فخافوه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه لحسن مرجعٍ يرجعون إليه في الآخرة، ومصيرٍ يصيرون إليه.
ثمّ أخبر تعالى ذكره عن ذلك الّذي وعده من حسن المآب ما هو، فقال: {جنّات عدنٍ مفتّحةً لهم الأبواب}.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {وإنّ للمتّقين لحسن مآبٍ} قال: لحسن منقلبٍ). [جامع البيان: 20/120-121]

تفسير قوله تعالى: (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {جنّات عدنٍ}
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الصّمد، قال: حدّثنا أبو عمران الجونيّ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيسٍ، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم إلّا رداء الكبر على وجهه في جنّات عدنٍ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/235]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {جنّات عدنٍ مفتّحةً لهم الأبواب (50) متّكئين فيها يدعون فيها بفاكهةٍ كثيرةٍ وشرابٍ}.
قوله تعالى ذكره: {جنّات عدنٍ} بيانٌ عن حسن المآب وترجمةٌ عنه، ومعناه: بساتين إقامةٍ وقد بيّنّا معنى ذلك بشواهده، وذكرنا ما فيه من الاختلاف فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
- وقد حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {جنّات عدنٍ} قال: سأل عمر كعبًا ما عدنٌ؟ قال: يا أمير المؤمنين قصورٌ في الجنّة من ذهبٍ يسكنها النّبيّون والصدّيقون والشّهداء وأئمّة العدل.
وقوله: {مفتّحةً لهم الأبواب} يعني: مفتّحةً لهم أبوابها؛ وأدخلت الألف واللاّم في الأبواب بدلاً من الإضافة، كما قيل: {فإنّ الجنّة هي المأوى} بمعنى: هي مأواه، وكما قال الشّاعر:
ما ولدتكم حيّة ابنة مالكٍ = سفاحًا وما كانت أحاديث كاذب
ولكن نرى أقدامنا في نعالكم = وآنفنا بين اللّحى والحواجب
بمعنى: بين لحاكم وحواجبكم؛ ولو كانت الأبواب جاءت بالنّصب لم يكن لحنًا، وكان نصبه على توجيه المفتّحة في اللّفظ إلى جنّاتٍ، وإن كان في المعنى للأبواب، وكان كقول الشّاعر:
وما قومي بثعلبة بن سعدٍ.. ولا بفزارة الشّعر الرّقابا
ثمّ نوّنت (مفتّحةً)، ونصبت (الأبواب).
فإن قال لنا قائلٌ: وما في قوله: {مفتّحةٌ لهم الأبواب} من فائدة خبرٍ حتّى ذكر ذلك؟
قيل: فإنّ الفائدة في ذلك إخبار اللّه تعالى عنها أنّ أبوابها تفتح لهم بغير فتح سكّانها إيّاها، بمعاناةٍ بيدٍ ولا جارحةٍ، ولكن بالأمر فيما ذكر.
- كما حدّثنا أحمد بن الوليد الرّمليّ، قال: حدّثنا ابن نفيلٍ، قال: حدّثنا ابن دعلجٍ، عن الحسن، في قوله: {مفتّحةٌ لهم الأبواب} قال: أبوابٌ تكلّم، فتكلّم: انفتحي، انغلقي). [جامع البيان: 20/121-122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 49 - 61
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الحسن في قوله {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} قال: يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يقال لها انفتحي وانغلقي تكلمي فتفهم وتتكلم). [الدر المنثور: 12/611]

تفسير قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {متّكئين فيها يدعون فيها بفاكهةٍ كثيرةٍ وشرابٍ} يقول: متّكئين في جنّات عدنٍ، على سررٍ يدعون فيها بفاكهةٍ، يعني بثمارٍ من ثمار الجنّة كثيرةٍ، وشرابٍ من شرابها). [جامع البيان: 20/122]

تفسير قوله تعالى: (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني الليث عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي في قول الله: {قاصرات الطرف أترابٌ}، قال: أتراب مستويات قاصرات الطرف على أزواجهن لا يبتغين غيرهم). [الجامع في علوم القرآن: 2/116-117]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت: 220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وعندهم قاصرات الطّرف أتراب} قال: قصرت أبصارهنّ على أزواجهنّ فلا يردن غيرهم [الآية: 52].
سفيان [الثوري] عن مجاهدٍ قال: الأتراب: المستويات). [تفسير الثوري: 260]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {أترابٌ} [ص: 52] : «أمثالٌ»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أترابٌ أمثالٌ وصله الفريابيّ كذلك قال أبو عبيدة الأتراب جمع تربٍ وهو بكسر أوّله من يولد في زمن واحد وروى بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس قال أتراب مستويان). [فتح الباري: 8/546]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد في عزة معازين الملّة الآخرة ملّة قريش الاختلاق الكذب الأسباب طرق السّماء في أبوابها جند ما هنالك مهزوم يعني قريشًا أولئك الأحزاب القرون الماضية فواق رجوع قطنا عذابنا اتخذناهم سخريا أحطنا بهم أتراب أمثال
وقال ابن عبّاس الأيد القوّة في العبادة الأبصار البصر في أثر الله حب الخير عن ذكر ربّي من ذكر طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها الأصفاد الوثاق
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 2 ص {بل الّذين كفروا في عزة} قال معازين
وفي قوله 7 ص {ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة} قال ملّة قريش {إن هذا إلّا اختلاق} 7 ص قال كذب
وفي قوله 10 ص {فليرتقوا في الأسباب} طرق السّماء أبوابها
وفي قوله 11 ص {جند ما هنالك مهزوم} قال قريش {والأحزاب} القرون الماضية
وفي قوله 15 ص {ما لها من فواق} قال رجوع
وفي قوله 16 ص ربنا عجل لنا قطنا قال عذابنا
وبه في قوله 63 ص {أتخذناهم سخريا} قال أحطنا بهم
وفي قوله 52 ص {قاصرات الطّرف أتراب} قال أمثال). [تغليق التعليق: 4/295-296]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أترابٌ: أمثالٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطّرف أتراب} (ص: 52) وفسره بقوله: (أمثال) والأتراب جمع ترب بالكسر وهو اللدة، والمعنى: على سنّ واحد على ثلاث وثلاثين سنة). [عمدة القاري: 19/139]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أتراب}) في قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطرف أتراب} [ص: 52] أي (أمثال) على سن واحد قيل بنات ثلاث وثلاثين سنة واحدها ترب وقيل متواخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن). [إرشاد الساري: 7/316]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (أمثال) أي: أسنانهم واحدة وهنّ بنات ثلاث وثلاثين سنة). [حاشية السندي على البخاري: 3/67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطّرف أترابٌ (52) هذا ما توعدون ليوم الحساب (53) إنّ هذا لرزقنا ما له من نفادٍ}.
يقول تعالى ذكره: عند هؤلاء المتّقين الّذين أكرمهم اللّه بما وصف في هذه الآية من إسكانهم جنّات عدنٍ {قاصرات الطّرف} يعني: نساءٌ قصرت أطرافهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم، ولا يمددن أعينهنّ إلى سواهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وعندهم قاصرات الطّرف} قال: قصرن طرفهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {قاصرات الطّرف} قال: قصرن أبصارهنّ وقلوبهنّ وأسماعهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم.
وقوله: {أترابٌ} يعني: أسنانٌ واحدةٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل على اختلافٍ بين أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {قاصرات الطّرف أترابٌ} قال: أمثالٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أترابٌ} سنٌّ واحدةٌ.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {أترابٌ} قال: مستوياتٌ.
قال: وقال بعضهم: متواخياتٌ لا يتباغضن، ولا يتعادين، ولا يتغايرن، ولا يتحاسدن). [جامع البيان: 20/123-124]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أتراب يعني أمثالا). [تفسير مجاهد: 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله {وعندهم قاصرات الطرف أتراب} قال: قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهن {أتراب} قال: سن واحد). [الدر المنثور: 12/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله {أتراب} قال: أمثال). [الدر المنثور: 12/611]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا ما توعدون ليوم الحساب} يقول تعالى ذكره: هذا الّذي يعدكم اللّه في الدّنيا أيّها المؤمنون به من الكرامة لمن أدخله اللّه الجنّة منكم في الآخرة.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {هذا ما توعدون ليوم الحساب} قال: هو في الدّنيا ليوم القيامة). [جامع البيان: 20/124]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ هذا لرزقنا ما له من نفادٍ} يقول تعالى ذكره: إنّ هذا الّذي أعطينا هؤلاء المتّقين في جنّات عدنٍ من الفاكهة الكثيرة والشّراب، والقاصرات الطّرف، ومكّنّاهم فيها من الوصول إلى اللّذّات وما اشتهته فيها أنفسهم لرزقنا، رزقناهم فيها كرامةً منّا لهم {ما له من نفادٍ} يقول: ليس له عنهم انقطاعٌ ولا له فناءٌ، وذلك أنّهم كلّما أخذوا ثمرةً من ثمار شجرةٍ من أشجارها، فأكلوها، عادت مكانها أخرى مثلها، فذلك لهم دائمٌ أبدًا، لا ينقطع انقطاع ما كان أهل الدّنيا أوتوه في الدّنيا، فانقطع بالفناء، ونفد بالإنفاد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {إنّ هذا لرزقنا ما له من نفادٍ} قال: رزق الجنّة، كلّما أخذ منه شيءٌ عاد مثله مكانه، ورزق الدّنيا له نفادٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ما له من نفادٍ} أي ما له انقطاعٌ). [جامع البيان: 20/124-125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إن هذا لرزقنا ما له من نفاد} أي من انقطاع {هذا فليذوقوه حميم وغساق} قال: كنا نحدث أن الغساق ما يسيل من بين جلده ولحمه {وآخر من شكله أزواج} قال: من نحوه أزواج من العذاب). [الدر المنثور: 12/612]


رد مع اقتباس