عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:25 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12) وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {فحاق بالذين} فالمصدر: يحيق حيقا وحيوقًا؛ لزمهم وحل بهم). [معاني القرآن لقطرب: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون}: الحيق في اللغة ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله.
ومنه قوله عزّ وجلّ: {ولا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله} أي لا ترجع عاقبة مكروهه إلّا عليهم). [معاني القرآن: 2/ 231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون} الحيق: في اللغة ما يعود على الإنسان من مكروه فعله ومنه: {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}). [معاني القرآن: 2/ 403]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله:{كتب على نفسه الرّحمة...}
إن شئت جعلت {الرحمة} غاية كلام.
ثم استأنفت بعدها {ليجمعنّكم} وإن شئت جعلته في موضع نصب؛ كما قال: {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم} والعرب تقول في الحروف التي يصلح معها جواب الأيمان بأن المفتوحة وباللام. فيقولون: أرسلت إليه أن يقوم، وأرسلت إليه ليقومنّ. وكذلك قوله: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه} وهو في القرآن كثير؛ ألا ترى أنك لو قلت: بدا لهم أن يسجنوه كان صوابا). [معاني القرآن: 1/ 328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({الّذين خسروا أنفسهم} أي غبنوا أنفسهم وأهلكوها.
قال الأعشى:

لا يأخذ الرشوة في حكمه ....... ولا يبالي غبن الخاسر
أي: خسر الخاسر). [مجاز القرآن:1/ 187]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل لّمن مّا في السّماوات والأرض قل للّه كتب على نفسه الرّحمة ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون}
وقال: {كتب على نفسه الرّحمة ليجمعنّكم}، فنصب لام: {ليجمعنّكم}؛ لأن معنى {كتب}كأنه قال "و الله ليجمعنّكم" ثم أبدل فقال: {الّذين خسروا أنفسهم}أي: ليجمعنّ الذين خسروا أنفسهم). [معاني القرآن: 1/ 234]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كتب على نفسه الرّحمة}: أي أوجبها على نفسه لخلقه.
{ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الّذين خسروا أنفسهم} هذا مردود إلى قوله: {قل سيروا في الأرض ثمّ انظروا كيف كان عاقبة المكذّبين} ... {الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون}). [تفسير غريب القرآن: 151]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {قل لمن ما في السّماوات والأرض قل للّه كتب على نفسه الرّحمة ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون}: اللّه عزّ وجلّ تفضل على العباد بأن أمهلهم عند كفرهم وإقدامهم على كبائر ما نهاهم عنه بأن أنظرهم وعمرهم وفسح لهم ليتوبوا، فذلك كتبه الرحمة على نفسه.
فأما {ليجمعنّكم إلى يوم القيامة} فهو احتجاج على المشركين الذين دفعوا البعث فقال عزّ وجل: {ليجمعنّكم إلى يوم القيامة} أي: إلى اليوم الذي أنكرتموه، كما تقول قد جمعت هؤلاء إلى هؤلاء، أي ضممت بينهم في الجمع.
وقوله: {الّذين خسروا أنفسهم}
ذكر الأخفش أن {الذين} بدل من الكاف والميم المعنى ليجمعن هؤلاء المشركين الذين خسروا أنفسهم إلى هذا اليوم الذي يجحدونه ويكفرون به، والذي عندي أن قوله: {الذين خسروا أنفسهم}في موضع رفع على الابتداء، وخبره {فهم لا يؤمنون} لأن {ليجمعنّكم} مشتمل على سائر الخلق على الذين خسروا أنفسهم وغيرهم، وهذه اللام في ليجمعنّكم لام قسم.
فجائز أن يكون تمام الكلام كتب ربكم على نفسه الرحمة، ثم استأنف فقال (ليجمعنّكم)، وكأنّ المعنى: واللّه ليجمعنكم، وجائز أن يكون ليجمعنكم بدلا من الرحمة مفسّرا لها، لأنه لما قال (كتب ربكم على نفسه الرحمة)، فسّر رحمته بأنه يمهلهم إلى يوم القيامة، ويكون في الإمهال ما فسرنا آنفا). [معاني القرآن: 2/ 231-232]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} هذا احتجاج عليهم لأنهم مقرون أن ما في السموات والأرض لله فأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتج عليهم بأن الذي خلق ما في السموات والأرض قادر على أن يحييهم بعد الموت). [معاني القرآن: 2/ 404]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} لأنه أمهلهم إلى يوم القيامة ويجوز أن يكون هذا تمام الكلام ويجوز أن تكون ما هذه تبيينا لأن قوله: {ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} معناه يمهلكم فهذا من رحمته جل وعز). [معاني القرآن: 2/ 404]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} أي: أوجبها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 75]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وله ما سكن في اللّيل والنّهار وهو السّميع العليم}
هذا أيضا احتجاج على المشركين لأنهم لم ينكروا أنّ ما استقر في الليل والنّهار للّه، أي هو خالقه ومدبّره، فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى.
ثم زاد في الاحتجاج والبيان فقال عزّ وجلّ: {قل أغير اللّه أتّخذ وليّا فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين}). [معاني القرآن: 2/ 232]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله -جل وعلا-: {وله ما سكن في الليل والنهار}
أي ثبت وهذا احتجاج عليهم أيضا). [معاني القرآن: 2/ 405]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وله ما سكن في الليل والنهار}

أي: ما حل في الليل والنهار). [ياقوتة الصراط: 217-218]


رد مع اقتباس