عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ويلٌ لّكلّ همزةٍ لّمزةٍ * الّذي جمع مالًا وعدّده * يحسب أنّ ماله أخلده * كلّا لينبذنّ في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار اللّه الموقدة * الّتي تطّلع على الأفئدة * إنّها عليهم مّؤصدةٌ * في عمدٍ مّمدّدةٍ}.
الهمّاز بالقول، واللمّاز بالفعل، يعني: يزدري الناس وينتقص بهم، وقد تقدّم بيان ذلك في قوله: {همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ}.
قال ابن عبّاسٍ:
«همزةٌ لمزةٌ: طعّانٌ معيابٌ». وقال الربيع بن أنسٍ: «الهمزة يهمزه في وجهه، واللّمزة من خلفه». وقال قتادة: «يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم».
وقال مجاهدٌ:
«الهمزة: باليد والعين، واللّمزة: باللسان»، وهكذا قال ابن زيدٍ. وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: «همزه لحوم الناس». ثم قال بعضهم: المراد بذلك الأخنس بن شريقٍ. وقيل غيره. وقال مجاهدٌ: «هي عامّةٌ»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {الّذي جمع مالاً وعدّده} أي: جمعه بعضه على بعضٍ، وأحصى عدده،، كقوله: {وجمع فأوعى}. قاله السّدّيّ وابن جريرٍ.
وقال محمد بن كعبٍ في قوله: {جمع مالاً وعدّده}: ألهاه ماله بالنهار، هذا إلى هذا، فإذا كان الليل نام كأنّه جيفةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يحسب أنّ ماله أخلده}. أي: يظنّ أنّ جمعه المال يخلّده في هذه الدار). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلاّ}. أي: ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب.
ثم قال تعالى: {لينبذنّ في الحطمة}. أي: ليلقينّ هذا الذي جمع مالاً فعدّده في الحطمة، وهي اسمٌ من أسماء النار صفةٌ؛ لأنها تحطم من فيها، ولهذا قال: {وما أدراك ما الحطمة * نار اللّه الموقدة * الّتي تطّلع على الأفئدة}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما أدراك ما الحطمة * نار اللّه الموقدة * الّتي تطّلع على الأفئدة}.
قال ثابتٌ البنانيّ:
«تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياءٌ. ثم يقول: لقد بلغ منهم العذاب». ثمّ يبكي.
وقال محمد بن كعبٍ:
«تأكل كلّ شيءٍ من جسده، حتّى إذا بلغت فؤاده جدّد خلقه، فرجع على جسده»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481-482]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّها عليهم مؤصدةٌ}. أي: مطبقةٌ، كما تقدّم تفسيره في سورة البلد.
وقال ابن مردويه: حدّثنا عبد اللّه بن محمدٍ، حدّثنا عليّ بن سراجٍ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ، حدّثنا شجاع بن أشرس، حدّثنا شريكٌ، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّها عليهم مؤصدةٌ}. قال:
«مطبقةٌ».
وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة: عن عبد اللّه بن أسيدٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ قوله ولم يرفعه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 482]

تفسير قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {في عمدٍ ممدّدةٍ}. قال عطيّة العوفيّ:
«عمدٍ من حديدٍ».
وقال السّدّيّ:
«من نارٍ». وقال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {في عمدٍ ممدّدةٍ}. يعني: «الأبواب هي الممدودة».
وقال قتادة: في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ:
«إنّها عليهم مؤصدةٌ بعمدٍ ممدّدةٍ».
وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ: أدخلهم في عمدٍ فمدّت عليهم بعمادٍ، في أعناقهم السلاسل فسدّت بها الأبواب، وقال قتادة:
«كنّا نحدّث أنّهم يعذّبون بعمدٍ في النّار». واختاره ابن جريرٍ.
وقال أبو صالحٍ: {في عمدٍ ممدّدةٍ}. يعني:
«القيود الطّوال»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 482]


رد مع اقتباس