عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والفجر * وليالٍ عشرٍ * والشّفع والوتر * واللّيل إذا يسر * هل في ذلك قسمٌ لّذي حجرٍ * ألم تر كيف فعل ربّك بعادٍ * إرم ذات العماد * الّتي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الّذين جابوا الصّخر بالواد * وفرعون ذي الأوتاد * الّذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصبّ عليهم ربّك سوط عذابٍ * إنّ ربّك لبالمرصاد}.
قال جمهور المفسرين: {الفجر} هنا هو المشهور الطالع في كلّ يومٍ.
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: {الفجر}: النهار كلّه. وقال ابن عبّاسٍ أيضًا وزيد بن أسلم: {الفجر} الذي أقسم اللّه تعالى به: صلاة الصبح. وقرأ: {إنّ قرآن الفجر}.
وقال مجاهدٌ: إنّما أراد فجر يوم النحر.
وقال الضّحّاك: المراد: فجر ذي الحجّة.
وقال مقاتلٌ: المراد: فجر ليلة جمعٍ.
وقال ابن عبّاسٍ أيضًا: المراد: فجر أول يوم المحرّم؛ لأنه فجر السنة.
وقيل: المراد: فجر العيون من الصخور وغيرها.
وقال عكرمة: المراد: فجر يوم الجمعة). [المحرر الوجيز: 8/ 604]

تفسير قوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في (الليالي العشر)؛ فقال بعض الرّواة: هي العشر الأول من رمضان. وقال ابن عبّاسٍ والضّحّاك: هي العشر الأواخر من رمضان.
وقال يمانٌ وجماعةٌ من المتأولين: هي العشر الأول من المحرّم، وفيها يوم عاشوراء.
وقال ابن الزّبير، ومجاهدٌ، وقتادة، والضّحّاك، والسّدّيّ، وعطيّة العوفيّ: هي عشر ذي الحجّة.
وقال مجاهدٌ: هي عشر موسى عليه السلام التي أتّمها اللّه تعالى له.
وقرأ الجمهور: {وليالٍ}. وقرأ بعض القرّاء: (وليالي عشرٍ) بالإضافة.
وكأنّ هذا على أن (العشر) مشارٌ إليه معيّنٌ بالعلم به، ثمّ وقع القسم بلياليه، فكأن (العشر) اسمٌ لزمه، وهذا نحو قولهم: فعلت كذا في العشر الأوسط. فإنما هذا على أن (العشر) اسمٌ لزم حتى عومل معاملة الفرد ثمّ وصف به، ومن راعى فيه الليالي قال: العشر الوسط). [المحرر الوجيز: 8/ 604-605]

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في (الشّفع والوتر)؛ فقال جابرٌ، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الشّفع يوم النّحر، والوتر يوم عرفة».
وروى أبو أيّوب عنه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «الشّفع يوم عرفة ويوم الأضحى، والوتر ليلة النّحر».
وروى عمران بن حصينٍ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «هي الصّلوات؛ منها الشّفع ومنها الوتر».
وقال ابن الزّبير وغيره: الشفع: اليومان من أيام التشريق، والوتر: اليوم الثالث.
وقال آخرون: الشّفع: العالم، والوتر: اللّه سبحانه؛ إذ هو تعالى الواحد محضًا، وسواه ليس كذلك.
وقال بعض المتأوّلين: الشّفع: آدم وحوّاء عليهما السلام. والوتر: اللّه سبحانه وتعالى.
وقال ابن سيرين، ومسروقٌ، وأبو صالحٍ: الشفع والوتر شائعان في الخلق كلّه؛ الإيمان والكفر، والإنس والجنّ، وما اطّرد نحو هذا، فهي أضّدادٌ أو كالأضّداد، ووترها اللّه تعالى فردٌ واحدٌ.
وقيل: الشّفع: الصّفا والمروة، والوتر: البيت.
وقال الحسين بن الفضل: الشّفع: أبواب الجنّة؛ لأنها ثمانيةٌ، والوتر: أبواب النار؛ لأنها سبعةٌ.
وقال مقاتلٌ: الشّفع الأيام والليالي، والوتر: يوم القيامة؛ لأنه لا ليل بعده.
وقال أبو بكرٍ الورّاق: الشّفع: تضادّ أوصاف المخلوقين؛ كالعزّ والذّلّ، ونحوه، والوتر: اتحاد صفات اللّه تعالى؛ عزٌّ محضٌ، وكرمٌ محضٌ، ونحوه.
وقيل: الشفع: قران الحجّ والعمرة، والوتر: الإفراد بالحجّ.
وقال الحسن: أقسم اللّه تعالى بالعدد؛ لأنه إما شفعٌ وإما وترٌ.
وقال بعض المفسّرين: الشفع: حوّاء، والوتر: آدم، عليهما السلام.
وقال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: الوتر صلاة المغرب، والشّفع: صلاة الصبح.
وقال أبو العالية: الشفع: الركعتان من المغرب، والوتر: الركعة الأخيرة.
وقال بعض العلماء: الشفع: تنفّل الليل مثنى مثنى، والوتر: الركعة الأخيرة المعروفة.
وقرأ جمهور القرّاء والناس: {والوتر} بفتح الواو، وهي لغة قريشٍ وأهل الحجاز، وقرأ حمزة، والكسائيّ، والحسن - بخلافٍ – وأبو رجاءٍ، وابن وثّابٍ، وطلحة، والأعمش، وقتادة: (والوتر) بكسر الواو، وهي لغة تميمٍ وبكرٍ.
وذكر الزّهراويّ أنّ الأغرّ رواها عن ابن عبّاسٍ، وهما لغتان في الفرد، وأمّا في الذّحل فإنما هو (وترٌ) بالكسر لا غير، وقد ذكر الزّهراويّ أنّ الأصمعيّ حكى فيه اللغتين؛ الفتح والكسر). [المحرر الوجيز: 8/ 605-606]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(سرى اللّيل) ذهابه وانقراضه. هذا قول الجمهور. وقال ابن قتيبة، والأخفش، وغيرهما: المعنى: إذا يسرى فيه. فيخرج هذا الكلام مخرج (ليلٌ نائمٌ، ونهارٌ صائمٌ).
وقال مجاهدٌ، وعكرمة، والكلبيّ: أراد بهذا ليلة جمعٍ؛ لأنها يسرى فيها.
وقرأ الجمهور: {يسر} دون ياءٍ في وصلٍ ووقفٍ.
وقرأ ابن كثيرٍ: (يسري) بالياء في وصلٍ ووقفٍ.
وقرأ نافعٌ وأبو عمرٍو - بخلافٍ عنه -: (يسري) بياءٍ في الوصل ودونه في الوقف، وحذفها تخفيفٌ لاعتدال رؤوس الآي؛ إذ هي فواصل كالقوافي.
قال اليزيديّ: الوصل في هذا وما أشبهه بالياء، والوقف بغير ياءٍ على خطّ المصحف). [المحرر الوجيز: 8/ 606]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ووقف تعالى على هذه الأقسام العظام هل فيها مقنعٌ وحسبٌ لذي عقلٍ؟ و(الحجر): العقل والنّهية، والمعنى: فيزدجر ذو الحجر وينظر في آيات اللّه تعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 606]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقف تعالى على مصارع الأمم الخالية الكافرة، وما فعل بها من التعذيب والإهلاك، والمراد بذلك توعّد قريشٍ ونصب المثل لها.
و(عادٌ) قبيلةٌ، لا خلاف في ذلك.
واختلف الناس في (إرم)؛ فقال مجاهدٌ وقتادة: هي القبيلة بعينها. وعلى هذا قال ابن قيس الرّقيّات:
مجدًا تليدًا بناه أوّله.......أدرك عادًا وقبلها إرما
وقال زهيرٌ:
وآخرين ترى الماذيّ عدّتهم.......من نسج داود أو ما أورثت إرم
وقال ابن إسحاق: إرم هو أبو عادٍ كلّها، وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوحٍ عليه السلام.
وقال غير ابن إسحاق: هو أحد أجدادها.
وقال جمهور المفسّرين: إرم مدينةٌ لهم عظيمةٌ كانت على وجه الدّهر باليمن.
وقال محمّد بن كعبٍ: هي الإسكندريّة. وقال سعيد بن المسيّب والمقبريّ: هي دمشق.
وهذان القولان ضعيفان، وقال مجاهدٌ: (إرم) معناه: قديمةٌ.
وقرأ الجمهور: {بعادٍ * إرم} فصرفوا (عادًا) على إرادة الحيّ، ونعتوا بـ(إرم) بكسر الهمزة على أنها القبيلة بعينها، ويؤيّد هذا قول اليهود للعرب: سيخرج فينا نبيٌّ نتّبعه، نقتّلكم معه قتل عاد إرم. فهذا يقتضي أنها قبيلةٌ، وعلى هذه القراءة يتّجه أن يكون إرم أبًا لعادٍ، أو جدًّا غلب اسمه على القبيلة.
وقرأ الحسن بن أبي الحسن: (بعاد * إرم) على ترك الصرف في (عادٍ) وإضافتها إلى (إرم)، وهذا يتّجه على أن يكون (إرم) أبًا أو جدًّا، وعلى أن تكون مدينةً.
وقرأ الضّحّاك: (بعاد أرم) بفتح الدال والهمزة من (أرم) وفتح الراء والميم، على ترك الصرف في (عادٍ) والإضافة.
وقرأ ابن عبّاسٍ والضّحّاك: (بعادٍ * أرمّ) بشدّ الميم على الفعل الماضي، بمعنى: بلي وصار رميمًا، ويقال: أرمّ العظم ورمّ وأرمّه اللّه، تعدّي (رمّ) بالهمزة.
وقرأ ابن عبّاسٍ أيضًا: (أرمّ ذات) بالنصب في التاء، على إيقاع الإرمام عليها، أي: أبلاها ربّك وجعلها رميمًا.
وقرأ ابن الزّبير: (أرم) ـ بفتح الهمزة وكسر الراء ـ وهي لغةٌ في المدينة.
وقرأ الضّحّاك بن مزاحمٍ: (أرم) ـ بسكون الراء وفتح الهمزة ـ وهي تخفيف في (أرم) كفخذٍ وفخذٍ.
واختلف الناس في قوله تعالى: {ذات العماد}؛ فمن قال: إرم مدينةٌ. قال: العماد هي أعمدة الحجارة التي بنيت بها.
وقيل: القصور العالية والأبراج، يقال لها: عمادٌ. ومن قال: (إرم) قبيلةٌ. قال: العماد إما أعمدة أبنيتهم، وإما أعمدة بيوتهم التي يرحلون بها؛ لأنهم كانوا أهل عمودٍ ينتجعون البلاد. قاله مقاتلٌ وجماعةٌ. وقال ابن عبّاسٍ: هي كنايةٌ عن طول أبدانهم). [المحرر الوجيز: 8/ 606-608]

تفسير قوله تعالى: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {لم يخلق} ـ بضمّ الياء وفتح اللام ـ {مثلها} رفعًا. وقرأ ابن الزّبير: (لم يخلق) ـ بفتح الياء وضمّ اللام ـ (مثلها) نصبًا.
وذكر أبو عمرٍو الدانيّ عنه أنه قرأ: (لم نخلق) ـ بالنون وضمّ اللام ـ {مثلها} نصبًا، وذكر التي قبل هذه عن عكرمة. والضمير في {مثلها} يعود إما على المدينة، وإما على القبيلة). [المحرر الوجيز: 8/ 608]

تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ يحيى بن وثّابٍ: (وثمودًا) بتنوين الدال.
و{جابوا الصّخر} معناه: خرقوه ونحتوه، وكانوا في واديهم قد نحتوا بيوتهم في حجارةٍ.
و(الوادي) ما بين الجبلين، وإن لم يكن فيه ماءٌ، هذا قول كثيرٍ من المفسّرين في معنى {جابوا الصّخر بالواد}. وقال الثعلبيّ: يريد: بوادي القرى. وقال قومٌ: المعنى: جابوا واديهم وجلبوا ماءهم في صخرٍ شقّوه، وهذا فعل ذي القوة والآمال.
وقرأ ابن كثيرٍ: (بالوادي) بالياء، وقرأ أكثر السبعة: {بالواد} بدون ياءٍ. واختلف في ذلك عن نافعٍ، وقد تقدّم هذا). [المحرر الوجيز: 8/ 608]

تفسير قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(فرعون) هو فرعون موسى عليه السلام، واختلف الناس في أوتاده؛ فقيل: أبنيته العالية العظيمة. قاله محمّد بن كعبٍ. وقيل: جنوده الذين بهم ثبّت ملكه. وقيل: المراد أوتاد أخبية عساكره، وذكرت لكثرتها ودلالتها على غزواته، وطوافه في البلاد. قاله ابن عبّاسٍ، ومنه قول الأسود بن يعفر:
... ... ... ..........في ظلّ ملكٍ ثابت الأوتاد
وقال قتادة: كانت له أوتادٌ يلعب عليها الرجال بين يديه، وهو مشرفٌ عليهم.
وقال مجاهدٌ: كان يوتّد الناس بأوتاد الحديد؛ يقتلهم بذلك، يضربها في أبدانهم حتى تنفذ إلى الأرض.
وقيل: إنما فعل ذلك بزوجته آسية. وقيل: فعل ذلك بماشطة بنته؛ لأنها كانت آمنت بموسى عليه السلام). [المحرر الوجيز: 8/ 608-609]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الطّغيان): تجاوز الحدود). [المحرر الوجيز: 8/ 609]

تفسير قوله تعالى: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)}

تفسير قوله تعالى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الصّبّ) مستعملٌ في السوط؛ لأنه يقتضي سرعةً في النزول، ومنه قول الشاعر في المحدودين في الإفك:
فصبّت عليهم محصداتٌ كأنّها.......شآبيب ليست من سحابٍ ولا قطر
ومن ذلك قول المتأخّر في صفة الخيل:
صببنا عليها ظالمين سياطنا.......فطارت بها أيدٍ سراعٌ وأرجل
وإنما خصّ السوط بأن يستعار للعذاب؛ لأنه يقتضي من التّكرار والتّرداد ما لا يقتضيه السيف ولا غيره. وقال بعض اللّغويّين: السوط هنا مصدرٌ، من: ساط يسوط، فكأنه تعالى قال: خلط عذابٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 609]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(المرصاد) و(المرصد): موضع الرّصد. قاله اللغويون، أي: إنه عند لسان كلّ قائلٍ، ومرصدٌ لكلّ فاعلٍ.
وعلى هذا التأويل في المرصاد جاء جواب عامر بن قيسٍ لعثمان رضي اللّه عنه حين قال له: أين ربّك يا أعرابيّ؟ قال: بالمرصاد.
ويحتمل أن يكون (المرصاد) في الآية اسم فاعلٍ، كأنه تعالى قال: لبالرّاصد. فعبّر ببناء مبالغةٍ.
وروي في بعض الحديث: ((إنّ على جسر جهنّم ثلاث قناطر، على إحداها الأمانة، وعلى الأخرى الدّم، وعلى الأخيرة الرّبّ تعالى، فذلك قوله: {إنّ ربّك لبالمرصاد})) ). [المحرر الوجيز: 8/ 609-610]


رد مع اقتباس