عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ بل تكذّبون بالدّين}؛ أي: بل إنّما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي تكذيبٌ في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 344]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {وإنّ عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون}. يعني: وإنّ عليكم لملائكةً حفظةً كراماً فلا تقابلوهم بالقبائح فإنّهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان ومسعرٌ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن مجاهدٍ قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«أكرموا الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائطٍ أو ببعيره، أو ليستره أخوه».
وقد رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار فوصله بلفظٍ آخر، فقال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن كرامة، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن حفص بن سليمان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«إنّ اللّه ينهاكم عن التّعرّي، فاستحييوا من ملائكة اللّه الّذين معكم الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى ثلاث حالاتٍ: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجرم حائطٍ أو ببعيره». ثمّ قال: حفص بن سليمان ليّن الحديث، وقد روي عنه واحتمل حديثه.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا زياد بن أيّوب، حدّثنا مبشّر بن إسماعيل الحلبيّ، حدّثنا تمّام بن نجيحٍ، عن الحسن، يعني البصريّ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«ما من حافظين يرفعان إلى اللّه عزّ وجلّ ما حفظا في يومٍ فيرى في أوّل الصّحيفة وفي آخرها استغفاراً إلاّ قال اللّه تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصّحيفة». ثمّ قال: تفرّد به تمّام بن نجيحٍ، وهو صالح الحديث.
قلت: وثّقه ابن معينٍ، وضعّفه البخاريّ وأبو زرعة وابن أبي حاتمٍ والنّسائيّ وابن عديٍّ، ورماه ابن حبّان بالوضع، وقال الإمام أحمد: لا أعرف حقيقة أمره.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا إسحاق بن سليمان البغداديّ المعروف بالقلوسيّ، حدّثنا بيان بن حمران، حدّثنا سلاّمٌ، عن منصور بن زاذان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«إنّ ملائكة اللّه يعرفون بني آدم -وأحسبه قال: ويعرفون أعمالهم- فإذا نظروا إلى عبدٍ يعمل بطاعة اللّه ذكروه بينهم وسمّوه وقالوا: أفلح اللّيلة فلانٌ، نجا اللّيلة فلانٌ، وإذا نظروا إلى عبدٍ يعمل بمعصية اللّه ذكروه بينهم وسمّوه وقالوا: هلك اللّيلة فلانٌ».
ثمّ قال البزّار: سلاّم هذا أحسبه سلاّماً المدائنيّ، وهو ليّن الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 344-345]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الأبرار لفي نعيمٍ * وإنّ الفجّار لفي جحيمٍ * يصلونها يوم الدّين * وما هم عنها بغائبين * وما أدراك ما يوم الدّين * ثمّ ما أدراك ما يوم الدّين * يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئًا والأمر يومئذٍ للّه}
يخبر تعالى عمّا يصير الأبرار إليه من النّعيم وهم الّذين أطاعوا اللّه عزّ وجلّ ولم يقابلوه بالمعاصي.
وقد روى ابن عساكر في ترجمة موسى بن محمّدٍ، عن هشام بن عمّارٍ، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، عن عبيد اللّه، عن محاربٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«إنّما سمّاهم اللّه الأبرار؛ لأنّهم برّوا الآباء والأبناء».
وذكر ما يصير إليه الفجّار من الجحيم والعذاب المقيم، ولهذا قال: {يصلونها يوم الدّين}؛ أي: يوم الحساب والجزاء والقيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما هم عنها بغائبين}؛ أي: لا يغيبون عن العذاب ساعةً واحدةً ولا يخفّف عنهم من عذابها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الرّاحة، ولو يوماً واحداً). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما أدراك ما يوم الدّين}: تعظيمٌ لشأن يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أكّده بقوله: {ثمّ ما أدراك ما يوم الدّين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّره بقوله: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً}؛ أي: لا يقدر واحدٌ على نفع أحدٍ ولا خلاصه ممّا هو فيه إلاّ أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى، ويذكر ههنا حديث:
«يا بني هاشمٍ أنقذوا أنفسكم من النّار لا أملك لكم من اللّه شيئاً». وقد تقدّم في آخر تفسير سورة (الشّعراء).
ولهذا قال: {والأمر يومئذٍ للّه}، كقوله: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القّهّار}، وكقوله: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن} وكقوله: {مالك يوم الدّين}.
قال قتادة: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ للّه}؛ والأمر واللّه اليوم للّه، ولكنّه يومئذٍ لا ينازعه أحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]


رد مع اقتباس