عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:45 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولمّا ذكر تعالى أمر أهل النار عقّب بذكر أهل الجنة؛ ليبيّن الفرق.
و(المفاز) موضع الفوز؛ لأنّهم زحزحوا عن النار، وأدخلوا الجنة). [المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والحدائق: البساتين التي عليها جدراتٌ أو حظائر). [المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أتراباً} معناه: على سنٍّ واحدةٍ، والتّربان هما اللذان مسّا التّراب في وقتٍ واحدٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والدّهاق: المترعة. فيما قال الجمهور، وقال ابن جبيرٍ ومجاهدٌ: معناه: المتابعة، وهي من الدّهق.
وقال عكرمة: هي الصافية. وفي البخاريّ، قال ابن عبّاسٍ: سمعت أبي في الجاهلية يقول للساقي: اسقني كأساً دهاقاً). [المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واللّغو: سقط الكلام، وهو ضروبٌ. وقد تقدّم القول في {كذّاباً} إلاّ أنّ الكسائيّ من السبعة قرأها في هذا الموضع: (كذاباً) بالتخفيف، وهو مصدرٌ، ومنه قول الأعشى:
فصدقتها وكذبتها ....... والمرء ينفعه كذابه).
[المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف المتأوّلون في قوله تعالى: {حساباً}؛ فقال جمهور المفسّرين واللّغويّين: معناه: محسباً، أي: كافياً، من قولهم: أحسبني هذا الأمر. أي: كفاني، ومنه: حسبي اللّه. وقال مجاهدٌ ما معناه: إنّ {حساباً} معناه: مقسّطاً على الأعمال؛ لأنّ نفس دخول الجنة هو برحمة اللّه تعالى وتفضّله؛ لا بعملٍ، والدّرجات فيها والنّعم على قدر الأعمال، فإذا ضاعف اللّه تعالى لقومٍ حسناتهم بسبعمائة مثلاً، ومنهم المكثر من الأعمال والمقلّ، أخذ كلّ واحدٍ سبعمائةٍ بحسب عمله، وكذلك في كلّ تضعيفٍ، فالحساب هنا هو بموازنة أعمال القوم.
وقرأ الجمهور: {حساباً} بكسر الحاء وتخفيف السين مفتوحةً، وقرأ ابن قطيبٍ: (حسّاباً) بفتح الحاء وشدّ السين، قال أبو الفتح: جاء بالاسم من أفعل على فعّالٍ، كما قالوا: أدرك فهو درّاكٌ.
وقرأ ابن عبّاسٍ، وسراجٌ: (عطاءً حسناً) بالنون من الحسن. وحكى عنه المهدويّ أنه قرأ: (حسباً) بفتح الحاء، وسكون السين، وبالباء.
وقرأ شريح بن يزيد الحمصيّ: (حسّاباً) بكسر الحاء وشدّ السين المفتوحة). [المحرر الوجيز: 8/ 522-523]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ نافعٌ، وأبو عمرٍو، والأعرج، وأبو جعفرٍ، وشيبة، وأهل الحرمين: (ربّ) بالرفع، وكذلك (الرّحمن).
وقرأ ابن عامرٍ، وعاصمٌ، وابن مسعودٍ، وابن أبي إسحاق، وابن محيصنٍ، والأعمش: {ربّ} بالخفض، وكذلك {الرّحمن}.
وقرأ حمزة والكسائيّ: {ربّ} بالخفض، و (الرّحمن) بالرفع، وهي قراءة الحسن، وابن وثّابٍ، والأعمش، وابن محيصنٍ بخلافٍ عنهما. ووجوه هذه القراءة بيّنةٌ.
وقوله تعالى: {لا يملكون منه خطاباً} الضمير للكفّار، أي: لا يملكون من إفضاله وإجماله أن يخاطبوه بمعذرةٍ ولا غيرها، وهذا في موطنٍ خاصٍّ). [المحرر الوجيز: 8/ 523]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (اختلف الناس في (الرّوح) المذكور في هذا الموضع؛ فقال الشّعبيّ والضّحّاك: هو جبريل عليه السلام. ذكره خاصّةً من بين الملائكة؛ تشريفاً. وقال ابن مسعودٍ: هو ملكٌ عظيمٌ، أكبر الملائكة خلقةً، يسمّى بالرّوح. وقال ابن زيدٍ: كان أبي يقول: هو القرآن،. وقد قال اللّه تعالى: {وأوحينا إليك روحاً من أمرنا}.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:
فالقيام فيه مستعارٌ يراد به بيانه وظهوره وشدّة آثاره، والأشياء الكائنة عن تصديقه وتكذيبه، ومع هذا في القول قلقٌ. وقال مجاهدٌ: الرّوح خلقٌ على صورة بني آدم، يأكلون ويشربون. وقال ابن عبّاسٍ، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الرّوح خلقٌ غير الملائكة، وحفظةٌ للملائكة كما الملائكة حفظةٌ للأنبياء ولنا».
وقال ابن عبّاسٍ، والحسن، وقتادة: (الرّوح) هنا اسم جنسٍ يراد به أرواح بني آدم. والمعنى: يوم تقوم الأرواح في أجسادها إثر البعث والنّشأة الآخرة، ويكون الجمع من الإنس والملائكة صفًّا، ولا يتكلّم أحدٌ؛ هيبةً وفزعاً، إلاّ من أذن له الرحمن من ملكٍ أو نبيٍّ، وكان أهلاً أن يقول صواباً في ذلك الموطن.
قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: الضمير في {يتكلّمون} عائدٌ إلى الناس خاصّةً، و (الصّواب) المشار إليه هو (لا إله إلاّ اللّه). قال عكرمة: أي: قالها في الدنيا). [المحرر الوجيز: 8/ 523-524]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك اليوم الحقّ} أي: الحقّ كونه ووجوده. وفي قوله تعالى: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه مآباً} وعدٌ ووعيدٌ وتحريضٌ، و (المآب) المرجع وموضع الأوبة). [المحرر الوجيز: 8/ 524]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير الذي هو الكاف والميم في {أنذرناكم} هو لجميع العالم، وإن كانت المخاطبة لمن حضر النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من الكفّار.
و(العذاب القريب) عذاب الآخرة، ووصفه بالقرب لتحقّق وقوعه، وأنه آتٍ، وكلّ آتٍ قريبٌ، والجميع داخلٌ في النّذارة منه. و (نظر المرء إلى ما قدّمت يداه من عملٍ) قيامٌ للحجّة عليه.
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: (المرء) هنا المؤمن. وقرأ ابن أبي إسحاق: (المرء) بضمّ الميم، وضعّفها أبو حاتمٍ.
قوله تعالى: {ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً}. قيل: إن هذا تمنٍّ أن يكون شيئاً حقيراً، لا يحاسب ولا يلتفت إليه، وهذا قد تجده في الخائفين من المؤمنين؛ فقد قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: (ليتني كنت بعرةً).
وقال أبو هريرة، وعبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما: إنّ اللّه تعالى يحضر البهائم يوم القيامة، فيقتصّ من بعضها لبعضٍ، ثمّ يقول لها بعد ذلك: كوني تراباً. فيعود جميعها تراباً، فإذا رأى الكفّار ذلك تمنّوا مثله.
قال أبو القاسم بن حبيبٍ: رأيت في بعض التفاسير أنّ الكافر هنا إبليس، إذا رأى ما حصل للمؤمنين من بني آدم من الثواب قال: يا ليتني كنت تراباً. أي: كآدم الذي خلق من ترابٍ واحتقره هو أوّلاً). [المحرر الوجيز: 8/ 524]


رد مع اقتباس