عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (19) إلى الآية (20) ]

{ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}

قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بورقكم)
قرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة (بورقكم) ساكنة الراء خفيفة.
وقرأ الباقون (بورقكم) بكسر الراء والقاف.
قال أبو منصور: اللغتان اللتان قرئ بهما: ورق، وورق.
وفيه لغتان أخريان: (بورقكم) بكسر الواو، وسكون الراء.
و (بورقكم) بفتح الواو، وكسر الراء، وإدغام القاف في الكاف.
حتى يصير كأنهما كافًا خالصة.
[معاني القراءات وعللها: 2/107]
الدراهم المضروبة: الورق وهي الرقّة، وقال أبو عبيدة للفضة وإن كانت غير مضروبة: رقّة وورق). [معاني القراءات وعللها: 2/108]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {بورقكم هذه إلى المدينة} [19].
قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر عن عاصم {بورقكم} ساكنة الراء.
وقرأ الباقون {بورقكم} وهو الأصل، ومن أسكن الراء فتخفيف، كما يُقال في فخذ فخد، وفي كبد كبد، ولو قرأ قارىء بورقكم لكان صوابا. حدثني ابن مجاهد عن السمر يعن الفراء قال: يقال: الورق والورق والورق ثلاث لغات، ومثله كلمة وكلمة وكلمة. والورق: الدراهم، وقد يقال لها: الورق بفتح الراء وتجمع أوراقًا، ويقال: رجل وراق أي: كثير الدراهم، فأما الورق الذي يكتب فيه فبالفتح لا غير، والورق أيضًا: الغلمان الملاح.
وروى اللؤلؤى عن أبي عمرو {بورقكم هذه} مدغمًا لقرب القاف من الكاف، كما قرأ: {خلقكم} و{رزقكم} والاختيار: الإظهار، لسكون الراء؛ لأن الحرفين غير متجانسين وإن كانا قرينين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/389]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الراء، وإسكانها من قوله عز وجل: بورقكم [الكهف/ 19].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم بورقكم مكسورة الراء.
وقرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر عن عاصم (بورقكم) ساكنة
[الحجة للقراء السبعة: 5/135]
الراء خفيفة. وروى روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو: (بورقكم) مدغمة، قال: وكان يشمها شيئا من التثقيل.
ورق وورق: كنبد ونبد وكتف وكتف، والتخفيف في هذا النحو سائغ مطرد. وأما إدغام القاف في الكاف فحسن، وذلك نحو قولك:
الحق كلدة، فلمّا كان إدغام الكاف في القاف في قولك: انهك قطنا كذلك، ولإدغام القاف في الكاف من المزيّة في الحسن أن القاف أدخل في الحلق، وهي أول مخارج الفم، والكاف أخرج إلى الفم، والإدغام فيما كان أقرب إلى الفم أحسن، ألا ترى أن الإدغام إنّما هو في حروف الفم، وأن حروف الطرفين ليس بأصول في الإدغام). [الحجة للقراء السبعة: 5/136]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء: [بِوِرْقكُّمْ]، مكسورة الواو، مدغمة.
قال أبو الفتح: هذا ونحوه عند أصحابنا مخفي غير مدغم، لكنه أخفى كسرة القاف، فظنها القراء مدغمة. ومعاذ الله لو كانت مدغمة لوجب نقل كسرة القاف إلى الراء، كقولهم: يَرُدّ ويَفِرّ ويَصُبّ. ألا ترى أن الأصل يرْدُدُ ويفْرِرُ ويَصْبُبُ، فلما أسكن الأول ليدغمه نقل حركته إلى الساكن قبله؟
وللقراء في نحو هذا عادة: أن يعبروا عن المخفي بالمدغم؛ وذلك للطف ذلك عليهم. منه قولهم في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} : إنه أدغم نون "نحنُ" في نون "نَزلنا"
[المحتسب: 2/24]
حتى كأنهم لم يسمعوا أن هذا ونحوه مما لا يجوز مع الانفصال، وأنه أمر يختص به المتصل. فاستدل صاحب الكتاب على أنه إخفاء بقولهم: اسمُ مُوسى وابنُ نُوح، قال: فلو كان إدغام لوجب تحريك سين "اسم" وباء "ابن"، ولو تحركتا لإدغام ما بعدهما لسقطت ألف الوصل من أولهما، وهذا واضح.
وإذا جاز مثل هذا على قطرب مع تخصصه حتى جرى في بعض ألفاظه فالقراء بذلك أولى، وهم فيه أظهر عذرًا. وقد ذكرنا ذلك فيما مضى، وإنما هي [بِوِرقِكُم]، بإخفاء كسرة القاف، كأنه يريد الإدغام تخفيفا ولا ويبلغه.
وحكى أبو حاتم -فيما روينا عنه- أن ابن محيصن قرأ: [بِوَرِقكُّمْ] مدغمة، ولم يحك قراءة أبي رجاء بالإدغام، وهذا لا نظر في جوازه). [المحتسب: 2/25]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة}
قرأ أبو بكر وحمزة وأبو عمرو {بورقكم} ساكنة الرّاء وقرأ الباقون بكسر الرّاء على أصل الكلمة من سكن الرّاء طلب التّخفيف بإسكان الرّاء لأن الرّاء ب تكررها بمنزلة حرفين). [حجة القراءات: 413]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {بورقكم} قرأ أبو بكر وأبو عمرو وحمزة بإسكان الراء تخفيفًا، كما قالوا في: كَبِد كَبْد، وفي كَتَف كتْف، وهو مطّرد، وقرأ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/57]
الباقون بكسر الراء على الأصل، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/58]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {بَوَرْقِكُمْ} [آية/ 19] ساكنة الراء:
قرأها أبو عمرو وحمزة وعاصم ياش- ويعقوب ح-.
والوجه أنه مخفف من ورق، حُذفت الكسرة منه كما حُذفت من كتفٍ وكبدٍ وفخذٍ.
وقرأ الباقون ويعقوب يس- {بِوَرِقِكُمْ} مكسورة الراء.
والوجه أنه هو الأصل الذي لم يخفف، كما يقال: كبدٌ وفخذٌ وكتفٌ بالكسر على الأصل من غير تخفيف). [الموضح: 777]

قوله تعالى: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس