عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (45) إلى الآية (48) ]

{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم} 45
قرأ حمزة وابن عامر إن الله يبشرك بكسر الألف وقرأ
[حجة القراءات: 162]
الباقون أن الله بالفتح فمن فتح فالمعنى نادته بأن الله يبشرك أن نادته بالبشارة
ومن كسر أراد قالت له {إن الله يبشرك} ويجوز أن تقول إنّما كسره على الاستئناف
قرأ حمزة الكسائي {يبشرك} بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين أي يسرك ويفرحك يقال بشرت الرجل أبشّره إذا فرحته وحجتهما قول النّبي صلى الله عليه وسلم
هل أنت باشرنا بخير
وقرا الباقون {يبشرك} بالتّشديد أي يخبرك يقال بشرته أبشّره أي أخبرته بما أظهر في بشرة وجهه من السرور وحجتهم قوله {فبشرناها بإسحاق} وقوله {وبشر المحسنين} قال الكسائي وأبو عبيدة هما لغتان). [حجة القراءات: 163]

قوله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)}

قوله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آية/ 47]:-
سبق ذكره في البقرة). [الموضح: 372]

قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويعلّمه... (48)
قرأ نافع وعاصم ويعقوب: (ويعلمه) بالياء.
وقرأ الباقون بالنون.
قال أبو منصور: المعنى واحد في (يعلمه) و(نعلمه)، والتعليم لله جلّ وعزّ في الوجهين). [معاني القراءات وعللها: 1/255]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (35- وقوله تعالى: {ويعلمه الكتاب} [48].
قرأ نافع وعاصم بالياء.
وقرأ الباقون بالنون، فمن قرأ بالنون فالله عز وجل يخبر عن نفسه، وشاهده {نوحيه إليك} [44].
ومن قرأ بالياء فحجته {قال كذلك [الله] يخلق ما يشاء إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون} [47] والأمر بينهما قريب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/113]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في النون والياء من قوله تعالى: ويعلمه الكتاب [آل عمران/ 48].
فقرأ نافع وعاصم: ويعلمه الكتاب بالياء، وقرأ الباقون: ونعلمه بالنون.
فحجّة من قرأ: يعلمه أنّه عطفه على قوله: إن الله يبشرك، ويعلمه على العطف على يبشرك. ومن قال: نعلمه:
فهو على هذا المعنى، إلّا أنّه جعله على نحو نحن قدرنا بينكم الموت [الواقعة/ 60] ). [الحجة للقراء السبعة: 3/43]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} 48
قرأ عاصم ونافع ويعلمه الكتاب بالياء إخبار عن الله أنه يعلمه الكتاب وحجتهما قوله قبلها {قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون ويعلمه}
وقرأ الباقون (ونعلمه) بالنّون أي نحن نعلمه وحجتهم قوله قبلها {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك} ). [حجة القراءات: 163]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (28- قوله: {ويعلمه} «48» قرأ نافع وعاصم بالياء، وقرأ الباقون بالنون.
29- وحجة من قرأ بالياء أنه رده على لفظ الغيبة التي قبله في قوله: {إن الله يبشرك} أي: يبشرك بعيسى، ويعلمه الكتاب، وأيضًا فإن قبله: {كذلك الله يخلق ما يشاء} «47»، وقوله: {إذا قضى أمرًا}، فكله بلفظ الغيبة، فجرى {ويعلمه} على ذلك.
30- وحجة من قرأ بالنون أنه حمله على الإخبار لها من الله عن نفسه أنه يعلمه الكتاب، وحسن ذلك؛ لأن قبله إخبارًا من الله عن نفسه، في قوله تعالى: {قال كذلك الله} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/344]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} [آية/ 48]:-
بالياء، قرأها نافع وعاصم ويعقوب.
والوجه في ذلك أنه معطوف على قوله تعالى {يُبَشِّرُكِ} كأنه قال: إن الله يبشرك ويعلمه.
وقرأ الباقون بالنون.
ووجهه أنه لا فرق بين {نُعلّمُه} و{يُعَلّمه}، فالفعل لله تعالى في الوجهين، وقد تقدم مثل هذا في قوله تعالى {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} بالنون). [الموضح: 372]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس