عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (163) إلى الآية (167) ]

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}

قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يسبتون) [163]: بضم الياء المفضل). [المنتهى: 2/712]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَسْبِتُونَ) بضم الباء من أسبت الْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو حَاتِمٍ والقطعي عن المفضل، الباقون عن المفضل، وأبان بضم الباء من سبت يسبت، وهو الاختيار كما قلنا في (يَعكفُونَ)، و(يَعرِشُونَ)،
[الكامل في القراءات العشر: 556]
الباقون بكسر الباء). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "واسئلهم" بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره، وكذا يقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إذ تأتيهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وضم" هاء تأتيهم يعقوب وكذا "لا تأتيهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "لا يسبتون" بضم الياء وكسر الباء، وعن المطوعي بفتح الياء وضم الموحدة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" قريبا إدغام إذ في التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وسئلهم} [163] قرأ المكي وعلي بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى السين، وحذف الهمزة، والباقون بإسكان السين، وبعدها همزة مفتوحة). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)}
{وَاسْأَلْهُمْ}
- قراءة الجماعة (واسألهم) بسكون السين وهمزة مفتوحة بعدها.
- وقرأ ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره وابن محيصن (وسلهم) بنقل حركة الهمزة إلى السين مع حذف الهمزة، ثم حذف همزة الوصل بعد الواو؛ إذ لا ضرورة لها بعد تحريك السين بالفتح.
[معجم القراءات: 3/193]
- وبهذا الوجه قرأ حمزة في الوقف (وسلهم).
{حَاضِرَةَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يَعْدُونَ}
- قراءة الجماعة (يعدون) من عدا يعدو، أي يجاوزون أمر الله في العمل في يوم السبت، وقد تقدم النهي عن ذلك من الله تعالى.
- وقرأ أبو نهيك (يعدون) من الإعداد، فقد كانوا يعدون آلات الصيد يوم السبت، وهم مأمورون بألا يشتغلوا فيه بغير العبادة.
- وقرأ شهر بن حوشب وأبو نهيك وابن جبير عن أصحابه عن نافع (يعدون) بفتح العين، وتشديد الدال، وأصله: يعتدون، فأدغمت التاء في الدال، ونقلت حركة التاء إلى العين قبلها.
قال ابن جني: (فأسكن التاء ليدغمها في الدال، ونقل فتحتها إلى العين، فصار يعدون...).
{فِي السَّبْتِ}
- قرأ ابن السميفع (في الأسبات) جمع (سبت).
- وقراءة الجماعة (في السبت) على الإفراد.
{إِذْ تَأْتِيهِمْ}
وفيهما قراءات:
الأولى: الإدغام:
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف
[معجم القراءات: 3/194]
واليزيدي وابن محيصن.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الذال.
الثانية: الهمزة:
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصفهاني وورش والأزرق (إذ تاتيهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
الثالثة: الهاء:
- قرأ يعقوب (تأتيهم) بضم الهاء على الأصل، وهو مذهبه فيها.
- وقراءة الجماعة (تأتيهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{يَوْمَ سَبْتِهِمْ}
- قرأ عمر بن عبد العزيز (يوم إسباتهم). قال الرازي في كتاب اللوامح بعد ذكر هذه القراءة: (وهو مصدر من أسبت الرجل إذا دخل في السبت).
وقال الشهاب:
(وأسبت بمعنى دخل في السبت كأصبح، وقوله: [أي البيضاوي] لا يدخلون في السبت بالبناء للمجهول إشارة إلى أن الهمزة للتعدية فيه، وما قيل: إنه لم يثبت أسبته بمعنى أدخله في السبت، لا وجه له مع القراءة به).
[معجم القراءات: 3/195]
وجاءت هذه القراءة في بعض المراجع (يوم أسباتهم) كذا بفتح الهمزة على الجمع، وهي كذلك مضبوطة في القرطبي، ويبدو أنها كذلك في بعض نسخ مختصر ابن خالويه، وما جاء في القرطبي خطأ من المحقق أو تصحيف، وليس هو الصواب.
{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ}
- قراءة الجماعة (.. لا يسبتون) بفتح أوله وكسر الباء، من باب (ضرب).
- وقرأ عاصم بخلاف عنه وهي قراءة جبلة عن المفضل عنه وعيسى ابن عمر والمطوعي والحسن (.. لا يسبتون) بضم الباء من باب (نصر).
- وقرأ علي والحسن البصري والجعفي عن عاصم، وكذلك أبان، والمفضل وأبو بكر عن عاصم، والأعمش (.. لا يسبتون) بضم أوله، من (أسبت)، إذا دخل في السبت، ويشهد لهذه القراءة قراءة عمر (يوم إسباتهم)، وقد تقدمت.
وذكر الزمخشري أن الحسن قرأ (.. لا يسبتون) بضم أوله وفتح الباء على البناء للمفعول.
[معجم القراءات: 3/196]
أي لا يدار عليهم السبت، ولا يؤمرون بأن يسبتوا.
قال البيضاوي:
(من أسبت ولا يسبتون) على البناء للمفعول بمعنى لا يدخلون في السبت).
وقال الشهاب:
(وما قيل: إنه لم يثبت أسبته بمعنى أدخله في السبت، لا وجه له مع القراءة به).
- وذكر ابن خالويه أن عيسى بن سليمان الحجازي قرأ (.. لا يسبتون) مضعفًا من (سبت).
{لَا تَأْتِيهِمْ}
- تقدم قبل قليل في هذه الآية، حكم الهمز، والهاء.
- وقرأ اليماني: (لا يأتيهم) بالياء، لأن تأنيثه غير حقيقي). [معجم القراءات: 3/197]

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (41 - وَاخْتلفُوا في الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {معذرة إِلَى ربكُم} 164
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {معذرة} بِالرَّفْع
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أَبُو بكر في رِوَايَة يحيى بن آدم عَنهُ وَغَيره {معذرة} رفعا مثل حَمْزَة
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر وَحَفْص عَن عَاصِم {معذرة} نصبا). [السبعة في القراءات: 296]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (معذرة) نصب حفص). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (معذرة) [164]: نصب: حفص، وبه قرأت عن اختيار اليزيدي). [المنتهى: 2/712]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (معذرة) بالنصب، ورفع الباقون، وكان اليزيدي يختار النصب). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {قالوا معذرة} (164): بالنصب.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (قالوا معذرة) بالنّصب، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 380]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَعذِرة) نصب حفص، وطَلْحَة، واختيار الْيَزِيدِيّ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والجعفي وعبد اللَّه بن عمر عن أبي بكر، ويونس، والمنقري عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار؛ لأن معناه نعتذر معذرة، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([164]- {مَعْذِرَةً} نصب: حفص). [الإقناع: 2/650]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (703- .... .... .... .... = وَمَعْذِرَةً رَفْعٌ سِوى حَفْصِهمْ تَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{معذرةً} بالنصب: مفعول من أجله؛ أي نعظهم اعتذارًا إلى الله تعالى وخروجًا مما وجب علينا؛ أو اعتذرنا إلى الله تعالى بذلك معذرةً، فيكون منصوبًا على المصدر.
والرفع، بتقدير: موعظتنا معذرةٌ عند سيبويه.
وقال أبو عبيد: «تقديره: هذه معذرة» ). [فتح الوصيد: 2/939]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [703] ولكن خطايا حج فيها ونوحها = ومعذرةٌ رفعٌ سوى حفصهم تلا
ب: (تلا): من التلو، أي من الإتباع، أو من التلاوة.
[كنز المعاني: 2/260]
ح: (خطايا): مبتدأ، (حج): خبره، (نوحها): عطف على الضمير المجرور في (فيها)، والضمير الأول: للسورة، والثاني: لسور القرآن، أضاف نوحًا إليها لأنه من جملتها، (معذرةٌ): مبتدأ (رفعٌ): خبره، (سوى): فاعل (رفعٌ)، نحو:
ولم يبق سوى العدوا = ن ..............
أو استثناء منصوب، أي: رفع للكل سوى حفصهم، (تلا): خبر بعد خبر.
ص: لما ذكر أن الباقين جمعوا، فنافع رفع، والباقون كسروا: استدرك فاستثنى أبا عمرو منهم، بأنه قرأ (خطايا) على وزن (مطايا) هنا [161] وفي نوح [25]، كما أجمعوا عليها في البقرة.
ثم قال: رفع غير حفصٍ: (قالوا معذرةٌ) [164] على خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه معذرةٌ، أو موعظتنا معذرةٌ، وحفص بالنصب على المصدر أو المفعول له). [كنز المعاني: 2/261] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما "مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ"، فهو بالرفع: خبر مبتدأ محذوف وبالنصب مصدر أو مفعول له، وقال سيبويه بعد قوله:
فقالت حنان ما أتى بك ههنا
ومثله في أنه على الابتداء وليس على فعل قوله تعالى: {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليسوا عليه ولكنهم قيل لهم {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا} فقالوا: "مَعْذِرَةً"؛ أي: موعظتنا معذرة إلى ربكم قال ولو قال رجل لرجل: معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا لنصب والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/186]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (703 - .... .... .... .... .... = ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا
....
وقرأ السبعة إلا حفصا: قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ برفع التاء، وقرأ حفص بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي مَعْذِرَةً، فَرَوَى حَفْصٌ بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {معذرةً} [164] بالنصب، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (647- .... .... .... .... .... = .... وارفع نصب حفصٍ معذره). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وارفع) أي روى حفص «قالوا معذرة إلى» بالنصب على المصدر أو مفعول له، والباقون بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والمعنى ارفع «معذرة» التي نصبها لحفص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على "لم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "معذرة" [الآية: 164] فحفص بالنصب على المفعول من أجله أي: وعظناهم لأجل المعذرة أو على المصدر أي: تعتذر معذرة أو على المفعول به؛ لأن المعذرة تتضمن كلاما، وحينئذ تنصب بالقول كقلت خطبة، وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو، والباقون بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي: موعظتنا أو هذه معذرة والعذر التنصل من الذنب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معذرة} [164] قرأ حفص بالنصب، مفعول لأجله، أو مفعول مطلق أي: نعظكم للاعتذار، أو: نعتذر إلى الله معذرة، والباقون بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، تقديره عند سيبويه: موعظتنا، وعند أبي عبيد: هذه). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)}
{لِمَ}
- قرأ البزي ويعقوب بخلاف عنهما (لمه) بهاء السكت في الوقف.
- وقراءة الباقين (لم) بلا هاء وقفًا ووصلًا.
[معجم القراءات: 3/197]
والبزي ويعقوب يوافقان الجماعة في الوصل.
{مَعْذِرَةً}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر في رواية يحيى بن آدم عنه عن عاصم (معذرة) بالرفع، وهو خبر مبتدأ، والتقدير: موعظتنا إقامة عذرٍ إلى الله.
- وقرأ حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وكذا حفص عنه، وزيد بن علي واليزيدي وعيسى بن عمر وطلحة بن مصرف (معذرة) بالنصب، وهو مفعول لأجله، أو مفعول مطلق لفعل مقدر، أو مفعول به للقول.
وذكر الفراء أن القراء آثرت رفعها، وهو ما اختاره سيبويه، قال: (لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارًا مستأنفًا، ولكنهم قيل لهم: لم تعظون؟ قالوا: موعظتنا معذرة).
وذكر مكي في التبصرة أن اليزيدي كان يختار النصب.
- ورقق الراء من (معذرة) ورش والأزرق). [معجم القراءات: 3/198]

قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (42 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {بِعَذَاب بئيس} 165
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {بئيس} على وزن فعيل
وَقَرَأَ نَافِع (بيس) بِكَسْر الْبَاء من غير همز اَوْ ينون
وروى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع {بئيس} على وزن فعيل مثل حَمْزَة
وروى خَارِجَة عَنهُ (بيس) بِفَتْح الْبَاء من غير همز منون سَاكن الْيَاء على وزن فعل
وَقَرَأَ ابْن عَامر {بئس} على وزن فعل مثل نَافِع غير أَنه مَهْمُوز
وروى حَفْص عَن عَاصِم {بئيس} مثل حَمْزَة
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل بِفَتْح الْهَمْز أخبرني بِهِ مُوسَى بن إِسْحَق القاضي عَن هرون بن حَاتِم عَنهُ وزن فيعل الْهمزَة مَفْتُوحَة بَين الْيَاء وَالسِّين
وحدثني أَبُو البختري عَن يحيى عَن أَبي بكر قَالَ كَانَ حفظي عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل قَالَ ثمَّ جاءني مِنْهَا شكّ فَتركت رِوَايَتهَا عَن عَاصِم وأخذتها عَن الْأَعْمَش {بئيس} مثل حَمْزَة
حَدَّثَني بِهِ مُحَمَّد بن الجهم
قَالَ حَدَّثَني ابْن أَبي أُميَّة عَن أَبي بكر قَالَ كَانَ حفظي عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل فدخلني مِنْهَا شكّ فَتركت رِوَايَتهَا عَن عَاصِم وأخذتها عَن الْأَعْمَش {بئيس} على وزن فعيل). [السبعة في القراءات: 296 - 297]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بعذاب بيس) بكسر الباء، غير مهموز، مدني، مهموز، شامي بوزن (فيعل) أبو بكر - غير حماد ). [الغاية في القراءات العشر: 261]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بئس) [165]: بفتح السين العمري، نحو: {وبئس المصير} [البقرة: 126]. بكسر الباء بلا همز مدني. مثله مهموز: دمشقي. بوزن «فيعل» حمصي.
بوزن «فيعل» أبو بكر طريق الأعشى والبرجمي والاحتياطي، ويحيى غير خلف، والجربي مختلف فيه). [المنتهى: 2/712]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (بعذاب بيس) بغير همز، وقرأ ابن عمر بهمزة ساكنة، وقرأ
[التبصرة: 219]
الباقون بهمزة مكسورة قبل الياء على وزن فعيل، وروي عن أبي بكر بهمزة مفتوحة بعد ياء ساكنة على وزن فيعل، وبالوجهين قرأت لأبي بكر، وكلهم فتحوا الباء إلا نافعًا وابن عامر فإنهما كسراها). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {بعذاب بيس} (165): بكسر الباء، من غير همز، مثل: (عيس).
وابن عامر: بكسر الباء، وهمزة ساكنة بعدها.
وأبو بكر، بخلاف عنه: {بيئس}: بفتح الباء، وهمزة مفتوحة بعد الياء، مثل: (قيقب).
والباقون: {بئيس}: بفتح الباء، وهمزة مكسورة بعدها ياء، مثل: (رئيس). وقد روي هذا الوجه عن أبي بكر). [التيسير في القراءات السبع: 295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (بعذاب بيس) بكسر الباء من غير همز مثل عيس. وابن عامر بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها [مثل رجس] وأبو بكر بخلاف [عنه] بيئس بفتح الباء وهمزة مفتوحة بعد الياء السكنة مثل قيقب والباقون بئيس بفتح الباء وهمزة مكسورة بعدها ياء [ساكنة] مثل رئيس، وقد روي هذا الوجه عن أبي بكر). [تحبير التيسير: 380]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([165]- {بَئِيسٍ} بكسر الباء من غير همز: نافع.
مثله مهموزا: ابن عامر.
مثل "قَيْقَب": أبو بكر بخلاف عنه.
الباقون: {بَئِيسٍ} مثل: رئيس.
وقد روي كذلك عن أبي بكر، وروي عنه أيضا {بِئْسَ}، ونحو {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
[الإقناع: 2/650]
وقال يحيى بن آدم: شك أبو بكر كيف قرأه على عاصم). [الإقناع: 2/651]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (704 - وَبِيسٍ بِيَاءٍ أَمَّ وَالْهَمْزُ كَهْفُهُ = وَمِثْلَ رَئِيس غَيْرُ هذَيْنِ عَوَّلاَ
705 - وَبَيْئَسٍ اسْكِنْ بَيْنَ فَتْحَيْنِ صَادِقاً = بِخُلْفٍ .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([704] وبيس بياء (أ)م والهمز (كـ)هفه = ومثل رئيس غير هذين عولا
[705] وبيئسٍ اسكين بين فتحين (صـ)ادقًا = بخلفٍ وخفف يمسكون (صـ)فا ولا
بیس، أصله: بئس، فقلبت الهمزة ياء تخفيفًا.
وبِئسٌ، أصله: بئس، مثل حِذْرٍ، فأسكنت الهمزة تخفيفًا، ونقلت حركتها إلى الفاء، كما قالوا: كبدٌ في كبدٍ.
وبئيسٌ، بوزن فعيل: شديدٌ؛ يقال: بؤس يبؤس بأسًا، فهو بئيسٌ، إذا اشتد.
وبيأس، مثل فيعل، وهو صفة كالهيكل والضيغم من الشدة). [فتح الوصيد: 2/940]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([704] وبيسٍ بياء أم والهمز كهفه = ومثل رئيسٍ غير هذين عولا
[705] وبيئسٍ اسكن بين فتحين صادقًا = بخلفٍ وخفف يمسكون صفا ولا
ح: (بيسٍ): مبتدأ، (بياءٍ): حال منه، (أم): خبره، بمعنى: قصد، و (الهمز كهفه): مبتدأ وخبر، و (مثل رئيسٍ): مفعول (عولا)، أي: عول على مثل (رئيس)، والجملة خبر (غير هذين)، و(بيئسٍ): مفعول (أسكن)، (صادقًا): حال من فاعله، (بخلفٍ): حال متداخلًا، (صفا): حال، (ولا): تمييز.
ص: قرأ نافع: (بعذابٍ بيسٍ) [165] على وزن (عيسٍ)، وابن عامر: (بئسٍ) بالهمز على وزن (بئرٍ)، والأصل: (بئسٍ) فيهما على وزن (كتفٍ) نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، ثم خفف لنافع (فعلٌ) وصف به كما في قوله: (نعم السير على بئس العير)، أو صدرٌ وصف به للمبالغة، وقرأ غيرهما: {بئيسٍ} على وزن (رئيسٍ)، وأسكن أبو بكر الياء بين فتحي الباء والهمزة (بيئسٍ) على وزن (ضيغمٍ)، لكن بخلفٍ عنه.
[كنز المعاني: 2/262]
فتحصل أربع قراءات فيه، والكل وصف، أي: بعذاب شديد.
وقرأ أبو بكر: _والذين يمسكون بالكتاب) [171] بالتخفيف من الإمساك، والباقون: {يمسكون} بالتشديد من التمسك.
ومعنى (صفا ولا): ذا صفاءٍ ولاؤه، أي: قويًا دليله). [كنز المعاني: 2/263] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (704- وَبِيسٍ بِيَاءٍ "أَ"مَّ وَالهَمْزُ "كَـ"ـهْفُهُ،.. وَمِثْلَ رَئِيس غَيْرُ هذَيْنِ عَوَّلا
أراد: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}، ومعنى أمَّ: قصد فقرأه نافع بتسهيل قراءة ابن عامر، وقراءة ابن عامر بهمزة ساكنة محققة من بئس كحدر كما يقال كبد في كبد، وقراءة غيرهما على وزن فعيل ظاهرة والكل صفة عذاب ومعناه الشدة من قولهم: بؤس الرجل يبؤس بأسا إذا كان شديد البأس فعذاب
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/186]
بئيس: مثل عذاب شديد، ويجوز أن يكون وصفا بالمصدر من البأاء يقال: بئس يبأس بؤسا وبئسا وبأسا، وقال أبو علي: في قراءة نافع بيس فجعل بئس الذي هو فعل اسما فوصف به مثل: "إن الله ينهى عن قيل وقال".
وقوله: عول ليس برمز؛ لأنه صرح بالقارئ في قوله: غير هذين وعولا: خبر غير هذين؛ أي: عول عليه؛ أي: على مثل رئيس فقرأ به والله أعلم.
705- وَبَيْئَسٍ اسْكِنْ بَيْنَ فَتْحَيْنِ "صَـ"ـادِقًا،.. بِخُلْفٍ وَخَفِّفْ يُمْسِكُونَ "صَـ"ـفَا وِلا
ألفى همزة اسكن على تنوين بئيس فانفتح وحذفت الهمزة؛ أي: أسكن الياء بين فتح الباء وفتح الهمزة، ولو قال: وبيس الياء بين فتحتين كأن الأولى؛ لئلا يقرأ بهمزة ساكنة بين الباء والياء على وزن فعيل، وكان يستفاد سكون الياء من لفظه بالحرف؛ أي: قرأه أبو بكر على وزن فيعل وهو صفة أيضا كضيغم، والوجه الآخر لأبي بكر مثل الجماعة فهم ذلك من قوله: غير هذين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/187]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (704 - وبيس بياء أمّ والهمز كهفه = ومثل رئيس غير هذين عوّلا
705 - وبيئس اسكن بين فتحين صادقا = بخلف وخفّف يمسكون صفا ولا
قرأ نافع بِعَذابٍ بَئِيسٍ بكسر الباء وياء ساكنة مدية بعدها من غير همز، وقرأ ابن
عامر بكسر الباء وبعدها همزة ساكنة على زنة بئر، وقرأ الباقون بفتح الباء وبعدها همزة مكسورة وبعدها ياء ساكنة على زنة رئيس، لكن شعبة اختلف عنه في هذا اللفظ فروى عنه فيه وجهان: الأول: كقراءة الجماعة، والثاني: بفتح الباء وبعدها ياء ساكنة وبعدها همزة مفتوحة على زنة حيدر). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِعَذَابٍ بَئِيسٍ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَزَيْدٌ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَيَاءٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ إِلَّا زَيْدًا عَنِ الدَّاجُونِيِّ كَذَلِكَ إِلَّا هَمْزَ الْيَاءِ " وَاخْتُلِفَ " عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَرَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ قَالَ: كَانَ حِفْظِي عَنْ عَاصِمٍ بَيْئَسٍ عَلَى مِثَالِ فَيْعَلٍ، ثُمَّ جَاءَنِي مِنْهَا شَكٌّ فَتَرَكْتُ رِوَايَتَهَا عَنْ عَاصِمٍ وَأَخَذْتُهَا عَنِ الْأَعْمَشِ بَئِيسٍ مِثْلَ حَمْزَةَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْوَجْهَ الْأَوَّلَ، وَهُوَ فَتْحُ الْبَاءِ، ثُمَّ يَاءٌ سَاكِنَةٌ، ثُمَّ هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ أَبُو حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى
[النشر في القراءات العشر: 2/272]
وَنَفْطَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ الْمُتَّقِي كِلَاهُمَا عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى وَالْبُرْجِيِّ وَالْكِسَائِيِّ، وَغَيْرِهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ الْوَجْهَ الثَّانِيَ، وَهُوَ فَتْحُ الْبَاءِ وَكَسْرُ الْهَمْزِ وَيَاءٌ بَعْدَهَا عَلَى وَزْنِ فَعِيلٍ الْعُلَيْمِيُّ وَالْأَصَمُّ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ وَالْحَرْبِيِّ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَرَوَى عَنْهُ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا الْقَافْلَائِيُّ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى، وَكَذَلِكَ رَوَى خَلَفٌ عَنْ يَحْيَى، وَبِهِمَا قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَبِهَذَا الْوَجْهِ الثَّانِي قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر إلا الداجوني عن هشام {بعذابٍ بئيس} [165] بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها، والمدنيان والداجوني كذلك إلا أنهم بإبدال الهمزة ياءً. واختلف عن أبي بكر، فروى الجمهور عن يحيى بن آدم عنه بفتح الباء ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة، وروى الآخرون عن يحيى والعليمي عنه بفتح الباء وكسر الهمزة وياء بعدها وزن «فعيل»، وكذا قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (648 - بيس بياءٍ لاح بالخلف مدا = والهمز كم وبيئسٍ خلفٌ صدا
649 - بئيسٍ الغير .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بيس بياء (ل) اح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وييئس خلف (ص) دا
أي قوله «بعذاب بيس» قرأه بالياء على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وهشام بخلاف عنه على أن أصله الهمز كما يأتي في قراءة ابن عامر فخففوه قوله: (والهمز كم) أي وقرأه بالهمز: أي بهمز الياء من اللفظ المتقدم وهي ساكنة ابن عامر، والأصل في قراءة هؤلاء الثلاثة بئس كحذر وقلق نقلت حركة الهمزة إلى الباء فبقيت ساكنة أو كسرت الباء اتباعا للهمزة ثم سكنت الهمزة تخفيفا ثم خففها بالإبدال نافع ومن معه قوله: (وييئس خلف صدا) يعني وقرأه «ييئس» على وزن فيعل كضيغم وفيصل وحيدر شعبة بخلاف عنه، ووجهه الآخر كالجماعة.
بئيس الغير و (ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
أي قرأ الباقون بئيس على وزن فعيل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بئيس" [الآية: 165] فنافع وأبو جعفر وزيد عن الداجوني عن هشام بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة بعدها من غير همز مثل: عيس وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق زيد عن الداجوني كذلك، إلا أنه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
بالهمز الساكن بلا ياء، على أنه صفة على فعل كحذر نقلت كسرة الهمزة إلى الباء، ثم سكنت ووجه قراءة نافع كذلك أي: إن أصله ما ذكر، ثم أبدل الهمزة ياء، واختلف عن أبي بكر فالجمهور عن يحيى بن آدم عنه بباء مفتوحة، ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة على وزن ضيغم صفة على فيعل، وهو كثير في الصفات، وروى الجمهور عن العليمي عنه بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة على وزن رئيس وصف على فعيل، كشديد للمبالغة، وبه قرأ الباقون وعن الحسن كسر الباء وهمزة ساكنة وفتح السين بلا تنوين.
ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء وإبدالها ياء ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش "يفسقون" بكسر السين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيس} [165] قرأ نافع بكسر الباء موحدة، بعدها ياء ساكنة، من غير همز، والشامي مثله إلا أنه همز الياء، والباقون بفتح الباء، بعدها همزة مكسورة، بعدها ياء ساكنة، بوزن (رئيس)، ولشعبة ايضًا رواية أخرى بفتح الباء، وإسكان الياء، وفتح الهمزة، بوزن (ضيغم) فهذه أربع قراءات، ولا خلاف بين السبعة في كسر السين وتنوينها). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}
{ذُكِّرُوا بِهِ}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{عَنِ السُّوءِ}
- لحمزة وهشام فيه قراءتان في الوقف:
الأولى: نقل حركة الهمزة إلى الواو، ثم حذف الهمزة، فتكون الواو مخففة، وهو القياس المطرد.
الثانية: النقل مع الإدغام، فتكون الواو مشددة (السو).
{ظَلَمُوا}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو قرة عن نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم والأعمش وأبو عبد الرحمن ومجاهد والأعرج والعليمي عن أبي بكر، وحماد وأهل الحجاز وأبو رجاء عن علي ونصر بن عاصم (بئيس) على وزن رئيس.
وصف به العذاب، على وزن فعيل، وهو للمبالغة من بائس على وزن فاعل، أو على أنه مصدر وصف به كالنكير والقدير. وهذه القراءة أولى القراءات بالصواب عند الطبري.
[معجم القراءات: 3/199]
- وقرأ أهل مكة وابن كثير وابن عامر في رواية وشبل (بئيس) الباء مكسورة، ثم همزة مكسورة، وبعدها ياء ساكنة، على زنة: فعيل.
قال أبو حيان: (وهي لغة تميم في (فعيل) حلقي العين يسكرون أوله سواء كان اسمًا أو صفة).
- وروى حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وكذا يحيى عن أبي بكر عنه، وابن عباس والأعمش وطلحة والبرجمي والأعشى (بيأس) على وزن (ضيغم) وحيدر، الهمزة مفتوحة بين الياء والسين، وبفتح السين ممنوعًا من الصرف.
قال الطوسي: (وهذا البناء كثير في الصفة).
- وقرأ عاصم في رواية نصر بن عاصم وأبي بكر وابن عباس وعيسى بن عمر والأعمش بخلاف عنه (بيئس) بكسر الهمزة على وزن (صيقل) اسم امرأة، وهو بكسر القاف.
- وذكر الصفراوي أنها بفتح السين.
قال أبو حيان في هذه القراءة والتي سبقتها:
[معجم القراءات: 3/200]
وهما شاذان؛ لأنه [أي هذا البناء] مختص بالمعتل كسيد وميت)، ومثل هذا عند مكي في مشكل إعراب القرآن، والشهاب في حاشيته، قال: (ويحققها أن المهموز أخو المعتل).
- وقرأ الحسن والأعمش وعصمة ويعقوب القارئ (بِئْيَس) على وزن حديم: وهو القاطع، وعثير، وضعفها أبو حاتم.
- وقرأ السملي (بأيس) كالقراءة السابقة مع فتح الباء، قال العكبري: (وهو بعيد، إذ ليس في الكلام (فعيل)).
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وابن ذكوان شبية وأبو عبد الرحمن والحسن وهشام من طريق زيد عن الداجوني (بئسٍ) على وزن بئر، ووجهها أنه فعل سُمي له، كما جاء (أنهاكم عن قيل وقال).
وذكر أبو حيان تخريجات أخرى لهذه القراءة في البحر.
وفي حاشية الجمل: (أصله بئس، كحذر، فخففت عينه بنقل حركتها إلى الفاء كلبد في البد) كذا، وبعب الصواب: كِبْد في كَبِد، ومثله: كِلْمَة في كَلِمَة.
[معجم القراءات: 3/201]
- وقرأ الحسن (بئس) بكسر الباء، وهمزة ساكنة، والسين مفتوحة من غير تنوين.
وضعف أبو خاتم هذه القراءة، وقال: (ولا وجه لها).
قال النحاس: (هذا مردود من كلام أبي حاتم، حكى النحويون: إن فعلت كذا وكذا فبها ونعمت. يريدون: ونعمت الخصلة، والتقدير: بئس العذاب).
قال ابن جني: (وأنكر أبو حاتم قراءة الحسن ...، وقال: ولو كان كذا لما كان بُد معها من (ما) بئسما، كنِعْمَ ما).
- وقرأ عيسى بن عمر وزيد بن علي، وزيد بن ثابت ويعقوب القارئ وأبو العالية وأبو مجلز (بئس) على وزن شهد.
قال ابن جني:
(بئس الرجل على فعل، بآسةً إذا شجع، فكأنه عذابٌ مقدم غير متأخر عنهم.
ويجوز أن يكون مقصوراً من (بئيس) كالقراءة الفاشية، كما قالوا: لبيق في لبق).
- وحكى الزهراوي عن ابن كثير وأهل مكة (بئسٍ) بكسر الباء، الزهراوي عن ابن كثير وأهل مكة (بئسٍ) بكسر الباء، والهمز همزاً خفيفاً.
[معجم القراءات: 3/202]
- وروي عن الأعمش (بئسٍ) بباء مفتوحة وهمزة مشددة مكسورة، والسين مكسورة منونة.
- وقرأ أبو عبد الرحمن وزيد بن ثابت وطلحة بن مصرف ونصر بن عاصم ومعاذ القارئ (بئسٍ) على وزن كَبدِ وحذرٍ الباء مفتوحة، والهمزة مكسورة، والسين مكسورة منونة.
- وقرأن خارجة والأزرق وعدي كلهم عن أبي بكر (بئسٍ) بكسر الباء والهمز على الإتباع مثل فخذ).
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وشيبة ونصر بن عاصم في رواية والعمش في رواية أيضاً، والضحاك وعكرمة (بئس) بباء مفتوحة لعدها ياء مشددة من غير همز، على وزن جيد وميت وسيد وريس وقيم، وخُرج على أنه من البوس، ولا أصل له في الهمز، وخُرج أيضاً على أنه خفف الهمزة بإبدالها ياءً ثم أدغمت.
قال العكبري: (وهو ضعيف؛ إذ ليس في الكلام مثله في الهمز).
- وقرأ نافه وابن كثير بخلاف عنه وعاصم وأبو جعفر وشيبة ويحيى والأعمش وعيسى الهمداني والحسن وأبو عبد الرحمن
[معجم القراءات: 3/203]
ونصر بن عاصم وزيد عن الداجوني عن هشام (بيسٍ) على وزن (فِعْلٍ) من غير همز، مثل: ذيب، فهو اسم وصف به العذاب.
- وقرأ خارجة عن نافع وطلحة والزهري والحسن ويونس والأصمعي عن أبي عمرو (بيس) على وزن كيلٍ، فقد أبدلت الهمزة ياءً للتخفيف، وأدغم ثم حذف كميت، كذا قال أبو حيان.
- وقرأ الحسن والعمري وابن جماز كلاهما عن أبي جعفر وخارجة عن نافع وهشام عن ابن عامر، واذن ذكوان (بيس)، على وزن قيل.
- وقرأت فرقة (بيس) بفتح الباء والياء والسين، على وزن فَعَلَ.
- وروى مالك بن دينار عن نصر بن عاصم والرؤاسي عن أبي عمرو (بيسٍ) على مثل جبل وجمل.
- وقرأ أبو رجاء (بيس) على وزن: فعل.
[معجم القراءات: 3/204]
- وقرئ: (بيسٍ) بفتح الباء وكسر الياء، وأصلها همزة مكسورة أبدلت ياءً، وذكرها ابن عطية قراءة عن نصر.
- وذكروا أنه قرئ بياءين: (بييسٍ).
قال العكبري:
(بئس ...، ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء).
وقال الفراء:
(وبييس: يحركون الياء الأولى إلى الخفض، ولم نجد ذلك في كلامهم، لأن تحريك الياء والواو أثقل من ترك الهمزة؛ فلم يكونوا ليخرجوا من ثِقَلٍ إلى ما هو أثقل منه).
- وقرئ بياءين على فيعال (بيياس) كذا!.
- وقرأ جؤية بن عائذ ونصر بن عاصم في رواية (بأس) بفتح الثلاثة على وزن (ضرب) فعلاً ماضياً.
- وقرأ نصر في رواية مالك بن دينار، وجؤية (بأسٍ) على وزن جبلٍ.
- وقرأ نصر بن عاصم وجؤية بن عائذ ومالك بن دينار والأعمش (بأس) وأصله: بأس، فسكن الهمزة، جعله فعلاً لا يتصرف.
[معجم القراءات: 3/205]
وقرأت فرقة (بأس) بفتح الثلاثة، وهمزة مشددة.
وذكرها أبو عمرو الداني عما حكي يعقوب.
- وروي أن الأعمش ونصر بن عاصم قرأا (بَئّسٍ) بباء مفتوحة، وهمزة مشددة مكسورة، والسين منونة.
- وقرأت فرقة (باس) بفتح الباء وسكون الألف.
- وقرأ ابن عباس وأبو رزين وأيوب وعصمة وابن نبهان عن عاصم، وأبو بكر عنه (بيآس) على وزن فيعال.
- وقرأ أبو رجاء وعلي ومجاهد ونافع، وأبو المتوكل (بائس) على وزن فاعل، مفتوح الباء، أي ذو بأس وشدة.
- وقرأ أهل مكة (بائس) على وزن فاعل مع كسر الباء، وهي لغة تميم في (فعيل) حلقي العين، يكسرون أوله سواء أكان اسماً أو صفة.
- وقراءة حمزة في الوقف بالتسهيل كالياء.
- وذكروا أن إبدالها ياءً ضعيف.
- وقرأ أبو بحرية والقاضي عن حمزة (بيئسٍ) بفتح الباء وسكون الياء وهمزة بعدها مفتوحة وكسر السين وتنوينها.
[معجم القراءات: 3/206]
{يَفْسُقُونَ}
- قرأ الأعمش (يفسقون) بكسر السين، وروى الكسر في هذا الفعل الأخفش.
- وقراءة الجماعة بضمها (يفسقون).
وفي التاج: (فسق كعنصر وضرب وكرم، الثانية عن الأخفش، نقله الجوهري، والثالثة عن اللحياني، رواه عنه الأحمر، ولم يعرف الكسائي الضم) ). [معجم القراءات: 3/207]

قوله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ترقيق راء "قردة" للأزرق وإخفاء أبي جعفر تنوينها عند الخاء بعدها بالبقرة، وذكر الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة "خاسين" وليس كذلك، وتقدم ما فيه "ويوقف" عليه لحمزة بالتسهيل بين بين وبحذف الهمزة اتباعا للرسم والإبدال ياء ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خاسئين} فيه لحمزة لدى الوقف وجهان: تسهيل الهمزة بين بين، وحذفها، وحكى إبدال الهمزة ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}
{قِرَدَةً}
- رفق الراء الأزرق وورش.
{قِرَدَةً خَاسِئِينَ}
- أخفى التنوين في الخاء أبو جعفر.
{خَاسِئِينَ}
- أبدل أبو جعفر الهمزة ياءً (خاسيين)، وانفرد الهذلي عن النهرواني عن ابن وردان عن أبي جعفر بحذف الهمزة، واختاره الآخذون بالتخفيف الرسمي (خاسين).
- ووقف حمزة بالتسهيل بَيْنَ بَيْنَ، وعنه الحذف أيضاً.
وانظر الآية/ 65 من سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/207]

قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَسْهِيلُ تَأَذَّنَ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تأذن} [167] ذكر تسهيله للأصبهاني في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تسهيل تأذن [الأعراف: 167] للأصبهاني، أفلا تعقلون بالأنعام [الآية: 32] ويلهث ذلك [الأعراف: 176] في حروف قربت مخارجها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الأصبهاني عن ورش همزة "تأذن" بلا خلف واختلف عنه في تأذن ربكم بإبراهيم كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوء} [167] فيه لحمزة وهشام لدى الوقف أربعة أوجه: إسكان الواو مخففة ومشددة، ويجوز مع كل من التخفيف والتشديد الروم، وغير هذا ضعيف). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}
{وَإِذْ تَأَذَّنَ}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام واليزيدي وابن محيصن بإدغام الذال في التاء.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الذال عند التاء.
{تَأَذَّنَ}
- قرأ الأصبهاني وورش والشموني والحنبلي عن هبة الله في رواية ابن وزردان بتسهيل الهمزة وصلاً ووقفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة بالتسهيل في الوقف.
{تَأَذَّنَ رَبُّكَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب النون في الراء، وعنهما الإظهار.
{عَلَيْهِمْ}
تقدمت قراءتان فيه: بضم الهاء وكسرها، وفُصل القول فيه في الآية/ 7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/208]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس