عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (80) إلى الآية (83) ]

{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}

قوله تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد النُّون وتخفيفها من قَوْله {أتحاجوني فِي الله} 80 و{تأمروني} الزمر 64
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (أتحجوني) و{تأمروني} مشددتين
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (أتحجوني) و{تأمروني} مخففتين). [السبعة في القراءات: 261]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - قَوْله {وَقد هدان} 80
قَرَأَ الكسائي (هدن) ممالة الدَّال وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (هدن) بِالْفَتْح). [السبعة في القراءات: 261]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أتحاجوني) خفيفة النون، مدني، وابن ذكوان). [الغاية في القراءات العشر: 244]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أتحاجوني) [80]: خفيفة النون: مدني، ودمشقي إلا الحلواني). [المنتهى: 2/683]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (أتحاجوني) بتخفيف النون، وشدد الباقون). [التبصرة: 205]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، بخلاف عن هشام: {أتحاجوني} (80): بتخفيف النون.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 278]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وابن عامر بخلاف عن هشام: (أتحاجوني) بتخفيف النّون والباقون بتشديدها). [تحبير التيسير: 358]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَتُحَاجُّونِّي) بتخفيف النون مدني غير اختيار ورش، والشيزري عن أبي جعفر، ودمشقي غير الحلواني عن هشام، وابن الحارث، وابن أنس، والْأَخْفَش عن هشام في قول أبي علي، وبنونين الأعشى وابن أبي حماد عن أبي بكر رواية الجنيد، الباقون بنون واحدة مشددة، وهو الاختيار لتكرار الفعل). [الكامل في القراءات العشر: 542]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([80]- {أَتُحَاجُّونِّي} خفيفة النون: نافع وابن عامر، إلا الحلواني عن هشام من طريق الأهوازي). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (650 - وَخَفِّفَ نُوناً قَبْلَ فِي اللهِ مَنْ لَهُ = بِخُلْفٍ أَتى وَالْحَذْفُ لَمْ يَكُ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([650] وخفف نونًا قبل في الله (مـ)ن (لـ)ه = بخلفٍ (أ)تى والحذف لم يك أولا
قوله: (قبل في الله)، أراد به: {أتحجوني في الله}.
ومثل هذه الكلمة، لا يقع في العروض إلا في المتقارب، نحو:
...وكان القا = ص......
فلذلك قال: (قبل في الله).
[فتح الوصيد: 2/891]
ومعنى (من له بخلفٍ أتی)، أي من له أتى التخفيف، أي ورد.
(والحذف لم يك أولا)، أي أن أصل ذلك: أتحاجونني بنونين: الأولى علامة رفع الفعل، والثانية فاصلةٌ بينه وبين الياء. واجتماع المثلين مستثقل.
فمن شدد، أدغم إحداهما الأخرى طلبًا للتخفيف.
ومن خفف، حذف.
وقد زعم مكي «أن الحذف بعيدٌ في العربية، قبيحٌ مكروه، إنما يجوز في الشعر لضرورة الوزن، والقرآن لا يحتمل ذلك، إذ لا ضرورة تلجئ إليه».
قال: «وقد لحن بعض النحويين من قرأ به، لأن الثون الثانية وقاية للفعل، لئلا يتصل به الياء، فيكسر آخره فيغير، فإذا حذفتها اتصلت الياء بالنون التي هي علامة الرفع، وأصلها الفتح فغيرتها عن أصلها وكسرتها فتغير الفعل»، ثم اختار التشديد.
فلهذا الذي أورده مكي قال: (من له ... أتی)، أي من صح عنده ذلك وأتاه نقلًا في التلاوة والعربية.فإن سيبويه استشهد بهذه القراءة في جواز حذف النونات كراهة الضعيف، وقد قيل: إنا لغة لغطفان.
وأنشد سيبويه:
تراه كالثغام يعل مسكًا = يسوء الفاليات إذا فليني
والمحذوف عند الحذاق الثانية، لأن الأولى علامة الإعراب.
فلو حذفت وحذفها علامة إعراب أيضًا، لاشتبه، ولأن الاستثقال إنما وقع بالثانية، لأن التكرير بها). [فتح الوصيد: 2/892]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [650] وخفف نونًا قبل في الله من له = بخلفٍ أتى والحذف لم يك أولا
ح: (نونًا): مفعول (خفف)، (قبل): صفة (نونًا)، (في الله): مضاف إليه، (من): فاعل (خفف)، (أتى): صلة (من)، فاعله: ضمير يرجع إلى التخفيف، أي: ورد نقل التخفيف له، و (له): متعلق به، (بخلفٍ): حال عن (من)، (الحذف): مبتدأ، (لم يك أولًا): خبره، أي: النون المحذوفة ليست النون الأولى، بل الثانية.
ص: أي: خفف النون التي قبل لفظ: {في الله} في قوله تعالى: {أتحاجوني في الله} [80] ابن ذكوان عن ابن عامر وهشام لكن
[كنز المعاني: 2/205]
بخلافٍ- ونافع بلا خلاف، بحذف النون الثانية وتخفيف الأولى، لئلا تشدد وقبلها الجيم مشددة، فيجتمع تشديدان.
والباقون شددوا لاجتماع النونين، والإدغام على الأصل.
وإنما لم يذكر الناظم: {أتحاجوني} لاجتماع الساكنين فيها، فلم يكن النطق بها موزونةً.
ثم قال: والنون المحذوفة حال التخفيف هي الثانية إذ الاستثقال عندها حصل دون الأولى، ولأنها علامة الرفع، فلا تحذف بلا ناصبٍ أو جازم، ولأنها تقع ضمير الفاعل، نحو: (ضربنني)، فلا تحذف.
وما قيل: إنه لحن من حيث إنه يلزم كسر نون الفعل الواجب فتحها-
[كنز المعاني: 2/206]
ممنوع بالنقل، إذ جاء:
أبالموت الذي لابد أني = ملاقٍ لا أباك تخوفيني
والتعليل، لأنه إذا جاز حذف النون وكسر التاء في (ليتني) بدون اجتماع النونين، فلأن يجوز في مثل: {أتحاجوني} مع اجتماع النونين أولى). [كنز المعاني: 2/207]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (650- وَخَفِّفَ نُونًا َبْلَ فِي اللهِ "مَـ"ـنْ "لَـ"ـهُ،.. بِخُلْفٍ "أَ"تى وَالحَذْفُ لَمْ يَكُ أَوَّلا
يعني نون: {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ}، ولم يمكنه النطق بالكلمة في نظمه؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/126]
لما فيها من اجتماع الساكنين وذلك لا يقع متزنا، ومثله ما يأتي في سورة النحل، ومن قبل فيهم يكسر النون نافع، ويشبه ذلك تعبيره عن "ستجدني" بقوله: وما بعده إن شاء؛ لأن في ستجدني خمس متحركات متواليات وذلك ممتنع في الشعر، والأصل: أتحاجونني بنونين الأولى علامة رفع الفعل، والثانية نون الوقاية فللعرب في مثل ذلك ثلاث لغات؛ إبقاء النونين على حالهما كما قال تعالى في سورة سبأ: {إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ}، وإدغام الأولى في الثانية على أصل قاعدة الإدغام فيلزم من ذلك النطق بنون مشددة واللغة الثالثة حذف إحدى النونين فبقي نون واحدة مخففة كرهة للتضعيف وقد قرئ بهذه اللغات الثلاث في سورة الزمر: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ}.
كما يأتي قرئ: {أَتَعِدَانِنِي}، في الأحقاف بالإظهار والإدغام دون الحذف ولم يقرأ هنا بالإدغام والحذف وقيل: إن الحذف لغة غطفان، وقوله: من له أتى؛ أي: خفف النون القارئ الذي أتى التخفيف له؛ أي: الذي وصل إليه نقله، وورد إليه خبره وعرفه قراءة، ولغة خلافا لمن أنكر الحذف، وقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/127]
بخلف يعني: عن هشام وحده لإطلاقه فرجع إلى من يليه وهو المرموز في له دون "من"، وقوله: والحذف لم يك أولا يعني: أن المحذوفة من النونين هي الثانية دون الأولى؛ لأن الاستثقال بها وقع، ولأن الأولى تقوم مقامها في وقاية الفعل وهي دالة على رفع الفعل، ففي حذفها إخلال، ولأن الأولى قد تكون ضمير الفاعل وذلك نون جماعة المؤنث نحو أكرمتني، وقد جاء الحذف في فليتى وتخوفني، والأصل: فليتني فلا ينبغي أن يقال الفاعل حذف، وبقي نون الوقاية، وأيضا فقد حذفت نون الوقاية؛ حيث لم يجتمع مع غيرها في نحو قدى وليتى ولعلى ففهم أنها هي المجترأ على حذفها في جميع المواضع ولا ضرورة تلجئ إلى الكشف عن مثل هذا والبحث عنه، ولكنه من فوائد علم العربية، وقد تعرض له أبو علي في الحجة ويأتي مثل هذا في سورة الحجر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/128]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (650 - وخفّف نونا قبل في الله من له = بخلف أتى والحذف لم يك أوّلا
خفف نون أَتُحاجُّونِّي الواقعة قبل لفظ فِي اللَّهِ ابن ذكوان ونافع وهشام بخلف عنه، فينطق على هذه القراءة بنون واحدة مخففة مكسورة وبعدها الياء الساكنة، وشددها الباقون وهو الوجه الثاني لهشام، وأصل هذه الكلمة (أتحاجونني) بنونين الأولى نون الرفع أي الدالة على رفع الفعل، والثانية: نون الوقاية، وللعرب في هذا وأمثاله ثلاث لغات: الأولى: إبقاء النونين على حالهما، الثانية: إدغام النون الأولى في الثانية فينطق بنون واحدة مشددة، الثالثة: حذف إحدى النونين فينطق بنون واحدة مخففة، وقد قرئ بهذه اللغات الثلاث في قوله تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ. ولم يقرأ هنا إلا بالثانية والثالثة. وقوله: (والحذف لم يك أولا) معناه: أن المحذوف من النونين على قراءة نافع ومن معه هي الثانية دون الأولى؛ لأن الأولى أمارة على رفع الفعل، والأمارة أولى
[الوافي في شرح الشاطبية: 261]
بالمراعاة من الوقاية على أن وقاية الفعل من الكسر حاصلة بالأولى أيضا، يضاف إلى هذا أن الثقل إنما حصل بالثانية فكانت أولى بالحذف). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَتُحَاجُّونِّي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى ابْنُ عَبْدَانَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ وَالدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا الْمُفَسِّرَ عَنْ زَيْدٍ عَنْهُ كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامٍ بِالتَّخْفِيفِ كَذَلِكَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ، وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/259]
وَبِذَلِكَ قَطَعَ لَهُ الْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ سُفْيَانَ وَابْنُ شُرَيْحٍ، وَصَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْمَغَارِبَةِ، وَرَوَى الْأَزْرَقُ الْجَمَّالُ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَالْمُفَسِّرُ وَحْدَهُ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ - تَشْدِيدَ النُّونِ، وَبِذَلِكَ قَطَعَ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً لِلْحُلْوَانِيِّ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ الْفَارِسِيِّ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي طَاهِرٍ عَنْ أَصْحَابِهِ مِنَ الطُّرُقِ الْمَذْكُورَةِ، وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ، وَبِهَا قَرَأَ مِنْ طَرِيقِهِ الدَّانِيُّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه {أتحاجوني} [80] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (605- .... .... .... .... وخف = نون تحاجّوني مدًا من لي اختلف). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) أي وخفف النون من قوله: أتحتاجوني في الله نافع وأبو جعفر وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، والباقون بتشديدها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ننسى) فقال:
ص:
ثقلا وآزر ارفعوا (ظ) لما وخفّ = نون تحاجّون (مدا) (م) ن (لى) اختلف
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظلما) يعقوب آزر [الأنعام: 74] بالرفع على النداء، والباقون بالنصب عطف بيان أو بدل.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان وميم (من) ابن ذكوان أتحاجّوني في الله [الأنعام: 80] بنون واحدة.
واختلف عن ذي لام (لي) هشام:
فروى ابن عبدان عن الحلواني، عن أصحابه من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه، كلهم عن هشام بالتخفيف [كذلك].
وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على أبي أحمد، وبه قرأ أيضا على أبي الحسن عن قراءته على أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قطع المغاربة.
وروى الأزرق والجمال عن الحلواني، والمفسر وحده عن الداجوني عن أصحابه تشديد النون، وبذلك قطع العراقيون قاطبة للحلواني.
وبذلك قرأ الداني على الفارسي عن قراءته على أبي طاهر عن أصحابه من الطريق المذكورة.
تتمة: تقدم إمالة رأى [الأنعام: 76، 77، 78].
وأصل أتحجّونّي [الأنعام: 80] ونظائره من أتمدونّي [النمل: 36]، وأ تعدانّي [الأحقاف: 17] ومكّنّي [الكهف: 95] وتأمرونّي [الزمر: 64]- نونان: نون الرفع، ونون الوقاية، ولم يقرأ بها من طرق الكتاب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/305]
وجه الحذف: التخفيف؛ مبالغة في كراهية التضعيف، [وهي لغة غطفان، والحذاق] على أن المحذوف الثانية.
ووجه التشديد: إدغام [أحد] المثلين، وهو الكثير والمختار). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/306] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَتُحَاجُّونِّي" [الآية: 80] فنافع وابن ذكوان وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني والداجوني من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه، وأبو جعفر بنون خفيفة، والباقون بنون ثقيلة على الأصل؛ لأن الأولى نون الرفع والثانية نون الوقاية وفيها لغات ثلاث: الفك مع تركهما والإدغام والحذف لإحداهما والمحذوفة هي الأولى عند سيبويه ومن تبعه، والثانية عند الأخفش ومن تبعه، وبذلك قرأ الجمال عن الحلواني والمفسر وحده عن الداجوني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الكسائي وحده "هدان" وقلله الأزرق بخلفه، وأثبت الياء بعد نونها وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وحاجه قومه}
{أتحاجوني} [80] قرأ نافع والشامي بخلف عن هشام بتخفيف النون، والباقون بتثقيلها، وهي الرواية الأخرى لهشام، ولا بد معه من إشباع مد الواو لأجل الساكنين، ولا خلاف بينهم في إثبات الياء، وبعض الناس يحذفها مع التخفيف، وهو خطأ لا شك فيه). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هدان} قرأ البصري بإثبات الياء في الوصل، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)}
{أَتُحَاجُّونِّي}
- قرأ نافع وابن عامر وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني والداجوني (أتحاجوني) بتخفيف النون، وأصله بنونين: أتحاجونني، الأولى: علامة الرفع، والثانية، نون الوقاية. وقد لحن بعض النحويين من قرأ بالتخفيف.
[معجم القراءات: 2/468]
وقال مكي: (الحذف بعيد في العربية، قبيح مكروه، وإنما يجوز في الشعر للوزن، والقرآن لا يحتمل ذلك فيه؛ إذ لا ضرورة تدعو إليه).
قال أبو حيان: (وقول مكي ليس بالمرتضى، وقيل التخفيف لغة غطفان).
وقال مكي أيضًا: (من خفف النون فإنما حذف الثانية التي دخلت مع الياء هي ضمير المتكلم؛ لاجتماع المثلين، مع كثرة الاستعمال، وترك النون التي هي علامة الرفع؛ وفيه قبح؛ لأنه قد كسرها لمجاورتها الياء، وحقها الفتح، فوقع في الكلمة حذف وتغيير...).
وقال الطوسي: (قال أبو علي من شدد فلا نظر في قوله، ومن خفف فإنه حذف الثانية لالتقاء الساكنين، والتضعيف يكره، فيتوصل إلى إزالته تارة بالحذف نحو: علم أني فلان، وتارة بالإبدال نحو: ديوان وقيراط، فحذفوا الثانية منهما كراهية التضعيف، ولا يجوز أن يكون المحذوفة الأولى؛ لأن الاستثقال يقع بالتكرير في الأمر الأعم، وفي الأولى أيضًا دلالة الإعراب، ولذا حذفت الثانية ... وقال بعضهم: حذف هذه النون لغة غطفان، وحكى سيبويه هذه القراءة مستشهدًا بها في حذف النونات كراهية التضعيف).
[معجم القراءات: 2/469]
وقال الشهاب: (واختلف في أيهما المحذوفة، فقيل: نون الرفع، وقيل: نون الوقاية، والأول مذهب سيبويه، وهو أرجح لقلة التغيير بالحذف والكسر، ولأنه عهد حذفها للجازم، وهذه لغة غطفان، وهي لغة فصيحة، ولا يلتفت إلى قول مكي: إنه ضعيف).
وقال النحاس: (قال أبو عبيدة وإنما كره التثقيل من كرهه للجمع بين ساكنين، وهما الواو والنون، فحذفوها، قال أبو جعفر: والقول في هذا قول سيبويه، ولا ينكر الجمع بين ساكنين، إذا كان الأول حرف مد ولين، والثاني مدغمًا).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وهشام بخلاف عنه (أتحاجوني) بتشديد النون، وأصله: أتحاجونني، فأدغم النون في النون هروبًا من استثقال المثلين متحركين، فخفف بالإدغام.
- وقرأ عمرو بن خالد والضحاك كلاهما عن عاصم وهي رواية ابن أبي حماد عن أبي بكر عنه (أتحاجونني) بإظهار النونين وهو الأصل.
{هَدَانِ}
- قراءة الكسائي والعبسي بإمالة الألف.
والإمالة فيه عند ابن عطية حسنة.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
[معجم القراءات: 2/470]
- وقراءة الباقين بالفتح.
- وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي والحسن وهي رواية إسماعيل ابن جعفر وابن جماز عن نافع (هداني)، بإثبات الياء في الوصل.
- قرأ ابن كثير ويعقوب وسهل وابن شنبوذ عن قنبل (هداني)، بإثبات الياء في الوقف والوصل.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وخلف وقالون وورش والمسيبي عن نافع (هدان)، بلا ياء في الوقف والوصل، والحذف للتخفيف.
- قراءة الجمهور (وسع) بكسر السين.
- وقرئ (وسع) بفتح السين، ولعله لغة.
{شَيْءٍ}
تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20، 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/471]

قوله تعالى: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَا لَمْ يُنَزِّل" [الآية: 81] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينزل} [81] قرأ المكي والبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي). [غيث النفع: 582]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)}
{مَا لَمْ يُنَزِّلْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (ما لم ينزل) بالتخفيف من (أنزل).
- وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص وأبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف (ما لم ينزل) بالتثقيل.
{سُلْطَانًا}
- قراءة الجماعة بضم فسكون (سلطانًا). بسكون اللام.
[معجم القراءات: 2/471]
وقرئ (سلطانا) بضم الأول والثاني.
قال أبو حيان: (والخلاف: هل ذلك لغة فيثبت به بناء (فعلان) بضم الفاء والعين، أو هو إتباع فلا يثبت به).
وقال العكبري: (وقد قرئ بضم اللام، وهي لغة أتبع فيها الضم) ). [معجم القراءات: 2/472]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}
{وَلَمْ يَلْبِسُوا}
- قراءة الجماعة بفتح الياء (ولم يلبسوا)، من الثلاثي (لبس).
- وقرأ عكرمة بضمها (ولم يلبسوا) بضم الياء من (ألبس).
{إِيمَانَهُمْ}
- قراءة الجماعة (إيمانهم) بكير الهمزة.
- وقرأ أبو واقد وعيسى (أيمانهم) بفتح الهمزة جمع يمين.
{بِظُلْمٍ}
- قرأ مجاهد (ولم يلبسوا إيمانهم بشرك) ولعل هذا تفسير لمعنى الظلم؛ فهي قراءة مخالفة للسواد). [معجم القراءات: 2/472]

قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - اخْتلفُوا في التَّنْوِين وَالْإِضَافَة من قَوْله {نرفع دَرَجَات من نشَاء} 83
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {نرفع} بالنُّون (درجت من نشآء) مُضَافا وَكَذَلِكَ في يُوسُف 76
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (درجت من نشآء) منونا وَكَذَلِكَ في يُوسُف). [السبعة في القراءات: 261 - 262]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (درجات)
[الغاية في القراءات العشر: 244]
منون، كوفي، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (درجاتٍ) [83]: منون: كوفي غير قاسم، وسلام، وحمصي، ويعقوب). [المنتهى: 2/683]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (درجات) بالتنوين، هنا وفي يوسف، وقرأ الباقون بغير تنوين). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {نرفع درجات} (83)، هنا، وفي يوسف (76): بالتنوين.
والباقون: بغير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 278]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (نرفع درجات)، هنا وفي يوسف بالتّنوين وافقهم يعقوب هنا والباقون بغير تنوين). [تحبير التيسير: 359]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَشَاءُ) بالياء الحسن رواية عبد الوارث عنه، الباقون بالنون وهو الاختيار لما ذكرنا (دَرَجَاتٍ) منون، وفي يوسف ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير قاسم، وابْن سَعْدَانَ، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو وافق أبو بحرية، ويَعْقُوب ها هنا، الباقون مضاف وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، زاد يَعْقُوب، وسهل، والجعفي غير أَبِي عَمْرٍو وابْن مِقْسَمٍ (نَرْفَعُ) بالياء، زاد ابْن مِقْسَمٍ والجعفي (يَشَاءُ)، وهذا كله في يوسف دون الأنعام، وهو الاختيار لقوله: (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي)، الباقون بالنون فيهما). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([83]- {دَرَجَاتٍ} فيهما، منون: الكوفيون، "أي: هنا وفي يوسف"). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (651 - وَفي دَرَجَاتَ النُّونِ مَعْ يُوسُفٍ ثَوَى = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([651] وفي درجات النون مع يوسفٍ (ثـ)وى = ووالليسع الحرفان حرك مثقلا
[652] وسكن (شـ)فاءً واقتده حذف هائه = (شـ)فاءً وبالتحريك بالكسر (كـ)فلا
[653] ومد بخلفٍ (مـ)اج والكل واقفٌ = بإسكانه يذكو عبيرًا ومندلا
المعنى: نرفع من نشاء درجات، كما قال تعالى: {يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجت}، وكقوله: {ورفع بعضهم درجت}؛ فدرجات: إما منصوب لإسقاط الخافض على أنه مفعول، أي إلى درجات؛ أو تمييز أو حال.
ومعنى (ثوی)، أي أقام.
ومعنى القراءة الأخرى ما ذكره اليزيدي عن أبي عمرو: هو بمعنى أعمال من نشاء.
وفي الحديث: «اللهم ارفع درجته في عليين».
ولأن الدرجات إذا رفعت، فصاحبها مرفوع؛ ومنه: {رفيع الدرجت} ). [فتح الوصيد: 2/893]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [651] وفي درجات النون مع يوسف ثوى = ووالليسع الحرفان حرك مثقلا
[652] وسكن شفاء واقتده حذف هائه = شفاءٌ وبالتحريك بالكسر كفلا
[653] ومد بخلف ماج والكل واقفٌ = بإسكانه يذكو عبيرًا ومندلا
ب: (ثوى): أقام، (ماج): من الموج، وهو: الاضطراب، (يذكو): يفوح من (ذكت النار): إذا اشتعلت، (العبير): الزعفران، وقيل: أخلاط تجمع من الزعفران وغيره طيبة الريح، (المندل): العود الهندي.
[كنز المعاني: 2/207]
ح: (النون): مبتدأ، (ثوى): خبر، (مع يوسفٍ): حال، (في درجاتٍ): ظرف (ثوى)، (ووالليسع): مبتدأ، والواو الثانية: لفظ القرآن، والأولى: للفصل، (الحرفان): بدل من المبتدأ، (حر): أمرٌ وقع خبرًا، نحو: (زيدٌ اضرب)، والأجود: أن ينصب (الحرفان) ليكون البدل والمبدل مفعول (حرك)، (مثقلا): حال من فاعل (حرك)، (اقتده): مبتدأ، (حذف هائه): مبتدأ ثانٍ، (شفاءٌ): خبره، (بالتحريك): متعلق (كفلا)، (بالكسر): متعلق (التحريك)، (بخلفٍ): متعلق (مد)، (ماج): صفته، فاعل (يذكو): ضمير يرجع إلى (الإسكان)، أو (اقتده)، أو (الكل) والجملة: حال، (عبيرًا ومندلًا): نصبان على التمييز أو الحال، أي: ذا عبيرٍ ومندل.
ص: أي: نون التنوين في: {درجاتٍ} في: {نرفع درجاتٍ من نشاءُ إن ربك} ههنا [83]، و{نرفع درجاتٍ من نشاء وفوق كلِ ذي علمٍ عليم} في يوسف [76] ثابت مقيم عند الكوفيين، على أن {من نشاء}: منصوب المحل على المفعول.
ويحذفها الباقون على الإضافة.
وحرفا {اليسع} أي: كلمتاها: {واليسع ويونس ولوطًا} هنا [86]، و{واليسع وذا الكفل وكلٌ من الأخيار} في ص [48] حرك لامها أي: بالفتح مشددًا إياها، وسكن ياءها عن حمزة والكسائي، على أن
[كنز المعاني: 2/208]
الأصل (ليسع) نحو: (ضيغم).
والباقون يسكنون اللام ويفتحون الياء على أن الأصل (يسع)، سمي بالفعل المضارع، وأدخل لام التعريف عليه تفخيمًا.
ولم يبين الناظم محل التحريك؛ إذ لا ساكن في الكلمة إلا اللام، ولا محل التسكين لضيق النظم ووضوح الحال.
ثم قال: حذف هاء {اقتده} شفاءٌ لعلة الثقل، أي: حذف حمزة والكسائي الهاء من قوله: {فبهداهم اقتده} [90] في الوصل لأنها هاء السكت جيء بها لبيان الحركة، والحركة حال الوصل بينةٌ لا تحتاج إلى التبيين، والباقون يثبتونها.
أما ابن عامر: فبالكسر دون الياء عن طريق هشام، وموصولة بالياء عن طريق ابن ذكوان بخلافٍ عنه، وما عدا ابن
[كنز المعاني: 2/209]
عامر: فبالإسكان.
أما الإثبات: فعلى أنها هاء الضمير يرجع إلى الاقتداء المدلول عليه بـ {اقتده}، أو إلى (الهدى) في: {فبهداهم}، أو هاء السكت أجري الوصل مجرى الوقف.
وأما الإسكان على كونها هاء السكت: فظاهر، وهاء الضمير: فعلى لغة من يسكن هاء {يؤده} [آل عمران: 75] و {نوله} [النساء: 115].
والكسر: فعلى كونها ضميرًا، والوصل بالياء: فعلى ما يجوز في هاء الكناية.
وكل القراء يسكنون الهاء في حالة الوقف على التقديرين، إذ الحركات لا يوقف عليها.
ومدح قراءة الإسكان بكونها فاتحةً رائحتها العبقة حال كونها عبيرًا ومندلًا لإجماع القراء عليها). [كنز المعاني: 2/210] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (651- وَفي دَرَجَاتَ النُّونِ مَعْ يُوسُفٍ "ثَـ"ـوَى،.. وَوَالَّليْسَعَ الْحَرْفانِ حَرِّكْ مُثَقِّلا
يعني: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} هنا مع حرف يوسف، وعنى بالنون: التنوين في درجات، وثوى؛ أي: أقام التنوين فيها وتقديرها نرفع درجات من نشاء فيكون درجات منصوبا على التمييز أو الحال؛ أي: ذوي درجات أو على إسقاط الخافض؛ أي: في درجات ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا}، {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/128]
بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ}، {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ}.
القراءة الأخرى على إضافة درجات إلى أصحابها فتكون هي المرفوعة، ومنه قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}، وفي الحديث: "اللهم ارفع درجته في عليين ومن رفعت درجته فقد رفع"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/129]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (651 - وفي درجات النّون مع يوسف ثوى = وو اليسع الحرفان حرّك مثقّلا
652 - وسكّن شفاء واقتده حذف هائه = شفاء وبالتّحريك بالكسر كفّلا
653 - ومدّ بخلف ماج والكلّ واقف = بإسكانه يذكو عبيرا ومندلا
قرأ الكوفيون: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ* هنا وفي يوسف بإثبات النون أي التنوين في تاء دَرَجاتٍ* فتكون قراءة غيرهم بحذف التنوين في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (108 - هُنَا دَرَجَاتِ النُّوْنُ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - هنا درجات النون يجعل وبعد خا = طبًا درست واضمم عدوًا (حـ)ـلا حلا
ش - أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بتنوين {درجات مننشاء} [83] كخلف هنا واحترز بقوله: هنا من التي بيوسف). [شرح الدرة المضيئة: 126]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِنْ هُنَا وَيُوسُفَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِالتَّنْوِينِ فِيهِمَا، وَافَقَهُمْ يَعْقُوبُ عَلَى التَّنْوِينِ هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {نرفع درجاتٍ من نشاء} هنا [83]، وفي يوسف [76] بالتنوين، وافقهم يعقوب هنا، والباقون بغير تنوين فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (606 - ودرجات نوّنوا كفا معا = يعقوب معهم هنا .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ودرجات نوّنوا (كفا) معا = يعقوب هنا واليسعا
يعني وقرأ نرفع «درجات من» في الموضعين هنا وفي يوسف بالتنوين الكوفيون، وقوله: يعقوب: أي يعقوب يوافق الكوفيين في هذا الموضع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ودرجات نوّنوا (كفى) معا = يعقوب معهم هنا واليسعا
ش: أي: قرأ [ذو] (كفى) الكوفيون نرفع درجت هنا بالأنعام [الآية: 83]، وفي يوسف [الآية: 76] بالتنوين.
ووافقهم (يعقوب هنا) خاصة، وحذفه الباقون.
فالتنوين؛ لأن من منصوب مفعول نرفع [الأنعام: 83، يوسف: 76] على حد ورفع بعضهم [البقرة: 253] ودرجت منصوب به بعد إسقاط «إلى»، أو حال، أي: ذوى درجات، أو تمييز.
وحذفه [أي: حذف التنوين] لأنها مفعول به وحذف تنوينها لإضافتها إلى «من»؛ لأنهم مستحقوها على حد رفيع الدّرجات [غافر: 15] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/306]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يرفع" و"يشاء" بياء الغيبة فيهما والباقون بنون العظمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "درجات" [الآية: 83] هنا [يوسف الآية: 76] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالتنوين فيهما، فيحتمل النصب على الظرف ومن مفعول أي: نرفع من نشاء مراتب ومنازل، أو على أنه مفعول ثان قدم على الأول بتضمين نرفع معنى فعل يتعدى لاثنين، وهو نعطي مثلا أي: نعطي بالرفع من نشاء درجات أي: رتبا فالدرجات هي المرفوعة، وإذا رفعت رفع صاحبها أو على إسقاط حرف الجر إلى أو على الحال أي: ذوي درجات وافقهم الأعمش، وقرأ يعقوب بالتنوين هنا فقط، والباقون بغير تنوين فيهما على الإضافة فدرجات مفعول ترفع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَنْ نَشَاءُ إِن" [الآية: 83] بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية واوا مكسورة،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
وبتسهيلها كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده عن النشر غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {درجات من} [83] قرأ الكوفيون بتنوين التاء، والباقون بغير تنوين). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نشآء إن} قرأ الحرميان والبصري بتسهيل الهمزة الثانية كالياء، ولهم أيضًا إبدالها واوًا خالصة مكسورة، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}
{نَرْفَعُ}
- قراءة الجماعة (نرفع) بنون العظمة.
- وقرأ الحسن (يرفع) بالياء على طريقة الالتفات.
- وعنه أنه قرأ (ترفع) بتاء الخطاب.
[معجم القراءات: 2/472]
{دَرَجَاتٍ مَنْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب (درجاتٍ من) بالتنوين، فهو منصوب على الظرف، أو على أنه مفعول ثان، والأول هو (من).
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر (درجات من) من غير تنوين على الإضافة.
والقراءتان عند الطبري سواء، قرأ بكل واحدة منهما أئمة من القراء.
{نَشَاءُ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (نشاء).
- وقرأ الحسن (يشاء) بالياء على الالتفات.
- وروي عن الحسن أنه قرأ (تشاء) بتاء الخطاب.
{نَشَاءُ إِنَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (نشاءون) بإبدال الهمزة الثانية واوًا.
[معجم القراءات: 2/473]
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش والحسن وروح بتحقيقهما.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (نشاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلا الهمزة مع المد والقصر، وحمزة مع التسهيل أطول مدًا من هشام.
وانظر الآية/5 من هذه السورة في (نشؤا) ففيها البيان). [معجم القراءات: 2/474]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس