عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (54) إلى الآية (58) ]

{وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا في فتح الْألف وَكسرهَا من قَوْله {كتب ربكُم على نَفسه الرَّحْمَة أَنه من عمل مِنْكُم سوءا بِجَهَالَة ثمَّ تَابَ من بعده وَأصْلح فَأَنَّهُ غَفُور رَحِيم} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {أَنه من عمل} . . {فَأَنَّهُ غَفُور رَحِيم} مكسوري الْألف
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر {أَنه من عمل} . . فَأَنَّهُ بِفَتْح الْألف فيهمَا
وَقَرَأَ نَافِع {أَنه من عمل} بِنصب الْألف {فَأَنَّهُ غَفُور} كسرا). [السبعة في القراءات: 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أنه من عمل)
[الغاية في القراءات العشر: ٢٤١]
بفتح الألف، فإنه يكسره مدني، بفتحهما شامي وعاصم، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 242]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أنه} [54]: فتح، {فإنه} [54]: كسر: مدني، وأبو بشر، بفتحهما شامي، وعاصم، وبصري إلا أبا عمرو). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وعاصم (أنه من عمل) بفتح الهمزة وكسر الباقون). [التبصرة: 203]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم وابن عمر (فأنه) بفتح الهمزة وكسر الباقون). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر: {أنه من عمل ... فأنه غفور رحيم} (54): بفتح الهمزتين.
ونافع: بفتح الأولى فقط.
والباقون: بكسرهما). [التيسير في القراءات السبع: 276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وابن عامر ويعقوب (أنه من عمل منكم فأنّه غفور رحيم) بفتح الهمزتين ونافع وأبو جعفر بفتح الأولى فقط والباقون بكسرهما). [تحبير التيسير: 355]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {أَنَّهُ} فتح {فَأَنَّهُ} كسر: نافع.
بفتحهما: عاصم وابن عامر.
بكسرهما: الباقون). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (641 - وَأَنَّ بِفَتْحٍ عَمَّ نَصْراً وَبَعْدُكَمْ = نَماَ .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([641] وإن بفتحٍ (عم) (نـ)صرًا وبعد (كـ)م = (نـ)ما يستبين (صحبةٌ) ذكروا ولا
[642] سبيل برفعٍ (خـ)ذ ويقض بضم سا = كن مع ضم الكسر شدد وأهملا
[643] (نـ)عم (د)ون (إ)لباسٍ وذكر مضجعًا = توفاه واستهواه (حمزة) منسلا
أي عم نصره، لأنه بدل من الرحمة؛ كأنه قال: كتب ربكم على نفسه.. أنه من عمل.
(وبعد كم نما)، أي كم ورد؛ من قولهم: نما الحديث.
وهي عند سيبويه: بدل من الأولى.
واعترض عليه بأن (من) إن كانت موصولة بقيت بلا خبر، وإن كانت شرطًا بقيت بغير جواب.
وأيضًا، فالفاء تمنع من البدل، لأنها حالت بينه وبين المبدل منه.
وقال الأخفش فيها: إنها مرتفعة بظرف مقدر؛ أي: فله أنه غفور رحيم، أي: فله غفران الله تعالى.
ويجوز أن تقدر مبتدأ محذوفًا، وأنه غفور رحيم: الخبر؛ أي: فأمره أنه غفور رحيم.
[فتح الوصيد: 2/881]
وقد قيل: الثاني توكيد للأول، أعيد لطول الكلام، وهو قول المبرد والجرمي. وعليه من الاعتراض ما على قول سيبويه.
وأما قراءة نافع حين فتح الأول وكسر الثاني، فلأن الفاء جواب الشرط، وما بعد الفاء في الجزاء يكون مستأنفًا؛ فهذا وجه كسر {فإنه}.
وأما من كسرهما، فإما أن يحمل على الحكاية، كأن الرحمة استفهم عنها فقيل: إنه من عمل، وكسر الثاني على ما سبق، وإما أن يحمل علی الاستئناف، ويتم الكلام على الرحمة). [فتح الوصيد: 2/882]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [641] وإن بفتح عم نصرًا وبعد كم = نما يستبين صحبة ذكروا ولا
[كنز المعاني: 2/195]
ب: (نمى): ورد، يقال: نمى الحديث، إذا ورد، (ولا): متابعًا.
ح: (إن): مبتدأ، (بفتحٍ): حال، (عم): خبر، (نصرًا): حال أو تمييز، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (إن)، (كم): خبرية، تمييزها: محذوف، أي: كم مرة نمى، (صحبة): مبتدأ، و (ذكروا): خبر، (يستبين): مفعول، (ولا) ممدود قصر ضرورة نصب على الحال، أو على المفعول له.
ص: قرأ قوله تعالى: {أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة} [54] وبعده: {فأنه غفورٌ رحيمٌ} [54] ابن عامر وعاصم بفتح {أن} الأولى والثانية، على أن الأولى بدل من {الرحمة} في قوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [54]، والثانية: خبر مبدأ محذوف، أي: فأمره أنه غفورٌ رحيم، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: فله أنه غفور رحيم.
ووافقهما نافع في فتح الأول على التأويل المذكور فيه، والباقون بالكسر فيهما على الاستئناف في الأول، و{إن} الثاني: جزاء الشرط، ولابد من كسره كما في قوله تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له} [الجن: 23] لوجوب الكسر.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {وليستبين سبيل} [55] بياء
[كنز المعاني: 2/196]
التذكير على أن السبيل مذكر، قال الله تعالى: {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلًا} [الأعراف: 146]، والباقون بتاء التأنيث على أنه مؤنث، قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي} [يوسف: 108].
وأما نافع: فقرأ بالتاء للخطاب، ولم يقيد لأن صورة الكل تاء). [كنز المعاني: 2/197] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (641- وَإنَّ بِفَتْحٍ "عَمَّ نَـ"ـصْرًا وَبَعْدُ"كَـ"ـمْ،.. "نَـ"ـما يَسْتَبِينَ "صُحْبَةٌ" ذَكَّرُوا وِلا
نصرًا تمييز أو حال كما تقدم في وعم علا، ونما أي: ورد من قولهم: نما الحديث قال: من حديث نمى إلي عجيب؛ أي: كم مرة نمى؛ أي: نقل أراد أنه: {أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ} والذي بعده: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، قرأهما ابن عامر وعاصم بالفتح ونافع فتح الأول وكسر الثاني، والباقون بكسرهما فكسرهما معا ظاهر، أما الأول فوقع مستأنفا على وجه التفسير والثانية واقعة بعد فاء الجزاء، فكانت مكسورة كقوله سبحانه: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ}، أجمعوا على كسرها وهذا وجه كسر نافع لها، وأما فتح الأول فعلى البدل من الرحمة أو على تقدير لأنه، وفتحت الثانية وإن كانت بعد فاء الجزاء على حذف مبتدأ؛ أي: فأمره "أنه غفور رحيم" أو على تقدير حذف الخبر، فالغفران حاصل له، وقد أجمع على الفتح في: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ}، {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ}.
ومنهم من جعل الثانية تكريرا للأولى لأجل طول الكلام على حد قوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}.
ودخلت الفاء في: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} على حد دخولها في: {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ}، على قول من جعله توكيدا لقوله: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} إلا أن هذا ليس مثل: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ}؛ لأن هذه لا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/118]
شرط فيها، وتلك فيها شرط فيبقى بغير جواب فقيل: الجواب محذوف لدلالة الكلام عليه تقديره: غفور له، ومنهم من جعل الثانية معطوفة على الأولى بالفاء، وكل هذا تكلف، والوجه ما قدمناه، وأجاز الزجاج كسر الأولى مع فتح الثانية وإن لم يقرأ به). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/119]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (641 - وإنّ بفتح عمّ نصرا وبعدكم = نما يستبين صحبة ذكّروا ولا
642 - سبيل برفع خذ ويقض بضمّ سا = كن مع ضمّ الكسر شدّد وأهملا
643 - نعم دون إلباس وذكّر مضجعا = توفّاه واستهواه حمزة منسلا
قرأ نافع وابن عامر وعاصم: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ. بفتح همزة أَنَّهُ فتكون قراءة الباقين بكسرها. وقرأ ابن عامر وعاصم بفتح همزة فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وهو المراد بقوله: (بعد) فتكون قراءة غيرهما بكسرها. فيتحصل: أن عاصما وابن عامر يقرءان بفتح الهمزة في الموضعين، وأنّ نافعا يقرأ بفتح الهمزة في الموضع الأول، وبكسرها في الموضع الثاني، وأن الباقين يقرءون بكسرها في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (106 - وَحُزْ فَتْحَ إِنَّهْ مَعْ فَإِنَّهْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - و(حُ)ـز فتح إنه مع فإنه و(فـ)ائزٌ = توفته واستهوته ينجى فثقلا
بثان أتي والخف في الكل (حُـ)ـز وتحـ = ـت صاد (یـ)ای والرفع آزر (حُـ)ـصلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بحاء) حز وهو يعقوب {أنه من عمل} {فأنه غفور} [54] بفتح الهمزة في الكلمتين، وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر بفتح الأول بدلًا من الرحمة، وبكسر الثاني على الجزاء على حد (ومن يعص الله)، ولخلف بالكسر فيهما على استئناف الأول وجزائية الثاني). [شرح الدرة المضيئة: 125]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا وَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي الْأُولَى، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب {أنه من عمل ... فأنه غفور رحيم} [54] بفتح الهمزة فيهما، وافقهم المدنيان في الأول، والباقون بالكسر فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (598 - وإنّه افتح عمّ ظلاًّ نل فإن = نل كم ظبىً .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وإنّه افتح (عمّ) ظ) لّا (ن) ل فإن = (ن) ل (ك) م (ظبى) ويستبين (ص) ون (ف) ن
يريد قوله تعالى: إنه من عمل منكم سوءا بجهالة فتح الهمزة نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وعاصم، والباقون بالكسر قوله: (فإن) يعني «فأنه غفور رحيم» فتح همزته أيضا عاصم وابن عامر ويعقوب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (عمّ) (ظ) لا (ن) لـ فإن = (ن) لـ (ك) م (ظ) بى ويستبين (ص) ون (ف) ن
ش: أي: قرأ مدلول (عم) المدنيان وابن عامر، وظاء (ظلا) يعقوب، ونون [(نل)] عاصم أنّه من عمل منكم سوءا [الأنعام: 54] بفتح الهمزة.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم، وكاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب فأنّه غفور رحيم [الأنعام: 54] بالفتح أيضا، والباقون بكسرها.
[وصار نافع وأبو جعفر بفتح الأول وكسر الثاني، والثلاثة بفتحهما، والباقون بكسرهما ].
وقرأ ذو صاد (صون) أبو بكر وفاء (فن) حمزة و«روى» [أول التالي] الكسائي وخلف وليستبين سبيل المجرمين [الأنعام: 55] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
وجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة؛ فهي في موضع المفرد أو مفعول له بتقدير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/300]
وجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة؛ فهي في موضع المفرد أو مفعول له بتقدير اللام، [و] فتح الثانية عطف عليها، ولسيبويه بدل من الأولى، وللمبرد [توكيد] على حد أيعدكم أنّكم الآية [المؤمنون: 35].
ووجه كسرها: أن الأولى على الحكاية أو التفسير فيصل، أو الاستئناف، وكذا الثانية.
ووجه فتح الأولى وكسر الثانية: ما مر في الأولى، وفاء الجواب تقتضى الاستئناف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/301] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أنه من عمل، فأنه غفور رحيم" [الآية: 54] فنافع وأبو جعفر بفتح الهمزة في الأولى والكسر في الثانية وابن عامر وعاصم ويعقوب بالفتح فيهما، وافقهم الحسن والشنبوذي والباقون بالكسر فيهما ففتح الأولى على أنها بدل من الرحمة بدل شيء من شيء، أو على الابتداء والخبر محذوف أي: عليه أنه إلخ، أو على تقدير حرف الجر اللام وفتح الثانية على أن محلها رفع مبتدأ والخبر محذوف أي: فغفرانه ورحمته حاصلان وكسر الأولى على أنها مستأنفة، وإن الكلام قبلها تام وكذا كسر الثانية بمعنى أنها في صدر جملة وقعت خبرا لمن الموصولة، أو جوابا لها أن جعلت شرطا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنه من} [54] قرأ نافع والشامي وعاصم بفتح الهمزة، والباقون بالكسر {فإنه غفور} قرأ الشامي وعاصم بفتح الهمزة، والباقون بالكسر.
[غيث النفع: 573]
فصار نافع بفتح الأول، بدل من {الرحمة} أي: كتب على نفسه أنه من عمل، وكسر الثاني، مستأنف، وشامي وعاصم بفتحهما، فالأول بدل من {الرحمة} والثاني عطف على الأول، والباقون بكسرهما، على الاستئناف). [غيث النفع: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)}
{جَاءَكَ}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآية/61 من سورة آل عمران.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوًا (يومنون) انظر الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف فيما يأتي.
{بِآَيَاتِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياءً مفتوحةً.
{أَنَّهُ ... فَأَنَّهُ غَفُورٌ}
- قرأ عاصم وسهل وابن عامر ونافع ويعقوب والحسن والشنبوذي
[معجم القراءات: 2/436]
(أنه ... فأنه) بفتح الهمزتين: الأولى: بدل من الرحمة، والثانية: خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: فأمره أنه، أي: أن الله غفور رحيم له.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي والأعمش وأبو جعفر وخلف (إنه ... فإنه) بكسر الهمزة فيهما.
فالأولى: على جهة التفسير للرحمة.
والثانية: في موضع الخبر أو الجواب.
قال الزمخشري: (.. بالكسر على الاستئناف، كأن الرحمة استفسرت فقيل: إنه من عمل منكم).
ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة والأعرج بخلاف عنه (أنه ... فإنه) بفتح الأولى، وكسر الثانية على التخريجين السابقين.
[معجم القراءات: 2/437]
- وقرأ الأعرج برواية ابن سعدان عنه والزهري وأبو عمرو الداني (إنه.. فأنه) بكسر الأولى، وفتح الثانية.
قال أبو حيان: (حكاها الزهري عن الأعرج).
وقال أبو جعفر النحاس: (حكاها ابن سعدان عنه).
وحكى سيبويه عن الأعرج مثل قراءة نافع، أي: بفتح الأولى كسر الثانية.
والذي حكام الداني أن قراءة الأعرج ضد قراءة نافع.
وقال الشهاب: (وأجاز الزجاج كسر الأولى وفتح الثانية، وهي قراءة الأعرج والزهراوي [كذا] وأبي عمرو الداني، ولم يطلع على ذلك أبو شامة رحمه الله فقال: إنه محتمل إعرابي وإن لم يقرأ به، وليس كمال قال).
{سُوءًا}
- فيه لحمزة في الوقف النقل، والإدغام.
{وَأَصْلَحَ}
- غلظ اللام الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/438]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {ولتستبين سَبِيل الْمُجْرمين} 55
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {ولتستبين} بِالتَّاءِ {سَبِيل} رفعا
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ نَافِع {ولتستبين} بِالتَّاءِ {سَبِيل} نصبا
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي (وليستبين) بِالْيَاءِ {سَبِيل} رفعا). [السبعة في القراءات: 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وليستبين) بالياء، كوفي-غير حفص- وزيد (سبيل) نصب، مدني، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 242]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وليستبين) [55]: بالياء كوفي غير حفصي وقاسم، والحريري.
(سبيل) [55]: نصب: مدني، وأبو بشر، والحريري). [المنتهى: 2/678]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (وليستبين) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 203]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (سبيل) بالنصب، ورفع الباقون). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {وليستبين} (55): بالياء.
والباقون: بالتاء.
نافع: {سبيل المجرمين}: بنصب اللام.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (وليستبين) بالياء والباقون بالتّاء.
نافع وأبو جعفر (سبيل المجرمين) بنصب اللّام والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 356]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلِتَسْتَبِينَ) الجريري عن زيد، وابن مقسم، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وحفص، وقاسم، الباقون بالتاء، وهو الاختيار؛ لأن التأنيث في السبيل أكثر من التذكير (سَبِيلُ) نصب أبو بشر، والجرير عن زيد، ومدني غير القورسي، وقُتَيْبَة عن أبي جعفر، وابْن سَعْدَانَ، الباقون بالرفع، وهو الاختيار على أن الفعل (السبِيلِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([55]- {وَلِتَسْتَبِينَ} بالياء: أبو بكر وحمزة والكسائي.
[55]- {سَبِيلُ} نصب: نافع). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (641- .... .... .... .... = .... يَسْتَبِينَ صُحْبَةٌ ذَكَّرُوا وِلاَ
642 - سَبِيلَ بِرَفْعٍ خُذْ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما (يستبين) و(تستبين) بالتذكير والتأنيث والرفع، فلأن السبيل والطريق يذكر ويؤنث.
ومن تذكيره قوله تعالى: {يتخذوه} و{لا يتخذوه}.
ونصب السبيل، على أنه مفعولٌ، أي: ولتستبين أنت سبيل المجرمين.
و (ولاء): متابعة، لأنهم مع قراءتهم برفع السبيل، تابعوا بين قراءتهم وقراءة من قرأ بالتاء مع الرفع.
و(خذ)، لأنه أبين في المعنى.
واختار أبو عبيد التأنيث والرفع؛ قال: «لقوله: {هذه سبيلي}، وقوله: {وتبغونها عوجًا}»، فأنث في الموضعين.
[فتح الوصيد: 2/882]
وقد قدمت أنه ذكر في الموضعين، فلا معنى لاختياره دون قراءة ابن عامر والكوفيين.
وإنما قلت هذا، تقوية لما أشار إليه شيخنا بقوله: (خذ) ). [فتح الوصيد: 2/883]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [641] وإن بفتح عم نصرًا وبعد كم = نما يستبين صحبة ذكروا ولا
[كنز المعاني: 2/195]
ب: (نمى): ورد، يقال: نمى الحديث، إذا ورد، (ولا): متابعًا.
ح: (إن): مبتدأ، (بفتحٍ): حال، (عم): خبر، (نصرًا): حال أو تمييز، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (إن)، (كم): خبرية، تمييزها: محذوف، أي: كم مرة نمى، (صحبة): مبتدأ، و (ذكروا): خبر، (يستبين): مفعول، (ولا) ممدود قصر ضرورة نصب على الحال، أو على المفعول له.
ص: قرأ قوله تعالى: {أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة} [54] وبعده: {فأنه غفورٌ رحيمٌ} [54] ابن عامر وعاصم بفتح {أن} الأولى والثانية، على أن الأولى بدل من {الرحمة} في قوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [54]، والثانية: خبر مبدأ محذوف، أي: فأمره أنه غفورٌ رحيم، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: فله أنه غفور رحيم.
ووافقهما نافع في فتح الأول على التأويل المذكور فيه، والباقون بالكسر فيهما على الاستئناف في الأول، و{إن} الثاني: جزاء الشرط، ولابد من كسره كما في قوله تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له} [الجن: 23] لوجوب الكسر.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {وليستبين سبيل} [55] بياء
[كنز المعاني: 2/196]
التذكير على أن السبيل مذكر، قال الله تعالى: {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلًا} [الأعراف: 146]، والباقون بتاء التأنيث على أنه مؤنث، قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي} [يوسف: 108].
وأما نافع: فقرأ بالتاء للخطاب، ولم يقيد لأن صورة الكل تاء.
[642] سبيل برفع خذ ويقض بضم سا = كن مع ضم الكسر شدده واهملا
[643] نعم دون إلباس وذكر مضجعًا = توفاه واستهواه حمزة منسلا
ب-: (الإهمال): ضد الإعجام، (الإضجاع): الإمالة، (منسلًا): من (أنسلت القوم): إذاتقدمتهم.
ح: (سبيل): مفعول (خذ)، (برفعٍ): حال، (يقض): مفعول (شدد)، (اهملا): عطف على الأمر، وما توسط بين الفعل والمفعول: حال، (نعم): حرف إيجاب، جواب سائلٍ سأل: هل استوعبت قيود هاتين القراءتين؟ فقال: نعم ... دون إلباس، (حمزة): فاعل (ذكر)، (مضجعًا): حال منه، (توفاه): مفعول (ذكر)، (منسلًا): حال أخرى.
ص: قرأ غير نافع: (سبيلُ المجرمين) [55] برفع اللام على أنه
[كنز المعاني: 2/197]
فاعل: {ولتستبين}، ونافع بنصبها على أنها مفعول، والفاعل ضمير الخطاب.
وقرأ عاصم وابن كثير ونافع: {يقص الحق} [57] بضم ساكنه وهو القاف وضم مكسوره وهو الضاد، بعدما يشدد ويهمل عن النقط، فيصير: {يقص} من القصص، و{الحق}: مفعوله.
والباقون بسكون القاف وكسر الضاد وتخفيفه وإعجامه من القضاء، {الحق} مفعول، أو مصدر.
ومدح القراءة الأولى بأنها واضحة لا إلباس فيها.
ثم قال: قرأ حمزة: (توفيه رسلنا) [61] و(استهويه الشياطين) [71] بالتذكير والإمالة، التذكير على أن الفاعل ظاهر مؤنث غير حقيقي، والإمالة على أنهما من ذوات الياء، والباقون بالتأنيث فيهما على الأصل). [كنز المعاني: 2/198]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ}، فذكره صحبة متابعة للرواية؛ أي: قرءوه بالياء؛ لأن لفظ السبيل مذكر في قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}، ومن قرأه بالتاء أنثوه كما جاء: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي}، {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا}.
وكل هذا على قراءة من رفع سبيل على أنه فاعل تستبين وهم كل القراء غير نافع على ما سيأتي في أول البيت الآتي وأما قراءة نافع بنصب سبيل فعلى أنها مفعول تستبين والتاء للخطاب لا للتأنيث؛ أي: ولتستبين "أنت" سبيل المجرمين،؛ أي: تتبينها وتعرفها، فقول الناظم: "صحبة ذكّروا" يريد أن غيرهم أنثوا ونافع لم يؤنث، وإنما جاء بتاء المخاطبة، ولكن العبارة ضاقت عليه فلم يمكنه التنبيه عليه واغتفر أمره؛ لأن قراءته كقراءة الجماعة لفظا بالتاء إلا أنهما يفترقان في المعنى، وذلك لا يقدح في التعريف بصورة القراءة، وقوله: ولا؛ أي: متابعة، وهو في موضع نصب على الحال أو هو مفعول من أجله والله أعلم.
642- سَبِيلَ بِرَفْعٍ "خُـ"ـذْ وَيَقْضِ بِضَمِّ سَا،.. كِنٍ مَعَ ضَمِّ الكَسْرِ شَدِّدْ وَأَهْمِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/119]
مضى الكلام في رفع سبيل ونصبه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/120]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (641 - .... .... .... .... .... = .... يستبين صحبة ذكّروا ولا
642 - سبيل برفع خذ .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ شعبة وحمزة والكسائي ولتستبين بياء التذكير؛ فتكون قراءة غيرهم بتاء التأنيث وقرأ السبعة ما عدا نافعا
سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ برفع اللام فتكون قراءة نافع بنصبها.
والخلاصة: أن شعبة وحمزة والكسائي يقرءون وليستبين سبيل المجرمين بالتذكير والرفع وأن ابن كثير وأبا عمرو وابن عامر وحفصا يقرءون بالتأنيث والرفع وأن نافعا يقرأ بتاء الخطاب في وَلِتَسْتَبِينَ ونصب اللام في سَبِيلُ). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلِتَسْتَبِينَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ، وَأَبُو بَكْرٍ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، أَوِ الْخِطَابِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَبِيلُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِنَصْبِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {ولتستبين} [55] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {سبيل} [55] بنصب اللام، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (598- .... .... .... .... .... = .... .... ويستبين صون فن
599 - روى سبيل لا المديني .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويستبين) أي قوله تعالى: ولتستبين سبيل المجرمين قرأه بالتذكير على لفظه شعبة وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتاء على التأنيث أو الخطاب كما سيأتي في البيت الآتي ففيه نوع تجوّز لضرورة الاختصار ولكنه أسهل من قول الشاطبية: يستبين صحبة ذكروا ولا.
(روى) سبيل لا المديني ويقص = في يقض أهملن وشدّد (حرم) (ن) ص
يعني قوله تعالى: سبيل المجرمين قرأه بالرفع على لفظه غير المدنيين فيكون لهما بالنصب من ضد الرفع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (عمّ) (ظ) لا (ن) لـ فإن = (ن) لـ (ك) م (ظ) بى ويستبين (ص) ون (ف) ن
ش: أي: قرأ مدلول (عم) المدنيان وابن عامر، وظاء (ظلا) يعقوب، ونون [(نل)] عاصم أنّه من عمل منكم سوءا [الأنعام: 54] بفتح الهمزة.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم، وكاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب فأنّه غفور رحيم [الأنعام: 54] بالفتح أيضا، والباقون بكسرها.
[وصار نافع وأبو جعفر بفتح الأول وكسر الثاني، والثلاثة بفتحهما، والباقون بكسرهما ].
وقرأ ذو صاد (صون) أبو بكر وفاء (فن) حمزة و«روى» [أول التالي] الكسائي وخلف وليستبين سبيل المجرمين [الأنعام: 55] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
وجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة؛ فهي في موضع المفرد أو مفعول له بتقدير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/300]
وجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة؛ فهي في موضع المفرد أو مفعول له بتقدير اللام، [و] فتح الثانية عطف عليها، ولسيبويه بدل من الأولى، وللمبرد [توكيد] على حد أيعدكم أنّكم الآية [المؤمنون: 35].
ووجه كسرها: أن الأولى على الحكاية أو التفسير فيصل، أو الاستئناف، وكذا الثانية.
ووجه فتح الأولى وكسر الثانية: ما مر في الأولى، وفاء الجواب تقتضى الاستئناف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/301] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ويستبين) فقال:
ص:
(روى) سبيل لا المديني ويقص = في يقض أهملن وشدّد (حرم) (ن) ص
ش: أي: قرأ العشرة سبيل المجرمين [الأنعام: 55] [برفع اللام.
وقرأ المدنيان معا بنصبهما]؛ فصار المدنيان بتأنيث ولتستبين ونصب سبيل [الأنعام: 55]، وابن كثير، والبصريان، وابن عامر، وحفص بالتأنيث، ورفع سبيل، والباقون بالتذكير، ورفع سبيل.
وقرأ مدلول (حرم) المدنيان، وابن كثير، ونون (نص) عاصم يقصّ الحقّ [الأنعام:
57] بضم القاف وتشديد الصاد المهملة، والباقون بإسكان القاف وضاد معجمة مخففة.
تنبيه:
لما لم يفهم من كلامه الإهمال والتشديد صرح به، ولما فهم الضم استغنى باللفظ.
وجه تذكير يستبين، ورفع سبيل: أن يستبين بمعنى: [تبين، [و] ظهر] فهو لازم، وسبيل فاعله، وإحدى لغتيه التذكير على حد وإن يروا سبيل الرّشد لا يتّخذوه [الأعراف: 146] فجرى فعله على الأصل.
ووجه التأنيث على اللغة الأخرى على حد قل هذه سبيلي [يوسف: 108] ووجه الخطاب: [النصب على أنه من] «استبنت الشيء» المعدى المستند إلى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/301]
المخاطب، أي: وتستبين أنت يا محمد وسبيل مفعوله.
ووجه تشديد يقصّ [الأنعام: 57]: أنه مضارع «قص» [مضاعف، والقصة الخبر على حد]: نحن نقصّ [يوسف: 3]، أو تبع على حد: فارتدّا على ءاثارهما قصصا [الكهف: 64]، وكل معدى بنفسه لواحد وهو الحق.
ووجه تخفيفه: أنه مضارع «قضى» معتل اللام، حذفت ياؤه رسما على لفظ الوصل، ويتعدى بالباء نحو: يقضى بالحقّ [غافر: 20] [فنصب الحق] لما حذفت، أو ضمن معنى [«صنع»، أو الحق] صفة مصدر، أي: القضاء الحق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/302] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيل" [الآية: 55] فنافع وكذا أبو جعفر بتاء الخطاب سبيل بالنصب وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص، وكذا يعقوب بتاء التأنيث والرفع وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وعنه سكون لام لتستبين وأبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا خلف بياء التذكير والرفع وافقهم الأعمش وجه الأولى أنه من استبنت الشيء المعدي أي: ولتستوضح يا محمد وسبيل مفعوله، ووجه الثانية أن الفعل لازم من استبان الصبح ظهر وأسند إلى السبيل على لغة تأنيثه على حد هذه سبيلي، والثالثة كذلك لكن على لغة تذكيره على حد سبيل الرشد لا يتخذوه،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
وأدغم دال "قد ضللت" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولتستبين} [55] قرأ شعبة والأخوان بالياء التحتية، على التذكير، والباقون بالتاء الفوقية، على التأنيث، باعتبار رفع السبيل ونصبه). [غيث النفع: 574]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سبيل} قرأ نافع بنصب اللام، والباقون بالرفع، فصار نافع بالتاء والنصب، وشعبة والأخوان بالتاء والرفع). [غيث النفع: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)}
{وَلِتَسْتَبِينَ}
- قرأ الحسن (ولتستبين) بسكون اللام.
{وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وحفص عن عاصم ويعقوب
[معجم القراءات: 2/438]
واليزيدي وابن محيصن والحسن (ولتستبين سبيل) بالتاء، ورفع اللام، على جعل التاء علامة تأنيث، ولا ضمير في الفعل، ورفع السبيل بفعله، وذكر الأخفش أن تأنيث السبيل لغة الحجاز.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف والأعمش وزيد (وليستبين سبيل) بالياء، ورفع اللام، ذكر السبيل؛ لأنه يذكر ويؤنث، ثم رفع بفعله، وذكر الأخفش أن التذكير لغة تميم، وذكر غيره أنها لغة نجد أيضًا.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وزيد عن يعقوب (ولتستبين سبيل) بالتاء والنصب، على جعله للخطاب والاستقبال، وإضمار اسم النبي صلى الله عليه وسلم في الفعل.
- وقرأ زيد عن يعقوب ونافع (وليستبين سبيل) بالياء، ونصب اللام، على إضمار اسم النبي صلى الله عليه وسلم، في الفعل، وهو الفاعل، ونصب السبيل لأنه مفعول به). [معجم القراءات: 2/439]

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَدْ ضَلَلْتُ) بكسر اللام الأولى طَلْحَة، والقورسي عن أبي جعفر؛ وشِبْل في اختياره، وأحمد، الباقون بفتحها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56)}
{قَدْ ضَلَلْتُ}
- قرأ قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال.
- وأدغم الدال في الضاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وورش وهشام وخلف (قد ضللت).
{ضَلَلْتُ}
- قرأ السلمي وابن وثاب وطلحة بن مصرف وابن أبي ليلى (ضللت) بكسر اللام، وهي لغة تميم، وذكر هذا أبو عمرو.
- وقراءة الجمهور (ضللت) بفتح اللام، وهي اختيار الأخفش وقراءته، وهي اللغة الغالبة عند أبي عبيدة، وهي لغة أهل الحجاز.
- وقرأ يحيى وابن أبي ليلى والحسن (صللت) بالصاد غير المعجمة، يقال: صل اللحم: أنتن.
وانظر بيانًا أكثر تفصيلًا في الآية/10 من سورة السجدة مما يأتي). [معجم القراءات: 2/440]

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا في الصَّاد وَالضَّاد من قَوْله {يقص الْحق} 57
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم {يقص} بالصَّاد
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر والكسائي (يقْض الْحق) بالضاد). [السبعة في القراءات: 259]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يقص الحق) حجازي، وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 242]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يقص) [57]: بالصاد غير المعجمة حجازي، وعاصم، وأيوب). [المنتهى: 2/678]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وعاصم (يقص الحق) بالصاد من القصص، وقرأ الباقون بالضاد من القضاء، ولا ياء فيه في السواد، وكذلك تقف عليه بغير ياء إن وقفت، ولا يستحسن الوقف عليه ولا على ما كان مثله نحو (ويدع الإنسان) و(سندع الزبانية) لأنه إنما كتب على لفظ الوصل فحقه الوصل وألا يوقف عليه، لأنك إن وقفت على السواد حذفت لام الفعل بغير رواية وإن خالفته لم يحسن،
[التبصرة: 203]
ومثل هذا (فمال هؤلاء القوم) وشبهه لا يوقف على (فما) فيخالف السواد، ولا يوقف على (فمال) فيقطع الموصول، وهذا مثل (ويدع الإنسان) مما كتب على نية الوصل أو على لفظ المملى فاعلمه فإنه كثير جدًا). [التبصرة: 204]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وعاصم: {يقص الحق} (57): بالصاد مضمومة مشددة.
والباقون: بالضاد معجمة مكسورة مخففة. والوقف عليها لهم في هذا ونظيره: بغير ياء اتباعًا للخط). [التيسير في القراءات السبع: 276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان عاصم وأبو جعفر (يقص) بالصّاد مضمومة مشدّدة، والباقون بالضاد مكسورة مخفّفة، والوقف لهم في هذا ونظيره بغير ياء اتباعا للخطّ إلّا ما تقدم من مذهب يعقوب). [تحبير التيسير: 356]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَقُصُّ) بالصاد حجازي، وأيوب، وعَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، والهمداني، وطَلْحَة في
[الكامل في القراءات العشر: 540]
غير رواية الفياض، وروى الفياض " يقضي بالحق " بزيادة ياء وباء ولا يؤخذ به، الباقون (يَقْضِ الْحَقَّ) بالضاد من غير ياء، وهو الاختيار لقوله: (الْفَاصِلِينَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 541]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {يَقُصُّ} بالصاد: الحرميان وعاصم). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (642- .... .... وَيَقْضِ بِضَمِّ سَا = كِنٍ مَعَ ضَمِّ الْكَسْرِ شَدِّدْ وَأَهْمِلاَ
643 - نَعَمْ دُونَ إِلْبَاس .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (ويقض بضم ساكنٍ)، وهو القاف مع ضم الكسر، يعني في الضاد.
(شدد وأهملا)، أي مع ذلك، يعني: افعل جميع ذلك في الضاد، فيصير اللفظ إلى {يقص}.
وقال: (نعم دون إلباس)، يعني أن هذه القراءة لا إلباس فيها وهي من القصص كما قال تعالى: {نحن نقص عليك}؛ أو من الأتباع، أي يتبع الحق والحكمة في ما يحكم به.
وفي قراءة الضاد، يحتاج إلى تفهم، لأن (تقضي) لا تحذف منه الياء وقد كتب بغير ياء في المصحف، ولأنه لا يتعدى إلا بالياء؛ تقول: قضى بكذا.
والجواب: أما الياء، فحذفت في الرسم على اللفظ، لأنها ذاهبة فيه، والكسرة تدل عليها.
وأما التعدي، فإما أن يكون الحق صفة لمصدرٍ مقدر، أي يقضي القضاء الحق، وإما أن يكون يقضي بمعنى يصنع الحق.
وكل ما صنعه فهو حكمة وحق؛ ومنه قول الشاعر:
وعليهما مسرودتان قضاهما = داود أو صنع السوابغ تبع
[فتح الوصيد: 2/883]
أو على إسقاط الخافض، ودليله قراءة عبد الله: (يقضي بالحق)، وقوله: {وهو خير الفصلين} ). [فتح الوصيد: 2/884]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [642] سبيل برفع خذ ويقض بضم سا = كن مع ضم الكسر شدده واهملا
[643] نعم دون إلباس وذكر مضجعًا = توفاه واستهواه حمزة منسلا
ب-: (الإهمال): ضد الإعجام، (الإضجاع): الإمالة، (منسلًا): من (أنسلت القوم): إذا تقدمتهم.
ح: (سبيل): مفعول (خذ)، (برفعٍ): حال، (يقض): مفعول (شدد)، (اهملا): عطف على الأمر، وما توسط بين الفعل والمفعول: حال، (نعم): حرف إيجاب، جواب سائلٍ سأل: هل استوعبت قيود هاتين القراءتين؟ فقال: نعم ... دون إلباس، (حمزة): فاعل (ذكر)، (مضجعًا): حال منه، (توفاه): مفعول (ذكر)، (منسلًا): حال أخرى.
ص: قرأ غير نافع: (سبيلُ المجرمين) [55] برفع اللام على أنه
[كنز المعاني: 2/197]
فاعل: {ولتستبين}، ونافع بنصبها على أنها مفعول، والفاعل ضمير الخطاب.
وقرأ عاصم وابن كثير ونافع: {يقص الحق} [57] بضم ساكنه وهو القاف وضم مكسوره وهو الضاد، بعدما يشدد ويهمل عن النقط، فيصير: {يقص} من القصص، و{الحق}: مفعوله.
والباقون بسكون القاف وكسر الضاد وتخفيفه وإعجامه من القضاء، {الحق} مفعول، أو مصدر.
ومدح القراءة الأولى بأنها واضحة لا إلباس فيها.
ثم قال: قرأ حمزة: (توفيه رسلنا) [61] و(استهويه الشياطين) [71] بالتذكير والإمالة، التذكير على أن الفاعل ظاهر مؤنث غير حقيقي، والإمالة على أنهما من ذوات الياء، والباقون بالتأنيث فيهما على الأصل). [كنز المعاني: 2/198] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما يقضي الحق، فقرئ بضم الساكن وهو القاف وبضم الكسر في الصاد مع تشديد الصاد وإهمالها، وهو أن تجعلها غير منقوطة فتعود صادا، فتصير الكلمة يقص من القصص من قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ}.
وبمعنى الإتباع من قوله سبحانه: {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}؛ أي يتبع الحق فيما يفعل، والقراءة الأخرى من القضاء، والحق: نعت مصدر محذوف؛ أي: يقضي القضاء الحق أو مفعول به على إسقاط الخافض؛ أي: يقضي بالحق كما قال: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ}، وهو مفعول صريح على أن يقضي بمعنى يصنع الحق وتفعله، والياء منه محذوفة في الرسم باتفاق فلهذا احتمل القراءتين، ثم رمز لمن قرأ يقص من القصص في أول البيت الآتي، فقال:
643- "نَـ"ـعَمْ "دُ"ونَ "إِ"لْبَاس، وذكر مُضْجِعًا،.. تَوَفَّاهُ وَاسْتَهْوَاهُ حَمْزَةُ مُنْسِلا
ما أحسن ما عبر عن القراءتين في يقص: وكأنه جعل حسن ذلك حالة نظمه، فقال بعده: نعم دون إلباس، قدر كأن سائلا سأل فقال: هل استوعبت قيود هاتين القراءتين؟ فقال: نعم من غير إلباس بل هو أمر
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/120]
واضح ظاهر، ووقع لي أنه كان غنيا عن تكلف هذه العبارة، وذلك بأن يلفظ بالقراءتين معا فهو أسهل مما أتى فلو قال:
سبيل برفع خذ ويقض يقص صا،.. د حرمي نصر إذ بلا ياءٍ انزلا
لحصل الغرض واجتمع في بيت واحد بيان اللفظين في القراءة ورمزها، وعرف بأن رسمها بلا ياء، ولكن فيما عبر به الناظم -رحمه الله- صناعة حسنة، وأسلوب غريب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/121]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (642 - .... .... ويقض بضمّ سا = كن مع ضمّ الكسر شدّد وأهملا
643 - نعم دون إلباس .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ عاصم وابن كثير ونافع يَقُصُّ الْحَقَّ بضم سكون القاف وضم كسر الضاد مع تشديدها وإهمال نقطها فتكون صادا فتصير يَقُصُّ الْحَقَّ من القصص فتكون قراءة الباقين بسكون القاف وكسر الضاد المعجمة المنقوطة وتخفيفها كما نطق به ويقفون بحذف الياء اتباعا للرسم). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَقُصُّ الْحَقَّ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَعَاصِمٌ، يَقُصُّ بِالصَّادِّ مُهْمَلَةً مُشَدَّدَةً مِنَ الْقَصَصِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الْقَافِ وَكَسْرِ الضَّادِ مُعْجَمَةً مِنَ الْقَضَاءِ وَيَعْقُوبُ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْوَقْفِ بِالْيَاءِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وعاصم {يقص الحق} [57] بضم القاف وصاد مهملة مشددة من القصص، والباقون بإسكان القاف وكسر الضاد معجمة من القضاء، ويعقوب يقف بالياء كما تقدم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (599- .... .... .... .... ويقص = في يقض أهملن وشدّد حرم نص). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يقص) يعني «يقصّ الحق» في موضع يقص الحق» بالصاد المهملة وتشديدها نافع وابن كثير وأبو جعفر وعاصم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ويستبين) فقال:
ص:
(روى) سبيل لا المديني ويقص = في يقض أهملن وشدّد (حرم) (ن) ص
ش: أي: قرأ العشرة سبيل المجرمين [الأنعام: 55] [برفع اللام.
وقرأ المدنيان معا بنصبهما]؛ فصار المدنيان بتأنيث ولتستبين ونصب سبيل [الأنعام: 55]، وابن كثير، والبصريان، وابن عامر، وحفص بالتأنيث، ورفع سبيل، والباقون بالتذكير، ورفع سبيل.
وقرأ مدلول (حرم) المدنيان، وابن كثير، ونون (نص) عاصم يقصّ الحقّ [الأنعام:
57] بضم القاف وتشديد الصاد المهملة، والباقون بإسكان القاف وضاد معجمة مخففة.
تنبيه:
لما لم يفهم من كلامه الإهمال والتشديد صرح به، ولما فهم الضم استغنى باللفظ.
وجه تذكير يستبين، ورفع سبيل: أن يستبين بمعنى: [تبين، [و] ظهر] فهو لازم، وسبيل فاعله، وإحدى لغتيه التذكير على حد وإن يروا سبيل الرّشد لا يتّخذوه [الأعراف: 146] فجرى فعله على الأصل.
ووجه التأنيث على اللغة الأخرى على حد قل هذه سبيلي [يوسف: 108] ووجه الخطاب: [النصب على أنه من] «استبنت الشيء» المعدى المستند إلى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/301]
المخاطب، أي: وتستبين أنت يا محمد وسبيل مفعوله.
ووجه تشديد يقصّ [الأنعام: 57]: أنه مضارع «قص» [مضاعف، والقصة الخبر على حد]: نحن نقصّ [يوسف: 3]، أو تبع على حد: فارتدّا على ءاثارهما قصصا [الكهف: 64]، وكل معدى بنفسه لواحد وهو الحق.
ووجه تخفيفه: أنه مضارع «قضى» معتل اللام، حذفت ياؤه رسما على لفظ الوصل، ويتعدى بالباء نحو: يقضى بالحقّ [غافر: 20] [فنصب الحق] لما حذفت، أو ضمن معنى [«صنع»، أو الحق] صفة مصدر، أي: القضاء الحق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/302] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَقُصُّ الْحَقَّ " [الآية: 57] فنافع وابن كثير وعاصم وكذا أبو جعفر بالصاد المهملة المشددة المرفوعة من قص الحديث، أو الأثر تتبعه، وافقهم ابن محيصن والباقون بقاف ساكنة وضاد معجمة مكسورة من القضاء، ولم ترسم إلا بضاد كأن الياء حذفت خطأ تبعا للفظ للساكنين كما في تغن النذر، وكحذف الواو في: سندع الزبانية، ويمح الله، ونصب الحق بعده صفة لمصدر محذوف أي: القضاء الحق أو ضمن معنى يفعل فعداه للمفعول به، أو قضى بمعنى صنع فيتعدى بنفسه بلا تضمين أو على إسقاط الباء أي: يقضي بالحق على حد يمرون الديار ووقف عليه يعقوب بالياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقص الحق} [57] قرأ الحرميان وعصام بضم القاف، بعدها صاد مهملة مضمومة مشددة، والباقون بسكون القاف، وبعدها ضاد معجمة مكسورة مخففة، وحذف الياء رسمًا بإجماع المصاحف، على لفظ الوصل، واجتزاء بالكسرة). [غيث النفع: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)}
{يَقُصُّ الْحَقَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر وابن عباس وابن محيصن
[معجم القراءات: 2/440]
وعلي ومجاهد والأعرج (يقص الحق) بالصاد المهملة المشددة، من قص الحديث أو الأثر إذا تتبعه.
- وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي والسلمي وسعيد بن المسيب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وأصحابه والسلمي (يقض الحق) بسكون القاف، والضاد المعجمة، وبدون ياء، على تقدير: يقضي القضاء الحق، أو يقضي بالحق، وأسقط الخافض.
قال الزجاج: (هذه كتبت ههنا بغير ياء على اللفظ، لأن الياء أسقطت لالتقاء الساكنين كما كتبوا (سندع الزبانية) العلق/12، بغير واو ...).
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وابن وثاب والنخعي وطلحة وابن عباس والأعمش وابن جبير ومجاهد (يقضي بالحق) بالياء، وإثبات باء الجر.
وذكر الزجاج أن القراء لا يقرأون بالياء لأنه مخالف للمصحف.
[معجم القراءات: 2/441]
- وقراءة يعقوب في الوقف (يقضي) بالياء.
وحكي أن أبا عمرو بن العلاء سئل: أهو يقص الحق، أو يقضي الحق؟
فقال: (لو كان يقص الحق لقال: وهو خير الفاصلين، أقرأ أحد بهذا؟
وحيث قال: وهو خير الفاصلين فإنما يكون الفصل في القضاء).
قال أبو حيان: (ولم يبلغ أبا عمرو أنه قرئ بها، ويدل على ذلك قوله: أقرأ بها أحد؟ ولا يلزم ما قاله.. فلا يلزم من ذكر الفاصلين أن يكون معينًا لـ(يقضي)).
{وَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (وهو) بسكون الهاء.
- وقراءة الباقين بضمها.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{خَيْرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (وهو أسرع الفاصلين).
والمثبت في مصحفه (يقضي بالحق وهو خير..).
- وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير (يقضي بالحق وهو خير الفاصلين) ). [معجم القراءات: 2/442]

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يتوفاكم" و"ليقضي" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالظالمين} كاف وقيل تام، فاصلة، ومنتهى ربع الحزب، بالإجمال). [غيث النفع: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}
{أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ}
- سكن أبو عمرو الميم عند الباء، وأخفاها بغنة.
وسمى بعض المتقدمين هذا إدغامًا، ولا يخفى على ذي بصر فرق ما بينهما). [معجم القراءات: 2/443]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس